مهارات الاتصال الفعال

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مهارات الاتصال الفعال

 

 

 

 

ا.د عبد النبي عبدالله الطيب النوبي

 

جامعة وادي النيل-السودان

جامعة شندي-السودان

جامعة جازان-المملكة العربية السعودية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تقديم

عندما طلب مني الأخ الصديق دكتور عبدالنبي عبدالله الطيب التقديم لكتابه الجديد(مهارات الاتصال الفعال)شعرت بعظم المسؤولية، وثقل القول، وقلت في نفسي لو طلب مني نقل جبل من مكانه، فهو علي أهون من الدخول في هذا المعترك، فليس معني ذلك هروبا من الميدان أو لأنني لا املك أدوات وأسلحة القتال فيه، ولكنني ادري الناس بأخي الدكتور عبدالنبي عبدالله الطيب منذ أن قدم علينا(طالبا جديدا)بالجامعةالاسلامية في منتصف ثمانينات القرن الماضي، وحينها نحن بالمستوي الرابع نحزم الأمتعة لمغادرة القاعات، والدخول في معمعة الحياة العملية، فيكفيه فقط، انه ترشح للمكتب التنفيذي لجمعية الصحافة والإعلام بالجامعة، ونال ثقة الجمعية فاحتل مكاني في الأمانة العامة للجمعية، فهو مثقف ومتحدث ومثابر، وصاحب عقل محاور ومتسائل، ومنظم ومرتب، وبعده عرف  أخي الدكتور عبدالنبي عبدالله الطيب  ين زملائه في كافة مستوياته الجامعية ومن ثم الخدمة المدنية حتي الوصول لدرجة الأستاذ المشارك، بأنه باحث ومنقب، لا تزكم انفه غبار أمهات الكتب ولا يتعب عينيه التدقيق علي الشبكة الدولية( الويب). فيعرف ويلم بعدد غير قليل من المواقع المهمة التي تحوي كنوز العلم والمعرفة، وساعده في ذلك همته التي لا تفتر وعزيمته التي لا تكل في الوصول للهدف، وصدق نواياه في خدمة العلم وطلابه. فهو قارئ نهم، وجامع واعي، فكل من طرق بابه في مرجع أو مصدر وجده عنده، فمكتبته قبلة للزوار من أهل التخصصات المتنوعة، ومعدته هاضمة لكل ما تنتجه المطابع، فهو لا يعاف ولا يأنف من قراءة أي مطبوع في التراث أو السياسة أو الاجتماع أو الاقتصاد، وفوق هذا وذاك كتب تخصصه الذي أحبه ونبغ فيه.

ولكل هذه الأسباب تهيبت كتابة التقديم لهذا السفر الجديد، فظل حبيس عندي لمدة شهرين، ولكن توكلت علي الحي القيوم، وقدرت حسن ظن أخي عبدالنبي  بشخصي، ووجاهة أسبابه في إسناد هذه المهمة لي، وبالفعل وجدت هذا الإنتاج قد سكب فيه من الجهد العظيم، وحوي ذروة من الإبداع المتفرد في سرد وتبسيط المعلومة، ونال قصب السبق في الابتكار الجديد في التبويب والتنظيم، وطرق إثبات المراجع واخذ المعلومة من المصادر، مما جعلني أسير لنفاثاته ، فهو غذاء معلوماتي فيه النفع والنضج، بمقدار مافيه من المتعة والاكتناز المعرفي،.عن موضوع لا يحتاجه رجل الإعلام فقط ، وإنما يحتاجه كل صاحب مهنة وحرفة وقيادة، بل وحتي رجل الشارع العام لايستنكف عنه ، فيستحيل أن ننعم الحياة دون تفاهم عبر اتصال فعال ، ولا يكون ذلك دون مهارات اتصالية ناجحة في توصيل الرسالة…. فالدعوة مفتوحة للنهل من معينه… والاستفادة من وقفاته وحيثياته.

د. مكي محمد مكي

أستاذ الإعلام المشارك بجامعة وادي النيل-السودان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الاول

 

 

 مهارات الاتصال Communication Skills  :

 

يقصد بها تلك القدرات الإبداعية والمكتسبة لدي الإنسان والتي يستخدمها من أجل إكمال عملية الاتصال ، وذلك في حالتي أن يكون الإنسان مرسلا أو مستقبلاً .

، والتي يبدأ في استخدامها منذ أول يوم في حياته ، ولا تنتهي وظيفتها إلا بالموت .

ويذهب بعض المتخصصين في الاتصال الإنساني إلى أن التطور الإنساني على التنظيم يرجع لمدى قدرات الإنسان في تطوير مهارات الاتصال لدي الإنسان في عملية الاتصال .

 تعريف اخر

هي القدرات التي تستخدم في العملية التي بموجبها يقوم شخص بنقل أفكار أو معاني أو معلومات على شكل رسائل كتابية أو شفوية مصاحبة بتعبيرات الوجه ولغة الجسم وعبر وسيلة اتصال تنقل هذه الأفكار إلى شخص آخر وبدوره يقوم بالرد على هذه الرسالة حسب فهمه لها، ولتحديد هذا المفهوم لابد من الوقوف علي عملية تطور الاتصال لدي الانسان.

 

 

تطور عملية الاتصال الأولى

يري الباحثون في مجال علم الاتصال وعلم الاجتماع أن تطور الحياة البشرية يمكن تفسيره من خلال دراسة تطور عملية الاتصال ، كما أن تطور عملية الاتصال يمكن دراسته من خلال دراسة تطور مهارات الاتصال واستخدامها وتوظيفها لدي الإنسان وهناك سؤال منطقي هو كيف بدأت عمليات الاتصال الأولى ؟

أن الإنسان مخلوق لا يماثله مخلوق آخر من مخلوقات الله على ألأرض خص بعقل وقابلية لا تحدها حدود على التكيف والتطور ، وانتهج سبيلي المعرفة والتطبيق والتجريب الفكري العقلاني والمادي الحياتي وما استطاعت الذاكرة الإنسانية الفنية أن تحفظ لنا هذا القدر الهائل من المعارف والعلوم إلا من خلال سبل وطرائق وآليات التميز والتراكم ، وهي كذلك ثمرة لتطور تاريخي آخر شاق وطويل وليس من اليسير ولا المنطقي أن تفصل بين تطور المجتمعات البشرية في مجمله وتطور وسائط الاتصال كذلك .

وإذا نظرنا إلى مراحل تطور التاريخ الإنساني في محتواها وفي نسقها لتثبيت العلاقة الجدلية الطردية التي تمنطق الانتقال من مرحلة إلى التي تليها في نسيج واحد متماسك بسببه يحق لنا أن نقول أن ليس ثمة حياة اجتماعية ولا مجتمع في غياب العملية الاتصالية التي هي في بنية المجتمع وليست دخيلة عليه ، يقول ولبور شرام في كتابة وسائل الإعلام والمجتمع (ستصبح الجماعة الإنسانية شبيهة بأشجار الغابة إذا لم تجد وسيلة للتفاهم بينهما) فلأعلام والاتصال إذا هو بمثابة الجهاز العصبي لهذا الجسد المتعدد المكونات والأعضاء المسمى المجتمع ، فحاجات الإنسان ورغائبه هي التي تدفعه للبحث عن حلول ومخارج لما يواجهه من صعوبات وأزمات ، وهي كذلك التي تحفزه للسعي لشحذ أدواته وتجديدها وتطوير أساليب عمله وتحديد نظمه ، وعند ما يحقق ما يصبو إليه من كفاءة ووفرة ورفاهية تطل في أفق حياته حاجات ومرامي جديدة فيضيق بما يكشفه من كشوف قصرت عن تحقيق ما يرنو إليه كما أو كيفا فيجدد السعي باحثاً عما يستطيع الوفاء برغائبه تلك وربما استطعنا بسبب كشف ما أو مجموع تقنيات ما غير ذلك أن نسم طرفاً من عمر الزمان المديد بالسمة التي عرف بها في ذلك التاريخ ، فالعصر الحجري القديم ارتبط باستخدام الحجارة وعرف الناس خصائصها وأصنافها وقدراتها سميناه وسيطاً وحديثاً ، وذلك عند ما فرق الإنسان بين أنواع الحجارة كالصوان والرخام والبازلت والجرانيت ، وعرف العجلة والنار واستخدام الخشب .

ثم جاء العصر الحديدي والبرونزي ولم يبق لنا الكثير من تراثهم إلا المادي منه وظللنا نصف العصور على ذلك المنوال ، ثم تطورت معاييرنا فوصفنا الزمان بأكثر الحضارات والأمم تأثيرا فيه ووصفناه بحالة وبنائه ، ثم لما ثار البشر على الخرافة والظلام والدجل وركنوا لعلم الإنسان ومواهبه سميناه عصر النهضة وهكذا دواليك ، ونحن نسمى عصر الحاضر كما يقول جون ونتر في كتابة مقدمة الاتصال الجماهيري بعصر المعلومات .

أن التراث الحضاري البشري هو حصيلة عمليات معقدة في الاختيار والتلاقح والانتقاء والتراكم الطبيعي ، تربط بينها عبر المراحل المختلفة وشائج الترابط التاريخي والانتقال والتكميل والتطوير والرفض والاقتناع وغيرها .

وربما استطعنا تمييز أهداف وحاجات مشابهة سعى الإنسان لتحقيقها عبر الأزمنة ولكن لن يفوتنا بالطبع أن نستقرئ اختلاف العصور الذي تسبب في ابتداع الآليات وظن الاختلاف عن بعضها البعض .

فلقد سعى الإنسان منذ العصر الحجري الأول لأن يطور طرق وأساليب ينقل بها المعارف والمعاني للآخر ، ثم طور الإنسان تقنيات لإرسالها للآخر البعيد ، ثم سعى لابتداع سبل يحفظ بها المعارف للزمان القادم ، وهو ما نسعى اليوم بتطوير أساليب وأجهزتنا الإلكترونية وأقمارنا الصناعية وعقولنا الإلكترونية .

 

الإنسان الأول

 

من هو الإنسان الأول ؟

سؤال استغرقت محاولة الإجابة عليه من العلماء جهداً ووقتا عظيماً وذلك بسبب الطبيعة الخاصة لمصادر تلك المعرفة وأدواتها ، ولقد صرف الباحثون في سعيهم ذلك قرناً أو يزيد ، وما أعانهم على ذلك تسمية الحقب السحيقة ولا معرفة أعمار وطبائع المخلوقات الأولية البدائية التي عاشت فيها وتلك الاحقه إلا التمسك بسبل العملية ومناهجها والتقنيات الحديثة الموثوق إلى حد معقول بكفاءتها .

ولقد بينت الحفريات أن الأرض قبل 70 مليون عام خلت عرفت مخلوقات جاءت منها فصائل الثديات العليا ذات الأيدي والأقدم المرنة التي تحتوي على خمس أصابع (هذا حسب نظرية النشوء والارتقاء لدارون) ونحن كمسلمين نؤمن بان الله قد خلق ابشر وباقي المخلوقات على هيئتها الحالية وبين أن بعضها يمشى على أربع والبعض على رحلين والبعض يزحف على بطنه كل ذلك لحكمة يعلمها هو .

وحسب نظرية دارون تلك فان الإنسان الذي يلبس الرداء(Homo – halilis) وربما تكون هذه المجموعة وعاشت قبل مليوني سنة ، ويميز هذه المجموعة عن كل ما عداها من المخلوقات السابقة أنها كانت تصلح الآلات ثم لمليون سنة خلت سيطرت على النار ، وبهذا فهي قد فارقت الحيوانات الأخرى تماما وتبين اختلافها عنها وإلى الآن ، فالصناعة والسيطرة على الطاقة هي أولى الخطوات التي ما توقفت على مر الزمان نحو بناء الحضارات ومن ثم السيطرة على كوكبنا كما يذكر ملفين دوفلير في كتابه نظريات الأعلام .

 

أسلوب الإشارات والأصوات

 

يذكر ملفين دوفلير السابق ذكره أنه ربما تعلم الإنسان من الحيوانات العليا أسلوبها في الاتصالات التعبيرية والإشارات والحركات الجسدية لايصال رسالة ما للمجموعة أو الجماعة أو لأحد أعضائها ، وربما يكون قد ابتدع  هو الأسلوب ذاك موظفاً عقله المتطور المتفرد ، ولم يكن من سبيل آخر للمخلوقات المشابهة للإنسان للتعبير أو التواصل مع أبناء جلدتها ، فقد اثبت علم التشريع فيما بعد أنها لم تزود بالصندوق الصوتي المناسب ، فحنجرتها ولسانها لم تمكنها من الأصوات والتناغيم الضرورية للكلام .

ونلاحظ أن الحيوانات العليا الأكثر ذكاء اليوم لازالت إلى يومنا هذا تتواصل فيما بينها عبر ذات الأساليب والطرق القديمة ، فصراخ القرود وضجيجها وتقافزها لم يختلف كثيراً عما كان يفعله أجدادها لسبعين مليون سنة خلت (هذا يدحض نظرية التطور لدارون) .

ورغم انف سيجموند فرويد فان البحث العلمي لم يكشف لنا عن مظهر يعتد به من مظاهر التطور في أدوات الحيوانات الاتصالية ، مقابل هذا فإننا نجد الانسان ومنذ بدء خلقه فقد كانت له القدرة على الابتكار والتطور فاستخدامه لأسلوب ووسائط الاتصال عبر الأصوات والحركات والإشارات لابد وان يكون قد اخضع لتطوير وتنظيم مضطرد كانت محصلته النهائية هي نظام اتصالي وفاقي تواضع الناس فيه على مجموع حركات وأصوات ذات دلالات ، وهذا النظام اتصال المتفرد هو الذي حقق إنسانية الإنسان وتفرد مجموعته عن الحيوانات كآفة . وهو الذي تحقق عبره التطور الهائل الذي نشهده الآن في مهارات وأدوات الاتصال .

ويقول مارشال ماكلوهان في كتابه the media is a message  (أيا كان القدر من التطور الذي ادخله الإنسان على أسلوب الاتصال من خلال الإشارات والأصوات فانه سيكون ضعيف الأثر في حياته الاجتماعية وتقديمها ، فالنظام بطئ ودرجة كفاءته نسبياً ليست بالعالية وهو غير قادر على نقل الرسائل المطولة بدقة وأحكام ، وحتى وأن فعل فان قدرة المتلقي على تذكره ضعيفة ، ومن استخدام نظام العلامات والإشارات لن يتمكن من نقل المعاني المجردة وغير الحسية ، كذلك ستبقى قدرات التناقل رهينة بقدرات الوسطاء ، لكل هذا  اتسم عصر الاتصال هذا وكنتيجة طبيعية لخصائص الرسائل المستخدمة في نقل المعاني والتجارب والخبرات بالبطئ وتأثير التطور والتقدم والتغيير والتحديث وبقيت الحياة في أطوارها الأولية وعلى بساطتها ، بساطة هي انعكاس لطبيعة نظام الاتصال وما ينقله من رسائل .

 

اللغة كوسيلة اتصال

 

ليس ثمة شك في أن المخلوقات ذات الشبه بالإنسان(القرود) التي عاشت عصر الاتصال والإشارات ظلت حبيسة نظام محدد التفاهم وتبادل الرسائل ورغم أن هذه القدرات تطورت عبر مراحل زمنية إلى الأفضل في اتجاه أنماط معقدة وأكثر فاعلية ودقة للاتصال على أساس قواعد مشتركة لتفسيرها وفهمها .

رغم ذلك فان هذه الأنماط لم تتطور ولم تتقدم إلى أنظمة التخاطب اللغوي الذي نعرفه الآن ….. فلا جدال في أن هذه المخلوقات استطاعت أن تطور نظاما معقداً مزيجاً من الأصوات ذات الدلالات والحركات المنطلقة من رموز متفق عليها ، غلا أن هذا كله ظل ضمن نظام غير قابل للتطوير إلى مخاطبة أو كلام . فالثبات لنا اليوم هو أن اللغة ليست وليد عملية (تطور) أو في حقيقة الأمر (تطوير) منطقي لنظام الإشارات والعلاقات بل أن حقيقة الأمر هي أن هذه المخلوقات الشبيه بالإنسان لم تكن قادرة أصلاً على الكلام لسبب بسيط أولى هو أنها لم تكن تملك فسيولوجيا الأعضاء المطلوبة لأحداث الأصوات المتعددة والمتنوعة اللازمة لما يمكن أن تسمية الكلام ، وتلك الأعضاء هي لسان ذو طول مناسب ، مرن ، حر الحركة وأنسجة رخوة محيطه تساعد في عملية إحداث الصوت والصدى والتنغيم ، وصندوق صوتي وحنجرة واسعتان بقدر يعطي مجالاً أرحب لإصدار مدى هائل من الأصوات

أن اللغة تعتبر أسلوب للتعبير يتيح لكل أفراد الجماعة الأفكار والمعلومات التي تعود لتطورهم وأعانتهم على ابتداع أفكار ورؤي جديدة في دائرة متصلة لتتم الأفكار الجديدة والإفادة منها في التطور .

ومع عملية التطور هذه عرف الإنسان الزراعة والآلات والهجرة فتطور فهمه للأشياء مما أدى لتطور أفكاره التجريدية وتطور أسلوبه في التعبير عن هذه الأفكار .

وعلى يد الإنسان المتكلم انتقل العالم نقله كبرى ووقف على أعتاب دنيا جديدة معتبرة يقول دوفلير في كتابة نظريات الأعلام(الواقع أن الكلمات والأرقام وغيرها من الرموز بالإضافة إلى قواعد اللغة والمنطق ساعدت على تمكين الجنس البشرى من التعامل مع بيئته الطبيعية والاجتماعية بوسائل لم تكن معروفة على الإطلاق خلال العصور السابقة) عصور الإشارات والعلامات ، ومن خلال التمكن من النظم الرمزية أصبح بوسع الأفراد التذكر والنقل والتلقي والاستقبال وفهم الرسائل الطويلة والمعقدة بدرجة لم يسبق لها مثيل … وباختصار فقد أتاح التحول إلى الاتصال بالتخاطب واللغة لأحداث تعديلات مثيرة للوجود الإنساني حيث انتقلت مجموعات عديدة في مختلف أجزاء العالم من أسلوب الحياة بالصيد وجمع الثمار إلى تطوير حضارات كبرى ، ومع أنه لم تكن اللغة وحدها هي التي أحدثت كل ذلك فان مثل هذه التغيرات كان من المستحيل أن تتم بدونها .

أثبت الكشوف الأثرية أن الإنسان كرومانتيون(الإنسان القديم) قد إبدع رسائل اتصالية عبر الرسومات التي خلفها على الجدران ، وتمثل تلك الرسومات مع اللغة نمطاً آخر من أنماط الاتصال التي كانت معروفة في ذلك الزمان ، ويمثل الرسم على الكهوف نقله تعبيرية جاءت مع اللغة وكانت نقله واسعة ومتكاملة ومؤثرة .

وهناك سؤال جدير بان يطرح وهو ما دام أصل اللغة واحد فلماذا أتي التعدد اللغوي الحادث الآن ؟

يجيب على هذا السؤال الدكتور هادي نمر في مقال نشرته مجلة المستعربة بعنوان نشأة اللغة في مباحث اللغويين العرب والأجانب يقول : ( جاء التعدد اللغوي ثمرة للهجرات الكبرى ، فقد تباعدت المجموعات البشرية عن بعضها البعض بسبب تزايد أعداد البشر وضيق البيئة بهم أو بسبب الصراع أو الكوارث الطبيعية أو غيرها ، فعند انتقالهم إلى بيئة جديدة أحاطت بهم ظروف طبيعية وحياتية مختلفة عن سابقتها ، وطبيعة لم يتعدوها ووتائر حركة وعمل مغايرة واحتياجات وتطلعات وصعاب ما كانت في حسبانهم ، فابتدعوا كلمات جديدة وتراكيب وموسيقي أخرى في تنغيم الكلام ومنطق مرتبط بوعي وبعلاقات معاني وجدوها في بيئة الهجرة ، ومع مرور القرون نشأت اللغات واللهجات المتعددة التي يذخر بها عالم اليوم .

 

الكتابة وسيلة لنقل الرسائل

 

كشفت الأبحاث الجيولوجية أن الإنسان نقش ورسم على جدران الكهوف وربما لمليون سنة خلت أو تزيد ويعتقد أن هذه الرسومات لم يكن يقصد بها التعبير الغني المحض بقدر ما كانت هي تسجيل لأحداث جرت تروى قصصا بسيطة قصيرة وغير معقدة ، وتطورت هذه الرسومات من البسيط المسطح للأشكال حتى تلك الشديدة الأحكام والروعة التي ارتبطت بإنسان كرومانثيون الذي أضاف إليها العمق والحركة ، فالجنب البشري عرف التعبير عن المعلومات والمعاني بأسلوب غير مباشر هو أسلوب الرسم ، فليس متسغرباً إذ أن يسعى الإنسان العاقل المتكلم لأن يطور أشكال أخرى للتعبير غير المباشر وللتسجيل .

ويبدو أن الحاجة هي التي دفعت الإنسان لأن يبدع ضربا من ضروب الشفرة للتفاهم ، وتمثلت هذه الحاجة في مقتضيات المجتمع الزراعي المستقر في تسجيل للفصول والمواسم وأوقات الفضيان ومواقيت الزراعة والحصاد واحتياجات البشر للتقويم .

وتعتقد أن أول أشكال الكتابة ظهرت في أنحاء مختلفة من العالم في عصور متقاربة ، وكانت الكتابة التصويرية هي الشكل الأول من أشكال الكتابة التي عرفها الإنسان ، وهي كتابة تقوم على التسجيل أو الرواية عن الرسم للحدث بشخوصه ومكوناته ثم الانتقال من أحد مكونات السلسة إلى في تنسيق مترابط يؤدي إلى المعنى المراد ، وقد كانت هذه الكتابة تقوم أطوارها الأولى المطابقة على أسلوب في التعبير يستخدم الصور والأشكال المطابقة للأشكال الطبيعية ، وعند ما واجه هذا الأسلوب بالمصاعب التقنية المتمثلة في الحفر وصعوبته التي تتم في ذلك الوقت على الحجر أو النقش على الطين اللين وفي ضرورات الاختصار والتداخل ، لجأ الإنسان إلى الكتابة الهيروغليفية “كتاب المصريين القدماء” ولقد عرفت حضارات ما بين التمرين “الطرق” وحوض النيل “ومصر والسودان” والحضارات الصينية وحضارة المايا في المكسيك صنوفاً مختلفة من أشكال الكتابة التصويرية .

ثم من بعد تم ابتداع نوع من الكتابة يستخدم الأشكال والرموز للتعبير عن دلالة ما قد تكون معنى كامل كما في الكتابة الصينية أو للإشارة لشكل أو شئ كما في الكتابة السومرية لعبت الصدفة التاريخية دوراً في تعريفهم بالرموز ، وكتابتهم التصويرية التي عرفت بالكتابة المسمارية ” السبب الإدارة المادة التي تستخدم في التفتيش على الطين اللين” كانت تواجه مشكلة نقل وحفظ ألواح الطين اللين مما ألجأهم إلى حرقة في الفرن ، كما يفعلون مع الخزف لتقويته وضمان ثباته ، وبسبب الحرق تغيرت أشكال الرسم في رسم مباشر لرسم رمزي ، والذي أصبح هو الشكل النهائي للكتابة السومرية .

يقول الدكتور أحمد سالم المندل في كتابه  بابل “ثم كان أن أختار السومريون أن يرمزوا بالأشكال الجديدة إلى مقطع صوتي كامل يزعم فيه عدد من الأصوات ، وهنا كان عدد الدارسين أن يلموا بقرابة الـ 6000 رمز مختلف يحفظونها عن ظهر قلب حتى يتسنى لهم قراءة نص لا يتجاوز خمسة اسطر” .

لهذا ولغيره احتكرت الصفوة الدينية تعلم الكتابة ولم يكن بميسور الآخرين أن يلموا بخفايا الكتابة الرمزية والتصويرية كما يتطلبه ذلك من جهد ووقت بما تفرغ وعملية التعلم هذه ذاتها لم تكن متاحة لمن يريد فالمؤسسة الدينية السلطوية كانت تختار من يريد ضمهم لها ثم تجرى عليهم عمليات تجهيز خاصة ليتم تاهيلهم ليكونوا كهنة ثم تتاح لهم الفرصة لتعلم الكتابة و القراءة”

ثم كان أن طور السومريون وربما حضارات أخرى غيرهم الرمز الدال على مقطع صوتي إلى رمز يدل على صوت كامل وهو ما تسميه اليوم بالحرف الهجائي ، وكانت البداية بالصوت الصحيح ولم يكن يرمز بعد لحروف العلة ، بهذا عدد الرموز التي يجب أن يتعلمها الدارس من قرابة الـ 1000رمز ، لكتابة

المقاطع الصوتية إلى 600رمز ، ثم عندما انتقل السومريون بالعالم إلى إستخدام الحرف الهجائي الساكن أولاً تناقصت إلى قرابة 60 حرفاً في بدايتها ولقد انتشرت الكتابة السومرية انتشاراً واسعاً في كل العالم الوسيط بسبب سيطرتها على التجارة وطرقها .

وأخذ الفينيقيون عنهم فكرة استخدام الحرف الهجائي وساهموا هم كذلك في نشر الكتابة عن طريق الحرف الهجائي إلى أنحاء أخرى بعيدة وذلك بفضل حركتهم التجارية النشطة” كانوا يعرفوا سادة البحار” وعنهم أخذ اليونانيون استخدام

الحرف الهجائي وطوروا أبجدية راقية أضافوا لها الحرف المتحرك” حروف العلة”وكانت تلك بح أول أبجدية محكمة و مختصرة بسيطة حسبما يذكر ارنولد توينبي في كتابه تاريخ الحضارة الهيلينية .

ولقد طور السومريون حروفهم الهجائية في حوالي 1700ق.م ثم انتشرت إلى العالم بعد ذلك وجرت عليها العديد من التطورات .

ومما لا شك فيه أن الكتابة قد انتقلت بالعالم نقلة جبارة إلى الأمام ، بما لها من تأثيرات هائلة على أساليب الاتصالية وحفظها واستعادتها ، وما أتاحه من إمكانيات لا حدود لها بمعالجة المعلومات مدارسة وتحليلا ومقارنة ونقداً وتطبيقا مما كان له الأثر البليغ في تشكيل مناهج وأساليب جديدة للمنطق والتفكير .

فالكتابة فصلت بصورة مادة محسوسة الأفكار عن منشاتها والأقوال عن قائلها و ليسرت لها القدرة على قدرة على حركة حرة عبر المسافات وعبر الزمان .

والكتابة أتت للمعاني بأطر وعوامل تحمل عليها هي الكلمات وازدهرت فيها أساليب وبلاغيات ونظم تعبير أثرتها ثراء فاحشاً وزاهياً.

وقد واكب تطور الكتابة جهداً آخر مواز كان يسعى لتطوير تقنية أكثر ملائمة تحمل المادة المكتوبة فقدماء المصريين ابتدعوا أساليب رائعة لرسم صورهم حتى على الحجارة ، ثم استخدموا الفرشاة والألوان في الكتابة .

ولقد تطورت الحوامل (الأشياء التي يكتب عليها) في الحجارة الثقيلة وجذور الأشجار وحيطان المعابد وصخور الجبال إلى استخدام لحاء الأشجار كما فعلت قبائل المايا والفراعنة .

وتعتبر  الكتابة علي ورق البردي التي طورها الفراعنة هي نواة الورق الحديث المصنوع من لب النباتات والأشجار الذي نعرفه اليوم .

وقد عرفت أوربا الورق من خلال الوسيط العربي ثم تم تطوير الورق وأصبح على ما هو عليه الآن .

وقد زاوجت تلك التقنية التي كان ثمرتها حاملا ماديا خفيفا ومرنا الكتابة الأبجدية السهلة التعلم والقدرة على التعبير بأشكاله ، فكانت تلك دفعة مؤثرة لعملية المعرفة.

 

عصر الطباعة

 

وإلى جانب الكتابة ، كانت الطباعة أحد أعظم منجزات الجنس البشرى في كل العصور ، وقد كان الناس قبل القرن الخامس عشر ، ينسخون الكتب في أوربا عن طريق عمل مخطوطات أو نسخ من هذه الكتب تتم كتابتها بدوياً ، ومع أن العديد من هذه الكتب يمثل تحفا فنية رائعة ، إلا أن عملية النسخ اليدوي غالباً عرضه لحدوث أخطاء ، ولأهم من ذلك أن عدد الكتب المتاحة كان محدودا للغاية ولم يكن شراؤها يوسع احد سوى دائرة ضيقة من الأشخاص القادرين ، ولقد أحدثت الطباعة تغييراً مذهلاً ، حيث أصبح من الممكن نسخ المئات وربما آلاف النسخ من كتاب معين بقدر كبير من الدقة ، وكانت الطباعة بحق أختراعا لا يصدقه عقل ، له وقع الصاعقة في أوساط المتعلمين في ذلك الحين .

وقد جاءت أخطر المراحل التي أسفرت في النهاية عن ظهور الطباعة في العالم الغربي عند ما بدأت الورقة تحل محل المخطوطة الرقية( المصنوع من الجلد كما ذكرنا) في العالم الإسلامي خلال القرن الثامن الميلادي ، ولكن على الرغم من اكتشاف الورق إلا أن انتشار مهارة الكتابة والقراءة لم ينتشر ولم ينكسر احتكار القراءة لدي فئات محددة ذكرناها سابقاً إلا بعد اكتشاف الطباعة .

 

الطباعة بجمع الحروف

 

أن فكرة استخدام الختم لترك أثر على سطح ما أو طبع صورة على الطمي الطري باستخدام اسطوانة خشبية تدور وقد حفرت عليها بعض الرموز ، تعد فكرة قديمة ، وحتى عملية طبع صفحة كاملة من الحروف ، عن طريق الضغط عليها بقوة فوق سطح الخشب أملس للترك صورة معكوسة يتم تحبيرها وطبعها بطريقة الختم على الورقة أو أي سطح آخر ، كانت معروفة أيضا منذ وقت طويل ، فقد استخدم الصينيون هذه الطريقة وطبعوا بها العديد من الكتب مثل محاورات بوذا ، وكان ذلك قبل ظهور الطباعة في المجتمع الغربي بمئات السنين ، وكانت هذه الطريقة ابعد ما تكون عن نظام الطباعة الخاص باستخدام حروف فردية مصفوفة من المعدن .

والطباعة كما نعرفها الآن لم تكن ممكنة حتى توصل مغمور في مدينة (مينز) بالمانيا يدعي يوحنا جوتنبيرج إلى طريقة فريدة للطبع ، فبعد تجارب عديدة طور جوتنبيرج فكرة عمل ختم من الصلب لكل حرف بحيث يكون الحرف محفورا بدقة بطريقة معينة ، و بعد ذلك قام بطبع صورة هذا الحرف عن طريق الضغط على مربع من معدن أكثر ليونة مثل النحاس الأصفر ، وكان يقوم بوضع قالب من الصلصال حول الأثر الذي تركه الحرف المصنوع من الصلب على النحاس حتى يقوم بعد ذلك يصب الرصاص المنصهر فيه لعمل قالب مصبوب من الحرف، وهذا القالب يمكن استخدامه أكثر من مرة ليصب أي عدد من الحروف يحتاجها عامل الطباعة ، وبعد ذلك يمكن رص الحروف وجمعها فوق لوحة لتشكيل كلمات و جمل ، ويتم ضبط هذه الحروف بأحكام حتى لا تتحرك ثم تحبيرها وتضغط عليها قطعة من الرق أو الورق فتنتج صورة واضحة تماما ، وقد اتضح أن معدن الرصاص لين أو طري أكثر من اللازم ، ولكن جوتنبرج اكتشف في النهاية طريقة لخلط الرصاص بمعادن أخرى لعمل نوع من السبيكة التي حققت نتائج ممتازة .

وكانت المشكلة الوحيدة المتبقية هي المطبعة ، فقد كان نموذج المطبعة اليدوية التي تعمل بالضبط اللولبي قديماً ، وكان استخدام هذا النموذج كأنه للضغط شائعاً لعدة قرون في مجال عصر الزيت وعصر العنب للحصول على النبيذ ، وقد حصل جوتنبرج على آلة ضخمة لعصر النبيذ وأدخل عليها تعديلات كثيرة مثل توفير سطح توضح عليه لوحة الحروف وسطح أملس للضغط على الورقة التي ستتم الطباعة عليها ، ولأن كل شئ كان يجب صفه وترتيبه بدقة تصل إلى جزء من البوصة فقد كان من الضروري عمل تجارب عديدة ، وفي النهاية قام جوتنبرج بتشغيل هذه المطبعة بنجاح بعد أن وضع الحبر على الحروف واستخدام الحواجز الملائمة لضمان ثبات لوحة الحروف وعدم تحرك صفوف الحروف وعدم تحرك صفوف الحروف بداخلها .

وكانت النتيجة رائعة حيث ظهرت الحروف واضحة ونظيفة ، ولم تكن هناك أخطاء لتلك التي كانت شائعة أثناء أستخدام طريقة النسخ اليدوي .

ورغم ذلك كان جوتنبرج يشعر بالقلق لأنه لم يكن واثقاً من اختراعه الذي استغرق منه 20عاماً لإكماله سوف يحظي بالإنتشار على نطاق واسع ، وكذلك كان جوتنبرج قلقاً من قدرة الناس على شراء الكتب المطبوعة بدل  المنسوخه يدوياً وأن ينظروا إلى اختراعه على أنه نوع من التقليد الرخيص ، وقد كان ذلك أحد الأسباب التي دفعته إلى أن يكون مشروعه الأول هو طبع إنجيل مزين بأشكال جميلة فقد أنه سيكون قادرا على بيعه للأغنياء ، وأثبتت الأيام ، تجربة جوتنبرج كانت ناجحة بشكل مذهل ، وكان الإنجيل الذي طبعه جوتنبرج هو أروع أمثلة فن الطباعة على الإطلاق .

ومن المحزن أن جوتنبرج لم تتح له فرصة للإستماع بثمار عبقريته وقدرته على التخيل ، فقد اقترض أموالا كثيرة من محامية أثناء تطويره لاختراعه ، وبينما كان في المرحلة الأخيرة من مشروعه الأول طباعة الإنجيل الشهير طلب منه محاميه سداد ديونه ورفع ضده دعوى في المحكمة وانتزع منه ملكية الورشة والمطبعة وكل ما يتعلق باختراعه الجديد بما ذلك 200 نسخه مطبوعة من الإنجيل إلى جانب ممتلكاته بالكامل ، وبعد سنوات مات جوتنبرج فقيراً معدماً ، ولم يعرف أبدا أي خدمة كبرى قدمها للبشرية باختراعه العظيم .

 

انتشار القراءة والكتابة

 

مع مولد القرن السادس عشر ، كانت المطابع التي تعمل بطريقة الجمع اليدوي للحروف تنتج آلاف النسخ من الكتب المطبوعة على الورق ، وكان يتم نشر وتوزيع هذه الكتب بجميع اللغات الأوربية ، وهكذا أصبح من الممكن أن يقرأها أي شخص ملم بلغته الأصلية ، وأدى انتشار هذه الكتب إلى زيادة الاهتمام بتعلم القراءة ، فلأول مرة أصبح الكتاب المقدس متوفراً بلغة غير اللاتينية ولم يعد يوسع الكنيسة الرومانية أن تشرف على أو تتحكم في إصدار الكتاب المقدس من خلال استخدام لغة قديمة ، وقد أدى توافر الكتاب المقدس لعامة الناس بلغاتهم الأصلية إلى ظهور تحديات للسلطة في روما واحتكارها لترجمات الإنجيل ، وهكذا فقد أتاح ظهور وسيلة اتصال جديدة إمكانية فتح الباب أمام الاحتجاج على الهيكل الديني والاجتماعي القائم ، وأدى ظهور البروتستانتية إلى المزيد من التغييرات العميقة التي كان لها أثرها على المجتمع الغربي إلى يومنا هذا .

ولقد ظهرت الفكرة الأساسية للصحيفة في وقت مبكر بعض الشئ بالقارة الأوربية في انجلترا.اما خارج اوربا فقد تأسست صحافة المستعمرات الأمريكية قبل سنوات من قيام لولايات المتحدة الأمريكية كدولة جديدة ، وكانت صحف المستعمرات توزع على الصفوة المتعلمة في شكل أوراق صغيرة كتيبات ، وعلى الرغم من مضمون هذه الصحف كان على مستوى من التعقيد والرهافة يتجاوز قدرات واهتماما المواطن العادي ورغم ذلك فقد كانت بمثابة الشكل الأساسي الذي تطور منه نوع جديد من الصحف التي تخاطب الحرفيين والعمال و التجار الذين يشكلون الطبقتين الوسطى والعاملة وهما أهم طبقتين في مجتمع المدينة الصناعي والذي كانت ملامحه تتشكل في ذلك الحين ، وعند ما توفرت الوسيلة لتمويل وإصدار جريدة رخيصة الثمن للتوزيع على نطاق واسع ، وعند ما تم تطوير الجوانب الفنية الخاصة بسرعة الطباعة والتوزيع ولدت أول وسيلة إعلام جماهيرية واليها يرجع الفضل في انتشار مهارة القراءة والكتابة بما لها من خاصية في الانتشار وجذب اهتمام الناس ، وكانت الصحافة هي الوسيلة التي قادت فيما بعد تطور وانتشار الوسائل الإعلامية “كما تدرس فيما بعد” واليها و إلى بقية الوسائل يرجع الفضل في تطور مهارات الاتصال عند الإنسان كما سنرى لاحقاً .

 

خصائص الرسالة الاتصالية الناجحة

 

الرسالة الاتصالية هي قلب عملية الاتصال وحلقة الوصل بين المرسل والمستقبل فلا يمكن أن تتم عملية الاتصال بدونها ، ولابد أن تتوفر في الرسالة الاتصالية خصائص محددة حتى تضمن نجاح عملية الاتصال وهذه الخصائص هي :-

  1. أن تكون صريحة وغير متحيزة : بمعنى أنه فيما ويجب أن تقول الحقيقة حتى تنفذ إلى القلب والعقل وتؤدي إلى تغيير في معلومات واتجاهات المستقبل .
  2. أن تكون صحيحة أو مضبوطة بمعنى سلامة لغة الرسالة الاتصالية وخلوها من الأخطاء النحوية أو الإملائية واختيار الكلمات الصحيحة ووضعها في جمل صحيحة وفقرات معبرة فاللغة السليمة تبين مدى حرص المرسل على إيصال رسالته للمستقبل على أكمل وجه .
  3. أن تكون الرسالة تامة أو كاملة :- يجب أن يكون معنى الرسالة الاتصالية واضحاً بحيث لا يكون ادني إمكانية لسوء الفهم ، وهذا يتطلب فحص كل كلمة وجملة وعبارة من عبارات الرسالة الاتصالية حتى تكون مفهومة لدي المستقبل .
  4. أن تكون الرسالة تامة أو كاملة :- يجب أن تعطي الرسالة الاتصالية معني كاملاً عن طريق تزويد المستقبل بمعلومات بمعلومات وفيرة تجيب عن جميع أسئلته وتوضح الهدف الاتصالي ، وهذا يتطلب من المرسل أن يحلل جمهوره ويعرفهم حق المعرفة حتى يعوا قصده من الاتصال مباشرة وكذلك يجب ألا يفترض بان المستقبل يفهم رسالته من أول مرة فلا باس أن يكرر رسالته أكثر من مرة حتى يعطي صورة كاملة عن هدفه من الاتصال .
  5. ان تكون موجزة او مختصرة على المرسل أن يوجز رسالته قدر الامكن ، ويكون الإيجاز بحذف المعلومات غير الضرورية والتي لا تساهم في زيادة فاعلية الاتصال وهدفه وتجنب الحشو الزائد .
  6. ان تكون لطبقة او دمثه : يجب على المرسل ان يستخدم الكلمات الطيبة واللطيفة والتي تضفي جواً من الاحترام والتقدير والسرور والمحبه على جو الاتصال .
  7. ان تكون محسوس هاو ملموسة : يجب ان تكون كلمات الرسالة الاتصالية محسوسة لان الكلمات المحسوسة اكثر تحديداً للمعنى من الكلمات المجردة لكونها تشير الى عملية انسانية .

 

الاتصال الفعال

عناصر الاتصال الفعال :-

لكي تجعل اتصالك فعالاً يجب أن تراعي ما يلي :-

  1. يجب ان تاخذ في اعتبارك أن الاتصال عبارة عن علاقة تبادلية إنسانية ، أي هي تاثير الناس على الناس.
  2. حدد اهدافك من الاتصال مع مراعاة الكيفية التي يمكن ان يفسر بها الطرف الآخر هذه الأهداف ويتجاوب معها ، وكما ان عليك ان تتفهم اهدافه التي تتعارض او تختلف مع اهدافك .
  3. قبل الاتصال عليك ان تكتشف الاشياء التي تثير اهتمام الآخر والأشياء التي قد تثير شكوكه او ضيقه او غضبه .
  4. يجب ان تكن رسالتك ذات قيمة للطرف الآخر على حسب مفاهيمه للاشياء ذات القيمة .
  5. تذكر ان الاتصال الفعال يعتمد على التفسير الجدي للرسالة ، أي شرح المعنى باسلوب تحفيزي يتقبله الطرف الاخر ويفهمه بناء على خبراته ومعلوماته السابقة .
  6. تذكر ان في المقابلة الشخصية ( وجهاً لوجه) غالباً ما تعتبر طريقة المخاطبة اهم كثيراً من المعنى .
  7. تذكر انك تعبر عما تريد ان تقوله بعدة وسائل هي : (الكلمات ووضع الجسم ، وتعبيرات الوجة ، ونبرة الصوت ، والتركيز على المقاطع).
  8. تذكؤ ان لغة المشاعر والاحساسات تكون اغلب الاحيان اكثر اقناعاً من لغة العقل .
  9. تخير الكلمات مع الأخذ في الاعتبار تاثيرها المحتمل على العقل والعواطف

10.تذكر تماماً انك مهما كنت حريصاً فانك غير معصوم من الخطا وان من الصعب على الانسان ان يميل الى شخص يتعالى عليه بمعلوماته .

  1. عليك ان تعطي الطرف الثاني وقتاً كافياً للاشتراك في الحوار .
  2. كن حساساً لوقع الصمت المعبر عن الاتصال .

13.حول ان تتنبا بالاستقبال المحتمل لرسالتك من الطرف الآخر .

  1. تعرف على مدى احترام الطرف الآخر لك ، وعلى اسبابه .
  2. ليكن كلامك في حدود العلاقة التي تربطك بالطرف الآخر ولا تتعده هذه الحدود .
  3. ابتعد عن التهديد في المناقشة .

دوافع البشر وعلاقتها بالسلوك الإنساني الاتصالي

 

كشف العالم النفسي ابراهام ماسلو ان كل البشر يشعرون بحاجات محددة ويسعون إلى اشباعها ، ولقد توصل ماسلو الى أن الحاجات البشرية تقنع الانسان وتتحكم في سلوكه .

كما توصل الى تجميع الحاجات الانسانية الى خمس مستويات اذا انه يعتقد ان الانسان يسعى الى اشباع الحاجات التي في المستويات الاعلى ، بعد ان يحقق اشباعه للحاجات التي تكون في المستويات الادني وذلك وفقاً لسلم الحاجات المشهور الذي قام بتحديده.

ولقد وصف ماسلوا الحاجات الانسانية في مجموعاتها او مستوياتها الخمس كما يلي :-

  1. الحاجات الاولية :

     وتتمثل في الحاجة الى الماء والهواء والطام ، والماؤي ….الخ والتي تمثل الحاجات الاساسية اللازمة للبقاء على وجة الحياة .

وبالتالي فهي تمثل الحاجات المادية والفطرية الاساسية ، التي يسعى الانسان لاشباعها وذلك على الرغم من ان الكثير من البشر في العالم لم يتمكنوا الى الآن من اشباعها الحد الاني منها .

  1. الحاجة الى الأمن والأمان :

  وقد يواجه كثير من الناس ايضا صعوبة في هذه الحاجات ، وخاصة منهم من يعيش في مناطق البراكين والزلازل ، أو البلدان التي تتسم بالتقلبات السياسية ، وهناك افراد يعملون في وظائف تتسم بالمخاطر ايضا ، مثل عمال المناجم وغيرهم .

وعموماً …فإن الفرد يسعى دائماً الى الشعور بالامن والأمان ، كما يسعى الفرد مثلاً الى الشعور بالأمان في العمل والاستقرار فيه وعدم الخوف من الفصل أو الاستئناف عنه .

  1. الحاجة الى الحب والانتماء :

   وتتمثل في الحاجات الاجتماعية التي تجمل الفرد ببذل الجهد ويقضي كثيراً من السعي إلى الآخرين والعمل على ان يكون محبوباً من الغير .

فالانسان حيوان اجتماعي بطبعة ، ولا يمكنه ان يمكنه ان يحقق السعادة دون اتمام عملية الاتصال بالآخرين وتبادل الحب والود معهم .

  1. حاجات المركز والمكانة :

وتتمثل في الحاجات الى احترام النفس والذات وهي الحاجات القريبة من قمة السلم او نهايته ، والتي قد يصعب الوصول اليها لأنها تطلب ان يفهم افرد نفسه ويحترمها حتى يمكن له ان يفهم الغير ويحترمه .

  1. الحاجة الى اثبات الذات :

وهي اعلى مستوى للانجاز البشري طبقاً لفلسفة ماسلو ، وهي تقع في المستوى الذي يستطيع فيه الفرد ان يفهم حقيقته ويدركها ، وان يعرف قيمة كفاءته والقدرات الكامنة فيه ، ويسعى الى تطويرها وتنميتها .

ويعرف الفرد الذي يصل الى تحقيق هذا المستوى من الجاحات (بالانسان الذي استطاع – تحقيق اشباع كل حاجاته) وهذا الفرد يقبل الواقع ولا يخشي التعامل مع الآخرين ، ولديه القدرة على الحكم على المواقف المختلفة ، وفهم شخصية الغير ، ولديه ملكة الابتكار ، وهو انسان يقدر مساعدة الغير له ويقبلها ولديه القيم والمبادئ التي تعد اساساً في تصرفاته وسلوكه اليومي ، وأخيراً … فان الانسان يكون على استعداد تام لأن يتعلم الجديد من أي انسان آخر .

 

علاقة الحاجة بالدوافع :

 

تمثل الحاجة غير المشبعة قوة كامنة داخل الانسان تحثه على التصرف بحثاً من اشباع هذه الحاجات ، فالحاجات قوة دافعة لسلوك الفرد ، فاحتياج الافراد للماكل والماوى (الحاجات الاساسية) يمل قوة دافعة لهم للبحث عن وسيلة لاشباع هذه الحاجات ، ولذلك كان السلوك الاول للانسان قديماً هو الصيد والبحث عن مقام للاقامة ، وفي العصر الحديث اصبح العمل للكثيرين منا مصدراً اساسياً للحصول على الحاجات الاولية ، لما يوفره من دخل مادي يمكن للفرد من شراء هذه الحاجات وتوفيرها .

ولا يوفر العمل اشباعاً للحاجات الاساسية فقط ، بل نجد انه يمثل مصدر لاشباع معظم الحاجات ، فهو يوفر حاجات الأمن ، والعلاقات مع الغير ، والمرز والمكانة ، واحترام الذات واثباتها .

العوامل المختلفة لعملية الدوافع

الحاجات غير المشبعة
البحث عن طريق إشباع للحاجات
حاجات غير مشبعة وإعادة
 

مكافأة او عقاب

تصرفات لها هدف للاشباع
انجاز وتقييم للانجاز الذي تم
الفرد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأداء
قيمة المكافاة الفعلية التي يحصل عليها الفرد
قيمة المكافاة الفعلية التي يتوقع الفرد الحصول عليها
المجهود

 

 

 

 

 

 

 

معنى وخطوات الاتصال

 

  • معنى الاتصال :
  • عملية مشتركة هدفها نقل معلومات ذات غرض محدد ومن شخص لآخر.
  • تتطلب مرسل للمعلومات ومستقبل لها (المعلومات والافكار)
 

مرسـل

 

مستقبل

تغذية مرتدة

 

 

 

 

 

 

 

 

مسمار الربط كافة ارجا التنظيم الاداري فهو الجهاز العصبي للمنظمة والتي تبعث فيها الحياة وتدفعها اقتراباً نحو الهدف وبدون الاتصال لا يكون هناك تنظيم .

 

  1. خطوات عملية الاتصال :-

 

تتمثل عناصر عملية الاتصال في النموذج التالي :-

تحويل إلى رمز
بيانات مرتدة

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطوة الأولى

حدد المشكلة :

  • ما هي الظروف التي اوجدت لديك تلك الحاجة الملحة الى ان (تتكلم)؟
  • ما هي الحاجات التي ينبغي الوفاء بها ؟
  • من هم المستقبلون ؟ وما عددهم ؟
  • هل هم متجانسون في مصالحهم واهتماماتهم ؟
  • أم تنوعوا المصالح والاهتمامات ؟
  • هل لديهم معرفة بها طيبة وصحيحة بالمشكلة أم لديهم معرفة بها ولكنها ناقصة أو خاطئة أو مضللة ؟
  • هل هم معادون أم منصفون أم غير بالغين بالمشكلة على الاطلاق ؟
  • هل هم يتصرفون على نحو خاطئ أم هم لا يقومون بأي تصرف على الاطلاق ؟
  • ما هي طبيعة العلاقة بين المرسل والمستقبل ؟
  • وما مدى قدرة المرسل على أن يطلب من المستقبلين تخصيص بعض وقتهم له ؟

إن التوصل إلى اجابات دقيقة لتلك الأسئلة سوف يحدد الى مدى بعيد الشكل النهائي لمجهود الاتصال ومدى كفاءته وفاعليته .

 

الخطوة الثانية :

 

حدد الهدف الأساسي من الاتصال :

 

  • هل هو مجرد معلومة ؟ أم تحفيز الفكر؟
  • هل يسعى المرسل الى اقناع المستقبل أو المستقبلين بعقيدة مينة ؟
  • أم أنه يحاول أن يقنع المستقبل أو المستقبلين بالتصرف على نحو ما بواسطة الأمر المباشر ؟
  • أم بالاقناع ؟ (اذا كان المرسل يستخدم الاقناع فان الاتصال يصبح جزءاً من عملية البيع) وبالتالي ما هو الفعل او التصرف المرغوب ؟

 

الخطوة الثالثة :

قم بإعداد الصيغة النهائية للرسالة

  • اجمع المعلومات المتصلة بالموضوع .
  • ضع الافكار العامة للمشروع .
  • قم باعداد مسودة الرسالة .

هل هي خالية من الثغرات ؟ هل تساعد حقاً على حل المشكلة ؟

وهذه المسودة يجب أن تكون بناءة قائمة على بحث ودراسة الحقائق وظروف الموقف والاهتبارات الاساسية في الحالة والشرح والايضاحات المرتبطة بالموضوع ، واذا كانت الرسالة تدعو الى اتخاذ اجراء ما(محاولات “بيع”) فان المسودة يجب ان توضح اسلوب الاستجابة للرسالة .

الخطوة الرابعة :

اجعل الرسالة ملائمة للمستقبلية

من الملاحظ ان كل مستقبل يهتم برسالة معينة بدرجات مختلفة ولأسباب مختلفة فيرجع أي رسالة ستلقى قبولاً اكبر وبالتالي ستجد طريقها للتنفيذ اذا وضع المرسل هذه الاعتبارات بين عينية :

  • من هم المستقبلون ؟
  • ما هي طبيعة اهتماماتهم ؟
  • هل هم جميعاً مهتمون بالأمر بنفس الدرجة ؟
  • هل من الضروري تغليف الرسالة بمظهر جذاب أو مقبول ؟
  • اذا كانت الرسالة تتطلب استجابة من نوع ما ، فما هي اسهل وسيلة يستجب بها المستقبل ؟

وبناء على الاجابات التي تحد لها لتلك الاسئلة قد يتضح أنه يوجد في الواقع مجموعات متعددة من المستقبلين وقد يقتضي الامر دراسة كل منهما على حده

 

الخطوة الخامسة :

 

اقم العلاقة ووطدها

  • انتق الوسيلة او وسائل الاتصال الاكثر ملائمة للهدف من بين وسائل الاتصال المتاحة .
  • ضع الرسالة في الصورة الأكثر ملائمة .

ومن السهل على المرسل ان يستسلم لإغراءات وسائل الاتصال وسحرها باستخدام وسائل التمايل لذاتها وخاصة حينما يكون هدف الرسالة غامضاً ولكن يجب الا يغيب عن اذهاننا ، أن وسائل الاتصال واساليبها الفنية ما هي الا ادوات يستعان بها لتوصيل الرسالة وبالتالي يجب الا تستحوذ تلك الاساليب على اهتمامنا الا بالقدر الذي يتناسب مع دورها هذا .

 

الخطوة السادسة

قم بقياس النتائج

 

  • هل الرسالة وصلت ، وفهمت ؟
  • هل احدثت الأثر المطلوب ؟

ان الحقيقة القائلة بأن نتائج الاتصال تستعصي على القياس الدقيق ، تؤكد ضرورة القيام بتقييم الاستجابة للاتصال تقييماً علمياً ونظامياً ، فالكثير من القرارات التي تتخذ والمعلومات التي بنيت عليها قرارات الاتصال الأولية تقوم – بحكم الضرورة- على الافتراضات والاحكام التقديرية ، وهكذا فان تحليل الاستجابة للاتصالات يمكن ان يكشف عن معلومات مفيدة تساعد في تحسين كفاءة الاتصال التالية ولتخطيط برامج جديدة في مجالات اتصالات أخرى .

وعند تقديرنا لنتائج الاتصالات ، من الضروري ان نفرق بين رد الفعل تجاه رسالة وتجاه الفعل اتجاه علاقة … فالاعجاب للكتيب او التصفيق للمحاضرة لا يعني بالضرورة ان الرسالة قد فهمت وأن النتائج المرغوبة قد تحققت .

وبالمثل اذ كان هدف المرسل “بيع” بمعنى ان يقنع الآخرين بعقيدة أو أن يغريهم على القيام بعمل ، فان رد الفعل السالب قد يشير الى عدم الموافقة على الرسالة وليس الفشل والاتصال .

وهناك مقومات في عملية الاتصال الجيد نوجزها فيما يلي :-

  1. وجود هدف يراد تحقيقه .
  2. اقبال الافراد ورغبتهم في تحقيق الهدف .
  3. وجود قنوات اتصال فعالة تجعل الافراد في حالة حركة دائمة لبلوغ الهدف، وفي ضوء عملية الاتصال لابد وان تكون هناك استعداد لقبول الرسالة من المرسل اليهم وهم العاملين في المنظمة .
  4. وساءل اتصال من اسفل الى اعلى او من اعلى الى اسفل فلابد من وجود الرغبة في عملية استقبال المعلومة او الفكرة – الرسالة – حتى تحقق فاعليتها .

أهداف وأهمية الاتصال :

  1. تفهم الفرد للعمل المكلف به .
  2. التعرف على مشكلات ومعوقات العمل .
  3. تدعيم مفهوم العلاقات الانسانيه .
  4. تحقيق التناسق في الأداء .
  5. تقليل الاشاعات في التنظيم .
  6. تحقيق الفاعلية لعمل الادارة .
  7. تدعيم المركز التنافسي للمنشاة .
  8. تدعيم العلاقة مع المجتمع .

بدون اتصال لا يكون هناك تنظيم

الاتصال ضروري لنقل المعلومات التي سيبني عليها القرارات

 

 

 

اتجاهات ووسائل وانواع الاتصال

في اتجاه واحد
في اتجاهين
 

مرسـل

 

مستقبل

 

مرسـل

 

مستقبل

اتجاهات الاتصال

 

 

 

 

مرسـل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

 

في اتجاه واحد
هابطة
صاعدة
 

مرسـل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

مستقبل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مستقبل

 

مرسل

 

مرسل

 

مرسل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اتجاهات ووسائل وأنواع الاتصالات

 

يتوقف النجاح في الادارة الى حد كبير على مقدرة المدير على تفهم الاشخاص الآخرين وعلى مقدرة الآخرين على تفهم المدير ، وليس من المبالغة في شئ القول بان الاتصال هو الوسيلة التي يتم بواسطتها توحيد النشاط المنظم وفي أي تنظيم مهما كان نوعه فان نقل المعلومات من فرد لاخر تعتبر من الضروريات الجوهرية ، بواسطة هذا النقل يمكن تعديل السلوك واحداث التغيرات وتحقيق الاهداف .

ويعتمد نجاح المدير على قدرته على الاتصال تماماً كما يعتمد على المهارات الأخرى ، ويساعد الاتصال الجيد على أداء الأعمال بطريقة افضل ، والحصول على القبول للسياسات والفوز بتعاون الآخرين وجعل الأفكار والمعلومات تفهم بوضوح ، واحداث التغيرات المرغوبة في الأداء تعتمد كلها على الاتصال الكفء.

 

الاتصال وعملية الإدارة

 

ان الاتصال وسيلة وليس غاية في حد ذاته ، فهو يخدم كزيت التشحيم لكي يجعل تشغيل العملية الادارية يتم بسهولة ويسر ، والاتصال يساعد على انجاز التخطيط الاداري بفاعلية ، ويساعد على التنفيذ الفعال للتنظيم الاداري والتطبيق الفعال للرقابة الادارية ، هذا بالاضافة الى ضروريته للتوجيه الاداري ، والمدير كما تعلم يقوم باداء العملية بفاعلية ، ويساعد على التنفيذ الفعال للتنظيم الاداري والتطبيق الفعال للرقابة الادارية ، هذا بالاضافة الى ضروريته للتوجيه الاداري ، والمدير كما تعلم يقوم باداء العملية الادارية والاتصال يساعده على اداء هذه العملية .

وينغي معرفة الاتصال السليم هو نتيجة الادارة القديرة وليس المتسبب فمن الممكن ان يكون الفرد ماهر في الاتصال ومع ذلك يكون مديراً رديئاً ، ولكن المدير القدير دائماً ماهر في الاتصال .

وفي الواقع ينبغي عدم التفكير في الاتصال كنشاط مستقبل ، فهو الحقيقة جزء من كل شئ يقوم به المدير تقريباً وانها لمسئولية كل اداري بتاكد من وجود اتصال واضح ومناسب مع من يعمل معهم .

ويجب على ان ينظر الى الاتصال كعملة الاساسي ، حقاً ان الاتصال جزء هام من عمله الاداري ولكن كجزء فقط ، وتعتبر صعوبة الاتصال من اكبر العوائق امام الوصول الى الادارة الجيدة ، ولكن من الناحية الاخرى قد يكون سوء تنفيذ العملية الادارية هو السبب الرئيسي للاتصال الضعيف السيئ .

وكثير ما نجد اهتماماً مركزاً على الوسائل والادوات والاساليب لغرض تحسين الاتصال بينما المشكلة او الصعوبة الحقيقية هي الادارة نفسها ، ومن ثم كل الجهود التي تبذل لحل مشكلة الاتصال عن طريق الادوات سيكون الفشل مصيرها، أما الحل الاساسي فهو التنفيذ الممتاز للعملية الادارية وخاصة عملية التوجيه التي تهتم اكثر من غيرها بهدف الاتصال والمقصود منه .

 

  • اتجاهات الاتصال :-

 

ان الاتصال عملية مشتركة ، فمثلاً عند ما يتكلم احد الافراد فان فرد آخر ينصت له لكي يتعرف على راي المتكلم وافكاره ويحدد ما اذا كان من الممكن التقاء افكارهم ام هناك اختلافاً بينهما ، ومن الناحية الاخرى فان المتكلم يهتم بمعرفة رد فعل المستمع ، وان تجاهل رد فعل المستمع او اظهار عدم الاهتمام به يعتبر من الامور الخطيرة التي تقضي على الاتصال الفعال ، وان مجرد الكلام او الكتابة دون اعتبار لرد فعل او تجاوب المتصل به سيؤدي الى سوء الفهم والى العداوة والاعتراض.

وهذا يقودنا الى مسالة ينبغي تذكرها دائماً وهي ان كل اتصال له اتجاهين فالمدير يبلغ ، ويعلم ، ويطلب ولكن لكي يكون الاتصال فعالاً فيجب عليه ايضاً ان يستمع ويسال ويفسر ، ومن افضل الوسائل للتاكد من تفهم المستمع وقبوله وتشجيع المستمع على التعبير عن آرائه وتوجيه ما يراه من الأسئلة ، وعند ما يتحرك الاتصال بحرية في الاتجاهين ، يمكن الفوز بتبادل للأداء والمفاهيم مع فتح الطريق امام تفاهم اكبر .

وعند ما يكون الاتصال له اتجاه واحد فقط ، كان يكون من رئيس الى مرؤوس فانه يفشل في الاخذ في الحسبان رد فعل المرؤوس لهذا الاتصال فالشخص قد يستمع الى رسالة او يقرؤها ومع ذلك قد لا يفهمها ، ومن ثم فان الحصول على الاتصال الفعال يستلزم بالضرورة ان يلم المتصل برد فعل المتصل به ، وأنه لخطا كبير من جانب المدير ان يعتقد ان عمله هو الاتصال بمرؤوسه الذين ليس لهم حق الاتصال به ، وينطوي الاتصال على الكلام والاستماع والكتابة والملاحظة والتفهم ، هذا يؤيد ضرورة توافر الاتجاهين في كل اتصال .

 

وسائل الاتصال :-

 

هناك نوعان من وسائل الاتصال – النوع الرسمي والنوع غير الرسمي – و النوع الاخير هو الذي تستخدمه جماعات التنظيمات غير الرسمية في المنشاة وهو يتمتع على درجة عالية من التصديق من جانب اعضاء هذه الجماعات ،وبالرغم من ذلك فان معلوماته لا تاتي من مصادر رسمية ، ومن ثم يمكنه ان ينقل معلومات لا تمثل الحقيقة وكذا الاشاعات وما شابه ذلك ، وفي هذه الناحية يمكن حظر الاتصال غير الرسمية .

ولكنه نشاط طبيعي في أية منشأة وسيكون موجوداً عندنا طالما ان هناك جماعة من الافراد تعمل مع بعضها البعض ولها مصالحها واهتماماتها الخاصة وامام هذه الحقيقة فان المدير العملي يستخدمه كجزء من مسالك الاتصال للمنظمة كلما امكنه ذلك ، اما وسائل الاتصال الرسمي فتتضمن بالاضافة الى المسالك التنظيمية المحددة العديد من الوسائل منها الآتي :-

  1. المقابلات الخاصة .
  2. الاجتماعات على مستوى الادارة او القسم.
  3. الاجتماعات العامة
  4. المؤتمرات .
  5. المكالمات التليفونية .
  6. المحلات والجرائد الداخلية (التي تصدرها الشركة).
  7. التقرير السنوي للموظفين .
  8. الخطابات البريدية المباشرة .
  9. الملصقات على الحائط

10.النشرات الدورية .

  1. النشرات الخاصة .

ويلاحظ ان كل وسيلة من الوسائل السابقة لها استخداماتها الخاصة .

ولذا نجد ان اختيار احداها تتوقف على عدد من الاعتبارات مثل نوع الرسالة المطلوب توصيلها ومجي اهميتها ودرجة السرية الواجب توافرها وعدد المطلوب الاتصال بهم ، السرعة اللازمة في الاتصال ، والتكلفة التي يمكن تحولها .

وعلى ضوء مثل هذه الاعتبارات وغيرها يمكن للمدير ان يختار الوسائل التي تحقق فاعلية الاتصال .

  1. تصنيف الاتصال .

لأغراض تتعلق بالمزيد من الدراسة والمناقشة ، ويمكن تصنيف الاتصال الى عدد من المجموعات الشائعة الأخرى ، وفي هذا المجال ستقوم بملاحظة اربعة تصنيفات اضافية وهي :

  1. الاتصال المتجه الى اسفل .
  2. الاتصال المتجه الى اعلي .
  3. الاتصال الشفهي .
  4. الاتصال الكتابي .

 

الاتصال الى اسفل :

 

يتدفق هذا الاتصال من قمة التنظيم الى ادني المستويات الادارية في المنشاة ، ويعرف هذا الاتصال عادة بالتوجيهات والتي تنطوي القواعد والاوامر والتعليمات والتوجية وهو مثل أي نوع آخر من الاتصال هو أداة لنقل المعنى بين شخصين او اكثر ، والغرض من التوجيه هو خدمة حاجات مستخدمة نهائي – أي الشخصي الذي يستلمه – حيث بارشادة ومساعدته لتحسين عمله ، ومن المهم جداً ان تسند مسئولية اعداد التوجيهات في المناطق او المجالات المعينة الى العناصر الادارية المسئولة بالفعل عن وظائف هذه المنطقة من العمل .

وبالإضافة الى كون القواعد نوع من الخطط يمكن النظر اليها كوسيلة لتوجيه ، فهي تعمل على تشجيع العاملين وحصرهم للسير في السبل المنشودة ومن الناحية الأخرى فهي تساعد على توفير جهد المدير لأنها تجعل من غير الضروري قيامه باتخاذ قرار كلما ظهرت حالة فردية .

وتعد التعليمات من أدوات الاتصال الى اسفل وهي نوع من الأوامر تكون عادة مكتوبة وتقدم المعلومات أو المعرفة المتعلقة بالطريقة التي يوصي بها أداء نوع معين من المهام ، وتوكد التعليمات على ناحية كيفية الأداء للعمل ، ومن ثم ان استخدامها يضمن التنفيذ الصحيح والمنمي للعمل ، وتعطي التعليمات لكل أنواع المواقف المتوقع ظهورها عند تنفيذ معينة ، ولذا فان الغرض منها هو ضمان استخدام مدخل مستمر وموحد عند تنفيذ العمل كل المستويات الادارية بالرغم من أنها اكثر انتشاراً في مستوى العمل التشغيلي .

 

الاتصال الى أعلى :-

 

هناك العديد من أنواع الاتصال الى اعلى ولكن مناقشتنا ستقتصر هنا على التقارير وهي نوع هام من الاتصال في كل منشأة ويكون من الصعب إدارة المنشاة بدونها ويمكن التفكير في التقرير كمعلومات قائمة على اساس الحقائق وموجهة لأشخاص لغرض محدد وتستخدم التقارير للاتصال بالمديرين وتعتبر المديرين ، وبالعملاء وتكون بخصوص موضوعات ذات طبيعة فنية او تشغيلية .

ويجب أن يسبق التقارير الفعالة تفكيراً واضحاً وتخطيطاً دقيقاً ، وان كتابة التقرير من واقع هيكل معد بدقة والتفصيل تعتبراً أمراً مفيداً للغاية ، واذا لم يتمكن الفرد من وضع الخطوط العريضة لمواده وبياناته لن يتمكن من تكوينها على شكل كامل وذي معنى ، هذا مع ضرورة استخدام عناوين للموضوعات لتسهيل فهمها وتتبعها.

 

 

 

الفصل الثاني

 

يتعلق هذا الجزء بمعرفة مهارات والاتصال وكيف ننميها ؟ وذلك بقصد المساعدة في تحسين خيرات ومهارة الدارس الاتصالية ، أي زيادة قدراته في التأثير على الآخرين وذلك لأن هذه المهارات تؤثر كثيراً في فاعلية الانسان وتزيد من تأثيره في بيئة عمله … وبين الجماعة التي يعيش فيها .

إن تطوير واكتشاف ومعرفة مهارات الاتصال أصبح أمراً ضرورياً لبعض الناس الذين أصبح من المحتم عليهم أن يكونوا على مستوى وخبرة وكفاية ومهارة معينة بالنسبة لعملية الاتصال . ومن هؤلاء على سبيل المثال – المعلمون – الدعاة- الإعلاميون – السياسيون – رجال المال والأعمال – المديرون – العاملون في مجالات خدمة المجتمع و تنميته – وكذلك الأطباء الصيادلة والمهندسون – فكل هؤلاء وغيرهم – بحكم عملهم – يجب أن تتوفر لديهم مهارات الاتصال اللازمة لتوصيل المعلومات والخيرات والأفكار و الآراء والمشاعر والاتجاهات لدي الآخرين أي القدرة على إيصال المعاني الصريحة و الضمنية لرسائلهم الإعلامية – فيتمكن المتحدث أو الكاتب من أن ينقل بدقة ووضوح كافيين ما يقصد إليه فعلا ويتمكن المستمع أو القارئ من أن يستوعب ويفهم القصد .

وهذه العملية تتطلب جهداً مشتركاً من الطرفين المرسل – متحدثاً كان أم كاتباً – و المستقبل – مستمعاً أو مشاهداً أو قارئ – “…. كيف يمكن أن يستوعب هذا القصد ويشارك بفاعلية في إنجاح عملية الاتصال ؟

لذلك فإن الهدف الأساسي من هذا الجزء من المقرر يهدف لتنمية مهارات الاتصال لكافة المتهمين بالتأثير في الآخرين وتغييرهم ويشمل المهارات التالية :-

  1. مهارة الاستماع :- وذلك من خلال : أهمية الاستماع وأهدافه ومضمونه ، ومتطلبات عملية الاستماع وأنواع المستمعين ، ومعوقات الاستماع الجيد والأساليب الخاصة بتنمية مهارة الإستماع .
  2. مهارة الحديث :- وذلك من خلال :- مضمون الحديث ، أهميته ، سمات المتحدث الناجح ….الصوتية ، الشخصية ، أو الإقناعية – كما يتعرض لمستلزمات الحديث الجيد – سواء المتعلقة بالمتحدث أو المتعلقة بجهود المستعمين ويضعها المتحدث في اعتباره أو المستلزمات الخاصة بالبناء اللغوي للحديث . ومراحل التخطيط للحديث الجيد وللأحاديث الحوارية و التلفزيونية .
  3. مهارة السؤال :- ونتعرض لها من خلال – مفهوم السؤال – طبيعته – أهميته – تطور دراسته – ووظائفه – وأنواعه – ومراحل توجيه السؤال.
  4. مهارة القراءة :- ونتعرض لها من خلال مضمونها وأهميتها – وطبيعتها – المهارات اللازمة لها – أنواعها – ولفن قراءة الصحف والكتب – وفن التعامل مع المكتبة ثم أساليب تحسين القراءة .
  5. مهارة الكتابة :- وذلك من خلال الحديث عن أهمية هذه المهارة – وضوابط الكتابة الفعالة – والاستخدام المؤثر للغة – والقواعد العامة للكتابة الفعالة – والأسس العامة للتخطيط للكتابة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مهارة الاستماع

تمثل مهارة الاستماع الوجه الآخر لمهارة الحديث ، ومنهما معا يتحدد طرفاً عملية الاتصال الرئيسيين – المرسل والمستقبل – أو المتحدث والمستمع – وتتحدد بالتالي ملامح عملية الاتصال الشخص الشفاهي . وبينما يقوم الأول بوضع أفكاره في رموز – يقوم الثاني باستقبال هذه الرموز وترجمتها عبر أجهزة الاستماع والإدراك لديه ، فلكي تستجيب للآخرين بوضوح لابد ان تصغي للرسائل التي يرسلونها .

وبدون هذا الإنصات الجيد لا تنجح أساسا عملية الاتصال .

والاتصال الشفاهي كما هو معلوم (سبق أن أوضحنا ذلك في الجزء الأول من المقرر) أقدم وافعل عمليات الاتصال . فقد عرفه الانسان وأدرك أهميته منذ أقدم العصور ، وقد أضافت إليه التكنولوجيا بعد آخر وهو إمكانية الاتصال الشفاهي عن طريق التلفون السلكي واللاسلكي أو المرئي أو المحمول .

فأصبح من الممكن ان نتخطى الحواجز الجغرافية والاتصال شفهياً بالآخرين في أقاصي الأرض أو عبر أجواء الفضاء .

كما أصبح من الممكن خزن الصوت وتسجيله والاستماع إليه بعد سنوات طويلة ، أي يمكننا التغلب على حاجز الزمن أيضا وذلك عن طريق أجهزة التسجيل والفيديو .

ورغم ذلك فان الاتصال الشفاهي المباشر بفرد واحد أو جماعة أو بعدة أفراد في اجتماع أو لجنة أو مؤتمر أو مقابلة ، ما زال يحتل مكان الصدارة نظراً لقدرته على توفير اكبر قدر من التغذية الراجعة (رجع الصدى) .

ويمثل الاستماع وسيلة أساسية للحصول على المنبهات الخارجية ، والسمع اسبق حواس العقل إلى وصل الانسان بالكون ، كما ان حاسة السمع تعلو حاسة البصر في اتساع المدى وعلى القدرة على الشمول والإحاطة .

وعلى الرغم من أهمية الاستماع كعنصر فعال في عملية الاتصال إلا أن هناك العديد من المعوقات التي تواجه والسؤال ما هي هذه المعوقات ؟

يحدد الدكتور محمد منير حجاب في كتابة مهارات الاتصال ، يحدد معوقات الاتصال بالتالي :

فقدان الهدف :-

المستمع الذي يشعر بان الحديث أن يقدم إليه معلومات جديدة ، أو يساعد على تفهم حقائق معينة ،أو أنه لن يمتعه ، ولن يشعر بأهمية الحديث على الإطلاق ، ولذلك فانه لن يستمع إليه .

فإذن وحتى يكون حديثاً مسموعاً يجب ان يكون حديثاً هادفاً يرتبط بمصالح المستمع وحاجاته حتى نضمن انجذابه نحو الحديث .

تفاهة الحديث :-

ذلك إذا شعر المستمع بان الحديث غير نعد بشكل جيد ، أو غير مهم ، أو أن المعلومات التي يحتويها الحديث لن تضيف له شيئاً جديداً .

وذلك مثل ان تكون المعلومات اقل من مستواه الأكاديمي أو الفكري ، أو ان يشعر المستمع ان المعلومات يلغيها المتحدث وهو غير متيقن من صحتها ، مما يخلق في نفسه شعوراً بعدم الثقة يجعله يحس بتفاهة الحديث الذي يستمع إليه فينصرف عنه ، كذلك يجب على المتحدث ان يرتب حديثه بشكل جيد وان يضمنه معلومات جيدة وصحيحة وان تكون هذه المعلومات في مستوى مستمعه أو مستمعيه .

التشويش :-

يتمثل في الضوضاء والأحوال البيئية المختلفة التي تحول دون الاستمرار في عملية الاتصال .

والتشويش (كما ستدرس في مدخل علم الاتصال) يحمل معنيين الأول  ميكانيكي ويشمل الضوضاء والظروف الخارجية عموما وهي تشكل عائقاً يحول دون وصول الرسالة الإعلامية بشكل جيد للمتلقي فتصرفه عن الاستماع أو تجعله يبذل  جهداً مضاعفاً يستمع للرسالة .

والمعنى الثاني للتشويش العقلي الذي تحدثنا عنه سابقا ويحدث عند ما يكون المستمع مشغولاً ذهنياً بمشاكله أو مشوشاً عاطفياً ، وحينئذ لن يكون قادراً على الإنصات .

اللامبالاة :-

عند ما يكون المستمع غير مهتم ولا يعطي أي اهتمام للمتحدث وذلك لتحامله أو لعدم اقتناعه بما يقول أو لعد احترامه وتقديره .

عد الصبر :-

عند ما يكون المستمع قلقاً أو متوتراً أو متعجلاً للانصراف فلا يعطي اهتماماً للحديث .

الميل للانتقاد :-

السلوك النقدي الدائم للمستمع بحيث يكون لدي المستمع ميل دائم لنقد حديث المتكلم مما يشكل لديه عائقاً للسمع الجيد ، بحيث ينصرف ذهنه لالتقاط الكلام السلبي ليمارس هوايته في الانتقاد ويكون بذلك أكثر تركيزاً في النقد أكثر من الإنصات .

كل هذه الأشياء التي سبق ان تحدثنا عنها تشكل حواجز ضد السمع الجيد وبالتالي يفشل المتحدث في توصيل رسالته الإعلامية التي تعتمد على وسيلة النقل الشفاهي عن طريق الكلام .


تنمية مهارات الاستماع

على الرغم ان الانسان يبدأ في بناء مهاراته في الاستماع وتنميتها لديه تعوقه أظافره ، ويكتسب مع الزمن عادات للممارسة الاستماع ، إلا انه يستطيع تنمية هذه المهارة وتحسينها ، ويمكن للفرد تحسين هذه المهارة من خلال تلافي معوقات الاستماع الجيد الاستماع الجيد السابقة وإتباع تكتيكات أهمها :

 

  1. تنمية القدرة على التذكر :

 

فالتذكر مهارة ترتبط مباشرة بعملية الاستماع فالإنسان عن طريق الذاكرة يختزن قدراً هائلاً من المعلومات ويستطيع الانسان ان يسترجع أي معلومة بطريقة تمكنه من ربط هذه المعلومات المختزنة في الذاكرة لتقييمها وبناء استجابة محددة

ولتنمية القدرة على التذكر يمكن للفرد إتباع الإجراءات التالية :

 

  • تنظيم المعلومات في فئات :

 

وذلك بان يقوم المستمع بتصنيف المعلومات التي يحصل عليها طبقاً للأفكار الرئيسية والتفاصيل الفرعية لها طبقا لعلاقات واضحة بينها وذلك أثناء عملية الاستماع .

  • حفظ المعلومات في شكل تتابعي أو مسلسل :

 

وذلك بتصنيف المعلومات وفقاً لفئات محددة ، أو طبقاً لعلاقات متشابهة أو مشتركة ينظمها الفرد في شكل تتابعي وفقاً للزمن أو إذا كانت تتضمن أرقاما في شكل تصاعدي .

  • استخدام الأساليب المختلفة لتقوية القدرة على التذكر :

وذلك مثل استخدام الاختصارات للمساعدة على التذكر مثلاً تحفظ كلمة NATO للدلالة على حلف شمال الأطلسي ، أو ربط الأسماء والأشياء والأفكار مثلاً بخصائص معينة .

  • التخيل والصور الذهنية :

يستخدم أسلوب التخيل لترجمة كلمات المتحدث إلى انطباعات حسية ، وإذا ما ربطت هذه الانطباعات بصورة الكلمات في الذهن تكونت لدي الفرد صورة ذهنية لكلام المتحدث .

  • الاستفادة من طبيعة البناء المعرفي للفرد :

 

حيث يمكن للمستمع أن يربط كلام المتحدث بخبرته السابقة وذلك من خلال الاستفادة من تراكم البناء المعرفي ، حيث إننا نستطيع من خلال البناء المعرفي ان نتعرف على طبيعة الثقافة السائدة بمكوناتها المختلفة ، وعلى الفروق الفردية الذين نتعامل معهم ، وذلك كمدخل لفهم الآخرين وتحديد طريقة التعامل معهم ، ففهم الآخرين والتعرف عليهم هو المفتاح لبناء علاقات فعالة .

  1. الالتزام بالقواعد المرشدة للاستماع الجيد :

سبق أن ذكرنا ان المستمع هو الطرف الثاني من عملية الاتصال وبذلك يكون الاستماع نصف عملية الاتصال ، وهو كالحديث مهارة يمكن تنميتها من خلال تكوين عادات إنصات جيدة وفيما يلي بعض القواعد التي تساعد على تنمية هذه المهارة .

  • الإنتباه للمتحدث :

أي توجيه طاقات وقدرات الفرد العقلية والجسدية نحو الاستماع ، فكلي تكون مستمعاً جيداً يجب ان تحشد كافة انتباهك للمتحدث .

 

  • تلافي التي تؤثر على الانتباه :

 

وذلك مثل المؤثرات الطبيعية مثل الأصوات والروائح المتصلة بالبيئة المحيطة وأصوات الأجهزة الكهربية والماكينات والمقاعد غير المريحة وغيرها ، وأيضا المؤثرات النفسية مثل الحالة المزاجية للمستمع ومدى الشعور بالسعادة أو الضيق أو الاكتئاب والمؤثرات النفسية الناتجة عن العلاقات الأسرية أو علاقات العمل ، وكذلك المؤثرات الفسيولوجية مثل ضعف السمع بسبب المرض أو وجود عيوب سمعيه .

 

 

  • اللغة اللفظية :

حتى يتمكن المستمع وذلك للحد من تشوه المعلومات التي تتدفق من المتحدث ، فهو يساعد على تركيز الانتباه ، والصمت في حد ذاته وسيلة لتبادل المعلومات مع المتحدث فهو يعني من ناحية إني معك مهتم بكل ما تقول وافهمه .

 

  • الاهتمام بالتعبيرات غير اللفظية :

 

لتنمية مهارة الاستماع يوصى العلماء عادة بالاهتمام باللغة اللفظية ، والتركيز على ما تحمله من أفكار رئيسية ، وفرز التفصيلات والأفكار الفرعية لعدم التشويش على عملية الاستماع ، وهناك مستوى آخر للتعبير هي اللغة غير اللفظية التي تحتمل المحتوى الآخر الضمني أو الخفي الذي لا يعبر عنه بالألفاظ .

وما يحدد القصد من الكلمات في كثير من الأحيان ليس معناها اللغوي الشائع بل النبرة التي تلفظ بها والتي قد تقلب المعنى رأسا على عقب أحيانا ، نفس الجملة قد تثير الغضب أو تثير النكتة لنبرة الصوت ، في الحالة الأولى تهديد ، وفي الحالة الثانية دعاية .

  • التوافق :

التوافق يعنى تطابق الحالة النفسية والفكرية والاجتماعية والمستوى المعرفي واللغوي بين المتكلم والمستمع ، فالاستماع الناتج ليس تصيداً لأخطاء المتحدث ، وليس مجرد مقاطعات مستمرة للمتحدث ، وليس انصافاً عن المتحدث أو إنهاء للحديث قبل الأوان ، كل هذه الجوانب تعني عدم التوافق مع المتحدث وبالتالي عدم نجاح عملية الاستماع .


الاستماع الجيد

غموض الهدف :-

بمعنى ان المرسل لا يعرف بالضبط هدفه من الاتصال ، فقد يركز على مجرد الفضفضة عن نفسه أو ( أراحة شئ من على صدره) فلديه شعور غامض بأن اقامة رابطة من نوع ما سوف تخدم الهدف بشكل ما ، واحد الأغراض التي تنبي عن وجود هذا الشعور الغامض هي ان يبدأ المرسل هذه البداية : ( علينا أن تعقد اجتماع أو يجب أن نصدر كتاب) ، ( آن ألوان لتطبع نشره أخرى) فاىهتمام الحقيقي للمرسليجب أن يكون هل هناك رسالة؟).

الاستخفاف بالمستقبل :

أي اعتباره أمراً مسلماً به وبديهياً سواء من حيث دروه في الموقف ورغبته في الانصات ، واهتمامه بالرسالة ، وقدرته على الفهم ن ومقدرته على التصرف وعدم اشغال وقته بمهام أخرى غير موضوع الرسالة .

التوقع المبالغ فيه :-

لقد عرفنا الاتلاً بأنه عملية تنتهي بتلقي المشتقبل للرسالة فاذا كان هدف المرسل هو مجرد تعريف المستقبل أو اخباره بشئ ، فان هدفه يكون قد تحقق بتسلم المستقبل على أمراً ما أو أن يقوم المستقبل بأداء عمل ما ، فان هناك عوامل اخرى ينبغي اخذها في الاعتبار نية الاتصال جزءاً من عملية (بيع شئ) ، فاخفاق البيع يمكن أن يكون راجع إلى فشل الاتصال وقد يكون راجعاً إلى عوامل أخرى ، فالمستقبل قد يتسلم رسالة واضحة لا يشوبها أي يشوي شاو تخريف بحيث يفهم مضمونها فهماً تاماً ، ومع ذلم فانه لا يقتنع بها ولا يعمل وفقاً لها .

الوصايا العشر للاستماع الفعال :-

  1. عند الاستماع يجب ان تبحث عن مجالات الاهتمام ومغزى الحديث .
  2. اهتم بمحتوى الحديث اكثر من اهتمامك بطريقة المتحدث .
  3. لا تتعجل بالتقييم ولا تقاطع المتحدث .
  4. انصت الى الفكار الرئيسية في الحديث .
  5. كن مرناً مع كل متحدث وتقبل اسلوبه .
  6. تعمد الانصات وتفرغ للحديث بكل حواسك .
  7. قاوم التشتت وابتعد عن مصادر الضوضاء .
  8. درب عقلك على التركيز .
  9. كن يقظاً وابتعد عن الانفعال .

10.حاول ان تفكر بصورة اسرع من الحديث .

خطوات الاسترجاع :-

  • عند ما تقترب من مرحلة الغضب توقف عن الحديث ثم حاول ان تعيد صياغة موقف الطرف الآخر والنقاط التي يثيرها .
  • اطلب من الطرف الآخر تلخيص للنقاط التي سمعها منك .
  • استرجع العناصر التي ساهمت في موقف كل منكما فالمراجعة تزيد المسائل وضوحاً وتقلل من حدة المعارضة .
  • عند مناقشة اكثر النقاط خلافاً بينكما سلم فرضاً بصحتها ، نفترض أن (طارق نور) لم يخبرك بهذا فما هي العناصر الأخرى التي ساهمت في هذا الموقف ، فالتسليم الجدلي بصحة هذه المسالة يساعدك في تحاشي استمرار تكرارها واستكمال الصورة الكلية للموقف .
  • لا تقتصر مناقشتك على مجرد السؤال عن العوامل التي ادت الى خلق الموقف بل اطلب توصيات الطرف الآخر والحلول التي يراها حتى تقلل من التعليقات السطحية .
  • عند ا تسنح الفرصة اطلب من الطرف الآخر تخمينه او تفسيره لموقفك لكي تتمكن من معرفة الخلفية التي يتحدث منها فربما يرجع الخلاف بينكما الى افتراضات خاطئة او قصور في المعلومات .

 

 

 

 

 

 

مهارة الحديث

يستخدم الحديث في مجال الاتصال بكثرة ، سواء كان في شكل الاتصال المباشر أو الاتصال غير المباشر أو الاتصال الجماهيري .

والحديث في كلا الشكلين يطلق على المادة الكلامية التي تعرض لموضوع معين بوجهة احد المتخصصين الو جمهور المستمعين والمشاهدين إذا كان الحديث عن طريق الإذاعة أو التلفزيون ، أو يوجه إلى جمهور المستمعين مباشرة في حالة الحديث المباشر .

وفي حالة الحديث الإذاعي والتلفازي فان أنواعه تتعدد تبعاً للموضوعات التي يتناولها والمجالات التي يعرض لها ، وعلى ذلك فقد يكون الحديث دينياً أو سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو علمياً أو رياضياً أو فنياً أو تاريخياً أو عسكرياً ، وفي كلا الحالات فانه يكون بمثابة معلومات ومعان وأفكار .

وقد يتضمن كذلك مقترحات وآراء ووجهات نظر حول موضوع قضية مطروحة للنقاش .

ومن ناحية أخرى فان الحديث الإذاعي أو التلفازي قد يكون حديثاً عام لكل الناس ، وقد يكون موجهاً لفئة معينة أو طائفة محددة واياً كان نوع الحديث ، سواء كان من الأحاديث العامة بأنواعها المختلفة أو كان من الأحاديث التي تهم فئة أو طائفة معينه أكثر من غيرها ، فلابد ان تتوفر لموضوعه أهمية خاصة بالنسبة للمتلقي ، لكي يخطي باهتمامه ومتابعته ، وان كان ذلك لا يعني النزول على رغبة المستمع في كل ما يطلب أو أكثر ما يريد .

والمتحدث الجيد لابد ان تتوفر لديه ثلاث مهارات تشكل عناصر للحديث الجيد ، وهذه العناصر هي :

  1. الإعداد للحديث :

ويشتمل ذلك عدة نقاط منها : تحديد الهدف من الحديث ، فعند ما نتحدث نتصل ، ونتصل لهدف … وهو التأثير في الآخرين سواء للامتا عاو للإفادة أو الإقناع أو ليشغل وقت الفراغ ، وتحديد الهدف يعني بصورة أساسية الإجابة عن سؤال محدد : لماذا نتحدث ؟ والإجابة عن هذا السؤال تساعدنا في تحديد قيمة الحديث ، وفي معرفة مدى تقبل الآخر كما نقول . وفي مجال إعداد الحديث أيضا تحديد إلقاء الحديث . وكذلك اختيار المكان المناسب . فالمكان المناسب لمقابلة صحيفة أو إذاعية يختلف عن المكان إجراء مقابلات الشكاوي أو مقابلات الإقناع والتأثير أو المحاضرة أو الندوة .

وهنالك أيضا تحديد نوعية الجمهور من حيث عددهم وأعمارهم وحاجاتهم وخبراتهم وثقافاتهم واتجاهاتهم فهذه المعلومات تفيد في جوانب الحديث المختلفة . كما ان اختيار مادة الحديث من الجوانب المهمة في الإعداد للحديث الجيد . ومن هنا يأتي الحرص على أن تكون المعلومات صحيحة وجديدة وصادقة وكافية ومتصلة  بموضوع الحديث .

  1. توجيه الحديث :-

ويشمل ذلك المظهر الجيد من خلال الثقة بالنفس والإشارات المناسبة والتعبيرات المبهجة للوجه ، وكذلك حسن الاستهلال وحسن الخاتمة ، ومع التركيز في الاستهلال على أهمية الموضوع ومناسبته .

وتتضمن مرحلة توجيه الحديث أيضا : الغرض المناسب والمنظم ، واستخدام اللغة المناسبة ، والاهتمام بالمستمع والحرص على اجتذابه بصرياً . وتجنب الإفراط في الاستعانة بالأوراق المكتوبة أو المذكرات التي تصرفك عن مستمعيك ، وتجنب الحركات العصبية ، وتجنب التراخي والتثاؤب ، وتجنب التطويل ، والتركيز على عملية تنظيم الوقت ، واستخدام تكنيك الجمل القصيرة ، وبدء الحديث بملخص سريع للنقاط التي سوف تناقشها والحرص على الخاتمة الجيدة التي تبلور موضوع الحديث .

  1. تقييم الحديث :-

التقييم يشمل الحديث ككل منذ لحظة الاستعداد أو أثناء الحديث من خلال رجع الصدى وبعد الحديث ، بإعادة الاستماع إليه أو الاستماع إلى ملاحظات المستمعين.

 

 

سمات المتحدث الناجح

يحدد الدكتور محمد منير حجاب في كتابة مهارات الاتصال العديد من السمات التي يجب ان تتوفر في الشخص حتى يكون متحدثاً ناجحاً ، وتمثل تلك السمات التالي :

  1. السمات الشخصية :

وتشمل الموضوعية أي قدرة المتحدث على السلوك والتصرف وإصدار أحكام غير متميزة لعنصر أو رأي أو سياسة الوقوف إلى جانب الحق ، حتى ولو لحق به الضرر والسمات الشخصية تشمل الصدق : فالمتحدث الصادق هو الأكثر تأثيراً في مستمعيه ، وكذلك الوضوح ….. فكي تكون لغتك بسيطة ومادتك منظمة ومتسلسلة منطقياً وكلماتك واضحة وغير معقدة ، وهنالك أيضا الدقة ، أي أن الكلمات المستخدمة تؤدي المعنى الذي تقصده بعناية وكذلك دقة المعلومات التي تقدمها وصحتها وكذلك الحماس لموضوع الحديث ، فالحماس يجعل المتحدث يجعل المتحدث أكثر حيوية وحرارة في حديثه أو أكثر ديناميكية .

ومن السمات الشخصية أيضا القدرة على التذكر وتعني حضور الذهن أثناء الحديث ، وكذلك الاتزان الانفعالي ويقصد ب هان يظهر المتحدث انفعاله بالقدر الذي يتناسب مع الوقوف وان يكون متحكماً في انفعالاته ، وهناك أيضا المظهر من حيث النظافة والأناقة الشخصية والملبس والصحة النفسية والبدنية .

 

  1. السمات الصوتية :

 

الصوت مهم جداً في نجاح المتحدث ، وإذا كنا لا نستطيع ان نغير أصواتنا إلا أننا يمكننا تغيير طريقة النطق من خلال التحكم في الصوت ، رفعه أو خفضه وضبط نغمته وفقا للظروف الخاصة ، وأول خطوة للحكم في الصوت هي أن تدرك العوامل التي تؤثر في تحديد سماتنا الصوتية ، وتوجد عوامل عديدة صحيحة ، ويعني النطق ويتوقف عليها قدر ما نحقق من نجاح .

وأهم هذه العوامل : النطق بطريقة صحيحة ، ويعني النطق الصحيح الالتزام بقواعد النحو والصرف ، والالتزام بالنطق العام السائد للكلمات المنطوقة المتعارف عليه ، وكذلك وضوح الصوت بمعنى ان يتمكن المستمع من سماع ما يقوله المتحدث . وفي الاجتماعات الكبيرة يجب ان يتأثر المتحدث ان جميع الحضور يستطيعون سماع ما يقوله بوضوح … وإلا فليستخدم مكبرات الصوت .

ومن هذه العوامل أيضا السرعة التي تتكلم بها كعامل مؤثر في فاعلية الحديث ‘، فالتحدث بسرعة كبيرة يجعل المستمع لا يتابعك كما تود ، ان التنويع في السرعة يساعدك على تأكيدا الأهمية كما تقول . ومن العوامل أيضا اتخاذ أسلوب الوقفات، أي الوقوف عند بعض الواضح أثناء الحديث ، وقد تكون بداية الحديث لجذب انتباه الحضور ، وقبل وبعد النقاط المهمة ، وعند نهاية كل جملة مفيدة أو وقفه في نهاية الكلام للدلالة على إنهاء الكلام .

 

  1. السمات الإقناعية :-

 

الإقناع هو كسب تأييد الأفراد لرأي أو موضوع أو وجهة نظر محددة ، وذلك عن طريق تقديم الأدلة والبراهين المؤيدة لوجهة النظر بما يحقق الاستجابة لدي الأفراد ، والمقدرة الإقناعية من السمات الأساسية للمتحدث المؤثر ، وتتضمن مجموعة المهارات من بينها القدرة على التحليل والابتكار والقدرة على العرض والتعبير والقدرة على الضبط الانفعالي أو القدرة على تقبل النقد .

ويرجع السبب في توجيه النقد للمتحدث إلى عدة عوامل منها :-

عدم قدرة المتحدث على عرض الموضوع بطريقة جيدة تكسبه تأييد الآخرين ، وعدم اعتماده على الحقائق والمعلومات ، وهنالك أسباب شخصية خاصة بالمنتقد تجاه المتحدث أو ميل بعض المستمعين إلى النقد لذاته ، وفي هذه الأحوال لابد للمتحدث من أن تتوفر له القدرة على الدوافع و الأحوال والأسباب الكامنة وراء النقد .

 

مستلزمات الحديث المؤثر :-

الحديث المؤثر والاستماع الجيد وجهان لعملة واحدة ، ويمكننا تحديد مستلزمات الحديث المؤثر في أفكار ثلاثي الأبعاد يتضمن :-

  1. مستلزمات متعلقة بالمتحدث ، مثل الاستهلال الجيد والختام الجيد ، والاستهلال المفضل هو الاستهلال الذي يتفق مع هدف الحديث ويحقق أغراضه ، فاحرص على أن تكون ودودا مع مستمعيك ، مبتسماً تواقا إلى إثارة شغفهم ، ملئا بالحيوية متسما بالإخلاص ، وكذلك عند ما تختم حديثك فجملة الختام مهمة ويجب ان تكون قوية ومركزه ومختصرة وموحية ، وعلى المتحدث ان يستخدم اكبر قدر من الحواس لان ذلك من العوامل المهمة لنجاح الاتصال ، وعليه السيطرة على دقة الحديث ، وان يستدرج المستمعين إلى الأسئلة وينصت إليهم في صبر ووعي فتلك خير طريقة لإقناع المستمعين ، ومن المستلزمات المتعلقة بالمتحدث أيضا تعلم حسن الاستماع ، فلكي تصبح متحدثاً بارعاً كن أولاً مستمعاً جيداً ، ويشجع الناس على الكلام عن أنفسهم و أعمالهم وأمجادهم وبطولاتهم ، ومن المستلزمات أيضا تجنب تقليد الآخرين والحرص على رجع الصدى ، أي ردود أفعال الجمهور تجاه ما تقول ، والحرص على التلقائية ، أي تجنب حفظ الحديث والذي يؤدي للحرج عند ما ينسى المتحدث كلمة وهناك أيضا الاعتراف بالأخطاء عند ما نرتكب خطا ما ، أو يصحح لنا أحد المستمعين معلومة ما، فمن الخطأ الاستمرار في الدفاع عن الخطأ .
  2. مستلزمات متعلقة بالجمهور يضعها المتحدث في اعتباره :- على المتحدث معرفة اتجاهات جمهور المستعمين وميولهم تجاه الفكرة أو الموضوع ، وعليه ان يبدأ بتحديد عناصر هذا الموضوع ، وان يبدأ تلك العناصر التي لا يختلف عليها الأفراد ، ثم يتدرج إلى النقاط التي توجد فيها وجهات نظر مختلفة ، وعند ما تتناقش مع الآخرين ومهما تكن على صواب فلا تقل للآخر أنه مخطئ ولو بمجرد نظرة أو إشارة أو لفته ، لأنه لن يقرك على ذلك ، وبدلا من ذلك قل له : أنني أري رأيا آخر …. وقد أكون مخطئاً ، وأحب ان تصحح لي خطئي ، مثل هذه العبارة توقف كل جدال ولا تجادل لأنك أن فزت أو هزمت فأنت الخاسر في كلا الحالتين ، فإذا هزمت فلا شك سيبقي الآخر عند وجهة نظرة ، أما إذا فندت أقواله ، فلن يسلم بانتصارك .
  3. مستلزمات متعلقة بلغة البناء المنطقي للحديث :- وتتمثل تلك المستلزمات في دعم الجوانب الإيجابية للطرف الآخر ، ويعني بما أنه ويعني بها أنه عند النقاش ، يأخذ المتحدث الجوانب الإيجابية من أقوال أو تصرفات الأفراد ليدعم عملية الإقناع …. وأيضا عدم الاستطراد بدرجة تعطي فرصة للأفراد في الشرود أو الأحاديث الجانبية ، وعلى المتحدث حشد وسائل التأثير المختلفة ، فيدعم أقواله أثناء الحديث بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال الشعبية والحكم لزيادة مصداقيته لدي المستمعين، وعلى المتحدث أيضا تجنب الأخطاء أو السقطات المنطقية مثل التعميم المشروع والخروج عن سياق الموضوع الرئيسي أثناء المناقشة ، وعرض الأدلة غير سياقها للوصول إلى نتائج مضللة .

أ. مهارات الحديث :

هناك عدد من الطرق الخاصة بتحسين مهارات الاتصال عند الحديث ، وهذه الطرق هي :

  1. استخدام النغمة السهلة وان يكون ايقاع اللفظ سهل وغير رسمي ويمكنك استخدام اسم الشخص في المخاطبة حسب نوعية العلاقة .
  2. استخدام المعلومات المالوفة ولا تجهد المستمع بالمعلومات الفنية .
  3. كن صريحاً عند ما يوجه الآخرون سؤال معين ، مع اعطاء اكبر قدر من المعلومات .
  4. احسن استخدام الدعابة لتخفيف حالة القلق ولا تسرف في استخدامها .
  5. تلاشي .
  6. تحكم في حركات شفتيك وحواجبك .
  7. راعي عامل السرعة في الحديث فلا تبطئ ولا تسرع بل اعتدل في السرعة في الكلام .

 


مهارة السؤال

السؤال أداة إيجابية خلاقة للحصول على المعارف والمعلومات في مختلف أنشطة الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية .

والسؤال أحد أهم المهارات الاجتماعية الواسعة أحد أهم المهارات الاجتماعية الواسعة الانتشار ، ومن أهم مهارات التفاعل الاجتماعي .

ويتفق علماء الاجتماع والاتصال وعلماء البلاغة على تعريف السؤال ، بأنه طلب الحصول على المعلومات سواء كانت واقعية أم خلاف ذلك .

والحصول على المعلومات عن طريق السؤال يكون بطريقتين :

التعبير اللفظي سواء كان شفهياً منطوقاً أم مكتوباً والتعبير غير الفظي عن طريق الإشارات غير اللفظية المصاحبة للرموز اللغوية .

وعند طرح الأسئلة لابد أن نراعي لحالة الشخص المسؤول ، وقد تم تقسيم الناس في حالة السؤال إلى ثلاثة فئات هي :-

 

  1. الفئة المتعاونة :-

 

هذه الفئة مستعدة قابلة للسؤال ، وهذه الفئة لا تحاول أن تخلق صعوبات بان أمام الشخص السائل ، بل تعاونه في إجراء الحوار على الأسئلة ، ولكن عيب هذه الفئة يتمثل في استرسالها في الإجابة ، حيث تشمل أجابتها أشياء مهمة وأخرى غير مهمة ، وإنما مستعدة للحديث في أي موضوع ، كما أنها في أجابتها على الأسئلة كثيراً ما تجنح للحديث عن جوانب ذات طابع شخصي “يتحدث عن بطولاته وإنجازاته” مما يجعل الحديث يسترسل ويطول . لذلك على الشخص السائل أن يعامل هذه الفئة بحزم وقوة يضبط مسار الحديث بحيث تتوجه الأسئلة كلما إلى جوهر الموضوع وليس فرعياته .

 

  1. الفئة المترددة :-

 

وهذه فئة قلقة تحب الحديث مع الصحفيين ولكنها في نفس الوقت تخاف من تبعات التعامل مع الصحافة ووسائل الإعلام عمومياً وما يمكن أن تثيره من مشاكل ومتاعب لها ، و لتحقيق الحوار والأسئلة مع هذه الفئة على الصحف أو صاحب الأسئلة أن يبذل جهداً كبيراً على إقناعها بجدوى الحوار ، وأن تكون له القدرة على أن يفرض إحترامه على الشخص المتردد و عليه أن يستمر في محاربة تردده أثناء الحوار نفسه ، حتى يدفعه ليصرح بكل ما عنده ، وذلك عن طريق :-

  • “أن يمتدح بعض الجوانب الإيجابية ” في شخص المتحدث .
  • ” يظهر المتحدث “الصحفي” أنه يعرف بعض الأشياء الهامة في حياة المحاور مثل تاريخ حياته وأسلوبه في العمل .
  • أن يقيم مع المتردد علاقة صداقه
  • وأن يظهر إهتماماً بالمتردد ويشير إلى أهمية المعلومات التي أولى والتي ستكون لها أهمية كبرى لدي قراءة الصحف .
  • الإعداد الجيد للأسئلة والذي يجذب الشخصية المترددة
  1. الفئة المتهربة :

وهي فئة تكره الحديث إلى الصحافة وهي بطبيعتها لا تثق في وسائل الإعلام بشكل عام ، وهي فئة إنطوائية لا تحدث إلا بحساب ، وهي فئة قليلة الكلام عموماً .

ولإجبارها على الحديث يجب إتباع الخطوات التالية :-

  • أسلوب التهديد :

مثال : إذا سألت شخصاً متهرباً ليعلق لك على حدث ثم قال إنه لا يجيد التعليق ، أسله هل هناك سبب خاص أو عام يمنعك عن التعليق ؟ ثم قل بأنك ستكتب ذلك في الصحيفة وتقول إنه رفض التعليق على الموضوع ، لأن هناك ما يحول بينه وبين التعبير عن رأيه .

ب. أفرض نفسك وأسئلتك عليه :-

مثال : إذا قال لك الشخص المتهرب بأنه مشغول ، أخبره بسرعة بأنك لن تأخذ من وقته كثيراً ، ثم قدم له أسئلتك . وأكد له على أهمية رأيه حيث لا يمكن الاستغناء عن هذا الرأي في هذه التقنية بالذات .

  • لا تقبل بالتسويق وأقطع بالتصوير والتلفون المباشر :

مثال ذلك إذ قال لك الشخص المتهرب أنه مشغول جداً ، قل له إنك يمكن أن تجري اللقاء و أطلب تلفونه المباشر وخذ له صور تنشر مع الموضوع وقدم له أسئلتك .

د . أطلب منه تصحيح بعض المعلومات أو بالغ في بعض المعلومات لكي تدفعه إلى تصحيحك ومن ثم يبدأ الحديث .

أهمية السؤال :-

للسؤال أهمية كبرى في كثيرا من المجالات ، ففي مجالات الحياة العامة يمارسه الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته اليومية ، ينقل بواسطته الأفكار والمعلومات والآراء و الرغبات والمشاعر والمطالب إلى آخرين ، لتحقيق التفاعل المتبادل نحو تحقيق الأهداف المشتركة ، والسؤال هو أساس عمليات التفاوض الإداري والسياسي ، وللأسئلة في مجال التعليم أهمية خاصة ، فقد نستخدمها للتذكر أو للتفسير أو لإستخلاص معاني ضمنيه أو استخلاص علاقات من الجداول والرسوم البيانية أو الخرائط ، وفي مجال الاتصال الدعوي يستخدم السؤال لجذب الانتباه وللتدرج بالجمهور من ما يعرفون إلى ما لا يعرفون ، وفي مجالات الاتصال الإعلامي لا يمكن الاستغناء عن السؤال للحصول على الأخبار أو جمع مادة التحقيقات والأحاديث والتقارير والمقالات الصحفية .

  1. وظائف السؤال :-

تتعدد الوظائف التي يحققها السؤال ، وقد يحقق السؤال الواحد أكثر من وظيفة ، وقد نوجه الأسئلة إلى الآخرين أو نوجهها لأنفسنا لنجيب عليها نحن نمارس نشاطاً هادفاً ، ويعتبر السؤال هنا أداتنا لتحقيق ما نستهدفه من ممارسة عملية الاتصال ، وقدر عدد الدكتور محمد منير حجاب في كتابه مهارات الاتصال أكثر من خمسين وظيفة للسؤال نذكر منها :

  1. إقناع الآخرين
  2. زرع الأفكار وتكوين الآراء
  3. معرفة آراء آخرين وفهمهم
  4. إزالة الأفكار المشوشة
  5. الحث والتشجيع
  6. حل المشكلات وتقليل الأخطاء
  7. بث الطمأنينة
  8. التغلب على المعارضين
  9. تنشيط المناقشة
  10. تجنب الانتقادات
  11. إزالة سوء الفهم
  12. تكوين الرأي
  13. صنع القرار
  14. كسب الوقت

توجيه الأسئلة :

توجيه الأسئلة ليس مجرد عملية عشوائية ، وإنما هي عملية فكرية تتم وفقاً لخطوات منتظمة ، وتستلزم ضوابط وإجراءات عديدة ، وتحتاج إلى مجهود كي يكتسب الفرد عادة توجيه الأسئلة الذكية ، وتشمل عملية توجيه الأسئلة ثلاث مراحل رئيسية :-

  1. مرحلة الإستعداد للسؤال :

وتشمل تحديد الهدف وفقاً لسياق الموقف الذي فيه السؤال ، فالاستعداد لطرح أسئلة في سياق صحفي أو تليفزيوني ، يختلف عن بالنسبة لموقف الاستجواب في قاعة القضاء أو قاعة المحاضرات ، وبعد تحديد الهدف يأتي ارتباط السؤال بموضوع الحديث هدف اكتساب ثقة المجيب واحترامه ، وكذلك تحديد شخصية من توجه إليه السؤال :- مسؤولا رسميا أم مديراً أم محاضراً أم داعية أم زميلا في المهنة أم شخصاً عادياً ؟ وهل هو في الفئات المتعاونة أم المتهربة ، فعدم المعرفة الجيدة للشخص الذي نوجه إليه الأسئلة يضعنا في موقف أصعب دائماً ، ثم يأتي تحديد نوع السؤال وأسلوب صياغته . إن تحديد أنواع الأسئلة يتم وفقاً لطبيعة الحديث ومرحلته الراهنة وهدف السائل .

والسؤال الجيد في أي مستوى من مستويات التفكير يجب ان تواكب الصياغة الجيدة و المناسبة ، والصياغة ترتبط بالمصطلحات المستخدمة في السؤال وبعدد كلمات ، وبالترتيب الذي ترد فيه هذه الكلمات ، وعند الصياغة يراعي استخدام الأسلوب المناسب لتوجيه الأسئلة ويتوقف ذلك على طبيعة موضوع الحديث والموقف المتاح وشخصية المتحدث .

كما يراعي عدم وضع أكثر من سؤال في جملة واحدة وعدم توجيه أسئلة من خلال عبارة مدمجة ، ووضوح لغة السؤال بحيث تكون مفهومة للمستمعين ، وتجنب الأسئلة المتحيزة (غير الموضوعية) التي تتبني وجهة نظر واحدة ، وتجنب الأسئلة ، وتجنب الأسئلة الايجائية وغيرها .

  1. مرحلة طرح السؤال :

بعد الاستعداد يأتي طرح السؤال بحيث يمكننا استدعاء أفضل وأكمل إجابة ، وتوجد عدة اعتبارات تساعد على ذلك منها : تجنب العصبية والتي تنعكس على طريق إلغاء السؤال بنرفزة وسرعة أو بتحد واستعلاء ، مما يجعل هناك حاجزاً نفسياً بينك وبين الشخص الذي ستوجه إليه السؤال فتتأثر إجابته بذلك ، كما ان الشعور بالخجل عند طرح الأسئلة كالشعور بالعصبية يجعلنا نتعلثم عند إلقاء السؤال ، ونفتقد بذلك الحيوية ونتسم بالتردد وبضعف الصوت وارتشاعه ، ومن الضرورة والاهتمام باختيار الوقت المناسب للسؤال ، ويتوقف ذلك على ذكاء السائل وطبيعة الموقف والملابسات الخاصة بمتى ستوجه إليه السؤال ، وترتبط الأسئلة بالأهداف المحددة لها ، ولذلك فان الانسياق في مجرى الحديث بالإفراط في توجيه الأسئلة يعد عيباً كبيراً ، ويمكن للسائل عن طريق استخدام مقامات الصوت والنبرات المتعددة ان يضفي على سؤاله معاني التأكيد أو الغضب أو الرجاء أو التحذير أو الاهتمام ، وذلك للتأثير على الشخص الذي نوجه إليه الأسئلة ، وعلينا ان نتجنب عوامل تشتيت ذلك المجيب أثناء توجيه الأسئلة مثل أخطاء النطق وأخطاء النحو والضحك الهستيري والعبث بالأشياء مثل الساعة والخواتم وغيرها حتى لا ينصرف ذهن الشخص الذي توجه إليه السؤال .

