اتجاهات الشباب السوداني
نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصية الأفراد
(دراسة تطبيقية على مجموعة من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي)
بحث مقدم لمؤتمر الحتمية القيمية
أعداد بروفسور عبدالنبي عبدالله الطيب
أستاذ الصحافة بجامعة جازان
بالاشتراك مع الاستاذة فاطمة الزهراء قيطة

مقدمه
أضحت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، بأنواعها المتعددة والمختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر، اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ)والتي تعـرف بـالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار، وقد كان في بداياته مجتمعـا افتراضيا على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية تؤثر في قرارات المتأثرين واستجاباتهم ، بضغوط مـن القوة المؤثرة التي تستخدم في تأثيرها الأنماط الشخصية للفرد (السمعي، والبصري، والحـسي)، باعتبار أن المتأثر وأنماطه محور مهم في عملية التأثير، مستغلة (أي القوة المؤثرة) بأن الـسمعي: سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو يسمعه، والبصري: حذر في قراراتـه لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع، والحسي: يبني قراراتـه علـى مـشاعره وعواطفـه المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المـؤثرين لتغييـر الآراء والمفـاهيم والأفكار، والمشاعر، والمواقف، والسلوك. وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، فإن لها أيـضا دوراً في التشبيك والمناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غيـر منظمـة، وفـي تحقيـق المسؤولية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيد، فقد اسـتطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيـذ، لـذا لا يمكـن أن نعـدّ التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغير مع مرور الزمن.
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت”، من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات وأكثرها شعبية، ورغم أن هذه المواقع أنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، فـإن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث الـسياسية، وكذلك الدعوة إلى حضور الندوات أو التظاهر. وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشئ وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي وقـد اهتمت المؤسسات الاجتماعية والتربوية بوضع البرامج والأنشطة للطلاب، وذلك بقصد الاسـتفادة من إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، وكذلك بقصد زرع جوانب وأمور مهمة وتنميتها في شخـصية الطالب ، فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين للدارس فقط وإنما هي عملية مفيدة لبنـاء شخـصية الطالب من جميع النواحي، وبث روح المسؤولية الاجتماعية والاعتداد بالذات، وتحمل المسؤوليات في الحياة ، ومحاولة إيجاد التوازن المتكامل في جميع جوانب الشخصية.
مشكلة البحث :
تعدّ المسؤولية الاجتماعية من القضايا المهمة جدًا لأنها ترتبط بالكائن الإنساني دون غيره من المخلوقات ، وتحمل أمانة المسؤولية يترتب عليه أفعال وممارسات إيجابية أو سـلبية داخـل المجتمع من أجل ذلك يمكن أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهما في تنمية المـسؤولية الاجتماعية، لدى الشباب السعودي وذلك من خلال قيام المجموعات الشبابية بإنشاء صفحات خاصة بهم على هذه المواقع وتطبيقاتها لإغراض شخصية من صور و مقاطع فيديو وحتى بعض العبارات و الكلام المؤثر ومنهم من يتبنون بها قضية اجتماعية تقع في صلب اهتماماتهم فيعملوا على نشرها والدفاع عنها باستخدام مهارات التواصل ومع هذا فانه يوجد من يحاول انتهاك هذه الخصوصية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصيات الأفراد و الاطلاع عليها بدون وجه حق ،ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:-
(ما اتجاه الشباب السوداني نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد؟).
أهداف البحث:
1. تحديد نوع وسائل التواصل الاجتماعي التي يستغلها الشباب السوداني للحصول على معلومات الأفراد وانتهاكها.
2. الكشف عن دوافع من يحاول استغلال هذه المواقع للحصول لكشف خصوصية الغير.
3. معرفة الطرق التي تساعد الشباب في الحصول على معلومات حساب الفرد المراد استغلا حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
4. الوصول للمعوقات التي تعيق المستغلين لوسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد.
5. معرفة المقترحات لمواجهة الآثار السلبية ونصح مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من انتهاك خصوصية الأفراد.

تساؤلات البحث :
1- ما حجم الساعات التي يقضيها الشباب السوداني في التعرض وسائل التواصل الاجتماعي ؟
2- ما الدوافع وراء استخدام الشباب السوداني لوسائل التواصل الاجتماعي انتهاكاً لخصوصية الفرد ؟
3- ما الطرق التي تساعد الشباب السوداني في جمع المعلومات الكافية للحصول على حسابات الأفراد؟
4- ما العوامل والدوافع التي تدفع الشباب لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد ؟
5- ما أشكال الخصوصية المنتهكة؟
6- من هم أكثر الفئات انتهاكا لخصوصيتهم وما اثر انتهاك الخصوصية على سلامة المجتمع من وجهة نظر عينة البحث ؟
أهمية هذه الدراسة:
هذه الدراسة معالجة لوضع مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب السوداني في انتهاك خصوصية الأفراد. وهي دراسة جديدة في هذا المجال.