  1. مرحلة الإجابة والتقويم ورجع الصدى :

الهدف من توجيه السؤال هو الحصول على إجابة محددة ، وإذا لم ننصت للإجابة فلن يتحقق الهوالإدارة.صات يحتاج إلى مجهود وتركيز ، ويعني فهمنا لما يقال ، واستعراضه على ضوء أفكارنا وتصوراتنا وسرعة الحكم على ما يقال ، والتعبير عما في أنفسنا من خلال إلقاء سؤال استفساري يتعلق بأعماق الموضوع واستكشاف جوانبه الخفية ، وتسمى عملية المراجعة الأخيرة برجع الصدى فمن خلال مراجعة الإجابات يستطيع السائل ان يفهمها ويحدد نقاط الضعف والقوة والنقاط التي تحتاج إلى تأكيد أو مراجعة ، وكذلك التأكد من الإماء أو الأرقام التي تضمنتها الإجابة ، وهذه المراجعة تجعل المتحدث يبذل مزيداً من الجهد لجعل إجاباته وافيه وكاملة ، وكما توجد أنواع مختلفة من الأسئلة توجد أنواع مختلفة من الإجابات ومن الضروري للسائل لضمان عملية تقييم الإجابات والتحقق من أنها حققت الهدف المطلوب من السؤال التعرف على الأنواع المختلفة للإجابات .

أنواع الأسئلة :

الأسئلة التي نستخدمها في مجالات أنشطتها المختلفة بالإعلام والدعوة والتدريس والتفاوض والإدارة ….الخ عدالأسئلة:تلف الأنواع التي نستخدمها منها ، وفقاً لطبيعة النشاط ومستوى الحوار ، ووفقاً لطبيعتنا وقدرتنا على استخدامها ، كما إننا في الموقف الواحد قد نستخدم العديد من هذه الأنواع وفقاً لطبيعتنا وقدرتنا على استخدامها ، كما أننا في الموقف الواحد قد نستخدم العديد من هذه الأنواع وفقاً لأهدافنا وأغراضنا ، ومعرفتنا بالأنواع المختلفة للأسئلة وإمكاناتها ، ومزايا كل نوع منها وعيوبه ، وطرق ومجالات استخدامها ، يساعدنا على اختيار الأنسب لطبيعة الحوار ، كما أنه يجنبنا من ناحية أخرى الوقوع في كمائن وفخاخ هذه الأسئلة .

  1. تصنيف الأسئلة :

وهي تنقسم إلى : أسئلة استهلاكية وهي أسئلة البداية الحسنة وغرضها تهيئة المناخ اللازم لنجاح المناقشة ، وقد تكون للإشادة ببعض أنشطة المتحدث ، وعادة لا ننتظر رداً على هذه الأسئلة ، ثم تأتي الأسئلة الأولية : وهي أسئلة مرتبطة أساسياً بالموضوع ونحصل من خلال الإجابة عنها على الحقيقة أو الخبر أو الموافق أو الرأي أو المعلومات التي تريدها ، ثم الأسئلة الثانوية : وهي الأسئلة التي نقصد بها الحصول على معلومات تفصيلية أكثر عن الأسئلة .

 

  1. أنواع الأسئلة وفقاً للشكل :-

وهي تنقسم إلى أسئلة مغلقة أي بخيارات محددة يختار من وجه إليه الإجابة في إطارها، وهي أسئلة لا تحتمل إجابة إلا ضمن الخيارات التي أعطيت لشخص المسئول .

وهناك الأسئلة المفتوحة وهي التي تسمح للمتلقي بالإجابة عنها من أي زاوية ، إذ توفر حرية أكثر ليقول ما يريد ، ولا تحاصره في إجابات محددة ، والأسئلة المفتوحة أفضل في مجالات الاستشارات الطبية والإدارية والتفاوض والمقابلات الصحفية وغيرها : وذلك عند ما نريد التعرف أكثر على شخصية المتحدث وأفكاره واتجاهاته .

 

  1. أنواع الأسئلة وفقاً للاتجاهات :

 

وهي تنقسم إلى : أسئلة محايدة : وهي الأسئلة تتيح للمجيب الإجابة على السؤال دون أي تدخل أو إيحاء أو توجيه منق بل السائل أو اقناعة لتقديم إجابة محددة .

ثم الأسئلة الإيحائية أو الموجهة وهي نصائح أو تعد بطريقة توحي للمتحدث بالرد الذي تريده سواء كان احتمالا متوقعاً أم تأويلا أم تفسير أم نتيجة ، ولا يفيد هذا النوع من الأسئلة إلا مع نوعيات معينة من المتحدثين مثل الخائفين أو المتردين أو الذين يفتقدون الكفاءة .

  1. نوع الأسئلة وفقاً للعرض :-

وهي تنقسم إلى أسئلة المعرفية : وتشمل أسئلة الحقائق وأسئلة المفاهيم وأسئلة الآراء وأسئلة الدوافع .

والأسئلة المعرفية أهم أنواع الأسئلة فهي تلي متطلبات غريزة حب الاستطلاع والرغبة في التعرف على ما يستجد في البيئة المحيطة من وقائع ومستجدات ، وذلك كأساس للتكليف مع البيئة .

وهناك أسئلة للتذكر لدي المتلقي ، وتستخدم هذه الأسئلة في المواقف التي تقتضي موقفاً تعليمياً كما في التدريس والدعوة ، ومن الأنواع أيضا الأسئلة التفسيرية وهدفها تقديم التفسيرات والتبريرات للوقائع والأحداث .

وأسئلة التعريفات وهدفها تحديد المفاهيم تحديد المفاهيم والمصطلحات ، وأسئلة التقويم وهي تتطلب إصدار أحكام على قيمة الأشياء والسلوك والاختبارات والأعمال والأفكار .

الاسئلة الاستدراجية هي تلك الاسئلة التي تخلق المواقف الاضطرارية التي تشعر مستقبلها بالتآمل والغضب ، فهو يشعر بتآمرك لأن اسئلتك لم تترك له فرصة الاختيار في الاجابة ، كما انه سوف ينتبه للمصيدة التي تنصبها فلا تتوهم انك اذكى من ، ان مثل هذه الاسئلة تؤدي بك الى فقدان ثقة الآخرين وعدم اتفاقهم معك فيما تبدية من آراء وحلول ولو كانت صائبة ، ومن امثلة تلك الاسئلة.

  • الا توافقني ان ضياع هذه الفرصة يرجع الى الصعوبة التي واجهتك في تخطيط الوقت .
  • اعتقد انك لا تظن بي ذلك .
  • لقد كانت غلطتك اليس كذلك .

قواعد ارشادية :

  1. اخبر بما تريد في عبارات صحيحة .
  2. لا تكثر من الاسئلة المباشرة بل استعن بالاسئلة المفتوحة كلما امكن ذلك .
  3. لا تطلب موافقة الآخرين التلقائية على ما تطرحه من قضايا .
  4. استعن بمهاراتك في الاستماع الجيد.
  5. احترس من المعوقات الأخرى التي قد تصحب اسئلة الاستدراج مثل (اللوم ، التعالي ، العبارات التخصصية)
  6. اليك بعض الامثلة للاسترشاد .

وفي حالة المؤتمرات وغيرها من الاجتماعات المشابهة ، فان المشاركة الجماعية تعتبر على جانب كبير من الاهمية ، كما ينبغي ان يشجع الاجتماع على تبادل الآراء بين الجماعة ، ويعتبر الاعداد الدقيق لهذه الاجتماعات من الأمور الضرورية حتى يمكن تغطية موضوعات ومجالات محددة ، ومن المفيد اعلام المشتركين في المؤتمر قبل انعقاده بفترة كافية بالموضوعات التي ستتناولها المناقشة مع تفهمهم بخصوصها ومثل هذا الاجراء يمنح الاعضاء الفرصة للتفكير الجاد في هذه الموضوعات ومن ثم تزداد اسهاماتهم .

الاتصال الكتابي :-

يمكن تحسين معظم العمل الاداري عن طريق تحسين الاتصال الكتابي ويعتمد الكثير من الموظفين على الكلمات المكتوبة لعرض معرفة كيفية انجاز اعمالهم ، يضاف الى ذلك ان التقارير والتعليمات والمذكرات المكتوبة والمنشورات المطبوعة وغيرها تعتبر من الامور الحيوية للقيام بالعمل الاداري .

والاتصال الكتابي هو الذي يجعل من المستطاع نقل نفس المعلومات بالضبط الى عدد كبير من الافراد هذا مع امكان الرجوع اليها في المستقبل ويمكن شرح هذه المعلومات والبيانات بعدة طرق مختلفة مع تقدير الكثير من التفاصيل ان استدعى الامر لذلك .

التوجيه والاتصال :-

التوجيه يعتبر من اهم اعمال القيادة ، ودورها ينحصر في توجيه العاملين الى الطريق الصحيح وتعديل مسارات الاداء ويتم ذلك في كافة الانشطة الادارية بالمنظمة ، حتى يتحقق العمل باكبر فاعلية ممكنة .

ونرى ان عملية التوجيه مرتبطة بالاتصال فالتوجيه يتم من المدير – القائد – الى المرؤوسين في المنظمة والاتصال بهم لتوجيه جهودهم نحو اهداف المنظمة .

والتوجيه السليم يتطلب توافر المعلومات اللازمة عن الاداء الفعلي للعاملين وقياس ذلك الاداء بالعمل السابق التخطيط له لمعرفة مقدار الانحراف عن الخطة ثم توجيه الافراد الى الالتزام بالاداء وفقاً للخطط والبرامج الموضوعة مسبقاً .

والتوجيه يشمل التدريب بطريقة غير مباشرة ، فنجد مثلاً ، المدير او رئيس القسم حينما يقوم بتوجيه العاملين معه في تصحيح الاداء فهو يدربهم ويعمل على تنمية مهاراتهم .

 

هدف التوجيه :-

بين العديد من كتاب الادارة ان التوجيه كوظيفة ادارية تهدف الى تنفيذ الأعمال المخطط لها تنفيذ صحيحاً والوصول الى الهدف المنشود في المنظمة باحسن كفاية ممكنة .

وبالتالي فنري ان الوظيفة التوجيهية وظيفة دائمة ومستمرة طالما هناك أداء في المنظمة وتتطلب قدراً كبيراً من التفكير والابتكار ومعرفة قدرات وامكانيات العاملين معهم والمداخل الصحيحة لتوجيههم بما يتناسب مع المواقف المختلفة ، فهي وظيفة تتم بالاتصال بين طرفين احدهما في مستوى تنظيمي أعلى من الطرف الآخر .

 

شروط التوجيه الناجح :

 

حينما يتم تنفيذ عملية التوجيه لابد وان يكون وفقاً لعدد من الشروط التي تحقق له الفاعلية وهي :

  1. ضرورة التاكد من الحاجة الى التوجيه وذلك بعد التاكد من وجود خطا أو انحراف في الأداء والاسيكون للتوجيه اثر سلبي على المرؤوس .
  2. التوجيه لابد وان يكون في اطار مناسب وفي مكانة المناسب ، وذلك بان لا تتم عملية توجيه العاملين امام زملائهم حتى لا يشعروا بالاحباط وحتى لا يشمت فيهم زملاؤهم .
  3. توجيه الفرد يكون بمفرده وبمعزل عن الآخرين وذلك في حالة التاكد من ارتكابه خطا في العمل .
  4. يفضل ان يتم التوجيه في حالة ظاهرة اجتماعية ، بطريقة غير مباشرة بمعنى أن يقول المدير عند ما يريد توجيه العاملين “ما بالكم اذا كان هناك افراد يقومون بعمل كذا ولكن نظراً لأن سياسة المنظمة لا تتفق وهذا الأداء فعلينا جميعاً أن نفعل كذا … وكذا الخ .
  5. على الافراد ان يتقبلوا التوجيهات والنصائح من رؤسائهم كما هي دونما اخذ الامور بصفة شخصية او بحساسية زائدة .
  6. على الموجهين مراقبة تصحيح الأداء وفقاً لتوجيهاتهم وتشجيع الملتزمين بالتصحيح ، والعمل على زيادة اعطاء الفرصة لمن يؤدي واجبه ويصحح أداءه بغير قصد .

ركائز التوجيه :-

هناك ركيزتان للوظيفة التوجيهية وهي :

  • وحدة الهدف .
  • وحدة الأمر (التوجيه) .
  • مما لا شك فيه ان وحدة الهدف تؤدي في النهاية الى تماسك ارجاء المنظمة في سبيل الوصول الى الهدف الموحد ، بعكس الأمر اذا ما اختلفت الاهداف نجد ان التوجيهات تختلف في ضوء الاختلاف في الاهداف ، وبذلك تتشتت جهود العاملين في المنظمة ، ومثال على ذلك في حالة اذا ما كان هناك اهداف غير موحدة لادارات المنظمة ، ومثل ادارة الانتاج وادارة المبيعات ، فنري ان ادارة المبيعات تسعى الى تحقيق اكبر مبيعات ممكنة من السلع التي تنتجها المنظمة ، وادارة الانتاج تسعى الى تحقيق اكبر انتاج ولكن هناك تضارب واختلاف مع سبل تحقيق تلك الاهداف ، لأن ادارة المبيعات حتى تحقق هدفها ، فهي تطلب من ادارة الانتاج أن تنوع من منتجاتها وتشكلها لتواكب حالة المستهلكين وتشبع رغباتهم ، وفي نفس الوقت نرى أن ادارة الانتاج لكي تحقق هدفها فهي تريد أن يكون انتاجها نمطي وبلا تعقيد او تشكيل مما يؤثر على الكم الانتاجي لها .

وهنا نرى ان الاهداف غير متجانسة بين كلا الادارتين وبالتالي فهي تؤثر في تحقيق هدف المشروع النهائي ، ولهذا لزم الأمر ضرورة وحدة الهدف العام للمنظمة وهي انتاج تشكيلة وفقاً لسياسة معينة وأخذ هذا الأمر في الحسبان عند مساءلة ادارة الانتاج في ضوء تحقيق الهدف العام للمشروع .

  • اما بالنسبة لوحدة الأمر فهو من المبادئ الإدارية الهامة والتي لا غنى عنها في تحقيق فاعلية الوظائف الادارية وأهمها التوجيه .

لأن الأوامر اذا كانت من اتجاهات مختلفة فسوف تؤثر بطبيعة الحال على العاملين ، فمثلاً اذا كانت هناك إدارة للحركة والنقل وتعددت الأوامر لهذه الإدارة من قبل الإدارات الأخرى باعتبار أن كل إدارة تريد ان تستاثر بخدمات النقل والمواصلات لها ، لسهم لساهم ذلك في ارباك الحركة ولكن اذا كانت التعليمات لإدارة النقل من جهة واحدة عليا – مثل رئيس القطاع او المدير العام – فان ذلك سوف يحسم التضارب في الاداء وسوف ينظم عمل هذه الادارة في ضوء ترتيب الاعمال وفقاً لأهميتها في تحقيق هذه المنظمة .

أدوات التوجيه :-

هناك من الادوات المستخدمة في عملية التوجية نعرض هنا بعضها مثل :

  1. اصدار الاوامر .
  2. اصدار التعليمات كما يلي :-

أوامر الأوامر ORDERS :

تعرف الأوامر بانها – القرارات التي يصدرها المدير – ويطلب من مرؤوسية – كلهم او بعضهم – حسب الاحوال وتنفيذها .

والأوامر من أهم وسائل التوجيه ، اذ قد يتطلب من خلالها بوقف عمل ما أو بدء عمل او تحريك عمل ساكن وتعديل مساره .

وفي جميع الأحوال لابد وأن يكون الأوامر واضحة وكاملة وتحدد الواجبات بدقة ، ويستحسن البعض ان تكون الاوامر بصفة ودية – غير رسمية – حتى يتعاطف معها منفذوا ، ولكن هذا يتوقف على درجة الثقة بين المدير ومرؤوسيه .

واصدار الأمر ليس غالية في حد ذاته ولكنه وسيلة ادارية من اجل تحقيق الأداء بافضل اسلوب .

خصائص الأمر الجيد :-

هناك العديد من الخصائص التي تجعل الأوامر في صورة جيدة مثل :

  1. يجب ان يكون الأمر معقولاً وقابلاً للتنفيذ حتى لا يؤثر على معنويات العاملين بالسلب وحتى يؤثر في العلاقة بين الافراد ومرؤوسيهم وذلك استناداً وذلك استناداً الى قوله تعالي “لا يكلف الله نفساً الا وسعهاً” .
  2. يجب أن يكون الأمر كاملاً ، بمعنى الا يترك استسفارات حول كيفية تنفيذه ومتى نبدأ في التنفيذ ومكان التنفيذ ….الخ.
  3. يجب ان يكون الأمر واضحاً ، بمعنى أن يفهم العاملون ماذا يراد بذلك الأمر وحتى لا يترك مجالاً لتفسيرات مختلفة ، فلا يكفي اطلاقاً ان يكون الأمر واضحاً في ذهن المدير ، بل لابد من التاكد من انه واضح وغير عرضه للتاويل وبالتالي نضمن تنفيذ المطلوب بالفعل .
  4. ان يكون الامر مكتوباً وفي هذا يكون هناك دليل على وجود الأمر وبيان لماهيته ولمن اصدره ، لأن الأوامر التي تعطي شفاهيته تكون أقل تاثيراً وأقل فهماً من العديد من الافراد او قد يختلفوا في تفسيرها .

وهناك مثال على ذلك ، اذا أن أحد الاساتذة في احدي الجامعات الامريكية قد اعطي ورقة مكتوبة لأحد الطلاب وبها عبارة واحدة وقال هذه العبارة للطالب شفاهة دون ان يسمعها الآخرين وبلغة بان ينقلها ويعطيه الورقة مغلقة ، وبعد نقل الورقة بين طلاب الفصل ونقل العبارة شفاهة معها دونما معرفة ما بهذه الورقة سأل الأستاذ آخر طالب في القاعة ما هي العبارة التي وصلتك شفاهة فقال عبارة ثم طل بمنه ان بفتح الورقة التي وصلته ويقرأ ما فيها ، ففتح الورقة وقرأ عبارة أخرى لا تمت بصلة للعبارة التي قالها .

وبهذه التجربة اثبت الأستاذللطلاب ان الأوامر الشفويه اذا تناقلت بين عدة افراد فسوف تصل في النهاية على غيرها ما كنت وبالتالي فان الأوامر المكتوبة تكون أكثر فاعلية .

ثانياً : التعليمات :-

الأداة الثانية الهامة من أدوات التوجيه هي التعليمات وتعرف بانها : الايضاحات التي يصدرها المدير لتوضيح الكيفية التي يجب ان يتم بها التنفيذ الفعلي والواجبات التي صدرت الأوامر بشأنها .

وتتميز التعليمات بانها اكثر تفصيلاً وتوضيحياً لكيفية أداء الأعمال وبيان الخطوات اللازمة لهذا الأمر والتي يجب اتباعها في عملية التنفيذ .

وتتضح أهمية التعليمات من أنها تساعد التعليمات من أنها تساعد التعليمات من أنها تساعد العاملين في المنظمة على معرفة الأسلوب الأمثل لإنجاز العمل المكلف به .

 


مهارة القراءة

تعريف القراءة :-

القراءة هي عملية استرجاع منطوق أو ذهني لمعلومات مخزنة في الدماغ سواء كانت تلك المعلومات على شكل حروف ، رموز ، أو حتى صور ، وذلك عن طريق النظر أو اللمس كما في لغة بريل بالنسبة للمكفوفين ، وهناك اشكال من القراءة لا تكون للغة وذلك كقراءة النوتة الموسيقية أو الصور والرسوم التوضيحية ، وفي مصطلحات الحاسوب فان القراءة هي استرجاع معلومات من أماكن تخزينها على الحاسوب كذاكرة الحاسوب او الاقراص الصلبة والمرنة وغيرها .

 

أنواع القراءة :-

 

تنقسم القراءة من ناحية الشكل الى نوعين اساسين هي القراءة الصامتة والقراءة الجهرية وكل من النوعين ينبغي من القارئ أن يقوم بتعريف الرموز وفهم المعاني الا أن القراءة الجهرية تتطلب من القارئ أن يفسر لغيره الافكار والانفعالات التي تحتوي عليها المادة المقروءة .

مهارات القراءة الصامتة :-

  1. تحديد اهداف الكاتب والموضوع
  2. تحديد الافكار الرئيسية والفرعية والتمييز بينها .
  3. فهم معاني الكلمات والتراكيب .
  4. اختيار عنوان مناسب للمادة المقروءة

 

مهارات القراءة الجهرية :-

 

  1. القراءة الصحيحة الخالية من الاخطاء .
  2. اخراج الحروف من مخارجها الصحيحة .
  3. التعبير الصوتي عن المعاني المقروءة .
  4. الالتزام بمواضع الوقف الصحيحة .

مبادئ القراءة :-

  1. القراءة عملية بنائية بمعنى أنه لا يوجد نص يفسر نفسه تفسيراً تاماً ، فعند تفسير النص يعتمد القارئ على مخزون المعرفة عن موضوع النص وذلك من خلال استخدام القارئ معرفته السابقة لتفسير النص .
  2. القراءة تحتاج إلى معرفة القارئ هجاء الكلمة ونطقها وربط الكلمة بمعناها.
  3. تعتمد طريقة النص على مقدار تعقد النص ومدى فهم القارئ لموضوعه والهدف من القراءة سواء كان الهدف تعليمياً أو بهدف التسلية .
  4. أن تعلم القراءة بحاجة أن يتعلم القارئ التحكم في قراءته حسب المادة وقدرته الاستيعاب .
  5. تتطلب القراءة الجيدة تعلم المحافظة على الانتباه ومعرفة أن المادة المقروءة يمكن أن تكون ممتعة ومفيدة .
  6. القراءة الجيدة تتطلب الاستمرارية والممارسة والتحسين المستمر .

القراءة الابتكاريه :-

نظراً للتطور التكنولوجي الهائل والانفجار المعرفي الذي يشهده العصر الحالي واهلاهتمام بحرية التعبير وابداء الراي ، اتسع مفهوم القراءة واصبحت القراءة عملية انفعالية تشمل تفسير الرموز والرسوم التي يتلقاها القارئ عن طريق فهم المعاني والربط بين الخبرة السابقة للقارئ وهذه المعاني والاستنتاج والنقد والحكم والتذوق وحل المشكلات ومن هنا جاءت أهمية ربط القراءة بالابتكار والابداع ، وخرجت القراءة من مفهومها التقليدي الذي اصبح لا يفي بحاجات العصر الى القراءة الابتكارية التي يجعل من الكتاب مصدراً للتفكير والإبداع وتجعل المتعلم يفوض في المادة المقروءة ليكتسب الحقيقة فيما يقرأ ويستدعى الافكار المحبوءة التي يمتلكها هو والتي يمزحها يتخيله فيزداد رصيده من المادة المقروءة ويصبح قادراً على توظيفه واستخدامها أو اعادة كتابتها والتعبير عنها .

 

 

 

يقصد بها مقدرة الشخص على فك رموز الرسالة الإعلامية المرسلة عن طريق الكتابة سواء كانت تلك الرسالة مكتوبة بلفته الأم و بأي بلغة أجنبيه مفهومة لدي المتلقي وله القدرة على فك رموزها .

والقراءة عنصر هام للفرد والمجتمع سواء على صعيد مده بالمعلومات الأكاديمية والثقافية ، كما أنها تساعد الفرد والمجتمع على الاطلاع على المعارف العامة مما يساعد على تطوير مفاهيمه ، كما تساعده أيضا على إطلاق أحكام صحيحة .

 

المهارات اللازمة للقراءة :-

 

  1. القدرة على النظر إلى الكلمات المكتوبة وإدراك النقاط الأولية المهمة في الموضوع بمجرد النظر إليه .
  2. القدرة على ترتيب وتنظيم المادة المقروءة .
  3. القدرة على إدراك المعنى العام للمادة المقروءة
  4. القدرة على القراءة مع التنبؤ بالنتائج
  5. القدرة على التمييز بين أجزاء وفصول وتفريغات المادة المقروءة

وحينما تتكلم عن تنمية مهارة القراءة لدي القائمين بالاتصال فان هذا يعني تنمية كافة القدرات المتصلة بعملية القراءة إضافة إلى تنمية مهارة السرعة في القراءة والمقدرة اللفظه وذلك يهدف تحقيق الأبعاد التالية :

الفهم والنقد وحل المشكلات فالقراءة الجيدة عملية ذهنية فكرية هادفة لتحقيق أهداف محددة ، وليست مجرد تسليه أو لملء أوقات الفراغ ، إنما عملية مثل القيادة ، إذا توافرت لديك الخبرة والثقة والكافيين ، نستطيع السيطرة على مفردات القراءة ، وتوظيف التقنيات المختلفة للاقتراب من القراءة المثلى أو الجيد والتي تساعدك على تحقيق أهدافك من القراءة .

 

أنواع القراءة :

 

القراءة بكفاءة مشكلتنا الأساسية فمن خلالها نجد في حوزتنا وتحت تصرفنا اليومي كثيراً من أفضل ما فكرت فيه العقول العظيمة ، كما أن القراءة بالسرعة المعقولة وفهم ما تقرا ، طريقتنا لتحقيق الرضاء الداخلي والوصول إلى مواقف متغيرة باتجاه العملية الكلية للحياة والتعليم ، وطريقنا للحصول على البهجة والمتعة الخالصة ، و لا يتحقق لنا ذلك إلا عند ما نستخدم قوانا البشرية ، ولهذا لا نشعر بالملل أو الإحباط …أما عند ما نقرا باسترخاء وبعدم تركيز ولا مبالاة فسنفتقد اللذة وتفوتنا الخلاصة ، لأننا لا نضيع أنفسنا في خدمة انقراه ، و لأننا نقرا بطريقة خاطئة ولا نحرص من خلال عملية القراءة على استقلال وقتنا بذكاء والقراءة على أنواع عديدة أهمها :

  1. القراءة الخاطفة السريعة : وهي مهارة ضرورية للعاملين في حقول الاتصال للوقوف على سبل المعلومات المتدفقة والاستفادة منه لتطوير آرائنا في المجالات المختلفة .
  2. قراءة الاستمتاع : وهي تنبع من رغبة القارئ في استطلاع النفس البشرية والتعرف على ما يحيط بها من ظروف حياتية مختلفة
  3. قراءة التحصيلية : وهي القراءة التي ترتبط بمطالب المهنة التي ننتمي إليها وبحياتنا المدنية ، وهي قراءة لإشباع احتياجات إلى معلومات معينة .
  4. القراءة النقدية : وهي نوع من القراءة المتأنية لأنها تعتمد على التفاعل الفكري الناقد بين القارئ والمادة المقروءة .

 

قراءة الصحف :

 

الصحيفة وسيلة اتصال جماهيري أقدم من السينما والراديو والتلفزيون ، تنشر الكلمة والخبر والصورة ، وتحمل الفكرة إلى الملايين من القراء ، والعلاقة الارتباطية بين القارئ والصحيفة وان كانت تحكمها العادة إلا أنها تتوقف على مدى التزام الصحيفة بالسياسة التي ارتضاها القارئ ، ومدى إشباعها لاحتياجات القراء ، ورغم اختلاف هذه الاحتياجات ورغم تفاوت أمزجة القراء فان الصحيفة الناجحة هي التي تستطيع ان توقف بقدر المستطاع بين الأمزجة المختلفة .

فتتنوع ما بين الخبر المبسط والمطول ، وما بين الأخبار السياسية والإقتصادية والإجتماعية وأخبار الحوادث وأخبار المجتمع ، وما بين مادة الرأي الجادة والموضوعات الخفيفة ، وما بين ما يشبع اهتمامات الكبار والشباب والذكور والإناث والفئات الاجتماعية المختلفة في المجتمع ، كما تقدم إلى جانب أخبار المسئولين قضايا واحتياجات المحكومين .

وما يهم القراء عن غيرهم من القراء ، وما يهمهم عن العالم المحلي والخارجي ، وأخبار القضاء والانتصارات والانتكاسات والكوارث .

وهذا الارتباط بالقارئ هو أساس وجود الصحيفة فلو لم يكن هناك قارئ لما وجدت الصحيفة أصلا فهو الذي يشتري هذه السلعة ، وعند ما لا تشبع اهتمامه يتحول إلى غيرها ليجد فيها بغيته .

ولذلك تتنوع الصحف وتتنافس لإرضائه واجتذابه والاستحواذ عليه ، وتتنوع سياستها التحريرية أيضا انطلاقاً من هذا المبدأ ، فهناك الصحف الصباحية والمسائية ، وهناك الصحف القومية والحزبية ، والمستقلة ، وهناك الصحف اليومية والشهرية ، وهناك المجلات .

وعادات الناس في قراءة الصحف مختلفة ، فهنالك من يبدأ بقراءة الصفحة الأولى ثم الأخيرة ثم باقي الصفحات ، وهناك من يبدأ بالرياضة ، وهناك من يبدأ بصفحات أخبار المجتمع ، وهناك من يبدأ بصفحات الخدمات وإعلانات الوظائف والإعلانات العامة ، وهكذا كل حسب حاجته للصحيفة .

كما يختلف الناس في حجم القراءة فهنالك من يقرا الصحيفة بكاملها ، وهناك من يقرا العناوين فقط ، وهناك من يعامل الصحيفة باحترام فيطالعها في عكوف كما لو كان كل مقطع منها ذا أهمية يعاملها آخرون باستخفاف قائلين : كلام جرائد .

كما يختلف القراء في نسبة ما يتذكرونه من الصحيفة فمنهم من يقراها للتسلية ولا يكاد يتذكر منها شيئاً ، ومنهم من يتذكر ما يتعلق باهتماماته فقط ، وهناك من يستوعب ما بها من أفكار ومعلومات ويتأملها جيداً ، حيث يجلس في المساء وحوله حلقة من المستمعين ينصتون في متعه واهتمام وهو يحدثهم عن قضايا الساعة ، ويجيب على تساؤلاتهم على ضوء ما اختزنه في ذاكرته مما يقراه في صحيفة الصباح ، وما أثارته في ذهنه من أفكار اختزنها بحيث فرصة الانطلاق.

الأسلوب الأمثل لقراءة الصحيفة :

رغم أنه لا توجد قواعد ثابتة لكيفية قراءة الصحف إلا أن الأسلوب الأمثل لقراءة الصحيفة يرتكز على مجموعة من الإجراءات هي :-

  1. تابع ما يهمك فقط وأقرا ما تريد وبطريقتك الخاصة في القراءة من الصفحة الأولى أو الأخيرة فسلوكك الخاص هو أمر مناسب لك .
  2. تصفح بعينيك محتويات هذه الصفحة ومتنقلا بين باقي الصفحات بادئا من العمود الأول أعلى الجهة اليمني ومنتهياً بالخبر الأسفل من العمود الأخير .
  3. احتفظ في عقلك بما تود قراءته فقط لتعاود قراءته تفصيلاً بعد هذه النظرة المتعجلة .

وبالنسبة للأخبار يلاحظ تقييم القارئ الواعي للأخبار الأكثر أهمية ، إنما يكون من وجهة نظرة هو ووفقاً لأهميتها بالنسبة له ، ولا وفقاً لما أرادته الصحيفة من خلال تقييمها لأهمية الأخبار والذي انعكس في أسلوب تقديمها له من خلال عناصر الإبراز والتحرير المختلفة .

وهنا قد يستعين القارئ الواعي بصحيفة أخرى قومية أو حزبية أو مستقلة لاستكمال الجوانب الأخرى من أحداث اليوم التي لم تتناولها صحيفته أو يلجا لوسائل الاتصال الأخرى كالإذاعة والتلفزيون .

وبالنسبة للتحقيقات فان القارئ يتعامل معها بنفس طريقة التعامل مع الأخبار فقد يكتفي يتصفح العناوين الرئيسية ، وللمزيد من التعرف يتصفح العناوين الفرعية عند الضرورة ولا يقرا بعناية إلا ما يهمه فقط .

وبالنسبة لكادة الرأي وتتمثل في الأعمدة والمقالات الصحفية والمقالات التي يبعث بها القارئ للصحيفة وتنشر عادة في صفحة الرأي ، وبالنسبة لرسائل القراءة فهذه يتعامل معها القارئ بمستويات مختلفة .

أما عند الأعمدة والمقالات الخاصة بالكتاب المفضلين للقراء فهذه تقرا كلها طبقاً للثقة المتبادلة بين الكاتب وقرائه ،أما الأعمدة والمقالات النقدية ومقالات القراء التي تتضمن آراء الأنشطة المختلفة التي تتضمنها الصحيفة كأعمدة الفن والمسرح والرياضة والجريمة فهذه تخضع لاهتمامات القراء ومشاكلهم تحظي باهتمام عدد كبير من القراء نظراً لما تتضمنه من خبرات وتجارب ومواقف أو لما بها من جوانب إنسانية تثرى ذوق القارئ ووجدانه .

أما الإعلانات فان تتصفح اغلبها ولا تتوقف إلا لقراءة ما يلبي احتياجات أساسية لنا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مهارة الكتابة

مفهوم الكتابة :

ان الكتابة طريقة يمكن بها توثيق النطق ونقل الفكر والاحداث الى رموز يمكن قراءتها حسب نموذج مخصص لكل لغة بدا الانسان الكتابة عن طريق الرسم ثم تطورت هذه الرموز الى احرف لكي تختصر وقت الكتابة .

لقد بدا الانسان الكتابة مستخدماً الوسائل المتاحة لديه حيث بدا باستخدام النقش على الحجر لتدوين ما يريده ثم انتقل الى الكتابة على اوعية اخرى كالرق والبردي والورق الذي اخترع في بداية القرن الثاني م ثم ما لبث الانسان الاكثر تقدماً ان اخترع الآلات التي تساعده على الكتابة مثل الآلات الكاتبة والمطابع واخيراً أصبح الانسان يستخدم الكتابة من خلال اجهزة متقدمة جدا مثل الحواسيب واصبح بتعامل اليوم بما يسمى الكتب الالكترونية .

تاريخ :

شعر الانسان منذ القديم بالحاجة الى تسجيل ما لديه من معلومات على وسيط خارجي قابل للتداول بين الانسان ، فكان ظهور الكتابة او الرموز وبفضل الكتابة وقع تحديد حقوق الافراد والمجموعات كما ثبتت الشرائع والديانات .

لقد مرت الكتابة بمراحل رئيسية ، ليست متعاقبة بالضرورة وانما هي متداخلة في الزمان والمكان ، وقد سميت الكتابات الأولى بالتصويرية ومن بينها الكتابة المسمارية التي كان يستعملها البابليون والآشوريون ، والهيروغليفية كالمصرية والصينية .

لكن وقع التفريق فيما بعد بين الكتابة التصويرية بمعناها الضيق 0بيكتوغرافيا) وهي الاقدم عهداً وكتابة الافكار (ايديوغرافيا) كمرحلة اعلى من مراحل الكتابة التصويرية ، فاذا رسمت دائرة تنبثق منها اشعة فان الصورة في هذه الحالة تعني “شمس” وتؤخذ على انها تصويرية ، أما اذا كان ذلك الرمز الصورة يعني فكرة منبثقة منه مثل القيظ وحار او ساخن او دافئ فانها تؤخذ على انها أي صورة لكلمات ، حيث ان الواحد من تلك الرموز هو في الغالب عبارة عن كلمة كاملة او فكرة باسرها .

ثم استحالت تلك الرموز من التعبير عن افكار الى مقاطع أي مجموعات من الرموز يدل كل منها على مقطع ، ثم استخدمت العلامات آخر الامر لالتدل على المقطع كله بل على اول ما فيه من اصوات وبهذا اصبحت حروفاً .

ومن أهم المناطق التي تطورت فيها الكتابة بلاد الرافدين (العراق الحالي) ومصر بالاضافة الى سوريا وايران .

  1. في الجزء الجنوبي من بلاد الرافدين دجله والفرات ، بدات الكتابة مع السومريين وبالتالي حضارتهم عدة قرون بدء من الالف الرابع ق .م حتى اختقوا من التاريخ في نهاية الالفية الثالثة قبل الميلاد وقد احتلت مكانهم ببلاد الرافدين شعوب اخرى (الاكديون ، البابليون ، الاشوريون) وقد ورثت هذه الشعوب وطورت ما توصل اليه السومريون من تنظيمات سياسية وادارية وقوانين وخاصة منها الكتابة المسمارية نسبة الى المسامير التي كانت تكتب بها على الطين والتي كانت تتخذ من خشب صلب او عظام او معدن ، وهذه الكتابة المسمارية نسبة الى المسامير التي كانت تكتب بها على الطين والتي كانت تتخذ من خشب صلب او عظام او معدن ، وهذه الكتابة تظهر في شكل خطوط شبيهة بالمسامير وقد بدات في الالف 4 ق .م أي حوالي سنة 3600 ق.م ، وكان اختراعها في البداية لدوافع عملية (التجارة والادارة وشؤون الدولة) وبقيت كذلك لعدة عهود قبل ان يقع استعمالها في الفنون والادب والعلوم والميثولوجيا وغيرها ، وتطورت من كتابة تصويرية الى نظام كتابي تطغى عليه السمات الصوتية ، وكانت هذه الكتابة تكتب من اليمين الى اليسار .
  2. مصر : كانت الهيروغليفية اول الكتابات التي ابتكرها المصريون القدماء والتي كانت عبارة عن كتابة تصويرية تستخدم فيها صور البشر والطيور والثديات والنباتات والادوات المختلفة بالاضافة الى وجود علامات ، وكتن عدد الرموز الهيروغليفية حوالي 700 وكانت لها وظيفتان تصويرية وصوتية معا ، ومن ثم تطورت الى الهيراطيقية (خط رجال الدين) التي ظهرت في عصر الدولة الوسطى الفرعونية والتي كانت تستخدم في المعابد والجنازات ، وفي العصر الفرعوني المتاخر تطورت الكتابة الى الكتابة الديموطيقية (الكتابة الشعبية) واستخدمت في جميع نواحي الحياة ، وقد حظيت الكتابة في مصر القديمة بموقع متميز اذ كانت وسيلة للرقي الاجتماعي حيث كانت تفتح امام صاحبها باب التوظيف في الدولة .
  3. الساحل الفينيقي : عرف الفينيقيون بكونهم ابدعوا منذ نهاية الالفية والابجدية التي تتركب من 22 حرفا صوتياً وتجدر الاشارة هنا الى ان هذه الحروف ظهرت غير بعيد عنهم في اوغاريت(راس شمرا) وسيناء ، غير ان الفينيقين هم الذين اشتهروا بها اذ قاموا بنشرها على السواحل المتوسطة بدءاً من اليونان في القرن 10ق م .

“ان الفينيقين هم الذين اطلعوا الاغريق على الكثير من العلوم ومن بينها علم الحروف ويبدوا ان الشعوب الاغريقية كانت قبل ذلك تجهل تماماً استعمال الحروف …. فقد اخذتها عن الفينيقين واستعملتها بشئ من التحريف واطلقت عليها اسم الفينيقين (أي الاحرف الفينيقية) – هيرودوت .

لقد اخذ اليونانيون من الفينيقين ليس فقط حروف الابجدية ، وانما ايضا ترتيبها ونطقها مع بعض التحوير حيث اضافوا اليها العلائل واختلفوا في اتجاه كتابتها فكتبوها من اليسار الى اليمين وانتشرت الابجدية من اليونانيين الى لغات اخرى كالروسية والقبطية والاتروسكية واللاتينية .

المسمارية :

الكتابة المسمارية Cuneiform ، نوع من الكتابة تنقش فوق الواح الطين والحجر والشمع والمعادن وغيرها ، وهذه الكتابة كانت متداولة لدي الشعوب القديمة بجنوب غربي آسيا ، وأول هذه المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000ق .م هذه الكتابة تسبق ظهور الابجدية منذ 1500 سنة ، وظلت هذه الكتابة سائدة حتى القرن الأول ميلادي .

وهذه الكتابات ظهرت أولاً جنوب بلاد الرافدين بالعراق لدي السومريين للتعبير بها عن اللغة السومرية وكانت ملائمة لكتابة اللغة الاكادية والتي كان بتكلمها البابليون والآشوريون ، وتم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000قبل الميلاد في العراق وسوريا حيث كانت تدون بالنقش على الواح من الطين او المعادن او الشمع وغيرها من المواد ، وتطورت الكتابة من استعمال الصور الى استعمال الانماط المنحوتة بالمسامير التي تعرف بالكتابة  المسمارية ، وأول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة الى أي لغة معاصرة وبحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الاكدية ، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الاشورية واللغة البابلية ، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين العربية العبرية ، وتواصل استعمال الخط المسماري لكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحطيين (الحيثيين) في سوريا والاناضول واللغة الفارسية القديمة ، وكانت تستعمل الى نهاية القرن الأول الميلادي ، وتم فك رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر وبذلك تسنى للعلماء قراءة النصوص الادارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس المسمارية ، ويوجد حوالي 130000 لوح طيني في بلاد الرافدين في المتحف البريطاني من الحضارات القديمة ومملكة ماري السورية التي اكتشف فيها اكبر مكتبة في التاريخ القديم وبلاد الرافدين ، وكانت الكتابة المسمارية لها قواعدها في سنة 3000ق.م ابان العصر السومري حيث انتشر استعمالها فدون السومريون بها السجلات الرسمية واعمال وتاريخ الملوك والامراء والشؤون الحياتية العامة كالمعاملات التجارية والاحوال الشخصية والمراسلات والآداب والاساطير والنصوص المسمارية القديمة والشؤون الدينية والعبادات ، وأيام حكم الملك حمورابي (1728 – 1686ق .م) وضع شريعة واحدة تسري احكامها في جميع انحاء مملكة بابل ، وهذه الشريعة عرفت بشريعة حمورابي الذي كان يضم القانون المدني والاحوال الشخصية وقانون العقوبات وفي عصره دونت العلوم ، فانتقلت الحضارة من بلاد الرافدين في العصر البابلي القديم الى جميع انحاء المشرق والى اطراف العالم القديم ، وكان الملك اشوربانيبال (668- 626 ق.م) من اكثر ملوك العهد الاشوري ثقافة فجمع الكتب من انحاء البلاد وخزنها في دار كتب قومية خاصة شيدها في عاصمته نينوي بالعراق ، وجمع فيها كل الالواح الطينية التي دونت فوقها العلوم والمعارف ، وكان البابليون والسومريون الاشوريون في العراق وسوريا يصنعون من عجينة الصلصال Kaolin (مسحوق الكاولين) الواحهم الطينية الشهيرة التي كانوا يكتبون عليها بالة مدببة من البوص بلغتهم السومرية ، فيخدشون بها اللوح وهو لين ، بعدها تحرق هذه الالواح لتتصلب .

والكتابة في اوربا بدات على شكل صور تعبر عن الحياة اليومية ، كبعض النقوش والصور التي عمرها 35000 سنة كما وجدت في كهوف “لاسكو” في فرنسا و”التميرا” في اسبانيا ، وكانت لغة مصورة في شكلها البدائي ، وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي تماماً بما رسم فيها ، ثم تطورت الى صور رمزية توحي بمعني معين ، وكانت هذه الرموز يصعب فهم العامة لها ، فلجئوا الى استعمال رموز توحي باصوات معينة ، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة اساسية في نشوء الابجدية وفي تطوير الكتابة فيما بعد .

ظهرت اللغة الهيروغليفية hieroglyphs لأول مرة في مخطوط رسمي ما بين عامي 3300 ق.م و 3200ق.م وكان يسمى هيروغليفي وكلمة هيروغليفية تعني بالاغريقية نقش مقدس “sacred carving” وفي هذا المخطط استخدمت الرموز فيه لتعبر عن اصوات اولية ، واخذت الهيروغليفية صورها من الصور الشائعة في البيئة المصرية ، وكانت تضم الاعداد والاسماء وبعض السلع ، وفي عصر الفراعنة استعملت الهيروغليفية لنقش او زخرفة النصوص الدينية على جدران القصور والمعابد والمقابر وسطح التماثيل والالواح الحجرية المنقوشة الخشبية الملونة وظلت الهيروغليفية ككتابة متداولة حتى القرن الرابع ميلادي ، وظهرت الهيراطيقية Hieratic كنوع من الكتابة لدي قدماء المصريين ، وهي مشتقة من الهيروغليفية لكنها مبسطة ومختصرة ، وهي مؤهلة للكتابة السريعة للخطابات والوثائق الإدارية والقانونية ، وكانت هذه الوثائق تكتب بالحبر على ورق البردي ، وظلت هذه اللغة سائدة بمصر حتى القرن السابق ق.م بعد ما حلت اللغة الديموطقية محلها .

ظهور الأبجدية :

بداية ظهور الأبجديات المكتوبة في الحضارات القديمة كان عن طريق الحضارات في سوريا وهم الفينيقيون (الأبجدية الفينيقية والأبجدية الايبلاوية والأبجدية الاوغاريتية وهي حضارات ايبلا وفينيقيا واوغاريت.

  • الابجدية الاوغاريتية .
  • الابجدية الفينيقية .
  • الابجدية الايبلاوية .

الابجدية الاوغاريتية :

ابتكر الاوغاريتيون في اوغاريت على الساحل اقدم واكمل الابجديات على الاطلاق عام 1900 قبل الميلاد وتتكون الابجدية من 30 حرفاً وقد تطورت لنظام ابجدي متقن وتعد الاوغاريتية اللغة الام للغة العربية ، ومن كلمات الابجدية الاوغاريتية – اب ، اخ ، نهر ، حلم ، عربة بحر ، حصان ، قرار ، حقل ، حجر ، ، نعمة ، بيت ، آمر ، قتال ، موت ، حرب ، مودة ، سلام ، ارض ، كرم (بحاجة لمصدر) .

الابجدية الفينيقية :

الفينيقيون سكان السواحل الشرقية لحوض البحر الابيض المتوسط ، حوالي سنة 1100ق.م ، الكتابة الفينيقية واستمدوها من المصرية القديمة ، فابتكروا الابجدية الفينيقية وجعلوا لها حروفاً وكل يمثل وصوتاً معيناً ، وهذه الحروف اصبحت سهلة الكتابة وكانت اساساً للكتابة في الشرق والغرب بالعالم القديم ، وعند ما طور الاغريق ابجديتهم التي نقلوها عن الفينيقين حوالي سنة 403ق.م

اصبحت اساساً للابجدية في الغرب حيث اخذ الرومان ابجديتهم عنها ، فاخذوا منها حروفاً وادخلوا عليها حروفاً اخرى وسادت الابجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد اوربا ابان حكم الامبراطورية الرومانية .

الابجدية الايبلاوية :

الايبلاوين (مملكة ايبلا) في شمال سوريا لغة وابجدية خاصة انتشرت بين حضارات العالم القديم وقد كان لها شان كبير ، وعثر في مدينة ايبلا الاثرية على الآف الرقم والوثائق في اكبر مكتبة عرفتها الحضارات القديمة تضم الواح مكتوبة بعدة لغات منها اللغة الايبلاوية (بحاجة الى مصدر) .

كتابات الانكا والازتك :-

وكان للانكا بالمكسيك نظام كتابة يطلق عليه كويبي quipu وهو سلسلة من الخيوط القصيرة والمعقودة كانت تعلق على فترات بحبل معلق طويل . وكانت الخيوط مختلفة الالوان ، والخيوط من نوع واحد ، ومن خلال مسافات هذه الخيوط والعقد استطاع الانكا تسجيل السكان والقوات والضرائب والجزية والمعلومات عن الاساطير والانجازات وكانت الكتابة لدى الأزنك بامريكا الوسطى عبارة عن عن كتابة بيكتوجرافية حيث كانت تكتب برسم او نقش الصور لتعبر عن الحروف او صور صغيرة ترمز للاشياء ومقاطع الاصوات syllables ولا يمكن للبكتورافية التعبير عن افكار تجريدية abstract ideas  لكنها كانت مفيدة في تدوين التاريخ والاتصال في شئون الاعمال واثبات الملكية للاراضي وحفظ الانساب .

المروية :-

عرفت اللغة المروية من عدة كتابات اثرية وجدت في وادي النيل ما بين اسوان وسوبا جنوباً . وكانت هذه اللغة تكتب على نهجين هما الهيروغليفية المروية ، والديموطيقية المروية (الكتابة بالصور والكتابة بالحروف وتتكون الحروف الهجائية للغة المروية من ثلاث وعشرين حرفاً ، منها اربعة حروف معتلة ، وتسعة عشر حرفاً من الحروف الساكنة ، ولم تحل رموزها حتى الآن ، واللغة المروية تنتمي الى اللغات الحامية مثل النوبية القديمة واللغات البربرية في شمال افريقيا واللغات الحامية في شرق افريقيا مثل البجة والغالا والصومال وبعد افل نجم مروي حلت اللغة النوبية محل اللغة المروية في سودان وادي النيل ، ولما وصل المبشرون السودان واعتنق اهله الديانات المسيحية رسمياً في منتصف القرن السادس ، كتبت اللغة النوبية بالابجدية القبطية التي اضاف اليها النوبيون ثلاثة حروف لاصوات لا توجد في اللغتين القبطية والاغريقية وعليه فقد استعملوا اربعة وثلاثين حرفاً لكتابة هذه اللغة تجدر الاشارة الى ان اللغة النوبية مستعملة الى يومنا هذا بلهجات ثلاثة :الكنزية / المحسية / الدنقلاوية ، وكان قدماء المصريين والاغريق والرومان يمارسون ، ووجد مدون عليها يجلات باسماء المنفيين من أثينا ،كما دونت عليها نصوص قصيرة وكان العامة يفضلونها على ورق البردي الذي كان مرتفع الثمن ، وكان قدماء المصريين يستخدمون الشقف لهذا السبب ، وظل هذا الاسلوب في النسخ اليدوي متداولاً حتى ايام العرب حيث كانوا يكتبون كلماتهم فوق الرق والجلد والعظام ، وعرفت الكتب بالمخطوطات Manuscripts وفي روما كانت عملية النسخ لعدة طبعات بواسطة العبيد المتعلمين Literate slave  وفي القرن الثاني ق.م كان الصينيون كانوا قد اخترعوا طريقة لطباعة الكتب وهذه كانت تطور للطباعة التي كانت تمارس من خلال طبع الرسومات والتصميمات على القماش منذ القرن الاول ، ومما سهل الطباعة لدي الصينيين اختراعهم لصناعة الورق عام 105 ق .م وانتشار الديانة البوذية بالصين وكانت مواد الكتابة وقتها السائدة في العالم الغربي القديم ورق البردي papyrus  والرق vellum (جلد رقيق) وهما لا يلائمان الطباعة ، لان ورق البردي هش ، والرق كان يؤخذ من الطبقة الداخلية لجلد الحيوانات الطازج وكان مرتفع الثمن لكن الورق متين ورخيص .

ورق البردي :-

اشتهرت مصر القديمة بصناعة ورق البردي الذي كان يصنع من نبات البردي حيث كانوا يصنعون منه منذ 4000 سنة ق.م ورق البردي الشهير الذي كانوا يصدرونه لمعظم بلدان العالم القديم ، وكان يستخدم في الكتابة وطول الصفحة 30سم وعرضها 20سم وكان طول اللفافة (الطومار) من 6 -10متر ، وكان الطومار يصنع بلصق الورق معاً وكان يلف حول لوح خشبي او قضيب من العاج ، وكانت الصفحة تصنع من شرائح طولية من سيقان النبات وكان الفينيقيون يتاجرون فيه ويستعملونه منذ سنة 1100ق.م ؟ فكانوا يصدرونه للاغريق منذ سنة 900ق.م .

تاريخ الطباعة :

ظهرت الطباعة : بطبع الكلمات والصور ، والتصميمات فوق الورق او النسيج او المعادن او أي اخرى ملائمة للطبع فوقها وهذا يطلق عليه فنون جرافيك (فنون تخطيطية او تصويرية كالتصوير والرسم والكتابة ، وتتم بنسخ صور بطريقة ميكانيكية ويتم من خلال الطبع من سطح بارز فكان يجري قديماً الختم بالحجر وهذا يعتبر اقدم طرق الطباعة التي عرفت لدي البابليين والسومريين والايبلاوين والاوغارتين والاكاديين والحضارات في سوريا القديمة وبلاد ما بين النهرين وكان يستعمل للاستغناء عن التوقيع على المستندات والوثائق والمعاهدات او كرمز ديني كما في ممالك ماري وايبلا في سوريا وكانت الوسيلة اختام او طباعة ليبصم بها فوق الطين او من الحجر بخدش او نقش سطحه ، وكان حجرة دائرية تغمس في الصبغة السائلة او الطين وكان يطبع فوق سطح ناعم ومستو لطبع ما كتب عليه كصورة متطابقة عكسياً ومقابلة كما في حضارات الجزيرة السورية ، وقد تم استعمال الاختام الطينية المنقوشة بتصميم بسيط منذ سنة 5000ق.م وكانت تطبع على الابواب المخصصة لحيازة وحفظ السلع كما تم العثور عليها على الاكياس والسلال التي كانت تنقل بنهري دجلة والفرات ، وظهرت اختام كرمة ويرجع تاريخها  للاسر المصرية 12 – 15 الصلصال مسطحة او جغرافية الشكل او محفورة بانماط زخارف هندسية تشبكية قائمة على المثلثات المحفورة متماثلة مع تلك التي تم الكشف عنها في المواقع النوبية ، والتي ترجع للنصف الثاني من المملكة الوسطى تصاميم زهرية او لوالبية او القاب او اسماء لبعض صغار الموظفين او من ذوي المناصب العليا في الحكومة مثل نائب الحاكم او المبعوث الملكي ، وفي كرمة بالنوبة اكتشفت اختام تسلط ضوءاً على العلاقات التي كانت متطورة بين كرمة ومصر ن ويرجع تاريخها للاسر المصرية 12 -15 ومن بينها المحفورة متماثلة مع تلك التي تم الكشف عنها في المواقع النوبية ، والتي ترجع للنصف الثاني من المملكة وكانت من تصاميم زهرية او لولبية او القاب او اسماء لبعض صغار الموظفين ومن ذوي المناصب العليا في الحكومة مثل نائب الحاكم او المبعوث الملكي ، كما وجدت اختام مغطاة بنقوش حيوانات او باشكال أو اسماء ملكية يرجع تاريخها للاسرة المصرية 15م وخلال سنتي 2200ق.م ازدهرت التجارة بين بلاد الرافدين والهند عبر الخليج ، وكان أهم التجارات اختام العلامات الدائرية التي عرفت بالاختام الفارسية الممهرة بالحيوانات وتتسم بالتجريدية و بعضها كان عليه الثور المحدب وكتابات هندية وكانت مصنوعة من الحجر الناعم وكان لها نتوء مثقوب لتعليقها ومنذ حوالي سنة 2000ق.م استبدلت الاختام الخليجية الفارسية باختام دلمون وكان نتؤها اقل ومحززة بثلاثة خطوط متوازية .

وكان بداية الطباعة الميكانيكية سنة 200م عند ما اخذ الصينيون يحفرون الكتابة والصور البارزة فوق قوالب خشيبة ، وكان كتاب البوذي المقدس يطبع عام 972م ، في 130 الف صفحة بالقوالب الخشبية وتطورت الطباعة من كليشهات خشبية صور عليها نص الصفحة بالكامل الى طريقة التجميع لحروف المونوتيب المتحركة وترصيصها في قوالب (شاسية) .

ولأن الابجدية الصينية تضم من 2000- 40 الف حرف منفصل ، لهذا كانت الطباعة بالحروف تواجه مشكلة ، لهذا لم تتبع الحروف المنفصلة وهذه المشكلة واجهت الكوريين في القرن 14م وظلوا يتبعون الطريقة التقليدية بالطبع بقوالب الخشب المنقوشة نقشاً يارزا ، وفي اوربا صنعت الحروف البارزة والمتحركة وفي منتصف القرن 15 ظهرت آلة الطباعة على يد الالماني يوهان جوتنبرج لتتطور للطباعة الحديثة التي تطبع بها الصحف والكتب بالملايين على الورق وهذا كان سبباً في تطور الحضارة وانتشار المعرفة بشتى لغات اهل الارض … وكان كالذين ينطقون .

 

 

 

الكتابة الجيدة مثل الموسيقي الجيدة لها إيقاعها وسرعتها ودقتها وتدفقها وانسجامها وانسيابها ، وكما للموسيقي قوانينها التي تحكم حركتها ، كذلك للكتابة قوانينها وأعرافها .

والقواعد الأساسية للكتابة قوانينها وأعرافها، والقواعد الأساسية للكتابة المؤثرة لا تختلف باختلاف نوع الكتابة ، ولا باختلاف الغرض منها ، لان الهدف من الكتابة أساسا هو الاتصال بفاعلية أي التأثير في الآخرين .

فالتأثير في الآخرين هدفنا دائماً سواء ونحن نكتب خطاباً يقراه فرد واحد ، ومذكرة إدارية ، أو تقريراً يطلع عليه عدد محدد في الأفراد ، أو مقالا تبعث به إلى صحيفة أو قصة أو رواية يقراها إلا في الأشخاص  في كل الأحوال لا يتحول بصرنا عن مستقبل الرسالة الإعلامية ، ولا عما نريد للرسالة ان تحدثه لدي القارئ .

وهذه الكتابات المؤثرة محكومة بقواعد وضوابط محددة تتحكم في عملية بنائها وتكوينها لتخرج بالشكل الذي يوفر لها صفة التأثير .

هناك الضوابط الخاصة باللغة ، وقد حلل (هكسلي) سر الكتابة العظيمة بقوله : ان الكتاب العظام كانوا عظماء حقا لأنهم في المقام الأول اكتسبوا مفاهيم واضحة وحية عن جانب من الجوانب العديدة للإنسان أو الأشياء .

وفي المقام الثاني أنهم يتجشمون متاعب لا نهاية لها في تجسيد هذه المفاهيم في لغة مهيأة تماماً إلى أذهان الآخرين .

وفيما يلي بعض الضوابط الخاصة باستخدام الكلمات والجمل والفقرات :-

  1. تجنب استخدام الكلمات التي تعطي أكثر من معنى
  2. تجنب الكلمات المعقدة الصعبة
  3. الأولوية الأساسية للتعبير عن الفكرة
  4. ملاحظة سلامة التركيب اللغوي
  5. ملاحظة أن مجموع الجمل تكون الفقرة . ومن مجموع الفقرات يتكون المقال أو الموضوع .

وأهمية الفقرة إنما تساعد القارئ على القراءة ركز على الفقرات القصيرة وتجنب الفقرات الطويلة ، ويجب أن تكون كل فقرة مستقلة بمضمون ما وان تتضمن كل فقرة جديدا ً عما قدمته في الفقرة السابقة وان تكون واضحة ومفهومة سلسة .

 

أما القواعد العامة للكتابة الفعالة فتشمل :-

 

  1. الاكتمال : أي محتوى الرسالة الإعلامية على كل المعلومات أو الحقائق التي يحتاجها القارئ ليقوم برد الفعل الذي نتوقعه .
  2. الإيجاز: الإيجاز مرحلة وسط بين الاختصار المخل والتطويل الممل ، وهو يساعد على إبراز المعنى المقصود وتوضيحه
  3. الدقة : الدقة تعنى التحديد وتلافي الأخطاء ويشمل ذلك توضيح المفاهيم والمصطلحات ومراعاة الدقة في الترجمة والتأكد من صحة الأسماء والدقة في استخدام الأرقام والتواريخ .
  4. الموضوعية : وتعني فصل الرأي عن الحقيقة ، وتحقيق النزاهة والتوازن والحياء بمعنى عدم التحيز وكذلك البعد عن التحريفات المتعمدة
  5. البساطة : الكتابة البسيطة التي يسهل على الجماهير استيعابها وفهمها ، كما إنما تتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده
  6. الوضوح : وهو نوعان : وضوح التعبير أي وضوح التركيب اللغوي وبساطته وشفافيته وخلوه من التعقيدات والزخارف ثم وضوح المضمون أي ان يكون واضحاً في التفكير والتعبير معا ، وان تكون صادقاً مع الفكرة ، وان تخرجها بالدقة الواجبة كما هي في نفسك .
  7. المناسبة : وتعنى موافقة اهتمامات القارئ والإيجابية وعدم تنفير القارئ وتخويه واستخدام الكلمات الايجابية والمشجعة .
  8. التأكيد : ويستخدم لإبراز معان معينة أو التأكيد على معان محددة ذات دلالة

 

التخطيط للكتابة المؤثرة :-

 

الكتابة المؤثرة رحلة ذات هدف ، لابد من تخطيط يجذب القارئ إليها ، ويربطها به ربطاً متيناً والخطة التي يضعها الكاتب تبداً من لحظة التفكير من اختيار الموضوع المناسب ، وتجميع المعلومات اللازمة لكتابة وفي نفس اللحظة ، ولماذا؟ والى مدى سيكون اهتمامهم به ؟ وأيضا ماذا يريد هو كتابته ؟

ثم ينتقل الكاتب إلى مرحلة تالية وهي التفكير في تكنيك الكتابة ، فيجدد أسلوب تسهيل الأفكار ، والملامح العامة للمقدمة والجسم والخاتمة وذلك قبل مرحلة التنفيذ الفعلي للكتابة .

وفي هذه المرحلة نلاحظ ان التكنيك يختلف باختلاف الموضوعات والأنماط المستخدمة للتحرير ، وباختلاف الجمهور ، وأيضا وفقاً للأهداف المحددة التي يهدف إليها الكاتب كما تمتزج في هذه المرحلة الأصول بالأسس ، والقواعد العلمية للكتابة المؤثرة بالخبرة والتجربة والممارسة والاستعداد الشخصي لكاتب بالإضافة إلى المهارات المكتبية ، وبخاصة فيما يتعلق بأسلوب الكتابة وطريقة عرض المعلومات ، بحيث يمكننا القول بأنه لا توجد طريقة محددة للكتابة طرق عديدة متنوعة وفقاً لقدرات الكاتب ، وتتضمن عملية التخطيط للكتابة المؤثرة عدة خطوات أساسية أهمها :-

  1. تجديد الأهداف والأولويات : نقطة البداية لممارسة نشاط الكتابة ، هو أن هذا السؤال هي التي ستوجه مختلف أوجه نشاطاتنا التالي ، وستجدد لنا قدر النتائج التي تحصل عليها .
  2. تحديد الجمهور : عند ما نفكر في وضع خطة لموضوعك فأنت تفكر في العلاقة بينك وبين قرائك أساساً ، في مدى إحساسك بهم وإحساسك بنفسك وبأفضل كيفية لإعداد الرسالة أو بمعنى آخر ، تحديد كيف تكتب لهم ؟ وكيف تضع لنفسك في رؤوسهم ؟
  3. اختيار فكرة الموضوع : في مجالات الكتابة الإبداعية والإعلامية ، فان الحصول على الفكرة بعد مشكلة أساسية تقتضي من الكاتب والصحفي ان يقدح فكره للحصول على الفكرة التي تصلح لكي تتحول إلى مادة للكتابة ، ومن الضروري هنا ان نشير إلى أهمية تفاعل الكاتب مع الأفكار التي اختارها وذلك من خلال التفكير وتأملها ومزجها بخبراته وتجاربه وثقافية ، كمدخل لإقناعه هو شخصياً بها وحتى تخرج من ذهنه متوثبة ملئه بالحياة والحيوية .
  4. التخطيط لجمع المادة الإعلامية : المشكلة الأساسية ليست في مجرد الحصول على المعلومات اللازمة للكتابة المؤثرة وإنما في وزن وتقييم وتقدير هذه المعلومات حتى لا تخرج منها بشئ متناقض أو مشوش أو غامض ، فتفقدك بذلك بكتابتك ما تريده لها من دقة ووضوح وموضوعية.
  5. تحديد التكنيك الأمثل للكتابة : الكتابة المؤثرة هي فن تحويل الأفكار والأدلة والمشاعر والاتجاهات إلى مادة واضحة ودقيقة ومفهومة .

وشخصية الكاتب لا تتكامل إلا بتوافر عنصري الفكر العميق والأسلوب السلس .

ويتضمن تحديد التكنيك الأمثل للكتابة عدة خطوات هي :-

  1. تحديد بؤرة الارتكاز للموضوع
  2. تحديد أسلوبه الخاص لضمان الوحدة للموضوع
  3. تحديد قوالب البناء الفني للموضوع
  4. تحديد الأسس العالمية للتحرير والصياغة الأسلوبية والعوامل المؤثرة فيها والمراجعة والتقويم .

 

تطوير مهارة الكتابة

هناك عدد من العوامل التي يجب مراعاتها لزيادة مهارة الكتابة وهذه العوامل هي:

  1. يجب مراعاة عناصر التكاليف المرتبطة بالكتابة وبالتالي فيجب ان نسال انفسنا في كل مرة نعد في خطاباً أو أوامر ….الخ .

هل هذا الخطاب ضروري حقيقة ؟

هل هذا الخطاب كافي ؟

هل هذا الخطاب فعال ؟

هل يوجد بديل آخر للاتصال دون استخدام هذا الخطاب ؟

  1. يتعين عند الكتابة تقسيم الرسالة او الخطاب الى فقرات من حيث المقدمة والمحتوى والنهاية .
  2. اجعل مقدمة الخطاب بسيطة ؟
  3. استخدام الكلمات البسيطة وتجنب الكلمات الثقيلة عند الكتابة .
  4. تجنب التكرار .
  5. لا تستخدم الكتابة في الرسائل والاتصالات التي يكون فيها نفل.
  6. احسن تقديم الرسالة مع استخدام اللغة الاقتصادية .
  7. حدد الغرض الرئيسي من كل خطاب .
  8. قسم الخطابات والرسائل الى اربع مجموعات .
  • مجموعة خاصة بالمعلومات الروتينية أو رسائل الاخبار .
  • رسائل الرفض أو الإخبار السيئة .
  • رسائل الاقناع والتحرير .
  • رسائل خاصة بالمشاركة في ممارسة اعمال معينة .

10.احضر خاصة بالمشاركة في ممارسة اعمال معينة .

11.نظم دورات تدريبية اذ لزم الأمر لتحسين مهارات الكتابة .

 

 

 

الفصل الثالث

 

الشفرات غير اللفظية كمهارات اتصال

 

يهدف هذا الجزء من المقرر على الوقوف على العمليات الإتصالية التي تتم عن طريق الإشارات غير اللفظية وكيف يمكن استغلالها كأدوات أو مهارات اتصالية؟

حيث نجد ان الإشارات غير اللفظية تقوم بدور بارز في عملية الاتصالات والعلاقات الإنسانية

فعلى الرغم من إننا قد لا ننطق بكلمة واحدة ، فان مظهر الأفراد ، ولباسهم ، وأعمالهم ، وتحركاتهم ، وأوضاعهم ، وتوقيت حركاتهم ، كلما قدمت أساساً لمعلومات لها تأثير على السلوك .

الإدراك والإنتباه :

هنالك ارتباطات كثيرة للرموز غير اللفظية بأنظمة اللغة اللفظية ، ولعله من الجدير بالملاحظة تناول عدد من أوجه الاختلاف فيما بينها قبل ان نتناول بالشرح أوجه الاتفاق والتشابه .

يتركز الاختلاف الأول في عدم الوعي والاهتمام العام بالرموز غير اللفظية مقارنة بالرموز اللفظية ، وربما كان الاختلاف أكثر وضوحاً إذا أخذنا في الاعتبار التباين في الأسلوب الذي يتم به التدريب على هذين النوعين من الرموز أثناء دراستنا في المدارس .

ويبذل كثير من الجهد في حال تعلم اللغة اللفظية ، لتأمين تعليم الطلاب قواعد النطق والنحو والدلالة والتطبيق ، باعتبارها جزءاً من تعليمهم النظامي ، وتتاح للدارس فرص كثيرة وخبرات موجهة للتمرين على استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة في جميع مستويات التعليم ، وفي الحقيقة ان القدرة على استخدام الرموز اللفظية هي من الأهمية بحيث تعتبر من المهارات الأساسية .

وبالمقارنة ، لا تلقي الرموز غير اللفظية إلا القدر اليسر في الاهتمام في اغلب المدارس ، بأنها متضمنة في المناهج بصورة عامة كأجزاء منها ، ولا توجد مهارات للتدريب عليها إذا قورنت بالإنشاء والأدب والخطابة ، من ان هذه المجالات لها أهمية واضحة عند التعامل وجهاً لوجه .

ان اهتمامنا بالرموز اللفظية أكثر من اهتمامنا بالرموز غير اللفظية يبين لنا اختلافات أخرى بين هذين النوعين من الرموز ، ولعل أول هذه الفروق وأكثرها وضوحاً أننا تهتم بالرموز اللفظية بدرجة أكبر ، لأن قواعد اللغة وتراكيبها محددة يسهل استيعابها ، إذا قورنت بطبيعة غالبية الرموز غير اللفظية التي لم يتم الاتفاق على تحديد قواعدها وأسسها .

وحيثما كانت اللغة ، فان الوثائق الخاصة بها كالتراكيب والقواعد والأنماط اللغوية نجدها في مصادر مختلفة مثل المعاجم ، كتب وأدلة البيانات والبديع والنحو وما شابهها ، و بالمقابل لا توجد معاجم وأدلة تبين لنا قواعد السلوك غير اللفظي ن فيما عدا بعض الكتيبات التي تشير إلى طريقة معاملة الناس ، واختيار اللباس المناسب ، والحركات الملائمة ، ولكن ليس لهذه الأدلة والكتيبات مصداقية معاجم اللغة اللفظية ودقتها ومكانتها .

وهناك اختلاف آخر بين الرموز اللفظية وغير اللفظية يكمن في استخدام كل منهما ، ففي حين ان كل الأفراد يمكن ان يوجهوا اهتماماً واضحا للمظهر بشكل عام و؟؟؟؟ و إيماءاتهم نجد أنهم يبذلون جهداً اكبر في التخطيط للرسائل اللفظية وتنفيذها في رصد تأثيرها على الآخرين ، ويمكننا أن نقول ان اللغة تستخدم أكثر من الرموز غير اللفظية في محاولات إرسال رسائل ذات هدف محدد ، وهذا عامل إضافي يشرح السبب في إننا نهتم بالمقدرة اللفظية أكثر من اهتمامنا بالمقدرة غير اللفظية .

ولقد اعتبرت أنماط استخدام اللغة منذ زمن طويل أنها مسائل عامة واجتماعية ، وإنها تتطلب التدريس والتوضيح ، وفيما عدا عيوب الكلام أو مشكلات النطق والتي تعتبر مسائل خاصة ، بينما القضايا التي تتعلق بمظهر إنسان ما مثل طريقته في التعامل وحركاته وما إلى ذلك ، فإنها تعد عموماً أمور شخصية وخصوصية ، وهي لا تشكل موضوعات تتطلب مناقشة أو تحليلا في المدارس أو في أي مكان عام ، وخلاصة القول أنه ربما كان للأسباب السابقة و غيرها يزداد الاهتمام بالدراسة المنظمة للغة وأنماطها وأكثر من دراسة السلوك غير اللفظي .

وفي العقود الأخير فقط برز الاتصال غير اللفظي بوصفه مجالاً يستحق الدراسة و موضوعاً عاماً كرس له العديد من المقالات والكتب .

وهناك اختلاف جوهري آخر بدا يزداد الاهتمام العالمي به مؤخراً ، وهو ما يتعلق بمكان مركز الأنشطة غير اللفظية في الدماغ .

فقط لاحظ الباحثون ان الجزء الأيسر من الدماغ هو مركز نشاط عمليات اللغة ، وان الأنشطة الأخرى التي تتطلب عمليات متسلسلة أو متتابعة أو منطقية كالرياضيات تعتمد على نصف الدماغ الأيسر ، وعلى العكس من ذلك فان نصف الدماغ الأيمن يؤدي دوراً مهما في التعرف على ملامح الوجه والقوام والجسم وفيما يتعلق بالفن والموسيقي وغيرها ، مما يتطلب التكامل في العمليات العقلية والإبداع أو التخيل .

وقد أظهرت الدراسات مثلاً ان بعض الأفراد الذين حدث لهم ضرر أو إصابة في نصف الدماغ الأيمن وجدوا صعوبة في الإدراك المكاني والعلاقات المكانية ، والتعرف على الأشياء المتشابهة والوجوه المألوفة والمناظر الطبيعية المتماثلة .

كما أظهرت أبحاث أخرى تتعلق بتخصصات نصف الدماغ الأيمن انه قد ثبت حتى في حالة إصابة مراكز اللغة في النصف الأيسر إصابة بالغة بحيث يصعب على المصاب ان يتكلم بسهولة نجد انه يستطيع الغناء بكفاءة وبلا معاناة .

ويوجد دليل قاطع على ان هنالك تباينا إلى حد ما فيما يختص بوظائف كل من نصف الدماغ وكن قيد الجسم والتحديد هو مدى كون اختلافات في المراكز حيث تعالج المعلومات اللفظية وغير اللفظية هي دلائل على اختلافات جوهرية كثيرة في الطريقة التي يعالج بها الدماغ هذين النوعين من المعلومات .

 

أوجه الشبه بين الرموز اللفظية وغير اللفظية :

 

  1. الاستخدامات المتعددة :

تستخدم اللغة لنقل رسالة هادفة أكثر مما تستعمل الرموز غير اللفظية ، ولكن نوع البيانات لكليهما يمكن إنتاجهما ونقلهما ، أما عن قصد أو غير قصد ومثال ذلك انه يمكن للفرد ان يبتسم ليدل على صداقته تماما كما يفعل حيثما يستخدم اللغة للتعبير عن هذه الصداقة .

 

  1. القواعد والأنماط :

 

على الرغم من ان تراكيب أنماط الرموز غير اللفظية اقل تحديداً أو تخصيصاً من تراكيب أنماط اللغة ، فانه يمكن تحديد القواعد والأنماط من خلال الاتصالات غير اللفظية بعض هذه القواعد يتعلق بتكوين البيانات غير اللفظية وبعضها بالطرق التي تعبر بها عن العواطف ، وبعضها ضروري نفهم أهمية المؤثرات التي يصددها الآخرون .

ويمكن ان تشبه القواعد الخاصة بتكوين العديد من السلوك غير اللفظي مثل المصافحة بالصوتيات أما القواعد التي تبين تسلسل هذه المؤشرات غير اللفظية فيما بينها فيمكن اعتبارها نوعاً من بناء الجمل ومثال ذلك ما يحدث من سلوك حيث تقابل أنسانا أول مرة .

كما توجد كذلك أنماط دلالية لكثير من السلوك غير اللفظي يمكن وصفها بالشمول ويمكن تعريفها وتحديدها ، وكذلك العرف الذي اصطلح عليه ، مثل متى وكيف تستخدم تلميحات أو إشارات خاصة ، ويعد ذلك نوعاً من الممارسة التطبيقية للرموز غير اللفظية .

وكما هي الحال في الرموز اللفظية ، فان بعضاً من القواعد والأنماط تعتبر عامة في سلوك جميع الأفراد ، بغض النظر عما بينهم من الفروق الشخصية والثقافية ، وعلى سبيل المثال فان دراسة التعبيرات الوجيهة تبين لنا ان هناك علاقة يمكن التنبؤ بها بين العواطف ، مثل : الفرح، الحزن ، الغضب ، أو الخوف ، والحركات المميزة لعضلات الوجه ، وكذلك الإيماءات مثل هزة الرأس التي نربطها بكلمة (نعم) و(لا) ، تبدو هي الأخرى عامة ، وان كانت معانيها الدقيقة ليست كذلك ، ان هذه الأنماط المشتركة ترجع إلى حد كبير إلى قدرات فسيولوجية ومعرفية عامة لدى عموم أفراد الجنس البشري .

والى جانب الخصائص والصفات العامة لنظم الرموز اللفظية وغير اللفظية ، هناك أنماط وقواعد عديدة أخرى تختص بإقليم معين أو بجماعة مهنية أو ثقافية أو بفرد بعينه .

 

العلاقة بمصادر البيانات الأخرى :

 

ويمكن لأي نمط من مختلف أنماط السلوك اللفظي أو غير اللفظي الذي ذكرنا كاللغة ، واللغة المصاحبه ، والمظهر ، والحركة ، الإيماءات ، والتعبير الوجهية وما إلى غير ذلك من أنماط أن يحل محل الأخر عند التعبير عن أي علاقة  إنسانية متبادلة بين فردين ، فأولا يمكن لأي نمط منها ان يستخدم مكان نمط آخر للتعبير عن تلك العلاقة ، كان يقول فرد لآخر (تفضل بالجلوس)، أو أن يشير إليه ناحية مقعد موجود أمامه ، كما يمكن أن يستخدم أكثر من نمط من تلك الأنماط معاً وفي آن واحد للدلالة على تعبير معين ، كأن يقول فرد لآخر( تفضل ، كم أنا سعيد برؤيتك) وفي ذات الوقت تنم ملامح وجهة عن ابتسامة السعادة ، كذلك قد تحمل تلك الرموز اللفظية وغير اللفظية معاني متناقضة ، ويبدو ذلك جلياً حين يخبرك فرد ما بمدى اهتمامه بكل كلمة تقولها له في الوقت الذي ينشغل عنك بمتابعة مسلسل تلفزيوني ، أو لوحة فنية معلقة على الحائط في ناحية أخرى .

 

أنماط الرموز غير اللفظية

 

في هذا الجزء سنركز نقاشنا على خمس فئات عامة من المؤشرات (التلميحات) غير اللفظية ، وهي المظهر ، والحركة ، واللمس ، واستخدام المكان ، واستخدام الزمان .

أما مناقشة متى وكيف تصبح البيانات اللفظية وغير اللفظية معلومات ذات دلالة لسلوك الآخرين.

المظهر :

غالباً ما يقال : ( ان الجمال لا يعدو الجلد الخارجي وحده) ومع ذلك هذا القول لا يصح علي إطلاقه ، فان البيانات التي على السطح تؤدي دوراً هاماً في الاتصال بين الناس ، خاصة إذ لم تتوافر لدينا مصادر أخرى للمعلومات .

عند تكوين الانطباع الأول بصفة خاصة ، يكاد يكون المظهر هو المصدر الأساسي الوحيد للمعلومات ، وربما كانت من الشواهد المثيرة التي تؤكد أهمية المظهر تلك الدراسات التي أجريت لتحديد ما يفضله كل جنس من الشباب في الجنس الآخر ، حيث بينت أن الجمال والجاذبية أهم من العوامل الأخرى ، مثل : المعرفة ، تقدير الذات التفوق الأكاديمي ، القدرة ، وقوة الشخصية ، والشعبية ، في حب الرفقاء بعضهم بعضا ، وهناك دراسات أخرى تؤكد أن الجاذبية الجسدية ليست مهمة لاختيار الرفيق وتفضيله ، بل أنها في الغالب تنبئ عن كيفية النجاح والشعبية والروح الاجتماعية ، والجاذبية للجنس الآخر ، والقدرة على الإقناع والاستمتاع بالحياة أيضا ، ان عدد العوامل المشتركة في إبراز المظهر كثير ، منها : الوجه ، العينات ، القوام ، والبنية الجسدية ، الثياب ، والزينة .

الوجه والعينان :

عند ما نفكر في وجه الإنسان ننظر إليه ككل ، أكثر من نظرتنا إلى تعبيراته وقسماته المميزة التي يتكون منها ذلك الوجه

والوجه : في مجموعة يكون نظاماً متكاملاً ، فالجبهة ، والعينان والأنف ، والأذنان ، والشفتان ، والذقن والفم – توجد فيما بينها علاقة متبادلة ، بحيث تؤدي جميعاً أعمالاً وظيفية ، لا يمكن لأي منها ان يؤديها وحده ابداً ، بالإضافة إلى ما يسهم به منها من أهمية في المظهر الكلي للوجه ، وتؤدي تعابير الوجه دوراً هاماً بوصفها مصدر للبنيات المتعلقة بالحالات الانفعالية للإنسان ، بل ربما كانت أهم مصدر لها مثل : حالات الفرح ، والخوف ، والدهشة ، والحزن ، والغضب ، والاشمئزاز ، والازدراء ، أو الاحتقار ، والاهتمام . وغالباً ما تكون مشاعرنا ، على حد القول المأثور (مكتوبة بوضوح على وجوهنا) ويعتقد الباحثون ان دور الوجه بالنسبة للعاطفة أمر مشترك لدي كل أفراد الجنس البشري وفي وصفه لما اصطلح على تسميته بـ( النظرية الثقافية العصبية لتعبيرات الوجه) يقول بول ايكمان: (ان ما هو عام أو مشترك بين أفراد الجنس البشري من تعبيرات الوجه هي الأوضاع المعينة التي تتخذها عضلات الوجه عند ما يعبر الشخص عن انفعال معين) أما الحوادث والظروف الخاصة التي تثير عواطف مختلفة فهي تختلف من إنسان لآخر ، ومن ثقافة لأخرى .

فالعواطف التي تثيرها المآتم وحالات الوفاة مثلا تختلف كبيراً من شخص لآخر تحت تأثير شخصية الفرد ، وفي إطار ما هو شائع من تقاليد في الثقافة المعينة .

وكذلك تختلف العادات والقواعد الخاصة بالتعبير عن الانفعالات المعينة من شخص لآخر ، ومن ثقافة لأخرى ، فقد تقتضي هذه التقاليد ان نبالغ في التعبير عن انفعالاتنا ، أو نحاول إخفاء حقيقة شعورنا أو نظهر غير ما نبطن ، ويمكن للفرد ان يبالغ في إظهار الحالة الانفعالية أو يخفيها ، مثال ذلك : عند ما يعلن صاحب العمل على مسمع من (الموظف) انه سوف يزيد راتبه زيادة كبيرة ، لكن يتضح ان الزيادة اقل من ثلث المبلغ الذي يتوقعه الموظف .

تحديق العين :

ربما تكون العينان من أكثر عناصر الوجه تأثيرا في عملية الاتصال كما تشير إلى ذلك ملاحظة (السورث Ellsorh) وعند ما كنا أطفالا سمعنا كثيراً أنه (ليس من الأدب ان نحملق في عيون الآخرين) وكان الأهل يذكروننا بهذه القاعدة عند ما شببنا عن الطوق ، وإذا وقفنا عند إشارة المرور ولاحظنا في السيارة القريبة أو المحاذية لنا شخصاً يستحق الانتباه والاهتمام ، فإننا (نسترق النظر) إليه دون ان نشعره بأننا ننظر إليه ، مثل ذلك حين ننظر دورنا عند البقال ، أو حين نكون جلوساً في احد المطاعم ، أو في أي مكان عام آخر ، فإننا نسترق النظر لمن هم حولنا في الوقت الذي نتظاهر فيه إننا لا نتعمد النظر إلى هؤلاء الناس قط .

ان القاعدة التي نطبقها في الواقع بوصفنا راشدين هي (ليس من الأدب في شئ ان نحملق في أناس لا نعرفهم جيداً ، ما لم نقم بذلك دون ان نشعرهم بأننا ننظر إليهم ، ولكن إذا لاحظ الآخرون ذلك منا فمن الضروري في هذه الحالة ان نتظاهر بأننا ما كنا ننظر إليهم ، إلا إذا كان قصدنا ان نتصرف بطريقة تخالف توقعات الآخرين)

ان قواعد التقاء النظرات عن طريق العين بين الأصدقاء والمعارف تختلف تماما عن تلك التي تطبق مع الغرباء ، ان تحديق الشخص في صديقه الحميم مقبول بل أنه مما قد يتوقعه الصديق منا ، وحتى إذا تحدثنا إلى شخص نعرفه معرفة سطحية فمن الضروري تبادل النظرات معه إلى حد ما ، وفي مثل هذه الحالة يمكن للنظرات المتبادلة ان تساعد على فهم الأفكار المتضمنة في موضوع المناقشة ، والتي يمكن ان تؤول هذه النظرات على أنها دلالات على الاهتمام والانتباه ، في حين ان نظرات طويلة قد تحدث بين الأصدقاء الحميمين على فترات وان كان لا يصاحبها كلام .

هناك حالات عديدة تحدق فيها العين اختياراً ، مثلا : عند ما يلقي المحاضر سؤالا على جمهور المستمعين ، فكل منهم يمكنه ان يختار ليشارك في الإجابة أو يتجنب نظرة المتحدث ، ومن المرجح ان يطلب للإجابة عن السؤال – الشخص الذي ينظر إلى المتحدث أكثر من ذلك الذي ينظر بعيداً عنه ، ونفسر هذا السلوك غير اللفظي على انه رغبة في الاتصال اللفظي ، وفي حالات أخرى تلتقي نظرات العيون بصورة اختيارية ، مثلما يحدث في الاستقبال ، أو المقصف ، أو الطائرة ، أو القطار ، أو مواقع العمل الأخرى – حيث تلتقي نظراتنا بنظرات الآخرين ، أو نتجنب النظر إليهم بشكل منتظم .

ومع ان السلوك المتعلق بنظرات العين له أهمية في الاتصال البشري ، فان الكثيرين منا لا يلقون بالاً لهذا السلوك ، ولا يعملون على تصنيفه أو تعريفه بشكل دقيق ، وقد قدم لنا الذين قاموا بدراسة هذا الجانب المحدد من السلوك غير اللفظي ، عددا من المصطلحات التي تساعد على وصفه ، وانه يمكن التمييز ، مثلاً بين حالتي تماس الوجه وتماس العين( تحديد العين) ، فالأول يشير إلى النظر وجه إنسان آخر والتحديق المتبادل يشير إلى تبادل النظر بين شخصين كل منهما ينظر إلى وجه الآخر .

إن تجنب النظر يشير إلى ذلك السلوك الذي يتجنب فيه المرء عمداً نظرات الآخرين ، بينما يشير تعبير (إشاحة النظر) على الحالة التي لا ينظر فيها الإنسان إلى إنسان آخر دون قصد .

وحيثما يتم النظر ، نحو شخص ، أو موضوع ما ، ولأي فترة زمنية ، وتحت أي ظروف ، وهل كانت النظرة من طرف واحد أو متبادلة ، وسواء شغلنا بنظرة خاطفة ، أو تعلقنا بنظرة لا مبالاة ، أو بنظرة جانبية ، و أيا كانت النظرة فهي في كل هذه الحالات تشكل أساساً للاستنتاج حول اهتمامات الناظر ومقاصده وأهدافه وحتى اتجاهاته ، ويمكن ان يكون سبب النظرة ، هو الملاحظة والتوجيه ، والتدقيق ، والإخفاء ، والتجنب ، أو نشد تهدئه الأمور .

لقد عرض الباحثون لدلالة النظرة الأولية للعين على أنها تؤدي إلى تنظيم التفاعل الداخلي ، والتقاء النظرات يدل على رغبتنا في التفاعل مع الآخرين ، وانعدام ذلك يقلل من ترجيح احتمال حدوث هذا التفاعل سواء أكان حدوث ذلك مصادفة أم عن قصد ، وبينت دراسات أخرى ان نظرة العين تلعب دوراً هاماً في الجاذبية الشخصية ، وعلى وجه العموم فان الحديث والمشاعر الإيجابية نحو شخص ما يصاحبها في العادة كثرة التقاء النظرات ، وربما كان هذا السبب في افتراضنا الأشخاص الذين ينظرون إلينا يكونون منجذبين إلينا ، بل وذهبت دراسات أخرى أبعد من ذلك إلى حد القول بان الأفراد الذين يشغلون بدرجة عالية من تبادل النظرات يكونون عادة أكثر تأثيرا وفاعلية في تعاملهم مع الآخرين .

لقد أظهرت الدراسات عدداً من العوامل ذات العلاقة بمدى تحقيق العين ، بما في ذلك المسافة ، الخصائص الطبيعية ، الشخصية ، الموضوع ، الموقف ، والخلفية الثقافية ، واستنادا إلى هذه الدراسة يمكننا ان نتنبأ بان التقاء النظرات يزداد عند ما يكون الشخص بعيداً عم الآخرين ، وإذا كان موضوع الحديث غير شخصي ، وإذا كان هناك اهتمام كبير باستجابات الشخص الآخر يحدث مزيد من التقاء النظرات عند ما يحاول الفرد الهيمنة أو التأثير في الآخرين ، كما يحدث ذلك حينما يكون الشخص منتمياً إلى ثقافة تؤكد على أهمية استعمال لغة العيون خلال المحادثة أو أنه لا يباري في ذلك باذلاً جهده ، مفضلاً ان يكون مستمعاً أكثر منه متكلماً ، أو حينما يكون الفرد معتمداً على الشخص الآخر .

ونتوقع ان يقل تبادل النظرات عند يكون الشخص قريباً منا أو عند ما نناقش موضوعات ذات اهتمام للطرفين ، أو إذا كان ما نتحدث عنه قريباً منا ، أو إذا كنا غير مهتمين بردود أفعال الآخرين ، أو عند ما ينتابنا شئ من الحرج ، وبالمقابل يوجد مثل هذا التأثير للنظرات عند ما يكون الفرد مذعناً أو مطيعاً أو خجولاً ، أو حزيناً ، أو حيياً يحاول إخفاء شئ ما أو يكون في منصب اعلي من منصب الشخص الذي يتحدث غليه ، عندها فان تبادل النظرات يكون اقل ، ومن الواضح ان هذه التعميمات قد لا تنطبق على حالات بعينها .

اتساع إنسان العين :

يقوم إنسان العين بدور مصدر للمعلومات ، كما يدل على اهتمامات الفرد أو جاذبيته ، فعند ما ينظر الإنسان إلى الناس والأشياء التي تروق له أو تغريه فان بؤبؤ العين يميل نحو الإتساع ، وقد دلت بعض التجارب على بؤبؤ العين يعد عاملاً للحكم على مدى جاذبية الفرد

 

الثياب والزينة :

 

الإنسان من الكائنات الحية التي تعنى بالزخرفة والزينة ، والثياب تؤدي للإنسان عدداً من الوظائف ، منها : الوقاية أو الحماية الجسدية والنفسية ، والجاذبية الجنسية ، وتأكيد الذات ، ونكران الذات ، والتمويه ، والانتماء إلى جماعة ، وبيان المكان والدور ، وكذلك الحال بالنسبة لأدوات التجميل ، والمجوهرات ، والنظارات ، مما تفرضه الأبحاث في هذا الصدد ، انه عند ما نعرض صور الأطفال على إمراة غير متزوجة أو ليس لديها أولاد ، أو نعرضها على الأمهات ، فان ذلك يؤدي إلى اتساع بؤبؤ العين . وفي حين أننا لو عرضنا الصور نفسها على رجل أعزب أو رجل متزوج ليس لديه أولاد ، فانه يحدث لديه ضيق في العين ، بينما رؤية تلك الصور من قبل الآباء تؤدي إلى اتساع بؤبؤ العين .

والوشم والشعر المستعار ، ورموش العين الاصطناعية ، والمادة المثبتة لوضع الشعر ، فهذه جميعاً تؤدي عدداً من الأغراض ، مثل الدور الذي يقوم به كيس النقود الذي نحمله ، و الراديو الذي نستخدمه ، والجريدة التي نقرؤها ، والحقيبة التي نحملها .

وبسبب تعدد وظائفها ، تستخدم الثياب وأدوات الزينة كشواهد أساسية للحكم نوعياً ، مثل : الجنس ، والعمر ، والفردية أو الشخصية ، ومدى سهولة التعامل معنا ، وحالتنا المادية ، و الوضع الطبقي الذي تنتمي إليه ، واذو قنا وقيمنا ، وخلفيتنا الثقافية .

وبإمكان الثياب أن تقدم البيانات التي ترسم أو توضح أكثر الحقائق الأساسية المتعلقة بشخصياتنا ، وقد أشار بعض الباحثين لي أن الأفراد الذين يظهرون اهتماماً بملبسهم ، هم في الغالب أناس متمسكون بالعادات والتقاليد ، مثابرون متشككون ، وغير مستقرين ، كما أنهم لا يثقون بأنفسهم ، بينما وجد أن الأشخاص يقتصدون في ثيابهم هم من النوع الذي يتحمل المسؤولية ، ونشطون وذو كفاءة ، كما أنهم دقيقون وأذكياء ، في حين أن الآخرين الذين يسايرون تيار”الموضة” السائدة هم عادة اجتماعيون ، تقليدون ، مذعنون أو خاضعون .

وهناك إشارات مميزة لانوا أخرى من الشخصيات ، ويمكن ان تكون أساساً لمعلومات يستدل منها على الهوية أو على المكانة والانتماء إلى جماعة ، وغالباً ما يشير لباس المرء إلى نوع العمل الذي يمتهمنه “يزاوله” ومثال ذلك لباس الشرطة ، والممرضات ، والأطباء ، والكهنة ، والعسكريين وأعضاء الفرق الرياضية ، وقياساً على ذلك فان الزى الذي يلبس إنما يصمم وفق معايير قياسية ، وهدف هذا اللباس المحدد ان يدل على طبيعة عمله مباشرة ، واللباس الموحد لطلبة الكليات ، ورجال الأعمال ، وعمال المعامل ، وربات البيوت – يمكن ان يخدم الغرض نفسه ، ولكن ليس من الضروري ان يقصد به ذلك .

ومن الإشارات الأخرى : القبعات ، والقمصان ، والكنزات الفضفاضة ، والسترات التي تحمل اسم فرد أو مدرسة أو شركة أو مصنع أو سيارة مفضلة أو اسم معروف ، والحلي الخاصة بمناسبات معينة مثل : خاتم الخطوبة أو خاتم الزواج ، أو العقد الذي يحمل الحرف الأول من الاسم أو الإسم كله ، كل هذه العلامات يمكن أن تزودنا بحقائق ومعلومات تمكنا من تحديد أو تعريف الشخص ، أو منزلة الاجتماعية ، أو الجماعة التي ينتمي إليها .

ويمكن من خلال سيارة الإنسان وبيته أن تلم ببيانات إضافية يستدل بها على مستواه المالي ، وذوقه الفني ومكانته الإجتماعية ، وفئته المهنية ، و على الشاكلة نفسها يمكن ان تستنتج حقائق ومعلومات أخرى ، مثل : عضوية النادي ، وبطاقة الإئتمان ، ونوع الحقيبة ، وشعار الجماعة أو التنظيم الذي ينتمي إليه ، وبطاقة العمل ، فجميع هذه الأمور يمكن ان تفيدنا كمؤشرات للإستدلال على أي مدى يستطيع الناس أن يكونا انطباعاتهم عن الآخرين من خلال المظهر .

 

البنية الجسدية :

 

عامل آخر يضاف إلى العوامل الأخرى المرتبطة بالمظهر ، وهو عامل البنية الجسدية ، فقد أوضحت الدراسات على سبيل المثال أن الأفكار التي تكون حول الشخصية تستقي دائماً من شكل الجسم وحجمه ، فالشخص المترهل من النوع البدين ، والذي يكون حجمه أكثر من الحد الطبيعي ، يفترض أن يكون دمث الخلق ، ذا معشر طيب ، محبا أو حنوناً ، هادئاً ، مرحاً راضياً عن نفسه ـ منبسطاً ، متسامحاً ، ودوداً رقيق القلب ، أما الشخص الذي يبدو بارز العضلات ، خشن العظام ورياضي المظهر ، فان الصورة النمطية عن هذا الشخص هي انه نشيط كثير الجدل ، ميال لإثبات ذاته ، يجب المنافسة واثق من نفسه ، جرئ ، متسلط ، حاد المزاج ومتفائل ، طائش ، ومتهور ، لا يتكيف مع أفكار الآخرين ، أما الشخص الطويل النحيف المظهر ، فهو يميل غالباً إلى التحفظ والعزلة قلق كثير الإرتباك ، صعب المراس ، حذر  محترس ، بارد ، انطوائي ، موسوس ، شديد التدقيق في التوافه والتفاصيل ، حساس ، خجول ، ممتثل ، مساير ، ويمكن ان يعتبر طول قامة الفرد وحده أساساً لتصنيفه ، ففيما يتعلق بالذكور بالنسبة إلى الثقافة الأمريكية يرتبط الطول المفرط ، على وجه العموم ، بمزايا ايجابية ، بينما يكون عكس ذلك بالنسبة للإناث ، ومن الجدير ذكره هنا ، هو أن الأطوال من بين المرشحين بالرئاسة الأمريكية ، كان هو الرابح دائماً منذ عام 1900م ، واعتبر هذا مبدأ ثابتاً ، باستثناء”جيمي كارتر Jimmy Carter الذي كان طوله 5.9قدم

 

الأفعال :

كثيراً ما يقال :”ان الأفعال تتحدث بصورة أعلى من الأموال” وما نفعله وما لا نفعله يمكن ان يكونا أكثر دلالة لدي الآخرين من مهرنا أقوالنا وعلى أساس الأعمال التي يقوم بها الشخص في مواقف مختلفة يستطيع الآخرون ان يحددوا أي نوع من الأشخاص هو ، وكيف يمكن ان يكون ردود أفعاله في مواقف مماثلة مستقبلاً ، وكذلك ما إذا كان مؤتمناً ، شجاعاً  ودوداً ، وطيباً وهكذا ، فإذا كان الشخص يتهرب من مواجهة فكرية أو جدلية أو مواجهة جسدية في عراك ، وإذا كان هذا الشخص يخذل الذين يثقون به ، أو أنه يقدم على العطاء .والتضحية عند الحاجة ، فان مثل هذه الأفعال لها اثر كبير من أي قول يمكن ان يقال ، وفي الإطار الجماعي كالإضرابات والمظاهرات والمفاوضات الخاصة بالعمل ، والمسيرات السلمية والاحتجاج والمظاهرات والمفاوضات الخاصة بالعمل ، والمسيرات السلمية والاحتجاج وحتى الحروب ، كل هذه الأفعال تبدو أنها أكثر قوة من الكلام.

 

الإيماءات والإشارات :

 

ان الايماءات أي حركات الجسم ، الرأس والذراعين ، الساقين ، والقدمين ، تقام بدور هام في الاتصال البشري ، وقد بينت الدراسات ان قدرتنا على الايماء تمر بأربع مراحل أساسية ، المرحلة الأولى تمتد من الولادة إلى الشهر الثالث من العمر وفيها يكون الطفل غير متناسق الحركات ، فتكون حركاته عشوائية مع تشنج لكامل الجسم وتثير إلى الاستثارة والكرب ، والمرحلة الثانية تمتد من الشهر الثالث حتى الشهر الخامس ، وفيها يكون الطفل قادراً على تحريك كامل جسمه وبتوازن أفضل ، ووفق بعض الأنماط السلوكية الاجتماعية من غضب وابتهاج ، وفي المرحلة الثالثة التي تمتد من الشهر الخامس حتى الشهر الرابع عشر تنمو لدي الأطفال إيماءات خاصة ، مثل التحكم في تعبيرات الوجه ، والتفاته الرأس ، وضرب الرأس أيضا ، وفي المرحلة الرابعة التي تمتد من الشهر الرابع والعشرين يصبح الطفل خلالها قادراً على التعبير عن شعوره تجاه الأشخاص الآخرين ، فيعبر عن مشاعره وغيرته من خلال حركته للمس الناس والأشياء فيقوم ببعض الحركات ، مثل اللكز والضرب والربت .

والايماءات والإشارات قد تكون هادفة ، لمعنى أنها ترسل رسائل تستهدف تحقيق أغراض معينة محددة ، وقد تكون عرضية عشوائية تحدث مصادفة ، وبعضها يستخدم بديلاً عن اللغة أو مكملاً لها ، ومثال ذلك أننا نهز رؤوسنا إلى الخلف والأمام بقوة عند ما نقول (لا) في الإجابة عن سؤال بالنفي ، ومثال آخر حين نستخدم الايماءات بدلا من الكلمات ، وذلك حين نهز الكتفين استهجاناً ، وإشارة إلى الرفض والشك أو عدم الفهم ، كما يكون تقطيب الجبين وحركة الرأس الأفقية للأمام والخلف دلالة على خيبة الأمل أو الإخفاق ، وكذلك تحريك الإبهام والسبابة على شكل دائرة ليعني الموافقة .

الأفعال الموروثة والمكتشفة ، والمقلدة والتي تم التدريب عليها :

لقد عالج دزموند موريس وهو عالم انثر وبولوجي ، هذا الموضوع في كتاباته ، معالجة جيدة ، فبين أن الايماءات تصل إلى الفرد من خلال الوراثة ، والاكتشاف ، والمحاكاة ، والتدريب ، ومن الأمثلة على الأعمال الفطرية الطبيعية الموروثة استجابة الرضاعة عند الأطفال ، واستخدام اللمس بين أجزاء الجسم كجزء من عملية التودد والمغازلة ، وأنماط التحية والسلام بين الأفراد حين يلتقون مع بعضهم أو حين يفترقون .

وأننا نكتشف بعض الإيماءات والإشارات أثناء معرفتنا بالحدود والقدرات الكامنة في أجسادنا ، ومثال ذلك طريقة تشابك الذراعين ، وهناك اختلافات قليلة في هذا الأمر بين ثقافة وأخرى ، كما أن هناك بعض الاختلافات لدي أبناء الثقافة الواحد ، وكل فرد يميل ، مع مرور الوقت ، إلى أن يقوم بهذه الأفعال بالطريقة ذاتها ، بعض منا يضع اليد اليسري فوق اليمني وبعض آخر على العكس يضع اليمنى فوق اليسرى ، ومهما يكن من أمر فيما نعتاده أو نألفه من سلوك ، فمن الصعب ان نغير نمط السلوك الذي تعودناه دون أن نبذل جهداً كبيراً .

أننا نكتسب عدداً لاباس به من الإيماءات ممن حولنا من الناس – لا طواعية – أثناء نمونا ، فعلى سبيل المثال نجد أن المصافحة المعهودة نكتسبها من خلال التقليد والمحاكاة ، مثلها في ذلك مثل العديد من أساليب التحية والعادات السلوكية الثقافية الرئيسية والثانوية .

ان أفعالا مثل : غمز العين ، وممارسة كرة المضرب ، والقفز على رجل واحدة ، والصفير ، والمشي على اليدين ، نحتاج إلى تدريب فعال حتى يتسنى حذقها ، ومن المسلم به ان الغمز يتم من قبل البالغين ، وهو عمل صعب على الصغار ، لكنه كغيره من الأعمال يتطلب تدريباً ، ويتطلب في الوقت ذاته ملاحظة وجهداً منظماً لحذقه .

أصول الإيماءات والإشارات :

 

ان البحث في أصل الإيماءات والإشارات أمر جدير بالتفكير والاهتمام ، فبعضها يبدو أنه جاء للكبار من خلال حركاتهم وهم صغار ، إن التدخين ، وعض القلم ، وقضم الأظافر ، ومضغ اللبانة والسكاكر ، عند ما ارتبطت مسالة إشباع حاجاتنا الفنية بالأمن والسلامة .

أما الإشارات الأخرى فقد يكون لها جذور قديمة ، فالتقبيل والمداعبة يمكن ان تمتد جذورهما إلى عادات التغذية القديمة لدي أسلافنا ، ومن الواضح أن الأم في الماضي البعيد من تاريخ البشرية كانت تمضغ اللقمة في فمها قبل أن تقوم بإطعامها لأطفالها الصغار .

وإشارة أخرى مثل تحريك الرأس أفقياً الذي نستخدمه كي ندلل على قولنا (لا) ربما ترجع في أصولها إلى إشارات الأطفال التي يستخدمونها للتعبير عن أنهم ى يريدون مزيداً من الحليب من ثدي الأم أو من الرضاعة أو من الملعقة .

 

أنماط الإشارات :-

 

هناك طرق عدة لتصنيف الإشارات ، ولعل الجداول التي قدمها دزموند موريس تعتبر أكثر الجداول شمولية إذا تتضمن ما يلي :

الإشارات المعززة والموجهة :-

النوع الأول من الإشارات هو ذلك الذي يسمى بالإشارات المعززة ، وتستخدم في مجال التأكيد على النقاط الخاصة المتعلقة بالجوانب اللفظية ، ومثال ذلك حركة اليد إلى الأمام بما يشبه الكلمة ، والحركة الأمامية لأصابع اليد ، ورفع السبابة ، والنوع الآخر المماثل لها هو ما يدعى بالإشارات الموجهة ، ويعني بها أن تشير باتجاه الآخرين عند ما تحدد الاتجاه أو تومئ لآخر دون كلام .

إشارات (نعم)(لا) :-

أما إشارات (نعم) و(لا) فهي فئة أخرى من الإيماءات ، وحركات الرأس هي الوسيلة الأولية لهذه الإشارات ، بينما كثير من هذه الإشارات ، يعتبر فريداً أو خاصاً بإحدى الثقافات أو بعدد منها ، إلا أن ايماءة الرأس(من أعلى إلى أسفل) لتعني كلمة(نعم) هي عامة بين الثقافات على ما يبدو ، ومع الافتراض بان معنى الإيماءة بالرأس تعني (نعم) يعتبر محدداً نوعاً ما ، فإننا إذا ذهبنا لا بعد من ذلك فقد نتذكر أن هنالك عدداً مختلفاً من معاني هذه الإشارة ، وهي :

  • إيماءة الرأس التي تعبر عن الأعراف ، وبمعنى : نعم أنا ما زلت منصتا لك .
  • إيماءة الرأس التي تعبر عن التشجيع ، بمعنى : نعم هذا رائع .
  • ايماءة الرأس التي تعبر عن التشجيع ، وبمعنى : نعم أفهم ما تعنيه
  • إيماءة الرأس الدالة على الفهم ، وبمعنى : نعم سوف أفعل .
  • إيماءة الرأس للتعبير عن الحقيقة ، وبمعنى : نعم ، ذلك صحيح .

أما إشارة (لا) فهي بالطبع تعتمد على حركة الرأس أفقياً من جانب لآخر ، وفي كثير من بقاع العالم تستخدم إشارة تحريك الرأس من جهة لأخرى للتعبير أيضا عن (ربما نعم) أو(ربما لا) وبالإضافة إليها يمكن استخدام أصابع اليد للتعبير عن إشارات (نعم أو لا) ، فمثلاً في ثقافة أمريكا الشمالية يعتبر تحريك السبابة من جانب لآخر هو السلب أو كقوله(لا) .

 

مظاهر التحية والسلام :

 

هناك نوع آخر من الإشارات هو التحية والسلام ، وأكثرها ألفة واستخداماً المصافحة باليد والمعانقة والتقبيل ، فهي إشارات تدل على فرحنا وسرورنا بوصول إنسان عزيز علينا أو أهمية مغادرته لنا .

ويمكن أن نميز بين مستويات عدة لعملية التحية والسلام :

 

المستوى الأول :

هو حالة الضيق والمشقة لنظهر قوة علاقات المودة والصداقة ، ويجب ان نعبر عن ذلك بدرجات متفاوتة ، بالنسبة لكل من الضيق هذا يعني ارتداء أحسن الثياب ، كما أنه بالنسبة للضيق يعني رحلة طويلة ، وبالنسبة للمضيق تشتمل على انتقال من مكان لآخر ، وكلما كانت حرارة اللقاء والترحيب أقوى صار الأمر أكثر إرباكا ومشقة ، كرئيس الدولة يذهب للمطار ليقابل قادماً هاماً ، والأخ يقود سيارته إلى المطار ليحي شقيقته العائدة من الخارج ، وفي هذا العمل اكبر قدر من المشقة يمكن ان يتكبدها المضيف ، ومن هذه النقطة تدريجياً ، فكلما قصرت المسافة التي يرتحلها المضيق كان بإمكان المضيق ان يرتحل فقط إلى محطة السكة الحديد ، أو مركز الحافلات ، كما بإمكانه إلا يتحرك أبعد من باب بيته ، حيث ينتظر لحظة قدوم الضيق وهو ينتظر من النافذة .

 

المستوى الثاني :

 

ويتعلق بالفارق المكاني ، فمنذ اللحظة التي يتقابل فيها الضيف والمضيف ، يرحب كل منهما بالآخر باستخدام بعض الإشارات والتعبيرات ، ومنها : البشاشة ، والإبتسامة ، ورفع الحاجبين ، وانفراج الأسارير ، وإحناء الرأس ، والتلويح باليد ، وأحياناً يفتح الذراعين ليتوقع المعانقة ، وعند ما يقترب الاثنان من بعضهما فأنهما يعبران عن فرحتهما باللقاء بالمعانقة ، بالمصافحة مع الضغط  بالترتيب ، وبالتقبيل ، بالضغط على الوجنات وملامسة الخدود ، ويرافق ذلك التقاء نظرات الاثنين ، والضحك ، والابتسام ، والبكاء احياناً ، ان استخدام التحية المعينة يعتمد على عدد من العوامل ، منها : طبيعة العلاقة ، والوضع الذي يلتقيان به ، وطول الفترة الزمنية التي انقضت منذ آخر لقاء بينهما ، وكذلك مدى التغير الذي حدث في مكانة كل منهما منذ آخر لقاء بينهما .

 

إشارات الترابط :

 

إشارات الترابط أيضا واحدة من أصناف الإيماءات ، ومن خلالها يعبر الأفراد عن انتظامهم في علاقة ما ، وهي تشير إلى مثل ما يشير إليه خاتم الزواج تماماً ، وكذلك شعار جماعة الإخوة ، واللباس الموحد الذي يعبر عن وجود الرابطة والعلاقة بين اثنين أو أكثر من الأشخاص ، وهناك إشارات تؤدي الغرض نفسه ، مثل : تشابك الأيدي ، ووضع ذراع بذراع ، واقتسام المشروب الواحد ، وكذلك الاقتراب الجسدي أثناء الجلوس والمشي ، أو المشاركة الآتية في الأشياء من كل نوع وكلها تزودنا بالمؤشرات عن الأفراد وطبيعة العلاقات بينهم .

 

إيماءات التباعد :

 

هناك أنواع أخرى من الايماءات العامة هي تلك التي تتعلق بأوضاع الجسم ، مثل تشابك السواعد أو الأرجل الذي يساعدنا على إخفاء أجزاء من الجسم عن أنظار الآخرين جزئياً أو كلياً ، وفي بعض الحالات تقوم إشارات التباعد مقام الرسائل المقصودة ، وإن كانت في الغالب قليلة الفائدة ، وهذه وتلك من الإيماءات تشمل وضع الساعدين أحدهما على ألآخر فوق الصدر ، أو إسناد الذقن أو الوجنة على راحة اليد ، أو لمس الفم ، هذه الإشارات جميعها تدل على عدم ارتياحنا أو على قلقنا ، حتى لو كنا غير مدركين لتلك المشاعر .

 

أنماط أخرى من الإيماءات :

 

وتقوم الإيماءات بدور رئيسي أيضا في ربط العلاقات الإنسانية عند الكائن البشري مثل ما هي عليه عند الحيوان ، كما أن هناك إشارات أخرى غالباً ما يقصد بها التعبير عن تأنق السلوك ، ومن أمثلة ذلك : مسح الشعر براحة الكف لتعديل وضعه وتحسين تصفيفه ، وإعادة التجمل بمستحضرات التجميل ، أو تعديل الثياب أمام المرآة وغير ذلك .

وفي العقيدة الدينية تؤدي الإيماءات وظائف ذات دلالة أيضا ، فالركوع والوقوف في الأوقات المناسبة ، ولانحناء ، وتشابك الأيدي في الصلاة كل هذه رموز ذات دلالة ، وهي التي من خلالها يشارك الفرد في طقوس أي عقيدة .

 

اللمس :

عند ما تتسع الايماءة إلى درجة أنها تتضمن اتصالا جسدياً مباشراً ، هنا ما يطلق عليه البيانات اللمسية ، وأهمية البيانات الخاصة باللمس تبدأ في الجنس البشري قبل الولادة بوقت طويل ، حيث تبدأ بالعلاقة بين الأم والجنين الذي تحمله في رحمها ، ومنذ اللحظات الأولى من الحياة يصبح اللمس هو الوسيلة الأولى التي تربط بين الطفل ووالديه ، ومن خلال وسيلة اللمس يتغذى الوليد ويتمتع بالحنان والمحبة .

وخلال السنوات الماضية ، اعتبر اللمس مركز قوة المعبرة عن دفء علاقات المودة و حرارة الحماس الناشئ عن العلاقة والارتباط بين أفراد العائلة الواحدة ، وبين الأصدقاء الحميمين ، وبدءا من مرحلة ما قبل المدرسة وفي سنوات المرحلة الابتدائية يبدأ الاحتكاك البدني في القيام بدورة بين البنين في مجال اللعب ، وخصوصاً في الألعاب الرياضية والمشاجرات ، وقد تعلمنا أيضا دلالة الرسائل اللمسية في التحية وتقاليد السلام ، مثل المصافحة والعناق خلال هذه الفترة ، وفي المرحلة المراهقة وما قبل الشباب يكتسب اللمس مزيداً من الدلالة والتعبير عن الدفء والمحبة والصداقة الحميمة .

وتختلف مستويات الاحتكاك عن طريق اللمس من ثقافة لأخرى ، وعلى سبيل المثال : في ثقافات الشرق الأوسط تكون المسافة بين المتحدثين قريبة نسبياً حتى وان كانت معرفتهم ببعضهم عارضه ، مما يجعل الأمريكيين الشماليين يفترضون ان مثل هذه الحالة تعني وجود علاقة وثيقة ، لأن من عاداتهم إلا يقترب الانسان من محدثه بهذا القدر إلا إذا كان هناك علاقة وثيقة بينهم ، وبالمقارنة فإنه من عاداتنا نحن الأمريكيين إلا نستخدم اللمس كثيراً ، ولذلك فإننا إذا كنا في المصعد أو في سوق مزدحم مثلا لا نلمس ولا نحتك بأي غريب إلا إذا كان ذلك ضرورياً جداً ، وان حدث ذلك فأننا نشعر بكثير من الحرج .

ان لمس شخص آخر أو الإمساك به دون رغبته يعتبر في معظم المجتمعات مثيراً للحنق ولإزعاج ، أكثر من الإساءة أو الأسباب أو أي إهانات لفظية أخرى توجه للفرد .

استخدام المكان :

ان شدة وحدة الرسائل اللمسية تحدث –إلى حد ما – لأنه يكون لدينا توقعات محسوبة بدقة ، في ضوء القدر من الحيز الشخصي الكائن من حولنا ، فعند ما يتعدى شخص ما هذا الحيز الشخصي الذي نحمله معنا أينما ذهبنا فإننا نستجيب لذلك ، إذا دفعنا أحد الأشخاص دون داع و نحن في المصعد ، أو وطئ أحدهم المنشفه التي نجلس عليها على شاطئ البحر ، أو شاركنا احد في الجلوس عليها دون ان ندعوه لذلك أو زاحمنا الآخرون أنثاء التسويق دون مبرر واضح ـ فإننا نشعر بالضيق والغضب من اعتدائهم على مجالنا ، ان رد فعلنا ـ تجاه ما حدث ـ هو ان نقوم بإعادة تكييف وضعنا لاستعادة ذلك القدر من المكان الذي نظن أننا بحاجة إليه وقد دلت البحوث على ان احتراق المجال الشخصي واغتصابه ـ من قبل الآخرين لمدة طويلة ، كما يحدث أحياناً عند ما تثور الجماهير أو عند ما يتزاحم الناس في حي مكتظ بالسكان ـ يؤديان إلى ردود أفعال عنيفة تعبيراً عن الضيق والغضب والعدوانية .

بقد ابدي “ادوارد هول Edwarad Hall ” كثيراً من الملاحظات عن استخدامنا للمجال الشخصي أثناء المحادثات وجهاً لوجه .

وجد “هول” ان المسافة بين الأفراد في الأماكن العامة تتراوح بين ما بين اثنتي عشرة قدما حتى حدود الرؤية الواضحة ، أما في مجال الأحاديث العارضة وأحاديث العمل فان المسافة بين الأفراد تكون ما بين أربع أقدام إلى 12 قدماً ، وما بين قدم ونصف إلى أربعة أقدام بين الأفراد المشتركين في مناقشة شخصية عارضه ، أما في حال الأحاديث بين أفراد ذوي العلاقة الحميمة فان قرب المكان أو المجال الفاصل بين الاثنين يكون في حد تراوح ما بين صفر وثماني عشرة بوصة ، وهناك عوامل عديدة تتحكم في كل فئة تبعاً لما يتحكم فيه من عوامل ومن هذه العوامل : الثقافة التي يدور في نطاقها الحديث ، وأعمار الأفراد موضوع المناقشة ، وطبيعة العلاقة ، وميول الأفراد مشاعرهم ، وما إلى ذلك .

ان استخدام المجال ووضع الجسم أمران مهمان في الجلوس ، ففي حالة الجماعة مثلا ، غالباً ما تكون بعض أوضاع الجلوس أكثر ارتباطاً بمستوى عال من النشاط والقيادة من بعضها الآخر ، انم وضع الانسان في مقدمة الجماعة مع فاصل مكاني يعزلهم عنه ، يعطيه المكانة اللائقة والسلطة الكافية ، ومثال ذلك : المدرس أمام الصف ، والقاضي في المحكمة ، و الخطيب والمستمعون ، والواعظ الديني في أماكن الوعظ والإرشاد .

أما الوضع داخل غرفة واسعة ، كالصف مثلاً ، فيمكن ان يكون له تأثير على السلوك اللفظي ، ففي حجرة الدراسة التقليدية تأتي اغلب التعليقات من الدارسين الذين يجلسون في المواقع الأمامية أو الوسطى من الحجرة ، وهذه تصل إلى 50% أو تزيد .

وبالنسبة لكثير من الدارسين ، فان المكان الذي يجلس فيه الدارس يعتبر عاملا مؤثراً و موضحاً لطبيعة المشاركة في الدرس ، وفي المجموعة الصغرى ، وخاصة إذا كان في الحجر وأثاث ، فان الذي يجلس على رأس الطاولة يكون هو القائد ذو الشخصية الكبيرة و الأكثر إحتراماً الأقوي ، ففي قاعة المؤتمرات نجدان هناك ارتباط يلازم ـفي الغالب ـ الشخص الذي يجلس في المقدمة ، فعلى سبيل المثال هناك الباحثين قد وجدوا أنه في المداولات التجريبية لهيئة المحلفين يكون الشخص الذي يتم اختياره رئيساً (للهيئة) ـ هو ذاك الشخص الذي يجلس في المقدمة ، اثر من الأشخاص الذين يجلسون في مواضع أخرى ، وان مكاننا بالنسبة للآخرين ، سواء في حالة صمتنا أم اشتراكياً في النقاش جلوس كنا أم واقفين ـ يعد هاما في شكل وطريقة اتصالنا ، وفي الانطباعات التي يأخذها الآخرون عنا ، و في انطباعاتهم عنهم أيضا .

 

البيئة الطبيعية :

 

ان استخدام المجال ضمن بيئتنا الطبيعية الدائمة هام أيضا لعملية الاتصال الإنساني ، و مع ان عددا من المظاهر في البيئة الطبيعية لا نستطيع التحكم فيها ، فان هناك عناصر أخرى تتطور أو تتشكل نتيجة لقرار يتخذه الانسان ، وان العناصر التي صنفها الانسان في بيئتنا الطبيعية ـ بالإضافة إلى توفر المأوي والمسكن وتيسر مختلف أوجه النشاط الإنساني ـ تقوم بأداء عدد من الوظائف المتعلقة التي يكون بعضها مقصوداً ، إلا ان كثيراً منها يأتي عفوياً دون قصد .

وإذا كان هناك من ي فكر كيفية تصميم أو تأسيس مطعم فاخر ، أو في كيفية تنسيق ممر محاط بالخضرة أو منتزه ، أو يتأمل في عمارة مجمع ضخم لأحد المطارات – فأن كل هذه الأشياء تتضمن قدراً مشتركاً بعملية الاتصال .

الاستخدام : كل بيئة وما يكتنفها من زينة وزخارف وأثاث وألوان ، تعتبر مصدراً للبيانات التي يكون لها تأثير في الحضور . وبعض المعلومات تكون متضمنة في التصميم من قبل المهندس أو المصمم لتؤثر في أسلوب استخدام البيئة أو أجزائها . فالممرات في الحديقة توجه حركتنا إلي حيث ينبغي  ان نسير ، وبالمثل الكراسي التي تستخدم في المطاعم ذات الخدمة  السريعة تصمم لت كون مريحة لفترة قصيرة من الزمن ، وقد تؤثر بقوة علي قرارها حول طول الوقت اللازم لبقاء في هذه البيئة  .

القيمة  الرمزية : أن المباني ومحتوياتها – في ضوء حجمها وشكلها  وإستغلال الفراغ و الزخرفة – قد تكون ذات دلالة رمزية لنا أيضاً ، فالأبنية الدينية (غير الإسلامية) ومحتوياتها غالباً ما يكون لها قيم رمزية مؤثرة وممتدة من طبيعتها  والغرف الكبيرة ذات الأسقف العالية و النوافذ الزجاجية الملونة والمداخل المظلمة والألوان القاتمة والكتب المقدسة – كلها تحتوي علي معلومات قيمة لاؤلئك الذين يستخدمون هذه البيئة .

أن الخصائص الرمزية لبيوت العبادة  لها ما  يوازيها في مراكز التسوق ، والحدائق العامة والمطاعم ، وكذلك في تركيبات وزخارف المنازل والشقق . أن الاختلاف مثلاً بين تناول العشاء في غرفة الشموع المزدانة بالستائر الرائعة والسجاد الفاخر ، والأرائك و الموسيقي الناعمة . وبين تناول العشاء في زاوية علي قارعة الرصيف – يعتبر اختلافاً بلا شك جوهرياً وحقيقياً .

التفاعل : أن البيئات قد تمدنا أيضاً بمنطلقات أساسية للمعلومات التي تنظم – وتشجع أو تثبط – التفاعل . أن مقصورا تلك دراسة في المكتبة ، مثلاً ، تعمل علي عزل  المستفيدين من قراء المكتبة أو فصلهم ، كما أنها تحد من تفاعلهم ، في حين تشجع الصالات المفتوحة في مكاتب الشركات علي التفاعل بين الموظفين بسبب عدم وجود حواجز مانعة أو حجرات . وبالمثل فأن الصف الدراسي ذا المقاعد الثابتة يساعد علي تدفق الرسائل في اتجاه واحد ، وقد قدم روبرت سومر وصفاً واضحاً للصف النموذجي وتأثيره .

 

استخدام الزمان :

 

يعتبر استخدام الزمن والتوقيت أحد العوامل الهامة في عملية الاتصال . وفي الحقيقة تعتمد ردود الفعل بكلماتها وأعمالها عموماً ، إلي حد كبير ، علي توقيت كلامنا أكثر مما تعتمد علي طبيعة مضمون الفعل ذاته .

التوقيت : ليس بالأمر بغريب علي من اعتاد السؤال ، أو طرح القضايا للمناقشة، أو استعارة سيارة العائلة ، أن يعلم بأن توجد أوقات أكثر مناسبة للآخرين لتقديم الأفكار أو المقترحات . أن القرارات التي يصل إليها الناس عمداً أو عفواً والخاصة بالوقت المناسب للحديث أو للصمت ، وما أذا كان قد تحدثوا  أكثر أو أقل من اللازم ، والوقت المناسب للحديث بصراحة أو أبداء الأي بتحفظ – كل هذه العوامل هي قرارات هامة يتخذها الانسان فيما يتعلق بعملية الاتصال .

وأن الأسلوب الذي يساهم فيه بالمناقشة والوقت الذي يستغرقه في ذلك ، عاملان هامان في عملية الاتصال وبطريقة تقسيم وقت المحادثة أيضاً معني هام ودلالة في عملية الاتصال .

ويمكن ان تفسر قلة الكلام علي أنه قل في الاهتمام وأنها حجل أو سأم وضجر ، بينما  بمكن ان تؤول كثرة الكلام بالهدوانية وتأكيد الذات ، والادعاء ، والثقة الزائدة بالنفس أو الوقاحة .

أهمية الوقت : وهناك أمثال كثيرة خاصة بقيمة الوقت في كل الثقافات مثل ” الوقت من  ذهب” و “لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد” .

وهناك مثل يقول أيضاً : “غرزة في وقتها تغني عن تسعة” ، ومثل آخر يقول:”كلما كان أسرع كان أفضل” – أن هذه الأمثال تعكس وجهة النظر في أمريكا الشمالية ، تعبر  عن أن الوقت عامل ثمين له  قيمة كبري ، وكلما استطعنا إنجاز العمل في وقت أقصر اكتسبنا وقتاً أكبر . وأن المقولة : “الوقت من ذهب” ، تظهر لنا قيمة قول الفلاسفة في كثير من سلوكنا وأنشطتنا ، فنحن نحبذ قيادة سيارتنا ، بأقصى سرعة قانونية مسموح بها بحيث نصل إلي المكان الذي نقصده بأسرع ما يمكن وإذا كان أحدنا علي موعد ، فأنه يجتهد ان يصل إلي المكان الموعود في أقصر وقت قدر الإمكان، حتى يمكنه التوجه لإنجاز عمل آخر . ونحن نريد أن نترك مكان عملنا في الوقت المحدد بقدر المستطاع ونسرع إلي منازلنا . وفي الطريق كل ضوء أحمر ، أو إشارة انتظار عند ممر عبور المشاة ، أو سيارة  تتحرك ببطء – تسبب ازعاجاً أثناء انطلاقنا مسرعين نحو البيت ، طلباً للاسترخاء والتمتع  بوقت فراغنا ، أننا نجد أنفسنا مندفعين لإنجاز أعمال قبل فوات الأوان ، أو لكي نفي بوعودنا ، أو تحاشيا لضياع الوقت ، ولزيادة الإنتاجية .

ونحن إذ نضع أعيننا أهمية الوقت في حياتنا ، فليس من المدهش أن يكون في استغلالنا للوقت اثر هام على السلوك ، فحضور الفرد (مبكرا) أو(متاخراً) يمثل في حد ذاته (معلومة) بيانات ، والمعلومات المستقاة من هذه البيانات تختلف معتمدة في ذلك على عدة عوامل ، منها : مدى حضوركم مبكرا عن الموعد أو متاخراً عنه ، أهداف الموعد ، الشخص الداعي للقاء ، مدى العلاقة أو الصداقة بين الأشخاص المعنيين باللقاء ، طبيعة العلاقات بين أفراد الجماعة ، ومناسبة الموعد لكل واحد منهم .

إن التأخر لمدة عشر دقيقة عن موعد زيادة أخصائي القلب يمكن أن يؤدي إلى إلغاء الموعد ، في حين أن تأخر خمس عشرة دقيقة عن موعد سهرة في بيت صديق قد يعد حضورا مبكراً وقد يسبب لك إحراجاً ، وإن التأخر عن لقاء عمل له تبعات تختلف عما يحدث عند ما تتأخر عن حفلة أو مناسبة إجتماعية ، ووصولك متأخرا ساعتين عن أول لقاء لك مع إمراة ، يمكن أن يكون له أثر أو نتيجة تختلف عن لقاء مع زوجتك ، في مثل هذه الظروف يعتبر احترام الوقت وإستخدامه ـ الحضور في الموعد المحدد ، أو الحضور مبكراً أو متاخراً ، مصدرين هامين للمعلومات عن الشخص ، مثلها في ذلك مثل ما يقوله أو يفعله الشخص بعد وصوله .

 

البيانات والمعلومات :

إن الصيغة الإتصالية(الفرد – البيانات – البيئة) تنظر إلى (عملية) صنع واستعمال البيانات على أنها وسيلة بتكيف الأفراد من خلالها مع البيئة ، ومن المنطلق تبدأ أنواع السلوك اللفظية وغير اللفظية أمرين يسهمان في الخصم الواسع من البيانات التي تشمل البيئة الرمزية التي تحيط بنا في جميع لحظات حياتنا .

ان بعض هذه البيانات توجد عن قصد وفق أهداف خاصة ، في حين لا تكون بيانات أخرى كذلك ، وفي كلتا الحالتين يزودنا وجود بعض الرسائل اللفظية وغير اللفظية بالقليل من المعلومات عما إذا كان الأفراد المعنيون بها يفسرونا بطريقة يمكن ان يتنبأ بها في حدود البيئة أم لا ، إن الرسائل المرسلة ، يقصد وبدون قصد ، لا تعادل الرسائل المستقبلية ، ان البيانات اللفظية وغير اللفظية مصادر لكنها لا تعتبر معلومات في حد ذاتها ، كما أن هذه المعلومات لا تنتقل كما هي بطريقة آلية ، وعلى الأصح ستكون معلومات حين تكتسب أهميتها من خلال استخدامها بفعالية وبعمليات معقدة .

 

 

لغة الجسد

لغة الجسد تلك الحركات التي يقوم بها بعض الافراد مستخدمين ايديهم او تعبيرات الوجه او اقدامهم او نبرات صوتهم او هز الكتف او الراس ، ليفهم المخاطب بشكل افضل المعلومة التي يريد ان تصل اليه وهناك بعض الاشخاص الحذريين والاكثر حرصاً اولئك الذين يستطيعون تثبيت ملامح الوجه اولئك الذين لا يريدون الافصاح عما بداخلهم فهم المتحفظون ولك يمكن ايضا معرفة انطباعتهم من خلال وسائل اخرى .

وفي دراسة قام بها عالم النفس الامريكي البرت ميهرابين اكتشف ان 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38% بنبرة الصوت و 55% بلغة الجسد ، ولو اختلفت الكلمات ولغة الجسد فان الفرد يميل الى تصديق لغة الجسد ، على الرغم من استخدام لغة الجسد على مدى ملايين السنين من تاريخ النشؤ الانساني الا ان مظاهر الاتصال غير الشفهي لم تدرس عملياً على أي مقياس الا منذ الستينات من القرن الماضي ، خصوصاً عند ما نشر دجوليوس فاست كتابة عن لغة الجسد عام 1970 . تقنياً بعد كتاب تشارلز دارون “التعبير عن العواطف لدي الانسان 1872” من اكثر الكتب تاثيراً في هذا المجال كتب على اثره الكثير من الدراسات الحديثة لتعبيرات الوجه ولغة الجسد ، حيث تم تاييد واثبات الكثير من افكاره ، ومنذ ذلك الحين سجلت البحوث حوالي مليون تلميح واشارة غير شفهية ، وتوصل البرت مهربيان في احدى دراساته الى ان مجموع اثر الرسالة بقسم الى (7% كلمات فقط 38% صوتي أي نبرة الصوت ، 55% غير شفهي) وقام البروفسور برد هويسل ببعض التقديرات المماثلة وتوصل الى ان الشخص العادي يتحث بالكلمات ما يناهز عشر دقائق في اليوم الواحد وان الجملة المتوسطة تستغرق حوالي الثانتين والنصف يتفق معظم الباحثون على ان القناة الشفهية تستخدم اساساً لنقل المعلومات ، في حين القناة غير الشفهية تستخدم للتفاوض في المواقف في ما بين الاشخاص وفي بعض الحالات كبديل للرسائل الشفهية .

محتويات :

  • استخداماتها .
  • وسائلها .
  • امثلة .
  • المصادر .

استخداماتها :

يستخدمها جميع الناس بشكل ارادي او غير ارادي فالمعلم يستخدم هذه الوسيلة في الفصل لتساعده في نقل معلوماته للتلاميذ وكذلك يستخدمها الطبيب للمريض او المريض للطبيب ويستخدمها ايضا المهندس حينما يريد ان يعطي التعليمات للعمال ويستخدمها الرئيس لمرؤسية او صاحب العمل لعماله وقد يفهمها اكثر ضعاف السمع او ذوي الاحتياجات الخاصة .

عموماً تعد النساء اكثر ادراكاً من الرجال ومقدرة على قراءة لغة الجسد فالنساء قدرة فطرية على التقاط الاشارات غير الشفهية و فك رموزها فضلاً عن تمتعهن بعين دقيقة ترصد التفاصيل الصغيرة ، ولهذا فان القليل من من الرجال لديهم القدرة على الكذب على زوجاتهم بينما تستطيع معظم النساء حجب الحقيقة عن الرجال دون ان يدركوا ذلك ، ويري العلماء ان هذه القدرة المميزة قد تكون نتاج للدور الاجتماعي للنساء الذي يشجعهن لكي يكن حساسات لانفعالات الاخرين ويعبرون عن مشاعرهم بشكل واضح ، وقد يظهر هذا الحس النسوي بشكل جلي لدي الامهات لكونهم يعتمدن على القنوات غير الشفاهية اثناء الاتصال بالاطفال ويعتقد بانه بسبب هذه القدرة المميزة تستطيع معظم النساء التفاوض (خاصة بالامور المادية الاقتصادية) بشكل افضل من الرجال .

وسائلها :

  1. العين : تمنحك واحداً من اكبر مفاتيح الشخصية التي تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من امامك ، فاذا اتسع بؤبؤ العين وبد اللعيان فان ذلك دليل على انه سمع منك توا شيئاً اسعده ، اما اذا ضاق بؤبؤ العين العكس هو ما حدث واذا ضاقت عيناه اكثر او فركهما ربما يدل على انك حدثته عن شئ لا يصدقه او اذا حاول ان يتجنب النظر في عيون الناس ومن حوله فهذا يدل على انه فاقد الثقة بنفسه .
  2. الحواجب : اذا رفع المرء حاجباً واحداً فان ذلك يدل على انك قلت له شيئاً اما انه لا يصدقه او يراه مستحيلاً ، اما رفع كلا الحاجبين فان ذلك يدل على المفاجاة .
  3. الاذنان : فاذا حك انفة او مرر يديه على اذنيه ساحباً اياهما بينما يقول لك انه يفهم ما تريده فهذا يعني انه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل انه لا يعلم مطلقاً ما تريد منه ان يفعله او انه يشك بصحة ما تقوله .
  4. جبين الشخص : فاذا قطب جبينه ونظر للارض في عبوس فان ذلك يعني انه متحير او مرتبك او انه لا يحب سماع ما قلته ، اما اذا قطب جبينه ورفعه الى اعلى فان ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك .
  5. الاكتاف : عند ما يهز الشخص كتفه فيعني انه لا يدري او لا يعلم ما تتحدث عنه .
  6. الاصابع : نقر الشخص باصابعه على ذراع المفعد او على المكتب يشير الى العصبية او نفاذ الصبر .
  7. الانف : عند ما يلمس البالغ انفة وهو يتحدث فهو دليلاً على انه يكذب في الحديث الذي يقوله .
  8. الفم : حينما يكذب الطفل على والديه فهو يضرب يديه على فمه في اشارة الى اخفاء ما قاله لوالديه ، وعند ما يكذب المراهق فهو يلمس او يحك فمه بخفه .
  9. اتجاه الاقدام : وقد عرف بالملاحظة الدقيقة ان قدمي الشخص دائماً ما تتجه الى موضوع التفكير فمثلاً الطالب الذي يتعرض للتوبيخ امام اقرانه من معلمه فعادة ما تشير قدميه الى مكان جلوسه او في الاحوال الاكثر سوء الى خارج الصف ، او الضيف الغير راغب في الدخول فيشير بوقفته واتجاه قدميه لرغبته في الانصراف .

10.ومن الوسائل الهامة الاخرى توظيف جغرافية المكان ، فالمدير المسيطر الواثق عادة ما يكون مكتبة في واجهة المدخل والشخص الذي يقود سيارته متابطا بابها انما يشيع الالفة في المكان ، والطارق الذي يتكئ على الجدار غالباً ما يتهكم او يزدري المكان ، ثم هناك النظرة من فوق النظارة التي تدل على الاستصغار وتقليل اهمية الاخر .

أمثلة :-

  • عند ما يربت الشخص بذراعيه على صدره ، فهذا يعني ان هذا الشخص يحاول عزل نفسه عن الاخرين او يدل على انه خائف .
  • عند ما يفرك يديه ببعضهما فهذا يدل على الانتظار واذا وضع يديه على خده فذلك اشارة الى التمعن والتامل .
  • اذا جلس الشخص وقدماه فوق بعضهما وهو يحركهما باستمرار فهذا يدل على انه يشعر بالملل .
  • اذا منت تتحدث مع شخص ما واردت ان تنهي معه فالتثائب يعطيه خير دليل على ذلك .
  • حك المرء لراسه اثناء الحديث يعني انه يفكر في شئ ما ويحاول ان يتذكره .
  • عند ما يقبض الشخص احدي يديه بالاخرى خلف ظهره فهذه دلالة على عصبية مبطنة وخوف من الانفلات .
  • واذا جلس الشخص ضاماً قدميه وركبته فهذا دليل على التوتر .
  • تجفيف العرق الوهمي او التقاط النسالة من على الملابس دليل على الارتباك .

 

 

 

 

الخلاصة :

تقوم الرموز غير اللفظية بدور هام في الاتصال الإنساني ، وبالمقارنة باللغة ، يبدو أنه لم يكن هناك اهتمام كاف ووعي بأهميتها وأثرها على السلوك ، وبينما يعتقد أن معالجة الشفرات اللفظية تتم أٍساساً في النصف الأيسر من الدماغ ، فإن دور النصف الأيمن من الدماغ ضروري لمعالجة المعلومات المتعلقة بالنشاط غير اللفظي كالموسيقي ، والفن ، والتعرف على الوجوه ، والعلاقات المكانية .

وهناك العديد من النقاط المشتركة بين شفرات النظامين اللفظي وغير اللفظي :

  1. كلاهما يجعل بالإمكان إنتاج غير مقصودة وأخرى مقصودة .
  2. إن القواعد والأنماط ضروريتان للاتصال غير اللفظي ضرورتهما للاتصال اللفظي .
  3. يمكن للمؤشرات اللفظية وغير اللفظية ان يكرر أو يكمل أو يناقص أحدها الآخر .

يعتبر المظهر ، والفعل ، واللمس ، واستخدام المكان ، والزمان ـ المصادر الخمسة الأساسية للبيانات غير اللفظية ، فالمظهر يؤدي دوراً هاماً في العلاقات بين الأشخاص خاصة في الانطباع الأول ، والوجه هو الجانب المركزي في المظهر الذي يعطي الانطباع الأول للآخرين ، ويعتبر مصدر أساسياً للمعلومات عن الحالة العاطفية والوجدانية لصاحبة .

وربما تكون للعيون الأهمية الكبرى من بين مجموع مكونات الوجه في مجال الاتصال ، ويتركز ذلك في اتجاه نظرة العين ، والمدة التي تستغرقها تلك النظرة ، أو عدم النظر إلى شئ معين ، وان ذلك يزودنا بمعلومات تعتبر أساسا لمعرفة مدى اهتمام الشخص الذي يحدثنا ، واستعداده للاتصال بنا ، ومدى انجذابه نحونا ، ولهذا فان مدى اتساع إنسان العين ، ونوعية الثياب ، والحلي والزينة ، والبنية الجسدية ـ جميعها تعتبر جوانب أخرى تتعلق بالمظهر وتقدم بيانات تشكل مصادر محتملة للمعلومات .

إن الأفعال بصورة عامة والإيماءات بصورة خاصة تعتبر مصادر محتملة للمعلومات أيضا ، ومن بين الأنماط الشائعة من الإيماءات : الإشارات المعززة والموجهة ، وإشارات نعم ولا ، ومظاهر السلام والتحية ، والإشارات الدالة على الروابط والعلاقات بين الناس ، والإشارات التي تدل على التباعد والاقتراف .

اللمس : هو مصدر آخر من مصادر المعلومات غير اللفظية ، وهو أثر قوي إذ يؤدي دورا بارزاً في التحية والسلام ، كما يعبر عن الصداقة و المودة والعدوان ، وان قوة أثر البيانات المتعلقة باللمس تبين أهمية دور المجال المكاني في عملية الاتصال ، فعندما يخترق أحد مجالنا الشخصي فإننا نشعر بضسق وعدم ارتياح إلا إذا كان الشخص وثيق الصلة بنا ، ان أهمية المؤشرات المكانية تتضح كذلك في نمط الجلوس ، وكثيرا ما تتلازم أوضاع جلوس معينة مع مستويات عليا من المشاركة والقيادة ، كما أن طبيعة ووضع العناصر في البيئة الطبيعية ، مثل الأثاث ، والزينات ، ولإضاءة ، وتناسق الألوان كلاهما يزودنا ببيانات قد يكون لها أهمية خاصة في تشكيل سلوكنا ، وهي غالباً ما تزودنا بمؤشرات تؤثر في طريقة استخدامها وقيمتها الرمزية وأنماط تفاعلها .

إن الزمن والتوقيت والإحساس بأهمية الوقت : كلها عوامل هامة في عملية الاتصال ، ويمكن أن يكون الزمن الذي سيستغرقه كل واحداً من المتحدثين مصدراً للمعلومات بما يجعله اكبر تأثيرا من مضمون المحادثة أو المناقشة نفسها، ان التعبيرات المختلفة للوقتية (تقدير قيمة الوقت وحسن استغلاله) والمعاني المختلفة للحضور مبكراً أو متاخراً عن الموعد ـ تختلف من ثقافة لأخرى ومن وضع لآخر ، وحالة التأخر والتبكير في الحضور يمكن أن تكون في حد ذاتها مصدر للمعلومات .

وأنواع سلوكنا اللفظية وغير اللفظية التي نمارس بعضها عن قصد ، تكون خضماً من البيانات التي تشكل جزءاً من البيئة المحيطة بنا ، ومن المهم ان نتذكر مدلول التفاعل بين الأفراد والبيانات والبيئة ، وإن وجود البيانات اللفظية وغير اللفظية في البيئة المحيطة بنا لا يبين ما إذا كنا سنهتم بها ، ولا يحدد قيمتها بالنسبة للأفراد المشاركين في هذا الموقف ، لأن الرسائل المرسلة عن عمد أو عفواً ، تعادل الرسائل التي تستقبل ، فالبيانات تصبح معلومات عند ما يهتم بها وتقدر قيمتها ، ويجري إستخدامها .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أهم مراجع الكتاب

  1. علي أحمد علي _العلوم السلوكية_ مدخل لدراسة السلوك وفهمه وتطويره _مكتبة عين شمس _ القاهرة 1983م .
  2. فؤاد ابوحطب _القدرلت العقلية _الأنجلو المصرية _القاهرة_1974م .
  3. فيصل المغدادي_فن الإلقاء والخطابة_منشورات جامعة قاريدقس_1985م
  4. مصطفي حجازي_الإتصال الفعال في العلاقات الإنسانية والإدارة_المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع _1990م .
  5. نجاة علي_فن الإلقاء بين النظرية التطبيق_الدار المصرية اللبنانية_القاهرة 1996م .
  6. وليم ح .ماكولاف_ فن التحدث والإقناع _ ترجمة رفيق مازن_دار المعارف ط2 _1994م .
  7. إبراهيم أبوعرقوب_الإتصال الإنساني ودوره في التفاعل الإجتماعي_دار محمد لاوي للنشر والتوزيع _الأردن_1993م .
  8. ديل كارينجي_كيف نتعامل مع الناس _دار مكتبة الهلال_بيروت_1995م.
  9. محمد العبد_العبارة والإشارة_دراسة في نظرية الإتصال_دار الفكر العربي_القاهرة_1995م.
  10. أحمد جمال الدين_فن الإدارة بالسؤال_مكتبة القرآن_القاهرة_1995م.
  11. حسن محمود حسن_مقدمة في علم التفاوض الإجتماعي والسياسي_عالم المعرفة_المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب_الكويت_1994م.
  12. أحمد عبدالله أحمد_فهيم مصطفي محمد_الطفل ومشكلات القراءة_الدار المصرية اللبنانية_ط2_القاهرة_1994م.
  13. سحر محمد وهبي_بحوث في الإتصال_إتجاهات الجمهورنحو قراءة الكتب_دراسة ميدانية_دار الفجر_القاهرة_1996م.
  14. محمد عبدالحميد_دراسة الجمهور في بحوث الإعلام_المكتبة الفيصلية_مكة المكرمة_1977م.
  15. عاطف عدلي العبد_مدخل الي الإتصال والرآي العام_الأسس النظرية والإسهامات العربية_دار الفكر العربي_القاهرة_1997م.
  16. محمود عودة_أساليب الإتصال والتغيير الإجتماعي_دراسة ميدانية في قرية مصرية_دار المعارف_القاهرة_1971م.
  17. حسن عمار مكاوي_تكنلوجيا الإتصال الحديثة في عصر المعلومات_الدار المصرية اللبنانية_القاهرة_1997م.
  18. حمدي حسن_مقدمة في دراسة وسائل وأساليب الإتصال_القاهرة_دار الفكر العربي_1987م.
  19. ملفين لـ.ديلفلير_ساندرابول_روكيتش_نظريات وسائل الإعلام_ترجمة كمال عبدالرؤوف_الدار الدولية للنشر والتوزيع_القاهرة_1998م.
  20. ميشيل . إي_هاتيرسللي_ليندا ماكجنت_الإتصال والإتصال الإداري_المبادئ والممارسة_دار الرضا للنشر_دمشق_2000م.
  21. محمد مرعي_دليل المديرين في إدارة الأفراد وفرق العمل_دار الرضا للنشر_دمشق_2000م.

 

 

ادارة المؤسسات الاعلامية

     

 

 

إدارة المؤسسات الاعلامية

 

 

 

ا.د. عبد النبي عبد الله الطيب

جامعة وادي النيل

جامعة شندي-

جامعة جازان-المملكة العربية السعودية

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تقـديـم

بروفسور : علي محمد شمو

عندما أصدر ذلك الشاب الأمريكي المنحدر من أصل يهودي صحيفته اليومية THE SUN  عام 1938 في مدينة نيويورك كأول صحيفة يومية شاملةً بعد أن أستقرَّ مفهوم الصحافة الذي وضعه العالم الألماني اتو قروث ATTO GRUTH  كإصدارةٍ يومية منتظمة موجهه إلي كل فئات الشعب وتحمل من الأخبار والتعليقات ما يقابل احتياجات كل فصائل المجتمع بدأ الناس يَفكرون في وضع أسس علمية وفنّية لقيام المؤسسات الصحفية وإدارتها بما يُحقق الهدف الذي تسعي الصحيفة لتحقيقه والمتمثل في توفير احتياجات المجتمع من المعلومات والمعرفة بالإضافة إلي العائد المادي الذي يضمن للمؤسسة الاستمرار وتحقيق الفائدة والربح المجزي باعتبارها صناعةً كغيرها من الصناعات التي بدأت تزدهر وتأخذ مكانها بين الصناعات الأخرى في بدايات عصر الصناعة في القرن التاسع عشر ..

ولعل فكرة بنجامين داي BENGAMIN DAY  ذلك الشاب الأمريكي الذي لم يتجاوز عمره عند أصدارة لجريدة الصن اليومية اثنين وثلاثين عاماً قامت علي افتراض أن ذلك النوع من الصحافة اليومية المنتظمة يمكن أن يحقق ربحاً مادياً مجزياً وأن الصحيفة يمكن أن تباع بـ PENNY   بالرغم من أن تكلفتها أكثر من قيمة شرائها وذلك لأن العائد من الإعلان يمكن أن يغطي التكلفة ويوفر الربح المجزي خاصة وأن صدورها كان في بداية عصر الصناعة .

وقد نجح بنجامين داي في إغراء القراء بشراء الصحيفة يومياً وبشكل منتظم  واقنع أصحاب المصانع بالإعلان عن منتجاتهم فيها كما أنه ولحسن إدارته للمحتوي وللمؤسسة وللعلاقات العامة التي تربطه بالقراء والمعلنين استطاع أن يوطد أقدامه في مجتمع الصناعة وأن يبدأ عهداً جديداً للصحافة اليومية المنتظمة الذي يزداد عدد قرائها بشكل منتظم ومضطرد .

كانت تلك التجارب وأمثالها من الوقائع هي التي أوحت لعلماء الاتصال والإدارة بالتفكير في وضع أسس علمية لإدارة مؤسسات الإعلام ومن بعد ذلك  مؤسسات المعرفة بدءاً بالصحافة المطبوعة بحكم سبقها في التاريخ مروراً بالوسائل الالكترونية التي لحقت بها في القرن العشرين كالراديو والتلفزيون بل وأصبحت علوم الـ RADIO MANAGEMENT   والـ TV MANAGEMENT  من العلوم المقررة في كليات علوم الاتصال ومعاهده وأكاديمياته .

قليل جداً من أساتذة علوم الاتصال  في الوطن العربي من فكر في تأليف الكتب والمراجع في إدارة مؤسسات الاتصال بالرغم من أنهم يتعرضون لها في الكورسات المقدمة للطلاب وفي البحوث والأوراق الذي يشاركون بها في المؤتمرات والمنتديات العلمية لذلك فأن مبادرة د. عبد النبي عبد الله الطيب بإصدار هذا الكتاب العلمي المرجعي عن إدارة المؤسسات الصحفية آمر يجد منا الإشادة والتقدير خاصة وأن ما يحويه الكتاب بين دفتيه يُشكل ذخيرة علمية نادرة بذل المؤلف في الحصول عليها جهداً جباراً سيجعل منها مرجعاً أساسيا لدراسة المؤسسات الصحفية ومعيناً علي فهم هذا النوع من الإدارة الذي يضمن نجاح واستمرار المؤسسات الصحفية التي تعاني من ضعف الإدارة وتوفير متطلباتها وأساسياتها الأمر الذي يتسبب في ضعف مستوي المنتج والمحتوي بالإضافة إلي الخسائر المادية التي تعيق تَقدَُم الصحافة ويحول بينها وبين الانهيار الذي يعزي في المقام الأول إلي سوء الإدارة وفي كثير من الأحيان إلي عدم الإلمام بها بدءاً من دراسة الجدوى مروراً بتوفير المقومات المادية والعينية والبشرية وانتهاء بالتسويق والترويج والتوزيع وما يعود به ذلك علي الصحيفة كمؤسسة اقتصادية ربحية تشجع علي الاستثمار واستقطاب جزء كبير من رؤوس الأموال التي تحتفظ بها مؤسسات التمويل .

كان د. عبد النبي حصيفاً وحكيماً عندما تعرض للتطور الفني والتقني الذي شهدته وسائل الإعلام الجماهيرية ومن بينها الصحافة المطبوعة وما يقتضيه ذلك التطور من إضافات جديدة في المفاهيم والمصطلحات والمكونات والمقومات لمفردات الإعلام الجديد ومن بينه الصحافة التي اتسع مفهومها وتغيرت مواعينها ولم تعد قاصرة علي الكتابة علي الورق وبل انتقلت إلي مرحلة النبض الكهربائي الذي يظهر علي شاشة التلفزيون في صحافة الإذاعة وشاشة الحاسوب في الصحافة الالكترونية وغير ذلك من المتغيرات التي تقتضي بالتالي وضع أسس جديدة لإدارة المؤسسات الصحفية بمفهومها الجديد ولعل القراَّء لمحتوي هذا السفر العظيم يشعرون بأنه جهد مقدر لمرحلة جديدة قادمة  يستند أساسها علي وفرَه ما قدمه د. عبد النبي عبد الله الطيب في هذا الكتاب الذي أرجو أن يكون مفيداً للأساتذة والطلاب الذين يرتبطون بدراسات علوم الاتصال وبحوثه .

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم2

عندما طلب مني الأخ الصديق الدكتور عبد النبي عبد الله الطيب التقديم لكتابه الجديد (إدارة المؤسسات الصحفية ) شعرت بعظم المسؤولية ، وثقل القول ، وقلت في نفسي لو طُلب مني نقل جبل من مكانه ؛ فهو علي أهون من الدخول في هذا المعترك ، فليس معنى ذلك هروباً من الميدان أو لأني لا أملك أدوات وأسلحة القتال فيه ،ولكني أدري الناس بأخي الدكتور عبد النبي عبد الله الطيب منذ أن قدم علينا ( طالباً جديداً ) بالجامعة الإسلامية في منتصف ثمانينات القرن الماضي؛وحينها نحن بالمستوى الرابع نحزم الأمتعة لمغادرة القاعات ، والدخول في معمعة الحياة العملية ،فيكفيه فقط ؛ أنه ترشح للمكتب التنفيذي لجمعية الصحافة والإعلام بالجامعة ، ونال ثقة الجميع  فاحتل مكاني في الأمانة العامة للجمعية ،فهو مثقف ومتحدث، ومثابر ، وصاحب عقل محاور ومتسائل ، ومنظم ومرتب ،وبعدها عُرف أخي الدكتور عبد النبي بين زملائه في كافة مستوياته الجامعية ومن ثم الخدمة المدنية حتى الوصول إلي درجة الأستاذ المشارك ؛ بأنه باحث ومنقب ، لا تزكم أنفه غبار أمهات الكتب،ولا تتعب عينيه من التدقيق على الشبكة الدولية ( الويب ) ، فيعرف ويلم بعدد غير قليل من المواقع المهمة التي تحوي كنوز المعرفة والعلم ، وساعده في ذلك همته التي لا تفتر ،وعزيمته التي  لا تكل في الوصول إلي الهدف ،وصدق نواياه في خدمة العلم وطلابه ، فهو قارئ نهم ،وجامع واعي ، فكل من طرق بابه في مرجع أو مصدر وجده عنده ، فمكتبته قبلة للزوار من أهل التخصصات المتنوعة ، ومعدته هاضمة لكل ما تنتجه المطابع ، فهو لا يعاف ولا يأنف من قراءة أي مطبوع  في التراث أو السياسية أو الاجتماع أو الاقتصاد ، وفوق هذا وذاك كتب تخصصه الذي  أحبه ، ونبغ فيه.

ولكل هذه الأسباب تهيبت كتابة التقديم لهذا السفر الجديد ، فظل حبيس عندي لمدة الشهرين ، ولكن توكلت على الحي القيوم ، وقدرت حسن ظن أخي الدكتور عبد النبي بشخصي ، ووجاهة أسبابه في إسناد هذه المهمة لي ،وبالفعل وجدت هذه الإنتاج قد سُكب فيه من الجهد والعمل العظيم ، وحوي ذروة من الإبداع المتفرد  في سرد وتبسيط  المعلومة ، ونال قصب السبق في الابتكار الجديد في التبويب والتنظيم ، وطرق إثبات المراجع وأخذ المعلومة من المصادر ، مما جعلني أسير لنفاثته ،  فهو غذاء معلوماتي فيه النفع والنضج ، بمقدار بما فيه من المتعة والاكتناز المعرفي ،عن موضوع مهم ، وظل هاجساً للمؤسسات الصحفية، فالصحف اليوم لم تغدو نزوة فردية ، فهي صناعة ثقيلة تضاهي الصناعات النووية ، وبل هي مشروع فكري واجتماعي واقتصادي وتقني ضخم ، يحتاج لرأس المال الكبير ، وفي نفس الوقت يحتاج للمؤسسية القائمة على العلمية ؛ التي تحسن التعامل مع مكونات المشروع ،  وكل الصحف اليوم في دول العالم الثالث تشكو الكساد بسبب سوء الإدارة ، وبل هناك صحف توقفت نهائياً، وحل دارها البوار كنتاج للإدارة غير العلمية ، وسوء حركة توزيع المطبوع من  الصحف ، وعدم التنظيم والاستغلال الجيد للموارد البشرية والمادية ،والفشل في التعامل مع اقتصاديات الإعلام ،وراءه العطب الإداري ، أو رؤية الإدارية المتخلفة ، ولذلك يشكل هذا الكتاب روشتة علاج إدارية للمؤسسات الصحفية وكذلك لمؤسسات الخدمة المدنية ؛ لأن الكتاب قدم جرعة دسمة عن حركة التفكير الاستراتيجي ، فهذا الكتاب يحتاجه كل قائد إداري في الصحف وغيرها ، فجزي الله الأخ الدكتور عبد النبي على جهده ولفتته البارعة في إخراج هذا السفر للدارسين والعاملين في حقل الإعلام وغيره.

د.مكي محمد مكي

رئيس قسم دراسات الاتصال بجامعة وادي النيل

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى((والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما روقناهم ينفقون ))

صدق الله العظيم

سورة الشورى الآية (38)

 

الإهــــــــــــــــداء

لخالي محمد بابكر ابوكليوة الذي يجسد معاني العطاء في البذل بسخاء والمنح باليمين مالا تعلمه الشمال، ومن عطائه المبذول نحوي وهو كثير تكفله بطباعة هذا الكتاب.

لوالدتي المرحومة مكة بت بابكر والتي تعلمت منها فن التدبير وحٌسن الصنعة.

لوالدي الحاج عبد الله الطيب النوبي والذي تعلمت منه فن وزن الأمور وصياغة الحجج المقنعة.

للعم المغفور له بإذن الله محمد الأمين عبد الرازق والذي تعلمت منه فن التعامل مع الناس دون تمييز.

المؤلف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سمات صناعة الصحافة

وخصائصها في عصر المعلومات

مدخل:

في المسيرة التاريخية الطويلة للصحافة يرى البعض أن عام 1828م هو عام الصحافة الحقيقية حيث وضع العالم الألماني اوتوجروت معايير الصحيفة الحديثة التي تتمثل في: دورية الصدور، والطباعة الآلية، وان تكون متاحة للجميع مع تنوع المضمون وملاحقة الأحداث الجارية، حيث تمثل هذه الحقيقة من وجهة نظرهم منعطفاً مهماً نقل الصحافة إلى عالم الصناعة بما يحتويه من إمكانات مادية وبشرية وتنظيمية كبيرة.

وهذه الأسس التي وضعها  اوتوجروت تعود إلى انتقال الصحافة من عهد صحافة الرأي والدراسات الأدبية إلى صحافة الخبر بالدرجة الأولى، ومن خصائص هذا النمط من الصحافة: ازدياد أهمية عامل الوقت، والمنافسة الحادة التي فرضت على الصحيفة استخدام أعداد ضخمة من العاملين في مختلف ميادين العمل الصحفي، واستخدام الأجهزة والتقنيات التي تساعد على تقديم الخدمة الإخبارية بشكل مثالي وفي الوقت المناسب، وتبلور ذلك في تعدد وتضخم الأجهزة الصحفية إذا ما أرادت أن تواصل الصدور أن تتجه للإعلان لتغطية نفقات الإصدار، وان تزيد من نسبته لكي تواجه متطلبات التطوير والتجديد المتزايدة في الخدمة الصحفية.

خصائص صناعة الصحافة ومتطلباتها:

يقدم يوسف محمد صابر الحباب تعريفاً شاملاً للصحافة بأنها وسيلة من وسائل الإعلام الواسعة الانتشار والتأثير، تستهدف تنمية وتوعية جمهور القراء بالعلوم والثقافة والآداب والأخبار والمعارف العامة، وتوضح سير الحوادث المحلية والدولية مع إبداء الرأي بالملاحظات والتعليقات والانتقادات المجردة الهادفة لمصلحة الجماعة.

والصحافة كمهنة لها أصولها وقواعدها ونظرياتها الأساسية وتطبيقاتها لاحتوائها على الفنون التي تستقطب جمهور القراء وتحتاج إلى متخصصين في مختلف المجالات العلمية والأدبية والثقافية والاقتصادية، ومطابع وأجهزة فنية ومواد تشغيلية لتحرير الأخبار والمقالات والإخراج والإدارة والتوزيع والإعلان وبالاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة بمجهودات المتخصصين تظهر الصحيفة المطبوعة في مستوى معين تدعمها قوة المركز المالي والأدبي والثقافي للمؤسسة التي تصدرها، وللصحافة رسالة لا تقف عند حد البحث عن الخبر أو المقال ولكنها تتعداه إلى التقويم والتثقيف وخدمة الصالح العام وقيادة المجتمع إلى ما هو أفضل.

ويحدد الدكتور صليب بطرس خصائص ومتطلبات الصحافة كصناعة في الجوانب التالية:

أولاً: لابد للصحافة مثلها في ذلك مثل أية صناعة. من عناصر الإنتاج المعروفة وهي: رأس المال، والعمل، والمنظم، ولكن في مجال صناعة الصحافة، تصبح لهذه العناصر خصائص تجعل منها شيئاً متميزاً.

ثانياً: إن رأس المال الذي تحتاجه المؤسسة الصحفية أصبح من الضخامة بحيث لم يعد فرداً واحداً قادراً على تقديمه، ومن النتائج التي تنبعث من ضخامة رأس المال اللازم للصحافة، إنها بجانب تأثيرها في مدى ما تتمتع به من حرية تؤثر بدورها في الناحية الإدارية للمنشأة الصحفية وتتأثر به.

ثالثاً: تتميز صناعة الصحافة بان الوقت يلعب في حياتها دوراً اكبر من أية صناعة فالأخبار هي واحدة من أكثر المواد تلفاً وبواراً، فخبر الأمس أو حتى الخبر الذي مضى عليه ساعات مادة يلحقها البوار بصورة أسرع من أية مادة أخرى، وعمر الصحيفة نفسها كسلعة يعد بالساعات. وتبعاً لذلك تتنافس الصحف فيم بينها منافسة شديدة على الظهور في السوق. وهذه ظاهرة أكثر وضوحاً في مصر باعتبارها بلداً متنامياً، ويقول في هذا المجال رئيس تحرير باري ماتش الفرنسية: إن لنا هدفين: أن نصدر قبل الآخرين، وأن نخدم الموضوع الصحفي خدمة كاملة.

رابعاً: وتتميز الصحافة أيضا باعتمادها على حكم جمهور القراء على نحو أكبر من حكم مستهلك أية سلعة أخرى، فالعلاقة بين القارئ وصحيفته تقوم على أساس إحساس الأول بأن الصحيفة يجب أن تقدم خدمة مستوفاة في حدود أقصى الإمكانيات البشرية والمادية، وعراقة ماضي الصحيفة لا تنهض سبباً للاعتذار لدى قرائها إذا قصرت يوماً ـ في تصور هؤلاء القراء ـ عن إبداء واجبها لأسباب قد تكون خارجة عن إرادتها وحكم القراء على الحاضر لا يشفع فيه الماضي مهما كان عريقاً.

خامساً: تتميز صناعة ا4لصحافة أيضا بعمق المنافسة وشدتها في مجالاتها المختلفة بين المؤسسات المتنافسة.

سادساً: المشروع الصحفي هو مشروع يتميز بأن ينطوي على نسبة من المخاطرة أعلى مما تنطوي عليه المشروعات الأخرى.

سابعاً: إن الصحيفة كمنتج لابد لرواجها من تضافر عمل وجهد الأجهزة التحريرية والأجهزة الإدارية في عدة مجالات، فطابع أية سلعة يراد لها الرواج يستمد وجوده ثم نجاحه إلى حد كبير من مقتضيات السوق، ولا يستطيع ناشر الصحيفة أن يقرر الدخول في سوق الصحافة أو الإفادة بأكبر قدر مما يتهيأ له من فرص، ما لم يعكف على تحليل المجال الذي يدخله تحليلاً دقيقاً يقوم على أسس علمية، وهذا لا يتيسر إلا بتضافر جهاز التحرير الذي يقدم المادة التي يراد بيعها والإدارة التي تمتهن عملية التسويق التوزيعي والإعلامي، والإعلان لا يعدو أن يكون بيعاً لمساحات بيضا ن الصحيفة وكلا النوعين من البيع يتميز بخصائص معينة ويتطلب عناصر تختلف كثيراً ع عناصر عملية تسويق السلع الأخرى.

ثامناً: على الرغم م أن المميزات المادية للصحيفة قد تقدمت كثيراً متأثرة بالتقدم الميكانيكي ثم الالكتروني، وأخيرا الرقمي الهائل في هذا المجال، فإنه في مجال تغطية الأخبار وتحليلها والتعليق عليها مازال العنصر البشرى هو العمال الأكثر تأثيراً في صناعة الصحافة، ومادام الأمر كذلك فإن الصحافة ستظل تعكس عواطف الصحفي ومشاعره الخاصة وقدراته الفنية وكفاءته، فهو لا يستطيع أن يطرحها جانباً وهو يتولى معالجة أي موضوع.

تاسعاً: إن الصحافة تقوم على نزاعات إنسانية كثيرة لا يمكن تجاهلها منها حب الاستطلاع أو الفضول، وقبول الجمهور فضلاً عن اعتماد الصحافة على نزعة أخرى وهي أن استجابة العين أقوى من استجابة الأذن، وكلها نزعات تؤثر في سلوك القراء وفي سلوك المحررين. وواجب الصحيفة التي تنشد النمو المطرد أن تبحث عن اتجاهات القراء وان تقوم بعملية تعديل سياستها في هديها وتلعب الإدارة الصحيفة دوراً مهماً في هذا المجال.

عاشراً: إن الأداة التي تربط بين جميع العناصر المختلفة والتي بدونها لا يمكن للمطبوع سواء كان كتاباً أو صحيفة أن يصدر هي الناشر أو العقل المدبر الذي يهيمن على عملية النشر، وهو شخص يأنس في نفسه القدرة على إصدار الصحيفة أو هو القائد الذي يقود العناصر المختلفة وفي مقدمتها تدبير المال اللازم الذي يمكنه من الحصول على جميع عناصر الإنتاج.

بينما يرى سي بي سكوت أحد رؤساء المانشيستر جارديان البريطانية أن لأي صحيفة جانبين فهي كسائر الأعمال التجارية الأخرى عليها أن تدر دخلاً بكل ما تحمله كلمة دخل من معنى مادي لكنها من ناحية أخرى تعتبر أكثر من عمل تجاري فهي كمؤسسة فكرية أو روحية يفترض فيها أن تعكس حياة المجتمع الذي تعيش فيه وتؤثر عليه وفي مصائره وأهدافه العليا، إذا ما نظرنا إلى الأمر من زاوية أوسع نجد أنها وبم تحدثه من تأثير على العقول والمشاعر أداة من أدوات الحكم، إذ يمكنها أن تثقف الناس وتساعدهم مثلما يمكن أن تفعل العكس أيضاً، وكنتيجة لذلك فعليها أن تثبت وجودها من الناحيتين المادية والأدبية، ليس ذلك فحسب بل إن ما يحدد طبيعتها ونفوذه بشكل رئيسي هو مقدرتها على حفظ توازن حقيقي بين القوتين التي تعمل كل منها على جذبها إليها واستمالتها نحوها، فبينما تريد لها الأولى أن تجعل من الربح والسلطة هدفها الرئيسي تسعى الثانية لان تكون تصور الصحافة لمهمتها ولما تحققه من أهداف أرفع من ذلك بكثير جداً وإن كان أكثر منه مشقة وعناء.

ويعتقد عالم الإعلام والرأي  العام الأمريكي البارز والترليبمان أن الصحافة مهنة وعمل تجاري، ولكنها ليست مهنة كسائر المهن والأعمال التجارية، فهي تبيع بضاعتها بسعر اقل من سعر التكلفة إذا اعتبرنا ما ندفعه من مبالغ محدودة نظير حصولنا على نسخة من أي صحيفة يومية أو مجلة هو الثمن الحقيقي لما نقرؤه من أخبار وتعليقات، بل إن ما تقدمه من بضاعة وما نستخدمه نحن كقراء من مقاييس جمالية وأخلاقية للحكم عليها إنما يختلف في جوهره وطبيعته عن سائر البضائع الأخرى وما نحكم عليها به مقاييس، ولهذا فلا يمكن للمرء أن يقارنها كمهنة تجارية بنظيراتها من المهن التجارية الأخرى، كما إننا نظلمها كثيراً إذا حكمنا عليها بنفس ما نحكم به من مقاييس على سائر المؤسسات الثقافية والروحية، لان ما يقدم من مدراس ومعاهد ثقافية وتربوية سواء كان عاماً أو خاصاً إنما يجد من التمويل الرسمي أو الخاص ما يعينه على البقاء والاستمرار، وان ما يوجد من مساجد وأماكن روحية إنما يتم تشييده وتجري صيانته من أموال الخير وما يرصد له شهرياً أو سنوياً من هبات أو أوقاف، أما الصحافة، فإذا أرادت أن تؤدي رسالتها الفكرية أو الروحية على الوجه الأكمل، فعليها أن تمول نفسها بنفسها

ومسألة المداومة على قراءة الصحيفة وإن كان لأهميتها الكثير بالنسبة للصحيفة من الناحيتين المادية والأدبية إلا أنها تعتمد في المقام الأول على مدى تجاوب كل من الصحيفة والقارئ مع الآخر، وهذا يعتمد بدوره على عدد من العوامل الخفية، أهمها معالجة الصحيفة لما يمس حياتنا ومعتقداتنا من أخبار، ومشاكل، فبقدر ما تظهره الصحيفة من اهتمام بنشر هذا النوع  من الأخبار والمشاكل وبقدر ما تعكسه المعالجة من صدق وتعاطف، بقدر ما يكون حبناً أو كراهيتنا للصحيفة وما نمنحه أو لا نمنحه من ثقة لها.

ويرى والتر ليبمان أن قارئ الصحيفة لا يملك أي حق قانوني في مقاضاتها إذا ما أحس بخلو الصحيفة مما يثير اهتمامه، أو بأن ما تنشره من أخبار ليس صادقاً ومضللا له، فمن تتسبب الصحيفة في تشويه سمعتهم وتحطيم شخصياتهم، هم وحدهم الذين يحق لهم ذلك بعد أن يفلحوا في تقديم ما يثبت صحة الدعوى. وهو يرجو ألا يفسر القارئ قوله هذا على انه نوع من استعداء القراء الحكومات على الصحف فكل ما قصد إليه هو التوضيح لحقيقة ما يوجد بين القارئ والصحيفة من علاقة.

المؤسسة الصحفية:

ويقصد بالمؤسسة الصحفية: المنشأة أو الهيئة التي تتولى إصدار الصحف أو الصحيفة، وتتخذ هذه الوحدة الاقتصادية الشكل القانوني وتختار الكيان الإداري الذي يتلاءم مع اعتبارات كثيرة.

وتقوم المؤسسة الصحفية بالعمل على تحقيق مجموعة من الوظائف الإبداعية المرتبطة بالمضمون وبالتحرير الصحفي والإعلان والتوزيع، ويتصل الأفراد من خلالها يبعضهم من اجل تقديم خدمة صحفية، تبرز في شكل جريدة أو مجلة أو إعلان أو خدمات صحفية خاصة تحقق أهدافهم الخاصة والعامة في ظل ترتيب منظم للأفراد والتقنيات المستخدمة.

ولأهداف المؤسسة الصحفية بعدان:

البعد الأول: يتعلق بمضمون الرسالة الإعلامية ويتضمن عدداً من الأهداف الفرعية يمكن حصرها في الآتي:

الأخبار.

دعم المبادئ والأسس التي يقوم عليها المجتمع.

رفع المستوى الفكري والثقافي ونشر الوعي السياسي لتكوين رأي عام مستنير.

 

 

 

 

 

أسباب دراسة الإدارة الصحفية

ضخامة الاستثمارات في مجال الصحافة : حيث تحولت الصحافة من رسالة فقط إلى صناعة تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة ، مما أدى إلى إنشاء كتل احتكارية تتولى إصدار الصحف في معظم البلاد الرأسمالية ـ حيث تسود النظرية الليبرالية ـ وبحيث تحولت حرية الصحافة إلى حرية  للنفر القليل من الرأسماليين الذي ملك إصدار الصحف ، وذلك على حد قول ” فيشنسكي”  في كتابه : ( قانون الدول السوفيتية ) إن إصدار جريدة يومية أمريكية تحتاج إلى مالا يقل عن (2) إلى (3) ملايين دولار وفقا لتقرير لجنة التحقيق الأمريكية في حرية الصحافة عام 1949م ، ولان أرباح إحدى الصحف الأمريكية ، وهي” نيويورك تايمز” بلغت (12,3) مليون دولار في عام 1972 كما بلغت حصيلتها من الإعلانات في نفس السنة 175 مليون دولار ، بل وثبت أن السلاسل التي تملك الصحف ، ومن بينها مجموعات “هيرست” و ” سكريبس هورد” ” وماك كورميك بتر سون” تسيطر على أكثر من 50% من الصحف الأمريكية ، وفقاً لبيانات “اليونسكو” أما إصدار جريدة في بريطانيا ـ ووفقاً لتقرير اللجنة الملكية للمشكلة للتحقيق في حرية الصحافة عام 1949 ـ فهي تتطلب على الأقل مليون جنيه إسترليني ، ولا شك أن هذه الأرقام اليوم (1995) لا بد أن تتضاعف عشرات المرات ، بما يتلاءم مع التطورات الاقتصادية الكبيرة .

ولكي نقف على أهمية ضخامة الاستثمارات في مجال الصحافة ، نقارن بين أهم الموارد المالية لمؤسسة ” الأهرام” القاهرة ، عن كل من سنتي 1981 ، 1991 ، ففي حين وصل حجم الإعلان إلى (22) مليوناً من الجنيهات سنة 1981 وبنسبة 36,67% من إجمالي الموارد المالية البالغة (60) مليون جنيه عن تلك لسنة ، فانه وصل إلى (119) مليوناً سنة 1991 وبنسبة 33,15% من جمالي الموارد المالية البالغة (359) مليون عن تلك السنة ، وارتفع إيراد التوزيع من (6) مليون بنسبة 10% إلى (116) مليون بنسبة 32,31 ، وارتفع إيراد وكالة الإعلان من (12) مليون بنسبة 20% ، إلى (55) مليون بنسبة 15,32% وكذلك ا يراد وكالة التوزيع من (10) مليون بنسبة 16,67 % إلى (24) مليوناً بنسبة 6,69 % أما أعمال المطابع التجارية فقد ارتفع إيرادها من (7) مليون بنسبة 11,67 % ، إلى (32) مليون بنسبة 8,91 % ، وأخيرا ارتفع إيراد الحاسب الآلي من (3) مليون جنيه وبنسبة 5% إلى (13) مليوناً جنيه بنسبة 3,62% .

دخول ثم خروج الحكومات في هذا النشاط : يلاحظ أن مشكلة سيطرة رأس المال على الصحافة لا وجود لها في الدول الاشتراكية ، التي تسود في الملكية الجماعية وتصدر فيها الصحف عن التنظيمات السياسية والجماهيرية ولا تهدف أساساً إلى الربح لقد صدر في وقت من الأوقات في الاتحاد السوفيتي( السابق)

ما يزيد عن (8500)  صحيفة ، توزع أكثر من (300) مليون نسخة يومياً ، ودخلت الحكومات في البلدان الشيوعية – التي بدأت تتهاوى أخيرا – طرفاً في إنتاج الصحف ونشرها ، إيمانا منهم بضرورة أن تكون الصحافة ملتزمة بأهداف الطبقة العاملة ، ورفض الملكية الفرية لوسائل الإعلام بصفة عامة.

ولكن يمكن أن نرصد مجموعة من الظواهر التي حدثت بعد تفتت الاتحاد السوفيتي وتحوله إلى (14) جمهورية مستقلة ، وانهيار النظام الشيوعي في دول أوربا الشرقية ، على النحو التالي :

منح وسائل الإعلام حريات واسعة في نقد النظام السياسي وقياداته ، مع الاعتراف بان هذه الحريات تكاد تقتصر على الصحافة دون غيرها من وسائل الإعلام الجماهيرية ، كالراديو والتلفزيون ، فتح أبواب الاشتغال في وسائل الإعلام لكافة المواطنين ، د,نما اشتراط العضوية في الحزب الشيوعي ، التوسع في إتاحة فرصة التعبير أمام كافة القوى السياسية ، والاهتمام برسائل القراء في الصحف ، اختفاء الرقابة على وسائل الإعلام ، سواء تلك التي تكون قبل النشر أو الإذاعة أو بعدها ، سحب حق عقاب الصحف سواء بالتعطيل أو الإلغاء أو الغرامة ، أو حق معاقبة الصحفيين من السلطات الإدارية ، وقصرها على الجهات القضائية .

صعوبة مشاكل الإنتاج في الصحافة : الصحافة مثل باقي الصناعات ، لا تخلو من مشاكل وصعوبات إنتاجية ، إلا أن الصحافة تقابلها بالدرجة الأولى مشكلة تتعلق بالإنتاج الإنساني للفكر والإعلام ، ثم تقابلها بعد ذلك مشكلة الحسم في الوقت الزمني ، وبخاصة في نشر الأخبار والسبق الصحفي ، ثم السبق إلى أسواق التوزيع ، ذلك انه في بداية صناعة الصحافة ، وقبل أن تتحول الصحف من الحرف الساخن إلى الحرف البارد ، أو من ” اللينوتيب”  إلى “الاوفسيت” كان من الصعب على الصحف ، أن تقوم بنشر القصص الإخبارية التي تبرز التي تبرز فجأة ، في وقت متأخر ، لان هناك موعداً نهائياً deadline  لطباعة الأخبار في كل الصحف ، ثم ساعد على زيادة عدد طبعات الصحيفة الواحدة : تكنولوجيا الحاسبات الالكترونية  ( الكومبيوتر ) .

إن مشكلة إنتاج الصحيفة – مثلاً – لعدد من الطبعات الزمنية أو المكانية ، مرتبط بجدول صارم ، وكلما زادت الطبعات ، زاد إلحاح وانضباط اللحظة الأخيرة ، أي لحظة تسليم كل الأصول لدائرة أو شعبة الأنباء المحلية قبل هذا الموعد ،  مما يتيح فرصة أمام محرري الصياغة ، لإلقاء نظرة فاحصة على الموضوعات قبل إرسالها إلى غرف الجمع التصويري لإعدادها لعمليات الطباعة ، ثم تأتي بعد ذلك مشكلة توزيع الصحيفة ، وضرورة تحسب مشاكل النقل والشحن ، بل والمنافسة مع نشرات الأخبار المسائية في التلفزيون – كما هو الحال في الصحف المسائية الأمريكية ، إن التنافس بين الصحف اليومية الأمريكية الكبرى ، في مجال الطبعات الزمنية – على سبيل المثال – هو الذي جعل صحيفة مثل ” نيوز دايnews day  المسائية – التي تصدر في ضاحية لونج أيلا ند بنيويورك – تصدر طبعتها الأولى في موعد مبكر عن آخر طبعات الصحف اليومية الصباحية التي تصدر في نيويورك ويصل توزيع هذه الصحيفة إلى (490) ألف نسخة يومياً ، يرتفع إلى (554) ألف نسخة في عدد الأحد الأسبوعي ، كما جعل أيضا نفس هذه الصحف اليومية الصباحية ، تظهر طبعتها الأولى – من طبعتها التي تصل إلى سبع أو ثماني طبعات – مبكراً بعد ظهر اليوم السابق لميعاد صدورها

ولا شك أن مشاكل الإنتاج في الصحافة ، تختلف من دولة إلى أخرى ، وفقاً لنظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، بل وتختلف مشاكل الإنتاج من مجتمع إلى آخر  داخل نفس المجموعة من الدول ، مثل دول العالم الرأسمالي ، أو دول العالم النامي ، مثل استخدام التكنولوجيا في المؤسسات الصحفية الأوربية والأمريكية ، والت يتوفر أكثر من نصف التكلفة النقدية ، وتحجم عنها المؤسسات الصحفية في دول العالم الثالث ، لأنها تستغني عن ثلث القوى العاملة فيها ، او زيادة تأثير الصحافة الإقليمية في أمريكا او فرنسا ، دون أن يكون لهذه الصحافة تأثير يذكر في اليابان مثلاً ، بفضل وجود طبعات لصحفها الخمس الكبرى التي تصدر في العاصمة طوكيو ، في الجزر المختلفة ، حتى أن جريدة “أساهي شيمبون ” :            asahi schimbu  – أي ” الشمس المشرقة والتي تأسست سنة 1879 م ـ توزع سبعة ملايين ونصف مليون نسخة في طبعتها الصباحية ، وأربعة ملايين ونصف مليون نسخة في طبعتها المسائية .

كما زادت المشكلات المتعلقة بتمويل الصحف ، ذلك أن الصحف في غير البلاد الاشتراكية أصبحت تعتمد في تمويلها الأساسي على حصيلة الإعلانات ، مما يجعل لمعلنين سيطرة اقتصادية على الصحف ، ومما يؤثر بالتالي على استقلالها ، حيث يصل الإيراد القادم من الإعلان إلى أكثر من ضعف الإيراد القادم من التوزيع في بعض الصحف ، او قد يتساويان في أحيان أخرى ، كما أن الحصول على ورق الصحف اللازم للطباعة يثير مشكلة خصوصاً بالنسبة للبلاد النامية  ، حيث ما تزال الدول المتقدمة هي المسيطرة على صناعة الورق ، وبالتالي هي التي تمتلك إمكانيات واسعة لإصدار الصحف ، لقد ارتفع استهلاك ورق الصحف من (25.6 ) مليون طن في عام 1976 إلى ( 34.7 ) مليون طن في عام 1985 م   ولا يتجاوز عدد البلدان المنتجة للورق في العالم عن 36 بلداً منها ستة فقط هي التي تصدر جزءاً كبيراً من إنتاجها ، وتستهلك الدول المتقدمة من الورق تسعة أضعاف استهلاك بلاد العالم الثالث مجتمعة ، علماً بان هذه الدول التي تصدر 55% من المواد الأولية لصناعة ذلك الورق .

التحديات التي تواجه الإدارة الصحفية اليوم :

تواجه الإدارة الصحفية الآن مع منتصف العقد الأخير من هذا القرن ، مجموعة من الأوضاع الصحفية والإعلامية والمجتمعية والمهنية التي غيرت من مشكلة العلمية الصحفية وجوهرها ، شكلت مجموعة من التحديات أمام إدارة الصحيفة ، وهي

أولاً : التطورات الراهنة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي أثرت على عملية إنتاج الصحيفة بشكل ايجابي وحولتها إلى خلية الكترونية مثل : الجمع التصويري المستعين بالحاسبات الالكترونية وأشعة الليزر ، والاتجاه إلى طباعة الأوفس والألوان ، والتحكم الالكتروني في عمليات تجهيز الصحيفة خاصة في فصل الألوان وتجهيز الألواح الطباعية وعملية الطباعة ، والاستعانة بالأقمار الصناعية وشبكات الميكروويف في نقل صفحات كاملة من الصحف بواسطة أجهزة الفاكس ميلي ، وبطباعة الصحف في أكثر من مكان في الوقت نفسه ، وقد طورت تلك المستحدثات التكنولوجية من عملية إنتاج الصحيفة وجعلتها أكثر سرعة وسهولة

ثانياً : ارتفاع نفقات إصدار الصحيفة  بعد أن تحولت إلى صناعة ضخمة ، وأصبح إصدار الصحيفة كمشروع فكري إعلامي صناعي جاري عملية باهظة ومكلفة تحتاج إلى ملايين الدولارات .

ثالثا : منافسة الوسائل الاتصالية الأخرى للصحيفة ، بعد التطورات الراهنة التي حدثت في صناعات الراديو والتلفزيون والفيديو كاسيت بالاستعانة بالتقدم في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وتوظيفها للأقمار الصناعية والألياف البصرية الضوئية ، وآخرها إمكانية البث المباشر التلفزيوني من الأقمار الصناعية ، والتغطية الإخبارية الحية من مواقع الأحداث مباشرة ، مما افقد الصحف السبق الإخباري وجعلها تتجه إلى التفسير والشرح والتحليل وتقديم المواد الصحفية المتخصصة ، والاهتمام بخدمة القارئ من الناحية التحريرية ، وتطوير أساليب الإخراج .

رابعاً : تغير أذواق القراء وطبائعهم واحتياجاتهم الإعلامية ، نتيجة للمتغيرات المجتمعية المختلفة ، ولظهور وسائل إعلامية منافسة جديدة ، وللأوضاع الاقتصادية والسياسية الجديدة والاتجاه إلى التعددية ورفض النظم الشمولية .

خامسا : أصبحت هناك حاجة لنوعية جديدة من المحررين والإداريين لصحافة الحاسبات الالكترونية والأقمار الصناعية ولصحافة التفسير والتحليل والصحافة المتخصصة وصحافة التعددية .

سادساً : إن صحف العالم شرقه وغربه ، وشماله وجنوبه ، خاصة في العالم الثالث تعاني من أزمة ثقة او فقدان للمصداقية ، او الاحترام او الثقة والتقدير لها كمؤسسة اجتماعية …كجزء من اختلال العلاقة بين أضلاع مثلث المصداقية الثلاثة : وهي الحكومة والقراء والصحافة ، فالقراء لا يثقون في صحفهم ويشكون في  استقلاليتها اقتصادياً وسياسياً ، والحكومة لا تثق في الصحافة من حيث الولاء وتعتقد أنها تتعامل معها بعدائية ، والقراء معتقدون أن الحكومة تحاول تكبيل الصحافة واستمالتها نحوها ، والنتيجة إن الصحافة هي المتأثر الأول بكل ذلك .

سابعاً : بروز الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي بأخلاقيات الممارسة الصحفية ومسؤوليات الصحيفة المجتمعية ، في محاولة لتحسين صورة الصحافة والصحفيين ، والدعوة لمزيد من استقلالها عن السلطات ، وإعطاء الجمهور حقه في المعرفة وفي الاتصال وتبلور ذلك في مجموعة من إعلانات المبادئ ومواثيق الشرف الإعلامي والصحف المهنية .

ثامناً : الاهتمام بالبحوث كأساس لتقويم العملية الإدارية والصحفية ، والاستفادة بنتائجها في تحديد مسار العملية الإدارية والصحفية وتطوير العملية الصحفية مضموناً وتجهيزاً و إخراجاً وتسويقاً ، وتمثل ذلك في قياسات الرأي العام ، وبحوث الجمهور ، وإنشاء أقسام  للبحوث والتطوير في معظم المؤسسات الصحفية الكبرى ، او الاستعانة بمؤسسات البحوث والتسويق التجاري ، او المؤسسات الأكاديمية لإجراء تلك البحوث.

 

 

 

 

 

المفاهيم العامة للإدارة

ما معنى الإدارة ؟

ينصرف معنى الإدارة إلى معنيين متغايرين:ـ

أ- هو الجهاز أو الأجهزة وما ينتظمها من هياكل تنظيمية وتشريعات أو أنظمة ضابطة ومواد وعدد وأموال ميزانية أو موارد مالية ، وأخيراً الكادر الوظيفي الذي يشكل العنصر البشري في الإدارة ، بإدارية ، فنية ، وتنفيذية أي يشتمل على عناصر ( تشريعية ، مادية ومالية ، وبشرية).

ب- هو القدرة على اتخاذ القرارات الإدارية وتسيير العاملين بكفاءة فكان الجهاز الإداري في الدولة يتألف من : ـ

* كوادر إدارية، فنية، وتنفيذية.

وكل من هذه الكوادر يقسم إلى ثلاثة مستويات هي :ـ

مستوى الإدارة العليا ( وهم الإداريون الكبار في الوزارة إلى درجة مدير عام )

مستوى الإدارة الوسطى ( وهم مساعدو المدير العام ورؤساء الوحدات)

مستوى الإدارة الدنيا ( وهم رؤساء الأقسام داخل الوحدات).

وكل مستوى له سلطات وصلاحيات واختصاصات ومسؤوليات تختلف عن الآخر.  فالأعلى يملك اتخاذ القرار الحيوي أو التخطيطي ( الاستراتيجي)

والأوسط يملك سلطة اتخاذ القرار الوسطى

والأدنى يملك سلطة اتخاذ القرارات اليومية(الروتينية).

والإداري بهذا المفهوم يختلط مع مصطلح القائد، ويحتاج إلى بعض التفاصيل، وذلك أن الإداري هو الموظف الكبير أو الأوسط الذي يملك سلطة مختصة سواء إن في مجال الدولة أو في القطاع الخاص ، وقد يكون كفاءاً أو لا يكون كذلك ، المهم انه الحق بوظيفته بقرار صادر من سلطة مختصة سواء أن رضي به بقية العاملين أو استاءوا من مجيئه ، وغالباً ما يستخدم هذا الإداري صلاحيته وسلطاته العقابية      ( التأديبية) بمناسبة أو دون مناسبة ، فهو يحاول تسيير العاملين، وتنفيذ أهداف المنظمة أو المؤسسة، التي يديرها عن طريق التهديد بالعقوبة التأديبية، أو استخدامها وتنفيذها فعلاً ، إما القائد الإداري فقد يكون إدارياً في الأصل إلا انه امتلك مهارات

إدارة المرؤوسين بقدر كبير من الرضا الوظيفي والنفسي الصادر منهم فهو يتخذ القرارات بعد استشارة من يحب استشارته من الموظفين مهما قل مستواهم الإداري ، ويستمع إلى وجهات نظر العاملين معه ، من خلال الندوات المفتوحة واللقاءات المبرمجة ، ومن ثم فهو يستخدم العقاب تجاه الموظف المهمل المتمرد.

وتسعى الإدارة الحديثة إلى إن يصبح الإداري قائداً عن طريق الانفتاح على العاملين معه وتعيين الذين نالوا محبة الأكثرين من أقرانهم بوظائف استشارية أو مساعدة للقيادة الإدارية ، ووضع خطط للعمل وتحديد الأهداف من خلال اللقاءات الديمقراطية المبرمجة والفعالة .

صفة القول في هذا الشأن أن الإدارة هي مجموعة المهارات الشخصية التي بواسطتها يستطيع الفرد تسيير الآخرين برضاهم وصولاً إلى تحقيق أهداف المنظمة أو المؤسسة.

الفرد يولد إداريا أم  يصنع  ؟

هناك نظريتان إداريتان متعارضتان في شأن القائد الإداري:

الأولى : تنحاز إلى العوامل الوراثية وهي ذات نزعة ارستقراطية ، مفادها أن الإداري يولد إدارياً ولا يصنع ، فثمة أفراد يحملون معهم أثناء ولادتهم ( جينات ) القيادة أو الإدارة.

الثانية: تذهب إلى أن الإداري فرد عادي ولكن يمكن صنعه صناعة قيادية او إدارية بحيث يصبح بالترتيب والتمرين والممارسة الإدارية ، إدارياً ناجحاً .

فأي من النظريتين هي الأصح ؟

لا شك في أن النظرية الأولى غير صحيحة وهي تبرر الهيمنة الارستقراطية على بعض الطبقات الاجتماعية بمراحل تاريخية معينة ، فالفرد يولد في سائر الطبقات ذكياً أو غبياً أو متوسط الذكاء ويمكن أن نعسر على الفرد الذكي في طبقة فقيرة كما يمكن أن نعسر على مثليه في طبقة غنية والإداري هو من تصنعه.

ذاته الراغبة في امتلاك المهارات القيادية والإدارية

برامج التدريب الإداري الحديثة الفعالة

الأجهزة الإدارية بتشريعاتها ونظمها وممارستها التنظيمية والوظيفية والمالية والإدارية.

وثمّة ضرورة قصوى أن تكون لدى الفرد استعدادات نفسية كافية يرغب في نطاقها أن يكون إداريا ناجحاً، فإذا سلك مسلك الإداري فانه يتعلم من خلال البرامج التدريبية من جهة أو الممارسات العلمية من جهة أخرى ، أصول الإدارة وأسلوب اتخاذ القرار السليم ، وكيفية تسيير الآخرين والتأثير عليهم باتجاه تحقيق الأهداف العامة ، المسؤول عن تحقيقها في المنظمة أو المؤسسة أو الجهة الإدارية التي يريدها .

الإدارة علم أم فن ؟

انقسم علماء الإدارة في تكيفهم إلى قسمين متغايرين :ـ

الأول : يذهب إلى أن الإدارة علم شأنه شأن العلوم الطبيعية والكيماوية والرياضية ، بينما ذهب الثاني إلى أن الإدارة فن شأن البشرية ذات الصفة الفردية .

فأما الذين قالوا بأن الإدارة علم فقد أفادوا ا بأن ثمة مفاهيم ومبادئ ونظريات علمية هي التي يقوم عليها هذا العلم ، فوظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم ورقابة إنما تقوم على مبادئ علمية يسهل البرهنة الحسية على صحتها كما يذهبون إلى ثمة ضوابط نظامية هي التي تسير علم الإدارة سواء أن في مجال الدولة أو القطاع الخاص ، وما على الإداري إلا أن يتقن هذه المفاهيم والمبادئ العلمية كي يصبح ادرياً ناجحاً ، وهذا العلم يمكن تعلمه في معاهد التدريب الإداري كما تعلم العلوم الأخرى .

أما الذين ذهبوا إلى أن الإدارة فن فسيتدنون إلى أنها تتطلب جملة مهارات شخصية كحسن تسيير المرؤوسين ، واختيار القرار السليم في الوقت المناسب ويغالي هذا القسم من العلماء في هذا الشأن ويرى أن الإدارة فن فقط وليست علماً ، فهي تستند إلى مواهب شخصية ومهارات فردية هي التي تفسر نجاح هذا الإداري وإخفاق غيره مع تشابه المنظمات والظروف والمتغيرات .

والرأي الصحيح أن الإدارة ” علم وفن ” معاً  فهي علم يستند إلى مفاهيم ومبادئ ونظريات محددة في الكتب المتخصصة بهذا العلم ومن الضروري للإداري ان يستوعب أساسيات الإدارة ونظرياتها من أمهات الكتب الإدارية كي يلم الماماً طيباً بهذا العلم أما الجانب الفني من الإدارة فمفاده سلوك القائد الداري او رجل الإدارة الذي يؤدي إلى اتخاذ القرارات الصائبة وتسيير العاملين نحو تحقيق الأهداف العامة على أساس مبادئ الانتماء الوظيفي للمنظمة والرضا الوظيفي في العمل . والمشاركة في اتخاذ القرارات الجوهرية ( إستراتيجية )  ويكون أمام الإدارة العديد من الخيارات أو البدائل لاتخاذ القرار الأسلم او الراشد ، وعملية الاختيار في هذا الشأن تحوي جانب كبير من الفن .

كما أن الإداري ، حينما يخطئ الموظف يملك أن يعاقبه كما يملك أن يعفو عنه، والتصرف الصحيح سواء تضمن عقاباً او عفواً قرار يستند على فن التصرف الإداري السليم. وإذا كان الإداري يستوعب الجانب العلمي من الإدارة من الكتب الإدارية والبرامج التدريبية الإدارية ، فانه يستوعب الجانب الفني من العمل اليومي للإدارة ، أي من الممارسة العلمية ، إضافة إلى وجوب مراقبة القادة او الإداريين الكبار في المنظمة او المنظمات الأخرى ، وتحليل أسباب نجاحهم ، وكيف اتخذوا القرار السليم في موقف معين ، بينما اتخذوا قراراً آخر في موقف ثان ، لمجرد حصول متغيرات تتطلب وجوب أخذها في الحسبان .

إن الإدارة كمنظمة ( تشريعات وهياكل تنظيمية وأموال وانتقاء العاملين على أسس ومعايير علمية موضوعية ) هي علم ، بيد أن الإدارة كسلوك وقيادة واتخاذ القرارات هي فن ، ولكن بشرط ان تتوفر المعلومات الدقيقة والحديثة لغرض توظيفها التوظيف الأصح .

المعلومات هي علم… وحسن التوظيف فن

صفوة القول في هذا الشأن أن الإدارة هي علم شأن العلوم البحتة ، وهي فن في هذا الوقت ذاته لأنها مهارات وخبرات شخصية انطلقت من العلم وتصرفت بفن .

الوظائف الإدارية

من الضرورة العلمية للإداري الناجح أن يتعرف ولو بصورة موجزة على الوظائف الإدارية إذ أن الإدارة كعلم تستعين بوظائف محددة يختلف علماء الإدارة والباحثون في تعداده إلا أن الحد الأدنى المتفق عليه بين هؤلاء هو ثلاث وظائف هي التخطيط ، التنظيم، الرقابة وفيها يلي بياناً موجزاً: ـ

أولا: التخطيط

التخطيط  : استخدام الموارد المالية والبشرية والفنية ( الخبرات ) لتحقيق أهداف محدودة وكلما تم ترشيد الاستخدام وإحسانه كان التخطيط علمياً فيما إذا توافرت بقية العوامل الأخرى والتخطيط العام في المنظمة حصيلة أنواع من التخطيط .

التخطيط المالي ( استثمار الأموال ، وإعداد الموازنات، .. الخ )

التخطيط الإداري ( الموارد البشرية أو القوى العاملة ، وسياسات القرارات الإدارية ، اجتذاب أكفاء العاملين واستبقائهم بحوافز مالية ومعنوية ، الخ …)

التخطيط الإنتاجي والفني : ( وهو تخطيط الخدمات في المرافق الاقتصادية والتجارية والمصرفية ).

والخطة عادة سنوية المدة إلا انه يمكن التخطيط لخطة ثلاثية أو خماسية . أما الخطة السنوية فيمكن شطرها إلى نصفين مدة كل ستة أشهر أو أربعة أقسام فتكون خطة فصلية ، أو خطط فصلية . وثمة خطة شهرية أو أسبوعية وحينئذ تسمى      ( برنامج) وكلما كانت الخطة قصيرة المدى كانت عوامل نجاحها أوفر ، وإذ يصعب أحياناً التنبؤ بالمتغيرات المستقبلية .

والخطة عبارة عن أموال وأدوات تنفيذية وأهداف مستقبلية . وأي خلل في واقعية الخطة ،أو كمية الأموال المطلوبة ،أو طبيعة الآليات والإجراءات التنفيذية ، أو واقعية الأهداف ، فانه يؤثر على بقية العناصر الأخرى ومن المستحسن تشديد التناغم والتنسيق بين أطراف الخطة أو عناصرها ، واهم مبدأ يحكم الخطة العلمية هو الواقعية فيجب أن تنطلق الخطة من الواقع بكل موارده البشرية والمالية والتنفيذية  كما أن الأهداف تنطلق أيضاً من الواقع وإلا أصبحت أهداف خيالية يستحيل تطبيقها.

 

  ثانياً : التنظيم :

كل موارد المنظمة المالية والمادية والبشرية والفنية تحتاج إلى حسن ترتيب وتنظيم ، فوضع الشيء مكانه هو التنظيم بعينه .

ويتطلب التنظيم وضع هيكل تنظيمي للوحدات التنظيمية التي تتألف منها المنظمة أو المؤسسة ، ثم إجراء تنسيق، واتصالات بين هذه الوحدات التنظيمية ، كي يتم التكامل في أعمالها ، ثم نحدد الوظائف التي تقوم بها هذه الوحدات كما نحدد الموظفين الإداريين والتقنيين والتنفيذيين الذين يقومون بوظائف كل وحدة تنظيمية، وذلك في ضوء توصيف للوظائف من حيث أهميتها فهناك وظائف إدارية ورواتبها (أجورها) ومسؤولياتها ، ويتم ترتيب هذه الوظائف حسب أهميتها فهناك وظائف إدارية عليا وتحتها وظائف إدارية وسطى ، ومن القاعدة الوظائف الفنية               ( المهندسين ، الأطباء ، المستشارين ،القانونيين ، الإداريين الماليين مثلا ). إن التنظيم الإداري أو المنظمة أو المؤسسة يشتق من نظامها أو تعليماتها ويشمل الهيكل التنظيمي وترتيب الوظائف وتوصيفها ووظائف الوحدات التنظيمية ومسؤوليات وواجبات القائمين على أعبائها.

ويحتاج التنظيم الإداري للمنظمة أو المؤسسة إلى إعادة نظر كل ثلاث سنوات كحد أقصى ، إذ أن الكثير من الخلل الإداري يعود سببه إلى سوء التنظيم، ومن ثم فإن إعداد التنظيم يتتبعه إعادة التنظيم كلما اقتضى الأمر ذلك فيجب ن يقرن التنظيم ب‘عادة التنظيم إذ أن أي خطأ في التنظيم أو ظهور مستجدات على التنظيم الحالي يقتضي إعادة التنظيم .

ثالثاً : الرقابة

الرقابة هي جملة أساليب ومعايير موضوعية تهدف إلى التحقق من أن الأهداف يتم تحقيقها بصورة صحيحة وبعبارة أخرى فإن الرقابة تهدف إلى أن خطة المنظمة او المؤسسة يتم تنفيذها وفق الأهداف المرسومة .

وأي تباين بين التنفيذ والأهداف يعني أن ثمة خطأ يجب تداركه ، اللهم إلا في حالة إذا كان التنفيذ أو العائد أو المردود أكثر من الأهداف حجماً ونوعاً .

ويباشر الإداري رقابة مباشرة على العاملين معه ويعاونه في ذلك جهاز متخصص بالرقابة الداخلية خصوصاً في المسائل المالية والحسابية .

ولكي تكون الرقابة علمية وصحيحة ومنتجة فيجب اعتماد عدة مبادئ او إجراءات ضرورية أبرزها :

وضع معايير موضوعية عامة للأداء بحيث نقيس الناتج أو العائد أو الأداء بميزان موحد يطبق على جميع الحالات والظروف والأشخاص.

تجنب الإكثار من الأجهزة الرقابية الداخلية درءاً للتكرار ومنعاً للتضارب في الاختصاص وتلافياً للضغط  في الأداء الوظيفي الرقابي.

جعل مفهوم الرقابة للتصحيح والتقويم لا سيفاً رهيباً يسلط على رقاب العاملين بمناسبة أو دون مناسبة.

محاولة تصحيح الخطأ في بداية نشأته وتجنب تركه دون علاج فيصعب علاجه أو يستحيل ذلك . فالخطأ أو الخلل في بدايته يكون صغيراً أو محدود الأثر السلبي ، ولكن إذا ترك يستفحل ويتوغل وينشر آثاره السلبية وحينئذ يصبح علاجه أمراً ليس في الإمكان.

إذا تبين من الرقابة ثمة أداء ممتاز أي عمل ابتكاري فإنه مكافأة من اوجب الوجائب ، فالرقابة لا تهدف إلى تحديد الأخطاء فحسب وإنما تحديد صور الأداء المتميز والأفكار الجديدة القابلة للتنفيذ.

المهارات العامة  لمسؤولي  الإدارة

أ-المهارات النفسية

ب- المهارات الأخلاقية

ت- المهارات الثقافية

ث- المهارات السياسية

ج- المهارات القيادية

ح- المهارات الإدارية

يحتاج الإداري إلى جملة المهارات السابقة وسنتناول كل منها :ـ

المهارات النفسية

أولا الشخصية :

إن مكونات الشخصية هي:ـ

النواحي الجسمية

النواحي المزاجية

النواحي البيئية

النواحي العقلية والمعرفية

النواحي الخلقية

إن الشخصية هي حصيلة الصراع بين العوامل الوراثية والمكتسبة ، وان شخصية الإداري إذا فقدت دفئها الإنساني وحرارتها الوجدانية وعنفوانها الأخلاقي تغدو شخصية متحجرة لا تصلح لأي ميدان .

ثانياً الصفات :

  1. تتلخص خصائص الإداري الناجح فى الأتى  :ـ
  2. الكفاءة الشخصية في تحمل المسئولية واتخاذ القرار .
  3. القدرة على النقد والموضوعي البناء .
  4. اتصافه بالعدالة في تعامله مع الموظفين.
  5. النضج الاجتماعي ورحابة الصدر .
  6. القدرة على تكوين العلاقات الإنسانية مع الموظفين والإداريين الآخرين.
  7. أن يكون قدوة لمن يعملون معه في السلوك الحسن والالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات.
  8. أن يتمتع بالنشاط والحيوية وحب العمل
  9. أن يتمتع بروح وطنية وشعور عام وإيمان ديني .

وهذه الخصائص يمكن تصنيفها إلى : ـ

الخصائص الإنسانية

الخصائص الفنية

الخصائص الفكرية

ثالثاً : الثقة بالنفس

إن الثقة تعني :ـ دعماً للمبادئ الإدارية والعمل الإداريو الحيطة من الأزمات التي يضعف إزاءها بعض الإداريين بفعل اعتقاده ان طريق العمل الإداري مفروش بالورود .

من أين تأتي الثقة بالنفس ؟

أنها تأتي من التثقيف والتثقيف الذاتي فليس إحساس المرء بسلامة موقفه ورأيه كافيان لتشكيل هذه الظاهرة الفردية ، وإنما يجب :ـ

هضم الأفكار النظرية بشأن منظومة الإدارة

استيعاب المواقف السياسية والاجتماعية .

دراسة طبيعية المتغيرات المتلاحقة في علم اليوم .

كل هذه تؤهل المرء كي تكون ثقة بنفسه مستمدة من أصول فكرية واجتماعية فالثقة بالنفس لا تعني :ـ

العناد في الرأي كصورة التثبيت به ، دون التيقن من سلامته.

التحيز في المواقف دون إدراك مخاطر الجمود

الاستغناء عن استشارة الخبراء والمجربين .

رابعاً : الثقة بالآخرين :ـ

تعني الثقة بالآخرين تشييد جسور الامتداد معهم ، فبدلاً من أن تسود رذائل سوء الظن ، والغرور، والكبر ، والعجب، والاستخفاف … يتعين منح الآخرين ثقتنا ، وهي عنوان مودتنا ورمز احترامنا ، ومتى لاحظ هؤلاء أننا نغمرهم بهذا الشعور النبيل فإنهم يطلقون العنان تجاهنا لمشاعرهم الايجابية .

 

خامساً : الرعاية النفسية للموظفين :

يتعين الاهتمام بكل فرد أو موظف وخلق وعلاقات مودة ومحبة بين الطرفين ، فحينما ينادي القائد الإداري الناجح احد الموظفين باسمه الأول ، يدرك هذا أن اسمه محفوظ في ذهن هذا الإداري ، وهذا يخلق ارتياحاً نفسياً لصاحبه .

أن المرح والدعابة مع أي فرد من المجموعة ينزع المناخ السلطوي والبيروقراطي الذي يخلقه واقع الإداري المتسلط أو الفاشل.

إن اللغة المشحونة بالمودة وابدأ الشكر فيما إذا تطلب الحال ذلك هي من سمات الشخصية الإدارية الناجحة .

إن الإداري الناجح الذي يوفر انسجاماً فنياً بينه وبين أفراد المجموعة من الموظفين من جهة أخرى أقدر على تحقيق الأهداف والبرامج المرسومة .

ب- المهارات الأخلاقية:  

ثمة قيم أخلاقية من اللازم أن يؤمن بها الإداري ويطبقها ، كما ثمة مهارات متولدة من تطبيق المبادئ والفضائل على نفسه واعتياده عليها كسلوك ذاتي تلقائي ، وابرز هذه المهارات هي:ـ

  • أ‌- الالتزام بالسلوك النقي
  • التخلق بفضائل الشرف والاستقامة والأمانة
  • التحلي بأخلاقيات المروءة الإنسانية
  • ضرورة التعامل وفق معايير موضوعية محددة .
  • الحفاظ على أسرار الموظفين

ت-المهارات الثقافية :

يحتاج الإداري الناجح إلى قدر من التعمق بالثقافة العلمية والاجتماعية والإنسانية ، فالإداري كي يصبح ناجحاً عليه أن يقرأ بعض الكتب المتخصصة التي تمده بثقافة تفيده في عمله المهني ومن ذلك :ـ

  1. علم القانون:

يجب أن يأخذ فكره موضوعية شاملة عن العلم القانوني في : ( القانون الدولي العام ، القانون الدستوري ، القانون الجنائي ، التشريع المالي والضريبي ، القانون التجاري) 3-علم السياسة : يفترض أن  يتعرف على المؤسسات السياسية الحكومية والأهلية مثل : البرلمان ، السلطة السياسية ، الأحزاب ، الصحافة ، النقابات ، مؤسسات المجتمع المدني الأخرى )

  1. 3. علم الاقتصاد

من الضروري أن تكون لدى الإداري فكرة عن النشاط الاقتصادي : ( الإنتاج ، الاستثمار، الأسهم ، البطالة، الناتج القومي، الدخل القومي، الاستهلاك، النقود الربح)

  1. 4. علم الاجتماع

من الضروري أن تكون لدى الإداري ثقافة اجتماعية كي يتعامل مع الموظفين بمختلف مناشئهم الإقليمية والاجتماعية ، فعلم الاجتماع يدرس المؤسسات الاجتماعية ، والأنشطة الاجتماعية ، والقيم والتقاليد الاجتماعية ، وتطور المجتمعات والتغيير الاجتماعي ، والسيرة الاجتماعية بوجه عام .

5.الدين والأخلاق:

هذان المصدران يشكلان قيم المجتمع ومنظومته الروحية والمعنوية ، ومن المحبذ تشجيع القيم الدينية والأخلاقية لأنها تحث على العمل والإخلاص والصدق والعدالة وهي فضائل مطلوبة في العمل الإداري والعمل التنفيذي .

ث- المهارات السياسية:

إن أهم المهارات السياسية هي الإيمان بالديمقراطية والشورى والصدق في تطبيقها عملا ، فالديمقراطية تعني ثقة الإداري بقدرات العاملين ، وتصنع من الإداري قائداً فهي الجانب التطبيقي لصنع القائد.

 المهارات القيادية

أنواع القيادية :ـ تتنوع النواع القيادات :

أولا: القيادة الفردية

أ- القيادة التسلطية أو الديكتاتورية

هو القائد الذي يتميز بمركزية السلطة المطلقة ، ويستخدم التهديد والعقاب ، لذلك ينعدم الإبداع والشعور بالمسئولية .

ب-القيادة الأطقراطية:

هو قائد نشيط وفعال ، يتميز بمركزية السلطة ولكنه يحاول إقناع المرؤوسين بأحقية وجه ة نظره ، وان قراره متخذ من خبرات طويلة .

ت- القيادة الموقفية ( الظرفية ) :

هو القائد الذي يستطيع تعديل أسلوبه وتكيفه بما يتلاءم مع الجماعة أو الموقف ويكون ديكتاتورياً في موقف وديمقراطياً في موقف آخر .

ث- القيادة التوسلية أو الفوضوية

هذه القيادة تتيح للمرؤوسين أن يسيروا أنفسهم بأنفسهم ، دون تدخل من القائد بقدر ما يصاحبها انخفاض مستوى الأداء او الانجاز او الإنتاج نتيجة الكسل الذي يسيطر على المرؤوسين واللامبالاة .

ثانياً :القيادة الجماعية

قيادة المجلس أو اللجنة :

هي جماعة من الأفراد يطلق عليها مصطلح ( مجلس ) أو ( لجنة ) أو (هيئة) حين يتخذ القرار بالإجماع أو الأغلبية ، وهناك شخص واحد مفوض من قبل المجلس ومسؤول عن تنفيذ القرارات التي يتخذها المجلس .

ب- القيادة الديمقراطية

القائد فرد واحد يشرك الجميع بمسؤولية اتخاذ القرار ، يقدم نتائج ذهنه ويستقبل نتائج ذهن الآخرين برحابة صدر ، لتحقيق الصالح العام والأهداف المرسومة .

نظريات القادة:

نظرية السمات الشخصية

ترى هذه النظرية وجود خصائص قيادية لدى الشخص الذي يصلح كي يكون قائداً:ـ

جسمية ( فسيولوجية ) : تتعلق بشكل الجسم والوجه ونبرة الصوت والوسامة .

نفسية : كالثقة بالنفس والقدرة على المبادأة والحماس والنضج الاجتماعي.

ذهنية : كالذكاء والقدرة على التفكير والشجاعة.

وهذه النظرية هي التي ترى أن القائد يولد ولا يصنع.

2.النظرية الموقفية :

ترى أن الفرد ينجح ويصبح قائداً إذا استطاع استغلال الموقف واستثماره على نحو أفضل أي أن أساس هذه النظرية هي القدرات الشخصية للقائد في التعامل مع الموقف ، فالقيادة هي حسن التصرف وفق الظروف والمواقف .

3.القيادة التفاعلية :

ترى أن القيادة الناجحة هي مخرجات لموقف وقدرات إنسانية متفاعلة معه ، أي مزج الموقف والقدرات المتميزة للإداري فحسن التعامل هو الذي يخلق من الإداري قائداً .

والقائد الفعال من وجهة نظرنا ، هو القائد الموقفي بمعنى انه القائد الإنساني الديمقراطي الأخلاقي الذي يعبر عن هذه القيم والمبادئ العليا ، وهو قائد حاسم أو فردي او ديكتاتوري إذا تطلب الأمر معالجة الموقف فوراً.

عوامل إنجاح العملية الإدارية :

أولا: التخطيط

يعتمد القائد الإداري في عمله على التخطيط العلمي الحديث فتتضمن الخطة :

خطة العمل الأسبوعي ، والشهري ، والسنوي .

تحديد أماكن اللقاءات اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية ويتم وجود القائد في مكتبة أو بين الموظفين في زيارات ميدانية وذلك لغرض حل المشاكل واكتشاف المعوقات أمام العمل الإداري .

تصنيف القادة الذين في المستويات الوسطى  والصغرى الذين يشرف عليهم من حيث طاقاتهم  الإنسانية وقدراتهم العلمية ومثابرتهم على العمل الجاد النافع .

وضع الحلول لبعض القضايا الإدارية الخاصة بالأبنية أو المواصلات أو الاتصالات

تنظيم الندوات واللقاءات طبقاً لأحدث الأساليب العلمية.

عقد لقاءات بين قادة المستويات الإدارية المختلفة، وذلك لتبادل الخبرات والمعلومات أو لوضع إستراتيجية مستقبلية للعمل.

وهناك عناصر أساسية يجب توافرها في التخطيط الجيد هي:-

  1. أن يكون التخطيط مرن، يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة
  2. أن يكون التخطيط شامل ومستمر
  3. أن يكون التخطيط دراسة شاملة للوسائل والإجراءات بعناية ودقة
  4. أن يكون التخطيط له أهداف رئيسية بارزة
  5. أن يكون التخطيط مراعيا الظروف الاقتصادية والسياسية والثقافية

ثانيا : تقويم العملية القيادية :

تهدف عملية التقويم إلى تحديد مدي كفاءة القائمين بالقيادة الإدارية للمستويات العليا والوسطي والدنيا. وتتم عملية التقويم عن طريق إصدار أحكام على قيمة التغيرات المختلفة التي تحدث في البرنامج الإداري، رصد القرارات التي أتخذها بصورة مغلوطة أو التي تم إلغاؤها بواسطة سلطة إدارية عليا أو حتى سلطة قضائية، ثم بيان عدد المشكلات التي تحدث بينه وبين بقية الموظفين، فادا كانت الأمور تسير بصورة طبيعية وجيدة فهذا يعني أنه إداري ناجح حقاً وصدقاً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المهارات الإدارية الخاصة

سنكتفي بماهرتين هما :

إدارة الاجتماعات

إدارة الوقت

أولا: إدارة الاجتماعات

يدير القائد الإداري اجتماعا أو لقاءاً أو ندوة مع الموظفين الذين يقودهم لبحث بعض الموضوعات تستدعي التداول في شأنها، والتواصل إلى فهم مشترك، ومن ثم اتخاذ القرار اللازم، كذلك يجب الالتزام بموعد الاجتماع، لأن تأخر القائد يعطي انطباعا بأنه لايحترم الوقت الاحترام الكافي.

ومن الضروري أن تخضع الاجتماعات للضوابط النظامية الآتية:-

  1. وجود قائمة بالموضوعات التي سيتم التداول في شأنها
  2. أن يتاح للجميع حرية النقاش
  3. ألا يكون الاجتماع مجالا للطعن بالغير، والثرثرة، واستعراض الثقافة الشخصية، فعلي القائد إنهاء هذا بحسم وحزم
  4. أن لا تطول مدة الاجتماع، ولاتقتصر فخير الأمور أوسطها.
  5. تقديم المشروبات المنبه كالشاي والقهوة أو الفواكه وبعض الاجتماعات تنتهي لغداء أو عشاء عمل.
  6. استخدام سجل لتدوين المداولات والقرارات والتوصيات المتخذة لتوثيقها وسهولة العودة إليها مرة أخري.

 

ثانيا : إدارة الوقت :

الوقت عنصر من عناصر الإنتاج، غير أنه عنصر غير قابل للتخزين، فما متاح عندنا منه لانستطيع الاحتفاظ به ، كما أن مامضي منه لايمكن استرجاعه، ومن هنا جاءت أهمية الوقت، وأول مايجب عمله هو رصد مجالات هدر الوقت أو مايسمي بمضيعات الوقت وهي:-

المكالمات الهاتفية:-

إذ أن الإداري ينشغل بأمور متعلقة بإداراته، ولكن الهاتف يرن فجأة فيقطع سلسلة أفكاره، أو يشغله عن مواصلة إتمام المشغول به في تلك اللحظة ويعالج ذلك عن طريق إناطة تنظيم ذلك بواسطة السكرتير أو أمين المكتب.

الزيارات المفاجئة:-

أحيانا يزور الإداري أشخاص من أهله أو معارفه أو من إدارات أخري دون أن يكون لديهم عمل رسمي أو عمل متعلق بالمنظمة التي يقودها هذا الإداري، ويعالج ذلك عن طريق تنظيم الزيارات ومن ثم يعرف الإداري مسبقا بهذه الزيارات.

تراكم الأعمال:-

في الأغلبية الأعم يركز الإداري العربي الصلاحيات والسلطات بيده ولا يلجأ إلى تفويضها جزئيا على مساعديه أو معاونيه، وحينئذ ينشغل بأمور روتينية أو عادية علي حساب الأمور التخطيطية والتنظيمية والإشرافية والرقابية ومعالجة مثل هذه الحالة تتمثل في تفويض الرئيس لجزء من صلاحياته وسلطانه لمساعديه، ويتفرغ للمسائل الأهم.

 

ويمكن تنظيم الوقت وإدارته عن طريق ما يلي:-

تبسيط الإجراءات الإدارية:

تنظيم الوقت الأسبوعي للإداري، عن طريق تخصيص يوم أو يومين لسياسة الباب المفتوح، وبقية الأيام فثمة مدير مكتب يمنع دخول احد إليه طالما يكون مشغولا بالتفكير بمسائل حيوية أو سرية أو مستعجلة ، ففي هذه الأوقات ينعزل الإداري عن الآخرين .

تحديد القرارات أو المسائل التي يختص في النظر بها على استقلال ، وتكوين بقية القرارات والمسائل من اختصاص المساعدين والمعاونين .

النظم الإدارية:

يحتاج الإداري الناجح إلى معلومات ، فما هي المعلومات ؟

تنقسم إلى بيانات وحقائق : فالبيانات يغلب عليها الطابع الرقمي فهي بيانات غير محللة.

أما الحقائق فهي أرقام جرى عليها تحليلا لاستخراج نتائج منها تسمى الحقائق، ويجب أن تتصف المعلومات بموصفتين جوهريتين هما : ـ

الحداثة : تعني أن المعلومات هي احدث ما وصل إلينا من معلومات وأنها ما زالت حديثة وواقعية .

الدقة : أي مصداقية المعلومات وليست ناقصة أو مشوهة أو مبتورة لذلك يجب تحديث المعلومات يومياً أو شهرياً او أسبوعيا أو سنوياً وفق مضمونها .

 

أساليب توثيق المعلومات :

أسلوب التوثيق اليدوي او البدائي ، حيث تحفظ البيانات والحقائق في ملفات مقسمة وفق نوع هذه المعلومات

أسلوب التوثيق الالكتروني باستخدام الحاسوب وحفظ المعلومات وتبويبها وتصنيفها واسترجاعها بأقصى سرعة .

2 . نظام الاتصالات:

عملية الاتصال هي تبادل المعلومات والأفكار والحقائق بين العاملين .

أنواع الاتصالات:

الاتصال المباشر : وتبدأ من فوق فتسمى الاتصالات الرأسية ومن تحت فتسمى الاتصالات القاعدية .

الاتصال غير المباشر : وهي اتصالات من فوق او من تحت عن طريق وسطاء يشغلون وظائف في المستويات الوسطى .

طرق الاتصال :

أ-الطريقة الشفهية : يتم الاتصال بصورة فردية أو جماعية مثل إدارة او لجنة إدارية او فنية او استشارية او تنفيذية .

ب- الطريقة التحريرية او الكتابية: وتتخذ الأشكال الآتية :ـ   

– التعليمات والتوجيهات الإدارية :ـ

– المذكرات .

– التقارير .

– التظلمات والشكاوي

ت- الطرق المصورة : وتتخذ الأشكال التوضيحية والأفلام ، والحاسوب والتقنيات الحديثة المتطورة .

  1. نظام الحوافز:

هناك ثلاثة عوامل تحدد السلوك البشري ، وهي :ـ

سبب او دافع منشئ للسلوك.

هدف يسعى الفرد إلى بلوغه وهو يسلك سلوكاً إنسانيا معيناً .

قوة دفع توجه السلوك بعد أن تثيره إلى تحقيق الهدف .

فالحوافز :هي وسائل الإشباع السلوكي ، وهي تحث العمال والموظفين إلى العمل بكل قواهم الجسدية والعقلية لتحقيق الأهداف المرسومة .

أنواع الحوافز:

الحوافز المادية والمعنوية : الأجور والمشاركة في الأرباح حوافز مادية ، أما الحوافز المادية المعنوية الأجور والمشاركة في الأرباح حوافز مادية ، أم الحوافز المعنوية مثل المشاركة في وضع القرارات ، تقبل الأوسمة  والألقاب وتلقي كتب الشكر والتقدير من السلطة العليا .

الحوافز السلبية والحوافز الايجابية : السلبية مثل إعفاء الموظف من التوقيع في سجل الحاضرين ثقة به ، ومثل حرمان الفرد من الزيادة السنوية للراتب ، والعقوبات التأديبية.