وتزداد أهمية هذه الدراسة من حساسية الموضوع الذي تعالجه ، وازدياد ظاهرة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في انتهاك الخصوصية للدرجة التي أصبحت فيها الظاهرة تشكل خطرا إجراميا مهددا للسلامة المجتمعية.

نوع الدراسة:
تنتمي هذه الدراسة إلي مصفوفة الدراسات الوصفية وتعرف بأنها” هي البحوث التي تعرض خصائص ظاهرة ما كميا أو كيفيا بناء على فروض مبدئية سابقة للدراسة أو بدونها بطريقة أكثر دقة 1
منهج الدراسة:
استخدم الباحث المنهج المسحي ويعرف “بأنه المنهج الذي يستهدف وصف سمات أو آراء أو اتجاهات أو سلوكيات لعينات من الأفراد ممثلة لمجتمع ما ، بما يسمح بتعميم نتيجة المسح على المجتمع الذي سحبت منه العينة .
مجتمع الدراسة:
مجموعة من الشباب السوداني مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ) لغرض تحديد اتجاهاتهم نحوانتهاك خصوصية الأفراد.
عينة الدراسة:
العينة العشوائيةا البسيطة” وسميت بذلك لكونها أسهل أنواع العينات اختياراً حيث أن خطوات تقرير الفقرة التي تكون ضمن إطار العينة العشوائية البسيطة أقل في غيرها من أنواع العينات العشوائية الأخرى” وقد اعتمد الباحثون على عينة الشباب السوداني مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر استبيان إلكتروني ويبلغ عددهم (150) .
– مجتمع الدراسة :
يعرف مجتمع الدراسة بأنه المجتمع الأكبر أو مجموع المفردات التي يستهدف الباحث دراستها لتحقيق نتائج الدراسة ؛ وبالتالي فإن مجتمع الدراسة يمثل دائماً شريحة كبيرة تخضع للدراسة ، ثم يتم تعميم نتائج الدراسة على كل مجتمع شبيه . وبالتالي فان مجتمع هذه الدراسة هم الشباب السوداني بولاية الخرطوم.

6- عينة الدراسة :
العينة عبارة عن عدد محدود من المفردات التي سوف يتم تعامل الباحث معها منهجياً ؛ ويشترط في هذا العدد أن يكون ممثلاً لمجتمع البحث في الخصائص والسمات التي يوصف من خلالها هذا المجتمع (3) . وقد بلغ حجم العينة 150 شابا تم الوصول اليهم عن طريق المجموعات علي قوقل درايف
7- نوع الدراسة :
تقع هذه الدراسة في إطار الدراسات الوصفية ( وهي الدراسات التي تهتم بدراسة الحقائق المتصلة بالظواهر والأحداث أو الأوضاع القائمة عن طريق جمع معلومات وبيانات عنها وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها وإصدار تعميمات بشأنها (4) .
8-أدوات جمع البيانات :
اعتمد هذا البحث في جمع بياناته على استمارة استبيان كأسلوب لجمع البيانات يتفق وأهداف الدراسة وطبيعة الجمهور المبحوث ؛ وقد مر تصميم الاستمارة بالخطوات التالية :
أ‌- الخطوة الأولى : وفيها تم تحديد أهداف الدراسة وتساؤلها الرئيس ؛ ثم التساؤلات الفرعية المنبثقة عنه ، كما تم تحديد مجتمع الدراسة ونوعية المعلومات المطلوبة المتسقة مع تساؤلات الدراسة وأهدافها ؛ وذلك حتى يتم تصميم استمارة تلبي فعلاً مطلوبات البحث .
ب‌- الخطوة الثانية : تم في هذه المرحلة إعداد تصميم مبدئي للاستمارة مراعياً العوامل التي تم تحديدها في الخطوة الأولى ؛ حيث تم تقسيم الاستمارة إلي محاور حتى تسهل على المبحوث فهم المطلوب والانتقال في محور لآخر بسلاسة ؛ ثم مراجعة الأسئلة حتى يتم التأكد من وضوحها وشمولها تفادياً لأي أخطاء تنتج من سوء فهم السؤال ؛ وأخيراً إحكام الصياغة النهائية للاستمارة بعد التشاور بين الباحثين .