الحوافز الفردية والحوافز الجماعية : الفردية مثل مكافأة لجهود وإخلاص الفرد او ابتكاره نظام للارتقاء بالجودة او تقليل التكاليف ، أما الجماعية فتدفع للمجموعة العاملة بسبب إسهامها الجماعي في رفع الإنتاج .

ومن الضروري أن يقدم الإداري هذه الحوافز بطريقة عادلة ، وان يكون نظام الحوافز ثابتا ومتناسقا مع الجهد المبذول .

  1. نظام التأديب

يتعامل القائد الإداري مع نظام التأديب باعتباره نظاماً يكفل هيبته ويضمن تنفيذ أوامره ويؤمن انتظام العمل ، فكيف يتعامل القائد مع هذا النظام ؟

من الضروري ألا يعد التأديب سيفاً مسلطاً على رقاب العاملين ، ولكن الاستخدام العلمي العادل له إذا كان الموظف مستهتراً أو عنيداً أو عائداً للذنب دون اكتراث فيجب اللجوء إلى معاقبته عقاباً عادلاً دون تردد .

قد يكشف الخطأ الذي ارتكبه الموظف إحدى الحالات:ـ

  • أ‌- حداثة العهد بالعمل.
  • ب‌- حسن النية الافتقاد للخبرات الميدانية
  • ت‌- سوء تنظيم العمل

حينئذ يجب تفهم الظروف ، دون اللجوء للعقاب والعمل على :

  • أ‌- إعادة التنظيم الإداري
  • ب‌- توعية الموظف بإجراءات العمل وأصوله
  • ت‌- تدريب الموظف وتزويده بالخبرات الفنية المطلوبة .
  • ث‌- من الضرورة أن تتناسب الجريمة او الخطأ مع العقوبة .

لا ينبغي أن تكون العقوبة (عورة) في ملف الموظف وإنما من الضروري رفعها عند مرور سنة ولم يعاقب خلالها بأية عقوبة أخرى .

من الضروري أن توقع قبل عقوبة الطرد أو الفصل تنبيه يتيح للموظف الدفاع عن نفسه .

إذن التأديب وسيلة للإصلاح ، وانتظام العمل وليس غاية بح ذاته ، ويتعين استخدامه بحذر وبأقل قدر ممكن .

  1. نظام العلاقات العامة :

هي وظيفة إدارية تهدف التكوين اتصال المنظمة بالمستفيدين من نشاط الأهداف

 الأهداف :ـ

إيصال أهداف وسياسات المؤسسة للجمهور المستفيد من نشاطها .

إيصال أهداف وآراء الجمهور لا دارة المنظمة .

تحقيق رضا أفراد الجمهور من نشاط المنظمة

توجيه نصائح لإدارة المنظمة بما يحقق لها أهدافها .

الوظائف :

مباشرة النشاط العلمي .

تخطيط إعلانات المنظمة.

الاهتمام بما ينشر في وسائل الإعلام ويتعلق بنشاط المنظمة .

تهيئة المنشورات والكتيبات أو الملصقات الملونة وعقد المؤتمرات ، والندوات والأفلام التسجيلية ، لإبراز نشاط المنظمة .

تحقيق أنشطة ترفيهية لأفراد المنظمة ، لخلق مناخ إداري منفتح .

تنظيم استقبال الزائرين وتحقيق أهداف زيارتهم بسرعة وكفاءة .

إطلاع إدارة المنظمة على أي شكاوي يقدمها الجمهور سواء نشرت في أجهزة الإعلام او قدمت باليد .

تنظيم المعرض المحلية والإقليمية والعربية والدولية.

استقبال الصحفيين وتزويدهم بالحقائق والمعلومات المطلوبة.

يفترض ثمة قسم للتوثيق والمعلومات ، ومكتبة تزود العاملين بالمهارات الفنية او المعلومات والحقائق الجديدة .

الإشراف على الاحتفالات التي تقام في المنظمة

ولاشك أن الإداري الناجح أحوج إلى نظام العلاقات العامة ، فمن خلاله يستطيع توطيد علاقته مع العملين والجمهور ، فهي تزوده بالمعلومات الضرورية كما أنها تفتح المعلومات لأجهزة الإعلام .

نظام صنع القرارات الإدارية :

  • أ‌- مراحل صنع القرار :ـ
  • ب‌- مرحلة وجود مشكلة أو حالة : تظهر في المنظمة يومياً مشكلات او حالات فمن المشكلات:ـ
  • ت‌- انخفاض الروح المعنوية .
  • ث‌- كثرة الغياب .
  • ج‌- وجود اختلاس.
  • ح‌- حدوث عطل في آلة العمل.

ومن الحالات :ـ

حصول أرباح إضافية

الرغبة في فتح فرع جديد أو خدمة جديدة .

ويجب التعامل مع المشكلة أو الحالة سواء كانت سلبية أم ايجابية من حيث نوعها وحجمها ومدى تأثيرها على أعمال وأهداف المنظمة .

ب- مرحلة جمع البيانات والحقائق وتحليلها :ـ

أ- تعنى معرفة حقيقية المشكلة أو الحالة ، هل هي سياسية أو اقتصادية او تجارية او اجتماعية او إدارية او نفسية ، ويجب تحليلها إلى أجزائها الصغيرة وإدراك العلاقات بين هذه الأجزاء والظروف التي تؤثر فيها .

ت- مرحلة اكتشاف او توفير بدائل او حلول جاهزة :ـ

لكل مشكلة أكثر من حل فيجب توفير البدائل كي تتسع حريتنا في تحليلها واختيار البديل الأفضل من بينها .

ث- مرحلة اختيار البديل الأفضل :ـ

يتم فحص البدائل وغربلتها للاستقرار على البديل الأمثل ، فالبديل الأمثل هو الحل الذي يتضمن ايجابيات أكثر من السلبيات ، او يكون المردود الاقتصادي او المالي هو الأكبر ، او البديل القادر على تحقيق الأهداف او البديل الذي يخلو من أضرار مستقبلية او آثار سلبية ترافقه .

ج- مرحلة التنفيذ والمتابعة:

بعد اختيار البديل الأمثل ، نقوم بتنفيذه ، ومتابعة ماحققه لأنه من خلال التنفيذ والمتابعة يتضح لنا أن كل القرار المتخذ هو الأفضل أم لا فيجب تغييره او الاستمرار عليه .

* إن عملية صنع القرار الإداري تعتمد بالنسبة للإداري على خبراته ويكون ناجحاً بقدر ما يستفيد من عثراته أخطائه ، وكلما كان دقيقاً ويقظاً كانت قراراته أدنى إلى الرشاد .

نظام الرقابة :ـ

الرقابة هي مجموعة عمليات تهدف إلى التأكد من أن العمل يجري طبقاً للأهداف المرسومة ويمكن تقسيم الرقابة إلى ثلاث صور مستقلة :

  1. الرقابة السابقة :

أي يقوم الجهاز الرقابي بالموفقة على التنفيذ قبل المباشرة فيه للتأكد من انه جزء من الأهداف .

  1. الرقابة المتزامنة:

وهي مواكبة العمل خطوة بخطوة للتأكد من انه يجري طبقاً لما هو جرى الموافقة عليه .

  1. الرقابة اللاحقة :

فحص العمل بعد إتمامه للتأكد من انه تم وفق الخطة المرسومة .

ولا تهدف الرقابة الحديثة إلى اكتشاف الأخطاء بعد وقوعها ، وإنما الحيلولة دون وقوعها .

خطوات الرقابة المستقلة:ـ

*وضع معايير للأداء .

*قياس الأداء الفعلي .

*مقارنة الأداء الفعلي مع المعايير الموضوعة .

*تحليل الانحرافات السلبية والايجابية .

*العمل على تصحيح الانحرافات.

إن الإداري الناجح يكون على اتصال مباشر بالوحدة الرقابية في المنطقة ، إضافة إلى انه يباشر صور من الرقابة كعملية إدارية تعد جزءاً من وظيفته القيادية ، فالرقابة تزود الإداري بالمعلومات والحقائق التي تساعده في اتخاذ القرار الإداري السليم .

أهمية تطوير طرق اختيار القيادات الإدارية

بعض المديرين لا تظهر فيهم المميزات ولكنها كامنة تظهر إذا وضع الواحد منهم على المحك ومثل هؤلاء هم الذين ينجزون العمل إذا وجدوا تحت قيادة إدارية ناجحة  او إذا تولوا العملية الإدارية بأنفسهم وفي المقبل هناك أناس انقياد يون لا يستطيعون عمل أي شيء ذي شأن دون توجيه وطلب بالتنفيذ وهؤلاء في الغالب ينفذون الأوامر كما جاءت في أضيق الحدود  حتى لا يقعوا حسب وجهة نظرهم بالمحظور . أما الفئة الثالثة من هذه الفئات فإنها فئة معوقة ليس لديها المقدرة على القيادة الإدارية ومع ذلك يزعمون أنهم الأقدر والأكفأ ويتميز هؤلاء  بأنهم ليسوا سهلي الانقياد او التقيد بالتعليمات لذلك تجدهم في الغالب نشاز في كل شيء فلا هم في العير ولا في النفير . لذلك تعتبر هذه الفئة معطلة لكثرة مشاكلها واعتراضاتها وعدم الانسجام مع النظام العام في الإدارة . أما الفئة الأخيرة فإنها فئة الكسالى والمتسببين الذين لا يلتزمون بالحضور ولا يلتزمون بالأوامر وتنفيذها ولذلك فإنهم عالة على الإدارة والعمل والإنتاجية .

وإذا راجعنا السلوك العام لتلك الفئات كل على حدة نجد أن كلا منها يعكس ما فطر عليه او اكتسبه كل منهم خلال فترتي التربية في البيت والدراسة في مراحل التعليم المختلفة ، لكن ينقص الجميع صقل المهارات بالتدريب قبل الالتحاق بالعمل وخلاله مما يترتب عليه عدم المعرفة وبالتالي عدم الانضباط الإداري الذي يعكس إيجابا على كل من لديه طموح .

وهذا يعني أن التدريب يستطيع أن يصقل بعض المواهب ويقلل من بعض السلبيات لأن السلبيات في الغالب ناتجة عن جهل وعدم معرفة بالكيف ذلك أن المعرفة في الغالب تعتبر بحد ذاتها دافعاً للعمل بينما الجهل بالشيء  يعمل عكس ذلك .

وعلى أي حال فان الفئة الأولى وهي الفئة ذات المهارات والسلوكيات القيادية وكذلك أولئك ممن يطلق عليهم  القدوة لهم سلوكيات تفاعلية تجعل تصرفاتهم مقبولة لدى الآخرين يؤثرون في من حولهم ومعهم وفوقهم وأدنى منهم لذلك يوصفون بأنهم قادة فعالون وهذا مصداق للقول المأثور ( الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها أخذها ) ولذلك فان تلك الفئة تستخدم طرقاً وأساليب التفاعل والتعامل المرغوبة في الأفراد والجماعات  وهذا يعني أن أفراد تلك الفئة ونعني الشخصيات القيادية في الإدارة وغيرها لديهم موهبة خاصة ومخزون لا ينضب من المهارات وهذه المواهب والمهارات تنمو بالممارسة والفعل وردة الفعل ناهيك عن أن النجاح هو المفتاح الأول لتنمية ذلك المخزون من المهارات والمواهب . وهذا يعني أن التجربة ووضع الإنسان القادر على المحك هو الفيصل في المحك على مقدرته ومستوى أدائه .

وعلى العموم فان السلوكيات القيادية لا تحصى ولا تعد إلا أن أهمها يكمن في عدد من المهارات التي منها :ـ

أ-سلوكيات قيادية تساعد على تحقيق المهام والمسؤوليات ومنها التأكد من الفهم والاستماع إلى الآراء والاقتراحات وطلب المعلومات والاستعانة بالمستشارين الأكفاء ناهيك عن القدرة على الإنجاز والمتابعة .

ب- سلوكيات تساعد على بناء العلاقات الجيدة وتنميها وتشمل هذه الشفافية     والمكاشفة وتفهم وتقدير دور الأفراد وأوضاعهم ومشاعرهم مما ينمي لديهم روح           الانتماء للفريق .

على ان التدريب  يبرز السلوكيات القيادية لدى الأفراد الموهوبين كما انه يزرع تلك السلوكيات ويكسبها لمن لديه الاستعداد لتقبلها وتعلمها . وهذا يعني أن التدريب على رأس العمل للموظفين وتدريب القيادات الإدارية على الطريقة التي تتم بها معالجة ودراسة كثير من المشكلات العالقة سواء ما يخص برامج المتابعة والتطوير او إيجاد البدائل او تلك التي تخص مشكلات لمجتمع  لا تتم عن جهل فالمعرفة متوفرة وأعضاء المجالس واللجان كل منهم  يفتي في مجال تخصصه وكل منهم لديه تخصصه وكل منهم لديه الحماس والدافع لإحداث تغيير ايجابي لكن محصلة عمل بعض الإدارات او المجالس او اللجان محدودة لعدة أسباب لعل من أبرزها :ـ

– عدم قدرة رئيس المجلس او اللجنة على إدارة الحوار والنقاش بأسلوب يؤدي إلى نتيجة تكون من الأفكار محصلة تراكمية جيدة والسبب الرئيسي عدم قدرته على إدارة الجلسة وعدم تسلسل الأفكار لديه مما يجعله نهباً للمتحدثين .

– إن كثيراً من الأفكار التي تطرح في المجالس واللجان تمحو بعضها البعض ذلك ان موضوع الدراسة في الغالب لا تتم دراسته من قبل الأعضاء قبل حضور الجلسة والتحضير له بطريقة علمية مكتوبة ومبينة على مرجعية وتجربة ناجحة للآخرين إلا ما ندر مما يجعل كل منهم يقول ما يخطر بباله من آراء واقتراحات آنية ليست مبينة على تأن مما يجعل كل منهم يقترح ويدلي بآراء تتناقض مع ما يقوله الآخر وهنا يأتي دور المجاملة او الصدام فان كان المتكلم ذا خطوة تمت الموافقة والمباركة على آرائه حتى وان كانت غير ناضجة  وان كان صاحب الاقتراح اقل حظاً او له خصوم فان الأعين والألسن تظهر سلبيات اقتراحاته وتترك الايجابيات ناهيك عن أن المتحدثين والمشاركين في النقاش لا يبنون على أفكار بعضهم البعض بحيث إذا طرحت فكرة يتم التركيز عليها لكي تبعد السلبيات ويزاد في الايجابيات وذلك حتى تصبح الفكرة ناضجة ليس هذا فحسب بل إن المشكلة الكبرى تكمن في وضع جدول أعمال طويل يتحتم انجازه خلال فترة قصيرة ناهيك عن خروج النقاش في كثير من الأحيان عن مساره إلى مواضيع جانبيه ، والأدهى والأمر انه عندما يجتهد بعض الأعضاء ويضع مسوغات ودراسات وأفكار مرتبة يأتي من لم يكلف نفسه أدنى جهد حتى قراءة جدول الأعمال قبل الحضور وينسف ذلك العمل بطلب تشكيل لجنة أخرى لإبداء الرأي بتلك الدراسة ، او غير ذلك من الأساليب التي تضيع  الجهد وتقتل روح العمل وحماس المجتهد ، وبالتالي تتبخر محصلة تلك الاجتماعات والجلسات تخرج قراراتها هزيلة وعرجاء وإذا خرج بعضها بقرارات جيدة فان المرحلة الثانية وهي وضع آليات التنفيذ تصطدم بالمعوقات الروتينية من مالية وإدارية ناهيك عن تعارض بعض تلك القرارات مع مصالح بعض الجهات الأخرى وبالتالي يبدأ معول الهدم السلبي بالعمل لإيقاف التنفيذ او إبطائه والسبب في هذه الممارسات في الغالب غياب مهارات واليات صناعة القرار  ناهيك عن عدم تعلم أساليب وآليات الحوار والنقاش والبناء والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة . ان عملية اتخاذ القرار ليست عملية معزولة وليست عملية سهلة ذلك لأنها تتعدى الجهة المعنية بالقرار الى جهات أخرى بعض منها تتأثر بالقرار والبعض الآخر تؤثر في تنفيذه ولكل منها مصالحه ونظرته الخاصة الآنية والمستقبلية . ومثل تلك الإرهاصات تكون أكبر إذا تم التعامل مع أي مشكلة بعيداً عن إرهاصات وتبعاتها وجذورها ذلك أن كثيراً

من المشاكل يرتبط حلها بحل مشاكل أخري عالقة فلا يمكن حل مشكلة دون التفاعل مع المشاكل ذات العلاقة بها أو المترتبة عليها وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن حل مشكلة البطالة له ارتباط وعلاقة بمخرجات التعليم وتأثير العمالة الوافدة والأخير له علاقة بالجريمة وما يترتب على ذلك من مشاكل اقتصادية واجتماعية وغيرها من المشاكل التي تتراكم نتيجة عدم التعامل مع المشكلة من جذورها.

– إن المدير الناجح هو ذلك الواثق من نفسه المستنير بآراء زملائه ناهيك عن تقديره لكل انجاز مهما صغر كما أن المدير الناجح هو من يبني على ما أنجزه من سبقه وليس العكس، وهؤلاء ينطبق عليهم الشطر الأول من بيت الشعر السابق الذكر” وتصغر في عين الكبير كبارها”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محددات الإدارة في المؤسسات الاعلامية

أولاً:- الأهداف:

المقصود بأهداف المؤسسة تلك النتائج التي تطمح المؤسسة إلى تحقيقها بجهد أفرادها وإمكانياتها المتاحة وعلي سبيل المثال فان محطة إذاعية في بلد نام تسيطر عليها الحكومة وتوجهها وتهدف في العادة إلي ربط الإذاعة بالتنمية الشاملة للمجتمع يمكن إن يكون لها جملة من الأهداف التالية:

لتحفيز الجمهور لتحريك البلد سياسياً تجاه وحدة وطنية أو لتثير الجمهور ضد عدو خارجي أو لتحفز جماعة من اجل نشاط تنموي ذاتي.

لترشيد الجمهور حول الخدمات الاجتماعية المتاحة وتعلن عن إحداث هامة تهم الجمهور

لتعليم الجمهور حيث يمكن أن تقدم برامج تعليمية غير رسمية فيما يتعلق بحقول مهارات المعرفة أو حقول مهارات العمل.

لتغيير السلوك وخاصة بالنسبة للأماكن السكنية والريفية المعزولة.

الترفيه والتسلية.

كانت تلك خمسة أهداف يمكن أن تطالب بها الإذاعة كمؤسسة إعلامية تحقيقاً لصالح المجتمع. وهذه الأهداف في حقيقة الأمر يمكن تقسيمها إلى قسمين

( أهداف إستراتيجية) و( أهداف تكتيكية).

أهداف إستراتيجية طويلة الأجل

وهي أهداف لايمكن تحقيقها بشكل فوري وعلي سبيل المثال فان هدف تغيير السلوك أو هدف التعليم لايمكن أن يتما من خلال إذاعة برنامج أو اثنين في الإذاعة التلفزيون أو نشر حلقة أو اثنين في صحيفة.. فهو هدف استراتيجي لأنه من أهداف الإعلام الطويلة الأجل والتي تتحقق مع تراكمات الرسائل الإعلامية وتكرارها.

أهداف تكتيكية أو قصيرة الأجل:

ولتحقيق الأهداف الإستراتيجية يتم في العادة التخطيط لتحقيق تلك الأهداف عبر أهداف قصيرة الأجل والتي بتواليها واستمراريتها يمك إن تحقق الهدف الاستراتيجي.

وفي مجال الإذاعة مثلاً يمك أن تحقق بعض البرامج الغنائية والمنوعات أهدافا آنية قصيرة الأجل وهو هدف الترفيه. وقد تحقق برامج مثل نشرات الأخبار أهدافا إعلانية آنية إلا إن تحقيق لهداف إستراتيجية مثل تغيير السلوك أو التعليم أحوج ماتكون إلى برمجة لخطط قصيرة تتكامل محصلتها النهائية في تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي تهدف إليه المؤسسات الإعلامية.

ثانياً:- كادر المؤسسة من موظفين وعمال:

إن أي مؤسسة تقوم عادةً علي جهد إنساني واستثمار هذا الجهد بتوظيف الكفاءات اللازمة في المواقع المناسبة وهكذا فان عصب أي مؤسسة يتمثل بأفرادها وهؤلاء الأفراد يختلفون حسب طبيعة المؤسسة وأهدافها والأفراد عبارة عن موظفين وعمال مهرة عاديين ويؤدي كل منهم دوراً لتحقيق أهداف المؤسسة.

فمؤسسة صحفية مثلاً لايمكن أن تقوم بدور جهاز كبير من البشر الذين تختلف مسئولياتهم ومؤهلاتهم فنجد الكاتب الصحفي والمخرج والمحاسب والإداري والطابع والفني والرسام والموظف المكتب والسكرتير.. الخ وكل هؤلاء يقومون بعمل متكامل ليقدموا في النهاية ثمرة عمل جماعي هو جريدة يومية أو مجلة أسبوعية وبدون هذا الفريق المتكامل لايمكن لعمل إن يخرج ناجحاً مكتملاً.

ثالثاً: رأس المال( التمويل):

إن رأس المال جزء أساسي مكمل للنشاط البشري في أي مؤسسة كانت. ففي المؤسسات الاقتصادية سواء كانت تجارية أو صناعية أو زراعية هو أساس لبدء أي نشاط لان النشاط في طبيعته يترجم إلى أرقام نقدية. هي رأس مال يربح أو يخسر والمال قبل كل شئ أساس لتوظيف الكادر القادر علي متابعة أهداف المؤسسة وهو أساس لشراء احتياجات المؤسسة من أدوات وآلات وشراء مقر أو تأجيره. ومهما كانت طبيعة المؤسسة فان المال أو ميزانية المؤسسة أساس لممارسة نشطها.

وفي الوطن العربي بصفة عامة نقف أمام نموذج عدة من تمويل المؤسسات الإعلامية ومنها مايلي.

الإذاعات المسموعة والمرئية يتم تمويلها كاملا من قبل أغلبية الحكومات العربية والبعض منها يستخدم الإعلانات وتسويق المواد الإعلانية كوسيلة لتغطية جزء من النفقات.

المؤسسات الصحفية ودور النشر الخاصة والتي هي في حقيقتها ذات أهداف تجارية وتستطيع تغطية تكاليفها بالإعلانات أو بالدعم المباشر وغير المباشر من الحكومات مثلما تراه في دول الخليج.

المؤسسات الصحفية شبه الخاصة وهي مؤسسات ذات طبيعة حكومية ولكن لها استقلالها الإداري والمالي والتي تستطيع إن تغطي نفقاتها من نشاطها التجاري مثل مؤسسة الأهرام وأخبار اليوم في مصر.

المؤسسات الصحفية ودور النشر الحكومية وهي التي تصدر صحفاً ومجلات عن مؤسسات لها علاقتها المباشرة بوزارة الإعلام. التي تقوم بتغطية أي عجز في الميزانيات.

رابعً: المقر مشتملا ته من آلات ومعدات:

لايمكن وجود تخيل مؤسسة أو منظمة ما بدون مقر فهو المكان الذي يمارس فيه موظفو المؤسسة نشاطهم من اجل تحقيق أهدافها.

وهذا المقر يجب إن يتلاءم مع طبيعة عمل المؤسسة ونشاطها وان يشتمل على كل الأدوات والآلات والمعدات اللازمة لانجاز نشاط المؤسسة.

فالإذاعة مثلاً تحتاج إلى مقر يشتمل علي الاستوديوهات وأجهزة الإرسال وآلات التسجيل والأرشيف ومكاتب الموظفين..الخ.. والجريدة تحتاج إلى مقر يتسع للمحررين وأجهزة الاستقبال والبرق والوكالات وشبكة الاتصال الهاتفي والشبكة العالمية للمعلومات وآلات التصوير ومعامل الطبع والتحميض والت الطباعة وغيرها.

خامساً: نشاط المؤسسة:

إن نشاط أي مؤسسة هو ثمرة الجهد الإنساني سواء كان عقلياً أو عضوياً ويرتبط نشاط أي مؤسسة بأهدافها ولذا فان محصلة النشاط من المنتظر إن تكون النتائج التي تطمح إليها المؤسسة من خلال أهدافها المعلنة.

وفي المجال الإعلامي فان نشاط المؤسسة الإعلامية يختلف بالوسائل وان كان يتفق بالأهداف ذلك إن الطبيعة التقنية لكل وسيلة إعلامية تفرض شكلاً مختلف بعضها عن البعض الآخر.

فطبيعة الجريدة اليومية تختلف عن المجلة وعن الكتاب..ومن ثم فان هذه الوسائل الإعلامية تختلف فيما بينها اختلافات في الدرجة وان اتفقت في الهدف كذلك فان هذه الرسائل المطبوعة تختلف عن البرامج الإذاعية أو التلفزيونية وان كانت تتلقي في الهدف.

والنشاط في أي مؤسسة ليس شكلاً واحداً من الأعمال بحيث يؤدي كل موظف فيها واجبه حسب تخصصه مهما نظر إلى هذه الوظيفة من منظار الأهمية أو الاحترام اوعدمهما وان نشاط المؤسسة علي اعتبار انه عمل تكاملي يتيح فرصة لتأدية كل عامل لدورة بكفاءة مع إحساس بالمسئولية والتقدير له.

سادساً: الاتصال:-

المقصود هنا هو أشكال الاتصال الممكنة بين مختلف المستويات في إطار المؤسسة سواء كانت قيادات أو وسطي او موظفين عاديين.

والاتصال هنا يعني انتقال المعلومات والأفكار والعواطف والمهارات.. الخ باستخدام الرموز مثل الكلمات والصور والأشكال والرسوم..وغيرها فمن خلال عملية الاتصال هذه يمكن إن يوجه المديرون موظفيهم من خلال توجيهات قد تكون مكتوبة أو شفوية مواجهة أو بالهاتف أو بواسطة مديرين اقل رتبة.

فالاتصال هو العملية الحيوية التي من خلالها يتم أي نشاط أنساني وبدونه يتعذر انجاز أي عمل. والاتصال بالنسبة لأي مؤسسة ذو جانبين:

اتصال داخلي:- ومن خلاله يمكن معرفة طريقة سير عمل المؤسسة من خلال قنوات الاتصال بين الرؤساء والمرؤوسين.

اتصال خارجي:- يتمثل باتصال المؤسسة بما هو خارجها من مؤسسات أخري أو زبائن.

وبالنسبة للمؤسسات الإعلامية فان نشاطها الأساسي هو نشاط اتصالي ولذا فان الاتصال الخارجي يعتبر أساس عملها إذ إن سلعها وهي وسائل إعلامية اتصالية تتوجه أساسا لمخاطبة جمهورها( الزبائن). وقدرة الإدارة علي الاتصال الداخلي الناجح في المؤسسة هي أولي خطوات نجاح إدارة المؤسسة الإعلامية في اتصالها الخارجي.

سابعاً:الإدارة:-

بالإدارة يمكن السيطرة علي مختلف أوجه نشاط المؤسسة وذلك بتوجيه كوادرها لتأدية واجباتها بما يضمن تحقيق أهداف المؤسسة بأفضل السبل وبأقل التكاليف.

ومن ثم فان الإدارة مسئولية مباشرة عن العناصر الستة الذكر.. وعن اختيار كوادرها ممن تري إنهم أكفاء لتأدية العمل المطلوب منهم…

وهي المسئولة عن تمويل المؤسسة ومواردها الحفاظ عليها وتنميتها.. وهي التي تحدد إشكال الاتصال داخل المؤسسة وخارجها وتقوم بضبطه والتنسيق بين إفراد المؤسسة بما يضمن حسن سير العمل.. فالإدارة هكذا تكون عصب المؤسسة وضابطها الذي ينظم وينسق ويتابع ويشرف علي حسن سير العمل بالمؤسسة إن العملية الإدارية تشتمل على:

1-فن القيادة  2- التخطيط الرقابة 3- التنظيم 4- التوظيف 5- الاتصال 6- صنع القرار 7- فن التعامل مع الآخرين

 

وكلها معاً إذا تم تأديتها بنجاح تتكاتف لتصنع إدارة ناجحة.

وإدارة المؤسسات الإعلامية لاتستطيع تحقيق أهدافها بمعزل عن تأثيرات البيئة

السياسة والاقتصادية و الاجتماعية والقانونية .

وهذه العوامل تؤثر سلباً أو إيجابا علي العملية الإدارية وبمقدار بما تستطيع الإدارة الناجحة من إدراك أبعاد هذه العوامل والتعامل معها لصالح المؤسسة فإنها تهيئ ظروفاً أفضل لتحقيق أهداف المؤسسة.

إن طبيعة إدارة المؤسسات الإعلامية نابع من الطبيعة الخاصة لإدارة تلك المؤسسات والتي تختلف عن غيرها من إدارات الشركات والمصانع وذلك من عدة جهات تتمثل في الآتي:

1.إن طبيعة المواد المنتجة(الرسائل الإعلامية) ذات طبيعة مميزة وذات تأثيرات متعددة على مستوي الفرد والمجتمع وهذا مما يجعل لتأثيرات البيئة على المؤسسات الإعلامية أهمية خاصة.

  1. إن طبيعة المواد الإعلامية تمتاز من حيث الزمن بضرورة مواكبة الحث والسرعة في تغطيته والتعامل معه وهذا يؤثر علي طبيعة العمل الإداري وسرعة اتخاذ القرار في المؤسسة.
  2. إن التشريعات الوقائية التي تسنها المجتمعات وقنوات السيطرة والضبط على المهنة الإعلامية تتنوع على أنماط متعددة مما يجعل إدارة المؤسسة الإعلامية بحاجة إلى أكثر من رؤيا للعلمية الإدارية.
  3. إن طبيعة التنافس في المؤسسات الإعلامية لايرتبط فحسب بأسلوب عرض الرسالة الإعلامية(كمواد) وإنما أيضا يرتبط بمضمون هذه الرسالة الإعلامية( معلومات وفكر) ومن ثم فان التنافس يكمن في الحصول علي أفضل الكفاءات التي تستطيع تقديم أفضل الرسائل الإعلامية للجمهور شكلاً ومضموناً وهذا يتطلب في اغلب الأحيان من الإدارة الحرص على العاملين فيها بما لديهم من كفاءات وخبرات نادرة.
  4. إن إدارة المؤسسة الإعلامية تحتاج إلى وعي كامل بأهمية الإنسان والآلة والزمان والمكان في إطار التخطيط والتنفيذ حيث تحقق متكاملة أفضل الأداء في سبيل تحقيق الأهداف.

6.إن طبيعة العمل الإعلامي عمل متكامل يكون لكل فرد فيه دوره الأساسي مهما تضاءل مركزة الوظيفي ومن ثم فان هذا الإدراك لأهمية الأفراد يستلزم إدراكا اشمل بطبيعة العلاقة بين جماعات العمل وسلوكها وأنماط اتصالها وأسلوب القيادة فيها.

مؤثرات على إدارة المؤسسات الإعلامية:

تشتمل إدارة المؤسسات الإعلامية على جانبين متكاملين للعملية الإدارية

أولهما: إدارة التحرير التي تهتم بجوانب إعداد الرسالة الإعلامية ونشرها

ثانيهما. إدارة المؤسسة باعتبارها تنظيم ذو نشاط إنساني واقتصادي والتي يمكن إن نسميها بإدارة الأعمال.

وفي الأغلب مايطغي لدي الناس مفهوم الإدارة بجانبها الثاني ولايلقي الجانب الأول عناية مناسبة على الرغم من إن النشاط الأساسي لإدارة المؤسسات هو نشر الرسالة الإعلامية سواء كانت مكتوبة أو مرئية. فكما تمارس المؤسسات الصناعية نشاطها بإنتاج سلع تتخصص فيها كذلك فان الإنتاج الرئيسي للمؤسسات الإعلامية يكمن في رسائلها الإعلامية.

وهكذا فان المؤسسات الإعلامية تخضع- في أحوال كثيرة- إلى قيود وضوابط وضغوط تمارسها عليها مؤسسات أخري سياسية كالدولة واجتماعية كالمجتمع واقتصادية كالشركات ويكمن السبب في وضع هذه الضغوط على إدارة المؤسسات الإعلامية.لإدراك الجهات الضاغطة لأهمية الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام وتأثيرها الخطير على المجتمع.

ولذا فان هناك محاولة مستمرة للسيطرة علي المعلومات ونشرها في جميع المجتمعات

وقد تختلف درجة السيطرة وشكلها وأسلوبها إلاانها تلتقي جميعا على ضرورة وضع بعض القيود والضوابط وممارسة الضغوط علي المؤسسات الإعلامية.

وتكاد تلتقي معظم الدول في وضع قوانين للعمل من خلال قوانين المطبوعات واللوائح المنظمة للعمل الإعلامي ومثل هذه القوانين تؤثر إدارة المؤسسات تأثيرا مباشراً وغير مباشر فهي تؤثر علي طبيعة الرسالة الإعلامية كما تؤثر علي التوظيف وعلي عملية النشر ذاتها وعلي اتخاذ القرار.

ونوضح فيما يلي ابرز أشكال السيطرة والضغوط التي تمارس علي المؤسسات الإعلامية والتي تؤثر بالتالي علي اتخاذ القرار- وهي عملية إدارية من الدرجة الأولي – سواء كان هذا القرار إداريا بحتاً أو تحريرياً يتعلق بالرسالة الإعلامية.

وبصفة عامة فانه ابرز أشكال السيطرة علي المؤسسات الإعلامية تتنوع من قيود قانونية مفروضة علي المؤسسات إلي ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية إلى عوامل ضغط داخلية ترتبط بطبيعة المؤسسة ذاتها من حيث بنيتها التنظيمية وكوادرها وهذه الأنماط سيتم مناقشتها كما يلي:

أولاً: حق الدولة في منح الترخيص وسحبه والإشراف المباشر

تمتلك الدولة في جميع الأقطار العربية في منح الترخيص وسحبة للمؤسسات الإعلامية وتشترط ضرورة الحصول على ترخيص من الجهة المختصة لإصدار صحيفة أو إنشاء محطة فضائية أو مؤسسة إعلامية.

وعلى سبيل المثال ففي مصر تنص المادتان(14و15) من القانون رقم(148)لسنة(1980) بشان سلطة الصحافة على ضرورة الحصول علي ترخيص  لإصدار الصحف يتم الحصول عليه من المجلس الاعلي للصحافة إن تأثير مالك حق منح الترخيص علي إدارة المؤسسات الإعلامية يكمن حقيقة في الضغط الذي يمكن إن يمارسه من حقه أيضا في سحب الترخيص.ومن ثم فان كثيراً من القرارات التي تتخذها إدارات المؤسسات الإعلامية وخاصة مايتعلق بالنشر تتخذ في أعين أصحابها قوة سحب الترخيص التي يمكن إن تهدد المؤسسة ، والوجه الآخر لتأثير الدولة يكمن في إشرافها المباشر وملكيتها لوسائل النشر والإعلام.

وتكاد تلتقي جميع الدول العربية في ملكيتها للإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء وبعض الدول تمتلك أيضا الصحف ودور النشر والإعلان والتوزيع ومثل هذا النوع من الملكية لايخفي تأثيره المباشر على إدارة تلك المؤسسات فالدولة هي التي تقوم بتعيين المديرين وهي التي تقوم بوضع سياستها الإعلامية وهي التي تحدد ميزانيتها وتؤثر الدولة على الإدارة بالضغط علي الموظفين وإمكانية استمرارهم في وظائفهم..

ثانياً: السيطرة الاقتصادية من خلال الإعلان وامتلاك وسائل الإعلام.

إن مالكي وسائل الإعلام كان المالك حكومياً اوقطاعاً خاصاً لهم تأثيرهم مايقراه الناس وما يسمعوه أو يشاهدوه بالإضافة إلي سيطرتهم علي مضمون الوسائل الإعلامية وينعكس هذا التأثير علي المؤسسة الإعلامية وإدارتها من خلال عدة أشكال أهمها مايلي:

1-يقرر مالك المؤسسة الإعلامية سياستها وأهدافها ويقوم بتوجيهها سواء كان هو مديرها أم لا.

2-يقوم مالك المؤسسة الإعلامية بالإشراف علي تعيين الموظفين وتحديد مسئولياتهم بغض النظر عن أهليتهم لتحمل المسئولية ام لا والمقياس هو الولاء لا الكفاءة.

3-يتدخل مالك المؤسسة الإعلامية – حتى لو لم يكن هو المدير التنفيذي – في إصدار القرارات التي قد تتعارض مع قرارات المدير التنفيذي للمؤسسة الإعلامية.

4-يحدد مالك المؤسسة الإعلامية ميزانيتها مما يؤثر علي نشاطها وفعالية إدارتها بوجهيها التحريري والإداري .. والميزانية والعوامل الاخري في المؤسسة تأثيرا مباشراً من خلال عدة أوجه منها:

فصغر حجم الميزانية يؤثر على نوعية اختيار الكوادر المؤهلة لقيادة المؤسسة من بين ذوي الكفاءة الأقل لان مرتباتهم اقل وكذلك نوعية المادة الصفية وتقليل ساعات البث والإرسال في الإذاعة والتليفزيون وصفحات اقل في الجرائد والمجلات والعكس بالعكس.

ويؤثر الإعلان بدورة علي العملية الإدارية في المؤسسة بوجهيها التحريري والإداري والإعلان في الإذاعة المرئية والمسموعة في الوطن العربي بشكل عام يمثل عائداً قليلا من البنية المالية للمؤسسة الإذاعية ومن ثم فان تأثير المعلن عليها يكاد لايذكر ولكن أو انتقادا للصحافة فان الإعلان الذي يشكل جزءا أساسيا من عوائد الصحيفة يمكن إن يؤثر تأثيرا مباشراً علي إدارة التحرير وعلي ميزانية الصحيفة التي تؤثر بدورها علي الإدارة التنظيمية.

 

ثالثاً: القوانين واللوائح المنظمة للإعلام

تختلف إشكال القوانين واللوائح المنظمة للإعلام من بلد عربي إلى آخر وبينما تكاد تجمع الدول العربية علي تشريع قوانين خاصة بالصحافة وان مفهومها يشمل أحيانا الإذاعة المسموعة والمرئية وجميع أشكال النشر من مسموع ومطبوع إلا إن هذه اللوائح لاتكاد تنطبق علي الإذاعة والتليفزيون ووكالات الأنباء المحلية وذلك للسيطرة الحكومية المباشرة عليها.

فالقوانين المنظمة للإعلام وخاصة قوانين الصحافة والمطبوعات تؤثر تأثيرا مباشرا من عدة أوجه على العملية الإدارية في المؤسسة الإعلامية وتلك القوانين تقدم أنماطا من التحكم في الإدارة من خلال

وضع شروط معينة فيما يتعلق بمالك الصحيفة أو مالك القناة الفضائية وشروط خاصة فيما يتعلق برئيس التحرير أو مدير التنفيذي للقناة أو شروط الترخيص للمحرر أو الكاتب في الصحيفة.

تحديد محظورات النشر والتي تطالب الصحيفة والصحفيين بالالتزام في عدم التعرض لها وإلا فان ذلك سيعرضها للعقوبات.

تحديد بعض أشكال التنظيم الإداري في المؤسسات الإعلامية بشان سلطة الصحافة ولائحته التنفيذية والهياكل التنظيمية والإدارية للجمعيات العمومية ومجالس الإدارة ومجالس التحرير.

وهناك أيضا أشكال أخري من القوانين التي تنظم نقابات الصحفيين ومواثيق الشرف التي تنظم شروط مزاولة مهنة الصحافة وآدابها ومحظوراته..الخ

 

رابعاً: الضغوط الاجتماعية:

إن تأثير العوامل الاجتماعية علي العملية أكثر العوامل المؤثرة في الإدارة  مراوغة إذ انه يتراوح بين قيم اجتماعية تكمن في أذهان الإعلاميين يلتزمون بها حتى وان كانوا لايؤمنون بها إلي أنواع من الضغوط الاجتماعية المباشرة المرتبطة بطبيعة النظام ذاته الذي يقبل علي سبيل المثال منطق المجاملات والمحسوبية علي حساب العمل ومثل هذا يكون واضحا في عمليات التوظيف وكذلك في عمليات النشر أيضا.

ومن الضوابط الاجتماعية أيضا مايمكن إن نسميه بالذوق الاجتماعي الذي يفرض علي الصحفيين التزاما بهذا الذوق ..وكذلك هنالك مانسميه بالتذوق الاجتماعي للرسائل الإعلامية فقطاعات من الجمهور قد تتذوق أنماطا من الرسائل الإعلامية – بغض النظر عن قيمها – بينما لاتقبل نمطا آخر وتذوق الجمهور هو جزء من كيانهم الاجتماعي وهو مايسمي بالثقافة الجماهيرية والإعلامي يواجه ضغطا من قبل مثل هذا الذوق.

ومن ثم فان أنماطا من الرسائل الإعلامية قد تكون ذات أهمية في بيئة اجتماعية ولاتكون كذلك في مكان آخر.

خامسا: الضغوط السياسية والخارجية

علاوة علي الضغوط السياسية التي يمكن إن تمارس من داخل الدولة علي إدارة المؤسسات الإعلامية إلا انه يمكن إن تمارس أيضا علي المؤسسات الإعلامية ضغوطا متنوعة من قبل دول أجنبية وفي الغالب تكون هذه الضغوط غير مباشرة وعبر وزارت الخارجية من خلال احتجاجات رسمية أو من خلال رسائل توجه إلى رئيس التحرير أو المدير التنفيذي للقناة وتنعكس الضغوط من خلال التنبيه واللوم أحيانا تصل إلي حد إيقاف الصحيفة أو القناة  اوغلقها من قبل دولتها.

سادسا: جماعات الضغط المحلية:

تأخذ جماعات الضغط المحلية أشكالا متعددة منها:

منتديات فكرية وتنظيمات سياسية وجماعات دينية

وتمارس ضغطها من خلال عدة قنوات واحدة منها وسائل الإعلام المنافسة من خلال طرح وجهات نظرها أو من خلال ملكيتها لوسائل الإعلام.وتستخدم أحيانا عبر الصحف( بريد القراء والصفحات المفتوحة لأراء القراء) أو عبر القنوات الفضائية من خلال (البرامج المباشرة التي تبث أو من خلال الأقراص المسجلة) أو الاتصال بالجهات المعنية المسئولة عن المؤسسات الإعلامية وإبلاغ شكاويها إلى المسئولين أو إلي مالكي هذه المؤسسات الإعلامية ورؤساء التحرير أو المدراء التنفيذيين للقنوات الفضائية.

وإذا امتلكت جماعات الضغط المحلية قوة اقتصادية ذات قدرة إعلانية كبيرة فان ضغطها الفكري والسياسي يمكن أن يمر عبر الإعلان ذلته.

سابعا: ضغوط من داخل المؤسسة الإعلانية ذاتها:

1-بنية المؤسسة: يؤثر تركيب المنظمة من حيث نوعية كادرها البشري وكفاءته ومن حيث تجانس الموظفين أو عدمه ومن حيث الاتجاه السياسي وكذلك أسلوب تنظيم المؤسسة ذاته وطبيعة العلاقات التي تحكم افراد المؤسسة وتنظيم العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين.

فعلي سبيل المثال فان الصراع داخل المؤسسة يؤثر تأثيرا مباشرا علي إدارتها وكفاءتها إذ إن مثل هذه المشكلات تفرض علي الدارة أعباء هي في غني عنها وكذلك فان كفاءة الكادر توفر عل الإدارة جهدا كبيرا في تنفيذ المسئوليات الملقاة علي عاتقها.

يؤثر الشكل التنظيمي وتحديد المسئوليات علي نمط الإدارة في المؤسسات الإعلامية وكلما تحددت المسئوليات وكان التنظيم مراعيا انسياب العمل في المؤسسة كلما كانت نتائج الإدارة أفضل.

2.طبيعة العمل الإعلامي: يمكن الحديث هنا عن عنصريين هامين هما

نظرية حارس البوابة والادارة الاعلامية:

حارس البوابة مصطلح إعلامي يطلق على الشخص الذي تمر من بين يديه المعلومات ويقرر مايجب نشرة وما يجب أن يستبعد وان هاتين المهمتين لحارس البوابة تؤثران تأثيرا كبيرا علي طبيعة الرسائل الإعلامية ويتضح دور حارس البوابة علي اتخاذ القرار في الصحافة وفي أقسام الأخبار في الإذاعة والتليفزيون والفضائيات.

وعلي سبيل المثال فان رؤساء الأقسام في الصحيفة يقومون بدور حارس البوابة حيث يقررن مايمكن إن ينشر أو ما لاينشر بحيث يقدمون لرئيس التحرير المواد المرشحة للنشر بعد إن تعبر مصفاتهم الخاصة وهنا يكمن دور  هام لحارس البوابة للتأثير علي قرارات إدارة التحرير بشان الرسائل الإعلامية التي تصل إلى الناس وهذا يمكن إن يزداد تاثيرة إذا كان حارس البوابة ذا اتجاه سياسي أو  عقائدي معين إذ انه سيهمل كل مايخالفه أو على الأقل سيعمل علي التقليل من شانه بحيث ينشر في اسطر قليلة وفي زوايا مهملة في صفحات داخلية.

الاعتبارات المهنية:

في العمل الإعلامي هناك اعتبارات مهنية تؤثر على القرارات الإدارية من الناحيتين (الإدارية- والتنظيمية)

المساحة: وهي بالنسبة للعمل الإعلامي تعني الفراغ المتاح لنشر رسالة إعلامية ما حيث انه ليس بالإمكان توفير كل المساحات التي تحتاجها الرسائل الإعلامية نظراً لضخامة كميتها وتنوع أهميتها وذلك يستدعي أحيانا اختيار الأهم وتجاهل الأقل أهمية وأحيانا أخري يستدعي اختصار الرسالة الإعلامية لتناسب المساحة المتاحة.

وهذا هو الجانب التحريري من الإدارة.. إما الجانب الإداري فهو يرتبط بقرار إداري حول زيادة عدد الصفحات أو ساعات البث إذا كانت المادة الإعلامية ذات مرود مادي أو معنوي علي المؤسسة الإعلامية.

التوقيت المناسب: ونعني بذلك نشر الرسائل الإعلامية في الوقت المناسب لها وإدارة التحرير تتخذ قراراته وأمام أعينها التوقيت المناسب للرسائل الإعلامية سواء كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية .

الوقت: وهو هنا يعني الزمن المتاح لإذاعة رسالة إعلامية ما. وهو في الإذاعة والتليفزيون والفضائيات مثل المساحة بالنسبة للصحافة فتخصيص الوقت اللازم يعتمد علي قرارات إدارة المؤسسة من حيث أهمية الرسالة الإعلامية وحجمها..ومن جانب آخر فان تلك الأهمية قد تؤثر علي قرارات مسبقة للإدارة بشان البرامج المحددة المثبتة على خريطة العمل من قبل.

خدمات وكالات الأنباء:

تتعدد خدمات وكالات الأنباء من خدمات إخبارية مصورة وخدمات فيلمية.. الخ ويكون عامل الضغط علي الإدارة الإعلامية من خلال الرسائل الإعلامية التي تستقبلها المؤسسات الإعلامية وحيث إن هذه الخدمات هي التي تقرر ماهو متاح من اختيارات أمام إدارة المؤسسة الإعلامية فيما يتعلق بالإخبار والصور.. الخ إذن فهي إلى حد ما تقدم قيودا لما ينشر أو لاينشر من خلال قراراتها الأولية- كحارس بوابة – بشان المواد التي ترسل إلى مشتركيها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وظائف الإدارة في المؤسسات الإعلامية:

إن المدير في مؤسسة إعلامية تتنوع وظائفه لتشمل أحيانا علي مسئوليات إدارية وتحريرية . ولذا فان تنوع الوظائف وطبيعتها المتميزة بالسرعة تحتاج إلى الاختصار في معالجتها والتوجه الشديد نحو العمل وكذلك فالأصل الشفوي في ظروف العمل الإعلامي تمتاز بخاصية السرعة والخفة والحصول علي رجع الصدى وهو أفضل الوسائل الاتصالية في المؤسسات الإعلامية.

والحديث عن الوظائف التي تمارسها العناصر القيادية في إدارة المؤسسات الإعلامية سوف تعطي صورة واضحة لطبيعة عمل المديرين في تلك المؤسسات.

لذلك يعتمد نجاح المؤسسة الإعلامية علي حسن تنظيم إدارتها ودقة هذا التنظيم وتوزيع الصلاحيات بين أقسامها الإدارية والفنية بشكل يساعد علي دفع العملية الإنتاجية في المؤسسة بأسلوب أفضل وهذه الصلاحيات تختلف بين مؤسسة إعلامية وأخري تبعا لإمكانياتها المالية والتقنية وطبيعة النظام الإعلامي الذي تعمل في إطاره وقد أصبحت المؤسسة الإعلامية تمارس نشاطات متعددة منها:

نشاط صحفي: ويقوم به الكتاب والصحفيون والمراسلون والرسامون

نشاط صناعي: ويتمثل في تشغيل ماكينات الطباعة وأجهزة الجمع وماكينات التصوير والتجليد ويتولاه المهندسون والفنيون والعمال.

نشاط تسويقي: ويتمثل في بيع المساحات الإعلانية وتوزيع الصحف والمجلات ويتولاه خبراء في التسويق والعلاقات العامة.

نشاط مالي وإداري: ويتولاه المحاسبون والإداريون.

وهكذا نجد نشاط المؤسسة الإعلامية قد تنوعت وتشعبت وأصبح من الضروري إن تنظم بشكل يمكنها من انجاز مهمتها علي الوجه الأكمل.

وتعتمد المؤسسات الإعلامية ومنها الصحيفة بشكل خاص في عملها علي عدد من الإدارات وهي: إدارة التحرير و إدارة  والإعلان و إدارة المطابع  وإدارة التوزيع.

مسئوليات رئيس مجلس الإدارة في المؤسسة الإعلامية:

تقوم مجالس إدارات المؤسسات الإعلامية  بالإشراف علي الجوانب الإدارية والتنظيمية ووضع سياساتها وتصريف أمورها وأنشطتها ويختص رئيس مجلس إدارة المؤسسة الإعلامية بمايلي:

  1. سلطة الإشراف علي جميع أوجه النشاط التي تقوم بها المؤسسة.
  2. يكون له حق التفاوض باسم المؤسسة ويوكل من يراه لينوب عنه في رفع الدعوي والحضور أمام الجهات القضائية وأية جهة أخري.
  3. يختص بالأمور العاجلة التي تعرض عليه من رئيس التحرير وان يصدر كافة القرارات والتنظيمات التي يراها لازمة لحسن سير العمل علي إن تعرض بعد ذلك علي مجلس الإدارة في أول اجتماع له.
  4. يكون لرئيس مجلس الإدارة الحق في تعيين أي عدد من المستشارين لمعاونته علي إن يحدد الأعمال التي تعرض عليهم لإبداء الرأي فيها
  5. لرئيس المجلس إن يدعو لحضور جلساته من يري الاستعانة بمعلوماتهم أو بخبراتهم دون إن يكون لهم حق التصويت.
  6. له الحق في دعوة مجلس إدارة أي شركة من الشركات التابعة للمؤسسة أو مجلس تحرير أي صحيفة من صحف المؤسسة للاجتماع كلما وجد ضرورة تدعو لذلك وإدراج أي مسألة في جدول تدخل في اختصاصها.
  7. إعداد تقرير سنوي عن نشاط المؤسسة وأعمالها وأعمال الوحدات والشركات التابعة لها مرفقة بتقرير مراقب الحسابات.

مسئوليات رئيس التحرير:

يقف علي رأس إدارة التحرير ويتولي قيادة الصحيفة عبر التوجيهات اليومية التي يقدمها للعاملين معه في كافة فروع العمل والإنتاج في الصحيفة الذين يتطلب نجاحهم توافر روح الفريق المنسجم الذي يسهم في وصول الصحيفة إلي القارئ في الوقت المحدد وفي جعلها ترضي اهتمامات قرائها واحتياجاتهم والثبات في وجه الصحف المنافسة والنجاح في العملية الإعلامية التي تعتبر الصحافة المكتوبة ابرز دعاماتها في عالم اليوم.

ويعتبر رئيس التحرير الدينامو الذي يحرك العمل الصحفي في الصحيفة والى جانب ذلك فهو مسئول عن جميع المواد التي تنشرها صحيفته سواء كانت أنباء أو تعليقات أم موضوعات فكرية أم تحقيقات وكثيرا ماينوب رئيس التحرير عن صاحب الصحيفة في تحمل المسئولية والتبعات الخاصة بها.

ويقوم رئيس التحرير بتزويد معاونيه بالأفكار ووضعها موضع التنفيذ وعلي مسئوليته تقع مهمة تحديد سياسة الصحيفة بعد إن يكون قد سبق وتناقش فيها مع أعضاء مجلس الإدارة أو مع اللجنة التي تتولي الإشراف عليها وعليه إن يشرح لمعاونيه خطوط ومبادئ هذه السياسة بحيث يستطيع الكل فهمها وقبولها

كما تتمثل مهمته في الربط بين الأقسام الفرعية التي يتكوم منها جهاز التحرير باعتباره العقل المفكر والمدبر وراء هذا الجهاز الصحفي الضخم.

 

مسئوليات مدير التحرير:

يعتبر مدير التحرير المسئول التنفيذي في الصحيفة اليومية وهو يشرف علي تنفيذ التوجيهات الصادرة إلية من رئيس التحرير بالإضافة إلي ذلك يقوم مدير التحرير بمتابعة سير العمل فيما نسميه بالمطبخ الصحفي أو( الديسك) وهو المكان الذي يجتمع فيه إنتاج كل المحررين حيث تتم مراجعته وإعداده بالشكل الملائم للنشر.

ومسئولية مدير التحرير هنا هي إقرار عملية النشر وفقا لسياسة الصحيفة وتوجيهات رئيس التحرير.

ومن مسئوليات مدير التحرير أيضا التنسيق بين جهاز التحرير وجهاز سكرتارية التحرير والمطبعة كما يتولي مدير التحرير متابعة كل هذه الأعمال باتخاذ قرارات سريعة وفورية حتى لايتعطل العمل.

من الواضح ضمن هذه المعطيات الإعلامية إن إدارة المؤسسات الإعلامية إدارة علمية وذلك لأهميتها كوسيلة لتوجيه وضبط حسن سير الأعمال وكفاءة الأداء بأقل التكاليف وأفضل السبل بما يحقق الأهداف.

وأصبح من الضروري إذا أريد للمؤسسات الإعلامية إن تحقق الأهداف المحددة لها بالمستوي المطلوب.

إن يدرك هذا الإعلامي المشكلات الأساسية لكافة نواحي الإدارة الإعلامية. كذلك يجب إن يلم الإداريون الذين يعملون في النواحي الإدارية البحتة الماما كبيرا بما يدور في إدارات التحرير والبرامج.

فلا ينكر مدي تأثر القطاع الإعلامي  بالقرارات التي تصدرها الإدارة  في المؤسسة الإعلامية تأثيرا بالغا ولذلك يجب تدريب الإعلاميين الذين تؤهلهم وظائفهم لتولي مراكز قيادية في المستقبل علي الأعمال الإدارية البحتة والفنية والهندسية وكذلك الحل مع رجال الإدارة والذين تؤهلهم وظائفهم لتولي مراكز قيادية في المستقبل علي أعمال التحرير والبرامج تدريبا عمليا عن طريق ممارسة العمل الإعلامي نفسه الذي يتعلق بالرسالة الإعلامية.

ولذلك ينبغي علي الطرفين إن يدرك كل منهما إن معرفته بمهام الطرف الآخر وإتقانها جزء ضروري من ثقافته المهنية لان الخصائص الحسية للوسيلة الإعلامية تحتم ضرورة تطويع الأسلوب ليلاءم الوسيلة حتى يسير العمل في سهولة ويسر ويحقق الأهداف المرجوة منة من اقصر طريق.

العناصر الأساسية  للإدارة في المؤسسة الاعلامية:

تتعامل الإدارة مع تجمع  بشري وترتبط بالأفراد وتتصدى لتنسيق جهودهم الجماعية، مما يؤكد الطبيعة الإنسانية للإدارة.

وجود الهدف أو الغاية المحددة والواضحة ضروري ولازم لقيام الإدارة أو تواجدها ماذا نريد تحقيقه؟ وما النتائج التي تود الوصول إليها؟. مما يؤكد أن الإدارة نشاط هادف.

ضرورة ممارسة عدة وظائف إدارية كوسيلة لتحقيق هذا الهدف والغاية.

تختص الإدارة بتحديد الموارد البشرية والمادية المتاحة وتحديد الطرق المتعددة لاستخدام هذه الموارد بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية أي التأكيد على الطبيعة الاقتصادية في الاستخدام لهذه الموارد.

تضمين البعد المستقبلي في العمل الإداري بالإدارة لا تكون في الماضي إنما تركز على الرؤية المستقبلية.

الإدارة لا تعمل في فراغ وإنما تعيش في بيئة يجب أن تتفاعل الإدارة مع بيئتها وعدم إغفال تأثيرها.

يجب أن تمارس الإدارة في ظل منظومة قيمية وأخلاقية تؤكد مسئوليتها الاجتماعية.

المستويات الإدارية في المؤسسات الإعلامية:

هناك ثلاثة مستويات للإدارة في المؤسسات الإعلامية:

(1) الإدارة العليـا Top Management:

وهي أعلى المستويات الإدارية في المؤسسات وتختص بتحديد الأهداف العامة، ورسم السياسات ووضع الخطوط العريضة للعمل على ضوء الإلمام بإمكانات المؤسسة ومواردها والظروف المحيطة  بها في البيئة الداخلية والخارجية. ويحتل هذا المستوى أعضاء مجلس الإدارة.

(2) الإدارة الوسطى: Middle Management :

وهي حلقة الوصل بين الإدارة العليا والإدارة الإشرافية حيث يختص المديرون في هذا المستوى الإداري بنقل السياسات والأهداف والخطوط العامة التي وضعها المديرون في المستوى الأعلى إلي المستويات الإدارية الأدنى، ورفع التقارير للإدارة العليا عن عمليات الإنجاز ومعوقاته.

(3) الإدارة الإشرافية المباشرة First Line Management:

ويضم هذا المستوى الإداري المشرفين على العمال والمنفذين من صغار العمال والموظفين داخل صالات الإنتاج للتأكد من تأدية العمل بصورة تحقق الأهداف الموضوعة.

ومن المهم خلق نوع من التفاهم بين مستويات الإدارة المختلفة. ويتطلب أي مدير توفر المهارات التالية فيه:

المهارات الفنية: وهي المهارات التي تهتم بتطبيق المعرفة المتخصصة في العمل الذي يريده.

المهارات السلوكية: وهي المهارات الخاصة بالتعامل مع الناس والاتصال بهم وفهم سلوكهم وتوجيههم والتأثير فيهم.

المهارات العقلية: وهي المهارات الخاصة بالقدرة على تحليل المواقف والتعامل مع المعلومات وتحديد المشكلات واكتشاف البدائل وتحليلها وتقييمها واستخلاص النتائج والنفاذ إلي المستقبل.

وظائف الإدارة الادارة في المؤسسات الاعلامية:

تنقسم العملية الإدارية إلي عدد من الوظائف الإدارية التي تمثل مجموعة الأنشطة التي يمارسها المدير في المؤسسات الإعلامية. والتي تعطي صورة أوضح لطبيعة عمله. والوظائف هي: التخطيط، التنظيم ، التوجيه، الرقابة.

أولا: التخطيط واتخاذ القرارات: Planning and Discussion making :

تتفق جميع التعريفات على أن التخطيط هو اتخاذ قرار حاضر بشأن حدث مستقبلي أو اختيار بديل من عدة بدائل لتنفيذه مستقبلا.

ويمثل التخطيط أهمية كبيرة في تحقيق أهداف المنشأة وبدونه يصبح العمل فيها ارتجاليا وتصبح القرارات دون أي معنى وتظهر الضرورة للتخطيط بسبب عدم التأكد من المستقبل.

 

عناصر التخطيط:

تحديد وتشخيص وبلورة الأهداف Objectives.

وضع السياسات والقواعد المرشدة للعمل Policies.

وضع البرامج والخطوات التفصيلية للعمل Procedures.

التخطيط وعملية اتخاذ القرارات:

ينظر لأفراد الإدارة في أي منظمة على أنهم صناع قرار Decision Maker وحلال مشاكل Problem – Solver. وتنطوي فكرة اتخاذ القرار أساسا على اختيار مجموعة من البدائل A choice between Alternative  ويستلزم اتخاذ القرار اتباع الخطوات التالية:

تحديد المشكلة.

تحليل المشكلة.

وضع معايير لتقييم الحلول المقترحة.

اختيار أفضل الحلول البديلة – زمان – اقتصاد – سهولة.

تطبيق الحل المقترح.

ويمكن تصنيف القرارات الإدارية التي توجه العاملين في مجال الإعلام على النحو التالي:

القرارات التشغيلية Operational Decision

القرارات الاستراتيجية Strategic Decision.

ثانيــا: التنظيم Organization:

إن أبسط تعبير للتنظيم هو عملية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. والتنظيم يعني التطبيق العملي لسياسة المؤسسة وتنفيذ خطتها وتطبيق النظم واللوائح والقوانين المتعلقة بأعمالها، سواء في محيطيها الداخلي بين العمال وجمهورها الداخلي، أو في محيطها الخارجي مع المجتمع الذي تتعامل معه.

كما يشمل التنظيم توزيع الأعمال وتقسيمها بين الإدارات والأقسام المختلفة توزيعا يكفل تدفق العمل وسرعة إنجازه.

ويشمل التنظيم أيضا  تحديد اختصاصات العاملين وتحديد العدد اللازم لكل شخص ومسئولية كل منهم.

ويتلخص التنظيم في تصميم الهيكل التنظيمي أي تقسيم الواجبات المطلوب القيام بها في وحدات إدارية بشكل يمكن إسنادها إلي أشخاص بغرض تحديد المسئولية في كل مجموعة من الواجبات. وإعطاء السلطة الملائمة للقيام بهذه الواجبات وربط المناصب الإدارية المختلفة ببعضها البعض من الناحيتين الأفقية والرأسية بقصد تنسيق المجهود الجماعي وتنمية الهيئة الإدارية أي وضع الإداريين المسئولين عن الوحدات الإدارية كل في منصبه الملائم وما يتطلبه ذلك من تعيين وتدريب وترقية ونقل وفصل وما إلي ذلك.

إذن التنظيم هو عملية إدارية تهتم بتجميع المهام والأنشطة المراد القيام بها في وظائف وأقسام وتحديد السلطات والصلاحيات والتنسيق بين الأنشطة والأقسام من أجل تحقيق الأهداف مع حل المشكلات والخلافات التي تواجه كافة الأنشطة والأقسام من خلال أفراد التنظيم وبشكل ملائم.

ومن الملاحظ أن التنظيم في المؤسسات الإعلامية غير ثابت وإنما هو متغير يتغير بتغير المواقف والاحتياجات. فإن المديرين يقومون بعملية تقييم دورية لهذا البناء التنظيمي لمؤسساتهم، فتلجأ المؤسسة لما يعرف بإعادة التنظيم، أي الانتقال  إلي بناء تنظيمي آخر أكثر مناسبة للظروف الحالية.

وتتخلص مبادئ التنظيم في الآتي:

الهدف: ينبغي أن يكون واضحا وواقعيا كما ينبغي أن تكون الأهداف الفرعية لكافة الوحدات متناسقة مع الهدف الأساسي والرئيسي للمؤسسة.

تقسيم العمل: وهو تعبير عن مبدأ التخصص ولقد برز التخصص في المؤسسات الإعلامية الحديثة على أساس أنه الوسيلة المثلى لتحقيق أعلى كفاءة في أداء العمل. ولقد ثبت أنه كلما تخصص الفرد في عمل محدد زادت قدرته على إجادة عمله وزاد إنتاجه في نفس الوقت.

وحدة الرئاسة: وتعني البعد عن تعدد الرؤساء الذين يتلقى العاملون في المؤسسات الإعلامية الأوامر منهم حتى لا يقع العاملون في الحيرة والاضطراب. وبتحقيق وحدة الرئاسة تحدد مسئولية العامل أمام رئيس واحد هو الذي أصدر إليه التعليمات. وفي نفس الوقت تحدد مسئوليته الرئيس الأدنى أمام رئيسه الأعلى وهكذا تصبح المسئولية منسقة في خط يربط مدير المؤسسة بقاعدة الهرم الإداري من رؤساء الإدارات والأقسام والمشرفين.

التنسيق: ويعني البعد عن التضارب والتناقض، ويتم التنسيق بربط أوجه النشاط المتشابهة مع بعضها البعض.

تكافؤ السلطة مع المسئولية: يعني أن تمنح الشخص المسئول سلطات قانونية تتناسب مع موقعه في العمل والمسئوليات المكلف بها. وتكافؤ السلطة مع المسئولية هو تعبير عن المسئولية الإدارية والقانونية، ويرتبط مع تدرج السلطات.

قصر سلطة الأوامر: وهو ما يعبر عنه بتقصير الظل الإداري، بمعنى أن نوكل سلطة اتخاذ القرار للمشرفين المباشرين على العمل.

التوازن والمرونة: ويقصد بذلك أن يكون تنظيم المؤسسة مرنا لمواجهة التغيرات التي تحدث داخل المؤسسة أو خارجها.

ثالثا: التوجيـــه:

ويمثل هذا العنصر من عناصر الإدارة الاتصال بالمرؤوسين وإرشادهم عن كيفية أداء الأعمال بإصدار التعليمات والشرح والوصف وضرب الأمثلة ورفع الروح المعنوية للمرؤوسين والالتزام بمفاهيم القيادة بقصد الحصول على تعاونهم الاختياري لتنفيذ الأعمال.

ويتطلب هذا دراسة وتفهم واقع العاملين ودراسة حاجتهم وتحسين علاقاتهم وزيادة تفاهمهم وانسجامهم وتحفيزهم بمختلف المحفزات وتكوين فريق متكامل من جماعة العاملين تتناسق مجهوداتهم وتتفق ميولهم ورغباتهم لتحقيق الأهداف المشتركة.

وعليه فإن التوجيه يقوم على ثلاثة ركائز هي:

الدافعية والتحفيز Motivation، وهي تلعب دورا كبيرا في إنجاز الأعمال لما لها من دور في الحصول على الرضا النفسي للأفراد Self-Satisfaction ، وإذا كان الأداء = القدرة × الرغبة. فالقدرة تأتي عن طريق التعلم والتدريب والخبرة في مجال العمل، والرغبة تأتي عن طريق الدافعية والتحفيز.

القيادة Leadership، حيث يقع عليها عبء التوجيه وحفز الأفراد واختيار طرق حثهم على العمل المثمر لإنجاز المهام وكذلك ممارسة بعض أشكال الإجراءات التصحيحية وما ترغب القيادة في تحقيقه. وهناك أنواع من القيادة:

القيادة التسلطية أو الأوتوقراطية.

القيادة الديمقراطية أو المشاركة.

القيادة غير الموجهة – يتنازل فيها المدير عن سلطاته لمرؤوسيه.

الاتصــال Communication:  يولي علماء الإدارة أهمية خاصة لوسائل الاتصال في التوجيه كعنصر من عناصر الإدارة، ويعتبر علماء الإدارة أن وجود قنوات ووسائل وطرق اتصال ناجحة ضرورة من ضرورات نجاح الإدارة. والاتصال في الإدارة يتم بواسطة المقابلة الشخصية أو بالحديث التلفوني، أو بالبرقيات أو بالخطابات أو بالمذكرات أو التقارير أو الاجتماعات أو النشرات الدورية، ويضيف بعض أساتذة الإدارة المجلات والجرائد والأفلام والملصقات كوسائل اتصال تلجأ لها الهيئة لإكمال عملية التوجيه عبر الاتصال.

ويضع الدكتور سيد الهوا ري عدة اعتبارات يجب مراعاتها لإنجاح الاتصال:

تكييف المعلومات على أساس الشخص المستقبل للمعلومات وليس كما يراها المرسل.

إرسال المعلومات في وحدات صغيرة حتى يتمكن المستقبل من فهمها واستيعابها.

يجب على المرسل مراعاة رد الفعل لدى المستقبل وعدم الاكتفاء بتبليغه الرسالة.

يجب أن تحتوي الرسالة معلومات جديدة بالنسبة للمستقبل.

يجب أن لا يتعارض الاتصال مع التسلسل الرئاسي فلا يجوز للمدير أن يعطي المعلومات للعاملين بقسم الأخبار مثلا دون المرور برئيس القسم.

يجب أن تكون الرسالة واضحة ولا تقبل التأويل أو التفسير،

تزداد عملية التوجيه كلما قلت كفاءة أداء الوظيفتين السابقتين التخطيط والتنظيم حيث تزيد المشكلات غير المتوقعة أثناء التنفيذ.

رابعا: الرقابـــة: Controlling:

يقصد بالرقابة قياس النتائج المحصلة للتأكد من مطابقتها للمعايير التي تتضمنها الخطة الموضوعة. وإذا كان هناك انحرافات عن هذه المعايير فإن مهمة الرقابة أن تتعرف على هذه الانحرافات أو الفروق وتبحث عن أسبابها وتصمم لها العلاج المناسب وتضعه موضع التنفيذ وتتأكد أنه صحح الخطأ وأعاد العمل للمسار الصحيح.

والرقابة بهذا المعنى هي الوظيفة الإدارية الخاصة بالتأكد من إتمام تنفيذ المشروع حسبما أعد له من تخطيط وتنظيم وتوجيه. أي التأكد من قيام كل شخص بعمل الشيء المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب وباستخدام الموارد المناسبة. وعلى ذلك فالرقابة تهتم بوجه خاص بالتنسيق.

وهنالك سؤال يطرح نفسه، ما هي الأنشطة الواجب مراقبتها في مجال عمل إدارة المؤسسات الإعلامية؟

وللإجابة على هذا السؤال فإن الرقابة في المؤسسات الإعلامية هي رقابة على الموارد: المادية والبشرية والمالية والمعلوماتية، وتتخذ الرقابة ثلاثة أشكال متميزة هي:

الرقابة السابقة: حيث تتأكد الرقابة في هذه المرحلة من الموارد الداخلة من الناحيتين الكمية والكيفية وذلك قبل دخولها نظام الإنتاج.

الرقابة الجارية: ويقصد بها الرقابة أثناء عملية تحويل المدخلات إلي مخرجات لاكتشاف أي مشاكل قبل بدء المرحلة التالية من مراحل العملية الإنتاجية.

الرقابة اللاحقــة: وهي تتعامل مع محرجات النظام من السلع والخدمات من حيث الكم والكيف.

والنظم الرقابية المتكاملة والشاملة تتضمن الخطوات التالية:

تحديد المعايير.

قياس الأداء.

مقارنة الأداء بالمعايير.

التقييم والتعديل.

وتتعدد أدوات الرقابة ووسائلها وتعتبر الموازنات التقديرية اشهر أدوات الرقابة. كذلك هناك أدوات التحليل للتعرف على المركز المالي للمؤسسة في وقت معين بالإضافة إلي الرقابة على الموارد البشرية من خلال قياس الأداء، كذلك الرقابة على النشاط التسويقي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الهيكل الإداري للمؤسسة الإعلامية

الهيكل التنظيمي للمؤسسة الصحفية هو الكيان المتكامل الذي يتكون من أجزاء وعناصر متداخلة تقوم بينهما علاقات تبادلية بنية إنجاز النشاط وتأدية الوظائف التي تحقق في النهاية إنتاج المؤسسة وعملها وهدفها.

ويكن أن نقسم أنواع التنظيم الإداري بصفة عامة إلي ثلاثة أنواع رئيسية أولها التنظيم المركزي أو الهرمي من حيث تتدرج السلطة من قمة الهرم إلي قاعدته وخير مثال له التنظيم في المؤسسات العسكرية، ومن الواضح أن هذا النوع لا ينجح حين تطبيقه على الصحف.

رسم يوضح الشكل التنظيمي الهرمي

(شكل “أ”)

مستوى أعلى
مستوى متوسط
مستوى أدنى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

والسبب الأساسي الذي يمنع تطبيقه في الصحف أنه يركز السلطات في يد شخص واحد مما يحد كثيرا من إمكانيات التحرك لباقي العاملين في الصحيفة.

إدارة
إدارة
إدارة
إدارة
إدارة

أما النوع الثاني من أنواع التنظيم الإداري فهو التنظيم الوظيفي ، حيث تعطي السلطة حسب مستويات العلم أو الخدمات الخاصة وبحيث يكون وظيفة سلطاتها النهائية الخاصة بها.

 

 

رسم يوضح الشكل التنظيمي الوظيفي (شكل رقم “ب”)

ويسمى هذا النوع من التنظيم أحيانا بالتنظيم الخطي، وهو أيضا لا يصلح في إدارة المؤسسات الإعلامية، لأنه يجعل أقسام الإدارة في هذه المؤسسات تعمل كجزر معزولة. وبدلا من أن تتعاون هذه الأقسام الإدارية لإنجاز المهام الموكلة إليها نجد كل إدارة تتقوقع في مكانها.

مستوى سلطة نهائية
مستوى سلطة نهائية
مستوى سلطة نهائية

أما الشكل الثالث من أنواع التنظيم الإداري فهو عبارة عن خليط من التنظيمين السابقين يجمع أهم مميزاتهم ويتجنب كثير من المساوي فيهما. ويسمى هذا النوع من التنظيم بالتنظيم الهرمي الوظيفي، وفيه تكون السلطات الإدارية متدرجة من أسفل إلي أعلى بحيث يكون لكل مستوى وظيفي أو مرحلة سلطاتها النهائية عند رئيس القسم الذي يكون بدوره مسئولا لدى رئيس أعلى وهكذا حتى تصل لقمة الهرم الإدارية.

 

 

شكل يوضح الشكل التنظيمي الهرمي الوظيفي (شكل رقم”ج”)

ويعتبر هذا النوع من التنظيمات هو الأنسب للمؤسسات الإعلامية لأنه يتيح لرئيس القسم أن يمارس سلطاته على قسمه كما أنه يسمح بحرية العمل داخل الأقســام.

ولكن يبقى في النهاية اختيار الهيكل التنظيمي للمؤسسة الإعلامية يختلف من مجتمع إلي آخر، فتختار كل مؤسسة الهيكل التنظيمي لها بما يتفق وطبيعتها وظروفها الخاصة. فشكل التنظيم الذي يصلح لصحيفة قد لا يصلح لصحيفة أخرى.

ومن الطبيعي أن الهيكل الإداري للمؤسسة الإعلامية يتغير ويتطور بتطور المؤسسة الإعلامية.

والتنظيم الإداري يلعب دورا في نجاح المؤسسة الإعلامية، فنجاح المؤسسة الإعلامية يعتمد على حسن تنظيم المؤسسة ودقة هذا التنظيم وتوزيع الصلاحيات بين أقسامها الإدارية والفنية بشكل يساعد على دفع العملية الإنتاجية في المؤسسة الإعلامية بأسلوب أفضل. وهذه الصلاحيات تختلف بين مؤسسة صحفية وأخرى تبعا لإمكانياتها المالية والتقنية وطبيعة النظام الصحفي الذي تعمل في إطاره، وقد أصبحت المؤسسة الصحفية تمارس نشاطات متعددة منها:

نشاط صحفي: وهذا النشاط يقوم به الكتاب والصحفيون والمراسلون والرسامون والمصورون.

نشاط صناعي: ويتمثل في تشغيل ماكينات الطباعة وأجهزة الجمع وماكينات التصوير والتجليد ويتولاه المهندسون والفنيون والعمال.

نشاط تسويقي: ويتمثل في بيع المساحات الإعلانية وتوزيع الصحف والمجلات ويتولاه خبرا في التسويق والعلاقات العامة.

نشاط مالي وإداري: ويتولاه المحاسبون والإداريون.

ويتم توزيع الهيكل الإداري للمؤسسة الإعلامية على ضوء هذه الأنشطة.

ويتم تقسيم الهيكل الإداري للمؤسسة الإعلامية إلي ثلاث فئات:

الفئة الأولى: فئة الوظائف التخطيطية الإشرافية العليا وتتضمن: رئيس التحرير وكبار معاونيه (نواب رئيس التحرير، مدير التحرير، مساعدي رئيس التحرير، سكرتير عام التحرير) ويتسم عملها بالطابع الإداري التخطيطي، الإشرافي، الرقابي.

الفئة الثانية: وهي فئة الوظائف الإشرافية الوسطي، ولها مهام تنفيذية أيضا تشمل: نواب مديري التحرير، رؤساء الأقسام المختلفة ، ويتسم عملها بالطابع التخطيطي الإشرافي، التنفيذي والرقابي.

الفئة الثالثة: فئة الوظائف الإنتاجية الفنية وتتضمن المحررين، والمندوبين، المراجعين، الرسامين، المصورين، أخصائي المعلومات، المخرجين الصحفيين، المنفذين للصفحات على الشاشة، المراسلين المحليين والدوليين ويتسم عملها بالطابع الإبداعي التنفيذي.

وتعتمد  المؤسسات الصحفية في عملها على عدد من الإدارات:

إدارة التحرير.

إدارة الإعلان.

إدارة المطابع.

إدارة التوزيع.

القسم الإداري.

1- القســم الإداري:

ينقسم القسم الإداري لعدة إدارات فرعية هي:

قسم المستخدمين خاص بالتعيينات، والتعيينات في المؤسسات الصحفية يجب أن تضبطها حاجة العمل الفعلية وأن تبنى على التخصص ويجب أن تضع المؤسسة الإعلامية سياسة واضحة للتعيين.

قسم الحسابات وهو القسم الذي يختص بالجانب المالي في المؤسسة الإعلامية مثل المرتبات والميزانيات وتبيان جداول المنصرفات والوارد.

قسم التدريب: وهو القسم الذي توكل إليه تنفيذ خطة التدريب بالمؤسسة وذلك لاطلاع العاملين على المستجدات في مجال العمل، ولأن التدريب حاجة متجددة فيجب على المؤسسة أن تكون لها خطة واضحة للتدريب.

2- قســم الإعــلانات:

يعتبر أهم أقسام المؤسسة الإعلامية لأنه يأتي بأهم إيرادات الصحيفة، وهذا القسم يدير الإعلانات بطرق مختلفة، فأحيانا تتعاقد الصحف مع شركة إعلانات التي تحتكر عملية الإعلان في الصحيفة وتقوم بجلب الإعلانات مقابل نسبة معينة من أجر الإعلان، وتبلغ هذه النسبة 20% من قيمة الإعلان في الصحافة ، وفي أحيانا أخرى تزيد هذه النسبة لأن الوكالة تتولى عملية تصميم الإعلان بنفسها.

وقسم الإعلان في الصحف مرتبط بشكل أساسي بقسم التحرير حيث تكون هناك خطة مسبقة للاتفاق على الأماكن والمساحات التي يتم تخصيصها للإعلانات.

وتقدر أجور الإعلانات إما بسعر السطر الواحد والعمود الواحد إذا كانت إعلانات إخبارية أو بالسنتمتر المربع إذا كانت الإعلانات مصورة، كما أن الإعلانات قد تكون فردية أو بواسطة عقود تتناول مساحات معينة  أي أن المعلن قد يدفع في كل مرة ثمن الإعلان الذي يريد نشره كما أنه قد يتفق على عدد الأسطر أو السنتمترات.

3- قسم التحرير:

ينقسم قسم التحرير في الصحافة إلي عدة أقسام:

رئاسة التحرير.

سكرتارية التحرير.

قسم الأخبار.

قسم السياسة الداخلية.

قسم السياسة الخارجية.

قسم الرياضة البدنية.

قسم الشئون الاجتماعية.

قسم الفنون والمنوعات والآداب.

القسم الاقتصادي.

القسم القانوني والحوادث (الجريمة).

قسم المحفوظات والأرشيف.

 

مهام رئيس التحرير:

في العادة يكون لكل جريدة رئيس تحرير واحد مسئول لكي يستطيع تنسيق عملية التحرير في الجريدة كلها ويتحمل المسئولية القانونية والأدبية.

ولابد أن تمر جميع مواد التحرير بعد الفراغ من إعدادها في أقسام الجريدة المختلفة على رئيس التحرير لتجهيز للنشر. وهنالك عرف في الصحف أن سكرتير التحرير عليه  ألا يسمح بنشر أي مادة إلا إذا كان عليها توقيع رئيس التحرير. ورئيس التحرير يقع عليه أيضا عبء اختيار الموضوعات الهامة التي تتخذ منها الجريدة المانشتات.

ورئيس التحرير بصفة عامة هو الموجه لسياسة الجريدة وبطريقة تحريرها كما أنه يضطلع في بعض الأحيان بعبء الحصول على الأخبار السياسية الضخمة التي يستطيع الوصول إليها بحكم مركزه واتصالاته برجال الحكم والسياسة.

مهام سكرتير التحرير:

لكل صحيفة أيضا سكرتير تحرير أو أكثر وهو الذي تتجمع لديه مواد التحرير ويتولى توزيعها على الصفحات طبقا (للماكيت) كما يحدد أبناط الطبع للعناوين وصلب الخبر أو المقال وأحيانا تحدد فقرات خاصة مهمة لتكتب بنبط أكبر وأوضح من بقية الخبر للفت النظر إليها. كما أنه يحدد أحيانا مكان الخبر في السطر في الصفحة الواحدة.

4– القســم الفني:

يشمل القسم الفني الخط والرسم والتصوير والجمع الإلكتروني بواسطة الحاسوب. والقسم الفني هو الذي يضطلع بمهمة الإخراج الصحفي.

5- قسم التوزيع:

كثيرا ما تعتمد الصحف مهمة التوزيع لشركات خاصة بالتوزيع. أو تنشئ هي شركات توزيع متفرعة عنها تتولى توزيع الجريدة وغيرها من الصحف والمجلات التي تعهد إليها بمهمة توزيعها.

وقسم التوزيع هو الذي يقوم بتنظيم عملية التوزيع، ويضم خبرا في التوزيع والتسويق، كما يضم القسم عددا من المفتشين الذين يقومون بدراسة عملية التوزيع والأسواق الجديدة في الأحياء والأقاليم المختلفة والدول الخارجية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اقتصاديات الإعـــلام

تعتبر صناعة الإعلام في العصر الحديث واحدة من أقوى البنيات الصناعية التي عرفها العالم. ومصدر قوتها يكمن ليس فقط في تلك الأموال الهائلة التي تستثمر فيها، بل أيضا في هذا التأثير الخطير الذي تلعبه على مستوى الأفراد والجماعات والحكومات والأنظمة ناهيك عن التطورات المتلاحقة والتقنيات المعقدة التي تشهدها اليوم والتي تزيد من فاعليتها وشدة تأثيرها.

وبفضل هذه المتغيرات ظهر إلي الوجود اصطلاح جديد هو (اقتصاديات الصحافة) أو (اقتصاديات الإعلام) ويهتم هذا المجال في الإدارة في المؤسسة الإعلامية بتحقيق أهداف هذه الوسيلة في حيز النشاط الاقتصادي الذي يهدف إلي تلبية حاجات القراء بتقديم الخدمة الصحفية الجيدة وتحقيق العائد المادي دعما لاستمرار النشاط وتدفقه.

والذي يؤكد أن الإعلام أصبح صناعة لها اقتصادها المميز العديد من الشواهد مثل:

أنها أصبحت سلعة مثلها مثل أي سلعة أخرى تتوفر فيها شروط السلطة التي يطلقها الاقتصاديون 5Ms وهي المال Money الأيدي العاملة
Man Power المواد الخام Material الآلات Machines الإدارة Management.

تشترك أهداف المنتج مع أهداف أي سلعة أو منتج آخر مع التأكيد على الخصوصية المتعلقة بمضمون الرسالة الصحفية ووظائفها تجاه الفرد والمجتمع فهناك هدف إشباع الحاجة إلي المعرفة وتحقيق الربحية أو العائد باعتباره مقياس إنتاجية أي صناعة.

إن إدارة مؤسسة صحفية تعتبر نشاطا إبداعيا إداريا وإذا نظرنا للواقع نجد أن كثيرا من مديري الصحف هم من المبدعين ومن منتجي الفكر.

أن مديري وسائل الإعلام تنطبق عليهم صفة مديري المؤسسات الإعلامية الذين يتولون مهمة تهيئة البيئة الإدارية الملائمة والتي تجعل جهود الجماعة موجهة نحو تحقيق أهداف العمل الجماعي حتى تخرج الصحيفة كسلعة مادية أو خدمة ملموسة تهدف لتحقيق الربح.

التغييرات الواسعة التي حدثت في طبيعة العلاقات المهنية والاجتماعية بين فئات العاملين في المؤسسة الصحفية من ملاك وصحفيين وإداريين وأهمية إعادة التوازن في هذه العلاقة بعد دخول عناصر جديدة غريبة عن الروح الصحفية مثل المبرمجين لأجهزة الحاسوب والمنظمين.

تعاظم دور الاقتصاد في الصناعة الإعلامية مع تزايد الاتجاه نحو خصخصة النشاط الإعلامي على المستويين العالمي والمحلي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خصائص صناعة الصحافة

الصحافة صناعة ذات طبيعة خاصة تميزها عن الصناعات الأخرى بحكم تميز منتجها وتميز المشكلات والتحديات التي تحيط بها كمشروعات اقتصادية وتؤثر بشكل أساسي على هياكلها التمويلية. وبما أن المحور الأساسي الذي تدور حوله الإدارة الصحفية هو تحقيق قيادة للمشروع الصحفي من الناحيتين المالية والإدارية أي النهوض بالأعباء الاقتصادية والإدارية لهذا المشروع لكي تجعل المنتج الذي يقدمه وهو الصحيفة قابلا للتداول ويحقق عائدا.

ومن أهم خصائص الصحافة كصناعة:

أنها منتج يصاب بالبوار السريع.

أن عامل الوقت يلعب أهمية كبيرة في هذه الصناعة.

أنها صناعة محفوفة بالعديد من المخاطر مثل الرقابة والإيقاف.

ضخامة الاستثمارات المطلوبة لقيام صناعة صحفية واستمرارها.

جمهورها متباين ويتفاوت ما بين القراء والمعلنين.

أنها صناعة ذات رسالة ومسئولية ثقافية واجتماعية تجاه القارئ والمجتمع.

مصادر تمويل المؤسسة الصحفية

تعتمد الجريدة  في إيراداتها على عدد من المصادر منها:

أولا : التوزيع:

التوزيع هو عملية تسويق للصحيفة كمنتج يهدف توصيلها يهدف للقارئ وذلك بعدد من الطرق والأساليب التي تسهل عملية توصيلها للقارئ عبر منافذ التوزيع.

ويتم ذلك اعتمادا على عدد من الدراسات المسبقة عن الجمهور وظروف السوق والمنافسة مع رسائل الإعلام الأخرى. والتوزيع الناجح هو التوزيع الذي يراعي ظروف وصول الصحيفة في الوقت المناسب والكمية المناسبة مع مراعاة ظروف الطباعة وتوفر الورق والعرض الجيد للصحيفة عند منافذ التوزيع.

وتوكل مهمة التوزيع في الصحيفة لإدارة التوزيع التي تطلع بالمهام التالية:

المساهمة في تحديد الكميات الملائمة لحاجة السوق وتقييمها بحيث تفي بحاجة كل منطقة.

تقديم وعرض الصحيفة في السوق في أسرع وقت والمناداة عليها لإيقاظ الرغبة في نفس القارئ بشرائها.

مراقبة الأسواق للتأكد من أن البائعين يعرضون الصحيفة بالشكل المطلوب ويبيعونها بالسعر المحدد.

العمل على تحصيل قيمة المبيع بأسرع ما يمكن.

استرداد المرتجع في المواعيد المحددة.

اقتراح أساليب جديدة لزيادة توزيع الصحيفة.

توفير بيانات التوزيع لمجلس الإدارة للمساعدة في اتخاذ القرارات.

وهناك عدد من الأساليب التي تتبعها الصحف لزيادة التوزيع:

تجويد عمليات التحرير والإنتاج والإخراج حتى تصبح الصحيفة سلعة جيدة، وتبتدع الصحف العديد من الأساليب لتجويد عمليات التحرير مثل استكتاب الكتاب والإعلان عن ذلك ونشر القصص المتسلسلة وذلك لربط القارئ بالصحيفة وإجراء المسابقات وإصدار الملاحق والأعداد الخاصة. وقد أثبتت دراسة أجراها الدكتور الحسيني الديب أن مباريات الدوري العام وتغطيتها ونشر المذكرات والمسابقات التي تجرى في شهر رمضان وتغطية الأحداث الهامة كلها عوامل تزيد من عمليات التوزيع.

إصدار أعداد ممتازة من الصحيفة: تنتهز بعض الصحف المناسبات مثل عطلة نهاية الأسبوع والإجازات والأعياد القومية لإصدار أعداد ممتازة تتميز بمحتوياتها وملحقاتها وإخراجها.

العرض الجيد: الصحيفة سلعة وهي كما أسلفنا سلعة سريعة البوار لذا يجب أن نقدمها بشكل يجعل قراءتها أمرا جاذبا ولافتا. وتتعمد بعض الصحف أن يكون لديها موزعين بزي مميز ويقفون في مواقع متميزة مثل إشارات المرور ومحطات المواصلات العامة ودور الرياضة والسينما.

التجديد: ونعني التجديد للأبواب الثابتة في الصحيفة والمادة التحريرية وذلك لتفادي الملل الناتج من رتابة المادة الصحفية ولكسر النمطية في الصورة التي تعود القارئ أن يرى الصحيفة عليها.

وسائل المواصلات: تؤثر توفر مواصلات جيدة على عمليات التوزيع ومن الأفضل أن تكون للصحيفة أو شركة التوزيع وسائل مواصلاتها الخاصة وإلا فعليها اختيار أكثر وسائل المواصلات. فاعلية بمهمة توزيع الصحيفة.

المسابقات: وهي من الوسائل الحديثة التي أثبتت فاعليتها في زيادة التوزيع هي طرح المسابقة ويطلب من المشترك أن يرفقها بكوبون وتتعمد الصحيفة أن تكون المسابقة سهلة الحل حتى تضمن اشتراك أكبر عدد من القراء في المسابقة وخير مثال لذلك صحيفة الشرق الأوسط ومجلة العربي.

الاشتراكات المخفضة وتقديم هدايا من المطبوعات.

أما العوامل التي تقلل من عمليات التوزيع فتتمثل في:

الأزمات الاقتصادية وما ينتج عنها من حالات الركود في السوق.

هدوء الأحوال السياسية في الداخل والخارج حيث ثبت أن التوزيع يزداد مع ازدياد الأزمات السياسية والكوارث والحروب والحوادث والانتخابات.

المنافسة الصحفية والإعلامية حيث أن زيادة عدد الصحف يؤدي لإغراق السوق بالعديد من المطبوعات مما  يقلل من درجة التوزيع.

المستوى الاقتصادي للقراء ودرجة اهتمامهم بالقضايا العامة.

ثانيــا: الإعــــلان:

تشكل إيرادات الإعلان أي بيع الصحيفة لجزء من مساحتها للمعلنين مقابل أجر المورد الثاني للإيرادات في المؤسسة الصحفية المعاصرة، وقد أصبح الإعلان اليوم جزءا لا يتجزأ من هيكل الاقتصاد القومي باعتباره أحد الأنشطة الرئيسية في ميدان تسويق السلع والخدمات التي أصبحت متوافرة بكميات ونوعيات متزايدة ومتطورة، كذلك أصبحنا نلمس اتجاها متصاعدا للتوسع في الإنفاق الإعلاني، وتباع المساحة الإعلانية في الصحيفة عادة بأحد الطرق الثلاثة:

بالصفحة أو تقسيماتها.

بالموضوع المحدد (الإذن).

بالسطر أو بالرسم مع بيان عرض العمود.

ويتحكم عدد النسخ المطبوعة في تحديد سعر الإعلان فكلما ازداد عدد النسخ المطبوعة زاد سعر الإعلان والعكس صحيح أيضا. غير أن ثمة عوامل أخرى تدخل في تحديد السعر غير عامل التوزيع، فكلما ازداد عدد مرات نشر الإعلان قل السعر. كما أن موقع الإعلان في الصحيفة أو المجلة إذا كان على الصفحة الأولى أو صفحة الغلاف أو الصفحة الأخيرة أو الصفحات الداخلية يتحكم في سعره ويجعله مختلفا.

وتستخدم الصحف سعرين أحدهما سعر عادي بالنسبة للإعلانات التي ترد بشكل عارض وثانيهما مختص بالنسبة للإعلانات التي تأخذ صفة الثبات. وتعطي بعض الصحف خصما على كمية الإعلانات المنشورة خلال فترة زمنية محددة أو للإعلانات المتكررة.

وبشكل عام يمكننا القول أن الإيرادات الإعلانية للمؤسسة الصحفية تتأثر بالعديد من العوامل التي تتعلق بالمجتمع الذي تصدر فيه وتؤثر بشكل مباشر على نشاط تسويق المساحات الإعلانية ومن أمثلة ذلك:

الحالة الاقتصادية للمجتمع من انتعاش وركود.

إنتاج سلعة جديدة والحاجة لضرورة تعريف المستهلك بها.

زيادة عدد السكان وانتشار توزيعهم مما يؤدي إلي ضرورة تعريفهم بالسلع المنتجة.

انتشار الأسواق وبعد المنتج عن المستهلك ووجود عنصر المنافسة.

كذلك تتأثر قيمة الإعلان بعوامل ترتبط بالصحيفة نفسها:

مدى انتشار الصحيفة وشعبيتها.

أسعار بيع المساحات الإعلانية بالصحيفة.

المستوى الفني للإخراج الصحفي.

الخدمات التي تؤديها الصحيفة للمعلن.

وقت صدور الصحيفة (صباحية أم مسائية).

دورية الصحيفة (يومية – أسبوعية – نصف شهرية).

ثالثا: عائدات بيع النسخ المرتدة:

تمثل هذه العائدات المصدر الثالث في قائمة مصادر إيرادات المؤسسات الصحفية.

ويتم بيع المرتجعات من الصحف في معظم الدول النامية في أغلب الأحيان بالميزان لتستخدم كورق لف.. أما في البلدان المتقدمة فتباع لإعادة تصنيعها.

رابعا: عائدات عمليات الطباعة التجارية والنشر لحساب الآخرين:

هنالك سببان رئيسيان جعلا من عمليات الطباعة التجارية لحساب الآخرين موردا مهما من موارد الإيرادات للمؤسسات الصحفية المعاصرة السبب الأول هو تفوق مطابع المؤسسات الصحفية ووفرة إمكانياتها والسبب الثاني هو اتساع نطاق الأعمال الطباعية نتيجة للتطور الثقافي والإداري في العالم المتقدم والعالم النامي على السواء.

ولذا فإن معظم الصحف تحاول استغلال إمكانياتها الطباعية للقيام بأعمال الطباعة التجارية سواء كانت لصحف أخرى أو مجلات أو لكتب أو أي شكل أخرى من أشكال المنشورات وذلك لزيادة مواردها المالية.

ويحرص ملاك المطابع على ألا يتعارض ذلك النشاط التجاري مع نشاط المطبعة الأصلي في طباعة صحف المؤسسة أولا.

ولهذا تعمل بعض المؤسسات بفصل مطابعها التجارية عن المطابع التي تقوم بطباعة صحيفتها التي تصدرها. و تؤكد أحد الدراسات أن الطباعة التجارية تشكل نسبة 18.7% .

 

خامسا: للأنشطة الاستثمارية للمؤسسات الصحفية:

تسعى المؤسسات الصحفية المعاصرة إلي استحداث موارد مالية من مصادر جديدة ومتجددة من خلال القيام بعدد من الأنشطة الصحفية والاستثمارية التي تدر عائدا أو التشغيل التجاري لبعض إمكانياتها التقنية، أو تسويق خبراتها في مجال التخطيط وأحسن مثال في عالمنا العربي على فاعلية هذا المورد ما تفعله مؤسسة الأهرام الصحفية التي تملك مركزا للحاسوب يقدم خدمات لبعض المؤسسات الحكومية، كذلك تمتلك بنكا للمعلومات والأخبار ومركزا للدراسات الاستراتيجية ودارا للنشر ودارا للتوزيع تتولى حتى توزيع أشرطة الكاسيت والفيديو، كما تمتلك وكالة للإعلان، كما تمتلك وكالة للصحافة والنشر تقدم خدماتها الإخبارية للصحف والوكالات على المستوى المحلي والدولي.

سادسا: المساعدات المالية المشروعة (الدعم الحكومي):

تتعدد صور مساعدات الدولة للصحافة بتعدد طبيعة العلاقة المتبادلة بين الأوضاع القانونية للصحافة ونظرة النظام السياسي لها. وفي هذا الإطار نجد أن بعض الأنظمة التي تؤمن بالصحافة ودورها خصوصا في العالم الحر تقدم دعما للصحافة مثل الإعفاءات الجمركية والضرائب وتخصيص الأرض وتخفيض قيمة الكهرباء والماء وخلاف ذلك، ويصبح هذا الدعم مشروعا ما لم يرتبط بتقييد حرية الصحافة أو فرض الشروط عليها.

عناصر تكاليف صناعة الصحافة (المصروفات):

يمكننا أن نقسم مصروفات الصحيفة إلي ثلاثة أنواع رئيسية، الأول المصروفات شبه الثابتة، والثاني المصروفات المتغيرة والثالث مصروفات الاستثمارات الجديدة.

 

أولا: المصروفات شبه الثابتة:

وتشمل الأجور والمرتبات وقيمة إيجار الأماكن التي تشغلها الصحيفة إذا كانت الصحيفة لا تملك دارا خاص بها. كما تشمل أقساط التأمين كما أنها تشمل منصرفات التحرير والإخراج وتسمى بتكلفة التحرير.

ثانيا: المصروفات المتغيرة:

وتشمل الورق والأحبار والمواد الطباعية المختلفة كما تشمل مصاريف التوزيع وقيمة الضرائب المستحقة وما شبه ذلك.

ثالثا: الاستثمارات الجديدة:

وتشمل هذه المصروفات مصروفات تجديد الصحيفة من مباني ووسائل حركة وماكينات وأجهزة حاسوب وأثاثات وبناء المباني الجديدة وكل ما يدخل في خطة تنمية وتطور الصحيفة.

وختاما إن العلاقة بين موارد الصحيفة ومصروفاتها هي المعادلة التي تقوم الإدارة بحلها في كل يوم. ويقدر نجاح الإدارة في حل هذه المعادلة التي تدخل فيها عوامل مختلفة غير الأرقام الرئيسية في هذه المعادلة تتعلق بتلك العوامل المختلفة وهي تتلخص في أن الصحيفة مؤسسة ثقافية، وأن صناعة الصحافة يختلط فيها العامل المادي بالعامل المعنوي في كل عدد.

 

 

 

اقتصاديات الإعلام (دراسة مقارنة)

نتحدث في البداية بشكل تفصيلي عن اقتصاديات الإعلام في العالم الغربي والعالم الثالث والعالم الاشتراكي، ثم نضع في نهاية ذلك جدولا يبين لنا الفرو قات بينها من خلال ملكية الصحف ودعم الدولة وتأثير الإعلان وأهداف الإعلام.

تعكس الصحافة عادة التركيبة الاقتصادية للمجتمعات المختلفة. ولهذا فإن دراسة النظام الإعلامي لأي دولة يجب أن يأخذ في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية في تلك الدولة.

ولقد كيفت كل دولة النظام الإعلامي فيها وفقا لفلسفتها القومية الأساسية ووفقا لمشاكلها الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بحيث أن دراسة الأنظمة الإعلامية المقارنة يكشف أنماطا متعددة لمسلكية الصحافة في الدول المختلفة.

إن الإنتاج الرئيسي للمؤسسات الإعلامية يكمن في رسائلها الإعلامية، ونظرا لطبيعة الرسائل الإعلامية وتأثيرها على الفرد والجماعة والمجتمع ككل فإن المؤسسات الإعلامية تجد أنواعا من القيود والكوابح والضغوط التي تؤثر على نشاطها، والمؤسسات الإعلامية هي منظمات تتأثر بالبيئة التي تحيط بها بكل أوجهها السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وهكذا فإننا نجد أن المؤسسات الصحفية تخضع – في أحوال كثيرة – إلي قيود، وكوابح، وضغوط ، تمارس عليها من قبل مؤسسات أخرى، سياسية كالدولة، واجتماعية كالمجتمع، واقتصادية كالشركات، ويكمن السبب في وضع هذه الضغوط على إدارة المؤسسات الإعلامي لإدراك الجهات الضاغطة لأهمية الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام وتأثيرها الخطير على المجتمع، ولذا فإن هناك محاولة دائمة للسيطرة على المعلومات ونشرها في جميع المجتمعات. وقد تختلف درجة السيطرة وشكلها وأسلوبها، إلا أنها تلتقي جميعا على ضرورة وضع بعض القيود والكوابح وممارسة الضغوط على المؤسسات الصحفية. وتدرك دول العالم ما للإعلام من أهمية سياسية في تشكيل الرأي العام، واقتصادية في تدعيم خطط التنمية والنشيط الاجتماعي، وثقافية من خلال تنوير الناس واطلاعهم على آفاق جديدة من المعرفة والثقافة، واجتماعية بتأثيرها على أشكال أنماط الحياة الاجتماعية السائدة.

ولذلك تكاد تلتقي معظم الدول في وضع قوانين للعمل الإعلامي – وخاصة الصحافة – من خلال قوانين المطبوعات واللوائح وغير مباشرة فهي تؤثر على طبيعة الرسالة الإعلامية كما تؤثر على التوظيف وعلى عملية النشر ذاتها وعلى اتخاذ القرار.

وحري بالقول هنا أن وسائل الإعلام الجماهيرية في كل دولة ترتبط ارتباطا وثيقا وليس فقط بتاريخ الدولة وقيمتها وتنظيمها الاجتماعي ولكن بمؤسساتها الاقتصادية أيضا. ويختلف الدور بشدة حول مقدار تدخل الحكومة أو مساعدتها في تقديم الدعم.

مقارنة بين اقتصاديات الإعلام في العالم العربي والعالم الثالث والعالم الاشتراكي وذلك من خلال ملكية الصحف – دعم الدولة – تأثير الإعلان وأهداف الإعلان.

في العالم العربي:

لقد ارتبط ظهور النظام السلطوي للصحافة بالنشأة الأولى للصحف في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر في أوربا الغربية وهو يعتبر أقدم الأنظمة الصحفية من الناحية التاريخية، وقد ظل هذا النظام يسيطر على الصحافة في غرب أوربا طوال قرنين كاملين، أي منذ ظهور الصحافة في نهاية القرن السادس عشر وحتى قيام الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، ولا يمكن فهم طبيعة النظام السلطوي للصحافة بدون التعرف على طبيعة النظام السياسي الذي كان قائما في ذلك الوقت، فقد عرفت أوربا الغربية في هذه الفترة لونا من الحكم كان مزيجا من الحكم الاستبدادي والحكم المطلق، وفي الحكم الاستبدادي لا يخضع الحاكم فردا كان أو جماعة للقوانين الوضعية، ولا يعرف لسلطاته حدا، فهو يستعمل سلطته كما يريد وكيف يريد، وإرادته هي القانون.

وفي الحكم المطلق تكون السلطة مركزة في شخص واحد أو هيئة واحدة، بدون أن يكون بجانب هذا الشخص أو هذه الهيئة سلطة أخرى تشترك معه أو معها في الحكم، ولكن هذا الشخص أو الهيئة التي تنحصر فيها السلطة بواسطة قوانين تخضع لها. وبذلك يختلف الحكم الاستبدادي عن الحكم المطلق إذ أن الحكم الاستبدادي لا يخضع للقوانين، في حين أن الحكم المطلق له قوانين يلتزم بها.

وقد كان معظم الملكيات التي قامت في أوربا الغربية طوال القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر موزعة ما بين الحكم الاستبدادي والحكم المطلق، ومستندة في ذلك على بقايا من الفكر الإقطاعي وفلسفات العصور الوسطى حيث سادت فكرة الحق الإلهي للملوك.

ويقوم البناء النظري للنظام السلطوي للصحافة على أساس جعل الصحافة في خدمة السلطة الحاكمة سواء كانت تقوم على الحكم الاستبدادي أو الحكم المطلق ويمكن إيجاز المبادئ الأساسية لهذا النظام في الأسس التالية:

أولا: إن الصحافة ملتزمة بتأييد كل ما يصدر عن الحكومة أو ما يتعلق بها، وهي مطالبة بالدفاع عن سياساته، وباختصار هي مطالبة بالدعاية للنظام الحاكم.

ثانيا:  إن السماح لأي فرد بالعمل في الصحافة، إنما هي منحة من الحاكم وامتياز يختص به من يشاء من رعيته، وهذا الامتياز الممنوح للفرد يترتب عليه الالتزام بتأييد النظام الحاكم وسياساته، فإذا ما أخل الفرد بهذا الالتزام سحب منه هذا الامتياز، فلا يعود له حق بالعمل بالصحافة.

ثالثاً: ليس ضروريا أن تقتصر ملكية الصحف على الحكام أو الحكومة، فقد سمح للأفراد بملكية الصحف التي يصدرونها ولكن يظل قيام هذه الصحف واستمرارها رهن برغبة السلطة.

وفي مقابل سماح الحاكم للأفراد بحق تملك الصحف فإنه  أوجد للسلطة الحاكمة حقوقا أخرى ليوازن بها هذا الحق، مثل الزام الفرد بضرورة الحصول على ترخيص حكومي بإصدار الصحيفة ومثل حق الحكومة في فرض الرقابة على ما تنشره الصحف، ومثل حق الحكومة في وضع القوانين التي تعاقب الصحف على خروجها على القانون، ومثل حق الحكومة في فرض الضرائب على الصحف للحد من نفوذها.

رابعا: إن درجة الحرية المسوح بها للصحف، يجب أن تكون مناسبة للحالة السياسية التي توجد بالمجتمع الذي تصدر به هذه الصحف، أما تقدير هذه الدرجة من الحريات الصحفية فهو متروك للسلطة الحاكمة.

ورغم أن النظام السلطوي للصحافة، لم يعد يتمتع اليوم بأي قدر من الاحترام عند شعوب الأرض كافة، إلا أننا يمكن أن نجد نماذج له “بصورة معدلة” في الوقت الحاضر في العديد من دول العالم الثالث في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، بل أن عدد من دول غرب أوربا كانت تعيش في ظل هذا النظام حتى سنوات قريبة مثل إسبانيا والبرتغال، كذلك فقد سبق وقدمت لنا ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية نماذج صارخة لتطبيق هذا النظام في النصف الأول من هذا القرن.

ويمكن توصيف خصائص النظام الصحفي في العالم الغربي في المحددات التالية:

ملكية الصحف: السماح للأفراد بتملك الصحف إلي جانب الحكومة أي الأخذ بأسلوب (الملكية المختلطة).

طرق اصدار الصحف: اشتراط الحصول على ترخيص من السلطة.

التأمين المالي: اشتراط دفع تأمين مالي قبل الإصدار.

حق ممارسة العمل الصحفي: اشتراط حصول المواطن على ترخيص من السلطة للعمل في الصحافة ، أو اشتراط القيد المسبق.

الجزاءات والعقوبات الصحفية: منح السلطات الإدارية (السلطوية) حق توقيع الجزاءات والعقوبات على الصحف.

تعطيل وإلغاء الصحف: منح السلطات الإدارية (السلطوية) حق تعطيل الصحف أو إلغائها.

الرقابة على الصحف: للسلطة الحق في فرض الرقابة على الصحف.

حق نقد رئيس الدولة: لا يسمح للصحف بنقد رئيس الدولة.

حق نقد نظام الحكم: لا يسمح للصحف بنقد نظام الحكم.

لقد وضعت البذور الأولى للنظام الليبرالي للصحافة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، وخاصة بعد إعلان الاستقلال الأمريكي بما تضمنه من تأكيد على حرية الصحافة وكذلك مبادئ حقوق الإنسان التي أعلنتها الثورة الفرنسية وخاصة مبدأ حرية الصحافة.

والنظام الليبرالي للصحافة يرتبط بالليبرالية نفسها كفلسفة وأسلوب حياة، ويقصد بها الإشارة إلي التطور الفكري الذي حدث في القرن السابع عشر والثامن عشر في غرب أوربا، حيث وضعت الطبقة البورجوازية أسس حقها الكامل في إدارة الدولة بعد أن أزاحت من طريقها جميع الحواجز التي كانت تعوق حرية الفرد وحيث حل مبدأ سيادة الشعب محل الحق الإلهي للملوك.

وقد استهدفت الليبرالية تقليل القيود التي تضعها الدولة على الفرد إلي أقصى حد، وحصر دور السلطة في ثلاثة أهداف فقط هي تحقيق أمن الفرد وسلامته وخيره العام. فالليبرالية ترفض أي مبرر لتدخل الدولة شؤون الأفراد حتى لو ادعت أنها تريد بذلك تحقيق مصلحة لهم.

وقد كان إيمان الفلسفة الليبرالية بحرية الفرد هو الذي دفعها في المجال السياسي إلي الدعوة إلي الانتخاب العام وبأن يكون البرلمان مسئولا أمام الناخبين.

ويقوم النظام الليبرالي للصحافة على المبادئ التاليـــة:

أن حق الفرد في أن يعرف، حق طبيعي كحقه في الماء والهواء. ولكي يمارس الفرد هذا الحق الطبيعي لابد للصحافة أن تتمتع بحريتها كاملة دون أية قيود تأتي من خارجها.

أن حق الفرد في أن يعرف يصبح بلا معنى، إذا لم يكن لهذا الفرد الحق في أن يختار ما يريد أن يعرفه، وهذا الحق في الاختيار لا يتحقق إلا إذا أتيح لكل فرد أن يعبر عما يريد، وبالطريقة التي يراها سواء كان في ذلك مؤيدا للسلطة السياسية القائمة أول معارضا لها.

واتساقا مع حق كل فرد في أن يعبر عما يراه، ورغبة في الحيلولة دون احتكار فرد أو مجموعة أفراد لهذا الحق، يؤكد النظام الليبرالي للصحافة على حق أي فرد (أو أي جماعة) في أن يصدر ما يشاء من الصحف ما دام قادرا على ذلك ودونما حاجة إلي ربط هذا الحق بتصريح من السلطة الحاكمة.

إن حق الفرد (أو الجماعة) في التعبير عن رأيه عن طريق إصدار الصحف أو الكتابة فيها، لا يمكن أن يتحقق إذا فرض على الصحف أي لون من ألوان الرقابة، سواء كان منها سابقا على النشر أو لاحقا له، وأن أي تجاوز تقع فيه الصحيفة أو الصحف هو شأن القضاء وحده.

ولقد حدثت إضافات هامة إلي النظام الصحفي الليبرالي بفعل التطورات الهامة التي كثير حدثت في المجتمعات الليبرالية في النصف الأول من القرن العشرين سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو في غرب أوربا.

ففي الولايات المتحدة نمت الصناعة في هذه الفترة وزادت حدة المنافسة وهد ذلك كثير من الأحيان سلامة البناء الاقتصادي للمجتمع كله، وقد دفع الخطر إلي اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتشريعات التي تسمح بتداخل الدولة في الاقتصاد الرأسمالي، بحيث اتسع المفهوم الليبرالي المعاصر ليشمل الحركة التي أطلق عليها دولة الرفاهية أو الخدمة العامة أو دولة الرفاهية العامة، وهي حركة تدعو إلي تدخل الدولة لتحقيق مجموعة من التشريعات التي تستهدف تخفيف حدة الرأسمالية عن طريق تقديم بعض التنازلات لصالح الطبقة العاملة والفقراء، كقوانين التأمين ضد البطالة والتأمين ضد العجز والتأمين الصحي، والتأمين على الحياة، بل أن أفكار مثل الضرائب التصاعدية التي تفرض لصالح الأغلبية صارت جزءا أساسيا اليوم من الفكرة الليبرالية، واصبح جوهر المبدأ الليبرالي يقول اليوم بأن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج يجب أن تبقى ولكن لابد وأن ينظم نتاج هذه الملكية بحيث يمكن تقديم العون لمن لا تمكنهم أجورهم من التمتع بمستوى معيشي معقول لذلك فقد صار المثل الأعلى الليبرالي اليوم هو إقامة دولة الرفاهية.

أما دول غرب أوربا فقد شهدت هي الأخرى تطورات اجتماعية وفكرية بالغة الأهمية، فقد كانت غالبية الأحزاب الاشتراكية في هذه الدول تدين بالماركسية مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني والاتحاد الديمقراطي الأسباني والحزب الاشتراكي الديمقراطي الدنماركي والاتحاد الديمقراطي الاشتراكي في بريطانيا. ولكن سرعان ما بدأت هذه الأحزاب في الابتعاد تدريجيا عن الماركسية وبالذات مع بداية هذا القرن عندما أدخلت تغييرات جوهرية على قوانين الانتخابات في كثير من دول غرب أوربا جعلت من الممكن أن يحصل الاشتراكيون على عدد من المقاعد البرلمانية التي منحتهم قوة سياسية أخذت تنمو باستمرار ومكنتهم بالتدريج من الحصول على مكاسب هامة لجمهور الناخبين. وبمرور الوقت صار من الممكن لهذه الأحزاب أن تحصل على الأغلبية البرلمانية، بل وأن تصل إلي الحكم.

وهكذا فق أدى التطور الاجتماعي والسياسي في المجتمعات الليبرالية في غرب أوربا خلال النصف الأول من هذا القرن، إلي ظهور نظرية سياسية جديدة هي الاشتراكية الديمقراطية، وقد أخذت هذه النظرية من الفلسفة الليبرالية جانبها السياسي المتمثل في الديمقراطية بما تعنيه من حياة نيابية وحريات مدنية وفي مقدمتها حرية الصحافة. وعلى هذا الأساس ظهرت نظرية جديدة في الإعلام الليبرالي وهي ما يعرف بنظرية المسؤولية الاجتماعية وهي نظرية ترفض الفردية المطلقة في ليبرالية القرن التاسع عشر، وبذلك أضيف إلي مبادئ النظام الصحفي الليبرالي المعاصر مبدأين جديدين وهم:

الأول – ضرورة التزام ذاتي من جانب الصحافة بمجموعة من المواثيق الأخلاقية التي تستهدف إقامة توازن بين حرية الفرد من ناحية وبين مصالح المجتمع من ناحية ثانية، وبمعنى آخر لابد من وجود (الحرية المسؤولية) ويتحقق ذلك بخضوع الصحافة لرقابة الرأي العام في المجتمع عن طريق مواثيق الشرف الصحفية.

وقد كان من ثمرات هذا المفهوم إنشاء ما سمي بمجالس الصحافة في كثير من المجتمعات الأوربية، ثم انتقلت إلي أنحاء متفرقة من العالم، ويوجد بالعالم الآن عدد كبير من مجالس ذات تمثيل مشترك من أصحاب الصحف والصحفيين، والنوع الثاني مجالس ذات تمثيل مشترك من أصحاب الصحف والصحفيين والجمهور.

الثاني – أن للصحافة وظيفة اجتماعية هي تقديم البيانات عن الأحداث الجارية بصرف النظر عن نوعية التأثير الذي قد تحدثه هذه البيانات على القراء.

ويمكن توصيف خصائص النظام الصحفي الليبرالي في المحددات التالية:

ملكية الصحف: الملكية الفردية للصحف.

طرق إصدار الصحف: إصدار الصحف غير مشروط بترخيص أو إخطار.

التأمين المادي: لا يشترط دفع أي تأمين مادي قبل الإصدار أو بعده.

حق ممارسة العمل الصحفي: للمواطن الحق في ممارسة العمل الصحفي بغير شروط.

الجزاءات والعقوبات الصحفية: من حق القضاء وحده.

تعطيل وإلغاء الصحف: لا حق لأي سلطة في المجتمع ومن بينها السلطة القضائية تعطيل أو إلغاء الصحف.

الرقابة على الصحف: يمنع فرض الرقابة على الصحف.

حق نقد رئيس الدولة: يسمح للصحف بحق نقد رئيس الدولة.

حق نقد نظام الحكم: يسمح للصحف بنقد نظام الحكم.

دعم الدولـــة:

في الولايات المتحدة الأمريكية تصر الصحافة على أن وجودها مستقل عن الحكومة وليس حقا يمنح في ظل التعديل الأول، والامتداد الطبيعي لهذا هو أن الحكومة ليست ملزمة بدعم الصحافة ولا ينبغي عليها أن تكون لها صحافة خاصة بها فالأمريكيون يرون أن مساعدة الحكومة للصحافة إفساد أكيد لها ويعتقدون أن الصحافة التي تتلقى الإعانات المالية لا يمكن أبدا أن تتمتع بحرية حقيقية أو يكون لها نفوذ، بل أن الحكومات المستبدة هي التي تستخدم هذه المعونات لمكافاة الصحف التي تتفق معها. ولكن لا يعني هذا أبدا أنه لا يوجد في الولايات المتحدة ودول أوربا امتيازات تعطي للصحافة، بل أن هنالك الكثير من الحوافز التي تقدم على شكل معونات عامة وغير مباشرة للصحف سواء من خلال أخذ ضرائب مخفضة من هذه الصحف، أو عدم وضع الجمارك والقيود على حركة استيرادا وتصدير ورق الجرائد والأحبار، وما إلي ذلك.

في العالم الاشتراكي:

يقوم المفهوم الاشتراكي للصحافة على نقد المفهوم الليبرالي للصحافة، كما قام الفكر الاشتراكي على نقد الفكر الليبرالي، لذلك ينطلق المفهوم الاشتراكي أو الماركسي للصحافة من رفض المفهوم الليبرالي للصحافة حيث يؤكد أن حرية الصحافة في ظل المفهوم الليبرالي هي فقط (حرية الطبقة أو الطبقات التي تحكم، وبالتالي لا توجد حرية خالصة أو ديمقراطية خالصة) وهي أيضا حرية البورجوازية الذين يملكون الصحف، وليست حرية المواطنين الذين يقرأون هذه الصحف.

كذلك فالصحافة في النظام الاشتراكي مطالبة بالربط بين مضمون المادة الصحفية وبين احتياجات المجتمع، وهي أيضا مطالبة بمراعاة الجدل، وذلك برصد العلاقات المتغيرة بين العام والخاص في المادة الصحفية المنشورة، فالخاص ينبغي أن تعطيه الصحافة طابعا عاما.

ويقوم النظام الاشتراكي للصحافة على المبادئ التاليـــة:

أن تكون الصحافة واقعية، بمعنى تصوير واقع الحياة الاجتماعية دونما تدخل لتشويه هذه الصورة بالتهويل أو التهوين.

أن تكون الصحافة ملتزمة، أي ترتبط بقضايا ومشكلات المجتمع والنظام السياسي القائم، وبالأيدلوجية السائدة فيه وأن تلعب دورا في التوعية بهذا النظام الاجتماعي وبتلك الأيديولوجية.

أن تكون الصحافة جماعية بمعنى ألا تركز على النشاطات الخاصة، وأن تهتم بالعمل الجماعي، وأن تحرص باستمرار على إبراز العلاقة القائمة بين الحدث والمجتمع.

ولكي تتحقق للصحافة في النظام الماركسي طابع الواقعية والالتزام والجماعية فإنها ترفض أي شكل من أشكال الملكية الفردية للصحف، وتضم بدلا الملكية الاجتماعية للصحف ممثلة في الأحزاب والاتحادات والنقابات.

ويمكن توصيف خصائص النظام الصحفي الاشتراكي في المحددات التالية:

ملكية الصحف: السماح بالملكية العامة ومنع الملكية الخاصة للصحف.

طرق إصدار الصحف: اشتراط الحصول على ترخيص من الحكومة أو الحزب.

التأمين المادي: لا يشترط دفع التأمين المالي.

حق ممارسة العمل الصحفي: اشتراط الحصول المواطن على ترخيص من الحكومة أو الحزب للعمل في الصحافة.

الجزاءات والعقوبات الصحفية: بعضها من حق السلطات الإدارية والبعض الآخر من حق السلطات القضائية وحدها.

تعطيل وإلغاء الصحف: من حق الحكومة أو الحزب تعطيل أو إلغاء الصحف.

الرقابة على الصحف: للحكومة أو الحزب الحق في فرض الرقابة على الصحف.

حق نقد رئيس الدولة: لا يسمح للصحف بنقد رئيس الدولة.

حق نقد نظام الحكم: لا يسمح للصحف بنقد نظام الحكم.

في العالم الثالث:

توجد ثلاثة أنواع من ملكية الصحف في دول العالم الثالث، يقوم النوع الأول منه على الملكية الخاصة للصحف، سواء اتخذت هذه الملكية شكل ملكية الأفراد أو الشركات أو المؤسسات الخاصة وهو النوع الذي يسود النظام الصحفي الليبرالي ، أما النوع الثاني من ملكية الصحف فهو يقوم على الملكية العامة، سواء اتخذت شكل ملكية الحزب الحاكم، وهذا النوع من الملكية العامة للصحف هو الذي يسود النظام الصحفي الاشتراكي. أما النوع الثالث من الملكية فهو الذي يقوم على الملكية المختلط للصحف ، أي أنه يسمح بالملكية الخاصة للصحف إلي جانب الملكية العامة، وهو النوع الذي يسود النظام الصحفي السلطوي.

حري بالقول أنه توجد ثلاثة طرق لإصدار الصحف، يقوم أولها على (الترخيص) أي ضرورة الحصول على ترخيص حكومي مسبق بالموافقة على إصدار الصحيفة، أما الطريقة الثانية لاصدار الصحف، فهي تقوم على (الإخطار) المسبق، أي ضرورة إخطار السلطات الحكومية المختصة بالرغبة في إصدار الصحيفة، مع ربط الأخطار بضرورة موافقة السلطة على الإصدار، حيث تأخذ هذه الموافقة شكلين: الأول، اشتراط عدم الإصدار إلا بعد موافقة السلطة على هذا الإخطار، وهذا الشكل لا يختلف كثيرا عن طريقة الترخيص. أما الشكل الثاني فيحدد مهلة زمنية للإخطار، يحق للسلطة خلالها الاعتراض على إصدار الصحيفة، أما إذا انقضت المهلة دون اعتراض من السلطة، اصبح من حق الصحيفة الصدور دون انتظار الموافقة، باعتبار أن عدم الاعتراض يعتبر في حد ذاته موافقة على الإصدار.

وكلا الطريقتان تسودان في كل من النظام الصحفي السلطوي والنظام الصحفي الاشتراكي.

أما الطريقة الثالثة لإصدار الصحف ، فهي التي تقوم على إطلاق حرية إصدار الصحف دون أية شروط مسبقة. وهذه الطريقة تسود النظام الصحفي الليبرالي.

وقد تبين أنه لا يوجد أي نظام صحفي في دول العالم الثالث يتبع الطريقة الثالثة في الإصدار، وهي الطريقة التي تقوم على إطلاق حرية إصدار الصحف بدون شروط مسبقة ونظام الإخطار الذي تكلمنا عنه سابقا، غير مطبق في دول العالم الثالث. اللهم إلا من خلال نظام صحفي عربي واحد، وهو النظام الصحفي المصري الذي يقوم على مبدأ “الإخطار” مع حفظ حق الحكومة في الاعتراض خلال فترة زمنية يحددها القانون بأربعين يوما، ويعتبر عدم الرد على الإخطار بمثابة عدم اعتراض من الحكومة على الإصدار.

أما إصدار الصحف على مبدأ (الرخصة) فمطبق في الكثير من دول العالم الثالث ، وهو يقوم على ضرورة الحصول على ترخيص حكومي مسبق بالموافقة على الإصدار. ويلاحظ في دول العالم الثالث أيضا، أن هذه النظم لا تأخذ بأسلوب واحد في تحديد من له حق إعطاء الترخيص، ففي بعض هذه الدول يعطي الحق لدائرة المطبوعات والنشر. بينما في دول أخرى يعطي هذا الحق مباشرة إلي وزير الإعلام ، في حين يخول مجلس الوزراء في دول أخرى مهمة إعطاء التراخيص.

وقد تبين أنه لا يوجد نظام صحفي في دول العالم الثالث يتبنى النظام الصحفي الليبرالي الذي يقوم على حرية إصدار الصحف بدون شروط مسبقة.

وبذلك يتضح لنا أن جميع الأنظمة في بلدان العالم الثالث تتبنى طرق الإصدار السائدة في النظامين السلطوي والاشتراكي.

وتكاد تلتقي معظم الدول النامية في وضع قوانين للعمل الإعلامي – وخاصة الصحافة – من خلال قوانين المطبوعات واللوائح المنظمة للعمل الإعلامي، مثل هذه القوانين تؤثر على إدارة المؤسسات الصحفية تأثيرا مباشرا وغير مباشر. فهي تؤثر على طبيعة الرسالة الإعلامية كما تؤثر على التوظيف وعلى عملية النشر ذاتها وعلى اتخاذ القرار.

إن أشكال السيطرة على المؤسسات الصحفية تتنوع من قيود قانونية مفروضة على المؤسسات، إلي كوابح سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، إلي عوامل ضابط داخلية ترتبط بطبيعة المؤسسة ذاتها من حيث بنيتها التنظيمية وكوادرها، ونستطيع وضعها تحت مجموعة من العناوين منها حق الدولة في منح الترخيص وسحبه والإشراف المباشر والقوانين واللوائح المنظمة للإعلام والضغوط الاجتماعية والسياسية الخارجية وجماعات الضغط المحلية من منتديات فكرية وجماعات وتنظيمات سياسية وضغوط من داخل المؤسسة الإعلامية ذاتها.

وما يهمنا مناقشته هنا هو السيطرة الاقتصادية من خلال امتلاك وسائل الإعلام سواء من قبل الدولة أو الأفراد وكذلك تأثير المعلن في الإدارة وكذلك حق الدولة في منح الترخيص وسحبه والإشراف المباشر.

تمتلك دول العالم الثالث الحق في منح الترخيص وسحبه للمؤسسات الصحفية ومؤسسات الطباعة والنشر.

وتشترط هذه الدول من مالكي المؤسسة الصحفية الحصول على ترخيص من وزارة الإعلام لإصدار مثل هذه الصحيفة أو إنشاء المؤسسة الإعلامية.

إن التأثير الذي يمتلكه مالك حق الترخيص على إدارة المؤسسة الصحفية، يكمن حقيقة في الضغط الذي يمكن أن يمارسه مالك حق الترخيص من حقه أيضا في سحب الترخيص.

إن القوانين السالفة الذكر دون استثناء أعطت الحق بسحب الترخيص لمانحي الترخيص “ومن ثم فإن كثيرا من القرارات التي تتخذها إدارات المؤسسات الصحفية وخاصة ما يتعلق بالنشر تتخذ وفي أعين أصحابها قوة سحب الترخيص التي يمكن أن تهدد المؤسسة.. إن مؤسسات صحفية كثيرة في العالم الثالث عانت من هذه القوة الممنوحة بسحب ترخيص المؤسسات الصحفية من قبل الدولة”.

وتقوم وزارات الإعلام أو الجهات المختصة بالرقابة بمتابعة المؤسسات الصحفية ورصد ما تنشره مما تعتبره على أنه مخالفات للسياسة العامة، وتكون قرارات سحب الترخيص بناء على درجة المخالفات من قبل المؤسسة الصحفية.

السيطرة الاقتصادية من خلال الإعلان وامتلاك وسائل الإعلام:

إذا كان مالكو الصحف الأمريكية لهم تأثيرهم الهام على ما يقرأه الأمريكيون بالإضافة إلي سيطرتهم على مضمون وسائل الإعلام، فإن مالكي الصحف ووسائل الإعلام في دول العالم الثالث يمتلكون نفس التأثير سواء أكان المالك حكوميا أو قطاعا خاصا.

يقرر مالك المؤسسة الصحفية سياستها وأهدافها ويقوم بتوجيهها سواء أكان هو مديرها أم لا.

يقوم مالك المؤسسة الصحفية بالإشراف على تعيين الموظفين وتحديد مسؤولياتهم – بغض النظر عن أهليتهم لتحمل المسؤولية أم لا- والمقياس الأساسي هو الولاء لا الكفاءة.

يتدخل مالك المؤسسة الصحفية – حتى لو لم يكن هو المدير التنفيذي – بإصدار القرارات والتي قد تتعارض مع قرارات المدير التنفيذي للمؤسسة الصحفية.

يحدد مالك المؤسسة الصحفية ميزانيتها مما يؤثر على نشاطها وفعالية إدارتها بوجهيها التحريري أو الإداري والميزانية والعوامل الاقتصادية الأخرى في المؤسسة تؤثر على المؤسسة تأثيرا مباشرا من خلال عدة أوجه:

حجم الميزانية يحدد كمية الأخبار التي يمكن أن تستقبلها الصحيفة أو الإذاعة، وذلك من خلال عدد اشتراكاتها في وكالات الأنباء الإخبارية أو المصورة وهذا يؤثر بالتالي على الاختيارات المتاحة أمام إدارة التحرير فيما تقدمه للجمهور.

حجم الميزانية يؤثر على نوعية اختيار الكادر المؤهل لقيادة المؤسسة، فصغر حجم الميزانية قد يؤدي إلي اختيار أناس ذوي كفاءات أقل أن مرتباتهم أقل وهذا بدوره ينعكس على كفاءة العمل ذاته.

حجم الميزانية يؤثر تأثيرا طرديا مع حجم نشر الوسائل الإعلامية، فحجم الميزانية يسمح بعدد ساعات بث أكثر في الإذاعة والتلفزيون ويسمح بصفحات أكثر في الجرائد والمجلات.

ويؤثر الإعلان بدوره على العملية الإدارية في المؤسسات الصحفية بوجهيها إدارة التحرير والإدارة التنظيمية “إدارة الأعمال”.

والإعلان في الإذاعة المرئية والمسموعة في دول العالم الثالث بشكل عام لا يشكل إلا عائدا قليلا من البنية المالية للمؤسسات الإذاعية، ومن ثم فإن تأثير المعلن عليها لا يكاد يذكر، ولكن لو انتقلنا إلي الصحافة المملوكة من قبل الأفراد، فإن الإعلان الذي يشكل جزءا أساسيا من عوائد الصحيفة يمكن أن يؤثر تأثيرا مباشرا على إدارة التحرير وعلى ميزانية الصحيفة التي تؤثر بدورها على الإدارة التنظيمية.

صناعة الاعلام في عصر المعلومات

يوصف العصر الذي يمر العالم به الآن بأنه عصر أو مجتمع المعلومات Information Society أو مجتمع ما بعد الصناعة Post Industrial Society، ويتمادي البعض في تقدير التطورات التكنولوجية التي تحدث في العالم الآن خاصة في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات بحيث يصف العصر الحالي نهاية التسعينات بمجتمع ما بعد  المعلومات Post Industrial Society.

فقد تطور المجتمع في موارده ونظرته إلى احتياجاته وترتيب أولوياته ففي البداية كان الطعام أو الغذاء هو المورد الأكثر أهمية باعتباره العنصر الأساسي للبقاء ومع نمو الحضارة الإنسانية وتطورها، ظهرت أهمية الطاقة وازدادت تلك الأهمية باعتبارها القوة المحركة للاقتصاد الزراعي والصناعي لكل المجتمعات حيث أصبح الموردان الأساسيان للمجتمع هما الغذاء والطاقة.

ومع اقتراب القرن الحادي والعشرين نلحظ موردا ثالثا يقترب من هذين الموردين المهمين هو مورد المعلومات والتحدي القادم أمام المجتمع الإنساني هو كيفية إدارة الثلاثة بشكل فعال لكي نمنع دمار الإنسانية.

فمعظم دول العالم تواجه تحديات خطيرة وملحة في توفير الموردين الأساسيين وهما الغذاء والطاقة، فنحن نسمع عن أزمة الغذاء وأزمة الطاقة والسبب إنهما يعانيان من زيادة الطلب ونقص العرض أو محدوديته أو قلته وان استهلاكهما يقضى عليهما ويجعل شعوب العالم في حاجة إلى استحداث موارد جديدة للغذاء والطاقة إضافة لما سبق يعاني العالم من سوء توزيع الغذاء والطاقة.

بينما المعلومات كمورد لا تعاني من نقص في العرض على الرغم من وجود فجوات ضخمة في معرفتنا علينا ملؤها من خلال البحث عن المعلومات إلا إن الفجوة الأضخم هي التي توجد بين المعلومات التي قد نعملها فعليا وبين ما ينبغي ان يوظف منها، وما يوضع للاستعمال كما إننا نجد إن المعلومات كمورد تتميز -بعكس الغذاء والطاقة- بأنها لا تفنى بالاستعمال أو تفسد أو تختفي إذن فلا معنى للحديث عن فائض في المعلومات كما هو الحال بالنسبة للغذاء، أو الطاقة فهي –مثلا- يعكس الغذاء كلما حصلنا على الكثير منها كلما رغبنا فيها أكثر وزاد احتياجنا إليها، وكان الأمر أكثر سهولة في الحصول عليها وكلما تطورت تكنولوجيات المعلومات والاتصال أصبح الحصول عليها وتخذينها ومعالجتها واسترجاعها أسهل وأيسر.

وقد لعبت المعلومات من خلال تكنولوجياتها وأساليب نقلها المختلفة أدوارا مهمة في مجتمعات المعلومات في اليابان وغرب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، بحيث غيرت من شكل هذه المجتمعات وأثرت على كل مناحي الحياة فيها، حيث نجد مجموعة من الظواهر والسمات والآثار التي تراوحت بين التغييرات الجذرية والآثار البسيطة التي تركت آثارها على كل جوانب المجتمع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية والتكنولوجية.

إن مجتمع المعلومات هو مجتمع يعتمد في الأساس على إنتاج واستهلاك المعلومة، والتي بدونها يفقد المجتمع حركته النشطة وتناغمه المرغوب، فالمعلومة باعتبارها معرفة أصبحت محورا أساسيا تدور حوله كل أفعال وأنشطة المجتمع المعلوماتي وعندما نحاول رسم صورة متكاملة لمجتمع المعلومات، فإن أول خط في تلك الصورة هو التكنولوجيا وأدواتها الفاعلة، ومن المفيد أيضا إن نضع في اعتبارنا إن المجتمعات الصناعية في العالم المتقدم هي من يمارس حضوره الاجتماعي معلوماتيا.

ويتسم عصر او مجتمع المعلومات بعدة سمات يجملها الدكتور على ألمسلمي في الأمور التالية:

– إن القوة الدافعة والمحركة الأساسية في مجتمع عصر المعلومات وليس إنتاج السلع المادية.

– إن تكنولوجيا الحاسب هي الأساس في عصر المعلومات.

– التزايد في القوة الإنتاجية لمعلومات من خلال الإنتاج الكبير او الجماهيري للمعلومات ولمعرفة المنظمة.

– إن البنية التحتية لمجتمع المعلومات هي عدة شبكات من مرافق المعلومات وقاعد وبنوك البيانات (المعلومات)، وستحل البنية التحتية محل المصانع باعتبارها ركيزة لمجتمع (التحول من الصناعة إلى المعلومات).

– إن السوق الأهم هو سوق المعرفة Knowledge Market وان أساس تقدم سوق المعلومات هو توفير أساليب حل المشكلات.

– إن عماد المجتمع هو الصناعات المعتمدة على والمرتبطة بالمعلومات  Information Related Industries.

– إن مركز الثقل الاجتماعي سيكون للعاملين في حقول المعلومات والمعرفة Knowledge Workers وسيكون التعليم والحصول على المعرفة هو أساس التقدم الاجتماعي.

– النسبة الغالبة من القوة العاملة في المجتمع تعمل في صناعات المعلومات وما يتصل بها من ذهنية وخدمات مرتبطة بالمعلومات ومؤسسة عليها.

وبينما يقوم مجتمع الصناعة على التخصص وتقسيم العمل، فإن مجتمع المعلومات يعتمد على التكامل والتجميع، والمعلومات سيزداد ويتراكم إنتاجها من مختلف مرافق المعلومات إضافة إلى الإنتاج الذاتي للمعلومات بواسطة المستخدمين لها.

واستنادا إلى عدة دراسات حول مجتمع المعلومات قام بها باحثون أمريكيون ويابانيون أوروبيون واستخلص وليام مارتن خمسة معايير يلخصها الدكتور نبيل على في:

المعيار التكنولوجي: تصبح تكنولوجيا المعلومات مصدر القوة الأساسية ويحدث انتشار واسع لتطبيقات المعلومات في المكاتب والمصانع والتعليم والمنزل.

المعيار الاجتماعي: يتأكد دور المعلومات كوسيلة للارتقاء بمستوى المعيشة وينتشر الوعي بالكمبيوتر والمعلومات ويتاح لعامة والخاصة معلومات على مستوى عال من الجودة.

المعيار الاقتصادي: تبرز كعامل اقتصادي أساسي سواء كمورد اقتصادي او كخدمة او سلعة وكمصدر للقيمة المضافة وكمصدر لخلق فرص جديدة للعمالة.

المعيار السياسي: تؤدي حرية المعلومات إلى تطوير وبلورة العملية السياسية وذلك من خلال مشاركة اكبر من قبل الجماهير وزيادة معدل إجماع الرأي Consensus.

المعيار الثقافي: الاعتراف بالقيم الثقافية للمعلومات (كاحترام الملكية الفكرية والحرص على حرمة البيانات الشخصية والصدق الإعلامي والأمانة العلمية) وذلك من خلال ترويج هذه القيم من اجل الصالح القومي وصالح الأفراد على حد السواء.

وفي الإطار السابق- الثورة التكنولوجية المعاصرة ومجتمع المعلومات نجد تكنولوجيا المعلومات والاتصال قد نمت وتطورت وتمكنت من المساهمة في تطوير الحضارة الإنسانية ورقي الجنس البشري وبوجه خاص ومنذ منتصف الثمانينات حيث نجد إن العالم يمر بمرحلة تكنولوجية اتصالية جديدة تكاد التطورات التي تحدث بها إن تعادل كل ما سبق من تطورات في المراحل السابقة وذلك بسبب الاتساع الرهيب لتوظيف تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الذي يشمل تطبيق تلك التكنولوجيا في المنزل والمكتب ومعظم المؤسسات الجماهيرية بدءا من الوسائل التقليدية كالجرائد والمجلات والراديو والتلفزيون والفيديو ووصولا إلى الحاسبات الالكترونية والألياف البصرية والدوائر المتفاعلة والذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي.

ولهذه التكنولوجيات آثار متسعة على عاداتنا الاتصالية المختلفة وحياتنا اليومية واقتصاديات مجتمعاتنا، حيث يكاد يتغير شكل وأسلوب عمل وسائل الاتصال إضافة إلى ظهور وسائل جديدة كان لها أثارها الاتصالية والمجتمعية.

 

 

 

سمات وسائل الاعلام في عصر المعلومات:

إن التحليل المتعمق لما يحدث في صناعة الاعلام في بعض دول العالم المتقدم يحدد لنا الخصائص والسمات التالية لصناعة الاعلام في عصر المعلومات.

أولا: الحوسبة Computerization الكاملة للعملية الاعلامية:

فهناك استعمال متسع لحسابات الالكترونية إلى الدرجة التي جعلت البعض يطلق على صحافة التسعينيات الصحافة الالكترونيةElectronic Journalism او الصحافة المستعينة بالحاسبات الالكترونية Computer Assisted Journalism: فقد دخلت الحاسبات الالكترونية متزاوجة مع تكنولوجيا الاتصالات المتمثلة في التلكس والفاكسميل والأقمار الصناعية كل مراحل العمل الصحفي بحيث أصبح الصحفي يعتمد عليها في عمليات جمع المعلومات من الميدان واستكمالها وتوصيلها إلى مقر الصحيفة، وفي صفها وإخراجها وفي تجهيز الصفحات لقد تحول المحرر الصحفي إلى معالج لمعلومات عبر الوسائل الالكترونية كما أصبحت الصحف تنتج الآن ليتم قراءتها على شاشات الحاسبات الالكترونية المرتبطة بشبكات المعلومات وقواعد البيانات.

وسهل ذلك العملية الصحفية وسرعها، فالصحفي يستطيع الآن من خلال الحاسب الالكتروني المحمول إن يكتب الموضوع الصحفي في أي مكان داخل البلد الذي تصدر منه الصحيفة او خارجها ويرسله إلى مقر الصحيفة من خلال اقرب خط تليفون، وكذلك بالنسبة لصور التي يمكن الآن بفضل تكنولوجيا التصوير الرقمية إن تلتقط وترسل مباشرة عبر الحاسبات الالكترونية من خلال خط تليفون مزود بمودم او تلتقط بواسطة كاميرا الفيديو او تؤخذ من التلفزيون وتنقل إلى الحاسب الالكتروني لكي تدمج بالنص.

كما ساعدت الحاسبات الالكترونية عملية التحرير الصحفي وطورتها في عملية المعلومات وتحليلها وتفسيرها وفي استنباط وسائل وأشكال تحريرية جديدة.

ثانيا: الاهتمام بالتفسير والتحليل:

ففي ظل منافسة القنوات الفضائية التلفزيونية إضافة إلى الشبكات الإذاعية لم يعد الحصول على الخبر هو الهدف الأول لصحيفة بل الوصول إلى الخلفيات والتفاصيل والأسباب التي يمكن من خلالها فهم الخبر واستيعابه ووضعه في إطاره الاشمل.

ثالثا: العمق المعلوماتي:

وتأسيسا على ما سبق أصبح هناك اهتمام أكثر بعنصر المعلومات في العمل الصحفي وضرورة وجود خلفيات وتفاصيل لكل موضوع صحفي سواء كان إخباريا، او تفسيريا، او استقصائيا، او كان مقال رأي ولم يعد هناك مكان في صحافة عصر المعلومات للتحرير الصحفي التأملي او الانطباعي المعتمد على الرأي الشخصي او الرؤية غير المستندة إلى ما يدعمها من المعلومات، وذلك بسبب الانفجار الضخم في المعلومات الذي يشهده العالم وما يتعرض القارئ له يوميا وساعد على ذلك تطوير أقسام المعلومات بالصحف وتحويلها إلى بنوك معلومات مرتبطة بشبكات وبنوك المعلومات المحلية والدولية.

رابعا: الميل للتخصص:

ونتيجة لازدهار صناعة الصحافة وتعدد قنواتها وتنوع أشكالها ومضامينها أصبح احد البدائل الرئيسية أمام الصحافة هو البحث عن جمهور أكثر تحديدا، يسعى إلى مضمون معين يرضى اهتماماته فظهرت الجرائد والمجلات المتخصصة التي تغطي الآن كل الاهتمامات الإنسانية بدءأ من الاقتصاد والسياسة وشئون الطهي حتى الكلمات المتقاطعة والجولف أما الجرائد فقد زادت مساحة المواد المتخصصة بها وتنوعت أشكالها ما بين الركن المتخصص والصفحة المتخصصة والقسم المتخصص والملحق المتخصص الذي قد يتطور فيصدر في شكل جريدة مستقلة متخصصة اقتصادية او رياضية او غير ذلك من الاهتمامات الإنسانية او تفضيلات القراء.

خامسا: الميل للإقليمية:

نتيجة لمنافسة الشديدة للتلفزيون سعت الجرائد أو المجلات إلى مزيد من تحديد الجمهور المستهدف فاتجهت إلى إصدار الطبعات الإقليمية أو المحلية من صحفها ذات الطابع القومي مستفيدة في ذلك من تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصال وموفرة نفقات النقل والشحن بالسيارات أو القطارات أو الطائرات.

سادسا: الميل للدولية:

وصاحب الميل للإقليمية أيضا الانتشار الدولي بطبع الجريدة في أكثر من بلد في أكثر من قارة في الوقت نفسه من خلال إصدار الطبعات الدولية والإقليمية خاصة بالنسبة لصحف ذات الطابع الدولي او الإقليمي في التغطية خاصة صحف الصفوة ذات الإمكانات الاقتصادية والتكنولوجية العالية.

سابعا: المحرر المؤهل للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة:

حيث يتطلب التطور التكنولوجي في عملية إصدار الصحف والتطور في أسلوب التغطية الصحفية والتحرير والإخراج توافر المحرر الصحفي والمخرج المؤهل للتعامل مع هذه التكنولوجيا، ومن خلال الأساليب التحريرية والإخراجية المتطورة فأصبح المحرر الصحفي مطالبا باستيعاب أساليب استخدام الحاسبات الالكترونية بكل تجهيزاتها وبرامجها الموظفة في العمل الصحفي وكذلك أجهزة الفاكسميلي وكاميرات التصوير الرقمية وأساليب الإرسال والاستقبال للمواد الصحفية وللمعلومات من وكالات الإنباء والخدمات الصحفية المختلفة وبنوك المعلومات وشبكاتها المختلفة.

ثامنا: المعالجة الصحفية العلمية لبعض القضايا الجماهيرية:

تتجه بعض الصحف الآن إلى معالجة بعض المواد الصحفية من خلال توظيف بعض أدوات البحث العلمي في جمع المعلومات الخاصة بموضوع صحفي وفي معالجتها وفي تحيلها والوصول إلى خلاصات منها مثل أداة تحليل المضمون Content Analysis و أداة الاستقصاء Questionnaire والملاحظة بالمشاركة Participant Observation والتجارب الميدانية Filed Experiments وكذلك قياسات الرأي العام Pubic Opinion وذلك من اجل الوصول إلى نتائج أكثر دقة وموضوعية تستند إلى محاكاة علمية منهجية، مما يعطي المضمون الصحفي مصداقية اكبر ويتضمن ما سبق أيضا توظيف الحاسبات الالكترونية في تصنيف البيانات وتحليلها ويصف البعض ذلك بأنه التغطية الصحفية المستعينة بالحاسبات الالكترونية Computer Assisted Reporting.

تاسعا: الدراسة المستمرة لاتجاهات القراء:

هناك اهتمام كبير بالتعرف المستمر على اتجاهات القراء نحو الأداء الصحفي لجرائد والمجلات ومن خلال دراسات القراء الميدانية وكذلك من خلال تحليل مضمون رسائل القراء وعقد حلقات نقاش مع عينات ممثلة لجمهور الصحيفة والتعرف على استخدامات القراء للصحف ومدى أشبعها لرغباتهم وهذا، مفيد تحريريا وإعلانيا في الوقت نفس.

 

 

عاشرا: التصحيح الذاتي لسلبيات الصحيفة:

نتيجة لتعددية والتنوع النسبي الذي وفرته تكنولوجيا الاتصال داخل مجتمعات المعلومات، وإتاحة الحصول على المعلومة والتحري عن صدقها من خلال أكثر وسيلة وفي ظل انهيار القدرة على التحكم في المعلومات او حجبها، فما لا تنشره جريدة ما قد تنشره وسيلة أخرى وما قد ينشر محرفا او مختلفا في وسيلة معينة قد ينشر صحيحا او يكذب وسيلة أخرى لذا أصبح لزاما على الصحف تحرى الدقة والموضوعية في نشر أخبارها وموضوعاتها وإذا حدث خطأ ما تسارع الصحيفة بتصحيحه او بنشر الرد، كما تقوم بعض الصحف إلا بتعيين بعض كبار محرريها المخضرمين في وظيفة يطلق عليها Ombudsman او محكم يكون بمثابة المقوم اليومي لأداء الصحيفة إضافة إلى الأدوار التي تقوم بها المجالس الصحفية التي تفصل في الممارسات الصحفية وتصدر أحكامها المعنوية بالإدانة او البراءة في بعض القضايا الصحفية الخلافية هذا إلى جانب الحق القانوني التقليدي لصحيفة او المحرر او القارئ في مقاضاة أي صحيفة وطلب التعويض.

كان ما سبق هو الايجابي وتبقى مجموعة سلبيات لابد من التعرض لها وهي النتيجة الطبيعية التي أفرزتها الممارسات الصحفية في عصر المعلومات، فإضافة إلى الايجابيات السابقة في صحافة عصر المعلومات والتي تبلورت ملامحها في الولايات المتحدة الأمريكية وفي فرنسا وفي ألمانيا الغربية وفي السويد وفي اليابان نجد بعض الأمور السلبية التي أفرزتها الممارسة الصحفية ونحذر من الاندفاع إليها أبرزها:

1.الميل إلى الإثارة في المادة الصحفية من اجل كسب القارئ الذي أصبح مخدرا بالتلفزيون بقنواته العديدة وخدماته المنوعة إلى جانب أشكال الجرائد والمجلات الالكترونية الأخرى التي تأتي للقارئ على شاشته التلفزيونية او على شاشة حاسبه الالكتروني.

  1. استغلال التكنولوجيا الحديثة خاصة التكنولوجيا الرقمية في مجال التصوير الفوتوغرافي والإخراج الصحفي في تشويه ملامح بعض الصور الفوتوغرافية وإعادة بنائها من اجل تحقيق غرض معين قد يكون زيادة التوزيع او انتقاد او تشويه شخصية سياسية او اقتصادية معينة.
  2. إهمال البعد الاقتصادي او الاجتماعي لتكنولوجيا الاتصالية الحديثة في مجال الصحافة، حيث ترتب على إدخال التكنولوجيا لصحفية لجديدة التي تتسم بكثافة رأس المال وقلة العمالة والاستغناء من عدد كبير من العاملين من الادارين والعمال والمحررين نتيجة لإلغاء العديد من الوظائف ودمج البعض الآخر.
  3. أدت التكلفة العالية لتجهيزات التكنولوجية الحديثة إلى جانب المنافسة الحادة من وسائل الاتصال الأخرى غير المطبوعة على الجمهور وعلى المعلنين إلى عجز عدد كبير من الصحف عن تطوير نفسها بل وحتى عن الاستمرار في المنافسة بعد تطوير نفسها، مما أدى إلى إغلاق العديد من الصحف الكبرى خاصة اليومية وبعض المجلات العامة المصورة،واضطر العديد إلى الاندماج في إطار مجموعات إعلامية ضخمة تضم محطات التلفزيون وشبكات التلفزيون السلكي وأجهزة وبرامج الحاسبات الالكترونية مما أدي إلى حصر الملكية في مجموعات إعلامية قليلة العدد، الأمر الذي قد يعيد مرة أخرى عملية احتكار صناعة الإعلام في أيدي قلة من الممولين الذين يقومون بتوجيه الراى العام في إطار مصالحهم مما قد يشكل في الوقت نفسه قيدا على حرية الإعلام والتعددية.
  4. الأضرار الصحية للتكنولوجيا الاتصالية الجديدة خاصة الحاسبات الالكترونية حيث انتشر بين عدد من المحررين الذين يقومون الآن بتنفيذ معظم مراحل إنتاج الجريدة بأنفسهم على شاشات الحاسبات الالكترونية تحريرا وإخراجا وتجهيزا مثل مرض الR.S.I الذي يصيب مفاصل وأطراف مستخدمي الحاسبات الالكترونية نتيجة لعدم مراعاة الشروط الصحية في عملية تجهيز وتأسيس الأماكن التي يتم فيها استخدام الحاسبات الالكترونية وتزامن ذلك مع الاهتمام بدراسة الجوانب الصحية لتكنولوجيا الصحافة الجديدةNews Media Ergonomics.

ومن خلال ماسبق يبقى السؤال الأساسي والمحوري لمن فاتهم دخول صحافة عصر المعلومات وهو كيف يلحقون بها، او بلغة أكثر تحديدا ما هي متطلبات التحول إلى صحافة عصر المعلومات.

الإجابة بسيطة وسهلة ولكنها مكلفة ومعقدة ومركبة من عناصر فكرية و بشرية وتكنولوجية واقتصادية وقبل ذلك كله فهي تتطلب إرادة التغيير إلى الأفضل والمتطلبات بإيجاز وهي:

أولا: توافر التمويل الكافي القادر على مواجهة نفقات تمويل الحصول على تجهيزات تكنولوجية اتصالية وصحفية مناسبة وكافية لإصدار الصحفية.

ثانيا: الوعي بعصر المعلومات ومتطلباته لدى متخذ القرار الصحفي

ثالثا: توافر الصحفي المؤهل القادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة

رابعا: الانفتاح الصحفي المستمر على صحافة العالم من خلال نظم التأهيل الصحفي المتطورة تعليميا وتدريبا والاطلاع المستمر من خلال القراءة وورش العمل والدورات التدريبية وحضور الندوات والمؤتمرات التي تعالج تطورات الصحافة كمهنة وكصناعة في العالم.

خامسا: التعرف المستمر على اتجاهات الجمهور من خلال بحوث الاتصال الجماهيري وتطبيقاتها في المجال الصحفي، والتي ينبغي ان تعد بشكل علمي موضوعي- لا ان تتحول إلى أداة للدعاية والتسويق الذي يعتمد على ادعاء العلمية والمنهجية- فتكون أداة معينة لمتخذ القرار الصحفي وللمعلن في الوقت نفسه.

سادسا: تنشيط التجمعات المهنية كروابط واتحادات ونقابات وتجمعات الصحفيين والكتاب والناشرين والطابعين وأساليب التقييم الذاتي للأداء من خلال اتحادات وجمعيات ومجالس الصحافة ومعاهدها وكلياتها الأكاديمية والاهتمام بعملية التقويم المستمر لأداء الصحفي.

الإمتاع والترويح عن القراء بالمادة الخفيفة.

والبعد الثاني: يتعلق بتحول الصحافة إلى صناعة لها متطلباتها وأدواتها المكلفة وبالتالي ارتباط بقائها بالدخل، ويشمل مجموعة الأهداف الفرعية التالية:

تحقيق الربحية، مما يضمن عائداً استثمارياً على رأس المال يكفل لها الاستمرار في تقديم خدماتها ويحقق رسالتها الإعلامية.

الاستقلال المالي بما يضمن لها الاستقلالية التامة في خدمة رسالتها الإعلامية ومتابعة التطور السريع في تقنية الصحافة.

وهذا البعد بأهدافه الفرعية يعتمد على الإعلان الذي يمثل دخله في الغالب 60% من دخل المؤسسة الصحفية والذي يغطي بدوره الخسائر الجسيمة التي تتعرض لها بسبب ارتفاع تكلفة التوزيع والأسعار.

ويؤكد الدكتور عبد الله الرفاعي لا أن البعدين السابقين يتصفان بالتلازم والترابط: بمعنى أن البعد الأول شرط لوجود البعد الثاني، والثاني شرط لاستمرار البعد الأول، ولذلك يجب أن يسود المؤسسة نوع من التوازن بين البعدين أو الهدفين بحيث لا يطغى بعد على آخر فيكون الاختلال وبالتالي تدخل المؤسسة دائرة الخطر.

ومن الأمور الجديرة بالذكر أن سعى المؤسسة الصحفية إلى الربح يجب ألا يكون على حساب واجبها تجاه مجتمعها، بل يجب أن يكون عاملاً مساعداً يكفل للمؤسسة جودة الرسالة الإعلامية التي تقوم بها، لذلك نجد من يربط بين هذه الجحودة ومدى الربح الذي يعدونه مقياساً لمدى نجاح المؤسسة في أداء دورها في المجتمع.

 الصحفي: المفهوم وأساليب التأهيل:

يشكل الصحفي العنصر الأساسي في صناعة الصحافة، فهو المسئول في النهاية عن جمع المعلومات، ومراجعتها واستكمالها وصياغتها ثم اختيار الصالح للنشر منها، ولذلك نجد أن رسالة الصحافة أو مهمتها تقع على عاتق الصحفي وليس هناك مهمة اشق من مهمة الصحفي بالنسبة لمسئوليته وما يترتب عليهما من واجبات وما ينبغي أن يتمتع به كفاءات وقدرات وموهبة، لأن الصحفي يحتل مركز القيادة والتوجيه بالنسبة للرأي العام.

ولذلك ينبغي أن يكون الصحفي واسع الثقافة، على جانب كبير من اللباقة والذكاء ومعرفة نفسية الجمهور، وإدراكه لمتطلباته، فضلاً عن تحيله بعقيدة راسخة، وقلم بليغ يفرض عليه مخاطبته الجمهور كل يوم بأسلوب سهل مشرق.

والصحفي فنان موهوب بطبيعته، لأن من يجمع هذه الصفات كلها لابد أن يكون قد نالها بطريق الموهبة والدراسة، وقد لا تنفع الدراسة ي خلق صحفي ناجح كالممارسة والموهبة.

والصحفي قبل كل شيء ينبغي أن يكون دقيق الملاحظة، ويعرف ما يثير اهتمام الرأي العام، وكيف يقتنص الأخبار الهامة، ويكشف عن الحقائق التي غالباً ما تكون مستورة بطبقة رقيقة. والفرق بين الصحفي والرجل العادي، أن الرجل العادي يمر أحيانا بحادثه أو ظاهرة معينة قد يجدها عادية أو تافهة لا قيمة لها.

بينما يستطيع الصحفي أن يجد في هذه الحادثة أو الظاهرة ما يلفت الأنظار ويثير الانتباه أو يعبر عن قضية تهم الرأي العام. ويحتاج الصحفي إلى سعة الحيلة للحصول على مواد إخبارية، بالإضافة إلى المهارة والجرأة والشجاعة، كما ينبغي عليه أن يكون قادراً على التعبير المؤثر.

الصحفيون أيضا، ينبغي أن يكونوا قادرين على جمع المعلومات وتفسيرها وتحليلها ونشرها على جماهيرهم، وهذا يتطلب تعليماً حراً متسعاً يتزاوج مع تدريب متخصص على تقنيات الكتابة والتغطية. إضافة إلى ذلك فإن الصحفيين ينبغي أن يكون لديهم فهم خاص لتاريخ وقوانين الاتصال والفهم العلمي المتصل بالمؤسسات الإعلامية ومنتجاتها وكل ما يترتب عليها.

المهارات الأساسية للصحافة هي الكتابة، التغطية، والتحرير، وكل ذلك ينبغي أن يتم من خلال فهم تاريخي للمجتمع الذي يعمل من خلاله الصحفي، حاجات ذلك المجتمع، والعواقب والتأثيرات التي يمكن أن تنتج عن توزيع تلك المعلومات داخل المجتمع.

وبسبب أهمية المعلومات في اقتصاد اليوم، نجد العديد من المؤسسات المختلفة الإنتاجية والخدمية تسعى لتوظيف أشخاص يتمتعون بمهارات الاتصال والكتابة، والتغطية، والتحرير، للنهوض بأعباء بناء صورتها الذهنية في المجتمع والترويج لها والإعلام المستمر عن أنشطتها المختلفة، وفي إطار تلك الوظيفة نشأت العلاقات العامة كفن وكمهنة.

ويبقى السؤال المهم: من هو الصحفي؟ وما هي محددات وظيفته؟.

في مصر صدرت مجموعة من القوانين التي تحدد تعريف الصحفي، منها المرسوم الخاص بجمعية الصحافة الصادر في 20ابريل 1936 ثم القانون رقم 10 الصادر في 31 مارس 1941م الخاص بإنشاء نقابة الصحفيين والذي اشترط لعضوية النقابة، الجنسية المصرية، وبلوغ الحادية والعشرين والتمتع بالأهلية المدنية، وحيازة ما يؤهل للاحترام الواجب للصناعة، والحصول على شهادة دراسية عليا أو درجة الثقافة التي تقتضيها الصناعة، وان يكون العضو مالكاً لصحيفة غير ذات موضوع خاص تظهر مرة في الشهر على الأقل أو ممثلاً لمالكها، أو مديراً لصحيفة أو لوكالة استعلامات أو رئيس تحرير أو محرر فيها مدة سنتين على الأقل، وان تكون الصحافة صناعته الرئيسية، وألا يحترف التجارة فيما ليس له صلة بصناعته. ثم صدر بعد ذلك القانون رقم 1955م في 31 مارس 1955 والقانون رقم 76 لسنة 1970 الصادر في 17 سبتمبر 1970 وكلاهما خاص بنقابة الصحفيين، ونصت المادة الرابعة من القانون 185 لسنة 1955 على أن (يعتبر صحفياً محترفاً من باشر بصفة أساسية ومنظمة مهنة الصحافة في صحيفة يومية أو دورية تطبع في مصر، أو باشر بهذه الصفة المهنة في وكالة أنباء مصرية أو أجنبية تعمل في مصر، وكان يتقاضى عن ذلك أجرا يستمد منه الجزء الأكبر لمعيشته.

ثم قضت المادة السادسة من القانون رقم 76 لسنة 1970 بأنه: يعتبر صحفياً مشتغلاً من باشر بصفة أساسية ومنتظمة مهنة الصحافة في صحيفة يومية أو دورية تطبع في الجمهورية العربية المتحدة أو وكالة أنباء مصرية أو أجنبية تعمل فيها، وكان يتقاضى عن ذلك أجرا ثابتاً، بشرط ألا يباشر مهنة أخرى.

وقد عرف احد الكتاب الفرنسيين، الصحفي انه ذلك الشخص الذي يخصص الجزء الأكبر من نشاطه لمزاولة الأعمال الصحفية، ويستمد منها الجزء الأكبر من دخله، وعرفه البعض الآخر بأنه من يكتب في صحيفة. والتعريف الأخير ليس دقيقاً إذا قيس بمعايير التعاريف الجيدة، لأنه ليس بالجامع المانع، لأن هناك صحفيين لا يظهر بأقلامهم حرف واحد في الصحيفة التي يعملون فيها، وهو أولئك الذين يؤدون واجبهم الصحفي متوارين عن الأنظار مثل سكرتيري التحرير والمصححين وغيرهم، وهناك بجانب هؤلاء أساتذة جامعيون وكتاب أخصائيون في مختلف فروع المعرفة تنشر لهم الصحف مقالات عديدة، ولكن لا يجوز اعتبارهم صحفيين، ومن هنا يرى الدكتور صليب بطرس أن الصحفي هو من يزاول العمل الصحفي في منشاة صحفية لقاء اجر ويتخذ هذا العمل مهنة مختارة له، وتقوم بينه وبين المنشأة رابطة العامل بصاحب العمل ويقصد بالعمل الصحفي، البحث عن الخبر، والمادة التحريرية  وتشمل الصورة والحصول على المعلومات ثم إعدادها لكي تكون صالحة للنشر عن طريق ظهورها في الصحيفة مادة تقرأ ويتخذ هذا العمل صورة تحريرية أو فنية تتطلب من المحرر أن يكون كثير التنقل في بعض الأحيان أو أن يقبع وراء مكتبه أو في المطبعة، ولا يغير ذلك من طبيعة عمله الصحفي وتأسيساً على ما سبق يؤكد الكثيرون على أن الصحافة علم وفن، وقد يتبادر إلى الأذهان أن هناك تناقضاً في تلك المقولة إذ كيف يمكن أن تكون الصحافة علماً وفناً في وقت واحد، حيث إن العلم يتناول موضوعات خاصة بقوانين علمية حادة وجادة، بينما الفن لا يخضع لقوانين جادة بل يخضع للإبداع الفردي، أو بمعنى آخر أن العلم موضوعي والفن ذاتي.

وهذا الموضوع جدلي وعليه خلاف كثير، فالبعض يرى أن الصحافة فن، وصاحب الرغبة في العمل فيها لابد وان يكون موهوباً، وان الصحفي يولد وفي يده القلم وفي رأسه الفكرة على حد تعبير البعض، بينما يؤكد البعض الآخر أن الصحافة مهنة كسائر المهن في المجتمع تحتاج إلى استعداد طبيعي ولكنها كأي مهنة لها مكونات ثلاثة هي: المعارف، والمهارات، والقيم التي يمكن اكتسابها وتطويرها تعليماً وتدريباً.

والعمل الصحفي حسب التعريف الاصطلاحي للمهنة هو مهنة لها سمات وخصائص المهن الفنية العليا.

فالمهن الفنية العليا هي تلك المهن التي تحتاج إلى معرفة متخصصة ومهارات خاصة يمكن اكتسابها عن طريق الدراسات النظرية والممارسات التطبيقية في الوقت نفسه، وغالباً ما تتم هذه الدراسات داخل معاهد متخصصة أو في الجامعات، وينضم أصحاب المهن الفنية العليا إلى منظمات أو روابط خاصة بهم تفرض عليهم بعض القواعد الخاصة بممارسة المهنة والتعامل مع العملاء، وتعرف هذه الروابط باسم المنظمات المهنية Professional Associations، أما القواعد التي تضعها هذه المنظمات فهي الأخلاقية المهنية Professional Ethics.

وتحتاج المهنة الفنية العليا إلى معارف وخبرات ومهارات متعددة يتطلبها المجتمع، وجدير بالذكر أن أصحاب كل مهنة فنية عليا يميلون إلى الإحساس بأن مهنتهم قادرة بذاتها على تكوين وصياغة أخلاقياتها وعلى ضبط جودة عملها والتحكم فيه، وذلك على أساس من احتكارها لضرب معين من ضروب المعرفة والمهارة، ومسئولياتها عن شرف المهنة واستمرارها.

ولهذا تميل جماعات المهن الفنية العليا إلى رفض رقابة الجمهور، أو ضبط العملاء لها، ومع ذلك فهي تتأثر بالجمهور الذي تعمل من اجل خدمته، كما أنها تستجيب لحاجات جماعة المصالح الأخرى ومتطلبات التنظيمات المهنية المختلفة.

ويؤكد أبراهام فلكسنر على المسئولية الفردية والتطبيق العملي للمهارات والوسائل الفنية العقلية، والميل نحو تنظيم الذات، وتزايد الدوافع الغيرية الايثارية.

ويذهب موريس كوجان إلى أن المهن الفنية العليا هي عبارة عن عمل تستند ممارسته أو مزاولته على فهم دقيق للبناء النظري لبعض فروع العلم أو أجزائه وعلى المهارات والقدرة المصاحبة لمثل هذا الفهم، كما أن هذا الفهم وهذه القدرات ويجب أن تطبق على المسائل العملية والحيوية في حياة الإنسان.

ويحلل جيوفري ميلرسون خصائص المهنة الفنية على النحو التالي:

  1. أنها تشتمل على مهارة تستند على معرفة نظرية.
  2. أن هذه المهارة تتطلب تدريباً وتعليماً من نوع معين.
  3. أن صاحبها يجب أن يثبت جدارته باجتياز امتحان من نوع معين.
  4. أنها تتطلب الأمانة والإخلاص والتمسك ببعض القواعد السلوكية.
  5. أنها تخدم الصالح العام.
  6. أن صاحبها يجب أن يكون منظماً أو مرتبطاً بتنظيم

والذين يقولون بأن الصحافة فن يرون أن الصحافة استعداد طبيعي قبل كل شيء، ولكي يكون الإنسان صحفياً وجب عليه أن يستجيب للنداء الصادر من أعماقه، وان تتوافر فيه الموهبة والرغبة الملحة، وقد أصبحت طبيعة ثابتة فيه في ملاحظة الحياة والناس، وان الصحفي مهما تتسع حقول تجارية فإنه لا يمكن أن يصبح صحفياً بمعنى الكلمة أن لم تكن فيه تلك العبقرية أو تلك الشعلة المقدسة التي تميز الصحفي الذي يولد صحفياً.

وعلى الجانب الآخر نجد من لا يتفق مع الذين يقولون ويؤيدون أن الإنسان يولد أو لا يولد صحفياً، وان الاستعداد الطبيعي هو كل ما يطلب من المبتدئ، مثل جوزيف بوليتزر الصحفي المجري الأصل الذي أصبح ناشر النيويورك ورلد ورئيس تحريرها، الذي يرد في أوائل القرن العشرين عليهم بقوله: إن كل ذكاء في حاجة إلى من يتعهده حتى ولو سلمنا بأن الاستعدادات الطبيعية هو مفتاح النجاح في جميع ميادين النشاط الإنساني وان الصفات الخلقية وهي لازمة للصحفي الناجح تنمي بالعلم والتجربة.

يقول جوزيف بوليترز للذين يؤكدون أن التأهيل الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا ثمرة التجربة والتدريب، انه لا يوجد إنسان في مكاتب الصحيفة لديه الوقت الكافي والرغبة في تعليم ناشئ مبتدئ ليلقنه ما يعرفه قبل أن يقوم بأصغر عمل صحفي أن نظام تعلم الصنعة على يد أسطى كان معمولاً به ي الحقوق والطب أما الآن، فقد تبين انه يمكن الحصول على نتائج أفضل بعد إعداد منظم في مدرسة مهنية.

ويشير بوليترز كذلك إلى الي أن الصحفيين الذين لم يؤهلوا، إنما يتعلمون مهنتهم على حساب الجمهور. ويضيف قائلاً: لا يكفي أن يكون صحفي الغد متعلماً تعليماً جامعياً عاماً، بل لابد من إعداده لمهنته الجديدة إعداد خاصاً، ويجب بوليتزر على الذين يدعون أن الصحافة في ذاتها لا تكون مادة يمكن تدريسها بأنه: كلما قطع المعترضون بأن هناك أشياء لا يمكن تدريسها برهنوا على ضرورة ما يمكن تدريسه أن المدرسة تكمل ولكنها لا تخلق، وان كنا نحكم على قيمة التعليم من خلال قدرته على إخراج صفات عقلية من العدم، فإنه لا يكون أمام معاهد التعليم، من رياض الأطفال إلى الجامعة، إلا أن تغلق أبوابها فيتعطل جميع المشتغلين بالتعليم.

ويرى جوزيف بوليتزر أيضا أن الصحافة هي أكثر المهن تطلباً، إنها تحتاج إلى أوسع المعارف وأعمقها وأحسن الخلق، ويسأل: هل يصح أن تترك هذه المهنة ذات المسئوليات الكبيرة تمارس دون أي تأهيل منتظم؟

وقد أوصى بوليتزر عند وفاته بمليونين ونصف مليون دولار لتأسس مدرسة صحافة وإنشاء جوائز سنوية لأحسن إنتاج في مجال الصحافة والأدب.

وهناك من يقول بأنه إذا كان لابد للجامعات من أن يكون لها دور معلوم في التدريب المهني للصحفيين فليكن ذلك على المستوى فوق الجامعي، ومن أصحاب هذا الرأي توم هولكنيسون الذي عمل رئيساً لتحرير صحيفة بيكترشربوست من 1940م إلى 1950م وأصبح فيما بعد مديراً لمركز الدراسات الصحيفة في جامعة كارديف البريطانية، ويعدد ما يحمله على الاعتقاد بذلك قائلاً.

  1. إن الصحافة تختلف عن سائر المهن الفكرية الحرة كالطب والهندسة والمحاماة من حيث إن العمل فيها لا يقتصر على لون واحد من الألوان المتعددة للمعرفة. إنها وبعبارة أخرى: مهنة مفتوحة لا مغلقة وتحتاج إلى ثقافة ذوي المهن الفكرية الأخرى أيضاً. فالطبيب مثلاً بوسعه أن يكون مراسلاً أو محرراً طبياً، كذلك المحامي أو المهندس. لكن ليس بوسع من تخصص في الصحافة وحدها أن يكون طبيباً أو مهندساً أو محامياً، ومادام الأمر كذلك فإن التدريب المهني للصحفيين الحاصلين على مؤهلات عليا سيتيح الفرصة للصحافة كي تستفيد من كل ذوي المعرفة على اختلاف ألوانهم.
  2. إن التدريب المهني للصحفيين على المستوى فوق الجامعي هو أقل أنواع التدريب المهني تكلفة وأسرعها عائداً، كما انه اقلها ازدحاماً بالمواد المختلفة والتي يدخل بعضها في اختصاصات الشعب والكليات الجامعية الأخرى.
  3. إن مثل هذا التدريب سيؤدي إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الصحافة والجامعات، فقد تطلب بعض المؤسسات الصحفية من إحدى الجامعات تخصيص فترة تدريبية على المستوى فوق الجامعي لتدريب من يعملون فيها كمراسلين تربويين، ومثل هذا التدريب سبعين حتماً على فهم أحدث التيارات والأفكار في عالم التربية.

وكانت أولى المحاولات التي بذلت في ميدان التعليم الصحفي من خلال مؤسسة واشنطن كويلج ـ في الولايات المتحدة الأمريكية ـ منذ عام 1869م، وبعد سنوات قلائل درست مادة صف الحروف والاختزال، وكان يقوم بتدريس المادتين رئيس تحرير جريدة لكسنفتي جازيت، وكان الطلبة يعملون في تحرير المواد وأعمال المطبعة.

وبعد ذلك غزت فكرة تدريس الصحافة كثيراً من العقول وانتشرت في أنحاء الولايات المتحدة، ورغم أن الموضوع وهو الصحافة كان في أطواره الأولى، ولم تكن هناك خلافات تدور حوله، وكان القائمون على هذه الدراسة يعتمدون على ذاتيتهم فيها، وكان لكل طريقته الشخصية في التدريس، وتضمنت مناهج الدراسة: تاريخ الصحافة، إصدار الصحف، قانون القذف، الإدارة، محاضرات عن أهم القضايا العالمية في الداخل والخارج، دراسات تطبيقية في التحرير بأنواعه، هذا إلى جانب المحاضرات العملية التي كان يلقيها أرباب هذه المهنة وتتضمن ملاحظاتهم وخبرتهم وتجاربهم.

أما في أوربا فكانت الصحافة تعتبر مهنة الأدباء، وكانت تغلب عليها الطبقية قبل كل شيء، فإذا ما تقدمت الأغراض الأدبية وتناولت موضوعات أخرى تاريخية أو اقتصادية كانت تسمى مهنة ضعيفة في سياساتها، ثم بدأت الموضوعات الصحفية تهتم بالنواحي الاجتماعية، ولكن لم يكن هناك اهتمام في بادئ الأمر بالنواحي العملية، فلما اندلعت شرارة الحرب العالمية الأولى ظهرت أهمية الصحافة في نشر الأنباء مما دعا إلى الاهتمام بمناهج التدريس على أسس مختلفة، وكان أن اهتمت كل من ألمانيا والنرويج وبولونيا بإجراء دراسات خاصة بهذه المهنة، ثم بدأت هذه الدراسات تحتل أمكنة لها في الجامعات خاصة في ألمانيا في السنوات الأخيرة بين الحربين العالميتين، وأصبحت الصحافة تدرس بانتظام في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية في كثير من جامعات أوربا، وظهرت أهمية المناهج قيمتها في الدراسة والبحث وظهر التخصص.

ويلاحظ أن بريطانية على خلاف ما هو متبع في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لا تميل كثيراً لإنشاء كليات جامعية لدراسات الصحفية أو الإعلامية، لكنها مع ذلك من الدول التي تهتم بالتدريب المهني للصحفيين، فقد تضافرت جهود جميع المنظمات الصحفية فيها على تحقيق مشروع قومي للتدريب هو المجلس القومي لتدريب الصحفيين، وهذا المعهد أو المجلس لا يقبل التدريب فيه إلا أولئك الذين يعملون في الصحافة بالفعل، ومن أراد الالتحاق به عليه أن يبرهن على قدرته الصحفية الكبرى برامجها التدريبية الخاصة بها.

ورغم اتساع مجالات الجرائد ووسائل الاتصال الالكترونية لتلبية اهتمامات الجمهور المتغيرة، نجد أن السمات أو الفضائل الشخصية التي تساعد في صناعة صحفي جيد ظلت أساسية لم تتغير، في حين تغيرت متطلبات إعداده وتأهيله مهنياً بالتعليم والتدريب.

فهناك مجموعة من السمات الأساسية ترتبط عادة بالصحفيين كقدرات أو سمات فطرية أو مؤشرات عن طاقات كامنة يمكن تطويرها وتنشيطها تعليمياً وتدريبياً وأهمها: حب الاستطلاع والإحساس بالإنصاف والمسئولية، والإحساس بأنه عضو في فريق، وانه شخص يستمتع بالجرائد، وله مجالات اهتمام متعددة وعنده إحساس بالتعاطف مع الجنس البشري والقدرة على شرح الأفكار والكفاءة والمقدرة اللغوية والأسلوبية.

وحتى بداية القرن العشرين، كان اغلب الصحفيين لا يلتحقون بكليات، أو مدارس الصحافة بل كانوا يذهبون مباشرة للعمل في جريدة مدينة صغيرة أو محطة إذاعة، وإذا اظهروا قدرة استثنائية بعد سنوات عديدة يتحركون إلى وسائل اتصال أضخم، غالباً ما تكون في واحدة من المدن الكبرى.

أما اليوم فغالبية محرري الصحف خاصة صغار السن في العالم حاصلون على درجات جامعية، وعل الرغم من وجود اتفاق الآن على ضرورة أن يكون الصحفيون حاصلين على درجة جامعية، فإن نمط التعليم الذي تحتاجه الصحافة مازال مثيراً للجدل، فمعظم رؤساء التحرير يتطلعون إلى محررين حاصلين على درجة جامعية في الصحافة، إلا أن بعضهم على الرغم من ذلك يفضلون المحررين ذوي الخبرة الذين درسوا مقررات أساسية في التاريخ والقانون وعلم الاجتماع وعلم السياسة على سبيل المثال، وهؤلاء يعتقدون أن هذا النوع من الصحفيين يمكنهم استيعاب المهارات الصحفية التي يحتاجون إليها في شهور قليلة عن طريق التدريب إثناء العمل on the job training وان تخصصاتهم العليا college majors سوف تزودهم ببعض الخبرة في احد المجالات التي يحتاجون إليها ويرد بعض المعارضين بأن التدريب أثناء العمل يتضمن بعض المخاطر، فهو مكلف للجريدة لأنه عادة ما يستغرق شهوراً عديدة على الأقل قبل أن يصبح المتدرب قادراً على العطاء الصحفي، وقد يجد المتدرب بعد عدة شهور في الوظيفة انه لا يستمتع بالعمل أو انه غير موهوب بشكل يكفي لنجاحه، وأنه لهذا سوف يترك العمل قبل يجد الذين وظفوه عائداً لاستثماراتهم، فضلاً عن أن الكليات التي تدرس الصحافة أو الاتصال تزود إلى جانب المعلومات بعمليات مسح لصناعة الصحافة

وهناك شبه اتفاق اليوم على الحاجة إلى خريجي كليات ومدارس الصحافة وهناك وجهتا نظر أساسيتان في المناهج الدراسية التي ينبغي أن يحصل عليها الطالب:

أولاً: وجهة نظر أن تكون غالبية المواد المقررة معقودة للصحافة:

ويرى أصحابها أن محتويات المنهج الدراسي ينبغي أن تمسح وتحلل إشكالا مختلفة من الاتصال وتقنيات التغطية والتحرير وجوانب الفن الصحفي المختلفة، بحيث تكون الصحافة والمقررات الأساسية للطالب يضاف إليه مواد معارف عامة اختيارية يختار الطلاب بينها.

ثانياً: وجهة نظر أن تكون غالبية المواد المقرر غير صحفية:

ويرى اصحاباها أن يكون أساس محتوى المنهج الدراسي في مجال أكاديمي تخصصا يكتب فيه المحرر مستقبلاً، على أن تكون المحتويات غير الأساسية هي الصحافة بهدف تطوير مواهب كتابية، ويفترض مؤيدو هذا الأسلوب أن انه يتيح للطالب تنمية مهاراته الوظيفية عندما يلتحق بالعمل الصحفي أو الإعلامي، وسوف يتم تحسين الفرص الوظيفية بسبب الخلفية الأكاديمية.

ويحصل الطالب حسب وجهة النظر الأولى على درجة جامعية عملية في الصحافة والطالب حسب وجهة النظر الثانية يحصل على درجة في المجال الأكاديمي الذي اختاره.

فلسفة تعليم الصحافة والاتصال:

تأثرت الفلسفة الحالية لتعليم الصحافة والاتصال إلى حد كبير بجوهر الثورة التكنولوجية المتغيرة التي تسود عالم الاتصال اليوم، وبطبيعة العمل في المؤسسات الصحفية، وبحاجاتها المستقبلية، وبمدارس التعليم والتدريب الصحفية الراهنة.

فهي فلسفة ترفض التطرف، بحيث لا تكون حرفية أكثر من اللازم فتعلم الطلاب وتدربهم على التقنيات فقط، فالأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة اليوم قد تصبح متخلفة غداً بحيث تخرج حرفيا متمكناً من حيث الشكل، وترفض أيضا أن تكون نظرية أكثر من اللازم أو فلسفية أو تصورية أو قيمية، بل تركز على جوهر الثورة التكنولوجية الجديدة، والنظريات الاتصالية، والإطار العام للمجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي والفلسفي والثقافي والقيمي الذي يتحرك فيه الصحفي بحيث يخرج بفكر ورؤية وقدرة على تكوين إحكام ومواقف ووجهة نظر تجاه مجتمعه. لا مجرد شخص يفهم جوهر الاتصال فقط بدون أن يمتلك ناصية أدواته التقنية.

فالفلسفة الجديدة لتعليم الصحافة والاتصال تهدف إلى الجمع بين جانبين: الجانب الأول: هو المهارات القابلة للنقل بشكل آني: وتتعلق بعمليات الكتابة والتحرير و الإخراج والإدارة واستعمال الأجهزة والتقنيات والأنظمة الاتصالية الجديدة بدءاً من نهايات العرض الضوئي، وآلات الجمع التصويري، وأجهزة الكمبيوتر والطابعات، إلى الأقمار الصناعية، وأجهزة الفيديو، وبنوك المعلومات، أي فهم الاتصال كتقنية وأداء في ثورته المتطورة التي لم يشهد العالم مثلها منذ أكثر من أربعين عاماً، منذ اختراع التلفزيون، ولكن هل يكفي فقط تعلم القواعد الإجرائية وأساليب إدارة وتشغيل هذه التكنولوجيات، لا فلابد أيضا من فهم جوهر هذه التكنولوجيات وأساليب التعامل معها، وتأثيراتها على عملية الاتصال بالجماهير.

والجانب الثاني للفلسفة الجديدة لتعليم الصحافة والاتصال هو الذي يزود بعقلية معارف عامة أو أساس نظري وفكري وفلسفي واتصالي يركز على جوهر عملية الاتصال بالجماهير وبعديها الاجتماعي والإنساني، فلا يكفي لدارس الصحافة والاتصال أن يتعلم كيف يستخدم المعدات، فالمعدات تتغير وتتجدد بين سنة وأخرى أو عقد واخر، ولكن الضروري هو أن يتعلم جوهر هذه التكنولوجيا ومتطلباتها وانعكاساتها وقيمها ي إطار عملية الاتصال بالجماهير التي تتضمن قائماً بالاتصال يوجه رسائله إلى جمهور عبر وسائل اتصالية مستغلاً تقنيات اتصالية متطورة بهدف تحقيق أهداف معينة، فجوهر الثورة التكنولوجية الحديثة التي يعيشها المجتمع الأمريكي، على سبيل المثال، تحول المشاهد أو القارئ أو المستمع من متلقٍ سلبي إلى متلقٍ ايجابي.

وفهم جوهر عملية الاتصال بكل أبعادها يجعل الفرد المتعلم قادراً على تكوين قيم وأحكام ومواقف تجاه المجتمع وقضاياه وأفراده، وهو المسئول عن أخبارهم وتسليتهم وتوجيههم وتنشئتهم ونقل العالم إلى أذهانهم، من خلال أدواته التكنولوجية وأحكامه وقراراته التحريرية الاتصالية كمحرر أو مذيع أو محرر في بنك المعلومات، من هنا تحدد جوهر فلسفة تعليم الصحافة والاتصال الحديثة في جملتين هما: التعليم للنجاح، والتدريب للنفاذ وهي فلسفة ترمي إلى تعليم الأفراد لكي ينجحوا في فهم جوهر وظيفتهم الاتصالية في المجتمع ودورهم الإعلامي والتفسيري وخطورة هذا الدور، من خلال ما يزود به تعليم الصحافة من مدخل معارف عامة (l.A.M) للدارس، تجعله على وعي بأبعاد الاتصال المختلفة وعلى بكل العلوم والمعاني الاجتماعية الإنسانية وبتعقيدات العملية الاتصالية وتشابكها، تم تدريبهم أيضا على المهارات الاتصالية التقنية بنجاح تام، فالفلسفة الجديدة في تعليم الصحافة وتركز على جانبي الفكر والقيم والأداء والعمل، المعارف الاتصالية والإعلامية العامة، والأداء التقني الاتصالي، العقلية الإعلامية النظرية، والعقلية الحرفية المتمكنة.

وفي ندوة نظمها معهد بوينتر لدراسات وسائل الإعلام pointer institute for Media Studies في الولايات المتحدة الأمريكية، شارك فيها 150 أستاذ وخبيراً وممارسا وخبيراً ممارساً وطالبا للصحافة في 26 فبراير 1998م، عقدت بمدينة سان بطرسبرج ومولتها مؤسسة نيمان، ومؤسسة بيوشارلز، تم تطوير عدة مؤشرات حددت من خلالها الكفاءات العشر الأساسية المطلوبة في العاملين بجهاز تحرير الصحفية جريدة كانت أو مجلة في عصر الصحافة الالكترونية والإعلام الرقمي، وتم تصورها في شكل هرم على قمته الأخلاقيات، ثم أسفله الكفاءة الثقافية والكفاءة المدنية تليها الكفاءات البصرية والكفاءة التكنولوجية والكفاءة العددية، وفي القاعدة: الكفاءات المتعلقة بالتقييم الإخباري، المقدرة اللغوية، القدرة على التخيل والتفسير وكفاءة التغطية Reporting.

تدريب الاعلاميين

التدريب في مجال وسائل الإعلام مثل الصحافة، هو تلك العملية المنظمة المخطط لها، لاستثارة ونقل بعض الخبرات والمهارات والمعلومات والأفكار إلى العاملين في وسيلة الاتصال الجماهيرية (جرائد، مجلات، راديو، تليفزيون، سينما، إدارات العلاقات العامة، الإعلان). بغرض تنشيط خبراتهم وتجديد أفكارهم ومعلوماتهم، والعملية التدريبية على وسائل الاتصال بالجماهير هي عملية تستهدف التزويد بست رئيسية:

أولاً:

التدريب في مجال وسائل الإعلام مثل الصحافة، هو تلك العملية المنظمة المخطط لها، لاستثارة ونقل بعض الخبرات والمهارات والمعلومات والأفكار إلى العاملين في وسيلة الاتصال الجماهيرية (جرائد، مجالات، راديو، تليفزيون، سينما، إدارات العلاقات العامة، الإعلان) بغرض تنشيط خبراتهم وتجديد أفكارهم ومعلوماتهم والعملية التدريبية على وسائل الاتصال بالجماهير هي عملية تستهدف التزويد بست حاجات رئيسية.

أولاً: التوجيه:

من خلال مساعدة القادمين الجدد، أو المتدربين على فهم النظام الجديد الذي يلتحقون به، أنها تتضمن توليفهم على المصطلحات والأجهزة، وطرق وعلاقات العمل الجديدة التي سيجدون أنفسهم فيها وتتعلق أساسا بالفهم أكثر منها لمجرد التطوير لمهارات محددة، وهذا التوليف قد يشكل جزءاً مهماً من تدريب موسمي أو تحويلي للأشخاص المنقولين إلى عمل جديد داخل العمل الأصلي.

ثانياً المهارات الأساسية:

وهي تلك القدرات الخاصة بمعالجة لغة التعبير الاتصالي المكتوبة أو المسموعة أو المرئية في الجرائد والإذاعة والتليفزيون، أو التقنيات الخاصة بكل وسيلة، والنقائص اللغوية الشفوية الطفيفة واللغة المكتوبة يمكن علاجها، ولكن نقائص اللغة الإعلامية وأسلوب استعمالها، يحتاج علاجها إلى تدريب والى تنمية، والى تنشيط للقدرات الكتابية أو التصويرية، أو الصوتية، أو الأداء عامة، وخطورة هذه المهارات الأساسية أنها المحور الذي تبنى عليه تقنيات العمل الاتصالي.

ثالثاً: المهارات المتصلة بتحرير الجريدة وإخراجها وطباعتها (بالنسبة للصحفيين) أنها تتصل بالعملية الإنتاجية للمواد الاتصالية من الناحية الثقافية وناحية المضمون، وكذلك تشغيل الأجهزة والمعدات وصيانتها وإصلاحها.

رابعاً: ترقية المهارات:

ويتم من خلالها تطوير مهارات في مجال معين، إنها عملية تنشيطك لهؤلاء الأشخاص الأكفاء الذين تدهورت مهاراتهم بمرور الوقت، وتجعلهم على الفة مع المعدات الجديدة أو الإجراءات التنظيمية وعلاقات الإنتاج الجديدة.

خامساً: الخلفية العامة:

وتنطوي على تنمية العاملين في الوسيلة الاتصالية (الجريدة أو المجلة هنا) وتزويدهم بالخلفيات العامة للقضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية التي يقومون بمعالجتها من خلال وسائل الاتصال.

سادساً: التطبيقات المتخصصة:

وتتضمن هذه الخطوة أو تلك المرحلة التزويد بجرعات متخصصة من المعلومات في مجالات التخصص الفكري أو المضمون المسئول عنه الصحفي كمعلومات متخصصة يستفيد منها العاملون في وسيلة الاتصال في تصميم برامجهم وموادهم الاتصالية خاصة فيما يتعلق بنواحي المضمون.

والمحور الأساسي للتدريب هو “المقرر” أو “البرنامج” الذي يتضمن إعداده الخطوات التالية:

أولاً: تحديد المؤهلات التدريبية المطلوب تطويرها:

من خلال تحليل المستويات المطلوب الوصول إليها، ومدى تناسبها داخل النظام الحرفي والتعليمي، وهل سيكون ذلك على أساس معايير المهنة أو متطلبات المجتمع؟

ثالثاً: تحليل المحتوى التدريبي والوسائل المعاونة:

ما الذي سوف يتم تقديمه، وكيف؟ وبأي وسائل تعليمية أساسية ومعاونة يمكن لهذا المحتوى أن يحقق أغراضه، أو يتم توصيله بنجاح؟

رابعاً: تحديد الأهداف التدريبية التطبيقية (المرحلية):

بمعنى: أي مهارات أو اتجاهات أو معارف ينبغي أن يتم تدريسها من خلال المحتوى التدريبي، وكيفية تنظيم الأهداف بشكل مرتب حسب أهميتها؟.

خامساً: تنظيم عملية التعليم، التدريب:

ويتم فيها تحديد خطوات العملية التعليمية، التدريبية ومناهج ووسائل وخطط التنفيذ (المحاضرة، المناقشة، ورشة العمل، الزيارة الميدانية مثلاً) ووضع جدول زمني، أو كيف نضع الأهداف والمحتوى في وحدات تعليم ووقت، بأي أساليب (مناهج) ووسائل تتبع؟ وفي أي ترتيب وجدولة ذلك زمنياً.

سادساً: عملية التعليم، التدريب:

وفيها يتم تنفيذ البرنامج التدريبي من خلال تطبيق الخطط والبرامج التدريبية حسب الجدول الزمني الموضوع.

سابعاً: تقويم العملية التدريبية:

وهي عملية تقدير لنتائج وطبيعة الآثار التي أحدثتها عملية التدريب على الوسيلة الاتصالية (الجريدة هنا) ومن ثم فهي تفترض وجود أهداف محددة ومجالات للنجاح والتغيير يسعى التدريب كعملية منظمة ومخططة لإحداثها، وهناك ثلاثة مجالات رئيسية يتم من خلالها التقييم.

المعيار الأول: أهداف البرنامج التدريبي ومدى تحققها، وقد تشتمل هذه الأهداف على الأهداف التالية أو بعضها: مثل إحداث تغييرات في وجهات نظر واتجاهات المتدربين، وتنمية مهاراتهم توصيل معارف معينة ونقل خبرات جديدة، تحقيق التكيف بينهم وبين مجال عمل جديد.

المعيار الثاني: الأداء وطرق العمل: ويشمل هذا أداء المدرب والمتدرب قبل وبعد التدريب، ومدى صحة وسائل وأساليب التدريب والتعليم وسلامتها، وسرعة التعليم أو مدى تقدم المتدرب واستجابته للبرنامج.

المعيار الثالث: البرنامج وستضمن دراسة مدى تطابق محتوى أو مضمون البرنامج مع الأهداف المحددة والحاجات المطلوبة كالمهارات المراد تنميتها، أو المعارف المراد تحصيلها أو الخبرات المراد نقلها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التخطيط الاستراتيجي وأهميته في صناعةالاعلام

ينظر  بعض المدراء العرب إلى الإستراتيجية على إنها خطة طويلة الأجل أو امتداد للخطط السنوية ولكن على نطاق زمني أطول، ولعلهم معذورين في ذلك نظرا لحداثة تطبيق الإدارة الإستراتيجية في المؤسسات العربية ولقلة ما نشر عنها في مؤلفاتنا الإدارية، وحداثة تدريسها في جامعتنا العربية هذه النظرة إلى الإستراتيجية ليست خاطئة ولكنها في حاجة إلى بعض التعديلات والإضافات لتكون متكاملة وأكثر ارتباطا  بالواقع.

يتناول هذا الفصل المعاني الخاصة بالإستراتيجية والإدارة الإستراتيجية ومراحلها الأساسية، ونقدم بعض الأشكال والنماذج التي توضح ذلك ومن جانب آخر سوف يتم توضيح أهمية الإدارة الإستراتيجية من خلال تسليط الأضواء على فوائدها وابرز التحديات التي تواجها حاليا.

أولا: مفهوم الإدارة الاسترايجية

بالإمكان تعريف الإستراتيجية Strategic Management بأنها:

علم وفن صياغة وتنفيذ وتقيم القرارات الوظيفية المختلفة والتي تمكن المنظمة من تحقيق أهدافها.

وتعرف ايضا انها :مجموعة القرارات والتصرفات الإدارية التي تحدد أداء المنظمة في الأمد الطويل.

ويؤكد العالمان Thompson & Strickland على أن  الإدارة الإستراتيجية هي:

العملية التي بواسطتها يتمكن المدراء من تأسيس اتجاه طويل الأمد للمنظمة وتحديد أهدافها وتطوير الاستراتيجيات لغرض تحقيق هذه الأهداف في ضوء المتغيرات الداخلية والخارجية ذات العلاقة.

وهنالك من يرى إن الإدارة الإستراتيجية هي العملية الإدارية التي تستهدف انجاز رسالة المنظمة من خلال إدارة وتوجيه علاقة المنظمة من بيئتها.

أما (Ansoffانسوف)، وهو من أشهر الكتاب في هذا المجال فيعرف الإدارة الإستراتيجية بأنها: تصور المنظمة لعلاقتها مع بيئتها بحيث يوضح هذا التصور نوع العمليات التي يجب القيام بها على المدى البعيد الذي يجب ان تذهب إليه المنظمة والغايات التي يجب أن تحققها.

إن تفحص هذه التعريفات التي قبلت في الإدارة الإستراتيجية يوضح ان بعضها يركز على تصور دور المنظمة رسالتها وغاياتها بينما يركز بعضها الآخر على عملية اتخاذ القرارات الإستراتيجية وتخصيص الموارد التنظيمية، وعلى إنها علم وفن صياغة وتنفيذ وتقييم القرارات الوظيفية المختلفة،

وفي هذا الصدد يمكن القول إن الإدارة  الإستراتيجية هي:

تصور الرؤى المستقبلية للمنظمة وتصميم رسالتها وتحديد غايتها على المدى البعيد وتحديد أبعاد العلاقات المتوقعة بينها وبين بيئتها بما يسهم في بيان الفرص والمخاطر المحيطة بها، ونقاط القوة والضعف المميزة لها، وذلك بهدف اتخاذ القرارات الإستراتيجية المؤثرة على المدى البعيد ومراجعتها وتقويمها.

 

ثانيا: أهمية الإدارة  الإستراتيجية

تزايد إيمان الإدارة العليا بأهمية الإدارة العليا بأهمية الإدارة الإستراتيجية والتفكير الاستراتيجي في المنظمات المختلفة (الكبيرة والصغيرة) مرده وجود عاملين أساسيان يتفاعلان معا:

الأول: إن إيمان الإدارة العليا بالإدارة الإستراتيجية واعتمادها في إطار العمل الآني والمستقبلي من شأنه تحقيق فوائد عديدة للمنظمة.

الثاني: إن اعتماد الإدارة الإستراتيجية أصبح الآن خيارا استراتيجيا بالنسبة للإدارة العليا في المنظمات نظرا لما تواجهه من تحديات (غير عادية) عديدة محلية، إقليمية، عالمية وبالتالي فان التفكير بإدارة العمل وتحقيق أهداف المنظمة بالأساليب التقليدية ما عاد مجديا في يومنا هذا.

وسوف نستعرض هنا بعض الفوائد التي يمكن ان تحققها المنظمة عند استخدامها  الإدارة الإستراتيجية بأساليب عملية بعيدة عن التقليد والعشوائية، وكذلك الإشارة في بعض التحديات التي تواجهها المنظمات والتي نفترض على المنظمة ضرورة تبني الإدارة الإستراتيجية فكرا وعملا في مختلف المستويات والأنشطة التنظيمية.

ثالثا: فوائد الإدارة الإستراتيجية

1.وضوح الرؤية المستقبلية واتخاذ القرارات الإستراتيجية تتطلب صياغة الإستراتيجية قدرا كبيرا من دقة توقع الأحداث المستقبلية والتنبؤ بمجريات الأمور والاستعداد لها مما يمكن من تطبيقها وبالتالي نمو المنظمة أي إن الإدارة الإستراتيجية تسمح للمنظمة بالاستعداد المسبق لمستقبل (بدلا من الاستجابة فقط) والتأثير في الأنشطة المختلفة وبالتالي في ممارسة السيطرة على مستقبلها الخاص.

2.تاريخيا كانت الفائدة الأساسية الإستراتيجية تنحصر في مساعدة المنظمة في عمل استراتيجيات جيدة من خلال استخدام الطريقة المعينة في إيجاد الخيار الاستراتيجي وبالرغم من إن ذلك لا زال يشكل ميزة أساسية في الإدارة الإستراتيجية، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد على أن العملية Process وليس القرار أو التوثيق،هي المساهمة الأهم للإدارة الإستراتيجية.

فالأسلوب والطريقة التي تمارس بها الإدارة الإستراتيجية تحتل أهمية استثنائية فالهدف الأساسي للعملية هو تحقيق الفهم والالتزام من قبل جميع العاملين (المدراء والموظفين).

وقد يكون التفهم من بين أهم الفوائد للإدارة الإستراتيجية متبوعا بالإخلاص والالتزام وحينما يفهم كل من المدير والموظف أو العامل ماذا تفعل المنظمة ولماذا سيشعر كل منهم انه جزء من هذه المنظمة وسيكون أكثر التزاما بمساعدتها في تحقيق هدافها.

3.استيعاب وفهم أفضل المتغيرات البيئية سريعة التغير تستطيع المنظمات من خلال اعتمادها الإدارة الإستراتيجية الاستيعاب الأفضل والتأثير في الظروف الاقتصادية والاجتماعية ومتغيرات بيئتها في المدى البعيد قياسا في وضعها في الأمد القصير، ومن ثم تستطيع استغلال الفرص المتاحة وتقليل اثر المخاطر البيئية بما يخدم نقاط القوة ويحجم نقاط الضعف داخليا.

4.تحقيق النتائج الاقتصادية والمالية أثبتت الدراسات الميدانية ان المنظمات التي تستخدم الإدارة الإستراتيجية هي أكثر نجاحا من تلك التي تستخدم هذا الاختصاص، فهناك علاقة ايجابية بين النتائج الاقتصادية والمالية المنظمة ومدى اهتمامها بإدارة استراتيجياتها طويلة المدى.

5.تدعيم المركز التنافسي: تقوى الإدارة الإستراتيجية مركز المنظمة في ظل الظروف التنافسية الشديدة، وتدعم مركز الصناعات التي تواجه تغيرات تكنولوجية متلاحقة، كما تساعد المنظمة على الاستفادة من مواردها المتنوعة نظرا لاتساع سيطرتها الفكرية على أمور السوق.

6.التخصيص الفعال لإمكانات والموارد: تساعد الإدارة الإستراتيجية على توجيه جهود المنظمة بشكل جيد في المدى البعيد، كما تساهم في حسن استخدام مواردها وإمكاناتها بطريقة فعالة وبما يضمن استغلال نقاط القوة والتغلب على نواحي الضعف.

رابعا: التحديات التي تواجه الإدارة  الإستراتيجية

هناك مجموعة من التحديات نجد من الضروري إثارتها أمام القارئ من اجل التمعن فيها وأخذها بالحسبان وهو يصنع قراراته الإدارية. ومن بين هذه التحديات ما يلي:

  • تسارع التغيرات الكمية والنوعية وبيئة الأعمال:

نعيش اليوم في عالم سريع التغير في كل نواحيه ومظاهره، عالم تكاد تلاشى فيه حدود الزمان والمكان، بين ما هو قديم وجديد، ويظهر التغير في البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية، ومن ثم فقد أصبح وضع الاستراتيجيات والتعامل مع الفرص والتهديدات أمرا حيويا وهام وفي مختلف أنواع المنظمات العربية.

ب. ازدياد حدة المنافسة:

لم تعد المنافسة مقتصرة على السعر وجودة المنتج فقط كما كان الوضع سابقا، بل تعددت  الآن أسس المنافسة لتشمل كل أنشطة المنظمة، ولتصبح منافسة كونية أيضا Global Competition.

وتتضح هذه الصورة في ظهور منافسين جدد باستمرار وزيادة حدة المنافسة بصورة عامة الأمر الذي يفرض على الإدارة العليا تحدي وضع خطط إستراتيجية كفاءة وبعيدة المدى لمعالجة وضع المنظم في أسواق مختلفة على سبيل المثال قبل عشرين عاما كانت شركة جنرال موتورز تتحدى العالم بصناعتها ونموذجا متآلفا يتطلع إليه المدراء في بقية أقطار العالم، أما اليوم فنجدها تلهث من اجل البقاء على حد قول احد مدراها.

ج. التحالفات الإستراتيجية Strategic coalition

لقد تلاشت من عالم الأعمال حدود السيادة بين الدول وذلك مع تزايد الطبيعة الاعتمادية المتبادلة للاقتصاديات ونمو المنافسة الأجنبية في الأسواق المحلية وندرة الموارد الطبيعية وحرية التبادل التجاري هذه العوامل وغيرها جعلت الشركات (اليابانية مثلا) تتجه نحو إقامة تحالفات إستراتيجية مفتوحة مع الشركات العالمية الأخرى بحيث يتعرف كل طرف على عناصر القوة التقنية عند الطرف الآخر.

والتطورات الأخيرة في صناعة السيارات تؤكد هذا الاتجاه حيث نجد مثلا التحالف القائم بين شركة Toyota وشركة GE من اجل إنشاء مشروع لتطوير تصنيع السيارات ونفس الشئ بالنسبة للتحالفات القائمة بين شركتي Ford. Mazda. Ford. Nissan وبين شركتي Philips و Samsung في مجال وضع التلفزيون ذي الصور المجسمة.

د. كما أصبح الصراع على موارد الطاقة والماء والكفاءات العلمية النادرة سمة العصر وترتب على المنظمات وضع الاستراتيجيات التي تضمن توفير الموارد بالقدرة وبالمواصفات المطلوبة وفي الوقت المناسب فقد انتهي عصر الوفرة للعديد من مستلزمات الإنتاج وأصبحت الندرة هي السمة الغالبة في وقتنا الحاضر.

ظهور المنظمات المتعلمة: Learning Organizations

أمام التغيرات البيئية السريعة وغير المؤكدة أصبح لزاما على المنظمات امتلاك القدرة على التنافس الناجح في مثل هذه البيئات ولا يتحقق لها ذلك إلا إذا امتلكت مرونة إستراتيجية تمكنها من تكوين ميزة تنافسية مستدامة وتتطلب المرونة  الإستراتيجية التزاما طويل الأمد لتطوير وتنمية الموارد ذات الأهمية الاستثنائية كما تتطلب إلزامية أن تصبح المنظمة متعلمة وتركز بشكل مباشر على الحصول على المعرفة Knowledge، ويمكن أن تشكل المعرفة ميزة إستراتيجية في أي مكان على المدى البعيد وهي أساس القدرة في عملية خلق المنتجات الجديدة أو تطوير المنتجات الحالية وتقوم المعرفة بدور المضاعف للثروة والقوة بمعنى ان بالإمكان استخدامها أما لزيادة (أو تقليل) المتاح منها من اجل تحقيق زيادة قصوى في الكفاءة.

خامسا: مراحل الإدارة الإستراتيجية

لدينا أربعة مراحل وخطوات في الإدارة الإستراتيجية هي:

التحليل والرصد البيئي Environmental Scanning ويتضمن المسح أو التحليل البيئية الداخلية والخارجية.

صياغة الإستراتيجية Strategy Formulation أي التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.

التطبيق الاستراتيجي Strategy Implementation

التقويم والسيطرة Evaluation and Control

وتتميز هذه المراحل التي تشكل في جملتها عملية Process ذات خمس خصائص أساسية:

أولا: انه لا يمكن البدء في مرحلة إلا بعد الانتهاء من المرحلة السابقة لها.

ثانيا: إن جودة كل مرحلة توقف على جودة المرحلة السابقة لها أي ان التغير الذي يحدث في أي منها يؤثر في المراحل الأخرى (السابقة أو اللاحقة).

فالتغير في رسالة المنظمة يؤثر على تغيير أسلوب تعاملنا مع البيئة قد تؤدي إلى تعديل في الرسالة، وهكذا.

ثالثا: إن الإدارة الإستراتيجية عملية مستمرة شأنها شأن أي من العمليات الإدارية الأخرى التي تعرفت عليها سابقاً.

رابعا: ينبغي النظر إلى الإدارة الإستراتيجية باعتبارها عملية ضرورية تتطلب وجود تدفق مستمر للمعلومات تتم بواسطته مراجعة مراحل هذه العملية وإجراء الخطوات التصحيحية في أي من مكوناتها.

أولا: التحليل والرصد البيئي Environ mental Scanning

التحليل البيئي هو استعراض وتقييم وتوزيع المعلومات التي تم الحصول عليها من البيئة الخارجية والداخلية إلى المديرين الإستراتيجيين في المنظمة وينحصر هدف التحليل الاستراتيجي في التعرف على العوامل الإستراتيجية Strategic Factors التي سوف تحدد مستقبل المنظمة وابسط طريقة لإجراء مثل هذا التحليل هو تحليل “سووت SWOT Analysis.

ويستخدم مصطلح SWOT لتحديد الفرص Opportunities والتهديدات Threats في البيئة الخارجية لمنظمة External Environment والتي ليست تحت سيطرة المنظمة في الأمد القصير وتشكل هذه المتغيرات المحتوى أو الإطار الذي تعمل فيه المنظمة وتتمثل بالقوى والاتجاهات الاجتماعية العامة وبعض العوامل الخاصة في البيئة الصناعية للمنظمة.

وكذلك لتحديد عوامل القوة Strengths والضعف Weaknesses والتي ليست بالضرورة تحت سيطرة الإدارة العليا في الأمد القصير وتتضمن هذه العوامل هيكل المنظمة ثقافة المنظمة والموارد المختلفة للمنظمة.

وتشكل نقاط القوة الأساسية للخصائص الرئيسية  التي تستخدمها المنظمة للحصول على الميزة التنافسية ويوضح الشكل التالي المتغيرات البيئية الخارجية والداخلية للمنظمة.

ثانياً: صياغة الإستراتيجية Strategy Formulation

يقصد بصياغة الإستراتيجية وضع خطط طويلة الأمد لتمكن الإدارة العليا من إدارة الفرص والتهديدات ونقاط  القوة والضعف بأسلوب فعال. وتتضمن عملية الصياغة الإستراتيجية التحديد الدقيق لكل من المجالات الآتية:

تحديد رسالة المنظمة.

تحديد الأهداف القابلة لتحقيق

ج. وضع الاستراتيجيات وتطويرها

د. وضع السياسات الكفيلة بتحقيق الأهداف والاستراتيجيات ضمن إطار رسالة المنظمة.

والأتي نبذة مختصرة لكل من هذه المجالات:

تحديد رسالة المنظمة Mission

تكمن الخطوة الجوهرية الأولى في عملية الإدارة الإستراتيجية في صياغة رؤيا شاملة للمنظمة إذ يجب ان يكون لكل منظمة فلسفة وفكر خاص بها يميزها عن المنظمات الأخرى، ويحدد الغرض من ووجودها ويضع الملامح الأساسية للأسواق والسلع التي تعمل فيها والمستهلك النهائي.

فرسالة المنظمة هي الغرض أو سبب وجود المنظمة في بيئة معنية، إنها وثيقة مكتوبة تمثل دستور المنظمة والمرشد الرئيسي لكافة القرارات والجهود، وتغطي عادة فترة زمنية طويلة الأمد.

وفي حقيقة الأمر نجد ان تحديد رسالة محددة وواضحة للمنظمة يجب على أربعة أسئلة هامة:

ما عمل المنظمة الآن؟ وماذا سيكون في المستقبل؟ ولمن يؤدي هذا العمل؟ لماذا توجد المنظمة؟

الإجابة على هذه التساؤلات الأساسية يساعد المديرين في تجنب خطر الوقوع في إشكالية التوجه باتجاهات متعددة في لحظة واحدة، فعندما يفتقد قائد السفينة بوصلة الملاحة تتساوى أمامه الاتجاهات الأربعة وهو وسط البحر.

ب. تحديد الأهداف القابلة للتحقيق

تظهر الحاجة إلى وجود الأهداف في جميع المنظمات بغض النظر عن الخصائص الإدارية والتنظيمية التي تتميز بها، إن ملية إقامة غايات منهجية لا تضمن فقط توجيه المنظمة نحو تحقيق أهداف معينة بل يمنع الانحراف والنشاط غير الهادف والارتباك عما ينبغي تحقيقه وضياع الغاية من وجود المنظمة.

الأهداف Objectives هي النتائج النهائية للنشاط المخطط  الذي ترغب المنظمة في تحقيقه. وتحدد الأهداف “ماذا” يجب انجازه “ومتى” يجب أن يتم؟ ويفضل أن يتم ذلك بأسلوب كمي كلما أمكن.

وهناك من يفرق بين الغايات Goals والأهداف Objective إذ يرى أن الغايات هي حالة عامة لما يريد أن يحققه الفرد في المستقبل البعيد وفي الغالب لا تخضع  للتأطير الكمي، أما الأهداف فهي التي تشتق من الغايات إنها الغايات النهائية الواجب تحقيقها مثل تعظيم الأرباح profit Maximization.

ومن بين المجالات التي تتجه المنظمة إلى تحديد الغايات والأهداف فيها ما يلي:

الربحية، الكفاءة، النمو، المساهمة في رضاء العاملين، المساهمة في خدمة المجتمع، البقاء، قيادة السوق، الحاجات الشخصية للإدارة العليا).

هذا وتتكون الأهداف من أربعة عناصر هي

غاية يتعلق بها الهدف (تعظيم الأرباح مثلا أو زيادة المبيعات).

مقياس درجة التقدم نحو تحقيق الغاية (نسبة الربح الصافي إلى رأس المال المملوك مثلا لقياس مدى تعظيم الأرباح).

نسبة مستهدفة لتحقيق الهدف (12% مثلا).

إطار زمني لتحقيق الهدف (سنة مثلا).

ولكي تكون عملية الأهداف مجدية بالنسبة للإدارة، لا بد من تحديد هذه العناصر الأربعة بدقة وبوضوح تام كما يجب اختيار كل واحد من هذه العناصر بعد البحث والدراسة بعناية فائقة.

وبمجرد اختيار الإدارة للمقاييس الفردية لكل من أهدافها فأنه يتوجب عليها:

التأكد من إمكانية تحقيق الأهداف فرديا وجماعيا.

ترتيب الأهداف المختارة والمعدلة طبقاً لأولويات تحقيقها.

تفصيل الأهداف المختارة إلى أهداف فرعية حسب أنواع أنشطة الأعمال التي تزاولها المنظمة.

التأكد من عدم تعارض الأهداف الفرعية مع استراتيجيات الأعمال واستراتيجيات المنظمة والمخاطر والفرص في البيئة الخارجية لضمان إمكانية تحقيق هذه الأهداف.

ج. وضع الاستراتيجيات وتطويرها Development Strategies

الإستراتيجية الخاصة بالمنظمة هي خطة رئيسية شاملة تحدد كيف ستنجز المنظمة رسالتها وأهدافها وذلك من خلال الاستفادة القصوى من الميزات التنافسية وتقليص  الآثار السلبية للمخاطر والمساوئ التي تفرزها المنافسة إنها مجموعة الأفعال والقرارات التي يضطلع بها المديرون من اجل تحقيق مستوى متفوق من الأداء للمنظمة.

وبالرغم من تعدد الآراء بشأن عدد المستويات الإستراتيجية في منظمات الأعمال إي أن هناك ثلاثة مستويات للإستراتيجية، متكاملة مع بعضها، لكل منها مكانتها وسماتها والدور المخطط لها والمختص بوضعها. وهذه المستويات هي:

 

1-الإستراتيجية الكلية أو الإستراتيجية المنظمة  Corporate Strategy

في هذا المستوى تتول الإدارة الإستراتيجية عملية تخطيط كل الأنشطة المتصلة بصياغة رسالة المنظمة وتحديد الاتجاه العام للمنظمة من حيث مدى النمو وكيفية إدارة أنشطة المنظمة وخطوط سلعها وهي تهتم بسؤال أساسي هو ما هي مجموعة الأعمال التي ينبغي أن تعمل فيها المنظمة؟

وبالتالي فأنها تهتم بتحديد الصناعات التي ينبغي أن تعمل فيها المنظمة أو تدخل فيها أو تخرج منها.

وعليه فأن إستراتيجية المنظمة تهتم بتحليل وتعريف الفجوة الإستراتيجية Strategic Gap وتحديد الغايات الجوهرية التي تهدف المنظمة إلى تحقيقها وبيان منهج تحديد الموارد وتخصيصها بين وحدات الأعمال في المنظمة وتتميز الاستراتيجيات الكلية بكونها استراتيجيات طويلة الأجل، كما وتؤثر على كل المنظمة.

  1. استراتيجيات وحدات الأعمال Business Units Strategies

تتمركز هذه الاستراتيجيات على مستوى نشاط الأعمال وهنا يكون التركيز على كيفية تحسين المركز التنافسي للمنظمة بخصوص السلع أو الخدمات التي تنتجها الوحدة وتقدمها في البيئة الصناعية أو قطاع سوقي معين.

ومن أهم القرارات الإستراتيجية في هذا المجال تلك الخاصة بتحديد خط المنتجات تنمية السوق، التوزيع، التمويل، العمالة، البحث والتطوير، تصميم نظم التصنيع وتحليل الأوضاع البيئية لتحديد الفرص والمخاطر المحتمل ان تواجها المنظمة وتمتاز استراتيجيات الأعمال بكونها تركيزا أو اقل مدى من إستراتيجية المنظمة ككل.

3.الإستراتيجية الوظيفية Function Strategy

تهتم الإستراتيجية الوظيفية بمجال وظيفي معين لتحقيق أهداف واستراتيجيات الوحدة الإدارية والمنظمة عن طريق تعظيم إنتاجية الموارد المتاحة حيث تضع الأقسام الوظيفية (في ضوء القيود التي تحددها استراتيجيات المنظمة واستراتيجيات الأعمال)، استراتيجيات لتجميع نشاطاتها الوظيفية المختلفة ومقدرتها على تحسين الأداء ومن بين هذه الاستراتيجيات، إستراتيجية التسويق، وإستراتيجية الإنتاج وإستراتيجية الأفراد وهكذا.

وتتميز الاستراتيجيات في هذا المستوى بأنها ذات طابع تشغيلي وتنفيذي قصير لا يستمر تأثيرها لفترة طويلة ومن أمثلة ذلك القرارات الإستراتيجية الخاصة باختيار الموردين والمناطق الجغرافية والتحفيز والرقابة وأماكن تقديم مراكز الخدمة الخاصة بالصيانة.

د. وضع السياسات Policies

ليس اختيار الإستراتيجية الملائمة حاليا لوضع المنظمة هو نهاية المطاف لصياغة الإستراتيجية بل لا بد من وضع السياسات من قبل الإدارة العليا لكي نصف من خلالها القواعد الأساسية للتنفيذ وتتبع السياسات من الإستراتيجية المختارة لتشكل خطوط إرشاد عريضة Broad guidelines يسترشد بها العاملون في اتخاذ القرارات الجوهرية ذات المدى الزمني البعيد في مختلف أجزاء المنظمة.

إنها مجموعة المبادئ والمفاهيم التي تضعها الإدارة العليا لكي تهتدي بها مختلف المستويات الإدارية عند وضع خططها وتنفيذها ويسترشد بها المديرون عندما يتخذون قراراتهم في نشاطهم اليومي، ويلتزم بها المنفذون أثناء قيامهم بواجباتهم الوظيفية، إنها بعبارة أخرى بمثابة دستور للعمل فهي الإطار الدائم الذي يوجه الفكر في اتخاذ القرارات وفي نطاقها تتم جميع التصرفات في انسجام وتوافق وصولا إلى الهدف المشترك.

وتستخدم المنظمة السياسات لكي تضمن قيام العاملين منها باتخاذ القرارات بأساليب تدعم رسالة المنظمة وأهدافها واستراتيجياتها، وتبقي السياسات لمدة طويلة من الزمن وقد تظل باقية حتى بعد زوال الاسترتيجية التي أدت إلى وضعها وقد تصبح مثل هذه السياسات  الإدارية ما يلي:

إن شركتنا ترفض أي تفيض في التكاليف إذا اقترن بتخفيض جودة منتجاتنا بأي شكل من الأشكال Maytag Company.

يجب أن تحتل شركة جنرال موتوز General Implementation المرتبة الأولى أو الثانية في أي سوق.

ثالثاً: تنفيذ الإستراتيجيةStrategy Implementation   

يقصد بتنفيذ أو تطبيق الإستراتيجية العملية التي بواسطتها يتم وضع  الاستراتيجيات والسياسات موضع التنفيذ من خلال البرامج والميزانيات والإجراءات، ويتم تنفيذ هذه العملية من قبل ويرى الإدارة الوسطى و الإشرافية ولكنها تراجع من قبل الإدارة العليا، وأشار إليها أحيانا بالتخطيط التشغيلي Operational planning وهي تهتم بالمشكلات اليومية لتوزيع الموارد.

وقد تتضمن هذه العملية تغيير في ثقافة المنظمة والهيكل التنظيمي ونظام الإدارة والأتي شرح مختصر لكل البرامج والموازنات والإجراءات.

 

 

البرامج Programs:

البرنامج هو مجموعة من النشاطات والخطوات اللازمة لتحقيق خطة ذات غرض محدد، إنها تعمل على تفعيل الإستراتيجية وقد تتضمن إعادة هيكلة المنظمة أو تغيير في ثقافتها أو البدء بجهود بحثية جديدة.

الميزانيات Budgets:

هي ترجمة البرامج إلى قيم نقدية إنها تتضمن وضع قوائم التكاليف التفصيلية لكل برنامج لأغراض التخطيط والمتابعة كأن نضع ميزانية للإعلان وأخرى لحوافز وثالثة للبحث والتطوير.

الإجراءات Procedures:

يشار إليها أحيانا بالإجراءات التشغيلية المعيارية إنها تصف تفصيليا الأنشطة المختلفة التي يجب القيام بها لانجاز برنامج المنظمة على سبيل المثال قد تضع المنظمة إجراءات محددة لكيفية استيراد الموارد الأولية من السوق المحلية أو الأجنبية وقد تتضمن الإجراءات قائمة بالموردين الذين يجب الاتصال بهم وطرق كتابة نموذج موافقة وتفاصيل الدفع.

رابعاً: التقييم والسيطرة Evaluation and Control

والتقويم والمتابعة الإستراتيجية هما عملية مراقبة يحدد فيها مديرو  الإدارة العليا مدى تحقيق التطبيق الاستراتيجي لاختيارهم أهداف المنظمة وغاياتها ومدى نجاحهم في ذلك، ويتم التقويم على مستوى المنظمة ومستوى وحدات الأعمال أيضا.

ويستخدم المدراء في جميع المستويات الإدارية المعلومات المتوفرة عن الادعاء من اجل اتخاذ الإجراءات التصحيحية وحل المشكلات وبالرغم من ان التقويم والرقابة يمثلان المرحلة النهائية في الإدارة الإستراتيجية السابقة وهذا يحفز الإدارة على عملية التصحيح.

ومن اجل ضمان فاعلية كل من التقويم والرقابة لابد من ان يحصل الإداريون على معلومات دقيقة وموضوعية وسريعة من العاملين تحت رئاستهم عن طريق ما يسمى بالتغذية العكسية Feedback وباستخدام هذه المعلومات يستطيع المدراء مقارنة ما يجرى فعليا ما تم التخطيط له مسبقا في مرحلة صياغة الإستراتيجية.