9-قياس الصدق :
تهتم البحوث الوصفية المسحية بمسالة الصدق ؛ وذلك لأن صدق الاستمارة ( يؤدي للوصول إلي البناء العاملي للسلوك أو الأداء على فقرات الاختبار أو المقياس المستخدم ؛ وللتأكد من أن الاستمارة تقيس فعلاً المعلومات المطلوبة ؛ فقد تم عرض الاستمارة على أثنين من الأساتذة المختصين في مجال الإحصاء ومناهج البحث ؛ وقاما بمراجعتها وإبداء بعض الملاحظات حولها ، ومن ثم قام الباحثان بصياغة الاستمارة وبشكلها نهائي وفقاً لهذه الملاحظات .
10- قياس الثبات :
يشير الثبات إلي درجة الاستقرار أو الاتساق في الدرجات المتحققة على أداة القياس مع الزمن .
وفي حالة هذا البحث فقد تم عرض البحث على مجموعة من مجتمع البحث الذين تم اختيارهم كعينة ، ثم طرحت نفس الاستمارة على المجموعة مرة أخرى ؛ وذلك للتأكد من اتساق الإجابات ، وقد حققت الاستمارة نسبة ثبات عالية بلغت 94.0% ؛ على ضوء مقياس ألفا.

.
مصطلحات البحث :
وسائل التواصل الاجتماعي
منظومة من الشبكات الإلكترونيّة التي تسمح للمشترك فيها بإنـشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعـضاء آخـرين لـديهم الاهتمامات والهوايات نفسها أو جمعه مع أصدقاء الجامعة أو الثانوية.
الخصوصية
تعرفها الويكي بيديا بالرغبة الشخصية بالنسبة للفرد والسلطة بالمحافظة علي المعلومات الخاصة والقدرة علي التحكم بها والتحكم بمن يمكنه الوصول اليها.”5″
الدراسات السابقة:
الدراسة الأولي:-دراسة عزة مصطفي الكحكي”6″ :- وجاءت تحت عنون”اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية للأسرة المصرية والقطرية”
هدفت الدراسة الي تحديد اثر تلك الرسائل علي العلاقات الاجتماعية وحجمها والتفاعلات الاجتماعية.بلغ حجم العينة”600″ مفردة عن طريق العينة العشوائية المتعددة المراحل.وقد توصلت الدراسة الي ان هناك ارتباط سلبي بين معدل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومستوي التفاعل الاجتماعي بين الأفراد. كما كشفت الدراسة الي انه كلما شعر الأفراد بالخصوصية باستخدام جهاز الكومبيوتر زاد انعزالهم عن الواقع وانخفض مستوي تفاعلهم الاجتماعي.
الدراسة الثانية:-دراسة عزة هشام البرجي –اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية”7″
هدفت الدراسة الي التعرف علي دوافع استخدام الشباب المصري لموقع الفيس بوك والكشف عن طبيعة العلاقات الاجتماعية والصداقات التي تتكون نتيجة لهذا التعرض.كما هدفت الدراسة الي رصد وتحليل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية والايجابية المترتبة علي هذا التعامل.بلغ حجم العينة”136″ عن طريق العينة العشوائية البسيطة. وقد توصلت الدراسة الي أن دافع التسلية والترفيه يأتي علي رأس دوافع استخدام الطلاب للموقع.وكشفت الدراسة علي أن أفراد العينة قد قاموا بتطوير علاقاتهم الاجتماعية عبر استخدام الموقع.
الدراسة الثالثة :-دراسةBabajide Ostauy”8″ وجاءت الدراسة بعنوان”قياس دور وسائل التواصل الجتماعي في الترفيه علي ضوء خصوصية المعلومات”
هدفت الدراسة لتحديد مفهومك الخصوصية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تهدف لتحديد مفهوم الخصوصية في الاتصال علي ضوء نظرية إدارة الخصوصية.
تمثلت أداة جمع البيانات في استبيان الكتروني علي مجموعة من الطلاب في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ حجم العينة 310 مفردة.
وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها:علي الشركات وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي المحافظة علي البيانات التي يحصلون عليها من المشتركين.
الدراسة الرابعة دراسة”9″ Md Imural جاءت الدراسة تحت عنوان”استغلال الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي”
هدفت الدراسة لتوضيح كيفية استغلال الخصوصية علي مواقع التواصل الاجتماعي والمضار التي تنتج من هذا الاستغلال.كما توضح الدراسة المخاطر التي يواجهها المستخدمون من استغلال بياناتهم الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتمدت الدراسة علي استبيان الكتروني علي مجموعة من المدونين.