وهناك ثلاثة أنشطة رئيسية لتقييم الإستراتيجية هي:

  • أ‌- مراجعة العوامل الداخلية والخارجية.
  • ب‌- قياس الأداء وذلك بمراجعة النتاج والتأكد من ان الأداء التنظيمي والفردي يسيران في الاتجاه الصحيح.
  • ت‌- اتخاذ الإجراءات التصحيحية.

إن مراجعة وتقويم الإستراتيجية يعد أمرا جوهريا إذ ان النجاح في الغد يتوقف على النجاح في أداء أنشطة اليوم.

الخلاصة:

الإدارة الإستراتيجية هي تصور الرؤى المستقبلية للمنظمة وتصميم رسالتها وتحديد غايتها وإبعاد العلاقة بين المنظمة وبيئتها بما يسهم في بيان الفرص والمخاطر المحيطة بها ونقاط القوة والضعف التي لديها من اجل اتخاذ القرارات الإستراتيجية ووضعها موضع التنفيذ وتقويمها ومراقبتها.

ان تزايد إقبال المنظمات على تبنى الإدارة الإستراتيجية فكرا وأسلوبا للعمل يعود بالدرجة الأولى إلى الفوائد التي تستطيع أن تحققها المنظمة عند تطبيقها لأسس الإدارة الإستراتيجية بشكل فعال إن هذا الإقبال مرده أيضا إن الإدارة الإستراتيجية أصبحت في يومنا هذا خيارا استراتيجيا لا يمكن للمنظمات إلا أن تتبناه من اجل أن تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات غير العادية على المستوى المحلي والعالمي.

ثانيا:  الأدوار الرئيسية للمدير الاستراتيجي ٍ

توصل هنري منتزيرج (Henry Mintzberg) إلى أن هناك عشرة ادوار أساسية المدير الاستراتيجي تقع ضمن ثلاث مجاميع رئيسية هي:

الأدوار الشخصية personal roles

يؤدي المدير واجبات رسمية ذات طبيعة اجتماعية أو قانونية بصفته رئيسا صوريا ورمزيا للمنظمة Figurehead (مثل حفلات التقاعد، افتتاح خط إنتاجي معين، حضور نشاطات اجتماعية، وتوقيع عقود بالنيابة عن المنظمة)، وبوصفه قائدا Leader يحث ويحفز ويطور ويقود ويرشد العاملين، وبوصفه حلقة وصل Liaison يحتفظ بشبكة من العلاقات و الاتصالات مصادر المعلومات للحصول على المعلومات والمساعدة أو التأييد.

الأدوار المعلوماتية Information Rotes 

وتتضمن دور المراقب Monitor الذي يقرأ التقارير ويراجع المؤشرات الحساسة لأداء المنظمة، ويقوم بجولات في المنظمة، وكذلك دور الموزع للمعلومات أو ناشر للمعرفة Disseminator بين العاملين والأشخاص المهمين سواء داخل المنظمة أو خارجها إلى جانب دور المتحدث أو الناطق الرسمي باسم المنظمة Spokes person الذي يطلع الجهات  الخارجية ذات العلاقة بكل ما من شأنه تعزيز مكانة المنظمة كان يتحدث إلى غرفة  التجارة أو يوضح سياسة المنظمة لوسائل الإعلام ويشارك في الحملات الدعائية.

الأدوار القرارية Decisional roles

كما يبحث المدير الاستراتيجي عن المشروعات في المنظمة والبيئة من اجل تحسين السلع والعمليات والوظائف المختلفة، باعتباره رجل أعمال ريادي Entrepreneur، واخذ الإجراءات التصحيحية في أوقات الأزمات باعتباره معالج للصراعات والمتاعب Disturbance Handler، ويعمل على توزيع الموارد المختلفة وفق أولويات معتمدة بوصفة موزعا للموارد Resource Allocate وهو يمثل المنظمة كمفاوض Negotiator في العقود والاتفاقيات مع الممثلين الرئيسين للجماعات المختلفة في البيئة والتفاوض مع  النقابات والمفوضين والممولين والعملاء الرئيسين  للمنظمة.

ثالثا: حاكميه المنظمة Corporate Governance

(من الذي يحم المنظمة؟) لكي ينفذ المدراء  الإستراتيجيون الإدارة الإستراتيجية بمختلف مفرداتها لابد من وجود تركيب تنظيمي معين أو وحدات إدارية محددة لممارسة عملية الإدارة الإستراتيجية وتحقيق الأهداف الأساسية للمنظمة في مجالات البقاء والنمو وهذه الوحدات هي مجلس الإدارة، والإدارة العليا.

مجلس الإدارة Board of Directors

يتكون مجلس إدارة الشركة من مجموعة من الأعضاء (داخليين وخارجين) المسئولين قانونا أمام الجمعية العمومية للمساهمين عن حسن إدارة المنظمة، فهو الجهة التي يناط بها مسؤولية الإدارة والرقابة وبذلك ينسب إليه حالات النجاح أو الفشل.

كان أداء مجالس الإدارة ولا يزال في بعض الشركات سلبيا وكان اختيار الأعضاء يتم على أساس مراكزهم الاجتماعية، أو مدى صلتهم وقربهم من المديرين بغض النظر عن مواصفاتهم الإدارية والفنية ومعرفتهم للمهمة الأساسية للشركة التي يشرفون عليها.

مسؤوليات مجلس الإدارة في الادارة الاستراتيجية:

لا تملك معايير عليها تحدد أو تعرف مسؤولية مجلس الإدارة بشكل دقيق فهي تختلف من دولة إلى أخرى وتشير الدراسات الحديثة التي تمت في الشركات الأمريكية إلى أن أعضاء مجلس الإدارة يتم انتخابهم أو تعينهم حاملي الأسهم  للأغراض الآتية:

1.وضع إستراتيجية ألمنظمة، وتحديد اتجاهها العام ورسالتها وغايتها.

2.تعين(أو فصل) المديرين التنفيذيين الرئيسيين في المنظمة.

3.الرقابة والسيطرة علي الإدارة العليا.

4.إعادة التقييم والمصادقة علي استخدام موارد المنظمة.

5.الاهتمام بمصالح ذوي المصلحة.

وبالرغم من ضرورة اهتمام المجلس بجميع هذه الواجبات لكن أهمية كل منها تختلف باختلاف الظروف. ومن الناحية القانونية يكون المجلس مسئولا عن توجيه أمور الشركة وليس إدارتها فالإدارة من اختصاصات الإدارة العليا.

دور مجلس الإدارة في الإدارة الإستراتيجية:

لكي يستطيع مجلس الإدارة مقابله مسؤولياته التي تناولناها في الفقرة السابقة علية القيام بثلاثة مهام أساسية:

 

_ المراقبة:monitor

يستطيع المجلس من خلال لجان إدارية متخصصة أن يبقي متماشيا وعلي علم بالتطورات التي تحدث داخل وخارج المنظمة. وبالتالي يستطيع أن يوجه أنظار الإدارة إلي أي تطورات يمكن أن تغفلها.

_ التقييم والتأثير: evaluate and influence

يستطيع المجلس فحص اقتراحات وقرارات وتصرفات الإدارة، والموافقة أو عدم الموافقة عليها، وتقديم النصح والإرشاد ووضع البدائل.

_ الاستحداث والتحديد:initiate and determine

يستطيع المجلس استحداث رسالة المنظمة وتحديد البدائل الإستراتيجية للإدارة وبالإمكان وصف المجلس أو تحديد خصائصه في محاولاته تحقيق هذه المهام الثلاث الأساسية. وذلك من خلال تحديد النقطة التي تمثله علي مقياس مصمم علي أساس مدي إسهامه في الأمور الإستراتيجية للمنظمة. تتراوح المجالس حسب أنواعها بين مجالس هامشية أو صورية لا تسهم إطلاقا في تحقيق هذه المهام، ومجالس نشطة تسهم بدرجة كبيرة في المهام الثلاث، (الاستحداث والتقويم والتأثير، والمراقبة).

وتشير الدراسات التي أعدت في المنظمات إلى أن مساهمة مجلس الإدارة تنحصر بين المشاركة الاسمية الفاعلة وقد وجدت مجلة Fortune عندما بحثت واقع مجلس  الإدارة في (500) شركة ناجحة ما يلى:

30% من المجالس يعمل بنشاط مع مجلس  الإدارة لتحديد الاتجاه  الاستراتيجي للشركة.

30% من المجالس ينحصر دورها في اقل ما يمكن من المشاركة (مشاركة اسمية).

40% من المجالس يصادق فقط على المقترحات الإستراتيجية التي تقدمها الإدارة العليا، (موافقة تشكيلية او وهمية)..

وقد جرت العادة (لاسيما في الشركات الأمريكية والكندية) أن يقوم رئيس مجلس الإدارة بوظيفة الرئيس التنفيذي الأعلى (CEO) Chief Executive Officer.إلا أن لهذا الأسلوب مخاطرة لأنه يعطي للرئيس او المدير التنفيذي الكثير من القوة ويساعد على تقليص استقلالية المجلس لذلك أكدت القوانين البريطانية والألمانية والاسترالية على ضرورة الفصل بينها.

وتنجز معظم مجالس الإدارة الفاعلة في الشركات الكبيرة أعمالها من خلال اللجان مثل لجنة التخطيط الاستراتيجي ولجنة المراجعة، ولجنة التعويضات واللجنة المالية ولجنة المشتريات ولجنة التعيينات وبالرغم من أن هذه اللجان ليس لها واجبات قانونية محددة إلا ما ذكر في التعليمات الداخلية لكنها تمنح صلاحية كاملة بالتصرف في صلاحية المجلس بين اجتماعاته وبالتالي فهي تتصرف كامتداد للمجلس وقد يكون بعض هذه اللجان دائمة كما هي الحال في لجنة التخطيط الاستراتيجي او غير دائمة كما هي الحال في لجان المشتريات والتعيينات والمراجعة.

وبالرغم من أن مسئولية الإدارة الإستراتيجية يشارك بها جميع العاملين في الشركة إلا أن مجلس الإدارة يلزم الإدارة العليا بضرورة أداء هذه المسؤولية على خير وجه.

يتم في الغالب تنفيذ مهام الإدارة العليا من قبل المدير العام او ما يسمى بالمدير التنفيذي الأعلى في الشركة وبالتنسيق مع نوابه ومدراء الأقسام في الشركة ويكون المدير العام مسئولا أما مجلس الإدارة عن الإدارة الشاملة للشركة، إن من واجباته تنفيذ العمل المطلوب مع الآخرين ومن خلالهم لتحقيق أهداف الشركة وبالتالي فان عما الإدارة العليا متعدد الجوانب وموجه نحو مصلحة الشركة ككل.

ويتوجب على المدير العام أداء مسؤوليين أساسيين بنجاح تام نظرا لأهميتها في فاعلية الإدارة الإستراتيجية بالشركة

توفير القيادة الإدارية والرؤية الإستراتيجية للشركة.

إدارة عملية التخطيط الاستراتيجي.

وفيما يلي شرح مختصر لكل منها:

توفير القيادة للشركة:

وتتجسد أهمية القيادة للشركة من حيث إنها تضع او تحدد النغمة التي تسير عليها الشركة إلى الرؤية الإستراتيجية Strategic Vision فهي تصور لما يمكن ان تكون عليه الشركة مستقبلا.وغالبا ما نجدها في رسالة الشركة ويرغب العاملون في المنظمة في الحصول على رؤية واضحة لما يعملون في سبيله والإحساس برسالة المنظمة، وتلعب الإدارة العليا دورا أساسيا في هذا المجال لأنها وحدها القادرة على تحديد وتوصيل هذا الإحساس إلى كافة العاملين بالمنظمة والقيادة ليست هي الإدارة الإستراتيجية كما يظن البعض بل إنتاج لها.

ولتوضيح أهمية القيادة الإستراتيجية يقول مدير شركة جنرال إلكتريك General Electric Co : قادة الشركات الجيدون هم القادرين على خلق الرؤية،وتحديدها بوضوح و الاحتفاظ بها بصبر والمثابرة على تحقيقها بلا هوادة.

لقد اكتشفت دراسة قامت بها مؤسسة ما كنزي لمدة عامين أن المديرين التنفيذيين في المنشآت المتوسطة الحجم والناجحة هم في الأصل مندوبو مبيعات متفوقين بأنفسهم كثيرا، ويعبرون على صعوبات نقل أحاسيسهم وإخلاصهم للشركة ورسالتها إلى كل من يتصل بهم.

ويدرك المديرون التنفيذيون أصحاب الرؤية الإستراتيجية الواضحة إنهم قادة نشطون وملهمون. يستطيعون فرض احترامهم والتأثير في صياغة وتنفيذ الإستراتيجية لأنهم يتمتعون بثلاث خصائص أساسية هي:

1.القدرة على تحديد الرؤية الإستراتيجية للمنظمة فالمدير لا يرى الشركة كما هي عليه الآن وإنما كيف إن تصبح مستقبلا، وتتعدى رؤيته للمنظمة الشكاوي الصغيرة والتظلمات التي يواجها في عمله اليومي هذه الرؤية المستقبلية والشاملة تضع النشاطات والصراعات في إطار جديد يعطى معنى جيدا لعمل كل فرد، وتساعد العاقلين على رؤية ابعد، رؤية تتجاوز تفصيلات عملهم اليومي إلى مهام ووظائف المنظمة ككل.

  1. يقدم نموذجا جيدا في السلوك للاحتذاء به قبل العاملين في المنظمة، كما أن اتجاهاته وقيمة بخصوص رسالة المنظمة وأنشطتها تكون واضحة وتتجسد باستمرار في أقواله وأفعاله.

3.بنقل للعاملين مستويات عالية للأداء ويبدى في الوقت نفسه ثقته الكبيرة بقدراتهم في الوصول إليها.

ب. التخطيط الاستراتيجي عملية أساسية لا غني عنها في أي منظمة تسعى إلى تطبيق الإدارة الإستراتيجية بالشكل الصحيح فهو يؤدي إلى رفع كفاءة الأداء وتزويد المنظمة بمرشد حول الأشياء التي تسعى إلى تحقيقها كما يزود المدراء بأسلوب وملامح التفكير في المنظمة ككل ويساعدهم على توقع التغييرات في البيئة المحيطة بها وكيفية التأقلم معها.

ان التخطيط الاستراتيجي يرفع من وعي وحساسية المديرين لرياح التغيير والتهديدات والفرص المتاحة ويقدم لهم الأساس السليم لعملية تقييم الموارد وتوزيعها وإعداد الموازنات المختلفة.

ولهذه الفوائد نجد قيام الإدارة العليا في اغلب المنظمات الكبيرة بإدارة عملية التخطيط  الاستراتيجي وتشجع وتدعم العاملين على ممارسته بالأسلوب الصحيح ويجب أن تكون نظرة الإدارة العليا بعيدة المدى لكي تحدد رسالة المنظمة وتوضح أهدافها وتضع الاستراتيجيات والسياسات الملائمة.

وبإمكان الإدارة العليا تحديد خططها عن طريق طلبها من وحدات الأعمال والقطاعات الوظيفية إعداد خطط إستراتيجية فرعية لكل منها، او تقوم الإدارة بإعداد مقترح خطة إستراتيجية أوليه للمنظمة ككل وتوزيعها على الوحدات الإدارية طالبة منهم وضع المقترحات الأولية بخصوص خططهم الفرعية ضمن هذه الرؤية الشاملة ورفعها إلى الإدارة العليا للدراسة.

وقد تطلب الإدارة العليا تنفيذ استراتيجيات وسياسات تم الاتفاق عليها او اتخذ قرار بشأنها على مستوى القمة بحيث تنفذ على مستوى المنظمة ككل.

وبغض النظر عن الأسلوب المتبع في إعداد التخطيط الاستراتيجي فأن المتوقع من الإدارة العليا إدارة العملية الشاملة للتخطيط الاستراتيجي بأسلوب يمكن جميع الوحدات الفرعية من التكامل مع بعضها ومع الخطة الإستراتيجية الشاملة للشركة.

ويوجد في العديد من المنظمات الكبيرة لجنة او هيئة للتخطيط الاستراتيجي تتكون من مجموعة من خبراء في الإدارة الإستراتيجية يترأسهم نائب رئيس الشركة او مدير التخطيط الاستراتيجي في الشركة وتتحدد مسؤوليات هذه اللجنة بما يلى:

  1. تحديد وتحليل المواضيع الإستراتيجية الخاصة بالشركة واقتراح البدائل للإدارة العليا.
  2. الاستمرار بتفحص البيئة الداخلية والخارجية لحصول على المعلومات للوصول إلى القرارات الإستراتيجية.
  3. تنسيق وتوجيه الوحدات الإدارية بخصوص عملية التخطيط الاستراتيجي ومساعدتها في إيجاد التكامل المناسب وبما يتلاءم والخطة الشاملة للتخطيط الاستراتيجي.

الخلاصة:

إن حجر الزاوية في المنظمات الحديثة هو مجلس إدارتها الفاعل ومد رائها الإستراتيجيون الذين يرسموا خطوات الإدارة الإستراتيجية في المنظمة، أنهم القادة الذين يرون الأعمال ككل ويوازنون بين الاحتياجات الآنية والمستقبلية للأعمال من خلال قرارات نهائية وفعاله.

ينشرون في جميع أنحاء المنظمة ولكنهم يعملون كفريق واحد متكامل يؤمن بأهمية الإدارة الإستراتيجية في تحقيق النجاح المتواصل لمنظمتهم ويحرصون على وضع الإستراتيجية الشاملة للمنظمة عبر مجلس إدارتها وإدارتها العليا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تأثير تطور تكنولوجيا المعلومات علي الإدارة الصحفية

شهدت تكنولوجيا الاتصال خلال العقدين الماضين نموا متزايدا فاق القدرة على وضع تصور كامل يحكم أداء هذه التكنولوجيا التي تشمل الحاسوب الالكتروني والبث المباشر والاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية والشبكات  الالكترونية والاندماج الحادث بين كل هذه الأدوات الالكترونية.

لقد أصبح الاهتمام بوسائل الإعلام في مجتمعنا يتزايد ويأخذ أبعادا أكثر عمقا وشمولا وأهمية وتأثيرا وبخاصة من خلال تطور الأدوات والتقنيات الإعلامية الحديثة التي زادت من فاعلية الاتصال الجماهيري وأصبحت وسائل الإعلام ميدانا كبيرا ومجالا خصبا للمنافسة وإحراز قصب السبق الإعلامي للجماهير.

إن الحصول على المعلومات وتوثيقها واسترجاعها وصناعة مادة إعلامية متميزة والعمل الجاد على تحقيق السبق الإخباري والمتابعات الإخبارية المتواصلة والتحليلات المتعمقة وتقديم المواد الإعلامية المبتكرة بأداء فريد وإخراج فني متقن وجذاب، كل ذلك يساعد على تفاعل القارئ مع صحيفته، ويزيد من شعبية تلك الوسيلة الإعلامية لاسيما مع تزايد الاتصال الجماهيري التفاعلي المباشر وزيادة التفاعل المباشر المنشود مع زيادة مساحة الحرية للتعبير وتبادل الآراء ووجهات النظر والأفكار.

مفهوم وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات:

التكنولوجيا كلمة إغريقية الأصل مؤلفة من جزئيين إحداهما (Techno) الإتقان أو التقنية والثانية (Logos) أي العلم أو البحث وتعني علم التقنية من حيث الدقة.

ويمكن تعريف لتكنولوجيا بأنها “مجموعة من النظم والقواعد التطبيقية وأساليب العمل التي تستقر لتطبيق المعطيات المستحدثة لبحوث أو دراسات مبتكرة في مجالات الإنتاج والخدمات كونها التطبيق المنظم للمعرفة والخبرات المكتسبة والتي تمثل مجموعات الوسائل والأساليب الفنية التي يستخدمها الإنسان في مختلف نواحي حياته العملية وبالتالي فهي مركب قوامها لمعدات والمعرفة الإنسانية

فيما عرفها أسامة بن الخولي بأنها مجموعة المعارف والخبرات المكتسبة التي تحقق إنتاج سلعة وتقديم خدمة وفي إطار نظام اجتماعي واقتصادي معين

وتعرف تكنولوجيا الاتصال بأنها: (مجموع التقنيات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي توظف لمعالجة المضمون والمحتوى الذي يراد توصيله من خلال عملية الاتصال الجماهيري أو الشخصي أو التنظيمي أو الجمعي والتي من خلالها يتم جمع المعلومات والبيانات المسموعة والمكتوبة والمصورة والمرسومة أو المسموعة المرئية أو المطبوعة أو الرقمية من خلال الحاسبات  الالكترونية ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات واسترجاعها في الوقت المناسب ثم عملية نثر هذه المواد  الاتصالية أو الرسائل أو المضامين مسموعة مرئية أو مطبوعة أو رقمية ونقلها من مكان إلى مكان أخر وتبادلها

إما تكنولوجيا الاتصال والمعلومات فهي كل ما ترتب على الاندماج بين تكنولوجيا الحاسب الالكتروني والتكنولوجيا السلكية واللاسلكية والالكترونات الدقيقة والوسائط المتعددة من إشكال جديدة لتكنولوجيا ذات قدرات فائقة على إنتاج وجمع وتخزين ومعالجة ونشر واسترجاع المعلومات بأسلوب غير مسبوق، يعتمد على النص والصوت والصورة والحركة واللون وغيرها من مؤثرات الاتصال التفاعلي الجماهيري والشخصي معا.

وتكنولوجيا الاتصال على هذا النحو ليست كغيرها من أنواع التكنولوجيا الأخرى فهي تتحدى نفسها وتسابق الزمن وتتميز عن غيرها بوصفها عملية متكاملة أكثر من كونها مجرد أدوات فاستخدامها يقود إلى إعادة ابتكارها من جديد، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الاستخدام وهكذا في دائرة لا تنتهي.

أما بسيوني حماد فيري أن تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات هما وجهان لعملية واحدة، على أساس أن  ثورة تكنولوجيا الاتصال قد سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي كانت نتيجة لتفجر المعلومات وتضاعف النتاج الفكري في مختلف المجالات،وظهور الحاجة التي تحقق أقصى سيطرة ممكنة على فيض المعلومات المتفق أو إتاحته للمهتمين ومتخذي القرار في أسرع وقت،ـ وبأقل جهد عن طريق استحداث أساليب جديدة في تنظيم المعلومات وتعتمد بالدرجة الأولى على الحاسبات الالكترونية واستخدام تكنولوجيا الاتصال لمساندة مؤسسات المعلومات، ووضع خدمات لتصل عبر القارات.

والواقع إن تعريف تكنولوجيا المعلومات ينطوي على هذا التزاوج إذ بنص في إحدى صيغة على انه (اقتناء واختزان المعلومات وتجهيزها في مختلف صورها وأوعية حفظها، سواء كانت مطبوعة أو مصورة أو مسموعة آو مرئية أو ممغنطة أو معالجة بالليزر، وبثها باستخدام توليفة من المعلومات الالكترونية ووسائل أجهزة الاتصال عن بعد).

ووفق تعريف اليونسكو فان تكنولوجيا المعلومات في (مجالات المعرفة والتقنية الهندسية والأساليب الإدارية المستخدمة في تناول المعلومات وتطبيقاتها. إنها تفاعل الحسابات والأجهزة مع الإنسان ومشاركتها في الأمور الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهكذا فانه لا يمكن الفصل بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت إليه نظم الاتصال فترابطت شبكات الاتصال مع شبكات المعلومات حيث انتهي عهد استقلال نظم المعلومات عن نظم الاتصال.

ويشهد عالمنا المعاصر حاليا ثورة هائلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعمل على السرعة في الحصول على المعلومات ونشرها بأقصى سرعة ممكنة.

فقد أحدثت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات تغييرات نوعية في العديد من أوجه الحياة للدرجة التي مهدت الطريق للانتقال من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات وان هذه الثورة سوف تترك آثارها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المجتمع المعاصر كما ونوعا، ويقع في القالب من هذا التحول الإرادة السياسية لدول العالم المختلفة إذ من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة اهتماما متزايدا لتبني سياسات قومية للبنية التحتية للمعلومات بما في ذلك صياغة الأطر القانونية المشجعة لاستيعاب التكنولوجيا لتوظيفها وإحلالها محل الموارد التكنولوجية التقليدية.

وبصفة عامة فقد أتاح التطور التكنولوجي في أساليب الاتصال جمع وتخزين واسترجاع وتجهيز ونشر حجم هائل من المعلومات والبيانات الإعلامية على نطاق واسع، وبدرجة فائقة من الدقة والسرعة، وكذلك فقد أتاحت أجهزة الاتصالات الحديثة فرصة توفر معلومات وبيانات حديثة للجماهير وكذلك سرعة إعداد بيانات مسح اتجاهات الجماهير وبعد الحاسب الالكتروني، والنقل بالأقمار الاصطناعية وأشرطة الفيديو تكس والتيلفاكس وآلات النسخ ذات السرعة العالية من أهم التطورات البارزة في أساليب الاتصال الالكتروني، وأدواته فضلا عن الهاتف الدولي التيلكس (Teletext) والفاكسميل (Facsimile).

وبناء على ما تقدم فان التطور التكنولوجي قد هيا أدوات اتصال متطورة لنقل الرسائل الأخبارية والإعلامية بسرعة ودقة وأحكام اكبر مرونة.

لقد تطورت كل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في مسارين منفصلين ولكن شهدت ستينيات القرن الماضي بداية التواصل بينهما والذي تصاعد متجاوزا لحدود التقليدية حتي أصبحت الشبكات الالكترونية هي المالك الرئيس لأشكال التبادل الإعلامي كافة علي المستوي العالمي، وقد أسفر هذا التزاوج بين كل من تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في التسعينات عن ظهور ما يعرف حاليا بالاتصال متعدد الوسائط (Multi-Media) الذي يركز على تطور الحسابات وتستند الثورة التكنولوجية الاتصالية الراهنة على ركائز رئيسية عديدة تشتمل الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تضم التلغراف والهاتف والتلكس والطباعة عن بعد والراديو والتلفزيون وأجهزة الاستشعار عن بعد والميكروويف والأقمار الاصطناعية والحسابات الالكترونية والألياف البصرية وأشعة الليزر، وقد أسفر هذا التداخل عن ظهور ما يسمى بالطريق السريع للمعلومات (Super highway information).

الثورة الخامسة للاتصالات:

شهد النصف الثاني من القرن العشرين تقدما في مجال التكنولوجيا يعادل كل ما تحقق في قرون عديدة سابقة، ولعل من ابرز مظاهر التكنولوجيا ذلك الاندماج الذي حدث بين ظاهرتي الالكتروني في تخزين واسترجاع خلاصة ما أنتجه الفكر البشري في اقل حيز متاح وبأسرع وقت ممكن، أما ثورة الاتصال الخامسة فقد تجسدت في استخدام الأقمار،ونقل الأنباء والبيانات عبر الدول والقارات بطريقة فورية.

وقد ظهر في السنوات الأخيرة ابتكارات عديدة طورت صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية من أبرزها:

أولا: ظهور الحاسب الشخصي (Personal Computer) في استخداماته، إذ يتيح التعامل مع كمية كبيرة من المعلومات غير محدودة سواء للاستخدام الشخصي أو إمكان الاستفادة من المعلومات التي تقدمها قواعد وبنوك وشبكات المعلومات من خلال الربط بخط تليفوني معها وهو ما نسميه بخدمة الخط المباشر (On line)

ويمكن استرجاع المعلومات التي يتم تخزينها في الحاسب الشخصي عند الحاجة إليها فورا، مما يوفر الوقت والجهد، كما استخدم الحاسب وسيلة ترفيهية ويمكن ربطه بأجهزة الراديو والتلفزيون.

ثانيا: أدى امتزاج وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية مع تكنولوجيا الحاسب الالكتروني إلى خلق عصر جديد للنشر الالكتروني حيث يتم طباعة الكلمات على شاشات التلفزيون أو وسيلة العرض المتصلب الحاسب الالكتروني لكي يتسلمه المستفيد في منزله أو مكتبه، حيث يقترب مستخدمو النصوص الالكترونية من المعلومات بالكمية والنوعية التي يرغبون فيها، وفي الأوقات التي تناسبهم وقد تطورت نظم الاتصال المباشر بقواعد البيانات كصناعة تدر بلايين عديدة من الدولارات سنويا وتوجد هذه الصناعات في أماكن عديدة من العالم حيث يوجد حاليا أكثر من 2800 قاعدة بيانات عامة حول العالم فضلا عن عدد لا حصر له من  قواعد البيانات الخاصة.

ثالثا: ظهور التكنولوجيا الجديدة في مجال الخدمة التلفزيونية مثل خدمات التلفزيون التفاعلي Interactive Television عن طريق (الكابل) الذي يتيح الاتصال باتجاهين ويقدم خدمات عديدة مثل التعامل مع البنوك وشراء السلع وتلقى الخدمات وبخاصة الخدمات الأمنية والرعاية الطبية ويتيح التلفزيون الكابلي نحو مائة قناة تلفزيونية، كذلك يقدم التلفزيون منخفض القوة خدمت الجريدة الالكترونية الخاصة بالمنطقة المحلية أو الحي السكني ويتيح للجماعات الصغيرة أن تناقش الموضوعات المشتركة على مستوى الحي أو المنطقة الصغيرة مثل قضايا المدارس والصحة والسلع والخدمات، كذلك حققت خدمات(الإذاعة المباشرة عبر الأقمار الاصطناعية) قدرا هائلا من المعلومات والترفيه لمشاهدي المنازل مباشرة وحدثت تطورات كبيرة في جودة الصورة التلفزيونية من خلال ما يعرف بالتلفزيون عالي الدقة (High Resolution) وهو يزيد عدد الخطوط الأفقية للصورة التلفزيونية من 525 خطا في النظام الأمريكي و6625 خطا في النظام الأوربي إلى 1125 خطا أفقيا في النظام الياباني الجديد كما أتاحت التكنولوجيا اتساع نسبة الطول إلى العرض في شاشة التلفزيون من 3.4 في النظام التقليدي إلى 3.5، وكذلك تكبير حجم الشاشة إلى نحو خمسة أضعاف حجمها التقليدي مع الحفاظ على جودة الصورة.

رابعا: ظهور العديد من خدمات الاتصال الجديدة مثل الفيديو تكس (v-t) والتلتكست (t-t)والبريد الالكتروني والأقراص المدمجة الصغيرة (c-d)التي يمكن أن تخزن محتويات مكتبة عملاقة على قمة مكتب صغير، وكذلك المصغرات الفيلمية، وتطوير وصلات الميكروويف، ونظام الليزر الذي ينبض22بليون نبضة في الثانية عن طريق الألياف الضوئية مما يسمح لنا بان نرسل عشرة قوائم كاملة من الموسوعة البريطانية كلمة بكلمة عبر خيط زجاجي رقيق وفي الثانية الواحدة وتطور أشارات نقل الألياف الضوئية) بسرعة كبيرة وسيكون تصنيع هذه الألياف اقل كلفة في المستقبل عند مقارنتها بخطوط النحاس التقليدية، ويحمل الخيط الضوئي الواحد حوالي 672 محادثة تلفزيونية، كما يضم الكابل الواحد اثني عشر خيطا من هذه الخيوط الضوئية

ويتوقع احد الخبراء أن يقلل استخدام الألياف الضوئية من نسبة الخطأ الضئيل في أجهزة الحاسبات الالكترونية، كما يؤدي استخدام الألياف الضوئية إلى زيادة معدل سرعة أداء الحاسبات الالكترونية، بواقع عشرة أضعاف الوضع الحالي، ومن المتوقع أن تزيد الألياف الضوئية قدرة نقل المعلومات الآخر بسرعة اكبر كثيرا بحلول عام 2005 بحيث يمكن نقل 30 جزءا من الموسوعة البريطانية 10/1 من الثانية

خامسا:هناك أيضا اختراعات جديدة يبدو إنها ستغير من شكل التسلية المنزلية بشكل اكبر من الانقلاب الذي حدث نتيجة لانتقال من الفونوغراف إلى الراديو في النصف الأول من القرن العشرين ومن أمثلة ذلك التوسع في إنتاج الفيديو كست المنزلي وأشرطة وأقراص الفيديو مما يزيد من تحكم المشاهد في المحتوى الذي يراه كذلك تطورت العاب الفيديو بشكل كبير بعد ربطها بالحاسب الالكتروني ومن المتوقع أيضا التوسع في إنتاج الكتب المصغرة التي يتم تسجيلها على رقائق صغيرة ويمكن أن تتاح بأسعار منخفضة للغاية كما يمكن عرض هذه الكتب المصغرة على شاشة التلفزيون مما يتيح طفرة في معدل قراءة الكتب وتداولها

تكنولوجيا الاتصال في التسعينات:

أن من ابرز ما يميز تكنولوجيا الاتصال منذ أول التسعينات حتى الآن إن العالم يمر في مرحلة تكنولوجيه اتصاليه تمتلكها أكثر من وسيلة لتحقيق الهدف النهائي وهو توصيل الرسالة إلى الجمهور المستهدف لذا يمكن أن نطلق على هذه المرحلة مرحلة( تكنولوجيا الاتصال متعدد الوسائط) أو (التكنولوجيا الاتصالية التفاعلية) أو مرحلة (التكنولوجيا المهجنة) والمرتكزات الأساسية لنمو هذه المراحل وتطورها هي الحاسبات الالكترونية في جيلها الخامس المتضمن أنظمة (الذكاء الاصطناعي) فضلا على الألياف الضوئية وأشعة الليزر والأقمار الاصطناعية.

ويمكن حصر ابرز سمات هذه المرحل الاتصالية في الجوانب الآتية:

استقرار بعض الأنظمة المستحدثة في الثمانينيات:

مثل أنظمة (النشر المكتبي) Disk top publishing، وأنظمة (البريد الالكتروني) وأنظمة النصوص المتلفزة وأنظمة اللقاءات عن بعد.

 

 

التطوير المستمر للوسائل الاتصالية التقليدية:

أحدثت التطورات الراهنة في الحاسبات الالكترونية ونظم الإرسال والاستقبال التلفزيوني تغيرات في أساليب إنتاج بعض الوثائق التقليدية مثل الوسائط المطبوعة كالجريدة والمجلة وصناعة الصحافة بشكل عام حيث شهدت التسعينات المزيد من تحول الصحف (جرائد،مجلات) إلى الآلية الكاملة في عملية الإنتاج من خل الإدخال الحاسبات الالكترونية ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية في معظم مراحل الإنتاج بداء من توصيل المواد الصحفية إلى مقر الصحيفة بالاستعانة بأجهزة الفاكسميل والحاسبات الالكترونية وفي عمليات المعالج والانتاج ألطباعي بداء من تحرير النصوص الصورة على شاشات الحاسبات الالكترونية حتى عملية الإخراج الكامل والتجهيزات للصفحات على الشاشات ومنها إلى المجهز الآلي للصفحات حيث تخرج الصفحات مجهزة من الحاسب الالكتروني إلى سطح الطابع مباشرة وهناك توظيف كبير للتكنولوجيات الرقمية في التقاط الصور الفوتوغرافية وفي معالجتها فنيا إلى جانب المواد المصورة الأخرى كما تطورت أساليب توثيق المعلومات الصحفية بحيث اختفى الأرشيف اليدوي التقليدي وحتى المصغرات الفلمية بشكلها التقليدي ليحل محلهما الأرشيف الالكتروني الذي تجهز محتوياته وتنسق خلال عملية صف الجريدة كما يستعان الآن بأقراص الليزر المدمجة في تخزين إعداد الصحيفة السابقة وتم ربط مراكز المعلومات الصحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية وشبكاتها وتم تطوير أساليب طباعة الصحف في أكثر من موقع في الوقت نفسه من خلال تحسن أسلوب الإرسال وتسريعه وذلك لإصدار الطبعات الإقليمية والمحلية في الصحف.

 

 

تأثير تكنولوجيا الاتصال على الوسائل الإعلامية:

أثرت التطورات الراهنة في تكنولوجيا الاتصال على الاتصال الجماهيري وبوجه خاص على وسائلها وعليه كعملية مستمرة متصلة ذات أطراف متعددة ويمكن رصد بعض التأثيرات التي أحدثتها التطورات الراهنة في تكنولوجيا الاتصال على وسائل الاتصال الجماهيري في الجوانب الآتية:

أولا: التأثيرات على وسائل الاتصال التقليدية:

إن التكنولوجيا الاتصالية الجديدة لا لقي وسائل الاتصال القديمة ولكن تطورها وتغيرها بشكل ضخم فقد تغير الفلم السينمائي بعد ظهور الصوت وكذلك اللون والحال ينطبق على الجرائد والمجلات بظهور مستحدثات جديدة في مجال صف ظروف الجريدة وتوضيبها وفي نظم الطباعة ونظم إرسال الصفحات عبر الأقمار الاصطناعية مما اثر على أساليب التحرير والإخراج والإنتاج بشكل عام كما تغير التلفزيون بعد ظهور كمرات الفيديو المحمولة وبعد تصغير كثير من المعدات اللازمة للعملية الإنتاجية وتطويرها

فكل تكنولوجية اتصالية جاءت لتطور تكنولوجيات سابقة تقليدية كانت تعد أساسا امتدادا للحواس الإنسانية (السمع والبصر) وذلك في كل مستويات الاتصال

فعلى مستوى الاتصال الذاتي كانت الوسائل التقليدية للاتصال هي:

تدوين الملاحظات والمذكرات الشخصي، الأجندة، الصور الفوتوغرافية، الآلات الحاسبة أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي الأشرطة المسموعة آو المرئية، برامج الحاسبات الالكترونية واستخدامها في كل المشكلات وعلى مستوى الاتصال الشخصي كانت الوسائل التقليدية هي المقابلة، البريد، التلفزيون،التلغراف، الآلات النسخ أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد المؤتمرات عن بعد تلفونيا والكترونيا وعن طريق الفيديو والبريد الالكتروني التليفون المتحرك والتليفون المرئي.

وعلى مستوى(الاتصال الجمعي) كانت الوسائل التقليدية هي الاتصالات المواجهة المتمثلة في الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش والخطب أما المستحدثات التكنولوجية فهي عقد المؤتمرات عن بعد، آلات الحاسب الالكتروني وعلى مستوى الاتصال التنظيمي المؤسسي كانت الوسائل التقليدية هي الاتصالات السلكية واللاسلكية الداخلية أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عقد المؤتمرات عن بعد، البريد الالكتروني، الفاكسميل، نظم المعلومات، الإدارة للحاسبات الالكترونية، المعالجة الآلية للمعلومات وعلى مستوى الجماعات الكبيرة كانت الوسائل التقليدية هي: المايكروفونات، أجهزة عرض الشرائح، الصور المتحركة، أما المستحدثات التكنولوجية الراهنة فهي عروض الفيديو، أنظمة الحاسبات الالكترونية متعددة الوسائط.

وعلى مستوى (الاتصال الجماهيري) كانت الوسائل التقليدية هي الجريدة، الراديو، التلفزيون، الفيلم السينمائي، الكتب، لوحات العرض، بينما المستحدثات التكنولوجية الراهنة هي: التلفزيون  السلكي، والتلفزيون بالاشتراك، أنظمة النصوص المتلفزة (التليتكست والفيديو) الاستقبال التلفزيوني المباشر من الأقمار الاصطناعية، أجهزة الراديو والمسجلات  المحمولة، العاب الفيديو،أنظمة المعلومات الرقمية، الكتاب الالكتروني، أقراص الليزر Disk-Disc مدمج.

ومن خلال ما سبق يمكن القول أن التكنولوجيا الاتصالية الراهنة بوسائلها الاتصالية المختلفة، لم تقضي على التكنولوجيا القديمة بوسائلها المختلفة بل إنها شكلت امتدادا طبيعيا وتطويرا لهذه الوسائل القديمة .

سمات تكنولوجيا الاتصال

على الرقم من أن الوسائل الاتصالية التي أفرزتها التكنولوجيا الاتصالية الراهنة تكاد تشابه في العديد من السمات مع الوسائل التقليدية، إلا أن هناك سمات للتكنولوجيا الاتصالية الراهنة بأشكالها المختلفة تلقى بظلالها وتفرض تأثيراتها على الاتصال الإنساني بوسائلها الجديدة.

وابرز هذه السمات التي تتصف بها التكنولوجيا الاتصالية الراهنة هي:

التفاعلية: فيه

وتطلق هذه السمة على الدرجة التي يكون فيها للمشاركين في عملية الاتصال تأثيرا على ادوار الآخرين وباستطاعتهم تبادلها، ويطلق على ممارستهم الممارسة المتبادلة أو التفاعلية (Interactive Communication)، وهي تفاعلية بمعنى ان هناك سلسلة من الأفعال الاتصالية التي يستطيع الفرد (أ) أن يأخذ فيها موقع الشخص (ب) ويقوم بأفعاله الاتصالية، المرسل يستقبل ويرسل في الوقت، ويطلق على القائمين بالاتصال لفظ مشاركين بدلا من مصادر، وبذلك تدخل مصطلحات جديدة في عملية الاتصال مثل الممارسة الثنائية، التبادل، التحكم، ومثال على ذلك التفاعل في بعض أنظمة النصوص المتلفزة.

اللاجماهيرية:

وتعني أن الرسالة الاتصالية من الممكن أن تتوجه إلى فرد واحد أو إلى جماعة معينة، وليس إلى جماهير ضخمة كما كان في الماضي، وتعني أيضا درجة تحكم في نظام الاتصال بحيث تصل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إلى المستفيد.

 

اللاتزامنية:

وتعني إمكانية إرسال واستقبالها في وقت مناسب للفرد  المستخدم ولا تتطلب من كل المشاركين أن يستخدموا النظام في الوقت نفسه، فمثلا في نظم البريد الالكتروني ترسل الرسائل مباشرة من منتج الرسالة إلى مستقبلها في أي وقت دونما حاجة لتواجد المستقبل للرسالة في وقت إرسالها.

قابلية التحرك أو الحركية:

فهناك وسائل اتصالية كثيرة يمكن لمستخدمها الاستفادة منها في الاتصال من مكان إلي آخر أثناء حركته، مثل التلفزيون النقال، تليفون السيارة أو الطائرة، التليفون المدمج في ساعة اليد،وهناك آلة لتصوير المستندات وزنها عدة غرامات، وجهاز فيديو يوضع في الجيب وجهاز فاكسميل يوضع في السيارة، وحاسب الكتروني نقال بطابعه.

قابلية التحويل:

وهي قدرة وسائل الاتصال عل نقل المعلومات من وسيط لآخر كالتقنيات التي يمكن تحويل الرسالة المسموعة إلى رسالة مطبوعة وبالعكس، وهي في طريقها لتحقيق نظام للترجمة الآلية مقدماته مينيتيل الفرنسي

قابلية التوصيل:

وتعني إمكانية توصيل الأجهزة الاتصالية بتنويع اكبر من أجهزة أخرى بغض النظر عن الشركة الصانعة لها أو البلد الذي تم فيه الصنع وذلك عن طريق وضع معايير فنية لهذه الأجهزة يتم الاتفاق عليها بين هذه الشركات.

 

الشيوع أو الانتشار:

ويعني الانتشار المنهجي لنظام وسائل  الاتصال حول العالم وفي داخل كل طبقة من طبقات المجتمع، وكل وسيلة تظهر في البداية على إنها تقف ثم تتحول إلى ضرورة نلمح لك في التلفزيون، وبعده الفاكسميل، وكلما زاد عدد الأجهزة المستخدمة زادت قيمة النظام لكل الأطراف المعنية وفي رأي (الفن ولفر)أن المصلحة القوية للأثرياء هنا أن يجدوا طرقا لتوسيع النظام الجديد للاتصال لا ليقصى من هم اقل ثراء، حيث يدعمون بطريقة غير مباشرة الخدمة المقدمة لغير القادرين عل تكاليفها

التدويل أو الكونية:

البيئة الأساسية الجديدة لوسائل الاتصال هي بيئة عالمية دولية، وذلك حتى تستطيع المعلومة أن تتبع المسارات المعقدة وتعقب المسارات التي يتدفق عليها رأس المال الكترونيا عبر الحدود الدولية جيئة وذهابا من أقصى مكان في الأرض إلى أدناه في أجزاء على الألف من الثانية إلى جانب تتبعها مسار الأحداث الدولية في أي مكان من العالم

التأثيرات على الجمهور:

من خلال تعدد قنوات الاتصال المتاحة أمام الأفراد فلقد أتاحت تكنولوجيا الاتصال الحديثة المتمثلة في الأقمار الاصطناعية، والحاسبات الالكترونية، ووصلات الميكروويف، والألياف الضوئية عددا كبيرا من خدمات الاتصال خلال العقدين  الماضيين، مثل التلفزيون الكابلي التفاعلي، والتلفزيون منخفض القوة، والتلفزيون متعدد النقاط، ونظام الإرسال المباشر من القمر الاصطناعي، والفيديو كاسيت، والفيديو ديسك، وأجهزة التسجيل الموسيقى المطورة، وخدمات الفيديو تكس، والتليكست والاتصال المباشر بقواعد البيانات وهذه الوسائل تخاطب الأفراد وتلبي حاجاتهم ورغباتهم الذاتية وان هذه التكنولوجيا الاتصالية الراهنة تتسم بسمة أساسية وجديدة في الوقت نفسه على عالم صناعة الاتصال وهي التفاعل بين المستقبل والمرسل.

وعن العقبات التي تواجهها تكنولوجيا المعلومات هي معضلة تعليب المصطلحات  الأجنبية، وتباين وعي القراء بقضايا تكنولوجيا المعلومات مشيرا إلى إن قارئ مطبوعات تقنية المعلومات يعاني من ظاهرة تعدد الترجمات العربية للمصطلح الانكليزي الواحد، حيث لا تنجو من التعددية حتى أكثر المصطلحات بساطة ويزيد عدد الترجمات المتداولة لبعض المصطلحات عن اثنتي عشرة ترجمة مما يعد تشويشا كبيرا على أذن قارئ مطبوعات تقنية المعلومات لا سيما إنها لا تظهر فقط باختلاف الكتاب بل لدى الكاتب الواحد في المقالة الواحدة أحيانا.وهناك حل شامل لهذه المشكلة يعتمد على إنشاء موقع تفاعلي لمصطلحات تقنية المعلومات وان تتبنى هذا المشروع احد الجهات المهمة ويجب ربط اللغة العربية والجهات الأخرى التي تعمل على تعريب مصطلحات تقنية المعلومات بهذا المشروع عن طريق الانترنت وإعطائها دورا إشرافيا مما يسهل التنسيق بينها ما يؤدي بناء ذاكرة جمعية للترجمة وتوحيد المصطلحات بشكل تلقائي ليوفر وقتا طويلا مهدرا في الكتابة والترجمة في مجال تقنية المعومات ويجنب القراء سوء الفهم الناجم عن فوضى المصطلحات.

وفيما نقف اليوم أمام عقبة هذه النقلة الجديدة في عالم تكنولوجيا المعرفة يبدو العالم منقسما إلى ثلاثة اتيام.

إن 15% من سكان العالم يحصلون تقريبا على كل الابتكارات التكنولوجية الحديثة.

إن 50% من سكان العالم قادرون على استيعاب هذه التكنولوجيا استهلاكا وإنتاجا.

إن بقية سكان العالم 35%يعيشون في حالة انقطاع وعزلة عن هذه التكنولوجيا.

وإذا كان هذا الواقع لعالم اليوم يعني شيئا فانه يعني إن مقولة العالمية التي أطلقها في عام 1962م مارشال (مالكوهن) لم تصح، ولا يبدوا إنها سوف تصح في المستقبل المنظور برغم كثرة استخدامها في الأدبيات الإعلامية والثقافية الحديثة.

إن الجمع بين الغنى والمعرفة من جهة أولى والجمع بين الفقر واللا معرفة من جهة ثانية يكون حالة انشطارية في المجتمع الإنساني تحمل في طياتها مضامين اشد خطورة من الانقسام القائم منذ عقود بين الشمال الغني والجنوب الفقير، فنسبة الفجوة في الثروة بين أثرياء العالم وفقرائه كانت بنسبة 30 إلى واحد في الستينات ولكن بعد عشر سنوات تضاعفت هذه النسبة وأصبحت 60 إلى الواحد وفي اقل من عقد من الزمن أصبحت النسبة في عام 1997م هي 74 إلى الواحد فعلى صعيد الملكية أن 200بليونير فقط يملكون أكثر مما يملكه جميع سكان العالم وعلى صعيد الإنتاج فان 600 مليون إنسان في الدول الفقيرة ينتجون اقل من ثلاثة من أصحاب المليارات، وفي العالم 40 شركة كبرى متعددة الجنسية تملك كل واحدة منها مما تملكه مائة دولة من الدول الفقيرة.

أما نسبة الفجوة المعرفية فأنها اشد خطورة ذلك أن عشرة شركات كبرى فقط من شركات الاتصال تسيطر على 86% من السوق وان عشرة دول فقط تقدم 95%من براءات الاختراع والاكتشاف في العالم ذلك أن المعرفة تقود إلى المزيد من المعرفة وبالتالي إلى المزيد من الغنى والثروة والعكس صحيح.

ولا شك أن حجم العالم ينكمش بفضل شبكة الاتصالات والتواصل التي تلفه طولا وعرضا ولكنه كان كذلك ولو بقدر اقل من القرن الماضي أيضا فقد كانت الإمبراطوريات الأوربية) تتغلغل في زوايا العالم المختلفة تربطها شبكة التلغراف والسفن البخارية ثم جاء الراديو والتلفاز والهاتف وبعد ذلك الطائرات النفاثة والأقمار الاصطناعية لتزيد من حجم انكماش العالم وتضاؤله ولترسم حدودا من نوع جديد بين الأمم والشعوب،هي حدود المعرفة و اللامعرفية وهي على كل حال ليست كالحدود السياسية محدودة وثابتة ولكنها حدود معرفية اجتماعية اقتصادية متحركة ومتغيرة.

إن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال الراهنة قضت على معظم أساليب الحياة التقليدية وان شبكات المعلومات والنشرات الالكترونية وكوابل الألياف البصرية ستعمل على تطوير صناعة الصحافة بنسبة آسية 3.6.18.36.72 وهكذا وتغيرها تغييرا جذريا لتتحول من صحافة ورقية مطبوعة إلى صيغ رقمية تنقل عبر الكوابل وخطوط التلفون إلى أجهزة الكومبيوتر المنزلية ليقرؤها القارئ من خلال شاشة الكومبيوتر.

وفضلا عن هذا التحديث المتسارع في تكنولوجيا صناعة الصحف سوف تظهر أيضا أنواع جديدة من تكنولوجيا وسائل الإعلام، إذ يمكن من خلال التليتكس Telex نقل مئات الصفحات من المعلومات في شتى المجالات عبر الأقمار الاصطناعية والمحطات التلفزيونية إلى أجهزة المشتركين التلفزيونية أو عرضها على شاشات الكومبيوتر، ومن خلال منصات النشرات الالكترونية وشبكات الكومبيوتر المتصلة هنالك نوع جديد من منتديات الاتصال والحوار في شبكة الانترنت، وهناك كم هائل من معلومات يمكن الحصول عليها بيسر وسهولة وسرعة فائقة، كما اتسع أيضا نطاق صناعة النشر الالكتروني وأصبحت تضم ما يعرف بالفيديو تكس Videotext والبريد الالكتروني.

ومن الخصائص العامة المميزة لهذه الوسائل الجديدة من وسائل الإعلام الملتقى لن يكتفي بدور المشاهد السلبي، بل سيتفاعل على هذه الوسائل تفاعلا ايجابيا ويصبح قادرا على تحديد محتوى الرسالة الإعلامية وتوقيت تلقيها، كما ان تكنولوجيا الاتصالات الحديثة قضت على مركزية وسائل الإعلام والاتصال، إذ تعمل الأقمار الاصطناعية على مركزية محطات البث التلفزيوني، ويتم إعداد بيئة وسائل إعلام المستقبل وفقا لاهتمامات الجماهير ورغباتهم ولن ترتبط الناس بوسائل الإعلام من خلال المساهمات الجغرافية فقط إذ دائما ما سيرتبطون معا من خلال اهتماماتهم المشتركة وما يحتاجونه من معلومات.

ونتيجة لذلك ستتحول المجتمعات الجغرافية إلى (مجتمعات فكرية) بمعني ان حدود المجتمع لن تتحدد بالحدود الجغرافية وإنما ستحددها الاهتمامات الفكرية المشتركة غير المقيدة وسوف يدعم هذه الاتجاهات اللامركزية انخفاض تكاليف وسائل الاتصال الالكتروني نتيجة انتشار الأقمار الاصطناعية وتكنولوجيا الألياف البصرية وما يستحدث من تكنولوجيا جديدة.

إن تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال الحديثة جعلت الصحافة تفقد أهميتها التقليدية،إذ أصبح فيض المعلومات الخام متاحا للجميع، وأصبح أفراد المجتمع قادرين على مجادلة الصحفيين، وتفنيد أرائهم بل ومنافستهم مما جعلهم يفقدون هيمنتهم على الأخبار والمعلومات، وستعمل هذه التكنولوجيا على خلق منتدى واسعا لتواصل الاجتماعي حيث تستطيع الجماهير الانخراط في حوار متواصل ومتفاعل لا تكتفي فيه بدور الملتقى السلبي بل تشارك مشاركة ايجابيه وتدلى برأيها مباشرة في جميع القضايا المطروحة للمناقشة.

اثر تطور التقنيات على الصحافة:

تعد الصحافة الوسيلة الإعلامية الأولى التي حصلت البشرية من خلالها على المعلومات والأخبار والمعارف والأفكار، كما إنها أسهمت بإضاءة جوانب كثيرة في حياة البشر محدثة فيها الكثير من التحولات.

وقد تعرضت الصحافة لمجابهة الوسائل الإعلامية الأخرى التي توالي ظهورها تباعا وتعالت الصيحات بان هذه الوسائل سوف تحدث تأثيرا سلبيا كبيرا على الصحافة، إلا ان الصحافة استطاعت ان تطور نفسها وتغير من محتواها لتصبح متفاعلة مع الجماهير، وتاريخ الصحافة تاريخ لعناصر ومكونات كثيرة، فالصحف ليست أشياء فحسب هي أشخاص وعمليات وتأثيرات وتأثر ووظائف وانجازات وغيرها من التحولات والتغيرات التي أدخلتها الصحافة على نفسها من تنوع بالأخبار وأعمدة ثابتة وصور كاريكاتورية وغيرها من الفنون الصحفية المتعددة علاوة على ذلك الأرقام والإحصاءات المختلفة فضلا عن الجماعات الضاغطة، أو الأحزاب والقوانين والاعتبارات المتعددة التي تحكم تلك العملية.

وكشفت دراسة أجرتها ميتشغان الأمريكية ان الصحف كان لها التأثير الأكبر على مشاركة أصحاب مستويات التعليم الجيدة في الانتخابات في الوقت نفسه لم يكن للتلفزيون التأثير الذي يماثل الصحافة لضعف وجود تعبئة للمعلومات فيه فلم تستطيع أخبار التلفزيون ان توفر معلومات عميقة ومن المستحيل لهذه الوسائل الإعلامية الأخرى ان تصل إلى عمق الصحف في تقويم المعلومات وهذا من أهم العوامل التي تحفظ للصحافة استمرارها في مواجهة الوسائل الأخرى

ان الصحافة تتمتع بمميزات عديدة قياسا إلى الوسائل الإعلامية الأخرى إذ ان هذه المميزات تعطيها القدرة على استمرار في ظل مواجهة الوسائل الحديثة فيستطيع الإنسان ان يقرأ الصحيفة مرات عدة بيسر وسهولة فالمذياع والتلفزيون يفتقدان هذه الميزة المهمة التي تتيحها الصحافة للإنسان المتلقي تعطيه القدرة على امتلاك المعومات وبالتالي إمكانية تحليل الأفكار بشكل أفضل وأكثر دقة وتفصيل فضلا عن التعميق في تناول الموضوعات وهذا ما يجعل الصحافة أكثر تأثيرا في الرأي العام عن غيرها من الوسائل الأخرى وإنها أي الصحافة ستظل حافظة لمواقعها وسط الوسائل الإعلامية الأخرى .

 

الصحافة وتأثير التكنولوجيا:

إن الصحافة تعرضت في مسيرتها إلى الكثير من التطورات إذا ظهرت العديد من الوسائل الإعلامية الأخرى مثل المذياع الذي دار جدل طويل عند ظهوره وما يمكن أن يحدثه من تهديد للصحافة، إلا ان الأمر جاء على عكس ذلك تماما فقد استمرت الصحافة وارتفع أداؤها ولم تؤثر الإذاعة على الصحافة كما كان متوقعا كذلك جاءت الثورة التكنولوجية الأخرى بظهور وسيلة إعلامية ثالثة وهي التلفزيون ليستمر الجدل حول مدى تأثير هذا الجهاز على الصحافة وانه سوف يحل محلها بشكل أو بأخر ان الصحافة استطاعت ان تطور نفسها وتؤكد كونها الوسيلة الأكثر تأثيرا والأعمق في المعلومة.

وقبل الإذاعة عندما ظهرت السينما ترددت الأقاويل بأنها ستؤثر سلبا على الصحافة ولكنها ظلت الوسيلة الأسهل في الرجوع إليها والإمتاع في تناولها بين الوسائل الأخرى، وهو ما انطبق أيضا على التلفزيون حتى جاءت المعلوماتية الجديدة بظهور الانترنت لتعود الكرة من جديد حول تأثير هذه الوسيلة على الصحافة فأنها لا شك سوف تؤثر على الصحافة، ولكن ليس بالشكل القوى والجاد وخاصة في العالم الثالث الذي لا تزال الغالبية العظمى من مواطنيه تعاني من الأمية في هذا المجال إلا أنها ستعطي فرصة مهمة للصحافة التقليدية ولكي تطور من نفسها وترفع من مستوياتها لتعطي المعلومة الأعمق والاهم وفلا شك ان هذه التكنولوجيا تعطى مزيدا من الانتشار وبشكل أفضل دائما.

كما ان بإمكان الصحف ان تضع إستراتيجية مهمة لمواكبه أحداث العصر وتكنولوجياته ولا شك ان الإعلام له تأثير قوى في تغير المجتمعات والتحولات الفكرية والسياسية والاجتماعية لدى كل الشعوب.

وكانت الصحافة إحدى أهم الوسائل الإعلامية التي لعبت دورا ولا تزال هذا الدور، ان دور الصحافة يكمن دائما في ثقة المتلقي من مصادر الصحافة، كما استطاعت ان تطور نفسها بتطوير المجتمعات وان تستفيد من التطورات التكنولوجية فبالرغم من ظهور العديد من  الوسائل الإعلامية الأخرى إلا ان الصحافة لا تزال العين التي يرى من خلالها الجمهور ما يحدث حول العالم وان كل فرد يجد فيها ما يبحث عنه ويناسب مستواه.

ان وسائل الإعلام استفادت بشكل كبير من ثورة المعلومات حيث أتاحت كما هائلا من المعلومات وجاءت ثورة الاتصالات لتؤكد هذه الفائدة من خلال المعلومات ثم كانت ثورة التكنولوجيا الرقمية التي أتاحت العديد من الإمكانات من خلال توفر خدمة الإرسال والبث الإذاعي والتلفزيوني دون عوائق.

ان التكنولوجيا ليست كل شئ والاهم منها الإنسان، وماذا يريد ان يوصل من ورائها هناك من يقول إن الانترنت ستنافس الصحافة المكتوبة والبعض يقول العكس ان الانترنت هي وسيلة يستعملها أصحاب الصحف والناشرون لوضع المعلومات عليها حتى يستطيع الناس الاطلاع عليها في أنحاء العالم فلا احد يأخذ دور الآخر بل المهم ان تعرف الوسيلة الإعلامية كيف تخاطب بلغة عصرها، فالراديو لم يلغ الصحافة، والتلفزيون لم يلغ الراديو ولا الصحافة المكتوبة والفيديو لم يلغ التلفزيون والمهم ان تلغي الصحافة نفسها أي يجب على أصحاب الصحف والناشرين كيف يتوجهوا بلغة العصر إلى القارئ ولذلك نرى ان الصحافة الأمريكية تغيرت وتحولت إلى صحافة اختصاص وعلينا تبعا لذلك معرفة كيفية استعمال التكنولوجيا لتطوير الإعلام ان كان مكتوبا أم مرئيا أم مسموعا.

لقد أدت الثورة المعلوماتية والتكنولوجية إلى وضع الصحافة المعاصرة أمام تحديات جديدة أتاحت لها فرصا لم يسبق لها مثيل سواء كان ذلك في غزارة مصادر المعلومات أو في سرعة نقلها أو في استخدامها وانعكست هذه التطورات على أساليب جمع وإنتاج وتوزيع المعلومات في أجهزة الإعلام الرئيسية الثلاث المطبوعة أو المسموعة والمرئية وكذلك خلقت هذه التطورات جمهورا جديدا متميزا يعتمد على الانترنت وشبكات نقل المعلومات الالكترونية في تلقى المعلومات وسارعت بالتالي أجهزة الصحافة العصرية إلى استقطاب هذا الجمهور الجديد عن طريق إضافة شبكة الانترنت إلى وسائلها التقليدية في نقل وتوثيق النتاج الصحفي ان وفرة المعلومات وتدفق الاتصال سوف يسهم في إتاحتها بشكل لم تعرفه البشرية من قبل حيث أضحت المعلومات وفيرة بشكل لا يمكن لأي متخصص ان يتابع معه ما يستخدمه في حقل تخصصه،حيث لعبت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات دورا في:

وفرة المعلومات في جميع المجالات وعدم إمكانية احتكارها من قبل الصحافة فقط

إتاحة هذه المعلومات لمن يستطيع الوصول إليها تقنيا واقتصاديا وفنيا وثقافيا وخاصة من خلال الانترنت والفضائيات ووكالات الأنباء.

ان التوسع في الاتصال وخصوصا عبر شبكات القنوات الفضائية والتلفزيونات الخطية والانترنت وربط الكومبيوتر وشاشة التلفزيون ليكونا جهازا واحدا سوف يتيح فيضان الاتصال إقليميا ودوليا ويعزز التنافس مع الصحافة بشكل كبير.

ان استخدام التطور العلمي والتكنولوجي في صناعة وإنتاج الصحف أصبح ضروريا وله فوائد من حيث :

  • أ‌- مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في مجال الإعلام.
  • ب‌- مواجهة عصر المعلومات والاتصالات.
  • ت‌- تطوير العملية الإنتاجية للصحف وغيرها من المطبوعات لتحقيق الفائدة المثلى لصناعة الصحافة والطباعة والنشر.
  • ث‌- الموازنة الاقتصادية بين تكلفة الإنتاج والعائد المحقق.
  • ج‌- أعدة تخطيط المهام والمسؤوليات في الحقل الصحفي بما يناسب روح العصر.
  • ح‌- مواجهة المنافسة بين الصحافة والتلفزيون.
  • خ‌-

وأصبحت الأقمار الاصطناعية تستخدم بشكل واسع في صناعة الصحف ونقل النسخ إلى محطات بعيدة ففي مؤتمر عقدته صحيفة الفايننشيال تايمز حول مستقبل صناعة الصحف والآثار المحتملة الحديثة. قيل انه إذا كانت هناك إمكانية طباعة صحيفة بصورة اقتصادية في 9 أو 10 بلدان في العالم فلن يكون هناك سبب في عدم توقع اليوم الذي نجد فيه أنفسنا قادرين على الطباعة فيكل مدينة حيث يوجد قراء، أو حتى في أماكن التوزيع المهمة والمدن والإنفاق والمطارات، بل في كل دائرة أو في المساكن أو المنازل وعندما يستلم المشترك الإشارة الالكترونية تعطيه نسخة مطبوعة من صحيفته اليومية.

مراحل استخدام الوسائل الالكترونية في الصحافة:

لقد مرت الصحافة الحديثة بمراحل عدة في استخدامها للوسائل التكنولوجية الجديدة حيث بدأت الصحف منذ الستينات في استخدام أنظمة الجمع الالكتروني، لتمثل بذلك بداية تحول الصحف إلى استخدام الأنظمة الرقمية، وفي هذا الوقت منذ حوالي 30 عاما تقريبا دعا (فليب ماير) إلى استخدام الكمبيوتر في جمع الأخبار فيما عرف بصحافة التدقيق (Precision Journalism) كوسيلة تساعد في تطبيق أساليب العلوم الاجتماعية والنفسية في التغطية الصحفية، وحتى منتصف الثمانينات لم يطبق الصحفيون هذه الرؤية بشكل متكامل في معالجة قصصهم الصحفية، لأنها كانت تقتضي استخدام أنظمة حاسبات كبيرة ومعقدة، ولكن بالتدرج بدأت تقنيات معالجة المعلومات القائمة على استخدام الحاسبات الالكترونية تدخل إلى معالجة الأخبار في الصحافة، حتى قال البعض انه لا يوجد اختلاف كبير بين عمل التدوين الصحفي وعمل العلماء الاجتماعيين فكلاهما يدرس السلوك البشرى يجمع المعلومات ويحللها وينشرها.

ومع بداية التسعينات من القرن الماضي بدأت تدخل أجهزة الحاسبات الالكترونية بشكل مكثف إلى غرف أخبار في الصحف الأمريكية والكندية، وبلدان أخرى عديدة حيث بدأ استخدامها في الكتابة والتحرير والصف والجمع الاليكتروني وبدأت بعض الصحف تتحول إلى الآلية الكاملة في عملية الإنتاج من خلال إدخال الحاسبات الالكترونية ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية في معظم مراحل الإنتاج كما بدأت هذه الصحف تحول ملفاتها من القصاصات الورقية إلى ملفات الكترونية وزادت عمليات التفاعل الالكتروني مابين قواعد البيانات والمعلومات المتاحة أمام الصحف وتم ربط المعلومات الصحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية كما تصاعد حجم قواعد المعلومات التجارية وتنوعت خدمتها المعلوماتية والصحفية.

وفي التسعينات أيضا ومع تطور وسائل الاتصال وتقنيتها وانخفاض تكلفة أجهزة الحاسبات الالكترونية وتنوع أحجامها، أصبح المندوبون قادرين على الاتصال بالنشرات الالكترونية المحلية والانترنت، ويفضل التقدم في الاتصالات السلكية والأقمار الاصطناعية فأن النصوص والصور والمخططات يمكن ان تنتقل بالفاكسميل من قارة إلى أخرى، كما تمكن الصحف من الطباعة في أكثر من مكان في الوقت نفسه ويظهر هذا التطور في زيادة القدرة على التخزين الرقمي للصور، والاتجاه الحالي نحو الرقمنة الكاملة لكل مراحل الصورة من الكاميرا إلى المسح الضوئي إلى الإنتاج إلى معالجة الصور، حتى يتم عرضها على الشاشة لإضافة اللمسات إليها وإخراجها، كما تزود ووكالات الأنباء الكبرى مشتركيها بوسائل استقبال الصور الرقمية عن إمكانية كتابة مقالاتهم وإدخالها مباشرة إلى الحاسبات الالكترونية فالتطورات الحديثة لم تجعل الصحفيين مضطرين للبقاء بصفة دائمة في الصحيفة نفسها وساعدتهم على القيام بأعمال لم يكن بمقدرتهم القيام بها من قبل

كما أدت إلى تنوع طرق جمع القصص الصحفية وتحسنت طرق اتصالهم المباشر بالمصادر وتوافرت أمامهم عدة أدوات متخصصة تيسر لهم أداء مهامهم.

وبدأ استخدام الحاسبة الالكترونية كأداة للجمع والتقصي عن المعلومات وللوصول إلى الوثائق والسجلات وتحليل قواعد البيانات، وان لم تحول هذه الطريقة الجديدة إلى أسلوب شائع في كل الصحف نظر التباين مجتمعاتها وإمكانياتها ان ظهرت بعض البرامج التي تدعم تواجدها مثل البرنامج الذي اخترعه الصحفي (جبسون) الفائز بجائزة بوليترز وهو برنامج Nine Trak Express لمساعدة الصحفيين على تحليل الوثائق العامة باستخدام أجهزتهم الشخصية، وكذلك زيادة عدد المعاهد والكليات والمراكز المتخصصة في علوم هذا الفن الجديد الذي أصبح يعد من بين العلامات الفارقة في تاريخ جمع الأخبار الصحفية وواحد من ابرز التحولات التكنولوجية في مجال التغطية الصحفية.

التكنولوجيا والمهارات الصحفية:

بدأت الصحافة مع منتصف التسعينات تتطلب مستوى معينا من التخصص الفني والصحفي ولمعلوماتي وبدأت يتزايد إدراك الصحفيين لأهمية وقيمة الحاسبات الالكترونية والانترنت وقواعد المعلومات والوسائل التكنولوجية والاتصالية الحديثة في حياتهم اليومية كصحفيين.

وبدأوا يتكيفون مع هذا العالم الرقمي الجديد وهو ما جعل استخدام الحاسبة الالكترونية في الصحف من اجل جمع المتن وتحليل الإحصائيات، وتصميم الصفحات وعرض المخططات شيئا أساسيا.

وقد أفرزت هذه التطورات ظواهر متناقضة في عالم الصحافة سواء مابين صحف دول معينة أو غيرها أو داخل الصحيفة الواحدة فبينما يقوم الصحفيون الآن بجمع الأخبار وكتابتها وتحليلها وتحريرها وتوضيبها باستخدام هذه التقنيات الحديثة وهو ما ينعكس أثره على مضمون وشكل الصحيفة فأن هناك صحفيين آخرين لم يستخدموا هذه التقنيات الحديثة بالمرة أو ما زالوا يستخدمونها لأداء مهام تقليدية ويتبعون الوسائل التقليدية نفسها فيجمع المادة وحفظها وتحريرها واسترجاعها.

وبدا في الساحة الصحفية وكأن هناك فريقين فريق يسمى (Techojoumalists) الذي يجمع أفراده بين مهارات التغطية وأدوات التعامل مع المعلومات الجديدة وتكنيكات إدارة المعلومات وفريق يسمى Tradition Joumalists ما زال يستخدم الوسائل التقليدية في أداء العمل الصحفي في بيئة تقوم على التكنولوجيا

وظائف تأثير تكنولوجيا الاتصال على الصحافة:

تعدد وظائف تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المجال الصحفي ويمكن تقسيمها كالاتي

وظيفة إنتاج وجمع المادة الصحفية الكترونيا ومن بين وسائلها الحاسبة الالكترونية وقواعد المعلومات والانترنت والتصوير الالكتروني والتصوير الرقمي/ الالكتروني، والأقمار الاصطناعية مادة مكتوبة أو مصورة أو مرسومة فأن السلكية أو اللاسلكية والألياف البصرية …الخ

وظيفة معالجة المعلومات الصحفية رقميا ومن بينها الحاسبة الالكترونية والنشر الالكتروني وسواء كانت تلك المعلومات مادة مكتوبة أو مصورة أو مرسومة فان هناك العديد من البرامج التي تتعامل وتعالج مثل هذه المعلومات.

وظيفة تخزين المعلومات الصحفية واسترجاعها وتقوم بنوك المعلومات وشبكاتها ومراكز المعلومات الصحفية باستخدام الأقراص المدمجة في توثيق أرشيفها ووثائقها وهي تساعد في البحث عن المعلومات واسترجاعها بشكل سريع وملائم مثل قواعد بيانات New York Times وبنك معلومات صحفية الأهرام المصرية.

وظيفة نقل ونشر وتوزيع المعلومات الصحفية مثل الفاكس والأقمار الاصطناعية والاتصالات السلكية واللاسلكية والشبكات الرقمية وشبكات الألياف والكابل …الخ

وظيفة عرض المواد الصحفية ومن بينها أجهزة الحاسب الالكترونية والأجهزة الرقمية الشخصية.

وظيفة التحرير الالكتروني وتتمثل في تنوع البرامج المساعدة في عملية الكتابة والمعالجة والتحرير الالكتروني وبرامج فحص الإعراب والإملاء بل توجد برامج لكتابة القصص الإخبارية بشكل إلى باستخدام طرق التغذية والالكترونية للبيانات وذلك في مجالات عديدة مثل أسعار الأسهم والحصص والعملات وهو ما جعل بعض الصحف تتخلص من الصحفيين الذين لا يجيدون استخدام هذه البرامج حتى قال البعض ان الصحافة نفسها يعاد كتابتها ببرامج كمبيوتر جديدة.

وظيفة توضيب وإخراج المادة الصحفية وهناك ثورة كبيرة في مجال  البرامج الخاصة بالتصميم والإخراج الصحفي ومعالجة الصور والمخططات.

وبالرغم من المزايا العديدة التي توفرها الوسائل الحديثة للصحافة إلا ان ثمة مشاكل لم تحل بعد مثل سهولة الاتصالات بين الصحف وقواعد المعلومات وسرعتها وقلة خبرة الصحفيين في التعامل مع هذه التقنيات الجديدة وحاجة التعامل مع الملفات الاليكترونية لبعض الوقت مقارنة بالملفات المطبوعة وتراجع عنصر الإبداع الفردي في العمل الصحفي بفعل تزايد الاعتماد على التقنية وكوسيلة لتنفيذ الكثير من المهام وان البعض يرد على ذلك بان التقنية توفر جهد الصحفي ورقته في اداء الأعمال الروتينية وتراجع دور الصحافة كحارس بوابة تقليدي، وكمفسر للأحداث والمعلومات حيث تؤدي التقنيات الحديثة إلى ربط الجمهور بالمصادر الإخبارية الأساسية وهو ما يزيد من ناحية أخرى من دور القرى التجارية في تحديد توجهات المادة الصحفية ومضامينها فضلا عن التعارض بين إبداعية الموروثة في عملية التصوير وبين التدخلات الرقمية في معالجة الصور وإمكانية استغلالها بشكل غير أخلاقي.

إشكاليات استخدام التكنولوجيا على الصحافة:

يشير استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في العمل الصحفي العديد من الإشكاليات منها: إن التغيرات السريعة والمتلاحقة في عالم التكنولوجيا والاندماج بين وسائل الاتصال جعل من الصعوبة وضع محدد لفهم طبيعة وشكل الوسائل الجديدة وتأثيراتها بصفة عامة وعلى العمل الصحفي بخاصة من ناحية ثانية بينما جلبت التكنولوجيا معها أسلوبا جديدا في العمل الصحفي تعدلت بمقتضاه وتغيرت الممارسات الصحفية القديمة فإنها أثارت في الوقت نفسه العديد من التساؤلات مثل هل ستؤدي إلى إلغاء الممارسات الصحفية القديمة أم ستعايش معها؟ ومن ناحية ثالثة بينما كانت مشكلة الصحافة دائما هي ندوة المعلومات فإنها الآن أصبحت تعاني من الوفرة والتخمة والمعلوماتية وهي ما يشير قضية المعايير المستخدمة في تقرير طبيعة ونوعية  المعلومات المهمة والملائمة للعمل الصحفي والجمهور؟ وكيف يمكن التخلص من المعلومات غير المهمة وغير المفيدة؟ ومدى حاجة الجمهور لمثل هذا الكم من المعلومات ومدى رضاء عن هذه الوفرة المعلوماتية ومن ناحية رابعة فإن العمل الصحفي حاليا في ظل التكنولوجيا الجديدة يقوم على إعادة إنتاج الكم ألمعلوماتي المتوفر وهو أمر يثير التساؤل حول وظيفة العمل الصحفي هل هو مجرد إعادة إنتاج لمضمون سابق أم خلق منتج معلوماتي جديد مع السعي لاختيار أفضل الطرائف لتوظيفه؟ ومن ناحية خامسة فإن الوسائل الجديدة تركز على شكل المادة الصحفية وطرق إخراجها وهو ما يثير من جديد قضية المضمون المقدم وطبيعته وتوجهاته وأيهما أولى بالاهتمام الشكل أم المضمون أم الاثنين معا؟

نشوء شبكة الانترنت:

لقد بدأت الانترنت حوالي نهاية الستينات وبالتحديد عام 1969كمشروع محلي لصالح وزارة الدفاع الأمريكية وكانت تحاول تأمين الوسائل الكفء للاتصالات عبر الشبكات المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية كافة بما في ذلك مراكز البحوث في الجامعات وبعد ذلك بدأ العمل بتطوير أنواع مختلفة من الشبكات في منتصف عقد السبعينات وأخذت تختصر باسم (DARPA) أي وكالة بحوث الدفاع المتقدمة، واستمرت عملية التحويل والدعم وبالتالي اتساع الشبك

لقد أنشأت الانترنت في ظل التحولات الإستراتيجية التي اتخذتها القيادة العسكرية الأمريكية لوزارة الدفاع أبان الحرب الباردة وذلك تحسبا لاحتمال دمار إي من مراكز الاتصال الحاسوبي المعتمدة بضربة خارجية، مما يؤدي إلى شل الشبكة الحاسوبية بأكملها، وحرمان القيادة العسكرية الأمريكية من الإسناد المعلماتي، ففي عام 1969 ربطت وزارة الدفاع الأمريكية بين أربعة مراكز أبحاث حتى يستطيع العلماء تبادل المعلومات والنتائج وقامت بتخطيط مشروع شبكة حاسبات الكترونية يمكنها من الصمود أمام هذا النوع من الهجمات السوقية المحتملة بحيث إذا تعطل جزء من الشبكة تتيح البيانات تجنب الجزء المعطل وتصل إلى هدفها وأطلق على هذه الشبكة اسم شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة(ARPA NET) اختصارا.

بحلول عام 1980 كانت شبكة الانترنت قد انفصلت إلى جزئيين متصلين هما:

ARPA NET- MIL NET والأخيرة أصبحت الشبكة العسكرية في منتصف عقد الثمانينات فان مؤسسة العلوم الوطنية (NSF)National Scientific Foundation أصبحت مهتمة بتحويل مشاريع شبكات المنظومة المقامة على أساس برتوكولات (Tcp/ip) لمصلحة المؤسسات الأكاديمية الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية وثم ربطها بمركز الحاسبات المتقدمة في عام1988، وانتهت (NSF) في إنشاء شبكة الانترنت بشكل أوسع.

شبكة الانترنت ووسائل الإعلام:

أثارت تكنولوجيا الانترنت ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية كسابقتها من الاكتشافات الجديدة في الميدان الاتصالي والمعلوماتي وفي نهاية الأمر حافظت كل وسيلة على شخصيتها وقوتها وشعبيتها.

لكن ثورة الانترنت هذه المرة تختلف عن سابقتها حيث إنها تجمع بين تكنولوجيات مختلفة استطاعت ان تتخطى الحواجز الجغرافية والزمنية وتستطيع القول حتى  اللغوية إذ أصبحت اللغة الانكليزية هي لغة الاتصال التواصل والعلم في نهاية القرن الماضي وما يميز الانترنت عن باقي تكنولوجيات الاتصال والمعلومات هو اعتماد الشخص على نفسه للوصول إلى مصادر المعلومة، كما تتطلب التكنولوجيا الجديدة تفاعل مستخدمها معها، فالاستخدام هذا يقوم على أساس التفاعل والمشاركة من قبل المستخدم وهذا على عكس الوسائل السابقة التي يكون فيها المستفيد مستقبلا فقط  ونظرا للميزات التي تنفرد بها أثارت شبكة الانترنت نقاشاً وحواراً كبيرين في الأوساط الإعلامية والعلمية والأخلاقية ففي الأوساط الإعلامية رأي المتخوفون من الانترنت انه سينافس الوسائل الإعلامية المختلفة ويقضي عليها مع مرور الزمن وسيتوجه الجمهور إلى الانترنت للحصول على الأخبار والمعلومات والإعلانات ومصادر المعرفة المختلفة متخليا عن الوسائل الأخرى.

في الصناعة الإعلامية يرى (انجيلو اغوستيني) ان الانترنت قد أحدثت ثورة عامة في عالم الصحافة حيث ان غالبية الصحف العالمية لجأت لحجز موقع في الشبكة وتقديم الصحيفة إلى القراء عبر الانترنت وهذه التقنية الجديدة تحتم بطبيعة الحال على الصحف ضرورة الإبداع والابتكارات والخروج عن المألوف وتجنب التقليدي هذا يعني ان الشبكة فرضت منطقا جديدا غير في العمق ميدان صناعة الأخبار وتبادلها وللعلم فإن شبكة الانترنت تحتوي على أكثر من 15000 جريدة في مختلف أنحاء العالم وان الشبكة متوفرة في أكثر من170دولة وتشمل أكثر من 60 مليون مستخدم عبر العالم.

هذا يعني انه بالنسبة للصحافة هناك فوائد كثيرة تنعم بها من الانترنت فبالنسبة للمتخوفين من الانترنت يجب عليهم الرجوع للتاريخ لمعرفة ان الابتكارات الجديدة من تكنولوجيا وسائل الأعلام لتقضى على سابقتها لكن الشئ الذي أحدثته هو التغير في أنماط الإنتاج وفي الوسائل، هذه التطورات أثرت في المهنة في ثقافتها من دون القضاء على الصحافة أو على الوسائل الإعلامية الأخرى.

ولذلك فالسؤال الذي يطرح هو هل ستكون الانترنت مكملة ومفيدة للصحافة أم ستكون مهددة ومنافسة المعطيات تقولان الانترنت تكنولوجيا جديدة للمعلومات ستفيد أكثر مما تضر بالصحافة، فشبكة الانترنت هي مصدر مهم من مصادر الأخبار والمعلومات والعلم والمعرفة بالنسبة للصحافة ومن خلال الشبكة يستطيع الصحفي الدخول في اتصال مع (مجموعات المناقشات) وغيرهم من مستعملي الشبكة للحصول على معلومات أو معطيات علمية أو بيانات أو غير ذلك وهذا يعني ان القائم بالاتصال أصبح في متناوله بنك من المعلومات وملايين الأشخاص عبر العالم يستطيع ان يأخذ منهم ويعطيهم معهم وهذا لصالح المهنة الخدمة أحسن واشمل وأفضل للجمهور والصحافة الجادة في مطلع القرن الحادي والعشرين أصبحت تهتم أكثر فأكثر بالتحليلات والدراسات والتعليقات الجادة وتعد  الانترنت مصدرا أو وسيلة مهمة في خدمة هذه الأنواع الصحفية التي تتطلب تعمقا في التحليل وغزارة المعلومات وقوة في الإقناع والتأثير فشبكة الانترنت تحتوي على مئات الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزيون ووكالات الأنباء، كل هذه الوسائط تعد روافد مهمة للمعلومات التي تبحث عنها الصحيفة لتقديمها للجمهور

وتتيح الانترنت الفرصة لقارئ الصحيفة عبر البريد الالكتروني ان يتصل مباشرة بصحيفته المفضلة وان يحاور الصحفيين ويتناقش معهم في مختلف الموضوعات والآراء، وتعد صحف الانترنت وسيلة للتقارب بين المرسل والمستقبل ووسيلة في ترشيد عملية الاتصال والتوصل بين أفراد المجتمع.

مستويات إفادة الصحف من الانترنت:

هناك سبعة مستويات لإفادة صحافة الانترنت تتمثل بالاتي:

المستوى الأول: الانترنت كمصدر للمعلومات كونه:

1.أداة مساعدة للتغطية الإخبارية أو مصدر أساسيا للأحداث العاجلة.

2.استكمال المعلومات أو التفاصيل والخلفيات عن الأحداث المهمة.

  1. الاستفادة في الصفحات المتخصصة.
  2. التعرف على الكتب والإصدارات الجديدة.

المستوى الثاني: الانترنت كوسيلة اتصال كونه:

وسيلة اتصال خارجية بالمندوبين والمراسلين وتلقى رسائلهم عن طريق البريد الالكتروني.

وسيلة اتصال بالمصادر.

عقد الاجتماعات التحريرية مع المراسلين والمندوبين.

المستوى الثالث: الانترنت كوسيلة اتصال تفاعلي من حيث:

توسع فرص مشاركة القراء عن طريق البريد الالكتروني.

المستوي الرابع: الانترنت كوسيط للنشر الصحفي

من خلال إصدار نسخ من الجريدة نفسها أو ملخص لها أو قواعد البيانات أو أرشيف للصحيفة أو إصدار جرائد أو مجلات كاملة.

المستوى الخامس: الانترنت كوسيط إعلاني يضيف دخلا للصحيفة.

المستوى السادس: الانترنت كأداة لتسويق الخدمات التي تقدمها المؤسسة الصحفية.

من خلال إنشاء موقع أو أكثر يقدم معلومات أساسية عن تطورها وإنجازاتها.

المستوى السابع: تقدم خدمات معلوماتية:

من خلال شبكة الانترنت تنشط ذاكرة الصحيفة مزودة بالخدمات للمشتركين وتقديم خدمات التصميم وإصدار الصحف والنشرات لحساب الغير.

وإذا كانت شبكة الانترنت تنشط ذاكرة الصحفي وتساعده على تعميق تخصصه وتحقيق التقدم المهني من خلال تزويده بقوائم المعلومات عن طريق البريد الالكتروني فإنها تضيف إلى كأهلة مسؤوليات جديدة تتمثل في الفحص والتدقيق وحسن الاختبار للتغلب على إشكاليات التلاعب والتحليل والتحريف والمصادر في الموثوق بها الأمر الذي يكفل تنمية القدرة على التحليل والفهم والاستنتاج والتقليل إلى حد ما من حالة الارتباك ألمعلوماتي التي تصيب المحلين والقراء على حد سواء.

وإذا كانت شبكة الانترنت قد أضافت تحديات جديدة على عاتق الصحف المطبوعة بجانب التحديات التي فرضتها القنوات الفضائية فإن هذا التطور التكنولوجي الجديد من شأنه تدعيم مركز الصحافة المطبوعة وتطويرها من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانات والخدمات التي تتضمنها شبكة الانترنت وتبني رؤية جديدة لوظائف الصحافة بما يواكب ثورة المعلومات.

ورغم المنافسة الحادة التي تواجهها الصحافة المطبوعة فإنه من الصعب توقع ان تصبح الصحيفة الالكترونية بديلا عن الصحيفة المطبوعة يدلنا على ذلك التطور الذي تشهده صناعة النشر في الدول المتقدمة ففي بريطانيا المتوقع عائد صناعة الصحف والكتب من 17 مليون دولار في عام 1995 إلى 25 مليار دولار عام 2002. ومن هذا الإنتاج الكبير الذي يصل إلى ثلاثة عشر مليار جنيه إسترليني تبلغ عائد لتوزيع الصحف ثلاثة مليارات جنيه إسترليني وتوزيع المجلات خمسة مليارات ونصف جنيه إسترليني وتوزيع الكتب ثلاثة عشر مليار ونصف مليار جنيه إسترليني تبلغ عائدات توزيع الصحف ثلاثة مليارات جنيه إسترليني وتوزيع المجلات خمسة مليارات ونصف مليار جنيه إسترليني وتوزيع الكتب ثلاثة مليارات جنيه إسترليني علما ان إجمالي توزيع الصحف البريطانية بلغ ما يقرب من سبعة مليارات ونصف مليار نسخة سنويا.

الاستخدامات الصحفية للانترنت:

تتعدد أنواع الاستخدامات الصحفية للانترنت ويمكن إجمالها كالأتي:

الحصول على فيض متدفق ومتجدد من الأخبار الصحفية من مصادر متعددة وبلغات متباينة وفي مجالات متنوعة.

الحصول على كم كبير من المعلومات والبيانات والأرقام والإحصائيات  المتوفرة على الانترنت من العديد من الجهات والمنظمات والدول والأفراد.

استكمال معلومات الموضوعات الصحفية وخلفياتها من بيانات وأرقام وإحصائيات.

استطلاع وجهات نظر المصادر الصحفية في الموضوعات الصحفية والتعرف على أرائهم وأفكارهم وردود أفعالهم حول القضايا التي يطرحها عليهم الصحفي.

الاتصال بقواعد المعلومات ومحركات البحث وأرشيفات العديد من المنظمات والشركات ووسائل الإعلام والمكتبات والجامعات والمنظمات والاستفادة منها في نواحي صحفية عديدة.

تطوير مهارات الصحفيين وكسر حاجز المهارات الصحفية التقليدية والانطلاق بها إلى أفاق رحبة من التغطية والتحليل وجمع المعلومات وصياغتها وتطوير أساليب الكتابة الصحفية واستخدام تقنيات حديثة في المعالجة الصحفية وتقديم منتجهم الصحفي بأشكال وصور متعددة ومتنوعة.

استخدام الانترنت كأرشيف خاص للصحفي يحوى موضوعاته الصحفية ومواعيده وعناوينه الخاصة واهتماماته وقراءته …الخ حيث تتوفر العديد من البرامج والخدمات التي تساعد على استخدام الانترنت كذاكرة مستقلة وأرشيف متحرك.

استخدام الانترنت في بناء صحيفة الصحفي الخاصة التي تحوي المصادر الصحفية المفضلة التي تجلب له الأخبار التي يهتم بها ويتابعها كما تساعده على تصميم صحيفته المفضلة بالشكل الذي يروقه والقيام نيابة عنه بمهمة السكرتير  الخاص الذي يتولى جمع الأخبار والمعلومات الجديدة والمتنوعة ويصنفها بشكل منظم ومرتب ومتوافق مع ميوله واهتماماته.

بناء عالمه الصحفي الخاص الذي يطلع من خلاله الآخرون على شخصيته وميوله وقراءته واهتماماته وسيرة حياته وكتاباته وأرائه ومقالاته وانجازاته وأعماله الصحفية.

10.الاتصال بالمصادر الصحفية الكبرى من منظمات وشخصيات دولية ومشاهير ومسئولين.

  1. الحصول على الأدوات الصحفية المساعدة مثل أرقام التلفزيون والعناوين والبريد الالكتروني للمصادر الصحفية من والى صحيفته ومصادره من أي مكان وبدون تكلفة تذكر وبطريقة تساعده في بالاستفادة المثلى من البيانات المتبادلة بينهما وتوثيقها وتصنيفها.

12.الانضمام إلى جماعات صحفية وإخبارية يتبادل معها الخبرات الصحفية في موضوعات شتى وبما يساعد في تطوير مهاراته ومعارفه.

13.الاستفادة من آلاف القواميس والمراجع والموسوعات والدوريات المتوفرة على الانترنت التي تصنف معلوماتها بشكل يسهل الاطلاع عليها استكمال مقرراته التعليمية الصحفية على يد العديد من الأساتذة في جامعات متنوعة وصحفيين محترفين من صحف مختلفة بما يعمق معارفه الصحفية ويطورها بشكل دائم.

14..تطوير وسائل جمعه للمادة الصحفية وطرق التقائه بمصادره حيث يمكن عقد مؤثرات صحفية عن بعد والاتصال بهم عبر البريد الاليكتروني وعقد مؤثرات فيديو ونقاشات جماعية وغرف دردشة والاطلاع على أشكال جديدة من العمل الصحفي وعلى أفكار موضوعات مختلفة والبحث عن زوايا جديدة في معالجة القص والتقارير الصحفية.

  1. استخدام الوسائل الحديثة في التغطية الصحفية مثل التغطية باستخدام الكمبيوتر التي تتيح له جمع المادة الصحفية من قواعد ضخمة للمعلومات بشكل الكتروني عبر جهازه الخاص وتحليلها والكتابة عنها.
  2. المشاركة في الأقسام الإخبارية لصحف أخرى والاطلاع على اختياراتهم ومعاييرهم الصحفية وممارستهم وأدائهم.
  3. تطوير طرق اتصاله بقرائه وتعميق علاقاته بهم عبر الوسائل التفاعلية التي توفرها الانترنت.
  4. استخدام البريد الاليكتروني في إرسال واستقبال الرسائل الصحفية ولتجميع معلوماته خلفية عن الموضوعات الصحفية من والى جريدته، ومصادره مناي مكان وزمان وبدونه تكلفة تذكر، بطريقة تساعده على الاستفادة من البيانات المتبادلة وتوثيقها وتصنيفها.

الظواهر والقضايا الصحفية التي تثيرها الانترنت:

تثير الانترنت في علاقاتها بالصحافة العديد من القضايا المهمة مثل ظاهرة العولمة أو الكونية وتخطي الحدود الوطنية أو السيادة القومية وتهديد هويات العديد من المجتمعات الصغيرة لصالح اكتساح ثقافة وتقاليد المجتمعات الغربية كما تثير من جديد قضية التبعية الإعلامية لمصادر المعلومات الغربية، وكذلك طبيعة توظيفها وهل يتم ذلك لخدمة المجتمع أم في غير صالحه؟ وهل اختراقها للحدود جاء على حساب انتهاك خصوصية الأفراد وحرمانهم؟ وهل ينظر إليها لجمهور بوصفها وسيلة موازية للصحيفة المطبوعة، وفي أي المجالات تستخدم وهل ترتكز على المعلومات أم الترفيه، وهل هناك تأثيرات سلبية لاستخدامها؟ وهل يؤدي غياب وجود حراس بوابة على الشبكة إلى معاناة مستخدميها من خطر التزاحم ومن وجود معلومات لا قيمة لها أو معلومات مضللة أو غير مصنفه بدقة؟

كما أنها تثير تساؤلات عديدة حول تأثير الانترنت على الوظائف التقليدية للعمل الصحفي حيث قللت أهمية وظيفة الرقابة على الأخبار من قبل صحفيين حراس بوابة يقرون ما يستحق ان ينشر، وما لا يستحق كما قللت  الانترنت من أهمية وظيفة التفسير في الصحيفة حيث تكتظ بالآراء والتحليلات في قطاعات متعددة.

كما تثير ظاهرة التفاعلية الصحفية أي بين الصحفي وقرائه حيث إن الاتصال ليس عملية أحادية الاتجاه بل عملية تفاعلية، ولم يعد المستقبل متلقيا سلبيا بل يلعب دورا ايجابيا ومؤثرا في العمل الصحفي كما أصبح بمقدوره التحكم في المضمون الصحفي وهو ما يمكن ان يساعده على التكيف مع انفجار المعلومات والسيطرة عليها كما وكيفا كما تثير شبكة الانترنت قضية أخلاقيات العمل الصحفي ومدى التزامها، ضرورة التزام الدقة وتجرى الصحة وابتغاء الموضوعية، واحترام المواثيق المهنية وحقوق الآخرين، وطبيعة القوانين الصحفية التي ينبغي ان تحكم الصحفي الذي يمتد مجاله عبر الفضاء متخطيا الحدود الجغرافية والسياسية.

وهناك أربعة عناصر رئيسية تميز الانترنت عن الصحافة وهي:

السرعة: إذا سقطت طائرة أو حدث انقلاب أو اغتيال زعيم تستطيع ان تعرف هذه الأخبار فور وقوعها ولست في حاجة إلى انتظار صدور الجريدة في اليوم  التالي لمعرفة التفاصيل.

الصدقية: سحب الانترنت بساط توفير المعلومات من تحت أقدام الصحافة وأصبح يقدم معلومات وفيرة جدا.

تقويم الأخبار: تستطيع الصحافة ان تضفي أهمية ما على خبر بان تضعه في الصفحة الأولى لكن الانترنت اكتسبت صدقيه من نوع آخر وذلك بإعطائك خيارات متعددة للخبر الواحد.

التفاعلية: يتيح لك الانترنت ان تحصل على إجابات فورية عن أية تساؤلات حول أي خبر وإبداء رأيك فيه والتعليق عليه وإضافة أية معلومة مهمة عليه

التقنيات وتحرير المادة الصحفية:

ان أهم التحولات التي يمكن الحديث عنها ومتابعة مراحلها في ثورة وسائل الإعلام والاتصال هي تخص المعلوماتية وما أحدثته من تغيرات في المؤسسات الإعلامية ومن ذلك الصحافة المكتوبة التي تغير نظام عملها.

فدخول المعلوماتية إلى غرف التحرير منذ بداية الثمانينات اثر كثيرا على صناعة الصحف وأساليب الكتابة الصحفية وإمكانية الاستفادة من الطرق السريعة للمعلومات التي تعرض بواسطة الصحافة المكتوبة اليوم لقرائها صحفا الكترونية على شبكة الانترنت وهو ما يشكل من الناحية التقنية تقدما لان تقنيات الوسائط المتعددة تمكن الصفي من إرفاق الرسومات والصور والبيانات المكملة للنص كما تمكن القارئ من الحصول على أشكال مميزة لصحيفة بفضل إمكان اختيار موضوعات محددة، وبما يمكن القارئ للوصول إلى المعلومات لإتمام قراءته أو يستطيع الاتصال بكاتب المقال ليطلعه على ردود فعله، وتعليقاته ويتواصل مع قارئ آخر لتبادل الآراء.

والى جانب هذه الصحف الالكترونية يجد القارئ اليوم على الانترنت أنظمة ذاتية لبث المعلومات والأخبار وفي حين الصحف الالكترونية تحتم على القارئ ان يبحث عن الخبر أو المعلومة بآلية الإبحار (بتقنية السحب) تعتمد هذه الأنظمة على غرار الصحافة والتلفزيون التقليدين على نظام أحادي الاتجاه وتسلسل هي تدفع في الواقع المعلومات إلى الملتقي (مبدأ الدفع) الذي ما عليه إلا ان يتصل ليتلقى معلومات آنية تبعا لوقوع الأحداث وتطورها.

ولم التأثير الحقيقي على قوة انتشار الصحف مستقبلا إلا في التطور التكنولوجي للصحافة ذاتها؟ ومن اجل ذلك استعدت المؤسسات الصحفية لهذه المرحلة حيث كونت معظمها جهاز وهيئة لمواجهة المستقبل من الجانب التكنولوجي لا من الجانب الفكري فحسب، والذي ينبغي له ان يزداد تحررا واستقلالا ويشمل التطور جميع جوانب الصحافة اختيارا أو اضطرارا، وتكمن المشكلة التي تواجه صحافتنا في المستقبل القريب في نوعية المحرر الصحفي الذي يراد له مستقلا ان يكون مؤهلا للعمل على أجهزة التنضيد لتصميم موضوعه، والتدخل في إخراجه فالتطور الالكتروني في صحافة اليوم تعدى مرحلة ان التطور في مرحلة تكنولوجيا الاتصال بشكل عام تطور تكنولوجيا الصحافة بشكل خاص قد وفر الصحافة إمكانية كبيرة في أداء وظيفتها الدولية من جهة، وإيجاد وظائف جديدة من جهة أخرى ففضلا ع زيادة كفاءة الصحافة في أداء وظيفتها فقد كان للتطورات المتلاحقة في وسائل الاتصال أثرها الكبير في تطور نشاطات الصحف

مشكلات استخدام الانترنت صحفيا:

بالرغم من المزايا العديدة للانترنت فان هناك العديد من المحاذير عند تقييم مصداقية المعلومات التي يتم الحصول عليها من الانترنت لضمان القيام بتغطية موضوعية، وان المعلومات على الانترنت يمكن ان تضلل ولا يمكن التأكد من دقتها ولا معرفة مصدرها، كما ان مصادرها يمكن ان تزيف المعلومات أو تستخدم الادعاء الملفقة أو يكتفي بها بديلا من المصادر الأساسية كما تختلط بها الحقائق بالإعلانات والدعاية.

كما ان استعراض مواد الانترنت يمكن ان تستهلك وقتا كبيرا بلا جدوى بدون معرفة وقت ومكان التوقف عن البحث فالبحث عن المعلومات يقتضي تطوير المهارات البحثية لدى الصحفيين فضلا عن أنها تقوم بدور المقيم لأهمية المعلومة، ولا تقرر ما إذا كانت ذات صدقيه أم لا وما إذا كانت يجب ان تدرج ضمن المادة الصحفية أم لا، فتلك مهام تتم من قبل صحفيين مدربين فضلا عن ان المعلومات ولرسائل البريد الالكتروني للتأكيد من إنها جاءت ممن أرسلها وكذلك التأكد من نوعية المصادر المشاركة في الجماعات المحترفين غيرهم من الدخلاء على المهنة، فكلما تساعد الانترنت في تنشيط ذاكرة الصحفي وتعميق تخصصه،فأنها تضيف إلى كاهله مسؤوليات جديدة تتمثل في الفحص والتدقيق وحسن الاختيار على إشكاليات اللاعب والتحليل والتحريف، والمصادر غير الوثوق بها الأمر الذي يتطلب تنمية قدرته على التحليل والفهم والاستنتاج.

ومن ناحية أخرى يفرض الاستخدام المتزايد لتقنيات متعددة لجمع الأخبار مواجهة أنواع جديدة من مشكلات أخلاقيات العمل الصحفي مثل حق الملكية الفكرية والرسائل الصحفية المفخخة فضلا عن القضايا التقليدية المتعلقة بتوافر الدقة والعدالة والخصوصية والصحة والموضوعية.

ومن ناحية ثالثة فأن معظم المواد الصحفية والمعلومات المتوافرة على الانترنت مكتوبة باللغة الانكليزية ومعدة وفقا لمناهج الفكر الغربي وفلسفتها الصحفية والإعلامية وهو أمر يضع قيودا على انتشار استخدام الانترنت من قبل الصحفيين الذين لا يجيدونها.

الصحافة وتطور التقنيات:

منذ بداية الثمانينات يشهد مجال الاتصال الإعلامي تحولات عظيمة ناتجة خصوصا عن تطور التقنيات الإعلامية التي فرضت مفهوم الخبر المباشر، وتاليا سرعة البث وسرعة التلقي وفرضت بذلك على الوسائل الإعلامية والاتصالية ان تعيد النظر في أساليبها.

ومن أهم تأثيرات تطور التقنيات على الصحافة المكتوبة:

– إعطاء أهمية اكبر للعناصر المرئية في إخراج الصحيفة.

– تأثير الأساليب التحريرية بمميزات الحيادية والموضوعية والإيجاز لتصبح قراءة الصحفية قراءة سريعة.

إلي جانب ذلك تحدث حركة الاندماج والتكامل بين الوسائل الإعلامية التقليدية تحولا كبيراً نري منتجي برامج التلفزيون يقدمون لزبائنهم عروضاً كانت تقدمها إلي الآن الصحافة المكتوبة ، فموقع شبكة CNN الأمريكية يقدم لمستخدمي الانترنت نسخاً مفردة لصحيفة مرئية تجمع بين مميزات الصورة الثابتة،والصورة الحية والنص وهذه المبادرة لها انعكاساتها الاقتصادية لان هذه الخدمات تقدم مجانا بفضل عائدات الإعلانات والدعاية المالية عكس الصحف الالكترونية التي تشغلها جماعات الصحافة المكتوبة

وهذه التحولات كلها لا تؤكد بالضرورة اضمحلال الوسيلة المكتوبة التي من المتوقع ان تقاوم طويلا لكنها تسمح للوسيلة التقليدية بمواكبة تطور الوسائط السمعية البصرية التي تعني بالضرورة في أشكال البث والنشر.

ويرى فديريك أنطوان وبولريكو إن هذه التكنولوجيا قد تفضح حقيقة دور الصحافي الذي يدعي انه مجرد وسيط بينما هو في الواقع لا يقدم الحدث كما هو ليعيد تشكيله، فقد لعبت الصحافة دورا مهما وبارزا خلال العشرين عاما الماضية لكن المعلومات التي قدمتها للقراء قد تكون شحيحة قياسا إلى توفر المعلومات في الوقت الحاضر، واستطاعت شبكة الانترنت تحويل قوة الصحافة إلينا جميعا حيث أصبح محتوى الإخبار ومضمونها يحدد بنسبة كبيرة من قبل القارئ والمصدر وليس والمؤسسة الصحفية فالقارئ  يستطيع أن يختار قراءة الإخبار من مؤسسة صحفية معينة أو يتجاهلها.

إن هذا التطور سوف يغير طبيعة الصحافة بطريقة اخطر من اختراع التلغراف والخدمات السلكية والراديو والتلفزيون حيث يتجه إلى عالم تقترب فيه الصحافة في انجاز مهمتها من خلال تحرير معلومات إلى أناس هم في حاجة إليها لإصدار أحكامهم واتخاذ قراراتهم.

العناصر المرئية في الصحافة:

في السنوات العشر الأخيرة توسعت معظم الصحف في استخدام النظم الاليكترونية الحديثة مثل نظم إرسال النصوص المرئية وهي نظم تجمع بين شاشات التلفزيون من جهة وأجهزة الكومبيوتر والتلفزيون والأقمار الاصطناعية من جهة أخرى وهي تقوم على الإرسال في اتجاهين.

ولقد بدأ الاستخدام الفعلي لهذه الأنظمة المتقدمة في نقل الإخبار منذ عام 1976 حيث استخدمتها وكالة U0P لتغطية اولمبياد مونتريال، وتغطية انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام نفسه، وقد انتقل استخدام هذه النظم المتقدمة في نقلا لأخبار من وكالات الإنباء العالمية إلى الصحف الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية ثم غرب أوربا ثم انتقلت بعد ذلك إلى بعض الدول النامية التي كانت بعيدة عن هذه النظم المتقدمة في الاتصالات الصحفية لضعف البنية الأساسية الاتصالية التي تتيح استخدام مثل هذه النظم فاستخدمتها جريدة الشرق الأوسط التي كانت تصدر في لندن وجدة والرياض والظهران وباريس والقاهرة والرباط ونيويورك في الوقت نفسه عن طريق نقل صفحاتها كاملة بواسطة نظام (إرسال النصوص اللاسلكية) وقد تبعتها في ذلك صحيفة الأهرام المصرية التي تصدر طبعات عديدة دولية من لندن وباريس ونيويورك

وإذا كانت تكنولوجيا الاتصال المتطورة قد أضافت إمكانات جديدة أسهمت في تطوير الصحافة فان هذا التطور ولاسيما في مجال الإذاعة والتلفزيون قد اوجد العديد من الصعوبات أمام الصحافة فهي تعاني من انخفاض عوائد الإعلانات التي باتت تفضل الإذاعة والتلفزيون وبخاصة بعد دخول عصر البث المباشر الدولي عن طريق الأقمار الاصطناعية.

التطورات الحديثة في مجال النشر:

ان أكثر أهمية وإثارة في مجال التكامل بين الفيديو والنشر المكتبي (D.T.P) Desk Top Publishing فقد أتاحت أوجه التقدم الحديثة في آلات المسح الضوئي وشاشات أجهزة الفيديو القيام بتضمين صور الفيديو داخل مستند بطريقة أيسر من ذي قبل وتتيح أجهزة الفيديو الرقمية للمستخدمين القيام بتحرير صور الفيديو ومعالجتها، وإضفاء التأثيرات الخاصة عليها وذلك من خلال تحويل الصور ذات الإشارة التناظرية analog إلى شكل رقمي Digital يمكن معالجته ويمكن القول انه مع دخول نظام النشر المكتبي إلى أقسام الكمبيوتر في الصحف، ولا سيما في دول أوربا والولايات المتحدة الأمريكية كانت هنالك أنظمة وسيطة مهدت الطريق لدخول  الأنظمة الجديدة إلى مطابع هذه الصحف مثل آلات المسح الضوئي الصغيرة عالية الجودة وبرامج معالجة الصور وشاشات توضيب الصفحات وتصميمها، وأجهزة الكمبيوتر الصغيرة كما كانت مخرجات هذه الأنظمة يتم الحصول عليها مباشرة على أفلام حساسة مما خلق حلقة وسيطة متمثلة في الأنظمة الالكترونية في مرحلة ما قبل الطبع، والتي مهدت الطريق لأنظمة النشر المكتبي التي تعد الركيزة الأساسية التي تركز عليها الثورة الراهنة في مجال النشر الالكتروني.

ان مصطلح النشر المكتبي بصفة أساسية إلى تكنولوجيا الحاسب الآلي التي تسمح لمستخدم بان تصبح لديه ملفات تضم النصوص والإطارات والصور والرسوم في مستند واحد بجودة عالية.

ولقد بدأت ثورة النشر المكتبي عام 1984 مع ثلاثة شركات قامت بأحداث تغييرات هائلة في صناعة الكومبيوتر وهذه الشركات هي مؤسسة أبل للكمبيوتر (Apple Computer Inc) والدوس (Al dos) وادوب (Adobe) فقد طورت ابل كومبيوتر ما كنتوش وقد زودته بفأرة Mouse وطابعة ليزرية وقدمت شركة الدروس برنامج (Page Maker) لتصميم الصفحات تضمنها الطابعة الليزرية لإنتاج إشكال الحروف المختلفة والنصوص والعناصر الغرافيكي

الثورة المعلوماتية والصحافة:

شهد النصف الثاني من القرن العشرين ثورة الاتصال الخامسة حيث يمكن تمييز تطور الاتصال من خلال خمس ثورات أساسية تتمثل الثورة الأولى في تطور اللغة، والثورة الثانية في الكتابة واقترنت الثورة الثالثة باختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر على يد العالم الألماني غوتنبرغ 1495م وبدأت معالم ثورة الاتصال الرابعة في القرن التاسع عشر من خلال اكتشاف الكهرباء والموجات الكهرومغناطيسية والتلغراف والهاتف والتصوير الضوئي والسينمائي. ثم ظهور التلفزيون في النصف الأول من القرن العشرين أما ثورة الاتصال الخامسة فقد أتاحتها التكنولوجيا في النصف الثاني من القرن العشرين خلال اندماج ظاهرة تفجر المعلومات وتطور وسائل الاتصال وتعداد أساليبه

ولكي نحدث تغييرا جذريا في المسار التاريخي لابد ان نستوعب عناصر التغيير الفعال وخصوصا التي تؤسس طريق المستقبل وبشكل اخص العناصر المستحثة، ومن هذه التحديات التاريخية الجديدة ظاهرة المعلوماتية التي فرضت نفسها كعنصر حاسم في صياغة المستقبل.

وبأ العالم يأخذ منحنى تطويريا أساسه العلم والمعرفة حتى القرن والواحد والعشرين الذي شهد ثورة معرفيه كبيرة أساسها وعمادها ومادتها المعلومات لا غير، حيث أصبحت السلاح الذي يتيح لمن امتلكه القدرة والسيطرة على العالم لان هذا القرن هو خلاصة مركزة لتطور التراكم العلمي والمعلوماتية والمعرفي لتاريخ البشرية ويرى الفن توفلر إن القوة في القرن الواحد والعشرين لن تكون في المعايير الاقتصادية أو العسكرية ولكنها في عنصر المعرفة حيث يؤكد في كتابه تحول السلطة: ان المعرفة بصفتها وسيلة تختلف عن كل الوسائل الأخرى كونها لا تنضب، ويمكن استخدامها بأفضل شكل لتعطي الأفضلية بإستراتيجية وتكتيك هادئ، وان خطورة المد المعلوماتية الجديد تنبع من قدرته على استحواذ القنوات والأدوات التي تصنع ثقافة الفرد، وتستحوذ على بنيته المعرفية وتتحكم في سلوكه وتوجهاته، وأهدافه، وبعبارة موجزة فإنها تسترقه في القطيع الالكتروني الذي تقوده قلة ونخبة تستحوذ على معظم موارد العالم

وان التحولات التاريخية الكبيرة لها دور انعطافي في التطور البشري، والتقدم لحضاري ولكن تحولات القرن العشرين هي شي أخر منعطفا ته إذا استخلص هذا القرن كل تجارب التاريخ واستجمع خبراته وبدأ حركة تصاعدية بلغت ذروتها في نهاياته وبدء إطلالته على القرن الواحد والعشرين، والتقدم التقني والمعلوماتية في الاتصال كان علامة هذا العصر التي طرحتها مبتكروها كمرحلة انتقالية حاسمة في حياة البشرية.

واستطاعت هذه التقنية أن ترفع الحواجز وتقرب المسافات إلي حد جعل العالم شاشة صغيرة تمتد عبر شبكة معقدة من الاتصالات، وهذه التقنية قد ولدت وتولد مفاهيم جديدة لأنها قد قاربت بين البشر والأمم إلي حد التفاعل الشديد والسريع بحيث خلقت حالة تداخل شديدة بين الأفكار والثقافات فأصبحت أهم عمليات العولمة ومسحتها المميزة هي المعلوماتية

والمقصود بالمعلوماتية ليس نقل المعلومات وتيسرها لأوسع عدد من الأفراد والمؤسسات فحسب وإنما الفرز المتواصل بين من يولد المعلومات(الابتكار) القدرة علي استغلالها بمهارة. وبين من يستفيد منها بمهارات محدودة.

ومع تزايد وتيرة نمو المعلومات وتقدم أدواتها التكنولوجية يعتقد البعض ان العالم سيصبح أكثر ديمقراطية، وان الاستبداد في طريقة للانحسار وهذا مايبشرون به من خلال العولمة والاندماج العالمي حيث القضاء علي أشكال التنوع والتعدد واستحالة المنافسة مع بقاء التنافس منحصراً في يد قلة من ملوك المال والإعلام والمعلومات.

وتشير الأقلام إلي أن اندماج الشركات الكبرى وتكتلها يزداد يوما بعد يوم أخر ليصل إلى الاحتكار المطلق للإعلام والمعلومات، حيث بدأ عدد الشركات المسيطرة على الإعلام في الولايات المتحدة بالانكماش من50 شركة عام 1984 ثم إلى 23 شركة عام 1993، وما ان حلت سنة 200 حتى استقر العدد على عشر شركات وهو ما يقودنا إلى استنتاج إلى أن العالم يتجه إلى مزيد من السيطرة المطلقة للأقلية المستبدة التي تحكم بقرارات العالم الإعلامية والسياسية والاقتصادية حيث تتحكم بمصادر المعلومات من إنتاجها وصناعتها وتسويقها

تقنية الاتصال السريع وصناعة المعلوماتية:

ان أساس ظهور المعلوماتية وتحولها إلى قوة العصر يرتكز أساسا على تطور تقنيات الاتصال وسرعتها بحيث أصبحت السلطة في صناعة الأحداث وبناء السياسات وإسقاط الأنظمة وتوتير الاقتصاد وانهياره والتهام الثقافات وتعليب العقول فللمعلوماتية عبر أدواتها الاتصالية وإخطبوطها الإعلامي القدرة على صناعة الواقع الوهمي حسب توجهات النخبة المسيطرة الاقتصادية والفكرية للاستشارة والتحكم والسلطة ذلك إن القدرة على رسم حدود الواق5ع هي القدرة على السيطرة، وان عملية نقل المعلومات هي السلطة المعلوماتية هي القدرة على استثمار سرعة الاتصالات لإيصال معلومات مجهزة مسبقة لأهداف معينة وهنا يمكن جوهرة ظاهرة المعلوماتية باستغلال لفراغ الذي يخلفه ملتقي الرسائل بالاتصال السريع عندما يفقد الوقت اللازم لاستيعاب الرسالة وهضمها

اى إن الاتصالات التي هي عصب عصر المعلومات،وعملية الاتصال تتطلب في الأساس مرسلا ومرسلا إليه، وقناة اتصال ومن شأن اعتماد وسائل الاتصال بالغة السرعة ان نجعل المعلومات تنتقل عبر قناة  الاتصال في مدة وجيزة جدا تؤدي إلى وضع المرسل والمرسل إليه وجها لوجه، وبالتالي انهيار عوامة المعلومات التي عرفها المختصون  أنها الوقت الذي تستغرقه المعلومات في قناة الاتصال فتقنية الاتصالات وسرعتها وقدرتها على إيجاد التواصل المادي بين البشر وضعتها في مقدمة الأولويات الثقافية والاقتصادية، بحيث أصبحت المنبر الثقافي والتعليمي حتى أصبح ممتلكو هذه الوسائل المعلوماتية هم الذي يضعون المعلومة يوسمون واقعا خياليا ليتحكموا بتأثيراته على المتلقي.

الإعلام والمعلوماتية:

لم يعد الإعلام مجرد وسيلة نقل ولكن أصبح مصدرا لمعلومة، وبات قادرا على صياغة رؤية خاصة للعالم ندخل إلى لا وعي المشاهدين، إذ كانت الماكينة المعلوماتية أصبحت العصب الحيوي الذي يتنفس منه العالم أفكاره وتحركاته وفعالياته كافة فلقد أصبحت العاب الواقع الافتراضي في طريقها لان تصبح أكثر من مجرد وسيلة لترفيه أنها تتحول إلى جزء حيوي من الثقافة الجديدة لدى الشباب.

ان مبعث الخطورة ينبع من كون أدوات المعلوماتية في يد قلة من الأباطرة الذين احكموا سياستهم ونفوذهم، ويفرضون من يريدون على العالم فشركة مثل شركة (Alto leg) التي تعد إحدى اكبر شركات الاتصال بعيدة المدى في العالم تقدر ان ثمة ألفين أو ثلاثة ألاف شركة عملاقة تحتاج إلى خدماتها العالمية ويوجد حسب إحصاءات منظمة الأمم المتحدة 35 ألف شركة كبيرة عابرة للأوطان ترتبط بها 150الف شركة تابعة، وقد اتسعت تلك الشبكة بحيث يقدر ان المبيعات مابين الشركات التابعة التي تنتمي للمجموعة نفسها صارت تمثل ربع التجارة العالمية، وهذه البنية الجماعية التي تشهد عز نماؤها لم تعد مرتبطة بأحكام الدولة والأمة وهي تمثل عنصراً أساسيا من نظام الغد العالمي.

إن ثورة المعلومات فتحت أفاقا واسعة للعثور على رؤى جديدة عجز عنها السابقون لافتقارهم لتلك التقنيات، ولكن السؤال يبقي محيرا كيف يستطيع الإنسان أن يتعامل مع هذا الاجتياح ألمعلوماتي بشكل موضوعي وعقلاني ونقدي وما الذي سيفعله الشخص العادي وهو يجد نفسه ليس في مواجهة 50 قناة فقط بل ألافا من  أفلام السينما والعروض المختلفة وكيف سيواكب مئات القنوات من التلفزيون التفاعلي، وخدمات التسوق وكلها تتزاحم لجذب انتباهه.

ومن ملامح هذه الظاهرة أباطرة المعلومات فقد ظهر في خضم هذه الأعاصير المعلوماتية رجال من نتاج الرأسمالية وأصبحوا يسيرون العالم بصناعتهم للأحداث وتسويقهم التجاري من أدوات الإعلام والمعلومات مثل بيل غيتس الذي يعد أغنى رجل في العالم وصاحب اكبر شركة للحاسبات أنتجت نظام تشغيل تعتمد عليه معظم الأجهزة الكومبيوترية في العالم ومثل (روبرت مردوخ) ذلك اليهودي الاسترالي المجنس بمجموعة جنسيات عالمية الذي بدأ حياته العلمية عام 1952م وكان عمره وقتها 21عاما حي ورث عن أبيه جريدتين محليتين في استراليا،لكنه انطلق ليصبح إمبراطور الإعلام العالمي حين سيطر على 70% من الصحف الاسترالية وبدأ منذ عام 1969 بالتوجه إلى بريطانيا حيث اشترى صحف (التايمز والصن) ثم اصدر (صنداي تايمز ونيوز أوف ورلد) واستولى على محطة (بي سكاي) التي تضم 40 قناة ثم محطة (جراند سكاي) التي تضم 7 قنوات ثم (بريميو شانلز) واتجه بعد ذلك إلى كل العالم، ففي اليابان يمتلك محطة (جي سكاي) وفي الصين قناة (فونيلس) وفي الهند قناة (السكاي بي) وفي اندونيسيا (تلفزيونات اندونيسيا) وقناة في جنوب إفريقيا وقناتين في البرازيل والمكسيك وفي أمريكيا يمتلك مجموعة قنوات فوكس القرن العشرين فوكس 2000، حيث يسيطر على 25 قناة تغطي 40% من مشاهدي التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن امتلاكه لجريدة (الواشنطن بوست) ودار النشر (برر كولتيز) وفي استراليا فان إمبراطورية مردوخ قد توقفت إلى 269 جريدة يومية ومحطة تلفزيونية بها 34 قناة وقد قال عنه تيدتيرنر احد أباطرة المعلومات أيضا لا تسمحوا لدخول هذا الرجل إلى بلدكم فهو يريد السيطرة على جميع محطات التلفزيونات في العالم يريد التأثير على كل الحكومات.

ويذكر صاحب كتاب احتكار الإعلام  أن طبقة تمثل 1% من الناس تمتلك آسهما في أجهزة الإعلام في عام 1983 كانت أغلبية ملكية الشركات محصورة في خمسين شركة، وفي عام 1997 تقلصت الشركات المسيطرة على الإعلام إلى عشر شركات، وعندها تسيطر مجموعة قليلة من الأشخاص هم رؤساء شركاتهم على أكثر من نصف المعلومات والأفكار التي تصل إلى 220 مليون أمريكي، ومن خلال امتلاك الإعلام والسيطرة عليه فان ما يتراوح بين 30-50 مصرفا وما يتراوح بين 10-50 شركة إعلامية تسيطر على العالم على صنع وتحطيم السياسيين والحكومات.

ومع ثورة المعلومات وسيطرة الاتصال الالكتروني وانتقل المجتمع العالمي من مجتمع صناعي إلى مجتمع (تواصل) أو مجتمع معلومات ويعود السب في انتقال الإنسان من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي إلى اكتشاف ومن اختراع الحاسوب في النصف من القرن الماضي حيث بدأت ملامح مجتمع ما بعد الصناعة.

التقنية الرقمية:

لقد كان احد الأهداف الرئيسية وراء تطوير الحاسبات في مجال الاتصال هو الخروج من طبيعة وسائل الاتصال الجماهيري (صحافة- إذاعة- تلفزيون) ذات الاتجاه الواحد من المصدر إلى الملتقي إلى وسائل أكثر فاعلية بين مصدر المعلومات والملتقى، ولا أدل على ذلك من استخدام الحاسوب في العملية التعليمية والفيديو ديسك والفديوتكس (المعلومات المرئية-) الألعاب المرئية والعزوف مؤقتا عن التلفزيون عالي الكثافة إلى ضرب جديد من التلفزيونية الرقمية في الإرسال مؤشر على ظهور التلفزيون الرقمي التفاعلي (صورة صوت انقي واصفي) مع إمكانية تبادلات تفاعلية لاتحد لها بين المرسل والمتلقي إلى جانب استخدام الحاسوب في الإذاعة والصحافة حيث يمكن القفز على مرحلتين في إعداد الجريدة وهي الطباعة واستخدام الورق مما جعل الحديث عن الصحافة الالكترونية والمجتمع اللاورقي من مميزات مجتمع التواصل

أن تربط التلفزيون والحاسوب والتلفزيون إلى جانب البث المباشر عن طريق الكبل خلق آلات تفاعلية مركزة على المعالجة، ولان الكمبيوتر رقمي فقد لزم تحويل كل ما يقدم إليه إلى أرقام وترتكز عملية الرقمنة على أساليب من ترقيم أو تشفير حيث يعطي لكل حرف رمز رقمي، وأسلوب التبسيط كتحويل الصور إلى نقاط متراصة، وكذا الألوان وأسلوب التوصيف حيث يتم تمثيل الأصوات اللغوية بترددات معينة.

ان الرقمنة الرقمية حسنت من خدمات الاتصالات والتلفون فالإشارة الرقمية اقل تعرضا للضوضاء والتشويش والتداخل من الإشارة المستمرة، مما أدى إلى تحقيق معدلات عالية لتتدفق البيانات عبر شبكات الاتصال واد إلى تصغير المعدات وانخفاض كلفة الدائرة الاتصالية.

وأدت الثورة التقنية وانصهارها مع الإعلام إلى جلبي الكثير من الصحف إلى البيوت عبر الكابلات الستلايت وان شبكة الانترنت وضعتنا على اتصال مباشر مع أي مكان في العالم، وسمحت بكمية لا تحصى من تبادل المعلومات ونقلها.

وعلى سبيل المثال يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 1700 صحيفة يومية والآلاف من النشرات الأسبوعية و9000 محطة إذاعية 1000 محطة تلفزيونية و7 مراكز إنتاجية رئيسة 2500 دار نشر للكتب وان معدل الوقت الذي يقضيه الأمريكيون في متابعة الإعلام هو 3400 ساعة سنويا

إن سمات ثورة المعلومات الراهنة كما يراها الدكتور العسافين هي:

أولا: أن الثورة الراهنة تجنح نحو العالمية أو محاولة توحيد العالم في سياق واحد كما تعمل على إزالة الأثر التقليدي للتمايز الجغرافي وللحدود السياسية التي كانت تشكل ضمانة وشرطا وعاملا ومستقبلا في تكوين الحياة والعمل.

ثانيا: ان التدويل المتزايد للمجال الإنساني يرتبط بالتفاوت النوعي في الوقت الذي تخضع الإنسانية للتأثيرات الثقافية والمادية والاقتصادية نفسها، بحيث ان أي تبدل في مكان ما يؤثر على الجميع فان توزيع إمكانيات ووسائل النمو يتفاوت يوميا بعد يوم مما يخلق نوعا من الاحتكار الشامل لعناصر التقدم من قبل البعض  ونوعا متفاقما من التهميش الإنساني للبعض الذي يكاد يشمل الآن القسم الأعظم من الإنسانية.

مهما كانت المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي ستحدث فان ما لا يمكن تصوره مجئ وقت لا يوجد فيه أولئك الذين يكرسون وقتهم لمعرفة ما يحدث ولنقل المعلومات إلى الآخرين مع شرح مناسب لمغزى هذه المعلومات.

وفي الوقت الذي ازداد فيه عدد سكان العالم وأصبح ممكنا زيادة جميع أنحاء الكون خلال بضع دقائق، فان المشاكل والمناطق التي تثير الاهتمام والتي لابد لصحفي المستقبل من الاهتمام بها سوف تتضاعف مرات عدة، ويستمر تعقيد وتداخل شتى جوانب الحياة البشرية في زيادة وتوسيع كل من فرص ومسؤوليات كل من جامعي وموزعي الأخبار، وسوف لن تشكل أي خلاف الطريقة التي تستخدم في المستقبل لتوزيع الأخبار بدلا من المناديب في المدينة وكتابة الرسائل الإخبارية والحمام الزاجل أو البرق أو الهاتف والصحافة المطبوعة أو المرئية أو الإذاعية أو التلفزيونية

ويصبح من المؤكد حقيقة تزايد الحاجة في المستقبل إلى صحفيين أفضل لنقل وتحرير الأخبار في العالم أكثر مما كانت هذه الحاجة في الماضي، وبالتالي فان المؤهلات المطلوب توافرها في أولئك الذين يدخلون في مجال العمل الصحفي سوف تتزايد تماما عما كانت عليه، وان مسالة التطوير والتحسين في نوعية الجهاز في الصحافة ستستمر كونها ضرورة عمل، حيث ان الصحافة الكفء والقادرة والمسؤولة هي الصحافة التي تستطيع مواكبة التطورات التكنولوجية واستيعاب ما يؤمن لها الاستمرارية والتطور ومواكبة متطلبات العصر

ومهما كانت الوسائل الالكترونية التي سوف يتم تطويرها ليستخدمها رجل الاتصال فان الحاجة سوف تبقى ملحة للتسجيل الدائم، وهذا يعني انه سوف يبقى دائما هنالك أكثر من مبرر لبقاء الصحافة المطبوعة فعلى الرغم من أن التكاليف الضخمة لإصدار الصحف قد أدت إلى تخفيض عدد الصحف اليومية في الولايات المتحدة الأمريكية من2600 صحيفة إلى 1750صحيفة خلال نصف قرن تضاعف فيه عدد السكان فان توزيعها الإجمالي بلغ ذروته وهي ستون مليون نسخة، فيوميا هنالك 150 مليون أمريكي يقرؤون الصحف.

ومع دخول وسائل الإعلام عامة الصحافة المطبوعة خاصة في عصر المعلومات بما فيها من تطورات كبيرة في مجال استخدام أدوات تكنولوجيا وطباعة حديثة وتنوع مصادر المعلومات الصحفية لاستحداث أشكال من الأساليب إلا أنها تواجه تحديات عديدة في ذات الوقت منها:

  • أ‌- كيفية مواكبة هذه الثورة المعلوماتية في ظل توفر وسائل كثيرة تحاول جذب جمهورها من القراء.
  • ب‌- تعاظم تكلفة الصحيفة الورقية اليومية.
  • ت‌- تكاثر الأعباء الإدارية والتنظيمية.
  • ث‌- الحاجة إلى تكوين كوادر إعلامية مؤهلة لقيادة العمل الصحفي.
  • ج‌- التدفق الهائل للمعلومات يجعل من الصعوبة التميز بوضع المعلومات الصحيحة بيد القارئ.
  • ح‌- صعوبة مواكبة أحداث التطورات التكنولوجية وتقنيات العصر لاستخدامها في إنتاج الصحيفة اليومية.
  • خ‌- تكاثر الوسائل الإعلامية
  • د‌- تزايد استخدام الانترنت ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية في إتمام العمليات الاتصالية.
  • ذ‌- ظهور الصحافة التي تستقطب جزءا من قراء هذه الصحيفة.

صناعة الصحف:

ان تطورات تكنولوجيا الاتصالات الالكترونية في مجال صناعة الصحافة شملت أساليب جميع المواد التحريرية والتصوير الميكانيكي والطباعة وفصل الألوان ولقد مرت الصحافة بمرحلتين هما الجمع الساخن (اليدوي)، والجمع البارد (التصويري عن طريق الكومبيوتر)ويفضل الجمع التصويري الذي يستعمل الألياف الضوئية، فان كمية الإنتاج تضاعفت مرات عديدة مع تنوع استخدام أنواع الحروف والأحجام.

لقد كانت السرعة القصوى عند الجمع الساخن لا تتجاوز ثلاثة اسطر في الدقيقة الواحدة وأصبحت تصل عن طريق الجمع التصويري إلى ألفي سطر في الدقيقة فضلا عن ان كفاءة التخزين فيها تصل إلى 80 مليون حرف مسجلة على الأقراص الممغنطة، مما يسهل معه استرجاع المواد والمعلومات وتصحيحها وتعديلها بواسطة تحكم الحاسوب.

ولقد شهدت طباعة الصور تطورا مذهلا فتحولت الصورة العادية إلى مجموعة من النقط كذلك الأمر مع فصل الألوان، فهناك نظام متكامل يتكون من ماكينة فصل الألوان وحاسوب ومجموعة أقراص ممغنطة ووحدة تلفزيونية ولقد استطاعت صناعة الصحف بهذه الطريقة المعتمدة على الحاسوب وتكنولوجيا الاتصالات وبخاصة الأقمار الاصطناعية أن تقدم للجريدة وللقارئ خدمة الجودة  مع توفير السرعة والوقت في ان واحد.

ولقد استفادت الصحف العربية من هذا الانجاز التكنولوجي وعمدت بعضها إلى طبعات دولية تعد بلندن وباريس وتطبع في أماكن مختلفة فهناك الأهرام والشرق الأوسط والقبس والسياسة والحياة وغيرها.

وهنالك طريقتان لنقل  صفحات الصحف واستقبالها في مكان أخر ما:

طريقة المسح Scanning.:

طريقة التخزين لحروف المقالات في صور رقمية على أقراص صلبةHard disk يتم إرسالها عن طريق الأقمار الاصطناعية إلى جهاز Image Setter ينتج فيلما (بروما يد) صالحا لإنتاج ألواح طباعيه، ينتج عنها صفحات مماثلة للصفحات المنقولة.

وتستغرق هذه العملية في الإرسال من 3الى 7 دقائق بحسب كمية الصور وكمية ضغط المعلومات المستخدمة فيها.

تكنولوجيا الحاسبات الالكترونية:

الكمبيوتر هو آلة اليكترونية مرئية يتم تغذيتها بالبيانات (مدخلات) فتقوم بمعالجتها وفقا لبرامج موضوعة مسبقا (المعالجة) للحصول على النتائج المطلوبة، والتي تخرج (مخرجات) في أي شكل من أشكال المخرجات مثل شاشة العرض في صورة في شكل جدول البيانات.

وقد مرت الحاسبات الالكترونية خلال تطورها بالمراحل  الآتية:

ظهر الجيل الأول من الحاسبات عام 1946 من خلال العلماء “جون موشلي” و”ايكارت” و”جولد شياني” وهو الحاسب ثم تكونت لإنتاج الحاسبات على المستوى التجاري باسم Univac.

ظهر الجيل الثاني من الحاسبات الالكترونية في أوائل الستينات بعد استخدام عناصر الترانزيستور في بناء دوائر الأجهزة الحاسبة كبديل لاستخدام الصمامات المفرغة Vacuum Tube.

أدى استخدام الدوائر الالكترونية  Integrate Circuits  إلى ظهور الجيل الثالث من الحاسبات  الالكترونية فيعام1969.

ظهر الجيل الرابع من الحاسبات خلال عقد السبعينيات بعد ان تطورت الدوائر الالكترونية المتكاملة بسرعة كبيرة، وبعد تطويع المواد فوق الموصلة وأشباه المواصلات الحرارية Semiconductor.

ظهر الجيل  الخامس من بداية الثمانينات ويطلق عليه الحاسب الشخصي Personal Computer وهو يتمتع بصغر الحجم وسهولة التشغيل والربط من خلال وسائل  الاتصال العادية مثل التلفزيون والتلفون.

ويتكون الكمبيوتر من الأجزاء  الآتية:

أولا: أدوات الإدخال لحاسب

ثانيا: وحدة المعالجة المركزية

ثالثا: وحدة التخزين (ذاكرة الحاسب)

رابعا: أدوات الإخراج

استخدام الحاسب الالكتروني (الكمبيوتر) في مجال الصحافة:

يتيح استخدام الحاسب تطبيقات عديدة في مجال الصحافة وذلك على النحو الأتي:

أولا معالجة لكلمات:

لقد أمكن استخدام الكمبيوتر في نظم معالجة الكلمات لإغراض الكتابة وتحرير النصوص في مكاتب العمل وتعد معالجة الكلمات الوسيلة العصرية في استخدام الآلات الكتابة التقليدية، ونظم معالجة الكلمات في أجهزة الحاسب هي عبارة عن برنامج خاص لتمكين المستخدم من تنسيق النص وتحريك الكلمات والجمل من مكان إلى أخر وشطب وإضافة المعلومات المطلوبة على شاشة الجهاز باستخدام لوحة المفاتيح ويمكن تخزين النص عل قرص ممغنط وحفظه لحين الحاجة، فيطبع أو يعدل وتضاف إليه معلومات جديدة.

ثانيا: النشر المكتبي:

تستخدم أجهزة الحاسب الإلكترونية الآن في إنتاج صفحات كاملة من الصحف مزودة بالعناوين والنصوص والرسوم، ويتيح ذلك للمخرج الصحفي ان يعيد نسخة الصفحة على شاشة المراقبة بالشكل الذي يريده مطبوعا على الورق، كما يستطيع إجراء أية تعديلات على شكل الصفحة ومحتواها بسهولة وتسمى الصورة الناتجة على الشاشة WYS/WYG ومعناها ان الصورة التي نراها على الشاشة هي نفسها الصورة التي نحصل عليها على الورق المطبوع.

ثالثا: تصميم الرسوم:

غيرت  الحاسبات الالكترونية من طريقة أداء الناس لرسوم التقنية فمن خلال استخدام نظم تصميم الرسوم (CAD) يتم ابتكار الرسوم وتخزينها وتغييرها بشكل أسهل من السابق، وتستخدم هذه الرسوم في وسائل الاتصال من خلال عرض خرائط الطقس والرياح ورسم الخرائط وتحديد المناطق الجغرافية وغيرها من الرسوم التي تستخدم في الأخبار.

رابعا: البريد الالكتروني:

وهناك أيضا الكمبيوتر في البريد الالكتروني وهي وسيلة تقنية تشمل على معدات ووسائل اتصال تسمح بإدخال وتخزين وتوزيع الرسائل والبيانات من مكان إلى أخر في أي مكان من العالم وذلك باستخدام خطوط الهاتف أو موجات الراديو أو الألياف الزجاجية أو الأقمار الاصطناعية في الطرف المستقبل محطة حاسب يمكنها إخراج البيانات المستقبلية على طابعة أو خزنها في أجهزة لاستخدامها عند الحاجة.

خامسا: الاتصال  المباشر بقواعد البيانات:

تشكل قواعد البيانات ذات الوصول المباشر On- Line جزاء مهما من برامج تطبيقات الكمبيوتر ونقلها، حيث من الممكن اليوم البحث في قواعد البيانات الالكترونية بطريقة تفاعل تحاوريه عن طريق منفذ Terminal للاتصال بالحاسب الالكتروني وأحيانا يكون هذا المنفذ على مسافة الأميال ممن الحاسب الالكتروني المركزي.

وللاستفادة من هذا البرنامج يجلس المستفيد إلى منفذ متصل بالحاسب الالكتروني المركزي عن طريق خط هاتفي عبر شبكة الاتصال عن بعد وبإمكان المستفيد بوساطة هذا المنفذ الاتصال بالمئات من قواعد  البيانات وبذلك يكون المستفيد (على الخط) مع برنامج استرجاع المعلومات بالطريقة نفسها التي يكون فيها أي إنسان (على الخط) عندما يتحدث مع إنسان أخر هاتفيا.

سادسا: النشر الالكتروني:

النشر الالكتروني عبارة عن إصدار أو بث أو طرح الكلمة المكتوبة لتداول بالوسائل الالكترونية فإذا ما جمعنا جانبي الصناعة والبث معا فإن النشر الالكتروني يعني استخدام الناشر للعمليات المعتمدة على الحاسب الالكتروني التي يمكن بوساطته الحصول على المحتوى الفكري وتسجيله وتحديد شكله وتجديده مناجل بثه بطرق واعية ويرتبط النشر الالكتروني بعدد كبير من التقنيات كالبرق والتصوير الضوئي والهاتف والحاسبات الالكترونية والأقمار الاصطناعية وأشعة الليزر إلا أن النشر الالكتروني اكثرمن مجرد نقل الحروف إلى شاشة العرض أو إلى آلة طابعة وهو أكثر من تنضيد الحروف بل أكثر من مجرد وسيلة لاختزان الوثائق واسترجاعها فالنشر الالكتروني يكفل إمكان توفير كميات كبيرة من المعلومات في متناول المستفيد وبشكل مباشر.

وتعد الحاسبة الالكترونية بالنسبة للنشر الالكتروني أكثر من مجرد أجهزة للاختزان والتوزيع فهي تمنح الناشر القدرة على الارتقاء، ويمكن ان تستخدم في تنظيم وإعادة تنظيم جميع أنواع المعلومات سواء على الخط أم على أقراص وأشرطة ومصغرات فيلمية.

سابعا: النشر الشبكي

ويقوم على استخدام شبكات المعلومات وبنوكها في نشر الكتب والدوريات العامة والمتخصصة- خاصة الدوريات العلمية- وتوزيعها للمشتركين عبر منافذ خاصة بكل مشترك بحيث تصل المعلومات مباشرة إلى المشترك في الشبكة عبر لنهاية الطرفية لحاسب الالكتروني الخاص به في منزله أو مكتبه.

تكنولوجيا الصحافة:

يقصد بتكنولوجيا الصحافة التطبيق العملي للاكتشافات العلمية في مجال الصحافة وتكنولوجيا الصحافة بالضرورة جزء من تكنولوجيا  الإعلام.

فتكنولوجيا الصحافة شديدة تعني مجموعة المعارف والبرامج والخطوات والأدوات التقنية والتكنولوجيا التي يتم من خلالها تحقيق ما يلي:

جمع البيانات والمعلومات من مصادرها وتوصيلها إلى مقر الصحيفة أو توصيلها إلى المندوب أو المحرر الصحفي أيا كان وتلعب الحاسبات الالكترونية باندماجها مع الاتصالات السلكية و اللاسلكية والأقمار والألياف البصرية وأشعة الليزر دورا أساسيا في تحقيق ذلك، ولعل مثال ذلك  الكمبيوتر المحمول وشبكات الحاسب.

تخزين المعلومات بشكل منظم يسهل معه استرجاع ولعل بنوك المعلومات وشبكاتها ومراكز المعلومات الصحفية التي تستعين بأقراص الليزر المدمجة وشبكات المعلومات المحلية والدولية ابرز نماذج لدور الحاسبات في هذه العملية التي يطلق عليها التوثيق الالكتروني للمعلومات الصحفية.

معالجة المادة الصحفية المكتوبة والمصورة والمرسومة تحريرا أو اخرجا وتجهيز الطبع وتتم الآن على شاشات الحاسب الالكتروني من خلال برامج النصوص والصور والرسوم جاهزة لكي تنتقل مباشرة على السطح الطابع.

نشر المادة الصحفية وتبادلها في أكثر من موقع في الوقت نفسه من خلال أنظمة النصوص المتلفزة (قنوات المعلومات المرئية) التفاعلية والأحادية،أو من خلال الصحف الالكترونية اللاورقية، أو من خلال طباعة الصحيفة في أكثر من مكان داخل البلد الواحد في الوقت نفسه، وكل ما سبق يتركز على الحاسبات الالكترونية.

ولمراجعة التحديات التي تواجها الصحافة في ظل ثورة المعلومات وتقنياتها يجب العمل على بحث قضايا مشتركة منها:

  • أ‌- العمل على تعزيز سبل العمل الصحفي في ظل التحديات التي تواجها
  • ب‌- ان التقدم التكنولوجي في مجال الطباعة و الإنتاج الصحفي تتطلب مواكبة احدث تقنياته.
  • ت‌- تبادل الخبرات بين المؤسسات الصحفية وتكوين مراكز استشارية بحثية صحفية لمعرفة آخر المستجدات في العمل الصحفي.
  • ث‌- إنشاء مركز تدريبي للصحفيين لتزويد العاملين في الحقل الصحفي بأحدث التطورات في العمل الصحفي ويشكل مركز الاستقدام الخبرات الحفية ونواة لإعداد كوادر صحفية مؤهلة.
  • ج‌- العمل على تأسيس موقع خدمات معلوماتية مشتركة عل الانترنت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنمية الموارد البشرية العاملة في الاعلام

يستخدم مصطلح (تنمية الموارد البشرية) بشكل رائج منذ أكثر من عقدين، برغم انه مجال جديد نسبياً للممارسة، والبحث الإداري. وعلى غرار نواحي ممارسة الإدارة العامة الأخرى، تمارس تنمية الموارد البشرية على خلفية من الاضطراب والتغيير في الحياة التنظيمية، والتغييرات في بيئات العمل وعمليات العمل والثقافات التنظيمية، وهو الأمر الذي ينشئ الحاجة إلى انتهاج استراتيجيات ناجحة لإدارة التغيير.

وهناك مجموعة من المفاهيم والمنظورات المرتبطة بتنمية الموارد البشرية، كما توجد أيضا محاور اهتمام مختلفة، فردية، تنظيمية، الحاجات الحالية، التحديات المستقبلية، الوظائف والمهن المختلفة، المصالح المختلفة لمختلف الأطراف المعنية صاحبة المصلحة. ومطلوب من المدربين بشكل متزايد أن يسهلوا حدوث التغيير والابتكار من خلال رصيد متنامٍ من المناهج التي تشمل تنمية الأفراد.

إن نطاق تنمية الموارد البشرية ربما يكون كبيراً ومن الملائم أن نحدد مبكراً موقع تنمية الموارد البشرية ـ أي مكانها في مجال الإدارة والسبب في أهميتها استراتجيا وسياقياً.

تحديد نطاق تنمية الموارد البشرية:

من الممكن أن (ينمو) الأفراد في المنظمات ـ الموارد البشرية، من الناحية العدية، أي وضع الأعداد المناسبة من الأشخاص المناسبين في المكان المناسب وفي الوقت المناسب لكي يعلموا كمنظمة أو، كما يقول احد المؤلفين أولاً ضع الأشخاص المناسبين في الحافلة ، إلا أننا نناقش في هذا الكتاب كيف يمكن أن ينمو الأفراد ويتطوروا، سواء فردياً أو جماعياً، من حيث قدراتهم.

إننا ندرك من البداية أن الأفراد يتحدثون عن التدريب في المنظمات، وباعتبارنا ممارسين كثيراً ما نجد أنفسنا نستخدم هذا المصطلح، غير إننا نعتقد انه يوجد فرق واضح بين التدريب وباعتبارنا ممارسين لتنمية الموارد البشرية يرتكز اهتمامنا على التدريب، إلا أن أولوية المتدرب هي التعلم. وفي هذا الكتاب نتناول التدريب والتنمية والتعلم.

إن المداخل التقليدية إلى التدريب تشبه العلاقة بين المعلم والتلميذ أو الأستاذ والطالب، إلا أن المدربين المعاصرين يعلمون أن فهم التعلم ومنظور المتدرب يمكن أن يحسن ويثري خبرة التعلم بدرجة كبيرة. وباعتبارنا ممارسين للتنمية، نحن ندرك أيضاً أن العمل يتيح فرصاً كثيرة مختلفة للتعلم، وان التدريب هو مجرد جانب واحد فقط في مجموعة من الفرص، ومن ثم فإن نطاق تنمية الموارد البشرية يضم منظورات مختلفة تشمل التدريب والتعلم (أنظر الفصل الرابع للاطلاع على المزيد من المناقشة).

وهناك غموض محتمل في استخدام مصطلح (تنمية) يقول كوبي وزملاؤه

في الوقت الذي بدأنا فيه ندرك الكوارث السياسية والاجتماعية والبيئية المرتكبة باسم التنمية، يجد العاملون منا في مجال تنمية الإدارة أنفسهم مجبرين على أن يسألوا أنفسهم (التنمية من أجل ماذا؟). بصفة خاصة نحن بحاجة إلى أن نعي عواقب فكر التنمية على حياة الأشخاص المحرومين سواء في المجتمعات الصناعية أو في العالم الثالث.

إن تعريف المصطلحات يمكن أن يساعد في تحديد المعاني المشتركة والفهم المشترك (ويمثل أيضا أسلوبا أكاديميا تقليديا يرتبط كذلك بإدارة الجودة، أي التحدث بلغة واحدة). إلا أن البحث بلا نهاية في مجموعة ما من المعاني يمكن أن يصبح مرهقاً. ولكننا سنوضح أكثر السياق المستخدم فيه مصطلح تنمية هنا بإجراء مقابلة مع المفاهيم الراسخة الأخرى ذات الصلة وهي التعليم والتدريب والتعلم.

* التعليم: ينظر له تقليدياً على انه تعرض مخطط بدرجة عالية للتدريس، والهدف منه هو التدرب ذهنياً ومعنوياً.

* التدريب: محاولة منهجية نسبيا للارتقاء بشخص ما إلى معيار أو مستوى مرغوب للكفاءة بواسطة التدريس والممارسة.

* التعلم: اكتساب المعرفة أو المهارة في شيء ما من خلال الدراسة، الخبرة أو التعليم، وهي عملية نمو شخصي لا تنتهي  أبداً.

أن تعريفات التنمية وثيقة الصلة التي قابلناها قد تبدأ في توضيح المقصود بالمصطلح:

* إبراز أو إخراج ما هو أكثر تقدماً أو منظمة بدرجة مرتفعة.

* النقل إلى حياة أكثر تقدماً أو منظمة بدرجة مرتفعة.

* فهم وإدراك الإمكانيات.

* التقدم خلال مراحل متعاقبة نحو حالة أعلى وأكثر تعقيداً أو أكثر نضجاً واكتمالاً.

إن تنمية الموارد البشرية هي المصطلح الذي نستخدمه لوصف منهج متكامل وشامل وواعٍ ومرتكز على المبادأة لتغيير المعارف والسلوكيات ذات الصلة بالعمل، باستخدام مجموعة من استراتيجيات وتقنيات التعلم، والاستراتيجيات والتقنيات المشار لها تهدف عموماً إلى مساعدة الأفراد والجماعات والمنظمات على تحقيق إمكاناتها بالكامل لكي يتسنى لها العمل على نحو يسمح بالفردية ويعظم في الوقت ذاته الفاعلية داخل سياقات معينة.

وتنقسم تنمية الموارد البشرية إلى أنواع كثيرة، فهناك التنمية الشخصية، والتنمية من اجل وظيفة أو وضع حالي والتنمية في بيئات عمل جديدة أو من اجلها، والأنشطة التي يمكن من خلالها التوفيق بين الأهداف الفردية والتنظيمية والتنمية المؤدية إلى حياة أفضل وأكثر اكتمالاً للأفراد والمنظمات والمجتمعات الأكبر. ومن منظور عريض جداً يمكن أيضاً اعتبار تنمية الموارد البشرية، القدرة على دمج التعلم في السلوك.

وتشمل تنمية الموارد البشرية التدريب الإداري والتعليم المهني، ولذا فهي تتضمن كل أنواع التعلم الذي يمكن من حدوث النمو الفردي والتنظيمي، ولذلك ترتبط تنمية الموارد البشرية ارتباطاً وثيقاً بالإستراتيجية التنظيمية وإدارة التغيير.

تنمية الموارد البشرية والإستراتيجية التنظيمية

في جميع أنحاء العالم، تواجه المنشآت منافسة واضطراباً وعدم تأكد يمكن أن ينتج عنها أحيانا تغييب درامي. وبالنظر إلى أنها تواجه تلك التحديات بصورة مستمرة، فإن ضرورة وجود صلات وروابط واضحة ومباشرة بين إستراتيجية العمل وأي أولوية للإدارة، ومنها تنمية الأفراد، تبدو أمرا منطقيا. أن الموارد البشرية محدودة ويجب أن تتم إدارتها وتقييمها في سياق الاستراتيجيات أي تحقيق الترابط بين الأصول المادية والمعنوية والاستخدام المناسب للموارد، وتحديد الموقف التنافسي والمحافظة على التزام الأطراف المعنية صاحبة المصلحة.

ومن منظور عام، من المسلم به منذ زمن طويل انه يوجد ارتباط بين الكيفية التي يدار بها العاملون من ناحية والأداء التنظيمي من ناحية أخرى. وقد عززت الدراسات الحديثة هذه القناعة، بقولها إن الممارسات الأفضل مثل الحوافز وإدارة الأداء والتدريب المكثف أمور تعادل في أهميتها بالنسبة للميزة التنافسية الإستراتيجية والهيكل والتكنولوجيا والنصب في السوق. ومع ذلك فإن قوى السوق التي تجعل ما يسمى برأس المال البشري أكثر أهمية هي أيضا التي تغيير العقد الضمني بين أرباب العمل والموظفين. ومن ثم فإنه بالإضافة إلى الممارسات التنظيمية الأفضل، يحتاج الموظفون في أيامنا هذه إلى تحمل المسئولية عن حياتهم المهنية وتحديث مهاراتهم

وفي المملكة المتحدة، خلصت الدراسات الحديثة لمسح علاقات الموظفين في مكان العمل لسنة 1998م إلى انه بالرغم من الكلام الشائع، لا تزال ممارسات إدارة الأفراد التقدمية في بعض النواحي مثل التوظيف والتدريب والاتصال وإدارة الأفراد التقدمية في بعض النواحي مثل التوظيف والتدريب والاتصال وإدارة الأداء، غير ممثلة بدرجة كافية تمثيلاً درامياً. هذا بالرغم من أكثر من 30 دراسة أجريت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية منذ أوائل التسعينات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وجود علاقة ارتباط موجبة وتراكمية بين إدارة الأفراد وأداء العمل

وسوف تساعد الرؤية والقيم التنظيمية في صياغة إستراتيجية ذات بؤرة تركيز وأهداف محددة. ومن الممكن وضع الأهداف من خلال التركيز على احتياجات العمل وحل المشكلات، أو من خلال الأخذ بمناهج أكثر شمولاً، مثل النظام الكامل. وأيا كان المنهج المفضل من الناحية المفاهيمية، فإن المنشآت تحتاج بوجه عام إلى إطار ما تستطيع من خلاله رسم وتنفيذ الإستراتيجية. وسوف يعتمد الإطار الملائم على كل موقف على حدة. وفي النهاية يجب ترجمة الأهداف الإستراتيجية إلى خطط وأهداف على المستوى التشغيلي، مع ضرورة وجود إجراءات وأعمال محددة وقنوات للتغذية المرتدة تسمع بتقويم مساهمة التنمية.

بيد أن المقدرة الإستراتيجية معقدة ومن المحتمل ألا تحتاج فقط إلى وضوح الرؤية والتخطيط المتأني والأهداف ممكنة التحقيق بل أيضا إلى وجود بؤرة تركيز للعمل. ومن الممكن أن تتضمن المقدرة الإستراتيجية صفات وسمات عند مختلف المستويات التنظيمية للإدارة والمعرفة والقيادة قد تسهم فيها تنمية الموارد البشرية وتوجهها. وتشمل القدرات الإستراتيجية التي يحتمل أن تتطلب من المديرين مهارات وصفات جديدة الجوانب التالية:

* حينما يكون الابتكار هدفاًَ، يجب أن يكون هناك توازن بين النشاط التشغيلي والإبداعي.

* قد يعني التمكين ضرورة أن يسيطر المديرون على إحساسهم بعدم الأمان، لأنهم وفقاً لهذا المفهوم يقومون بتسليم مسئولية التحكم التفصيلي في العمليات بشكل صادق.

* النظم التي ينخفض فيها الشعور بالأمان الوظيفي قد تحتاج إلى إدارة دقيقة ومدروسة بصفة خاصة لكي يتسنى المحافظة على القيمة الإستراتيجية.

توضح لنا هذه الحالات أين يمكن أن تسهم تنمية الموارد البشرية في المقدرة الإستراتيجية، ومع ذلك فإن مجموعة الاحتياجات والظروف التي تخص كل منظمة بعينه قد تحول دون انتهاج منهج واحد شامل أو عام، ولا توجد حلول جاهزة للقضايا المتعلقة بما ينبغي ويمكن عمله وما هي الموارد التي سيتم تخصيصها.

إن تحديد المنظورات الإستراتيجية وتنمية المديرين ليس نشاطاً يحدث مرة واحدة فقط أو يطرح حلاً سريعاً، كما أنه ليس اختيارياً، ومن خلال الأعمال التي تقوم بها الإدارة لمواجهة تحديات الحاضر، تنشأ ظروف مساعدة على ظهور تحديات جديدة في نهاية المطاف إن التنمية يمكن أن تحدث من خلال الخبرة أو بالتعلم من الأخطاء والنجاحات. وهذا النوع من الإستراتيجية الناشئة سليم ولا غبار عليه ولكن ما يحدث في الغالب الأعم من الأحوال هو أن فرصة التعلم من التجربة (أو الخبرة) لا يتم استغلالها. أن الإدارة تؤثر في حياة الأفراد، ولذا فهي ظاهرة أهم بكثير من أن تترك للصدفة إن تنمية الموارد البشرية تقدر قيمة التعلم.

وعلى العكس من ذلك، من الممكن أن تدرك منشأة ما وجود فجوة بين حالتها الراهنة وحالة مستقبلية مرغوبة، وتسهل تلك الفجوة رسم إستراتيجية مخططة، ومن الممكن أن يأتي ذلك الإدراك نتيجة لضغوط بيئية تزيد الوعي بأن (الأساليب الماضية للقيام بالأشياء) لا تمثل تلقائياً أفضل الخيارات للمستقبل. إن تنمية الموارد البشرية تقدر قيمة التخطيط.

من الممكن إجراء تقييم استراتيجي للوضع الراهن عن طريق طرح الأسئلة مثل:

* ما التغيرات المطلوبة في المهارات والقدرات للمساعدة في تحسين الأداء الوظيفي لدى أفراد محددين؟

* ما هي أوجه القصور في الأداء التي تحتاج إلى علاج؟

* ما هي التغييرات التنظيمية (مثل التكنولوجيا، عمليات الإنتاج، الثقافة) التي تتوقف على تعلم الأفراد شيئاً جديداً؟

* ما هي الفرص المتاحة حالياً لمساعدة الأفراد على اكتساب مهارات جديدة؟

* ما التغيرات المطلوبة في سلوك المديرين والموظفين لكي يتحسن الأداء الوظيفي الخاص بهم وبالآخرين؟

* كيف يمكن إقناع الموظفين بأن التنمية المتواصلة هي القاعدة وليست الاستثناء؟

* ما الذي لا يسير بنجاح؟ ما الذي أخطأنا فيه؟ ما الأخطاء التي ارتكبناها؟

* ما الذي تعلمانه من تجاربنا السابقة المتصلة بتنمية البشرية؟

إن وجود أهداف تنظيمية عامة ـ مثل تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية وتقليل المخاطرة ـ شيء آخر، وتمثل الأسئلة من نوعية الأسئلة المذكورة سابقاً خطوة نحو اكتشاف ذلك السبيل. ومثل هذه التساؤلات يمكن أن تكون توليدية ولكنها أيضاً ذات طابع متحدٍ عميق ومؤثر على الإستراتيجية التنظيمية.

الآثار الإستراتيجية لتنمية الموارد البشرية:

في اغلب الأحيان، تقع الطموحات التنظيمية في تحسين الأداء وزيادة الإنتاج أو إضافة قيمة في قلب إستراتيجية الإدارة، وترتبط بذلك الانجاز فيما يبدو الممارسات التي تشجع العاملين على التفكير والمبادرة بتحسين النظم وتمنحهم من السلطات والصلاحيات ما يمكنهم من القيام به وتكافئهم على ذلك. لقد أصبحت التنمية بنداً ثابتاً في الكثير من الأجندات المؤسسية، وهو وضع قد يكون له عدد من الآثار مثل:

* تنمية الموارد البشرية تزيد من جاذبية المنشأة بالنسبة للموظفين المحتملين أو الأطراف الأخرى صاحبة المصلحة.

* في عصر ممارسات العمل المرنة، توسع قوى العمل الأساسية (أو المحورية) قدراتها من خلال التنمية.

* تعمل تنمية الموارد البشرية على تحسين القدرات الشخصية للموظفين الهامشين أو المستبعدين.

* في حين أن الشركات الكبيرة وفرت تقليدياً النشاط الأكبر، فإن الشركات الأصغر التي تطبق بالضرورة مناهج ذات طابع رسمي اقل تبدي اهتماماً متزايداً بتنمية الموارد البشرية.

إن المهارات المطلوبة من جانب أرباب العمل ذات مضمون وظيفي فني وعامة، مثل الاتصال والتعامل مع العملاء والعمل الجماعي، وهي مهارات ناقصة في سوق العمل الآن وسوق يزداد الطلب عليها أكثر في المستقبل وتشجع قوى التغيير والاقتصاد المنشآت على تحقيق إمكانيات الموظفين بالكامل على جميع المستويات. ومع ذلك فإن الاهتمام بالتنمية تفيده بوجه عام قدرات المديرين (ومديري الإدارة العليا) على إعادة التفكير في الأساليب التي يتبعونها للحفاظ على الميزة التنافسية وتنفيذ استراتيجيات فعالة.

ولتوضيح هذه النقطة، دعونا نفكر في إدارة سلسلة التوريد، أن تنمية العلاقات داخل سلسلة التوريد ضرورية لضمان سلاسة سير النظم والعمليات في المنشأة ويشكل المديرون عنصراً محورياً في سلسلة التوريد، يتصل بالموردين من ناحية، وبالعملاء أو المستهلكين من ناحية أخرى،.

وتبعاً للنقطة التي تقف عندها بالنسبة (للمنشأة) يمكن أن يكون الموردين والمستهلكون داخليين أو خارجيين. وفي بعض الأحيان يكون تبين الحكمة من تنميتهم أسهل إذا نظر لهم على أنهم جزء من نظام واحد. ولخص جدول  الطرق المميزة التي يعامل بها الموردون تقليدياً ويقارنها بمنهج تنموي.

تنمية الموارد البشرية في سياق التغيير :

تجري تنمية الموارد البشرية في سياق متغير باستمرار نتيجة لضغوط كثيرة تشمل ما يلي:

* تدويل الأعمال.

* البيئات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والمضطربة.

* تدخلات الحكومات وتوقعات المستهلكين.

* المنافسة.

* التحرير من القيود التنظيمية.

* ازدياد معدل التغيير التكنولوجي.

* تغير أنماط وعلاقات العمل.

* نظم المعلومات الإدارية وازدياد حجم المعلومات.

* وجود منظمات معقدة يشارك الموظفون في إدارة شئونها على نطاق  واسع .     أيضاً بات انهيار المنظمات أو الاستحواذ عليها أو اندماجها شائعاً وخاصة في سنواتها الأولى، حينما يكون (معدل الوفيات) مرتفعاً، إذ يغلق أكثر من ثلث المنشآت الصغيرة أبوابها خلال السنة الأولى بسبب سوء الإدارة  أما الشركات التي تظل على قيد الحياة فتكون من ناحية أخرى نشيطة ومليئة بالتعلم. ويبدو أن المنشآت كلما نمت فقدت القدرة على التعلم حيث تتسم الشركات الباقية على قيد الحياة ويتراوح عمرها بين 100 سنة 700 سنة بالخصائص التالية:

  • أ‌- أنها محافظة مالياً.
  • ب‌- أنها حساسة تجاه البيئة.
  • ت‌- يتمتع موظفوها بإحساس بالتلاحم والتماسك فيما بينهم وبالانتماء للشركة.
  • ث‌- أنها تتسامح مع الأنشطة (الحادثة على الهامش).
  • ج‌- أنها خضعت لتحولات جوهرية أو (تعلم تنظيمي تاريخي).

ومن المعروف أيضا أن المنظمات المعاصرة مثل شركة جيه. في. سي. (JVC) وإي دي إس (EDS) تتميز بالتحسين المتواصل والتحول المتكرر.

إن صورة المنظمات ككيانات قادرة على التعلم والتغير توحي بأنها تشبه مجازياً الكائنات الحية فهي حالة من التحول والديناميكية والتغير المتواصل.

إن التعلم الذي يبدو ضرورياً لاستيعاب التغيير مجال ديناميكي للبحث والدراسة والممارسة العملية، ومع ذلك يوجد فرق بين تنمية الموارد البشرية في المنظمات كما ينبغي أن تكون أو كما يحب المتحمسون لتنمية الموارد البشرية أن ينظر لها من ناحية، وكيف تجري على ارض الواقع من ناحية أخرى. هذه التفرقة يعبر عنها الاختلاف بين حلقة التعلم الفعالة وسلسلة التعلم المفرغة.

وكمثال واقعي للصلة بين تنمية الموارد البشرية والإستراتيجية التنظيمية،توضح دراسة حالة جنسترز ganisters في نهاية هذا الفصل كيف يتعامل مديرو الإدارة العليا في هذه الشركة المتخصصة في إنتاج السلع الاستهلاكية والمتميزة بنموها السريع بجدية مع تنمية الموارد البشرية.

النقد الموجه لعملية تنمية الموارد البشرية

كثيراً ما تخضع تنمية الموارد البشرية، وإستراتيجية الموارد البشرية، وإستراتيجية الموارد الأوسع، لعدد من الادراكات النقدية للمديرين والموظفين. على سبيل المثال:

تتصف تنمية الموارد البشرية بالغموض الشديد، إذ يحيط بفوائدها قدر كبير جداً من عدم التأكد والشك.

الدورات التدريبية العرضية هي كل ما يعتبر ضرورياً، لكن البرامج غالباً ما تكون سيئة التخطيط ونادراً ما يرعى فيها الجودة والفعالية ووثاقة الصلة باحتياجات المتدربين.

في الواقع العملي، يتم إجراء التدريب كرد فعل نابع من الخوف من عواقب عدم القيام به. ويفتقر المديرون إلى الأدوات والفهم اللازمين لتطبيق المداخل المخططة للتعلم.

من الصعب تقييم الفعالية على المدى الطويل، ويحتمل بدرجة أكبر ربط التقييم بنتائج التدريب قصيرة المدى.

تقابل مناشدات الحكومة وسوق العمل الداعية إلى الاستثمار في التدريب والتنمية بالتشكك.

ولا ترتبط جميع هذه المشاكل بحالة تنمية الموارد البشرية فقط ومن الممكن عزوها إلى نواحي قصور إداري أخرى. وتحدد القائمة التالية بعض أنماط المشاكل الناتجة من أداء الموظفين الأشياء بشكل خاطئ أو عدم قيامهم بالأشياء الصائبة:

  • أ‌- عدم القدرة على استخدام التكنولوجيا بسرعة وكفاءة قدر الإمكان.
  • ب‌- تدني مستويات الأداء الوظيفي.
  • ت‌- التأخر في انجاز العمل.
  • ث‌- الأخطاء باهظة التكلفة والفاقد.
  • ج‌- عدم الاستغلال الكافي لقوة العمل وانعدام الدافعية لديها.
  • ح‌- محدودية المرونة.
  • خ‌- انعدام الوضوح في المسئوليات الوظيفية.
  • د‌- الانهيار في العلاقات الشخصية.
  • ذ‌- قيام المديرين بابتكار أساليب خاصة بهم للعمل ـ أو عدم العمل!.

إن جميع المنظمات الكبيرة والصغيرة، سواء كانت توجد بها برامج واضحة ومحددة لتنمية الموارد البشرية أو لا توجد، معرضة لمثل هذه الممارسات الضارة التي تعبر في جوهرها عن سوء الإدارة ولن تستطيع تنمية الموارد البشرية تستطيع أن تسهم في علاجها من خلال التركيز على احتياجات محددة من القدرات، وتقدير قيمة التعلم بطرق مختلفة، والأخذ بزمام المبادأة والارتباط بالإستراتيجية بشكل واضح وصريح، وإظهار قيمة مضافة وتحسين الاتصالات وتمكين المديرين.

إن المهارات تحدث اختلافاً حقيقياً في الأداء التنظيمي، ويرتبط بازدياد حجم التدريب المقدم حدوث زيادة في الإنتاجية، وتنشأ مردودات مهارية أعلى عندما يكمل ممارسات الموارد البشرية الأوسع ويرتبط الاستثمار في المهارات بالابتكار والمرونة.

السياق التاريخي لتنمية الموارد البشرية

منذ أواخر القرن التاسع عشر، تحدث عمليات الإنتاج الجديدة والإنتاج على نطاق واسع والأشكال التنظيمية المختلفة وأنماط العمل الجديدة العمليات الأكثر تقليدية حيث أزاحت المؤسسات الحديثة الكبيرة الصناعية الأنماط المبكرة للملكية العائلية وأساليب الإدارة لصالح الأشكال الوظيفية الكبيرة، و – فيما بعد – صور المنظمة متعددة الأقسام. وقد اعتمدت هذه الصور (الحديثة) للمنظمة اعتماداً شديداً على البيروقراطية ومبادئ الإدارة العملية، حيث لم يعد المسئولون فيها أفراداً في العائلة.

إن تنمية الموارد البشرية متجذرة في سياق تاريخي لممارسات إدارية لا يزال بالإمكان التعرف عليها بدرجة ما حتى يومنا هذا. وقد مر تاريخ تنمية الموارد البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة خلال القرن العرشين بأربع مراحل رئيسية هي كالتالي:

منذ أوائل القرن العشرين حتى السبعينات، خلفت الإدارة الكلاسيكية (الإدارة العلمية) والعلاقات الإنسانية والسيكولوجية التنظيمية تركة مربكة من الأفكار المتعلقة بطبيعة العمل.

شهدت حقبة الثمانينيات تأثير المنافسة الدولية وما تلا ذلك من اهتمام بالمناهج ذات الطابع الاستراتيجي الأكبر وظهور علوم كثيراً ما تم تفسيرها بصورة غامضة مثل إدارة الموارد البشرية.

من السبعينيات إلى التسعينيات ساعد التعلم التنظيمي ومفاهيم إدارة المعرفة والبحث عن الابتكار والتحول في بلورة أسباب أهمية الموارد البشرية أو رأس المال البشري.

يتميز النموذج التنظيمي السائد باهتمام واضح بالغاية، والمنظمة المرشدة التكاليف، والأمان الوظيفي، والحاجة إلى سياسات متكاملة والفروق بين طبيعة المنظمات المنشودة والمحققة.

إن المعرفة بالتاريخ الصناعي ربما تكون حيوية إذا كنا نريد فهم الظروف التنظيمية الراهنة واكتساب الحكمة من خلال التأمل والتوصل إلى وجهات نظر مستنيرة تستند إلى معلومات سليمة . منذ أوائل القرن العشرين تخضع تقنيات الإدارة وأساليبها لفحص دقيق بصورة متزايدة، ولا سيما في المجتمعات الصناعية بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وتمارس تنمية الموارد البشرية على خلفية شد وجذب بين الاحتياجات الفردية والتنظيمية وتباين المداخل إلى تحقيق علاقات عمل متناغمة في بيئة عمل دائبة التغير.

إن الفوارق التاريخية ربما تكون قد أفرزت الظروف الحالية، لكن المديرين المعاصرين في أنحاء الكرة الأرضية هم الذين يتوقع منهم أن يتفادوا أخطاء الماضي وأن يتعلموا ويستثمروا في التنمية على المدى الأطول.

عمل أحدنا مؤخراً مع مجموعة من مديري القطاع العام كانت المنشأة التابعين لها حديثة النشأة نسبياً (عمرها 5 سنوات)، لكنها انفصلت عن منشآت أخرى أطول عمراً بكثير. وقد خطط أفراد المجموعة بيانياً مسيرتهم عبر الزمن للوصول إلى النقطة الموجودين عندها، ذاكرين أحداثاً هامة وعوامل تاريخية أثرت فيهم وفي أرباب عملهم السابقين. وهذا النشاط لم يؤد فقط إلى فهم كل منهم للآخر بدرجة اكبر، ولكن أيضاً إلى تولد إحساس مشترك ومتجدد بالغاية بالنسبة للمنظمة الأصغر سناً. وفي المقابل استطاع هؤلاء المديرون أن يتوصلوا إلى منهج للتنمية يتلاءم مع التنوع التاريخي المتجسد في فرقهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إستراتيجية وسياسة تنمية الموارد البشرية :

إن التوجه والأهداف الإستراتيجية لمنشأة ما يمكن أن توجد احتياجات متصلة بالتعلم يمكن إشباعها عن طريق ربطها بتنمية الموارد البشرية، ومن المتصور أيضاً حسبما جاء في الأقسام السابقة، أن تنمية الموارد البشرية تستطيع التأثير على الإستراتيجية التنظيمية. وربط تنمية الموارد البشرية بالإستراتيجية يعطي الأولوية للتعلم القادر على المساهمة بشكل مباشر في الأهداف التنظيمية والقابل للتقييم من حيث في تحقيق الإستراتيجية. إلا أن ذ   لك قد يعني أن التعلم الذي يحتمل أن يكون مفيداً ولكنه غير مرتبط مباشرة برؤية التنمية يتم تجاهله. وبالمثل من الممكن أن يكبت التفكير النقدي أو الجانبي اللازم في المنظمات لكي تظل متكيفة أو تحقق تنافسية جديدة أو تتهيأ لإجراء تغييرات كبيرة.

عن أسلوب (إما/ أو) الذي ينظر لتنمية الموارد البشرية على أنها تتم بقيادة الإستراتيجية التنظيمية أو تسهم فيها، أو على أنها تركز على الأفراد أو المنظمة، قد يكون اقل فائدة من الطموح إلى الوصول إلى وضع يتكامل فيه طرفا النقيض. وفي سياق مناقشته للسياسة التنظيمية الهادفة لتنمية الإدارة، ذهب جون برجوين  إلى أن المنظمات ينبغي أن تطمح لإكساب منهجها النضوج على طريق مؤد إلى التكامل. وتعميماً لهذه الفكرة، يوضح جدول 1 ـ 2 سلسلة متعاقبة من مستويات نضج المداخل التنظيمية لتنمية الموارد البشرية.

ويتطلب المستوى السادس في النموذج الموضح في الجدول 1 ـ 2 مراجعة التفكير المنطقي الذي يقف وراء السياسة والعمليات التي تتشكل السياسة بواسطتها. إنه يتطلب بصيرة ثاقبة نقدية وبحثاً عميقاً عن الدوافع والمعاني … ويستلزم استخلاص كل نقطة تعلم من التجربة من خلال طرح أسئلة جوهرية مثل (لماذا؟) و ” ماذا في ذلك؟”، وبذلك عندما يتم دمج تنمية الموارد البشرية تماماً، ينظر لصنع الإستراتيجية المؤسسية على انه عملية تعلم في حد ذاته.

جدول 1 ـ 2: تسلسل نضج تنمية الموارد البشرية في المنظمات.

مستوى (1)  لا توجد تنمية موارد     لا توجد تنمية موارد بشرية منهجية او

بشرية منهجية.            مدروسة بالمعنى الهيكلي أو التنموي

اعتماد كامل على “الصدفة”

مستوى (2) تنمية موارد بشرية        أنشطة تنمية موارد بشرية معزولة أو

معزولة وتكتيكية.          حسبما تقتضي الظروف. هيكلية وتنموية

ولكنها رد فعلية ومركزة على حل المشاكل

مستوى (3) تكتيكات متكاملة          أنشطة تنمية موارد بشرية محددة هيكلية

ومنسقة وهيكلية وتنموية               وتنموية ومتكاملة ومنسقة

مستوى (4) توجد إستراتيجية تنمية    إستراتيجية تنمية الموارد البشرية تدعم

موارد بشرية لتنفيذ سياسة الشركة    تنفيذ سياسة المؤسسة وتوفر إطاراً

للتكتيكات الهيكلية والتنموية.

مستوى (5) مدخلات إستراتيجية     عمليات الموارد البشرية توجه صنع القرارات

تنمية الموارد البشرية تصب في      المؤسسية وإدارة المعرفة وتخطيط الموارد.

صياغة السياسة المؤسسية

مستوى (6) تنمية إستراتيجية الإدارة   عمليات تنمية الموارد البشرية توجه عملية رسم

السياسة المؤسسية                        رسم السياسة المؤسسية وتوفر إطاراً لها.

المنظمة المعتمدة على التعلم:

من ضمن أساليب تمثيل النضج التركيز على تعلم الشركة أو المنظمة المعتمدة على التعلم هذا المفهوم قد يعتبر رسم الإستراتيجية وصنع السياسة عمليتين يتم الاشتراك فيهما على أوسع نطاق ممكن. إلا أن هناك بعض الانتقادات الموجهة إلى مفهوم المنظمة المعتمدة على التعلم وهي:

أنه مفهوم يصعب فهمه واستيعابه وليس له تأثير مباشر أو عاجل.

انه يتطلب نظرة عريضة، في حين أن كثيراً من الأفراد في المنظمات لهم احتياجات آنية (أو فورية) بدرجة اكبر.

انه يركز على التعلم وليس على الاهتمامات الأكثر إلحاحاً التي تشغل أذهان المديرين.

لقد استقطبت مفاهيم وممارسات المنظمة المعتمدة على التعلم قدراً كبيراً من الاهتمام النقدي في السنوات الأخيرة (سوف نناقش هذا الموضوع أكثر في الفصل الثامن) . ويتطلب المنظمات المعتمدة على التعلم درجة متقدمة من التنسيق بين نشاط تنمية الموارد البشرية والسياسة التنظيمية.

ويرى بيدلر Peddler وبور جوين Burgoyne وبويديل Boydell (1977) أن أنشطة تنمية الموارد البشرية تشمل تدخلات هيكلية مثل تخطيط إحلال الموظفين والتقويم المهني (أو الوظيفي) وهيكلة المسار المهني، وتدخلات تنموية مثل الدورات التدريبية ومواد التعلم المفتوح والتعليم الخاص mentoring. وهم يخلصون إلى انه ما لم تسهم هذه التكتيكات الفردية في السياسة المؤسسية وتشكل جزءاً منها، فإنها ستكون محدودة الفائدة، ويؤكدون أن سياسة تنمية الموارد البشرية تهتم بالتنسيق بين مختلف تدخلات تنمية الموارد البشرية (الهيكلة والتنموية) والسياسة المؤسسية.

سياسة وممارسة تنمية الموارد البشرية:

قد ترى المنظمات والأفراد على حد سواء في التنمية تحدياً مزعجاً: تعلم كيفية تنمية سلوكيات ومهارات مختلفة سيكون تجربة جديدة بالنسبة لبعض الموظفين الذين لم ينخرطوا في هذا النوع من الأنشطة منذ أن كانوا طلاباً متفرغين لتلقي العلم ومع ذلك من الممكن التماس التشجيع من الخبراء المستمدة من مجال الموارد البشرية الأوسع.

وقد أشارت البحوث إلى أن المؤسسات التي تعتبر الإستراتيجية شيئاً مهماً تتمتع بخصائص تنموية تربط الاحتياجات الفردية والتنظيمية بالتوجهات الحالية والمستقبلية. وتحدد هذه البحوث الموثقة ، عدداً من الموضوعات الرئيسية، ومنها ما يلي:

المبادرة الفردية تحظى بالتشجيع، تتم تنمية المهارات من خلال التدريب، وتوجد ثقافة مؤازرة وداعمة وإن كانت متحدية مع ذلك، مع الاهتمام بتقديم التدريب الخاص Coaching .

خلق وتدعيم المعرفة يتم من خلال التعلم التنظيمي، وتعمل المسارات المهنية الجديدة والاستثمار والعمل الجماعي كل المشاكل والتعلم عن طريق العمل والشفافية والترابط الشبكي على ضمان نقل المعرفة.

يوجد تجديد متواصل من خلال معايير زيادة أعباء العمل والتحدي المفروضة داخلياً، وتتم موازنة التنقيح والتحسين مع إعادة التوليد، وتستخدم المعرفة كعنصر مكمل للتطابق الاستراتيجي مع التحدي الاستراتيجي.

عقود التحكم والامتثال (أو الإذعان) استبدالها بالالتزام والمبادرة القائمين على التعلم والثقة بالنفس.

تتم تنمية القدرات الفردية اعتماداً على المعارف والمهارات والاتجاهات الملائمة لمديري الخطوط الأمامية والإدارة الوسطى والعليا.

تتم إدارة عمليات التحول مثل العقلنة (أو الترشيد) والتجديد والأحياء وإعادة التوليد عن طريق صنع قادة جدد.

حينما تكون تنمية الموارد البشرية ممثلة بقوة في السياسة والممارسة المؤسسية. ينشأ احتمال انتقال الأفراد من المنظمة التي استثمرت فيهم، إلا أن استخدام هذه الحجة للتقليل من أهمية التنمية يتم عن قصر نظر. ويقترح جوشال وبارتليت (1998) أربع طرق يستطيع أرباب العمل من خلالها مواجهة المخاطرة المتمثلة في تزويد الموظفين بمؤهلات أو خبرات قابلة للحمل:

ابدأ في الاستثمار في تنمية الأفراد مبكراً لكي تولد لديهم قناعة بان المنظمة جيدة وتستحق العمل فيها.

استبدل عقد الولاء والطاعة المعنوي القديم بمسئولية الموظفين المدعومين من الإدارة العليا والممنوحين السلطات والصلاحيات المناسبة عن مستقبل الشركة والعاملين بها.

اجعل التعلم جزءاً من الغاية الأساسية للمنظمة.

ادعم التنمية بصورة غير رسمية من خلال العمليات ذات الصلة بالوظيفة، ورسمياً من خلال وسائط تدريس وتعلم محددة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أهم مراجع الكتاب

  1. عبد الله بن محمد الرفاعي_تنظيم المؤسسات الصحفية_دار عكاظ للطباعة والنشر_جدة_بدون تاريخ.
  2. صليب بطرس_إدارة الصحف_مكتبة الأنجلو المصرية_القاهرة_1982م.
  3. إبراهيم السلمي_إدارة المؤسسات الصحفية_العربي للنشر والتوزيع_القاهرة_1999م.
  4. لـ ـ جون مارتيث_أنجو جروفر شودري_نظم الإعلام المقارنة_الدار الدولية للنشر والتوزيع_1991م.
  5. محمود علم الدين_الصحافة في عصر المعلومات_الأساسيات والمستحدثات_دار الشروق_القاهرة_2000م.
  6. محمد فريد الصحن_محمد سلطان علي شريف_مبادئ الإدارة_الدار الجامعية للنشر والتوزيع_1999م.
  7. أميرة محمد العباسي_إدارة المؤسسات الصحفية في مصر_منشورات جامعه القاهرة_1985م.
  8. عبد الحميد حمروش_إدارة الصحف_الأنجلو المصرية_القاهرة_1997م.
  9. طلعت أسعد عبد الحميد_أساسيات إدارة الإعلام_مكتبة عين شمس_القاهرة_1984م.
  10. عصام فرج_اقتصاديات الإعلام_الجزء الأول_دار النهضة العربية_القاهرة_2000م.
  11. محمد سيد محمد_اقتصاديات الإعلام_الكتاب الأول_المؤسسة الصحفية_مكتبة كمال الدين_القاهرة_1979م.
  12. فاروق أبو زيد_النظم الصحفية في الوطن العربي_عالم الكتب_القاهرة_1986م.
  13. شوقي حسين عبدا لله_أصول الإدارة_دار النهضة العربية_القاهرة_1978م.
  14. علي شريف_الإدارة المعاصرة_ط2_الدار الجامعية للطبع والنشر والتوزيع_الإسكندرية_1997م.
  15. علي محمد منصور_مبادئ الإدارة_ الأسس والمفاهيم_مجموعة النيل_1999م.
  16. أحمد رشيد_نظرية الإدارة العامة_ط3_دار المعارف_القاهرة_1974م.
  17. عبد الحميد عبد الفتاح المغربي_الإدارة الإستراتيجية لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين_مجموعة النيل العربية_1999م.
  18. أحمد ماهر_السلوك التنظيمي_مدخل بناء المهارات_ط6_الدار الجامعية للطب والنشر والتوزيع_الإسكندرية_1997م.
  19. عبد السلام أبو قحف_أساسيات الإدارة الإستراتيجية_ط4_مكتبة الإشعاع للطباعة والنشر والتوزيع_الإسكندرية_1997م.
  20. عبد الحكم أحمد الخزاعي_فن اتخاذ القرار_مدخل تطبيقي_مكتبة ابن سينا_القاهرة_1998م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

 

 

 

 

بحوث في الاعلام

إعداد : ا.د.عبدالنبي عبدالله الطيب

أستاذ الصحافة بجامعة جازان  بالمملكة العربية السعودية

أستاذ الصحافة بجامعة وادي النيل بالسودان

أستاذ الصحافة بجامعة شندي بالسودان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

هذه محاولة لجمع تراث علمي قمت بانجازه علي مدي عشرين عاما من العمل بالتعليم الجامعي. وقد رأيت جمعه في هذا الكتاب لأمرين: الأول هو خوف الضياع حيث انه ظل إما حبيس الأوراق في الأدراج، او الملفات الالكترونية، أما السبب الثاني فقد رأيت نشره حتي يكون هاديا للباحثين من الشباب.

وقد غطت البحوث كل مجالات البحث العلمي الإعلامي، فاحتوي علي بحوث الدور والأثر والتوظيف والاعتماد والاستخدام. وكذلك شمل كل أنواع وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون وكذلك الإعلام الجديد.

وكانت هذه البحوث قد قدمت في مؤتمرات علمية أو نشرت في مجلات علمية، وهي تقدم خريطة لاهتماماتي كباحث في مجال الإعلام متمنيا أن تجد الرضا والقبول من القارئ العربي ، وختاما نسأل الله التوفيق والسداد.

المؤلف

جازان

11 رمضان 1438ه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دور الصحافة في تشكيل الاتجاهات السياسية للطلاب

 

 

دراسة حالة لطلاب جامعة وادي النيل بالسودان

مايو 2010م

 

 

 

إعداد :

د/ عبد النبي عبد الله الطيب

 

استاذ مشارك بقسم دراسات الاتصال

بكلية العلوم الاسلامية والعربية

جامعة وادي النيل

 

 

 

 

مقدمة :

تتميز الحركة السياسية وسط الطلاب السودانيين بالنشاط والحيوية ، ويعتبر الانخراط في النشاط السياسي احد العلامات البارزة التي تميز الطالب السوداني ، فمنذ بدايات التحاق الطالب الجامعي السوداني بأحد مؤسسات التعليم العالي السودانية ، يبدأ سريعاً بالبحث عن حزب سياسي يلبي حاجاته المعرفية ويمثل حالة من حالات الاندماج في الوسط الجامعي ، ويكون ذلك بالانتماء ومباشرة لحزب سياسي ، أو بالتأييد فقط دون الدخول في اطر التنظيمية الحزبية .

وقد كان أول مؤشرات الاهتمام السياسي الفاعل للطلاب في الحركة السياسية إن سجل التاريخ السياسي الحديث للطلاب أدوارا سياسية بارزة من لدن حركة إضراب طلاب كلية غوردون التذكارية في مطلع القرن الماضي ، إلى المشاركات الفاعلة للطلاب في مقاومة الاستعمار الانجليزي عبر مؤتمر الخريجين ، ثم  مساهمتهم الفاعلة في ثورة أكتوبر 1964م وثورة شعبان 1975م ، وثورة ابريل 1985م ، ثم مشاركتكم الفاعلة الداعمة لصفوف الجيش السوداني ضد حركة التمرد في جنوب السودان طوال الفترة من 1990م وحتى توقيع اتفاق السلام في 2005م .

وتولى الأحزاب السياسية السودانية اهتماماً خاصاً بالحركة الطلابية وتهتم أكثر بأساليب نوعيتها وتشكيل آراء السياسية ، وتلعب وسائل الإعلام الحزبية خصوصاً الصحافة دوراً مقدراً في تشكيل الوعي السياسي للطلاب ، وتجئ هذه الدراسة في هذا الإطار بحثاً واستقصاءاً في الاتجاهات السياسية للطلاب السودانيين .

مشكلة الدراسة :

جاء اختيار هذه المشكلة تحديداً من خلال ملاحظة الباحث واهتمامه برصد النشاط غير الصفي للطلاب والمتمثل في أنشطتهم الثقافية والاجتماعية ، وذلك لأن الباحث كان ناشطاً سياسياً وثقافياً واجتماعياً في فترة دراسته الجامعية *. وكذلك كان الاختيار بسبب تدريس الباحث للطلاب لبعض المواد الدراسية المتعلقة بنظريات الإعلام وتأثير وسائل الإعلام ، لذلك فقد اهتم الباحث دائماً بالتقصي عن العوامل التي تساهم في تشكيل الوعي السياسي للطلاب وتتمثل مشكلة الدراسة في معرفة الدور الذي ينبغي أن تقوم به الصحافة باعتبارها أكثر وسائل الإعلام التي تهتم بالجوانب السياسية من خلال موادها المقدمة في فشل أخبار أو تحليلات وتفسيرات للأحداث أو من خلال التحقيقات والحوادث الصحافية ، مما يعطي فرصة اكبر للمتلقي في استيعاب المحتوى ومناقشته مع آخرين مما يعد خطوة مهمة في تشكيل وعي الطالب السياسي .

ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل التالي (ما هو الدور الذي تلعبه الصحافة في توعية الشباب الجامعي بالقضايا السياسية والطريقة التي تعرض بها المواد مما يجعلها مقبولة لدي المتلقي وبالتالي تؤثر فيه وتكون قناعاته السياسية)

أهداف الدراسة :

تهدف هذه الدراسة للتالي :-

  1. معرفة الأدوار التي تلعبها الصحافة في تشكيل الوعي السياسي للطلاب .
  2. تحديد السلبيات والايجابيات في تغطية الصحافة للمشكلات السياسية وبالتالي تحديد دورها في تشكيل الوعي السياسي للطلاب .
  3. الوقوف على الكيفية التي يطالع بها الطلاب بالصحف .
  4. تحديد مدى اقتناع الطلاب بما تقدمه الصحافة من معلومات

تساؤلات الدراسية :

تسعى هذه الدراسة في الإجابة على التساؤلات التالية :-

  1. ما ملامح الدور الذي تقوم به الصحافة في تشكيل الوعي السياسي للطلاب ؟
  2. ما الجوانب الايجابية للدور الذي تقوم به الصحافة تجاه الطلاب ؟
  3. ما جوانب القصور التي تشوب هذا الدور؟
  4. كيف يمكن تجاوز هذا القصور؟
  5. ما مستوى قراءة الطالب السوداني للصحف ؟
  6. ما جوانب اهتمامات للطلاب لما تتناوله الصحف ؟
  7. ما الطرق التي يتحصل الطلاب من خلالها على الصحف ؟

الدراسات السابقة :

  1. التعرض للقنوات الفضائية الأجنبية وعلاقتها بالهوية الثقافية لدي الشباب الجامعي (1) .

هدفت هذه الدراسة لتحديد حجم عينة الطلاب الذين يشاهدون القنوات الفضائية ، وتأثير هذه المشاهدة على مستواهم التعليمي وقناعاتهم السياسية والثقافية والاجتماعية .

  1. العلاقة بين التعرض للصحافة المصرية والوعي بقضية الإرهاب الدولي لدي شباب الجامعات (2)

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على درجة التعرض عند طلاب الجامعات المصرية للصحف وتأثير هذا التعرض على علاقتهم بقضايا الإرهاب .

  1. اتجاهات كلية الإعلام نحو قراءة الصحف الالكترونية الفلسطينية دراسة ميدانية على عينة من طلبة الإعلام في جامعتي الأقصى والأزهر.

هدفت هذه الدراسة على الوقوف على معرفة الاتجاهات السلبية والايجابية نحو الصحف الفلسطينية المنشورة على شبكة الانترنت ومعرفة مدى اقتناعهم بما تقدمه هذه الصحف ، وهل يعتبر ما تقدمه من معلومات كافياً لتشكيل الوعي السياسي لدي الطلاب في الجامعتين ، وهل يكتفي الطلاب بمطالبة الصحف الالكترونية دون الصحف الورقية .(3)

  1. دور الصحافة المحلية الليبية في التوعية بقضايا التنمية البشرية

دراسة مسحية للمضمون والجمهور والقائم بالاتصال (5)

قامت هذه الدراسة بتصوير وتحليل وتوصيف معالجة الصحف المحلية الليبية وتحديد دورها في تشكيل الوعي بقضايا التنمية البشرية ومعرفة قدرة الصحافة الليبية في تقديم ما يفيد الجمهور ورفع مستوى وعيه بهذه القضايا .

  1. الصحافة المحلية والتنشئة السياسية في ليبيا (1)

هدفت هذه الدراسة للتعرف على المادة السياسية التي تقدمها الصحافة المحلية الليبية ومدى استيعاب الجمهور لهذه المادة بشكل عام ، كما تهدف الدراسة لمعرفة اتجاهات وميول الجمهور ومدى إبداء ملاحظاته حول المادة السياسية التي تقدمها هذه الصحف .

ويلاحظ على الدراسات السابقة أنها جميعاً قد هدفت لبلورة موقفين الأول مدللا إسهام وسائل الإعلام في تشكيل الوعي السياسي للجمهور عامة وجمهور الطلاب أو الشباب خاصة أما الموقف الثاني فقد هدف لمعرفة ميول واتجاهات الجمهور من هذه الوسائل ومعلوم أن درجة الميول والاتجاهات سلباً أو إيجابا تعزز بشكل كبير عملية تكوين القناعات السياسية .

وقد ساعدت الدراسات التي تم الوقوف عليها واستعراضها الباحث في تحديد وصياغة مشكلة البحث ، كما ساهمت أيضا في تسهيل عملية إعداد استمارة الاستبيان التي اعتمد عليها الباحث في جمع بياناته .

نوع الدراسة :

تقع هذه الدراسة ضمن إطار الدراسات الوصفية والتي تحاول ان تصور أو توثق والوقائع والحقائق والاتجاهات الجارية (2).وذلك للتعرف على خصائص القراء وغير القراء ودوافع القراءة وأسباب الفروق عن القراءة .

منهج الدراسة :

اعتمدت هذه الدراسة منهج المسح على اعتبار أنه المنهج الأنسب للدراسات الوصفية بصفة عامة ، وتلك التي تستهدف وصف خصائص القراء للصحف وسلوكهم الاتصالي نحو الصحف بصفة خاصة (3).

وقد استفاد من هذا المنهج في تحديد نوع العينة وحجمها ومفردتها ، كما استفاد منه في صياغة أسئلة صحيفة الاستبيان واستكمال هيكل الصحيفة واختيار صدق الأداة منهجياً ، كما استفاد منه الباحث في عملية تصنيف وتبويب البيانات وصولاً للنتائج .

مجالات الدراسة :-

  1. المجال المكاني : جامعة وادي النيل وهي جامعة حكومية سودانية تم إنشاؤها في عام 1990م ضمن ما يعرف في السودان بثورة التعليم العالي والتي هدفت للتوسع في فتح الجامعات وذلك لخلق كوادر قادرة على قيادة عمليات التنمية ، وتضم الجامعة تسع كليات ما بين كليات تطبيقية وأخرى للدراسات الإنسانية .
  2. المجال البشري : طلاب كلية العلوم الإسلامية والعربية وهي تضم 4 أقسام هي : الإعلام دراسات الاتصال (الاقتصاد الإسلامي أصول الدين واللغة العربية وتقع الكلية في مدينة بربر التاريخية .
  3. المجال الزماني : أجريت الدراسة في شهر ابريل 2010م

عينة الدراسة :-

عينة الدراسة هي العينة العشوائية المنتظمة حين حصل الباحث على قوائم بأسماء الطلاب والطالبات المسجلين للعام الدراسي 2010م بجميع أقسام الكلية ، وتم اختيار المفردة الأولى عشوائياً وكانت الرقم (5) وتم تحديد المدى بـ(10) وعليه تم اختيار أفراد العينة وبلغ عددهم(218) طالباً وطالبة يمثلون 10% من أعداد الطلاب المسجلين لهذا العام . وقد تم شرح طريقة ملء استمارة الاستبيان للطلاب في المستوى الأول والثاني وذلك لتقليل فرص الأخطاء أما الطلاب في المستوى الثالث والرابع فقد مروا بتجارب مماثلة لملء استمارات استبيان لذلك لم يكونوا في حاجة لمثل هذا التدريب .

استمارة الاستقصاء :

تم اختيار هذا الأسلوب لأن الاستقصاء حسبما يصف الدكتور محمد عبد الحميد ، بأنه يأخذ الصدارة بين أساليب جمع البيانات في بحوث الصحافة نظراً لما يتم عبه من خصائص تميزه عن غيره من الأساليب ، وتتفق طبيعة الاستقصاء مع الظاهرة الصحيفة التي يمثل الجمهور قراءة الصحف عنصراً من عناصر .

وقد تكونت استمارة الاستبيان من (15) سؤالاً كلها أسئلة مغلقة ، حيث أعطي الطالب خيارات محددة لاختيار خيار واحد أو أكثر من خيار حسب طبيعة السؤال.

إجراءات الثبات :

تم التحقق من ثبات الاستمارة عبر الإجراءات التالية :

  1. تم إجراء مقابلة أوليه مع بعض المبحوثين الذين تم اختيارهم عشوائياً ثم تم تحديد نسب اتفاق إجابتهم.
  2. تم استخدام أسئلة في الاستمارة توضح مدى دقة إجابة المبحوث على أسئلة مشابهة ضمن الاستمارة

إجراءات الصدق :-

تم عرض الاستمارة على ثلاثة من المحكمين من أساتذة الإعلام والإحصاء بالجامعة وذلك للتأكد من قدرة الأسئلة التي تحتويها لاستمارة على قياس متغيرات الدراسة بدقة

مناقشة نتائج الدراسة :

على ضوء الأسئلة السبعة التي طرحها كتساؤلات للدراسة يمكن استعراض في نتائج الدراسة على النحو التالي :-

  1. الدور الذي تقوم به الصحافة في تشكيل الوعي السياسي للطلاب ، يمكن تلمس هذا الدور في أن الدراسة قد كشفت أن 67% من الطلاب عينة الدراسة يطالعون الصحف ، وان 50% منهم يطالعونها دائماً بينما يطالعها أحياناً 35% مما يدل على أن الصحف مصدر مهم من مصادر معلومات الطلاب عن البيئة الخارجية المحيطة بهم ، ومن ضمن هذه البيئة الأخبار والموضوعات السياسية ، وقد تجلي ذلك في ان أغلبية الطلاب عينة البحث يهتمون بمثابة الأخبار بنسبة 40% والموضوعات السياسية بنسبة 30% والفنون والآداب بنسبة 2% والرياضة بنسبة 20% وتوزعت باقي النسبة في متابعة أخبار الجريمة والاقتصاد .
  2. الجوانب الايجابية في الدور الذي تقوم به الصحافة تجاه الطلاب أكد الطلاب عينة الدراسة تقديرهم لمصداقية الصحف حيث بلغت نسبة من يرون أنها صادقة جداً 20% بينما بلغت نسبة من يرون أنها صادقة 50% من أفراد العينة ، وهذا مما يعزز من تأثير الصحافة على جمهور الطلاب وقد وصف الطلاب المعلومات التي يتحصلون عليها من الصحف بالكفاية حيث بلغت نسبة من يرون إنها كافية جداً 25% بينما بلغت نسبة من وصفوها بالكفاية 40% وتساوت نسبة من يرون ان الصحافة قد ساهمت في تكوين قناعاتهم السياسية مع من يرون غير ذلك نسبة 50% لكل .
  3. جوانب القصور التي تقف حائلاً دون كمال الصحافة لتشكيل دورها السياسي : يري اغلب أفراد العينة إن الصحافة السودانية تحتاج لتطوير حيث بلغت نسبة هؤلاء 50% من أفراد العينة ، كما أن الصحافة قد جاءت في المرتبة الثالثة حين طلب من أفراد العينة ترتيب وسائل الإعلام من حيث الأهمية .

ورغم ذلك فقد ابدي عدد كبير من أفراد العينة تقديرهم للصحافة وأجاب 30% من أفراد العينة بأنهم سيكونون حزيينين  جداً إذا صدر قرار بإغلاق الصحف بينما وصف 40% شعورهم بالحزن إذا صدر مثل هذا القرار .

وحول ترتيب الصحف من حيث نوعية تخصصها جاءت الصحف الرياضية والسياسية في المرتبة الأولى حيث رأي 21% من العينة أن الصحف الرياضية مهمة جداً 20% بينما تساوت النسبة في وصف الصحف بعد ذلك على النحو التالي :

الصحف الاجتماعية وصحف الجريمة ثالثاً بينما جاءت صحف التسلية في المرتبة الرابعة .

ولتأكيد أهمية الصحف في حياة الطلاب تم سؤالهم عن شعورهم إذا تم إيقاف الصحف بقرار سياسي وجاءت قيم حزين جداً وحزين في المقدمة بنسبة 30% بالتساوي .

وعند سؤال العينة عن ترتيب بعض القيم التي تهتم الصحافة السودانية بتغطيتها جاءت قضية التحول الديمقراطي في المقدمة ثم تلتها قضايا التنمية ثم السلام تم عكس قضايا المجتمع ثم عكس قضايا الشباب وأخيراً جاءت قضية محاربة الفساد في المرتبة الأخيرة .

خلاصة النتائج :

  1. ارتفاع نسبة مقروئية الصحافة السودانية بين الطلاب .
  2. أن الطلاب يداومون على قراءة الصحف بشكل رابت
  3. تحظي الموضوعات السياسية والرياضية بالأولوية لدي الطلاب .
  4. ارتفاع نسبة مصداقية الصحافة السودانية لدي الطلاب
  5. كفاية المعلومات المتحصلة من الصحافة السودانية
  6. ساهمت الصحافة بشكل كبير في تكوين قناعات سياسية لدي الطلاب وتعزيز قناعات موجودة مسبقاً
  7. وصف الطلاب الصحافة السودانية بأنها محايدة ومتوازنة
  8. وصف الطلاب الصحف بأنها تخدم مصالح المجتمع وتعكس منجزات الحكومة

توصيات الدراسة :

توصي الدراسة بالتالي :

  1. فتح منابر حوار ايجابي بين قطاعات الطلاب على صفحات الصحف وذلك لمناقشة قضاياهم العامة
  2. بث بعض القيم التي تؤدي لزيادة الجهوية والقبلية والتعصب
  3. نشر مواد ثقافية تناسب شريحة الشباب
  4. الاهتمام بأساليب التغطية الحديثة وخاصة عند التعرف لقضايا المخدرات والعادات الضارة على اعتبار أنها مشاكل تواجه الطلاب .
  5. الاهتمام بإصدار صحف خاصة بالطلاب أو ملاحق أو صحفاً متخصصة داخل الصحف .

 

جامعة وادي النيل

كلية العلوم الإسلامية والعربية

قسم دراسات الاتصال

 

 

 

 

تقويم وسائل الإعلام من وجهة نظر الطلاب

دراسة حالة طلاب جامعة وادي النيل

 

 

 

فبراير 2012م

 

 

د.مكي محمد مكي                                              د.عبد النبي عبد الله الطيب

 

 

 

 

 

 

مدخل

اهتم الباحثون منذ بداية ظهور الدراسات الإعلامية بتتبع أثر وسائل الإعلام على المتلقين ، وذلك لمعرفة الآثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وغير ذلك من الأثر الذي تحدثه وسائل الإعلام على جمهور المتلقين .

وبالنسبة للطلاب ؛ فقد اهتم الباحثون بشكل أساسي بتتبع الأثر التربوي والتعليمي الناتج من توظيف وسائل الإعلام  كبدائل أو مكمل للعملية التعليمية ، كما اهتموا أيضاً بدراسة الأثر السلوكي لوسائل الإعلام على الطلاب ؛ وارتباط ذلك بحالات العنف وما شابهه من سلوك اجتماعي غير مقبول ، ويقوم ذلك على فرضية أن التعرض لوسائل الإعلام التي تقدم مضامين عنيفة يمكن أن تقود الطلاب وهم في بدايات التكوين الفكري والنفسي لتقليد ما يشاهدونه مما يؤدي لانحرافهم.

وتتخذه هذه الدراسة مدخلاً مغايراً لما سبق من دراسات إذ أنها تسعى لتحديد مدى العلاقة الناشئة بين الطلاب في المرحلة الجامعية ووسائل الإعلام التقليدية ، صحافة ، إذاعة ، تلفزيون ؛ على اعتبار أن هذه الوسائل قد أضحت في تحد كبير من قبل الإنترنت الذي بدأ يجد اهتماماً كبيراً ، لذلك فإن التأكد من ثبات العلاقة بين الطلاب الجامعيين ووسائل الإعلام يصبح أمراً ضرورياً للمهتمين والمشتغلين بوسائل الإعلام .

أولاً : منهجية الدراسة

1- مشكلة الدراسة :

كانت نظريات الإعلام في بداياتها تركز على قوة وفاعلية وسائل الإعلام ، وأن الجمهور تجاه هذه الوسائل سلبياً ، وأنه يتلقى ما تقدمه وسائل الإعلام دون القدرة على تقويمه ومقاومته ، وانتشرت مسميات لنظريات تصف هذه الحالة بنظريات الطلقة السحرية والحقنة المخدرة . وقد يكون هذه الأمر صحيحاً عندما كانت وسائل الإعلام محدودة ؛ تتمثل في الإذاعة والصحافة ؛ إلا أنه وبدخول التلفزيون الساحة ، والتطور الكبير في عمليات نقل مضمون وسائل الإعلام ؛ باستخدام الأقمار الصناعية ؛ وتوظيف الألياف الضوئية في عمليات النقل ؛ وما تضيفه من سرعة ودقة ؛ تغيرت تلك المفاهيم السابقة ، وأصبح ينظر للجمهور كعنصر فاعل في عملية الاتصال ؛ يقوم باختيار الوسائل التي تلبي تطلعاته ، وتشبع حاجاته .

والجمهور في حالة هذه الدراسة ؛ هم طلاب الجامعات ؛ والذين يعتبرون شرائح فاعلة وذات حاجات متعددة ومتجددة ، فتأتي هذه الدراسة لتحديد علاقة الطلاب بوسائل الإعلام المختلفة . ويمكن صياغة المشكلة في التساؤل الرئيس التالي ؛ كيف يقوم الطلاب فاعلية وسائل الإعلام؟ وما هي أسباب تفضيلهم لوسيلة على الأخريات ؟

2- تساؤلات الدراسة :

تسعى هذه الدراسة للإجابة على التساؤلات التالية :

  • هل يتابع الطلاب السودانيين وسائل الإعلام المختلفة ؟
  • ما درجة متابعتهم لهذه الوسائل ؟
  • ما أسباب هذه المتابعة ؟
  • ما الإشباعات التي تقدمها وسائل الإعلام للطلاب ؟
  • ما مدى تصديق الطلاب لما تقدمه وسائل الإعلام ؟
  • ما هي أكثر الوسائل الإعلامية تفضيلاً بين الطلاب ؟

 

3- أهداف الدراسة :

من خلال مشكلة البحث وتساؤلاته فإن هذا البحث يهدف إلي الآتي :

  • التعرف على العلاقة بين الطلاب السودانيين ووسائل الإعلام .
  • قياس درجة تفضيل وسائل الإعلام بين الطلاب.
  • تحديد مدى الرضا والقبول الذي تجده وسائل الإعلام بين الطلاب السودانيين .

4- أهمية الدراسة

تكمن أهمية هذا البحث في طبيعة المشكلة البحثية التي يناقشها البحث ؛ وتتمثل هذه الأهمية في التالي:

أ-إن علاقة الجمهور بوسائل الإعلام كانت دائماً محل جدل ودراسة وتزداد هذه الأهمية ؛ إذ عرفنا أن الجمهور هو الطلاب ، وهم عنصر من الجمهور ذي اهتمامات خاصة ، وحاجات متجددة ؛ ومن هنا تأتي أهمية الدراسة .

ب- نحن الآن نعيش في عصر سيطرة وسائل الإعلام ، أو ما يعرف بعصر الموجة الثالثة ؛ والتي تحاول أن تفرض نمطاً جديداً من الحياة ، أو ما يعرف بالعولمة ؛ والتي تثير العديد من المخاوف ، وتأتي هذه الدراسة لتحدد علاقة الطلاب بهذه الوسائل في ظل هذه الظروف .

5- مجتمع الدراسة :

يعرف مجتمع الدراسة بأنه المجتمع الأكبر أو مجموع المفردات التي يستهدف الباحث دراستها لتحقيق نتائج الدراسة (1) ؛ وبالتالي فإن مجتمع الدراسة يمثل دائماً شريحة كبيرة تخضع للدراسة ، ثم يتم تعميم نتائج الدراسة على كل مجتمع شبيه .

ومجتمع الدراسة في هذا البحث ؛ هم طلاب جامعة وادي النيل ؛ وهي جامعة حكومية أُنشئت في إطار قرارات ثورة التعليم العالي بموجب مرسوم جمهوري صادر في 14/6/ 1990م (2) ؛ ويبلغ عدد كلياتها في مرحلة البكلاريوس عن إعداد هذه الدراسة عشرة كليات مقسمة بين كليات نظرية وتطبيقية .

6- عينة الدراسة :

العينة عبارة عن عدد محدود من المفردات التي سوف يتم تعامل الباحث معها منهجياً ؛ ويشترط في هذا العدد أن يكون ممثلاً لمجتمع البحث في الخصائص والسمات التي يوصف من خلالها هذا المجتمع (3) .

ولتعدد كليات الجامعة وتنوعها ؛ فقد تم اختيار عينة الحصصية ، وذلك لأن العينة الحصصية؛ تتيح للباحث أن يختار عدداً من المفردات يمثل كل فئة دون الحاجة لحجم تمثيلها في المجتمع؛ بحيث تكون حصة كل فئة هي الرقم الذي حدده الباحث (4). وبلغ حجم العينة (  ) مفردة ؛ موزعة على أربع كليات بحيث مثلت الكليات الأدبية ( النظرية ) بكليتين ؛ والعلمية (التطبيقية ) بكليتين .

7- نوع الدراسة :

تقع هذه الدراسة في إطار الدراسات الوصفية ( وهي الدراسات التي تهتم بدراسة الحقائق المتصلة بالظواهر والأحداث أو الأوضاع القائمة عن طريق جمع معلومات وبيانات عنها وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها وإصدار تعميمات بشأنها (5) .

8-أدوات جمع البيانات :

اعتمد هذا البحث في جمع بياناته على استمارة استبيان كأسلوب لجمع البيانات يتفق وأهداف الدراسة وطبيعة الجمهور المبحوث ؛ وقد مر تصميم الاستمارة بالخطوات التالية :

  • الخطوة الأولى : وفيها تم تحديد أهداف الدراسة وتساؤلها الرئيس ؛ ثم التساؤلات الفرعية المنبثقة عنه ، كما تم تحديد مجتمع الدراسة ونوعية المعلومات المطلوبة المتسقة مع تساؤلات الدراسة وأهدافها ؛ وذلك حتى يتم تصميم استمارة تلبي فعلاً مطلوبات البحث .
  • الخطوة الثانية : تم في هذه المرحلة إعداد تصميم مبدئي للاستمارة مراعياً العوامل التي تم تحديدها في الخطوة الأولى ؛ حيث تم تقسيم الاستمارة إلي محاور حتى تسهل على المبحوث فهم المطلوب والانتقال في محور لآخر بسلاسة ؛ ثم مراجعة الأسئلة حتى يتم التأكد من وضوحها وشمولها تفادياً لأي أخطاء تنتج من سوء فهم السؤال ؛ وأخيراً إحكام الصياغة النهائية للاستمارة بعد التشاور بين الباحثين .

9-قياس الصدق :

تهتم البحوث الوصفية المسحية بمسالة الصدق ؛ وذلك لأن صدق الاستمارة ( يؤدي للوصول إلي البناء العاملي للسلوك أو الأداء على فقرات الاختبار أو المقياس المستخدم (6) ؛ وللتأكد من أن الاستمارة تقيس فعلاً المعلومات المطلوبة ؛ فقد تم عرض الاستمارة على أثنين من الأساتذة المختصين في مجال الإحصاء ومناهج البحث ؛ وقاما بمراجعتها وإبداء بعض الملاحظات حولها ، ومن ثم قام الباحثان بصياغة الاستمارة وبشكلها نهائي وفقاً لهذه الملاحظات .

10- قياس الثبات :

يشير الثبات إلي درجة الاستقرار أو الاتساق في الدرجات المتحققة على أداة القياس مع الزمن(7) .

وفي حالة هذا البحث فقد تم عرض البحث على مجموعة من مجتمع البحث الذين تم اختيارهم كعينة ، ثم طرحت نفس الاستمارة على المجموعة مرة أخرى ؛ وذلك للتأكد من اتساق الإجابات ، وقد حققت الاستمارة نسبة ثبات عالية بلغت 94.0% ؛ على ضوء مقياس ألفا.

ثانياً : أدبيات الدراسة

  • الدراسات السابقة

تهدف هذه الخطوة للوقوف على نماذج من دراسات تناولت علاقة الطلاب مع وسائل الإعلام؛ وذلك لتحديد قواسم مشتركة بين هذه الدراسة وماسبقها من دراسات ، وتبيان أوجه الشبه والاختلاف بينها وبين ماسبق من دراسات .

الدراسة الأولى :

دراسة منى علي الحديدي ؛ بعنوان : دور التلفزيون الأردني في تشكيل منظمومة القيم لدى طلاب الجامعات الأردنية (8)

هدفت الدراسة إلي معرفة دور التلفزيون الأردني في تشكيل منظمومة القيم لدى طلبة الجامعة الأردنية .

وخلصت الدراسة إلي وجود دور إيجابي للتلفزيون الأردني في تشكيل منظمومة القيم لدى طلاب الجامعة الأردنية . وبلغت أعلى معدلات للمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجاميع القيم المشكلة لدى طلاب الجامعة الأردنية مرتبة كالتالي ؛ قيم العمل الجماعي ، القيم الجمالية ، القيم الاجتماعية ، القيم السياسية ، القيم النظرية ، القيم الدينية .

وبينت الدراسة أن منظمومة القيم المشكلة من خلال التلفزيون الأردني لدى الإناث أعلى منها عند الذكور ، وأبناء القرى من الطلبة أعلى عندهم من أبناء المدن ، وأرجع الباحث تدني القيم لدى أبناء المدن لانتشار عوامل أخرى مثل الإنترنت.

الدراسة الثانية :

دراسة مصطفى عبدالفتاح محمود ؛ عنوان الدراسة : أثرنشرات الأخبار وبرامج الأحداث الجارية في التلفزيون في تزويد المشاهدين بالمعلومات  والأفكار مع دراسة تطبيقية على المشاهدين في دولة قطر (9).

أجرى الباحث دراسة ميدانية اعتمدت على صحيفة استبيان كأداة لجمع المعلومات ، وتتكون صحيفة الاستبيان من أسئلة الحقائق ، أسئلة الرأي ، أسئلة الدوافع ، أسئلة معرفية . واختار الباحث عينة حصصية من سكان مدينة الدوحة وضواحيها .

وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها ؛ ارتفاع نسبة المشاهدة خلال فترة بث الأخبار  الرئيسة على البرنامج الأول ، رأي المبحوثون أن نشرات الأخبار مناسبة تماماً من حيث وقت البث ، والزمن المخصص للبث ، وافق 85% من عينة البحث أن النشرة شاملة لكل الأحداث المهمة . ورأي 84.5% من أفراد العينة أن متابعة نشرة الأخبار ساعد في زيادة وعيهم السياسي .

الدراسة الثالثة

دراسة هالة كمال نوفل ؛ عنوان الدراسة : دور برامج تبسيط العلوم والتكنولوجيا في الراديو والتلفزيون المصري في التثيقف العلمي للطلاب (10).

أجرت الباحثة دراسة تحليلية وأخرى استطلاعية من خلال منهج المسح ، واعتمدت الباحثة على عينة عشوائية منتظمة . أسفرت الدراسة عن عدد من النتائج منها؛ أهمية التعرف على استخدامات الطلبة الجامعيين لبرامج تبسيط العلوم والتكنولوجيا في التثقيف العلمي والتكنولوجي . كشفت الدراسة أن أكثر الاشباعات التي تم الاستفادة منها هو شعور الطلبة بزيادة معلوماتهم والثقة في إمكانية إنجاز بعض المشاريع العلمية ، ثم استخدام الأسلوب العلمي  في حل المشكلات .

الدراسة الرابعة

دراسة أميرة محمد إبراهيم النمر ؛ بعنوان : أثر التعرض للقنوات الفضائية على النسق القيمي للمراهقين من طلاب المرحلة الثانوية (11) .

هدفت الدراسة لتحديد علاقة المراهقين بالقنوات الفضائية ، ومعرفة أثر التعرض لى ضوء نظريات التعلم ولإعلام .

توصلت الدراسة للنتائج التالية : تزداد مشاهدة العلاقة بين كثافة مشاهدة المراهقين للقنوات القضائية وزيادة إدراكهم السلبي للقيم الأخلاقية ؛ وقيمة الحرية . وأوضحت الدراسة أن هناك علاقة ارتباطيه بين كثافة مشاهدة المراهقين للقنوات الفضائية ، وزيادة استعدادهم لتبني قيم الحرية والانتماء التي تروج لها هذه القنوات .

الدراسة الخامسة :

دراسة حنان عزت أحمد ؛ بعنوان : تأثير المسلسلات الأمريكية الاجتماعية على إدراك طلاب المدارس الثانوية للعلاقات الاجتماعية (12)

أجرت الباحثة دراسة ميدانية على عينة مكونة من (195) مفردة تم اختيارها عشوائياً ؛ شملت أولاد وبنات ؛ ممن يتابعون مسلسل الجريء والجميلات ، وكذلك تم أيضاً تحليل مضمون سبع حلقات منه.

وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج أهمها ؛ أن موضوعات الزواج والطلاق هي أكثر المضامين الاجتماعية التي اهتمت بها عينة البحث ، كشفت الدراسة أنه كلما زاد التعرض للمسلسلات الاجتماعية الأمريكية ؛ كلما كان إدراك المراهق للعلاقات الاجتماعية أقرب لتقليد المعالجة التلفزيونية .

الدراسة السادسة

دراسة بارعة حمزة شقير؛ بعنوان : دور التلفزيون اللبناني في ترتيب أولويات طلبة الجامعيين اللبنانية(13).

أجرت الباحثة دراسة مسحية مستخدمة منهج المسح ؛ وذلك بإجراءاستبيان على عينة من طلاب وطالبات الجامعة اللبنانية عن طريق العينة الحصصية ، وبلغ قوام العينة (250) مفردة.

وجاءت أهم نتائج الدراسة كالتالي: تحقق وسائل الإعلام في لبنان وظيفة ترتيب الأولويات في مجال الأخبار ، وعدم وجود فروق جوهرية بين الانتماء الديني للطلاب وترتيب أهمية الأخبار ، هناك علاقة بين ترتيب القضايا المحلية لدى الجمهور وترتيبها لدى وسائل الإعلام.

الدراسة السابعة

دراسة شيماء ذو الفقار حامد ؛ بعنوان :دور المادة الإخبارية في التلفزيون المصري في تشكيل اتجاهات طلاب الجامعة نحو أداء الحكومة (14) .

أجرى الباحث دراسة مسحية باستخدام المنهج المسحي على طلاب الجامعة ، وقد تم استخدام أسلوب العينة العشوائية متعددة المراحل (العنقودية) وقد بلغ حجم العينة (526) مفردة .

وتوصلت الدراسة لنتائج متعددة منها أن نسبة من يتعرضون للمادة الإخبارية مرتفعة نوعاً ما، وبلغت 59% ، كما وجد الباحث أن هناك اختلاف ذو دلالة إحصائية في متوسط حجم التعرض للمواد الإخبارية بين الذكور والإناث لصالح الذكور، ما أكدت الدراسة أنه لا توجد علاقة بين حجم التعرض للمواد الإخبارية والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للمبحوث .

الدراسة الثامنة

دراسة جابر موسى بوجرك ؛ عنوان الدراسة : اتجاهات طلاب كلية الإعلام نحو قراءة الصحف الإلكترونية الفلسطينية (15).

هدفت هذه الدراسة إلي معرفة الاتجاهات السلبية والإيجابية نحو الصحف الفلسطينية المنشورة على شبكة الإنترنت ، ومعرفة مدى اقتناعهم بما تقدمه هذه الصحف ، وهل ما يعتبر ما تقدمه من معلومات كافياً لتشكيل الوعي السياسي لدى الطلاب ؟ ، وهل يكتفي الطالب بما طالعه من الصحف الإلكترونية دون الصحف الورقية ؟ .

وقد أثبتت الدراسة ارتفاع نسبة من يتابعون هذه الصحف ، وبلغت 75% من أفراد العينة ، وكذلك ارتفاع نسبة من يعتمدون عليها كمصدر رئيس للأخبار بنسبة 65% من أفراد العينة .

أوجه التشابه والاختلاف بين هذه الدراسة والدراسات السابقة

  • تشابهت الدراسة مع الدراسات السابقة في الجمهور الذي خضع للدراسة ، كما أن الدراسات السابقة تتشابه مع هذه الدراسة في المنهج وأداة جمع البيانات ( الاستبيان) وتتشابه مع بعض الدراسات السابقة في طريقة اختيار عينة البحث .
  • أما أبرز أوجه الاختلاف فإن كل الدراسات السابقة قد أخضعت العلاقة بين مجتمع الدراسة البشرى ( الطلاب) وتلك الوسائل كل على حدا ، لقياس الاشباعات المتحققة أو أسلوب الاستخدام ، بينما انفردت هذه الدراسة بقياس العلاقة بين الطلاب وتلك الوسائل مجتمعة ، مما يسهل المقارنة في قياس درجة الاشباعات المتحققة ، وأسباب

تفضيل وسيلة على أخرى .

2-النظريات التي تفسر علاقة الطلاب بوسائل الإعلام : ترتبط هذه الدراسة في تفسير الظاهرة ( العلاقة بين وسائل الإعلام والطلاب ) على نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام ، ونظرية الاستخدامات والاشباعات .

  • نظرية لاعتماد على وسائل الإعلام Dependency Theory

ينبني الإطار الفكري لهذه النظرية على سعيها لتفسير لماذا يكون لوسائل الإتصال أحياناً تأثيرات مباشرة ،وأحياناً أخرى تكون تأثيراتها ضعيفة وغير مباشرة(16).وبهذا فإنه يمكننا أن نصف نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام ؛بأنها نظرية تهتم بدراسة بيئة وسائل الإعلام ، وتنظر للمجتمع باعتباره تركيباً عضوياً ، وهي تبحث عن كيفية ارتباط الجمهور بالوسائل ، ومحاولة تفسير السلوك الناتج من هذا الارتباط .

ويعزي عمادالدين مكاوي علاقة الاعتماد على وسائل الإعلام على ركيزيتين أساستين هما(17):

أ-1- الأهداف : لكي يحقق الأفراد والجماعات أهدافهم الشخصية والاجتماعية ؛ فإن عليهم أن يعتمدوا على موارد يسيطر عليها أشخاص أو جماعات (وسائل الإعلام) والعكس الصحيح.

أ-2-المصادر:يسعى الأفراد والمنظمات إلي المصادر المختلفة التي تحقق أهدافهم ، وتعد وسائل الاتصال نظام معلومات يسعى إليه الأفراد والمنظمات من أجل بلوغ أهدافهم .