وقد توصلت الدراسة الي أهمية المحافظة علي خصوصية الأفراد علي مواقع التواصل الاجتماعي.
الدراسة الخامسة:-دراسة مريم ناريمان نومار”10″ بعنوان”استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مسنخدمي الفيس بوك في الجزائر”
هدفت الدراسة الي الكشف عن اثر استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية من خلال دراسة عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر.
اعتمدت الدراسة علي الاستبيان باستمارة مقسمة علي ثلاث محاور، وبلغ حجم العينة 280 مفردة تم اختيارهم عن طريق الاقتراع المباشر.
بينت الدراسة ان النسبة الأكبر من المبحوثين تقضي أكثر من ثلاث ساعات في استخدام الفيس بوك، ويفضل اغلب افراد العينة موقع الفيس بوك بدافع التواصل مع الاهل والاصدقاء، ايضا كشفت الدراسة ان متغير النوع يؤثر في استخدام افراد العينة للفيس بوك، وان افراد العينة الاكبر سنا يتعاملون بوعي عند استخدامهم لموقع الفيس بوك.
التعليق علي الدراسات السابقة
تناولت كل الدراسات الي تم اسنعراضها العلاقة بين الاستخدام والاشباعات وكذلك تناولت الدراسات موضوع الخصوصية وعلاقته باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
استفاد الباحث مما تم استعراضه من دراسات في تحديد ابعاد مشكلة الدراسة وادوات جمع البيانات.
ويلاحظ قلة الدراسات التي تتناول موضوع الخصوصية في الدراسات العر بية مما يجعل هذه الدراسة اضافة لهذا المجال لدراسات الاعلام الجديد.

النظريات المفسرة للدراسة
اعتمدت هذه الدراسة في تفسير متغيراتها علي النظريات التالية:-
-النظريات التي تفسر علاقة الطلاب بوسائل الإعلام : ترتبط هذه الدراسة في تفسير الظاهرة ( العلاقة بين وسائل الإعلام والطلاب ) على نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام ، ونظرية الاستخدامات والاشباعات .
أ‌- نظرية لاعتماد على وسائل الإعلام Dependency Theory
ينبني الإطار الفكري لهذه النظرية على سعيها لتفسير لماذا يكون لوسائل الإتصال أحياناً تأثيرات مباشرة ،وأحياناً أخرى تكون تأثيراتها ضعيفة وغير مباشرة(12).وبهذا فإنه يمكننا أن نصف نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام ؛بأنها نظرية تهتم بدراسة بيئة وسائل الإعلام ، وتنظر للمجتمع باعتباره تركيباً عضوياً ، وهي تبحث عن كيفية ارتباط الجمهور بالوسائل ، ومحاولة تفسير السلوك الناتج من هذا الارتباط .
ويعزي عمادالدين مكاوي علاقة الاعتماد على وسائل الإعلام على ركيزيتينأساستين هما(13):
أ-1- الأهداف : لكي يحقق الأفراد والجماعات أهدافهم الشخصية والاجتماعية ؛ فإن عليهم أن يعتمدوا على موارد يسيطر عليها أشخاص أو جماعات (وسائل الإعلام) والعكس الصحيح.
أ-2-المصادر:يسعى الأفراد والمنظمات إلي المصادر المختلفة التي تحقق أهدافهم ، وتعد وسائل الاتصال نظام معلومات يسعى إليه الأفراد والمنظمات من أجل بلوغ أهدافهم .
ويصف عماد مكاوي الجهد الذي تقوم به وسائل الإعلام ويجعلها مصدر ثقة واعتماد بالتالي (14)
أ-2-1- أنها تقوم بجمع المعلومات التي تشعر بأن المجتمع يحتاج لمعرفتها .
أ-2-2-تنسيق المعلومات : حيث تقوم وسائل الإعلام بعملية تنقيح وصياغة وتحرير للمعلومات وتقديمها في قالب جذاب .
أ-2-3-نشر المعلومات : وذلك بأن وسائل الإعلام توظف إمكاناتها التقنية للوصول لأكبر عدد من الجمهور مما يحقق لها نوع من الهيمنة .
وتحدد نظرية الاعتماد طبيعة العلاقة بين الفرد وسائل الاتصال ، فكلما اعتمد الفرد على هذه الوسائل لإشباع حاجاته المعرفية ، قامت الوسائل بدور مؤثر في حياة الفرد النفسية والاجتماعية .
ويحصر ملفندوفلير العوامل التي تؤثر في عملية الاعتماد على وسائل الإعلام في التالي (15):
أ-طبيعة الجمهور المستهدف وأهدافه من الاعتماد.
ب-طبيعة المجتمع ومدى توافر مصادر المعلومات فيه .
ج-طبيعة تنوع وسائل الإعلام.
د-طبيعة الوقت أو الظروف الذي يمر به الفرد والمجتمع.
هـ-طبيعة المعلومات التي تقدمها وسائل الاتصال.
ويؤدي الاعتماد على وسائل الإعلام إلي حصول الفرد على المعلومات التي تفسر الوقائع من حوله ؛ وتساعده على تفهم الأزمات والتفاعل معها وأساليب مواجهتها ، كما يتمكن من اكتساب القيم والمعايير القائمة في المجتمع وتغيير أو تعديل أو اكتساب آراء واتجاهات خاصة بالمواقف المحيطة بالفرد.
ب‌- نظرية الاستخدامات والاشباعاتUses and Gratification Theory
قبل أن يضع إلياهوكاتز(عالم اتصال أمريكي ) لبنات نظريته المسماة بمدخل الاستخدامات والاشباعات ، سادت في العالم مفاهيم نظريات الانسياب المباشر لوسائل الإعلام ( نظرية الحقنة المخدرة والطلقة السحرية ) ،والتي صورت جمهور وسائل الإعلام كمتلقي سلبي ؛ لا يبدي مقاومة لما تبثه وسائل الإعلام ، أو مفاهيم انسياب الإعلام على مرحلتين ، والتي قسمت الجمهور لطبقتين ؛ طبقة فاعلة تسمى قادة الرأي ؛ وطبقة تابعة توصف بأنها متلقي للإعلام بطريق غير مباشر .
وقد أدى وضع إلياهوكاتز لنظريته تلك في العام 1959م لتحول الانتباه من الرسالة إلي الجمهور الذي يستقبل هذه الرسائل .
وتعد عملية استخدام الجمهور لوسائل الاتصال عملية معقدة ، وترجع لعدة عوامل منها ؛ خلفيات أفراد الجمهور الثقافية ، سياسات الوسيلة وتوجهاتها ، العوامل الشخصية (أسلوب الحياة ، السن ، الدخل ، مستوى التعليم ، النوع) ، ونوع الإشباع الذي يريد الشخص الحصول عليه من التعرض للوسيلة الاتصالية (16).
ويحسب لنظرية الاستخدامات والاشباعات ؛ أنها أدت لما يعرف الآن في مجال
نظريات الإعلام بمفهوم الجمهور النشط ؛ الذي حول دراسة علاقة الجمهور بالوسائل من الإجابة على السؤال ( ماذا ) إلي الإجابة على السؤال (لماذا ) وذلك للتعرف على أسباب تعرض الجمهور لوسائل الاتصال ، وهو ما يعرف بدوافع التعرض (مشاهدة –استماع –اطلاع) ، كما أنها تحاول التعرف على الاشباعات التي يحققها التعرض لوسائل الاتصال بالنسبة للجمهور (17).

ويقسم كامل فرج الحاجات والدوافع التي تؤدي بالجمهور لاستخدام وسائل الإعلام ؛ وبالتالي تحقيق الإشباعات كالتالي :
1-احتياجات معرفية : وتتمثل في الحصول على المعلومات عن طريق الموضوعات المختلفة للتعرف على البيئة المحيطة.
2-احتياجات عاطفية : وتتمثل في تحقيق المتعة ؛ واشباع الحاجات الجمالية والعاطفية.
3-تحقيق الاندماج الذاتي : وتتمثل في رغبة الفرد في تحقيق تطلعاته الشخصية.
4-الحاجة إلي التفاعل الاجتماعي : وتتمثل في تحسين علاقات الفرد مع أسرته وأصدقائه.
5-إزالة التوتر:وتتمثل في الهروب من المشاكل الشخصية والرغبة في اللهو والإمتاع.
ووفقاً لنظرية الاستخدامات والاشباعات فإن هذه الحاجات تنشأ نتيجة لما يعرف بالدوافعMotive ، والدوافع نوعان (18):
أ-دوافع منفعية :وتهدف للتعارف على الذات واكتساب المعرفة والمعلومات والخبرات ومراقبة البيئة ، وترتبط الدوافع المنفعية بالتعرض لنشرات الأخبار وبرامج المعلومات.
ب-دوافع طقوسية:وتهدف إلي إشباع رغبات الفرد في تمضية الوقت والاسترخاء والصداقة والهروب من المشاكل ،وترتبط الدوافع الطقوسية بالتعرض للمسلسلات الأفلام والبرامج الترفيهية.