ويصف عماد مكاوي الجهد الذي تقوم به وسائل الإعلام ويجعلها مصدر ثقة واعتماد بالتالي (18)

أ-2-1- أنها تقوم بجمع المعلومات التي تشعر بأن المجتمع يحتاج لمعرفتها .

أ-2-2-تنسيق المعلومات : حيث تقوم وسائل الإعلام بعملية تنقيح وصياغة وتحرير للمعلومات وتقديمها في قالب جذاب .

أ-2-3-نشر المعلومات : وذلك بأن وسائل الإعلام توظف إمكاناتها التقنية للوصول لأكبر عدد من الجمهور مما يحقق لها نوع من الهيمنة .

وتحدد نظرية الاعتماد طبيعة العلاقة بين الفرد وسائل الاتصال ، فكلما اعتمد الفرد على هذه الوسائل لإشباع حاجاته المعرفية ، قامت الوسائل بدور مؤثر في حياة الفرد النفسية والاجتماعية .

ويحصر ملفن دوفلير العوامل التي تؤثر في عملية الاعتماد على وسائل الإعلام في التالي (19):

أ-طبيعة الجمهور المستهدف وأهدافه من الاعتماد.

ب-طبيعة المجتمع ومدى توافر مصادر المعلومات فيه .

ج-طبيعة تنوع وسائل الإعلام.

د-طبيعة الوقت أو الظروف الذي يمر به الفرد والمجتمع.

هـ-طبيعة المعلومات التي تقدمها وسائل الاتصال.

ويؤدي الاعتماد على وسائل الإعلام إلي حصول الفرد على المعلومات التي تفسر الوقائع من حوله ؛ وتساعده على تفهم الأزمات والتفاعل معها وأساليب مواجهتها ، كما يتمكن من اكتساب القيم والمعايير القائمة في المجتمع وتغيير أو تعديل أو اكتساب آراء واتجاهات خاصة بالمواقف المحيطة بالفرد.

  • نظرية الاستخدامات والاشباعات Uses and Gratification Theory

قبل أن يضع إلياهو كاتز(عالم اتصال أمريكي ) لبنات نظريته المسماة بمدخل الاستخدامات والاشباعات ، سادت في العالم مفاهيم نظريات الانسياب المباشر لوسائل الإعلام ( نظرية الحقنة المخدرة والطلقة السحرية ) ،والتي صورت جمهور وسائل الإعلام كمتلقي سلبي ؛ لا يبدي مقاومة لما تبثه وسائل الإعلام ، أو مفاهيم انسياب الإعلام على مرحلتين ، والتي قسمت الجمهور لطبقتين ؛ طبقة فاعلة تسمى قادة الرأي ؛ وطبقة تابعة توصف بأنها متلقي للإعلام بطريق غير مباشر .

وقد أدى وضع إلياهو كاتز لنظريته تلك في العام 1959م لتحول الانتباه من الرسالة إلي الجمهور الذي يستقبل هذه الرسائل .

وتعد عملية استخدام الجمهور لوسائل الاتصال عملية معقدة ، وترجع لعدة عوامل منها ؛ خلفيات أفراد الجمهور الثقافية ، سياسات الوسيلة وتوجهاتها ، العوامل الشخصية (أسلوب الحياة ، السن ، الدخل ، مستوى التعليم ، النوع) ، ونوع الإشباع الذي يريد الشخص الحصول عليه من التعرض للوسيلة الاتصالية (20).

ويحسب لنظرية الاستخدامات والاشباعات ؛ أنها أدت لما يعرف الآن في مجال

نظريات الإعلام بمفهوم الجمهور النشط ؛ الذي حول دراسة علاقة الجمهور بالوسائل من الإجابة على السؤال ( ماذا ) إلي الإجابة على السؤال (لماذا ) وذلك للتعرف على أسباب تعرض الجمهور لوسائل الاتصال ، وهو ما يعرف بدوافع التعرض (مشاهدة –استماع –اطلاع) ، كما أنها تحاول التعرف على الاشباعات التي يحققها التعرض لوسائل الاتصال بالنسبة للجمهور (21).

ويقسم كامل فرج الحاجات والدوافع التي تؤدي بالجمهور لاستخدام وسائل الإعلام ؛ وبالتالي تحقيق الإشباعات كالتالي :

1-احتياجات معرفية : وتتمثل في الحصول على المعلومات عن طريق الموضوعات المختلفة للتعرف على البيئة المحيطة.

2-احتياجات عاطفية : وتتمثل في تحقيق المتعة ؛ واشباع الحاجات الجمالية والعاطفية.

3-تحقيق الاندماج الذاتي : وتتمثل في رغبة الفرد في تحقيق تطلعاته الشخصية.

4-الحاجة إلي التفاعل الاجتماعي : وتتمثل في تحسين علاقات الفرد مع أسرته وأصدقائه.

5-إزالة التوتر:وتتمثل في الهروب من المشاكل الشخصية والرغبة في اللهو والإمتاع.

ووفقاً لنظرية الاستخدامات والاشباعات فإن هذه الحاجات تنشأ نتيجة لما يعرف بالدوافعMotive ، والدوافع نوعان (22):

أ-دوافع منفعية :وتهدف للتعارف على الذات واكتساب المعرفة والمعلومات والخبرات ومراقبة البيئة ، وترتبط الدوافع المنفعية بالتعرض لنشرات الأخبار وبرامج المعلومات.

ب-دوافع طقوسية:وتهدف إلي إشباع رغبات الفرد في تمضية الوقت والاسترخاء والصداقة والهروب من المشاكل ،وترتبط الدوافع الطقوسية بالتعرض للمسلسلات الأفلام والبرامج الترفيهية.

جدول  (أ) يوضح متغير الجنس في عينة الدراسة

 

يلاحظ من الجدول (أ)  في متغير الجنس ؛ أن متغير الأنثى أتي في المرتبة الأولى بنسبة 54.0% ؛ وفي حين بلغت نسبة متغير الذكر 46.0% ؛ وهي نسبة متقاربة بين النوعين .

جدول (ب) يوضح متغير المستوى الدراسي

 

يتضح من الجدول (ب)  في متغير المستوى الدراسي ؛ أن متغير المستوى الثاني أتي في المرتبة الأولى بنسبة 44.0% ؛ ونال متغير المستوى الرابع المرتبة الثانية بنسبة بلغت  30.7% ؛ وفي المرتبة الأخيرة متغير المستوى الثالث بنسبة بلغت 26.3% . وهي نسب متقاربة بين عدد مفردات الدراسة في المتغيرات الثالث  .

 

 

جدول (ج) يوضح متغير التخصص في عينة الدراسة

يتبين من الجدول (ج)  في متغير التخصص ؛ أن متغير تخصص علمي أتي في المرتبة الأولى بنسبة 51.3% ؛ وفي حين بلغت نسبة متغير تخصص أدبي 48.7% ؛ وهي نسبة متقاربة مفردات عينة الدراسة .

جدول رقم (1) يوضح قراءة الصحف في عينة الدراسة

 

يكشف الجدول رقم (1)  أن نسبة مفردات العينة التي أجابت ( بنعم ) أنها تقرأ الصحف نالت المرتبة الأولى بنسبة كبيرة بلغت 89.3%  ؛ في حين بلغت نسبة الفئة التي أجابت (بلا)  10.7% .

جدول رقم (2) يوضح درجة قراءة الصحف في عينة الدراسة

 

يشير الجدول رقم (2)  أن فئة العينة التي تقرأ الصحف ( أحياناً ) نالت المرتبة الأولى بنسبة كبيرة بلغت 57.3%  ؛ تأتي في المرتبة الثانية بنسبة منخفضة بلغت 18.7% ؛ الفئة التي تقرأ الصحف ( بانتظام ) ؛ وفي المرتبة الأخيرة الفئة التي تقرأ الصحف (نادراً) بنسبة بلغت 13.3% . وهناك عوامل كثيرة وراء قراءة الصحف أحياناً ؛ منها الحالة الاقتصادية للطلاب ؛ ثم انتشار وسائل الثقافة الأخرى من إذاعة وتلفزيون وإنترنت ، وغيرها من الوسائل التي تشغل وقت الطلاب ؛ وعلى رأسها المناهج الدراسية .

 

جدول رقم (3) يوضح أسباب قراءة الصحف

يتضح من الجدول (3)  أن فئة القراء الذين يقرءون الصحف (لمتابعة الأخبار) نالت المرتبة الأولى بنسبة بلغت 47.3%  ؛ وفي المرتبة الثانية الفئة التي تقرأ الصحف( للتسلية وقضاء وقت الفراغ)  بنسبة بلغت 25.3% ؛ وفي المرتبة الثالثة الفئة التي تقرأ الصحف ( لمتابعة الإعلانات ) بنسبة بلغت 13.3% ؛ وفي المرتبة الأخيرة الفئة التي تقرأ الصحف لأنها ( تعودت على قراءتها ) بنسبة بلغت 3.3% .

جدول رقم (4) يوضح الاستماع للراديو في عينة الدراسة

يتبين من الجدول رقم (4)  أن نسبة مفردات العينة التي أجابت ( بنعم ) أنها تستمع للإذاعة  نالت المرتبة الأولى بنسبة كبيرة بلغت 79.3%  ؛ في حين بلغت نسبة الفئة التي أجابت (بلا)  20.7% .

 

 

جدول رقم (5) يوضح درجة الاستماع للإذاعة من العينة

يشير الجدول رقم (5)  أن فئة العينة التي تستمع للإذاعة ( أحياناً ) نالت المرتبة الأولى بنسبة كبيرة بلغت 43.3%  ؛ تأتي في المرتبة الثانية بنسبة منخفضة بلغت 24.7% ؛ الفئة التي تستمع للإذاعة ( بانتظام ) ؛ وفي المرتبة الأخيرة الفئة التي تستمع للإذاعة  (نادراً) بنسبة بلغت 11.3%. وهناك عوامل كثيرة وراء الاستماع للإذاعة أحياناً ؛ منها الظروف الاقتصادية للطلاب؛ ثم انتشار وسائل الثقافة الأخرى من صحف وتلفزيون وإنترنت ، وغيرها من الوسائل التي تشغل وقت الطلاب ؛ وعلى رأسها المناهج الدراسية .

 

جدول رقم (6) يوضح أسباب الاستماع للإذاعة

 

يلاحظ من الجدول (6)  أن فئة  الذين يستمعون للإذاعة (لسماع القرآن الكريم )  نالت المرتبة الأولى بنسبة بلغت 27.3%  ؛ وفي المرتبة الثانية الفئة التي تستمع للإذاعة ( لمتابعة الأخبار)  بنسبة بلغت 21.3% ؛ وفي المرتبة الثالثة لفئة التي تستمع للإذاعة ( لسماع الأغاني والموسيقي ) بنسبة بلغت 14.7% ؛ وفي المرتبة الرابعة  الفئة التي تستمع للإذاعة لأنها ( تقدم برامج جيدة ) بنسبة بلغت 13.3% ، وفي المرتبة الأخيرة الفئتين اللتين  يستمعن للإذاعة ؛ ذلك (لتعود عليها ) أو (للتسلية وقضاء وقت الفراغ ) بنسبة 1.3% .

جدول رقم (7) يوضح مشاهدة التلفزيون عند العينة

يتبين من الجدول رقم (4)  أن نسبة مفردات العينة التي أجابت ( بنعم ) أنها تشاهد التلفزيون  نالت المرتبة الأولى بنسبة كبيرة بلغت 96.7%  ؛ في حين بلغت نسبة الفئة التي أجابت (بلا)  3.3% . وهذا يشير إلي الخصائص التي يتميز بها التلفزيون في جذب المشاهدين ؛ وجود الصوت والصورة ، ثانية إلي توفره في أغلب المنازل .

 

جدول رقم (8) يوضح درجة مشاهدة التلفزيون

يشير الجدول رقم (8)  أن فئة العينة التي تشاهد التلفزيون ( بانتظام ) نالت المرتبة الأولى بنسبة كبيرة بلغت 66.7%  ؛ تأتي في المرتبة الثانية بنسبة منخفضة بلغت 28.7% ؛ الفئة التي تستمع للإذاعة ( أحياناً) ؛ وفي المرتبة الأخيرة الفئة التي تستمع للإذاعة  (نادراً) بنسبة بلغت 1.3%. وهناك عوامل كثيرة وراء مشاهدة التلفزيون( بانتظام )؛ منها وجود الصوت والصورة ؛ ثم انتشار التلفزيون  في كافة المنازل .

 

 

جدول رقم (9) أسباب مشاهدة التلفزيون

 

يلاحظ من الجدول (6)  أن فئة  الذين يشاهدون التلفزيون؛ لأنه (بيقدم برامج جيدة )  نالت المرتبة الأولى بنسبة بلغت 28.7%  ؛ وفي المرتبة الثانية- بفارق بسيط-  الفئة التي تشاهد التلفزيون ( لمتابعة الأخبار)  بنسبة بلغت 28.0% ؛ وفي المرتبة الثالثة لفئة التي تشاهد التلفزيون ( للتسلية وقضاء وقت الفراغ) بنسبة بلغت 16.7% ؛ وفي المرتبة الرابعة  الفئة التي تشاهد التلفزيون ( لمتابعة الأفلام والمسلسلات ) بنسبة بلغت 15.3% ، وفي المرتبة الأخيرة الفئة التي تشاهد التلفزيون ؛ لأنها (تعودت عليه )  بنسبة 8.0% .

 

جدول رقم (10) يوضح مفردات العينة التي تستخدم الإنترنت

يتبين من الجدول رقم (10)  أن نسبة مفردات العينة التي أجابت ( بنعم ) أنها تستخدم الإنترنت نالت المرتبة الأولى بنسبة كبيرة بلغت 82.7%  ؛ في حين بلغت نسبة الفئة التي أجابت (بلا)  17.3% . وهذا يشير إلي الخصائص التي يتميز بها الإنترنت في جذب المتصفحين ؛ كل الخصائص التي تتمتع بها وسائل الإعلام الأخرى ؛ من صحف وإذاعة وتلفزيون.

 

جدول رقم (11) يوضح درجة استخدام الإنترنت لدى عينة الدراسة

يشير الجدول رقم (11)  أن فئة العينة التي تستخدم الإنترنت ( أحياناً ) نالت المرتبة الأولى بنسبة  بلغت 38.0%  ؛ تأتي في المرتبة الثانية بنسبة  بلغت 32.7% ؛ الفئة التي تستخدم الإنترنت  (بانتظام ) ؛ وفي المرتبة الأخيرة الفئة التي تستخدم الإنترنت  (نادراً) بنسبة بلغت 12.0%. وهناك عوامل كثيرة وراء استخدام الإنترنت ؛ منها حداثة استخدام الإنترنت؛ ثم انتشار وسائل الثقافة الأخرى من صحف وتلفزيون وإنترنت ، وغيرها من الوسائل التي تشغل وقت الطلاب ؛ وعلى رأسها المناهج الدراسية .

جدول رقم(12)أسباب استخدام الإنترنت لدى عينة الدراسة

 

يلاحظ من الجدول (12)  أن فئة  الذين يستخدمون الإنترنت ؛( لمتابعة الأخبار والمحادثة والبريد الإلكتروني والتسلية وقضاء وقت الفراغ ) ؛ نالت المرتبة الأولى بنسبة بلغت 40.7%  ؛ وفي المرتبة الثانية الفئة التي تستخدم الإنترنت ( لمتابعة الأخبار)  بنسبة بلغت 15.3% ؛ وفي المرتبة الثالثة الفئة التي تستخدم الإنترنت ( للتسلية وقضاء وقت الفراغ) بنسبة بلغت 12.0% ؛ وفي المرتبة الرابعة  الفئة التي تستخدم الإنترنت ( البريد الإلكتروني ) بنسبة بلغت 9.3% ، وفي المرتبة الأخيرة الفئة التي تستخدم الإنترنت ؛من أجل (المحادثة )  بنسبة 5.3% .

جدول رقم (13) يوضح أكثر وسائل الإعلام استخداماً لدي العينة

 

يتضح من الجدول (13) أعلاه ؛  أن أكثر وسائل الإعلام استخداماً لدي العينة (التلفزيون) بنسبة بلغت 60.7% ، وفي المرتبة الثانية (الصحف) بنسبة بلغت 20.0% ، وفي المرتبة الثالثة (الإنترنت) بنسبة بلغت 10.7% ، وفي المرتبة الأخيرة (الإذاعة) بنسبة بلغت 8.7% .

جدول رقم(14)يوضح أسباب تفضيل الوسيلة الإعلامية لدي العينة

يتبين من الجدول (14) أعلاه ؛  أن مفردات العينة يرجع تفضيلها للوسيلة الإعلامية ؛لأنها (مرئية ومسموعة ) في المرتبة الأولى بنسبة بلغت 57.3% ، وفي المرتبة الثانية يأتي تفضيلها للوسيلة ؛ لأنها ( متاحة ) بنسبة بلغت 24.7% ، وفي المرتبة الثالثة ترجع أسباب التفضيل (يمكن الرجوع إليها ) بنسبة بلغت 10.0% ، وفي المرتبة الرابعة يعود سبب التفضيل ؛ لأنها (مسلية وجذابة ) بنسبة بلغت 4.7% ، وفي المرتبة الأخيرة ؛ لأنها ( رخيصة السعر ) بنسبة بلغت 3.3% .

 

 

جدول رقم (15) يوضح مصدر المعلومات لدى عينة الدراسة

 

يتضح من الجدول (15) أعلاه ؛  أن أكثر وسائل الإعلام تعتمد عليها مفردات العينة كمصدر للمعلومات؛ (الإنترنت) بنسبة بلغت 38.7% ، وفي المرتبة الثانية (التلفزيون) بنسبة بلغت 37.3% ، وفي المرتبة الثالثة (الصحف) بنسبة بلغت 18.7% ، وفي المرتبة الأخيرة (الإذاعة) بنسبة بلغت 5.3% .

جدول رقم (16) يوضح تفضيل أسباب تفضيل الوسيلة كمصدر معلومات

 

يلاحظ من الجدول رقم(16) أعلاه ؛  أن مفردات العينة يرجع تفضيلها للوسيلة الإعلامية كمصدر للمعلومات ؛لأنها (تنوع الموضوعات والآراء ووجهات النظر المقدمة  ) في المرتبة الأولى بنسبة بلغت 37.3% ، وفي المرتبة الثانية يأتي تفضيلها كمصدر معلومات ؛ لأنها ( تنقل المعلومات بصورة مرئية ) بنسبة بلغت 22.7% ، وفي المرتبة الثالثة ترجع أسباب التفضيل (وسيلة متاحة) بنسبة بلغت 14.7% ، وفي المرتبة الرابعة يعود سبب التفضيل ؛  (لسرعة نقل الأخبار والأحداث) بنسبة بلغت 14.0% ، وفي المرتبة الأخيرة ؛ لأنها ( أكثر مصداقية ) بنسبة بلغت 11.3% .

 

جدول رقم(17) يوضح أكثر الوسيلة صدقاً لدي العينة

 

يتضح من الجدول رقم (17) أعلاه ؛  أن أكثر وسائل الإعلام صدقاً لدى مفردات العينة ؛ (التلفزيون) بنسبة بلغت 41.3% ، وفي المرتبة الثانية (الإنترنت) بنسبة بلغت 30.7% ، وفي المرتبة الثالثة (الصحف) بنسبة بلغت 12.7% ، وفي المرتبة الرابعة (لا توجد) بنسبة بلغت 8.7% ، وفي المرتبة الأخيرة ( الإذاعة) 6.7%.

جدول رقم (18) يوضح أسباب صدقية الوسيلة لدى العينة

 

يلاحظ من الجدول رقم(18) أعلاه ؛  أن مفردات العينة يرجع أسباب صدقية الوسيلة لدى العينة  ؛لأنها (تعرض أخبار وأحداث واقعية  ) في المرتبة الأولى بنسبة بلغت 42.0% ، وفي المرتبة الثانية  ؛ لأنها (أكثر مصداقية  ) بنسبة بلغت 30.0% ، وفي المرتبة الثالثة ترجع أسباب تفضيل الصدقية (لزيادة مساحة الحرية) بنسبة بلغت 19.3% .

 

 

 

أهم النتائج

1-كشفت الدراسة أن الطلاب يفضلون التلفزيون ثم الصحف ثم الإنترنت وأخيراً الإذاعة .

2- يرجع الطلاب أسباب تفضيلهم للتلفزيون في المرتبة الأولى ؛ لأنه وسيلة مسموعة ومرئية .

3-أوضحت الدراسة أن الطلاب يقرءون الصحف ويستمعون للإذاعة ويتصفحون الإنترنت أحياناً ؛ في حين أنهم يشاهدون التلفزيون بانتظام .

4-يشكل التلفزيون أكثر وسيلة إعلامية صدقية لدى الطلاب ؛يليه الإنترنت ثم الصحف .

5- يرجع الطلاب أسباب أن التلفزيون أكثر وسيلة صدقية لديهم لتنوع أخباره ونقل الأحداث الواقعية.

6- أكدت الدراسة أن الطلاب يعتمدون على الإنترنت كمصدر للمعلومات في المرتبة الأولى .

7- يرجع الطلاب أسباب اعتمادهم على الإنترنت كمصدر للمعلومات لتنوع الموضوعات والآراء ووجهات النظر المقدمة .

8-تبين من الدراسة أن الطلاب يقرءون الصحف لمتابعة الأخبار أولاً ؛ ثم التسلية وقضاء وقت الفراغ في المرتبة الثانية.

9-كشفت الدراسة أن الطلاب يستمعون للإذاعة في المرتبة الأولى للسماع لقراءة القرآن الكريم ، وثانياً لمتابعة الأخبار .

10-أكدت الدراسة أن الطلاب يشاهدون التلفزيون ؛ لأنه يقدم برامج جيدة ؛ ثم متابعة الأخبار ثانياً .

11-أظهرت الدراسة أن الطلاب يستخدمون الإنترنت لمتابعة الأخبار والمحادثة والبريد الإلكتروني والتسلية وقضاء وقت الفراغ.

أهم التوصيات

1-ضرورة الاهتمام بالإنترنت كوسيلة اتصالية حديثة ؛وجعله وسيلة متاحة للجميع ؛ لتميزها بالسرعة في تغطية الأحداث ؛ وتنوع الموضوعات والآراء ووجهات النظر ؛ والقدرة على تجاوز الحدود ومخاطبة الجماهير في الداخل والخارج ؛ وتوفر خصائص للإنترنت لا تتوفر للوسائل الإعلامية الأخرى .

2-الاهتمام بوسائل الإعلام الرسمية – التلفزيون والإذاعة –والعمل على تطويرها في مجالي التحرير والإخراج ؛ ومن ثم تحريرها من قيود البيروقراطية والروتين وسوء التخطيط والإدارة وتزويدها بالخبرات البشرية اللازمة ؛ حتى تكون مصدراً أسياسياً للمعلومات بالداخل والخارج.

3-ضرورة الاهتمام والرعاية لتطلعات الطلاب والسعي إلي إشباع رغباتهم وحاجاتهم الثقافية والمعرفية والمعلوماتية التي تجعلهم في مأمن من دواعي الاستلاب والتغريب .

 

مراجع الدراسة

1-محمد عبد الحميد-البحث العلمي في الدراسات العلمية- ط1( القاهرة ، عالم الكتب ، 2000م) ص130.

2- جامعة وادي النيل –دليل الجامعة –( دمشق ، دار الأنوار ، 2005م ) ص10.

3-محمد وليد البطش وفريد كامل أبوزينة –مناهج البحث العلمي –تصميم البحث الإحصائي –( عمان –دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، 2007م )ص96.

4-أوما سيكران –طرق البحث في الإدارة-مدخل لبناء المهارات البحثية-تعريب إسماعيل علي بسيوني-( الرياض، دار المريخ، 2006م )ص389.

5-السيد أحمد المصطفى عمر –مناهج بحوث الاتصال – ( الشارقة ، منشورات جامعة الشارقة ، بدون تاريخ ) ص23.

6-أوما سيكران مرجع سابق ص283.

7-المرجع نفسه ص291.

8-منى الحديدي وآخرون- القضايا العربية ومتغيرات العصر- ط1( القاهرة ،الدار المصرية  اللبنانية ،2005م) ص127.

9-مصطفى عبد الفتاح محمود –أثر نشرات الأخبار وبرامج الأحداث الجارية في التلفزيون في تزويد المشاهدين بالمعلومات والأفكار –دراسة تطبيقية على المشاهدين في دولة قطر –رسالة دكتوراه-جامعة القاهرة-قسم الإذاعة والتلفزيون-كلية الإعلام-1987م- غير منشورة.

10-هالة كمال نوفل-دور برامج تبسيط العلوم والتكنولوجيا في الراديو والتلفزيون المصري في التثقيف العلمي للطلاب- رسالة دكتوراه- جامعة القاهرة-قسم الإذاعة والتلفزيون-كلية الإعلام-1998م- غير منشورة.

11-أميرة محمد إبراهيم النمر –أثر التعرض للقنوات الفضائية على النسق القيمي للمراهقين من طلاب المرحلة الثانوية –رسالة دكتوراه-جامعة القاهرة-قسم الإذاعة والتلفزيون-كلية الإعلام-2004م –غير منشورة.

12-حنان عزت أحمد-تأثير المسلسلات الأمريكية الاجتماعية على إدراك طلاب المدارس الثانوية للعلاقات الاجتماعية –رسالة ماجستير-جامعة القاهرة- قسم الإذاعة –كلية الإعلام-1995م-غير منشورة.

13-بارعة حمزة شقير-دور التلفزيون اللبناني في ترتيب أولويات طلبة الجامعة اللبنانية –رسالة ماجستير-جامعة القاهرة –قسم الإذاعة –كلية الإعلام -1995م –غير منشورة.

14- شيماء ذو الفقار حامد-دور المادة الإخبارية في التلفزيون المصري في تشكيل اتجاهات طلاب الجامعة نحو أداء الحكومة – رسالة ماجستير – جامعة القاهرة –قسم الإذاعة والتلفزيون – كلية الإعلام -2000م – رسالة غير منشورة.

15-جابر موسى بوجرك –اتجاهات طلاب كلية الإعلام نحو قراءة الصحف الإلكترونية الفسطينية –دراسة لاستكمال درجة الماجستير –جامعة الاقصى –كلية الإعلام -2007م-غير منشورة.

16-محمد الحديدي –نظريات الإعلام واتجاهات حديثة في دراسة جمهور الرأي العام –ط1(دمياط- مكتبة نانسي دمياط-2006م ) ص17.

17-عماد الدين مكاوي السيد –الاتصال ونظرياته المعاصرة –ط1( القاهرة ، الدار المصرية اللبنانية ، 1998م ) ص75.

18-محمد عبدالحميد-الإعلام واتجاهات التأثير-ط1( القاهرة ، عالم الكتب ، 1997م) ص160.

19-نهى العبد-أطفالنا والقنوات الفضائية –ط1( القاهرة ، دار الفكر العربي ،2005م) ص17.

20- فرج كامل – بحوث الإعلام والرأي العام –ط1( القاهرة ، دار النشر للجامعات، 2005م) ص88.

21-عماد مكاوي وآخرون-نظريات الإعلام –ط1( القاهرة ، مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح ، 2000م ) ص248.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحمن

ورقة عن

أثر وسائل الإعلام في تكوين اتجاهات الشباب الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية

دراسة تطبيقية على عينة من شباب مدينة عطبرة ( السودان –ولاية نهر النيل )

 

 

د.مكي محمد مكي عبدالرحمن                          د.عبدالنبي عبدالله الطيب

 

ديسمبر2012م

 

 

 

 

 

 

مدخل

لفتت الأحداث السياسية الكبيرة التي شهدها علمنا العربي في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا ؛ لفتت الأنظار للدور الفاعل الذي لعبه الشباب في هذه الأحداث .

كانت السهام قبل هذه الأحداث مصوبة نحو الشباب العربي ؛ باعتبارهم كيان سلبي ، غارق في الملذات واللهو ، ومنصرف عن هموم وطنه ، بل وتمضي الاتهامات لتصور هؤلاء الشباب بأنهم مجموعات من المدمنين على المخدرات ، أو المغرر بهم بواسطة وسائل الإعلام الغربي ، ليعيشوا في غربة ثقافية وفكرية .

وحقيقية الأمر أن الشباب العربي ؛ كان يعيش في مشكلة حقيقية ، أبرز ملامحها عدم اهتمام الأنظمة السياسية بحل المشكلات الحقيقية التي يعاني منها هؤلاء الشباب ، كالبطالة ، وضعف المشاركة السياسية ؛ مما قلل من اهتمامهم بالوطن وقضاياه ، وجعل الهجرة إلي الخارج هماً أول لهؤلاء الشباب .

وعلى صعيد آخر كشفت الأحداث السياسية التي جرت في العاميين الآخريين أيضاً امتلاك هؤلاء الشباب لناصية التكنولوجيا المتطورة ، التي استفادوا منها في التواصل بينهم ، وإدارة حوار فكري حول مجمل القضايا التي يعانون منها ، مما خلق منهم تكتل افتراضي ، سرعان ماتم تجمعيه عند انفجار الأزمة الحقيقية .

وتجئ هذه الدراسة للوقوف على تقييم اتجاهات الشباب السوداني ؛ من مجمل القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية التي تواجههم ؛ ودور سائل الإعلام في تكوين اتجاهاتهم نحو هذه القضايا .

أولاً : مشكلة الدراسة :

تتمثل مشكلة هذا البحث في الوقوف على اتجاهات الشباب ، نحو القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي يواجهونها ، وهل يختلف هذا التقييم وفقاً للنوع والعمر ؟ وتحديد أبرز القضايا في كل محور من المحاور أعلاه ، ثم الوقوف على مصادر معلومات الشباب نحو تلكم القضايا .

ويمكن تلخيص مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي : ماهي أبرز المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تواجه الشباب بمحلية عطبرة بولاية النهر النيل بالسودان ؟ وماهي مصادر معلوماتهم حول تلك القضايا ؟

ثانياً: تساؤلات الدراسة

  • ما اتجاهات الشباب نحو الموضوعات الثقافية والرياضية ؟ وما أثر وسائل الإعلام في تكوين الاتجاهات السابقة الذكر ؟
  • ما اتجاهات الشباب نحو الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية ؟ وهل توجد صعوبات ومشاكل اجتماعية واقتصادية لدي الشباب ؟
  • ما اتجاهات الشباب نحو القضايا السياسية؟ وما أثر وسائل الإعلام في تكوين اتجاهات الشباب تجاه القضايا سالفة الذكر ؟
  • ما ابرز القضايا التي تثير اهتمام الشباب وتغطيها الصحافة السودانية؟

ثالثاً : أهداف الدراسة :

تسعى الدراسة لتحقيق الأهداف التالية :-

1-التعرف على اتجاهات الشباب من الجنسين نحو مجموعة من القضايا الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وتقدير درجة الاهتمام بتلك القضايا .

2-تحديد درجة اهتمام كل جنس من الشباب حول القضايا المطروحة في البحث .

3-معرفة مصادر المعلومات الرئيسية للشباب تجاه تلك القضايا .

رابعاً : نوع الدراسة :-

تقع هذه الدراسة ضمن إطار الدراسات الوصفية والتي تحاول أن تصور أو توثق الوقائع والحقائق والاتجاهات الجارية (1) .وذلك للتعرف على خصائص الجمهور وموقفهم تجاه القضايا المطروحة في إطار الدراسة .

 

خامساً: منهج الدراسة :-

اتبعت هذه الدراسة منهج ( البحوث المسحية ) وعادة يلجأ الباحث لاستخدام هذا المنهج عندما تقع الدراسة في إطار البحوث الوصفية .وذلك لأن الباحثين على علم ببعض أبعاد وجوانب الظاهرة التي يريدان دراستها ، ولكنهما يريدان ” التوصل إلي معرفة قطعية ومعرفة دقيقية تفصيلية عن عناصر الظاهرة “(2) ، واتباع هذا المنهج يحقق فرصاً أفضل للوصول لاستنتاجات تفيد في وضع سياسات تكون أساساً للتخطيط في المستقبل .

سادساً: مجالات الدراسة :-

  • المجال المكاني : محلية عطبرة ( السودان – ولاية نهر النيل ) ؛ وهي أحدي محليات ولاية نهر النيل السبعة ، المتمة ، شندي ، الدامر ، عطبرة ، بربر ، أبوحمد ، البحيرة ؛ وقد تم اختيار محلية عطبرة لأنها تجمع بين صفات المدينة والريف ؛ إضافة لتوفر وسائل الإعلام المختلفة بها مقارنة بباقي المحليات ، مما يعطي مجالاً مناسباً للدراسة.
  • المجال البشري : عينة من الشباب من الجنسين ؛ تم اختيارهم عشوائياً من بين الشباب الخاضعين للخدمة الوطنية ؛ والتي تحتفظ بقوائم للشباب الخاضعين للخدمة من سن 18وحتى 25سنة .
  • المجال الزماني : أجريت هذه الدراسة بين شهري أكتوبر ونوفمبر للعام 2012م .

سابعاً : عينة الدراسة :-

تمثل عينة الدراسة 40% من مجتمع الدراسة ؛ فيبلغ حجم مجتمع الدراسة (7.600) مفردة ، ويبلغ حجم العينة (190) مفردة . وبالنظرة إلي مجتمع الدراسة فهو متجانس ؛ ولذلك هذه النسبة مناسبة لدراسته ؛ وتعطي رؤية أقرب إلي الواقع  .

ثامناً: أدوات جمع البيانات :-

تمثل صحيفة الاستقصاء هي الأداة الوحيدة في جمع المعلومات ؛ حيث تم تصميم استمارة استقصاء مقسمة على محاور الدراسة وتجمع نوعين من البيانات الأولى تقديرية لتحديد درجة أهمية القضية المطروحة من عدم أهميتها ، والنوع الثاني للبيانات يحدد مصادر معلومات المبحوثين عن هذه القضايا .

تاسعاً : قياس الصدق :تم حساب الصدق الظاهري لصحيفة الاستبيان وفقاً لمصفوفة الارتباط والاتساق الداخلي للفقرات وقد بينت مصفوفة الارتباط الخاصة بالأداة ، أن الارتباط بين مختلف العبارات دال بصورة كاملة ، واتضح أن الارتباط قد تحقق في مستوى 0.01بصورة كلية في مستوى القياس.

عاشراً: قياس الثبات : قام الباحثان بقياس ثبات الأداة وذلك باستخدام مقياس الاتساق الداخلي كرونباخ ألفا لإجابات عينة الدراسة ؛ تبين أن نتيجة ثبات الفقرات عالية حيث بلغ معامل ألفا لكل الفقرات الاستبانة 0.73% وهو معدل جيدجداً .

الحادي عشر: الدراسات السابقة :-

يرى البروفيسور مختار عثمان الصديق أن ( الاطلاع على دراسات سابقة وآراء متنوعة في الموضوع الذي ينظر إليه الباحث بالدراسة يساعده على فهم الموضوع ، وتقويمه ، وحجم وأهمية تلك الدراسات )(3). وبالفعل وقف الباحثان على مجموعة من الدراسات السابقة ؛ تم الاستفادة منها في صياغة المشكلة البحثية ، وتحديد المنهج المناسب ، وأداة جمع البيانات المناسبة .

  • الدراسة الأولى :- دراسة مصطفى عبدالفتاح محمود ؛ بعنوان ” أثر نشرات الأخبار وبرامج الأحداث الجارية في التلفزيون القطري في تزويد المشاهد بالمعلومات والأفكار ” (4)

أجرى الباحث دراسة ميدانية اعتمدت على صحيفة استبيان كأداة لجمع البيانات ، وضمت الصحيفة عدداً من الأسئلة لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة على تساؤلاتها ، وبلغ حجم العينة (450) مفردة وهي عينة حصصية طبقية من سكان مدينة الدوحة وضواحيها .

وتوصلت الدراسة لننتائج منها :-

1-ارتفاع نسبة المشاهدة خلال وقت بث نشرة الأخبار الرئيسة على البرنامج الأول .

2-نسبة كبيرة من المبحوثين بلغت 84.5% أفادت أن التلفزيون كان مصدراً أول لمعلوماتهم حول القضايا السياسية والاقتصادية .

  • الدراسة الثانية : دراسة هالة كمال أحمد نوفل ؛ بعنوان ” دور برامج تبسيط العلوم والتكنولوجيا في الراديو والتلفزيون المصري في التثيقف العلمي للشباب ” (5)

أجرت الباحثة دراسة تحليلية وأخرى استطلاعية من خلال منهج المسح ، ومنهج دراسة العلاقات الارتباطية ، واعتمدت الباحثة في الدراسة التحليلية على عينة منتظمة من طلبة الجامعات المصرية قوامها (400) مبحوثاً .

واسفرت الدراسة عن عدة نتائج أهمها :-

1-أهمية التعرف على استخدامات واشباعات الشباب لبرامج تبسيط العلوم والتكنولوجيا في التثقيف العلمي .

2- تبين أن أكثر الاشباعات التي تم الاستفادة منها بالنسبة للشباب هو الشعور بالزيادة في معلوماتهم في هذا المجال ، يليها في الترتيب الثقة في امكانياته وإنجازاته ؛ ثم استخدام الطريقة العلمية لحل المشكلات .

ج-الدراسة الثالثة : دراسة بارعة حمزة شقير بعنوان ؛ ” تأثير التعرض للدراما الأجنبية في التلفزيون على إدراك الشباب اللبناني للواقع الاجتماعي ” (6).

أجرت الباحثة دراسة تحليلية وأخرى ميدانية من خلال منهج المسح ، واعتمدت الباحثة في الدارسة التحليلية على عينة عمدية من الأفلام والمسلسلات الاجتماعية الأجنبية المذاعة في تلفزيون لبنان الحكومي ، كما اعتمدت الدراسة على عينة عشوائية طبقية قوامها (400) مبحوثاً من الشباب اللبناني في المرحلة العمرية من (20-24) سنة .

وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج منها :-

  • تحظى مشاهدة العنف والإثارة باهتمام كبير من أفراد العينة ؛ حيث يهتم 63% من المبحوثين بمشاهدة المطاردات البوليسية ومشاهدة العنف ومشاهدة الرعب .
  • هناك علاقة بين التعرض للدراما الأجنبية في التلفزيون وإدراك الواقع الاجتماعي وذلك بالنسبة لكل من العنف والإدمان .

د- الدراسة الرابعة: عادل عبدالغفار فرج خليل ؛ بعنوان ” استخدام الصفوة المصرية للراديو والتلفزيون ” (7) .

أجرى الباحث دراسة ميدانية ؛ واستخدم الباحث منهج المساحة كأداة لجمع البيانات من مفردات العينة ، واستخدم الباحث أسلوب التحليل الكمي والكيفي لتحليل البيانات بمايسمح باستخلاص النتائج وتفسيرها ، ولقد أجريت الدراسة على عينة قوامها (150) مفردة من أفراد الصفوة في المجالين السياسي والفكري .

ومن النتائج البارزة لهذه الدراسة :-

1-يأتي المضمون الإخباري على رأس قائمة البرامج التي يحرص أفراد العينة على متابعتها

2-تشغل دوافع التسلية والترفيه ومشاهدة الأعمال الدرامية نسبة كبيرة من دوافع مشاهدة التلفزيون .

هـ- الدراسة الخامسة : دراسة لمياء محمود سيد ؛ بعنوان ” إدراك الشباب للواقع السياسي “(8).

أجرت الباحثة دراسة تحليلية وأخرى ميدانية من خلال منهج المسح ، واعتمدت الباحثة في الدراسة التحليلية على عينة قوامها (90) نشرة إخبارية ، واعتمدت الباحثة في الدراسة الميدانية على عينة قوامها (400) مبحوثاً .

وتوصلت الباحثة إلي عدة نتائج ؛ يذكر منها :-

  • توجد علاقة ارتباطية إيجابية بين متوسط القوة بين حجم المشاهدة للتلفزيون بصفة عامة وحجم مشاهدة الأخبار .
  • توجد علاقة ارتباطية إيجابية بين حجم مشاهدة أخبار التلفزيون وإدراك الواقع السياسي كما يعكسه التلفزيون .

و- الدراسة السادسة : دراسة عبير حمدي ؛ بعنوان ” دور الإنترنت والراديو والتلفزيون في إمداد الجمهور المصري بالمعلومات ” (9) .

أجرت الباحثة دراسة ميدانية باستخدام المنهج المسحي على عينة عشوائية ، قوامها (400) مفردة من مستخدمي الإنترنت والتلفزيون .

ومن أبرز نتائج الدراسة :-

  • تلعب كلاً من الصحف والإنترنت دوراً كبيراً في إمداد الأفراد بالمعلومات .
  • تزايد الاعتماد على مصادر المعلومات الحديثة كالإنترنت كمصدر أول لإكتساب المعرفة .

ز- الدراسة السابعة : دراسة علاء الدين عبدالمجيد يوسف الشامي ؛ بعنوان ” دور الاتصال المباشر والراديو والتلفزيون في نشر المعلومات الصحيحة بين الشباب ” (10) .

أجرى الباحث دراسة ميدانية باستخدام المنهج المسحي على عينة عشوائية طبقية من الشباب المصري في محافظة دمياط .

ومن نتائج الدراسة :-

1-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في معدل التعرض للبرامج الصحية بالراديو بين الذكور والإناث .

2-أكدت نسبة كبيرة من عينة البحث بلغت 99.2% أنها تتعرض للبرامج الصحية المقدمة من الإذاعة والتفزيون وأنها تستفيد منها .

ح- الدراسة الثامنة : دراسة برلت محمد قابيل ؛ بعنوان ” تأثير سمات الشخصية على الأنشطة الاتصالية ” (11) .

أجرى الباحث دراسة تطبيقية على عينة من الشباب بإستخدام المنهج المسحي ، ومجتمع الدراسة من الشباب في طلبة الجامعات المصرية المختلفة ، وقد تم اختيار العينة على المرحلتين ؛ اختيار عينة من الجامعات المصرية المختلفة بحث تكون ممثلة لأشكال التعليم الجامعي في مصر ؛ والمرحلة الثانية اختيار عينة عشوائية من كل جامعة قوامها (400) مفردة .

ومن النتائج أبرزتها الدراسة :-

1-يميل الشباب المنفتحون ؛ أي الذين يرتفع لديهم مستوى سمة الانبساطية إلي استخدام الإنترنت كوسيلة للاتصال الشخصي من خلال البريد الإلكتروني والدردشة .

2-يؤثر مستوى سمة القبول على ممارسة النشاط الاجتماعي والسياسي للشباب .

ط- الدراسة التاسعة : دراسة صفاء محمود عثمان ؛ بعنوان ” قناة النيل الإخبارية ودورها في ترتيب القضايا السياسية لدى عينة من طلبة الجامعات ” (12)

أجرت الباحثة دراسة ميدانية وتحليلية تعتمد على المنهج المسحي ، وذلك لمسح مضمون الإخباري لقناة النيل للأخبار ، وذلك عن طريق عينة عمدية ، أما الدراسة المسحية فقد شملت (400) مفردة ، وتم اختيارهم بطريقة حصصية غير احتمالية .

ومن نتائج هذه الدراسة :-

1-تبين أن أكثر الشخصيات المحورية التي وردت في النشرة ؛ هي الشخصيات   المحورية الأجنبية ، بينما تبين وجود علاقة بين المجال الجغرافي في القضايا السياسية ومتغير المواقع داخل النشرات الإخبارية .

  • من أهم دوافع التعرض للنشرات هو التعرف على أخبار العالم وجاءت بنسبة مقدارها 54.3% .

التعليق على الدراسات السابقة

  • تناولت كل الدراسات التي تم استعراضها نفس الجمهور ( الشباب) الذي تناولته هذه الدراسة .
  • تشابهت الدراسة مع كل الدراسات السابقة في اختيار المنهج المسحي ؛ كمنهج مناسب للدراسة بحكم عمليته في تحديد المشكلة البحثية ، وماتبعها من خطوات حتى الوصول للنتائج .
  • تشابهت هذه الدراسة مع كل الدراسات السابقة في استخدام صحيفة الاستبيان كأداة لجمع البيانات ، مع الاختلاف في أسلوب صياغة استمارة الاستبيان والذي أملته ظروف الدراسة .

وعليه ؛ فقد استفاد الباحثان كثيراً من الدراسات السابقة كخلفية لتحديد المشكلة وصياغة استمارة الاستبيان وأسلوب التحليل .

الثاني عشر : نظريات تأثير وسائل الإعلام المرتبطة بهذه الدراسة

أولاً: نظرية الاعتماد على وسائل الاتصال Dependency Theory

تعتبر من النظريات الحديثة في مجال تفسير العلاقة بين جمهور ووسائل الإعلام ، وجاءت النظرية مكملة لنظريات الاستخدامات والاشباعات .

ومن الأهداف الرئيسة لنظرية الاعتماد ؛ تفسير العلاقة بين الوسائل والجمهور ؛ بالإجابة على التساؤل ؛ لماذا يكون لوسائل الاتصال أحياناً تأثيرات قوية ومباشرة ؛ وأحياناً يكون لها تأثيرات ضعيفة وغير مباشرة ؟ ونظرية الاعتماد على وسائل الإعلام ؛ وفقاً لشرح بول روكينس وملفن دوفلير ” نظرية بيئية ؛ لأنها تنظر إلي المجتمع باعتباره تركيباً عضوياً ، وهي تبحث في كيفية ارتباط أجزاء من النظم الاجتماعية الصغيرة والكبيرة كل منها بالآخر ، ثم تحاول تفسير سلوك الأجزاء فيما يتعلق بهذه العلاقات ” (13) .

وفقاً لهذه التصور فإنه يمكننا أن نقول أن النظام الاتصال ؛ أصبح ينظر إليه كجزء هام من النسيج الاجتماعي الحديث ، وأن لوسائل الإعلام علاقة ارتباط بالأفراد والجماعات والمنظمات والنظم الاجتماعية الأخرى ، ولذا فهي تؤثر فيها وتتأثر بها ، ويرى عماد مكاوي وليلي السيد ” إن طبيعة هذه العلاقة قد تتميز بالتعاون أو الصراع ، وقد تكون مباشرة وقوية أوغير مباشرة وضعيفة “(14).

وعلى ضوء ما تقدم فإن علاقة وسائل الإعلام والاعتماد عليها تقوم على ركيزيتين أساستين هما:-

  • الأهداف : ولكي يحقق الأفراد والجماعات أهدافهم الشخصية والاجتماعية ، فإن عليهم أن يعتمدوا على موارد يسيطر عليها أشخاص أو جماعات والعكس الصحيح.
  • المصادر : حيث يسعى الأفراد والمنظمات المختلفة إلي مصادر يحسون أنها تحقق أهدافهم ؛ وبهذا تعد وسائل الاتصال نظام معلومات يسعى إليه الأفراد والمنظمات من أجل بلوغ أهدافهم .

ومن المعروف أن وسائل الإعلام ومن أجل أن تكون مصادر للمعلومات تجذب انتباه الجمهور؛ فأنها تقوم بالعملية التالية ؛ وفقاً لما يصف نيتشا نور وآخرون (15)

1-جمع المعلومات : فالصحفي يجمع المعلومات التي يحس أن المجتمع يحتاج لها ، وتسمح السياسة التحريرية لمؤسستهم والوضع القانوني للبلد بنشره.

2-تنسيق المعلومات : أي تنقيح المعلومات التي جمعها لكي تخرج بشكل قصة صحيفة أو برنامج تلفزيوني .

3-نشر المعلومات وتوزيعها إلي أكبر عدد من الجمهور ، وهذه تعتمد على إمكانات الوسيلة التكنولوجيا .

وينتج من اعتماد الفرد على وسائل الاتصال مجموعة من التأثيرات ؛ وفقاً لما يرى ملفن دوفلير ؛ ولمصلحة البحث يمكن اختصار هذه التأثيرات في محور ين (16) :

المحور الأول : هو التأثيرات المعرفية وتتضمن :

1-إزالة الغموض : ويتجلي هذا الأثر في أوقات الأزمات والكوارث والثورات والتغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .

2-تشكيل الاتجاهات: حيث يستخدم الأفراد معلومات وسائل الإعلام في تشكيل الاتجاهات نحو القضايا المثارة في المجتمع .

3-اتساع المعتقدات : تساهم وسائل الإعلام في توسيع المعتقدات إلي فئات تنتهي إلي الأسرة أو الدين أو السياسة ، بما يعكس الاهتمامات الرئيسة للأنشطة الاجتماعية .

4-التأثير في القيم : ويمكن حصرها في قيم المساواة ، التسامح ، الأمانة ، وتقوم سائل الاتصال بدور كبير في توضيح أهمية هذه القيم .

المحور الثاني : التأثيرات الوجدانية :

1-الفتور العاطفي : ويعزي سببه إلي أن كثرة التعرض للمضامين ذات المحتوى العنيف ؛ تؤدي إلي الشعور بالمبالاة ، وبالتالي فإن اتخاذ قرار ضد من يمارسون العنف يتسم في الغالب بالسلبية .

2-الخوف والقلق : ويحدث هذا الشعور عندما تعرض وسائل الاتصال أحداث العنف والرعب والكوارث ، فيتولد إحساس داخلي لدى الشخص بانتقال هذه الأحداث للمنطقة التي يعيش فيها.

3-الدعم المعنوي : حيث يؤدي عرض أخبار المنجزات والنجاحات لرفع الروح المعنوية لدى الجمهور .

ثانياً : نظرية لولب الصمت

تعالج هذه النظرية مسألة تكوين الرأي العام ، وقد وضعت الأساس الأول لهذه النظرية عالمة الاجتماع ( نويل نيومان ) وقد بنت نظريتها على “أن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في خلق التفاعل في تمتين العلاقات بين الأشخاص ، وذلك من خلال الربط بين إدراك الفرد لرأيه الشخصي في إطار علاقته بآراء الآخرين في المجتمع” (17)

ويمكن شرح الإطار العام لهذه النظرية أن معظم أفراد المجتمع يحاولون  تحاشي العزلة بمعنى إنفرادهم باتخاذ مواقف ومعتقدات معينة .وهكذا فإن الإنسان يراقب بيئته حتى يعرف آراء الآخرين السائدة ، كما يراقب العوامل التي أدت لخلق هذه الآراء ، وتؤدي لزيادة قوتها أو ضعفها ، ثم يقيس أين تقع آراءه ، فإذا أحس أنها تقع ضمن مجال الآراء الضعيفة فإنه يلزم الصمت خوفاً من العزلة .

وتلعب وسائل الإعلام وفقاً لرأي نويل نيومان عامل تعزيز الآراء القوية وبالتالي تساهم في نمو لولب الصمت ، ويتأثر لولب الصمت الناتج من التعرض للإعلام ؛ وفقاً لنويل نيومان على ثلاثة عوامل (18) وهي :

1-مميزات شخصية وتتمثل في تمتع الفرد بالجرأة والمغامرة والشجاعة والنضوج الفكري ز

2-مركز الفرد الاجتماعي وينتج هذا المركز نتيجة للدخل المرتفع ، السن ، الخبرة والنوع.

3-الهيكل الاجتماعي الذي نشأ فيه الفرد مثل الأسرة ، وزمرة العمل ، الأندية ، الجمعيات ، المدارس والجامعات والمنظمات.

الثالث عشر  : تفسير وتحليل الدراسة التطبيقية

جدول  (أ) يوضح متغير الجنس في عينة الدراسة

يلاحظ من الجدول (أ)  في متغير الجنس ؛ أن متغير الأنثى أتي في المرتبة الأولى بنسبة 68.9% ؛ وفي حين بلغت نسبة متغير الذكر 31.1% ؛ وهي نسبة متقاربة بين النوعين .

جدول (ب) يوضح متغير العمر

يتضح من الجدول (ب)  في متغير العمر ؛ أن متغير(18-25)  أتي في المرتبة الأولى بنسبة 82.1% ؛ ونال متغير (26-35)  المرتبة الثانية بنسبة بلغت  16.8% ؛ وفي المرتبة الأخيرة متغيري (36-40) و(41-45)  بنسبة بلغت 0.5%  ؛ ويشير ذلك إلي أن الشباب الذين في مقتبل العمر هم الذين يشكلون عينة الدراسة .

جدول (ج) يوضح متغير المؤهل في عينة الدراسة

يتبين من الجدول (ج)  في متغير المؤهل ؛ أن متغير (بكالريوس) أتي في المرتبة الأولى بنسبة 71.1% ؛ وفي  المرتبة الثانية ؛ متغير (دبلوم عالي) بنسبة 15.8% ؛ وفي المرتبة الثالثة (دبلوم متوسط ) بنسبة 10.5% ؛ وفي المرتبة الرابعة متغير(ثانوي ) بنسبة 1.6% ؛ وفي المرتبة الأخيرة متغيري ( دون الثانوي ) و( ماجستير ) بنسبة 0.5% ؛ وتؤكد هذه النتيجة أن الشباب خريجي الجامعات هم الذين يشكلون الغلبة في هذه العينة الدراسية .

جدول (د) يوضح متغير الوظيفة في عينة الدراسة

 

يلاحظ من الجدول (د)  في متغير الوظيفة ؛ أن متغير (عاطل) أتي في المرتبة الأولى بنسبة 83.7% ؛ وفي  المرتبة الثانية ؛ متغير (أعمال حرة) بنسبة 10.0% ؛ وفي المرتبة الثالثة (موظف في القطاع العام) بنسبة 4.7% ؛ وفي المرتبة الرابعة متغير(موظف في القطاع الخاص) بنسبة 1.6%  .إن الغلبة لمتغير عاطل يشير إلي مشاكل كثيرة بعضها تخطيطي في إنشاء الكليات والتخصصات ؛ وبعضها اقتصادي في قدرة الاقتصاد السوداني في تمويل الوظائف .

) يوضح درجة استخدام الإنترنت في عينة الدراسة 1A)جدول رقم

 

يكشف الجدول رقم (1A) أعلاه ؛ أن درجة استخدام الإنترنت ( مهمة) بنسبة 91.6% ؛ في حين بلغ تقدير ( غير مهمة ) نسبة 8.4%.

 )يوضح درجة قراءة المجلات والجرائد اليومية والأسبوعية في عينة الدراسة1B)جدول رقم

) أن درجة قراءة المجلات والجرائد اليومية  (مهمة) 1B يتضح من الجدول رقم(

بنسبة بلغت 88.4% ؛ في حين بلغ تقدير (غير مهمة ) 11.6%.

)يوضح درجة الذهاب إلي السينما أو المسرح1C)جدول رقم

 

يشير الجدول رقم (1C) أعلاه ؛ أن درجة الذهاب إلي السينما أو المسرح( غير مهمة) بنسبة 86.3% ؛ في حين بلغ تقدير ( مهمة ) نسبة 13.7%.

)يوضح درجة الذهاب إلي ندوات ثقافية لدى عينة الدراسة1D)جدول رقم

 

 

يشير الجدول رقم (1D) أعلاه ؛ أن درجة الذهاب إلي ندوات ثقافية ( مهمة) بنسبة 76.3% ؛ في حين بلغ تقدير ( غير مهمة ) نسبة 23.7%.

 

 

 

)يوضح السعي إلي الاستماع إلي الأغاني لدي العينة 1E)جدول رقم

 

 

 

 

يشير الجدول رقم (1E) أعلاه ؛ أن درجة السعي غلي الاستماع إلي الأغاني  ( غير مهمة) بنسبة 60.0% ؛ في حين بلغ تقدير ( مهمة ) نسبة 40.0%.

)يوضح درجة متابعة التلفزيون1F)جدول رقم

 

 

يشير الجدول رقم (1F) أعلاه ؛ أن درجة متابعة التلفزيون ( مهمة) بنسبة 91.1% ؛ في حين بلغ تقدير ( غير مهمة ) نسبة 8.9%.

)يوضح درجة الذهاب إلي ندوات دينية1G)جدول رقم

 

يشير الجدول رقم (1G) أعلاه ؛ أن درجة الذهاب إلي ندوات دينية( مهمة) بنسبة 94.7% ؛ في حين بلغ تقدير ( غير مهمة ) نسبة 4.7%.

 

 

)يوضح درجة ممارسة الرياضة1H)جدول رقم

 

يشير الجدول رقم (1H) أعلاه ؛ أن درجة ممارسة الرياضة( مهمة) بنسبة 82.6% ؛ في حين بلغ تقدير ( غير مهمة ) نسبة 17.4%.

)يوضح أسباب الذهاب إلي أماكن تجمع الشباب1I)جدول رقم

 

 

يشير الجدول رقم (1I) أعلاه ؛ أن درجة الذهاب إلي أماكن تجمع الشباب ( مهمة) بنسبة 55.3% ؛ في حين بلغ تقدير ( غير مهمة ) نسبة 44.7%.

)يوضح درجة قراءة الكتب بصفة عامة1J)جدول رقم

 

 

يشير الجدول رقم (1J) أعلاه ؛ أن درجة قراءة الكتب بصفة عامة ( مهمة) بنسبة 89.5% ؛ في حين بلغ تقدير ( غير مهمة ) نسبة 10.5%.

 

)يوضح مصدر المعلومات عن الاهتمامات الثقافية والرياضية2)جدول رقم

 

يشير الجدول رقم (2)أعلاه ؛ أن التلفزيون نال المرتبة الأولى كمصدر للمعلومات للاهتمامات الثقافية بنسبة 34.4% ؛ وفي المرتبة الثانية الإنترنت بنسبة 27.9% ؛ وفي المرتبة الثالثة الإذاعة بنسبة927.8% ؛ وفي المرتبة الرابعة الصحف بنسبة 9.5%.

 

)يوضح تقييم العينة لموضوع السعي للزواج3A)جدول رقم

 

يلاحظ من الجدول (3A)أعلاه؛  أن موضوع السعي إلي الزواج ( لغير المتزوجين ) من الموضوعات  ( المهمة )  لدي العينة بنسبة بلغت 86.3%  ؛ فيما بلغت نسبة ( غير مهمة ) 13.7%  .

)يوضح تقييم العينة للعلاقات والروابط الأسرية3B)جدول رقم

) أعلاه ؛ أن مفردات العينة أجابت بنسبة 98.9% بعبارة (مهمة ) 3Bيلاحظ من الجدول رقم (

لموضوع العلاقات والروابط الأسرية ؛ فيما أجاب نسبة 1.1% بعبارة (غير مهمة).

)يوضح تقييم العينة تكوين صداقات مع الجيران والأصدقاء3C)جدول رقم

 

يتبين من الجدول (3C) أعلاه ؛  أن مفردات العينة التي أجابت بعبارة (مهمة ) لتكوين صداقات بصفة عامة ( جيران وأصدقاء) بلغت نسبتها 97.9% ؛ فيما بلغت نسبة العينة التي قالت بعبارة (غير مهمة ) 2.1% .

)يوضح تقييم العينة في تكوين علاقات مع الجنس الآخر3D)جدول رقم

 

 

يتضح من الجدول (3D) أعلاه ؛  أن مفردات العينة التي أجابت بعبارة ( غير مهمة ) لتكوين علاقات مع الجنس الآخر بلغت نسبتها 59.5% ؛ فيما بلغت نسبة العينة التي قالت بعبارة  (مهمة) 40.5% .

 

 

 

 

)يوضح تقييم العينة في المشاركة بالأنشطة التطوعية3E)جدول رقم

 

 

 

يلاحظ من الجدول رقم3E)) أعلاه ؛  أن مفردات العينة  التي أجابت بعبارة ( مهمة ) للمشاركة في الأنشطة التطوعية بلغت نسبتها 86.8% ؛ فيما بلغت نسبة العينة التي قالت بعبارة ( غير مهمة ) 13.7% .

 

)يوضح العينة في الصعوبات بالمجالات الاجتماعية4)جدول رقم

 

 

 

يتضح من الجدول رقم (4) أعلاه ؛  أن 50% من أفراد العينة قالوا ( نعم ) تواجهنا صعوبات ومشكلات في المجالات الاجتماعية ؛ فيما قال ما نسبته50 % (لا) توجد مشاكل وصعوبات في المجالات الاجتماعية .

)يوضح رأي العينة في الحصول على عمل دائم ومرتب مجز5A)جدول رقم

 

 

 

يلاحظ من الجدول رقم(5A) أعلاه ؛  أن العينة التي أجابت بعبارة ( مهمة ) أن الحصول على عمل دائم ومرتب مجز؛ بلغت نسبتها 94.2% ؛ فيما بلغت نسبة من قال ( غير مهمة ) 5.8% .

)يوضح رأي العينة في الحصول على مسكن خاص بك وملائم5B)جدول رقم

 

 

 

يتضح من الجدول رقم (5B) أعلاه ؛ أن مفردات العينة التي أجابت بعبارة ( مهمة ) الحصول على مسكن خاص بك وملائم ؛ بلغت نسبتها 92.1% ؛ فيما بلغت نسبة من قال ( غير مهمة ) 7.9% .

)يوضح رأي العينة في الحصول على عمل دائم ومرض5C)جدول رقم

 

 

يتبين من الجدول رقم (5C) أعلاه ؛ أن مفردات العينة التي أجابت بعبارة ( مهمة ) الحصول على عمل دائم ومرض (تحقق ذاتك ، مناسب لمؤهلاتك بصرف النظر عن المرتب ) ؛ بلغت نسبتها 75.8% ؛ فيما بلغت نسبة من قال ( غير مهمة ) 24.2%.

)يوضح رأي العينة في السعي إلي امتلاك مشروع خاص بك5D)جدول رقم

 

 

 

يلاحظ من الجدول رقم (5D) أعلاه ؛ أن مفردات العينة التي أجابت بعبارة (مهمة ) السعي إلي امتلاك مشروع خاص بك ؛ بلغت نسبتها 81.6% ؛ فيما بلغت نسبة من قال ( غير مهمة ) 18.4% .

 

 

 

 

)يوضح رأي العينة في وجود صعوبات ومشاكل في المجالات الاقتصادية6)جدول رقم

 

 

يوضح الجدول رقم (6) أعلاه ؛ أن90.5% من مفردات العينة قالوا ( نعم ) توجد صعوبات ومشاكل في المجالات الاقتصادية ؛ فيما قال9.5% ؛ (لا ) توجد مشاكل وصعوبات في المجالات الاقتصادية .

)يوضح رأي العينة في متابعة الأحداث السياسة المحلية7A)جدول رقم

 

 

يتضح من الجدول رقم (7A) أعلاه ؛ أن 88.4% من مفردات العينة قالوا بعبارة ( مهمة ) متابعة الأحداث السياسية المحلية ( داخل السودان) ؛ فيما قال ما نسبته 11.6% بعبارة ( غير مهمة ) .

)يوضح رأي العينة في متابعة الأحداث السياسة الخارجية7B)جدول رقم

 

يتضح من الجدول رقم (7B) أعلاه ؛ أن 78.4% من مفردات العينة قالوا بعبارة ( مهمة ) متابعة الأحداث السياسية الخارجية (عربية ودولية )  ؛ فيما قال ما نسبته 21.6% بعبارة ( غير مهمة ) .

 

)يوضح رأي العينة في إلي الإنتماء إلي حزب سياسي7C)جدول رقم

 

يتضح من الجدول رقم (7C) أعلاه ؛ أن 86.3% من مفردات العينة قالوا بعبارة ( غيرمهمة ) السعي إلي الانتماء إلي حزب سياسي؛ فيما قال ما نسبته 13.7% السعي إلي الانتماء إلي حزب سياسي (  مهمة ) .

 

)يوضح رأي العينة في الترشح للإنتخابات 7D)جدول رقم

يتضح من الجدول رقم (7D) أعلاه ؛ أن 75.8% من مفردات العينة قالوا بعبارة ( غيرمهمة ) الترشح في الانتخابات (مجلس وطني ، مجلس ولائي ، محليات ، اتحاد طلبة )  ؛ فيما قال ما نسبته 24.2% الترشح في الانتخابات (  مهمة ) .

 

)يوضح رأي العينة في الاشتراك في المظاهرات والاحتجاجات السلمية7E)جدول رقم

 

يتضح من الجدول رقم (7E) أعلاه ؛ أن 61.6% من مفردات العينة قالوا بعبارة ( غيرمهمة ) الاشتراك في المظاهرات والاحتجاجات السلمية  ؛ فيما قال ما نسبته 38.4% الاشتراك في المظاهرات والاحتجاجات السلمية (  مهمة ) .

 

 

)يوضح مصدر المعلومات عن الموضوعات السياسية8)جدول رقم

يتبين من الجدول رقم (8) أعلاه ؛ أن التلفزيون أتي في المرتبة الأولى كمصدر للموضوعات السياسية بنسبة بلغت 35.8% ؛ وفي المرتبة الثانية الإنترنت بنسبة 27.9% ؛ وفي المرتبة الثالثة الإذاعة بنسبة 26.8% ؛ وفي المرتبة الرابعة  الصحف بنسبة بلغت 9.5% ؛ فيما لم تسجل الندوات أي نسبة .

 

الرابع عشر:النتائج والتوصيات

أولاً : النتائج

1-يشكل الذكور النسبة الأعلى في هذه الدراسة بنسبة بلغت 68.9% .

2- يحتل الشباب الذين في مقتبل العمر (18-25) سنة المرتبة الأولى في هذه الدراسة بنسبة 82.1%.

3-كشفت الدراسة أن الشباب الذين يحملون درجة ( البكلاريوس ) يمثلون المرتبة الأولى بنسبة بلغت71.1%.

4-يتضح من الدراسة أن الشباب( العاطلون ) عن العمل يشكلون المرتبة الأعلى بنسبة بلغت 83.7% .

5- تبين من الدراسة أن الموضوعات الثقافية والرياضية المتمثلة في استخدام الإنترنت وقراءة المجلات والجرائد والكتب ومتابعة التلفزيون والذهاب إلي الندوات الثقافية والدينية وأماكن تجمع الشباب  وممارسة الرياضة ؛ تشكل موضوعات مهمة للشباب ؛ بنسب متفاوتة ؛ بلغ أعلاها الذهاب للندوات الدينية بنسبة 94.7% ؛ وأدناها الذهاب إلي أماكن تجمع الشباب55.7%.

6- تكشف الدراسة عن أن الذهاب إلي السينما والمسرح والاستماع إلي الأغاني من الموضوعات الثقافية غير المهمة لدي الشباب.

7- يشكل التلفزيون المصدر الأول لتلبية معلومات الشباب الثقافية والرياضية بنسبة بلغت 34.7% ؛ يليه الإنترنت والإذاعة بنسبة واحدة 27.9% وأخيراً الصحف بنسبة9.5% .

8-تؤكد الدراسة أن الموضوعات الاجتماعية المتمثلة في الزواج والعلاقات والروابط الأسرية والصداقات مع الأصدقاء الجيران والمشاركة في الأنشطة التطوعية مهمة لدي الشباب وذلك عبر نسب متفاوتة أعلاها العلاقات والروابط الأسرية بنسبة بلغت98.9% ، وأدناها الزواج بنسبة بلغت 86.3%.

9-كشفت الدراسة عن أن الموضوع الاجتماعي المتمثل في العلاقات مع الجنس الآخر لا يشكل أهمية لدي الشباب بنسبة بلغت 59.5%.

10-أكدت الدراسة أن تساوي النسبة50% في وجود صعوبات ومشاكل تواجه الشباب بشأن الموضوعات الاجتماعية .

11-أظهرت الدراسة أن الموضوعات الاقتصادية المتمثلة في الحصول على عمل دائم وبمرتب مجز ومسكن ملائم وعمل دائم مرض ويناسب المؤهلات ثم السعي إلي امتلاك مشروع خاص تشكل أهمية لدي الشباب وبنسب متفاوتة ؛ أعلاها الحصول على عمل دائم بنسبة بلغت 94.2% وأدناها الحصول على عمل دائم يناسب المؤهل بنسبة 75.8%.

12- تكشف الدراسة عن وجود صعوبات ومشاكل اقتصادية لدي الشباب بنسبة كبيرة بغت 90.5%.

13-أبانت الدراسة أن متابعة الأحداث السياسية الداخلية والخارجية تشكل موضوعاً سياسياً مهماً لدي الشباب بلغت نسبة الاهتمام بالأحداث الداخلية 88.4% والخارجية 78.4%..

14-كشفت الدراسة عن أن قضايا الانتماء السياسي والترشح للانتخابات والمشاركة في المظاهرات والاحتجاجات السلمية ؛ لا تشكل موضوعات سياسية ذات أهمية لدي الشباب بنسب متفاوتة بلغ أعلاها عدم الانتماء السياسي بنسبة 86.3% ، وأدناها عدم الاشتراك في المظاهرات بنسبة 61.6% .

15-يتضح من الدراسة أن التلفزيون يشكل المصدر الأول لدى الشباب بشأن الموضوعات السياسية بنسبة بلغت 35.8% ، يليه الإنترنت بنسبة 27.9% ، ويليه الإذاعة بنسبة 26.8% ، ثم الصحف بنسبة 9.5%.

ثانياً : التوصيات

  • لابد من تقديم معالجة شاملة وجذرية لمشكلة توظيف الخريجين ؛ لوقف هذه المعاناة المعطلة والمهدرة للطاقات الشبابية .
  • يجب أن يكون هناك تخطيط استراتيجي في عملية إنشاء الجامعات وفتح الكليات لربط المخرجات التعليمية بالعملية التنموية .
  • لابد من تيسير عملية التثقيف الذاتي- لا يحرم الشخص الذي لا يمتلك المال من تثقيف نفسه – بجعل وسائلها متاحة وفي متناول الجميع؛ بثاً للوعي ونهوضاً بالمجتمع ثقافياً وفكرياً ؛ وحرباً على العادات والتقاليد البالية والمقيدة للنمو والتقدم.
  • المسرح والسينما من الوسائل الإعلامية التثقيفية ذات المعالجات المتميزة؛ التي لعبت دوراً كبيراً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ؛ ولذلك لا يمكن إلغاؤها ؛ فيجب الاهتمام بها وإعادتها للحياة ؛ لتكون جذابة، وتلقى الاهتمام من قبل الشباب.
  • لابد من تشجيع عمليات الإصلاح الاقتصادي حتى يضمن الشباب الحياة الكريمة في توفير الدخل المناسب وتكوين الأسرة السعيدة.
  • الدفع بمشاريع التكافل الاجتماعي في كل مناحي المجتمع؛ صوناً واستثماراً لطاقات الشباب ؛ وحفظاً للنسيج الاجتماعي من دواعي التآكل والتمزق.
  • لابد من طرح علميات إصلاح سياسي حقيقية؛ لترغيب الشباب في المشاركة السياسية بكافة أشكالها ؛ترسيخاً لنظام سياسي قائماً على الشورى والمساواة والعدل ومستوعباً للجميع.

 

 

 

 

 

 

الخامس عشر: المصادر والمراجع

1-محمد عبدالحميد –بحوث الصحافة – ط2( القاهرة ، عالم الكتب 1997م ) ص94.     2-مختار عثمان الصديق –مناهج البحث العلمي –( الخرطوم ، إيثار للطباعة 2006م) ص38

3-مختار عثمان الصديق – المرجع نفسه – ص 43.

4-مصطفى عبدالفتاح محمود-أثر نشرات الأخبار وبرامج الأحداث الجارية في التلفزيون في تزويد المشاهدين بالمعلومات والأفكار –رسالة دكتوراه –جامعة القاهرة –كلية الإعلام 1987م.

5-هالة كمال أحمد نوفل –دور برامج تبسيط العلوم والتكونولوجيا في الراديو والتلفزيون المصري في التثقيف العلمي للشباب –رسالة دكتوراه –جامعة القاهرة – كلية الإعلام –قسم الإذاعة والتلفزيون -1998م .

6-بارعة حمزة شقير- تأثير التعرض للدراما الأجنبية في التلفزيون على إدراك الشباب اللبناني للواقع الاجتماعي –رسالة دكتوراه –جامعة القاهرة –كلية الإعلام – قسم الإذاعة والتفلزيون -1999م .

7-عادل عبد الغفار فرج خليل –استخدام الصفوة المصرية للراديو والتلفزيون المحلي والدولي –رسالة ماجستير –جامعة القاهرة –كلية الإعلام –قسم الإذاعة والتلفزيون-1995م .

8-لمياء محمودسيد –إدراك الشباب للواقع السياسي – رسالة دكتوراه – جامعة القاهرة – كلية الإعلام –قسم الإذاعة والتلفزيون -1999م .

9-عبير محمد حمدي –دور الإنترنت والراديو والتفلزيون في إمداد الجمهور المصري بالمعلومات –رسالة ماجستير –جامعة القاهرة –كلية الإعلام –قسم الإذاعة والتلفزيون -2002م.

10-علاء عبدالمجيد يوسف الشامي – دور الاتصال المباشر والراديو والتلفزيون في نشر المعلومات الصحيحة العامة بين الشباب – رسالة ماجستير –جامعة القاهرة –كلية الإعلام –قسم الإذاعة والتلفزيون -2001م.

11-برلنت نزيه محمد قابيل –تأثير سمات الشخصية على الأنشطة الاتصالية –رسالة ماجستير –جامعة القاهرة –كلية الإعلام – قسم الإذاعة والتلفزيون -2002م .

12- صفاء محمود عثمان –قناة النيل الإخبارية ودورها في ترتيب أولويات القضايا السياسسية لدى العينة من طلية الجامعات –رسالة ماجستير –جامعة القاهرة –كلية الإعلام – قسم الإذاعة والتلفزيون -2002م .

13- ملفن –ل –دوفلير- و ساندرا بول روكينس – نظريات الإعلام – ترجمة كمال عبدالرؤوف – ط1-( القاهرة ، الدار الدولية للطباعة والنشر ،1993م )ص424 .

14- حسن عماد مكاوي وليلي حسين السيد – الاتصال ونظرياته المعاصرة – ط4-( القاهرة ، الدار المصرية اللبنانية ، 2002م ) ص364.

15-Tichenor-Donohue-O’lier-Mass media and TheKnowledge –Communcition Research-Volume4-1977-P299.

16-ملفن دوفلير-مرجع سابق ص426-427.

17-Noelle Newmor-Massmedia and socil change in developed society –Journal of Communiction –Vol-24-1974.P43

18- المرجع نفسه ص51.

 

 

 

 

 

 

 

جامعة  وادي   النيل

كلية  العلوم  الإسلامية  والعربية

قسم دراسات  الاتصال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جمهور مقاهي  الانترنت   بالمدن السودانية

دراسة  وصفية  وتحليلية بمدينة عطبرة

 

يناير  2012 م

 

 

 

 

 

 

 

إعداد  :  د.  عبد النبي  عبد الله الطيب  النوبي

أستاذ  مشارك في الإعلام

Abdelnabi  333@yahou . com

 

مدخل :-

شكلت   ظاهرة  الربيع  العربي   نقطة تحول   لما  بات  يعرف  بوسائل  الإعلام الجديدة   ”  New media  ”   ويقصد بها وسائل  الإعلام  التي اتخذت  من شبكة  الانترنت  وسيلة للوصول  للجمهور . فشبكة  الانترنت  أصبحت  الآن  محتشدة  بمواقع  الصحف  والإذاعات  ومحطات التلفزة  والمنتديات  وغيرها  من المواقع ، ما يتيح  للجمهور  فرصة  التجول في محتواها  الغزير  والمتنوع  والسهل  الوصول  ، مما  خلق  مجالاً  جديداً  لجمهور الإعلام .  يوسع  من فرص  التعرض  وزيادة  التشبع .

وعلى الرغم  من أن  أدبيات  الإعلام  القديمة  كانت  تصف هذا   الجمهور  بأنه  جمهور  ضخم  Heterogeneous    معزولين  اجتماعياً  social isolated   وغير  معروف  للقائم  بالاتصال  Anonymous   إلا  أن  الانترنت  قد غير  كل تلك  المفاهيم  ،  لينقل  هذا الجمهور  الضخم  لحالة  من التواصل  الحميمي  ،  والذي  أصبح  مجالاً   خصباً  لتبادل  الأفكار  الفعالة .

وأصبح  جمهور ما يعرف  بمنتديات  التواصل  الاجتماعي  كالفيس  بوك  Face  Book  والتوتير  Twitter   وغيرها  جمهور  متنامي  ، أدى  لزيادة  أعداد  المترددين  على مقاهي  الانترنت  ، حتى  أن بعض  التقارير   تقدرهم  في الوطن  العربي  فقط بحوالي  40 مليون  زائر في العالم .

لذلك فان معرفة هذا الجمهور ودراسة سلوكه الاتصالي  تبقى أمر مهماً ، لما نْشكله مثل هذه الدراسات من رصيد معلوماتي مهم  للقائمين على أمر دراسة الاتصال، وذلك لتحديد  التوقعات المرتقبة  من ممارسة هذا السلوك الاتصالي بشكل دقيق  ، وتجنب الاتهامات المعممة والموجهة لجمهور الانترنت باعتباره وجمهور يبحث عن المتعة   بالتردد على مواقع  الانترنت التي يمكن  بسهولة الهروب من الرقابة الحكومية  أو الأسرية المفروضة  عادة  على وسائل  الأعلام الأخرى  .

 

المحور  الأول :

منهجية  الدراسة  :-

الإحساس  بمشكلة  الدراسة :-

بدأت  ظاهرة  مقاهي  الانترنت  تنتشر  بمدينة عطبرة  شيئاً  فشيئاً  حتى أصبحت  ظاهرة ملموسة ، حيث  بلغت  مقاهي الانترنت  عند إجراء  هذه  الدراسة 10 مقاهي ، موزعة  في مناطق  إستراتيجية  وهامة  في  وسط مدينة ، وأصبح  من  المعتاد رؤية  أعداد  من الناس  يدخلون  ويخرجون  من هذه  المقاهي ، مما  استدعى  نظر الباحث ، خاصة وان مجال  وسائل  الإعلام  وتأثيرها  احد اهتمامات  الباحث  الأكاديمية  ،  مما  جعله  يفكر  في دراسة  هذه الظاهرة .

أهداف  الدراسة :-

تسعى  هذه  الدراسة لتحقيق  عدد من  الأهداف  :-

1-  التعرف  على مقاهي  الانترنت  بعطبرة  ومعرفة  ملاكها ، وأهدافهم  من إقامتها ؟

2-  رصد جمهور  هذه المقاهي  وذلك  للتعرف  على  نوعه  ،  وحجمه  ،  ودوافعه   من ارتياد  هذه  المقاهي ؟

3-  الكشف عن الأسباب التي تدفع  هذا الجمهور  لارتياد مقاهي الانترنت ،  مع العلم  أن الخدمة  سهلة  ومتاحة  عبر الاشتراك الشخصي ، كما  انه متاح  مجاناً  في بعض  مكتبات  جامعة  وادي النيل  التي تقع  في مدينة عطبرة .

4-  تحديد أنماط السلوك الاتصالي  لجمهور  مقاهي  الانترنت  ، ومعرفة  الاشباعات  التي تحقق  من ارتياد مقاهي  الانترنت  ، والوقوف  على طريقة الاستخدام .

مشكلة  البحث :-

مما تقدم  فان هذه  الدراسة  تتركز  على المحاور  التالية :-

  • مقاهي  الانترنت .

ب-  جمهور  هذه  المقاهي .

جـ-  النمط  الاتصالي  لهذا  الجمهور .

د-  الاشباعات  المتحققة من ارتياد  هذه المقاهي .

ويمكن  صياغة  مشكلة  البحث  في  التساؤل  الرئيسي  التالي : ما هي  أهمية  مقاهي  الانترنت  في عطبرة ؟  ومن هم  جمهورها ؟  وما هي طبيعة الخدمة التي تقدمها هذه المقاهي ؟

تساؤلات البحث :-

يجيب  هذا البحث  على التساؤلات  التالية :-

1-   ما هي أكثر الفئات ارتياداً  لمقاهي  الانترنت ؟

2-  ما العوامل  التي تجذب  المرتادين  للتوجه  لمقاهي  الانترنت ؟

3-  ما هي الاشباعات  التي تتحقق  للأفراد من ارتياد  مقاهي  الانترنت ؟

4-  ما هي  علاقة  الموقع  الجغرافي  للمقهى  على الإقبال عليه ؟

أسباب  اختيار  الموضوع :-

 سبب  موضوعي  :-

الانترنت أصبح  ظاهرة  عالمية  قربت  المسافات وربطت  العالم  المترامي  الأطراف ،  يقدم  خدمة متنوعة   وسريعة  ، مما  جذب إليه المتابعين، كما أن خدماته تأخذ الطابع التجاري والذي أدى  لنشأة ظاهرة منتديات مقاهي الانترنت،  ولذلك فان الدراسة ستخضع  هذه الخدمة وجمهورها للدراسة . علماً بان  مقاهي  الانترنت  ظلت محل شبهات ويريد الباحثان يتحقق  من واقعية  تلك الشبهات.

سبب  ذاتي :- 

وهو اهتمام  الباحث  كأستاذ  جامعي  وأب جعله  يتابع  النقاش  الدائر  والمخاوف  القائمة  حول  خطورة  مقاهي  الانترنت  ، وارتياد  الشباب  لها  هرباً  من الرقابة الأسرية  جعلت  الباحث  يخضع  هذه الدراسة  للتأكد  من   أو نفي  هذه المخاوف .

منهج  الدراسة :-

استخدم  الباحث  المنهج  المسحي  الذي يستهدف  جمع  الحقائق  والبيانات  عن الظاهرة  أو الموضوع  أو الموقف للمشكلة ، في محاولة  لتفسير  ذلك  بطريقة  كافية ،  بغية  الوصول  لحل المشكلة  وتعميم هذه الحلول .[1]

 

مجتمع الدراسة :-

مجتمع  الدارسة هو مرتادي  مقاهي الانترنت في عطبرة  وعددها  وقت إعداد  هذه الدراسة  في يناير 2012م  وعددها  خمسة مقاهي ،  بغدادي نت  عدد  المترددين   أسبوعيا  420  شخص تقريباً ، نوري نت  عدد المترددين  أسبوعيا  350 شخص تقريباً ، كوكب نت عدد المترددين  أسبوعيا  500 شخص  تقريباً ، منشاري نت عدد  المترددين  أسبوعيا  245 شخص تقريباً ، عطبرة  نت  عدد المترددين  1050  شخص تقريباً .

عينة الدراسة :-

تم اختيار مائة  مفردة  عن طريق  العينة  العشوائية  البسيطة  ، وذلك  بعد رصد  للمترددين على المقاهي  لأكثر  من ثلاثة  أيام  في الأسبوع  على الأقل  . وتم  توزيع  العينة بعد ذلك على المترددين على المقاهي  بالتساوي  بواقع  20  استمارة  لكل مقهى .

أداة جمع  البيانات :-

تم  تصميم استمارة  لجمع البيانات  مكونة  من 24  سؤالاً  ، مقسمة  على محاور  وفقاً  لتساؤلات  الدراسة .

إجراءات  الصدق :-

تم تحكيم  الدراسة  من قبل  ثلاثة   من أساتذة  الإعلام  المختصين  ذوي الخبرة *  وتم الأخذ  بملاحظاتهم  لإعداد الاستمارة  بشكلها النهائي .

إجراءات  الثبات :-

تم طرح  الاستمارة على عدد  10  أفراد  من مجتمع  العينة  ،ثم  طرحت  الاستمارة  على نفس  المجموعة  بعد أسبوع  وحققت  الاستمارة  نسبة    ثبات  عالية  قاربت  99%  مما يؤكد  على   صدفية  البيانات  المجموعة  بعد ذلك .

 

الإطار  ألزماني :-

يناير  2012م

الإطار المكاني  : –

مدينة عطبرة بولاية نهر  النيل في السودان

مقهى  الانترنت  :-

بالانجليزية  والفرنسية (  Cyber Cafe  )  هو المكان  الذي  يمكن  للمرء  فيه  أن يستعمل  الحاسوب فيه للاتصال   بالانترنت  ، وفي الغالب  يكون  ذلك  بمقابل  مادي  ، وعادة  تحسب  الأجرة  بالساعة والدقيقة  ، وتوفر  بعض المقاهي  اشتراكات  لعملائها  إثناء  تناولهم  المأكولات  والمشروبات[2]  .  وتم تصميم  اول مقهى  للانترنت  بكلفورنيا  بالولايات  المتحدة 1980م  ، وظهر  بسانت  مونيكا  في  الولايات  المتحدة  1984م  ، أما أول مقهى  افتتح  بلندن  فقد كان  ذلك  1994م .

 

المحور  الثاني :-

ادبيات  البحث

أولا  الدراسات السابقة :

منذ بدء  انتشار  استخدام  شبكة الانترنت  في النصف  الثاني من تسعينات   القرن العشرين  خضعت  الظاهرة  للبحث العلمي  الدقيق  ، وتنوعت  البحوث  ، بين  بحوث  تتناول  أثار  الاستخدام   على  الجمهور  ، وبحوث  تتناول  الأثر  السلوكي  للانترنت  خاصة على  قطاع الشباب  ،وبحوث  تناولت  جمهور  الانترنت .

1-  دراسة مزيد  بن مزيد  النقيعي  :[3]

جاءت الدراسة تحت عنوان “مقاهي الانترنت والانحراف إلى الجريمة بين مرتاديها

استخدم  الباحث  المنهج  الوصفي   التحليلي  واستخدم  استمارة  استبيان  مكونة  من محور  للبيانات الشخصية  ، ومحور  أخر  للعوامل  التي تجذب   المرتادين  للمقاهي  الانترنت  ، ومحور  ثالث  عن اثر  التعامل  مع الانترنت  في المقاهي  على  الانحراف  السلوكي للمرتادين .

وقد توصلت الدراسة للنتائج  التالية :

أ-  اغلب  مرتادي  المقاهي  من الشباب  الذين تقل  أعمارهم   عن 30 سنة .

ب-  كشفت  الدراسة  أن معظم  أفراد   العينة  قد  تعودوا  على ارتياد  المقاهي  منذ  أكثر من عام .

جـ –  أثبتت  الدراسة أن اغلب أفراد العينة  أكدوا استفادتهم  من ارتياد  مقاهي الانترنت .

2-  دراسة  صامويل  ابيرسول  :[4]

جاءت الدراسة تحت عنون “مدى الرضا عن استخدامات الشبكة العنكبوتية لدى الطلاب “.

استهدفت  الدراسة  إلى التعرف  على اتجاهات عينة  من الطلاب  نحو  الانترنت  والكيفية  التي تؤثر  على اتجاهاتهم  وآرائهم  وعلى طريقة  استخدامهم  لهذه الوسيلة  في السياق  التعليمي  واعتمدت  على  صحيفة  استقصاء  تقليدية  ، وصحيفة  أخرى تم  توزيعها  عبر البريد  الالكتروني  ، كما  شملت  الدراسة تحليلاً   لمضمون   المواقع  التي زارها  الطلاب  ، وبلغ عددها  500  موقع  وتوصلت الدراسة للنتائج  التالية :-

أ-  أن  الطلاب المبحوثين  يزورون  عدداً كبيراً  من المواقع  التي  تتصف  بالطابع التجاري  .

ب-  أكدت  الدراسة  أن الطلاب  ذكروا  أن هدفهم  من استخدام  الانترنت  في البحث  والدراسة  بنسبة  52% وتليها  كوسيلة  للمعلومات  ثم  وسيلة للترفيه .

3- دراسة  ناي  واربرنج :[5]

كان عنوان الدراسة :”الانترنت والمجتمع  : تقرير  أولي ” ، توصلت الدراسة  إلى انه  كلما زاد  متوسط  عدد  ساعات  استخدام  الانترنت  ، قل الوقت  الذي يقضيه  مع أناس  حقيقيين  ، وتكوين   علاقات  اجتماعية  مباشرة معهم  . وحذرت  الدراسة  من أن الانترنت  سوف  يخلق  موجة كبيرة  من العزلة  الاجتماعية  في الولايات المتحدة ، وان  العالم  من الممكن  أن يتحول  إلى ذرات  دون  وجود دور  للعاطفة  فيه  ، ويرى  الباحثان  انه قد أصبح  لدى الكثير من  المستخدمين  اشخاص  بدلاء  لتكوين  العلاقات  الشخصية  معهم  وهؤلاء  الأشخاص  هم في الواقع  موجودون  في الشبكة  دون التفاعل  معهم  وجهاً لوجه  .

4-  دراسة  تاسي  ولين :[6]

جاءت  تحت عنوان  ”  إدمان المراهقين  لشبكة  المعلومات  في  تايوان ”

هدفت الدراسة  لإلقاء  الضوء  على إدمان  المراهقين  لشبكة  المعلومات  في تايوان  ، حيث  أجريت  دراسة حالة  لـ 10  من المراهقين  المصابين    بداء  إدمان  الشبكة  واستخدمت  سلسلة  من الاستبيانات ومقابلات  شخصية  معمقة  توصلت للنتائج  التالية :

أ-  أن عالم  شبكة  المعومات  أصبح  المصدر  الأول  للمعلومات  والمعرفة .

ب-  أن شبكة المعلومات أصبحت مكاناً للتخفيف من حدة  الاكتئاب الذي يعاني  منه المراهقون  .

أوصت الدراسة  بتوجيه  مزيد  من الاهتمام  والانتباه  إلى هذه المشكلات  وضرورة  وضع  حلول  من قبل  علماء  النفس  والمعلمين  لهذا القطاع المريض من المراهقين  .

5- دراسة  كروت  ايتال :[7]

جاءت الدراسة تحت عنوان ” الحاسب الآلي والهواتف وشبكة الانترنت استئناس  تكنولوجيا  المعلومات ”

كانت   عبارة  عن دراسة  مسحية  امتدت  لمدة عامين  وقد تكونت  عينة  الدراسة  من 93  أسرة  ، موزعة  على 8  أحياء  بمدينة  بنسلفينيا  وبترسبيرج  ، وقد شملت  الدراسة  256  مستخدماً  ، ومن  أهم نتائج  الدراسة :-

  • أن المراهقين  أكثر استخداماً  من الراشدين  للانترنت  .

ب-  الراشدون  أكثر  إقامة  للعلاقات  الاجتماعية  داخل  الأسرة  من المراهقين

ج-  أثبتت  الدراسة  إلى إن  الإفراط  في استخدام  الانترنت له ارتباط  بالزيادة  في الضغوط  النفسية  لدى المستخدمين  والبعد  عن الحياة  الواقعية .

6-  دراسة نهى  سمير محجوب :[8]

عنوان  الدراسة  ” تأثير مضمون  الرسالة الإعلامية  على اكتساب  المعرفة  في الوسائل الالكترونية ”

اهتمت  الدراسة بدراسة  تأثير نوع الوسيلة  الالكترونية  ومضمون  الرسالة ”  متسق  أو متنافر مع الخبرة السابقة للفرد على اكتساب  المعرفة . وذلك في ضوء  الخلفية  المعرفية  للفرد  وقد سعت  الدراسة  لاختبار  الفرض  التالي :-   ” يرتفع معدل  اكتساب  المعرفة  من المعلومات  المقروءة  من الانترنت عن تلك  المشاهدة  في التلفاز ”

وقد أثبتت  صحة  هذا  الفرض  بسبب  خدمات  الفاعلية  التي يوفرها  الانترنت  . حيث  تشترك  كل الحواس  في التعرض  للمعلومات  .

7-  دراسة  مها عبد المجيد  صلاح :[9]

كانت  عنوان الدراسة  ” استخدامات الجمهور  المصري  للصحف  اليومية الالكترونية  على شبكة  الانترنت ”

ركزت  الدراسة  على تناول  الأبعاد  المختلفة  لعلاقة  الجمهور  بالنسخ  الالكترونية  من الصحف  الورقية  . كما  هدفت للتعرف  على خصائص  الجمهور  الديموغرافية  والسمات  العامة  لهم  وأوضحت  الدراسة  النتائج  التالية :

أ- أن النسخ  الالكترونية  من الصحف  الورقية تلبي  حاجات  مستخدميها .

ب-  أوضحت  الدراسة  أن الجمهور يستخدم  الصحف  الالكترونية  كوسيلة  مكملة  لمصادر  معلوماتهم  التقليدية  لا بديلاً  عنها  .

ج- أشارت  الدراسة  إلى أن  الجمهور  يغير  الاتصال   عبر  النسخ  الالكترونية  ما يزال  اتصال  شبه  تفاعل  لا تفاعلي  كامل  .

8- دراسة ميرفت  محمد كامل طرابيشي :[10]

وجاءت  الدراسة  تحت عنوان ” العوامل المؤثرة  في تعرض  الشباب المصري  للمواقع  الالكترونية  على الانترنت ”

استهدفت  الدراسة  التعرف  إلى أي  مدى يتأثر  التعرض  للمواقع  الالكترونية  على الانترنت  بأسباب  ومعدل  وخصائص  تعرض  الشباب  المصري  لهذه  المواقع  ، وذلك  من  خلال  التعرف  على  المتغيرات  التي تتحكم  في عمليات  التعرض  وكذلك التعرف  على نوعياته  وخصائصه والأسباب  التي تتحكم  فيه ،  للكشف  في النهاية  على  العوامل  المؤثرة  في تعرض الشباب   المصري  لمواقع  الالكترونية  ، ومدى  اعتماد  الشباب  عليها  مقابل  معلومات  وسائل  الاتصال  الأخرى  ،  ودرجة  مصداقية  هذه  المواقع  عند الجمهور  .

وأوضحت  الدراسة  أن خصائص  المواقع  في السرعة  والتنوع  والتجديد  هي أهم  مصادر  الجذب  لهذه المواقع  .

وان  الاعتماد  على الانترنت  أصبح  في تزايد أكثر  من وسائل  الإعلام  الأخرى .

9- دراسة حنان جنيد :[11]

وجاءت الدراسة  تحت عنوان  : ” تكنولوجيا  الاتصال  التفاعلي  على  الانترنت  وعلاقته  بدرجة  الوعي السياسي  لدى طلاب الجامعات  المصرية  – دراسة  ميدانية  على طلاب  الجامعات  الخاصة  في مصر “

حاولت  الدراسة  التعرف  على مدى  اعتماد  طلاب الجامعات  على الانترنت  كمصدر  أولي للمعلومات  عن القضايا  السياسية ، وذلك  من خلال التعرف  على المتغيرات التي  تتحكم  في عملية  التعرض للأخبار   والمعلومات  الالكترونية  من خلال  الانترنت  ،  ودوافع  استخدام  الاتصال  التفاعلي  وأنماط  الاستخدام  ، ومدى  انعكاس  ذلك  على  التعرض  لمصادر  المعلومات  الأخرى  كمصادر  للمعلومات  عن  القضايا  السياسية  المحلية   والدولية  . كما  سعت الدراسة لمعرفة  المواقع المفضلة .

ملخص الدراسات  السابقة :-

نلاحظ  أن الدراسات  السابقة  قد جاءت  في ثلاثة  محاور  هي :-

1-   المحور الأول: اهتم بالبحث عن الآثار السلبية للانترنت باعتبار ان الانترنت  يحتوي على كثير من المواقع التي تشجع على الانحراف السلوكي،وتشجع الغزو الثقافي .

2-  المحو الثاني :  اهتم  بمعرفة  وسائل  وطرق  وحجم  التعرض  للانترنت .

3- المحور الثالث:  اهتم  بدراسة  التعرض  للانترنت  وعلاقته  بالتعرض  لوسائل  الإعلام  الأخرى ،  وارتباط  ذلك  بمسالة  الاشباعات  والاستخدامات  ، والنظرة  للانترنت  كوسيلة  إعلام جديدة  وبديلة  للإعلام التقليدي .

ومن خلال  هذا الاستعراض  نخلص  إلى أن  دراسة الباحث  عن جمهور  مقاهي  الانترنت  تقاطعت  مع كل  المحاور  السابق  ذكرها  واهتمت  بشكل  مفصل  بمعرفة  نوع  وحجم  الجمهور  وعاداته  في التعرض  وارتباط  ذلك  بالمحاور  السابقة .

 ثانياً : نظريات  التأثير كمدخل  لدراسة  جمهور  مقاهي الانترنت :-

تأثير وسائل الإعلام يقصد به التغيير المعرفي و الوجداني والسلوكي الذي تحدثه  وسائل  الإعلام على المتلقي عند تعرضه لهذه الوسائل ، وقد أثبتت  الدراسات إلى أن هناك علاقة ارتباط بين التعرض والسلوك الاتصالي  للجمهور يتمثل في :-

1-  أوقات الفراغ فكلما زاد وقت الفراغ كلما زاد التعرض لوسائل الإعلام ذات المضمون الترفيهي .

2- دخل الفرد : فكلما زاد دخل الفرد كلما زادت درجة تملكه اوشرائه لأجهزة الإعلام .

3-  المستوى  الثقافي  : فكلما  زاد المستوى  الثقافي  كلما كان  اختياره  للوسائل  الإعلام  وما تقدمه  يتم بصورة أفضل .

4- الوضع الاجتماعي :  والذي يقسم الناس حسب  النوع ، أو حسب السلم الاجتماعي ، مما يؤدي لاختلاف نوع الوسائل التي يتعرض لها الجمهور[12] وقد تعددت وفقاً لهذه المتغيرات تقسيم جمهور الإعلام ، ويفضل الباحث التقسيم التالي  لجمهور الأعلام ويسمى بتقسيم ” بل”  لجمهور وسائل الإعلام[13] :-

1-  أصحاب  الاتجاه العلمي .

2-  أصحاب  الاتجاه  المادي .

3-  أصحاب  الاتجاه  المعنوي .

4-  أصحاب  الاتجاه  الاجتماعي .

وحرى  بنا   ونحن  نتحدث  عن تأثير  وسائل  الإعلام  أن  نشير  لتعدد النظريات  التي تقدم  تفسيراً لكيف  يحدث تأثير  وسائل الإعلام  ، إلا أن  ما اتفقت  عليه هذه  النظريات أن نوع التأثير ودرجته يرتبط ارتباطاً  كبيراً  بالتعرض  لوسائل الإعلام، فكلما زاد  التعرض  زادت الفرصة  لحدوث  تأثير .

ولغرض  التوضيح  لنتائج  هذا البحث  فإننا  نأخذ  بنظريتين  من نظريات  الإعلام   التي  تفسر  حدوث  التأثير  على الجمهور :-

1-  نظرية تباين  الحوافز :-

تعتبر هذه النظرية  امتداداً لنظريات التعلم  والمعرفة  الإدراكية  في تكوين  تفسيرات الفرد  واستجابته السلوكية المحتملة  والتي تقوم  على مفهوم  المثير  والاستجابة ،[14]

حيث  تكون للفرد  بديلات  تتمثل  في سلوك  الاقتراب  وسلوك  التجنب  . فسلوك  الاقتراب  يدعو  الفرد لتحقيق  حد أعلى   من الكسب  ، او  على الأقل  حد ادنى  من الخسارة ، و يقوم  سلوك  الاقتراب  والتجنب  على ثلاثة  خيارات :[15]

1-  الخيار  العقلي

2-  خيار تلبية الحاجات

3-  خيار  يركز  على منطق  القوى  داخل  الفرد  (  الدين – القيم – العادات )

او من  البيئة  المحيطة  به ” تأثير  جماعات  الأقران  – وجماعات  الضغط ”

2-  نظريات  الاستخدامات  والاشباعات :-

تنطلق  هذه النظرية  من مفهوم  او مبدأ  التعرض  الانتقائي ، ويقوم  على ان  الفرد  يعرض نفسه  اختيارياً  لمصدر  المعلومات  في وسائل  الاعلام  التي تلبي  رغباته وتتفق  مع طريقته  في التفكير. [16]

وفقاً  لهذه  النظرية  فان  الانسان  يسعى  مختاراً  للتعرض  لوسائل  الاعلام التي  تقدم له  اشباعات  معينة  يرغب  فيها ،  وقد قسم  ” لورانس  وينز “[17] هذه الاشباعات  الى قسمين :-

1-  اشباعات  محتوى  Content  Gratification  وهذه تنقسم  الى :-

أ-  اشباعات  شبه توجيهية                                   Para. Oriention

ب-  اشباعات  شبه  اجتماعية                                 Social – Para

ويرتبط  تحقيق  هذه  الاشباعات  لدوافع  الفرد  من التعرض  لوسائل الاعلام  ، وهو  ما يعزز افتراض التعرض  الانتقائي  لوسائل  الاعلام،  وتعد الدوافع  Motive  حالة  استثارة  او توتر  داخلي  تعمل  على اثارة  السلوك  ودفعه  الى تحقيق  هدف معين .

والدوافع  نوعين :[18]

أ-  دوافع  منفعية

حيث  تعمل  وسائل  الإعلام  لإكساب  الفرد قيم  تعليمية  وتقانية  وشحنة  من المعرفة  والمعلومات  والخبرات

ب–  دوافع  طقوسية :-

حيث  يلجأ  لوسائل  الاعلام  عادة  لتحقيق  رغباته  في الاسترخاء  وقضاء  الوقت  والهروب  من المشكلات .

 

 

 

 

المحور الثالث :-

نتائج  الدراسة  والتوصيات :-

1-  كشفت  هذه الدراسة  ان اعلى  الفئات  ارتياداً  لمقاهي  الانترنت  بمدينة  عطبرة  هم من فئة الطلاب  الجامعيين 54% ” 39% طلاب  و15 % طالبات ”  والنسبة  تكشف  تدني  نسبة الطالبات  للطلاب  ، مما يعطي  مؤشراً  لتحكم العوامل الاجتماعية  السودانية  في تدني قلة  اقبال الطالبات  على مقاهي  الانترنت  مقارنة  بالطلاب .

2-  اوضحت  الدراسة  ان اكثر  الفئات  ارتياداً  للانترنت  هم  شريحة  الشباب  والتي  تقع  بين الفئة  العمرية  ” 18- 25 سنة ”  بنسبة 54% وهذا ما يؤكد  نفس النتيجة  السابقة  حيث تقع  شريحة  الطلاب ضمن  هذه الفئة العمرية .

وهو ما تفق مع  معظم الدراسات  في هذا المجال .

3- اوضحت  الدراسة ان الغالبية  العظمى  من مرتادي  هذه المقاهي  تملك الفكرة  مسبقة  عن الانترنت  ” 20 % ممتاز ، 41% جيده ”

4-  بينت  الدراسة ان  الغالبية  العظمى  من افراد العينة  يدخلون  على الانترنت  في  اماكن  اخرى  غير مقاهي  الانترنت “49% اجابوا  بنعم ، 23% اجابوا  احياناً ، بينما  اجاب 26% انهم يكتفون  فقط  بمتابعة  الانترنت  في المقاهي  ، مما يعني  ان غالبية  المجموعة  عينة  الدراسة  من المتعودين  على استخدام الانترنت ،  وهذا يؤكد  الاعتماد  على الانترنت كوسيط  لنقل المعلومات  والاعلام .

5-  وعلى الرغم  من ارتفاع  نسبة  مرتادي  مقاهي  الانترنت  (54% )  الا انهم  ابدوا  عدم رضاهم  عن  بئة  المقاهي  بنسبة 46% وتفاوتت  الاسباب  بين  الشعور بالحرج  في ارتياد  المقاهي ،  وعدم  تهيئة  المقاهي  ،  والازعاج  ، وقدم  اجهزة الحاسوب  المستخدمة  . كما  ابدى  39% من افراد العينة  رايهم بان اماكن  انتشار  مقاهي  الانترنت ضعيف  في الاحياء  السكنية  ، ويتركز  فقط في وسط  المدينة  مما يؤدي  لمزيد  من الاعباء  في سبيل  الوصول  لهذه المقاهي .

6-  ابدى  معظم  افراد  العينة  عن  ارتياحهم  لاسعار  الخدمة  حيث  يرى  “48% منهم  انها مناسبة  بينما يرى  31% انها  وسط ”

7-  كشفت  الدراسة  عن ضعف  الرقابة  الإدارية  على مقاهي  الانترنت  حيث  بلغت  نسبة  من يرون  ذلك فقط  22% مما  يثير  الشكوك  حول خطورة  هذا الأمر  ، خاصة  إذا  أخذنا  في الاعتبار  ارتفاع  نسبة  جمهور  هذه  المقاهي  54% مما  يعزز  التخوف  من  ان تكون  هذه  المقاهي  ملاذاً للباحثين  عن ارتياد  المواقع  الإباحية  بعيداً عن الرقابة  الاسرية  . ولكن  إجابة  52% من أفراد  العينة  بأنهم  يرتادون  هذه المقاهي  من اجل  جمع مواد  متعلقة  بتعليمهم  يقلل  من هذا التخوف .

8-  أوضحت  الدراسة  أن 50% من مرتادي  مقاهي  الانترنت  ، وهم  كما أوضحنا  غالبيتهم  من الطلاب، يتبادلون  المعلومات  التي يحصلون  عليها  من الانترنت  مع اقرانهم ،  مما يزيد  فرص  هؤلاء  الطلاب  من الاستفادة  القصوى  من الانترنت .

9-  ارجعت  نسبة  كبيرة  من افراد  العينة “41%”  ان  سبب  ارتيادهم  لمقاهي  الانترنت اقتصادي ، وذلك لارتفاع  تكلفة الاشتراك في الخدمة على المستوى الشخصي .

وهذا يتناسب  مع طبيعة  المدينة  العمالية .

10- يرى معظم افراد العينة بنسبة 65% ان الانترنت  كخدمة يشبع رغباتهم ويؤثر فيهم .

11- كشفت  الدراسة  ان نسبة  كبيرة  بلغت 45% من افراد  العينة تعودوا  على الذهاب  لمقهى  محدد  معظم  الوقت للدخول  للانترنت  ، بينما  يذهب  30% لمقاهي  مختلفة  ،  و25% يذهبون  حسب  الظروف

12- بينت  الدراسة تقارب  نسب  الذهاب للانترنت ” 33% يذهبون  بينما  يرى 35% انهم يذهبون  مساءً ويذهب  32% احياناً بالصباح  واخرى بالمساء .

13-  اوضحت الدراسة  ان الغالبية  العظمى  من افراد العينة  يذهبون  لمقاهي الانترنت  بعلم ورضا  اسرهم  ، وبلغت  نسبة من اجابوا  بذلك  بـ 75% مما يعني  عدم تخوف  الاسر من ارتياد  ابنائهم  لمقاهي الانترنت  ، واحساسهم  بانها مهمة لمسيرتهم  التعليمية .

14-  وعن الطريقة التي يذهب  بها الشخص  لمقاهي  الانترنت  يغلب  عليها  الصفة الفردية  ، حيث  اجاب  37% من افراد  العينة  ان ذهابهم  لمقاهي  الانترنت  يتم  بصورة  فردية  ، بينما  يذهب  40% احياناً  بصفة  فردية  واحياناً  مع  اخرين  ، بينما  بلغت  نسبة  من يذهبون  مع اخرين 21% فقط .

 

 

توصيات  الدراسة :-

1-   تهيئة  بئة  الانترنت  وذلك  بتحديث  الأجهزة ،  وان تكون  المباني  مهيئة  لارتياد  وهذه الأعداد الكبيرة  من الرواد .

2-  العمل على  نشر  المقاهي  قريباً  من مناطق السكن  وذلك لتقليل  حجم  معاناة  مرتادي  المقاهي .

3-  تكثيف  الرقابة  الحكومية  على المقاهي  ، والتأكد  من حسن  سيرة  ملاك  المقاهي  ، ومن يديرونها  خوفاً  من استقلالها  خاصة واذا علمنا  ان غالبية  مرتادي  هذه المقاهي  من الطلاب  والشباب .

4-  ضبط زمن  فتح  مقاهي  الانترنت  بما لا يتسبب  في ان تكون  ملاذاً  للهاربين  من مدارسهم  او  واجباتهم التعليمية .

5-  تكثيف  الارشاد والتوجيه  من المختصين  وذلك  لمنع  التفلت  في الدخول  للمواقع  المحظورة  . ويمكن  الزام  المقاهي  باستخدام  برامج  الترشيح  Filter وذلك  لتقليل  فرص  الوصول  للمواقع الضارة .

 

مراجع  الدراسة :-

1-  محمد وليد   البطشي  – فريد  كامل  أبو زينة  – مناهج  البحث العلمي  – تصميم  البحث  والتحليل الإحصائي  – دار  المسيرة للنشر  والتوزيع  والطباعة –  عمان  – الأردن – الطبعة الأولى  2007م – ص7 .

2-  موسوعة  ويكي  بيديا –  على الانترنت

3-  مزيد بن مزيد النقيعي  – مقاهي الانترنت  والانحراف  الى الجريمة –  بحث منشور  – لنيل الماجستير  – جامعة  الملك سعود – 2009م

4-  صامويل  ابرسول – بحث  منشور  بموقع  مجلة  Acjounal .org

Vol 5 –  December 2010  -P.P 97- 128

5-  تاي  وايرنج  – بحث  منشور  بموقع  مجلة  Computer

Voluma 981    june  2010                   P.P 150 -2-4

6-  تاس  ولين- بحث منشور بـ Unesed  Hand  Book  for  Teaching of social studis

7-  كروت  اينال  بحث منشور  بموقع   w ww .Aber .Ae . u. R

8-  نهى  سمير محجوب – تاثير  مضمون  الرسالة   الاعلامية  على  اكتساب  المعرفة  في الوسائل   الالكترونية  – بحث منشور  – مجلة  عالم المعرفة  – المجلس  الوطني  الثقافي  بالكويت  – الكويت  ابريل  2008م  – ص ص 386 – 393

9-  مها عبد المجيد  صلاح  – استخدامات الجمهور  المصري  للصحف  اليومية  الالكترونية على شبكة  الانترنت – بحث منشور بالمجلة المصرية  لبحوث   الإعلام – كلية الإعلام  – جامعة القاهرة  – العدد 9 – اكتوبر  –  ديسمبر 2000م  – ص  ص  225 -235

10-  ميرفت  محمد كامل  طرابيشي  – العوامل المؤثرة  في تعرض  الشباب  المصري  للمواقع  الالكترونية  على الانترنت  – بحث منشور  – المجلة  المصرية  لبحوث  الإعلام – العدد الثاني  1997م  – ص ص  149- 163

11-  دراسة حنان  جنيد – تكنولوجيا  الاتصال  التفاعلي  على الانترنت  وعلاقته  بدرجة  الوعي  السياسي  لدى طلاب   الجامعات  المصرية  – دراسة  ميدانية  عن طلاب  الجامعات  الخاصة بمصر ، بحث  منشور  ضمن منشورات  – المركز  القومي  للبحوث  الاجتماعية  – القاهرة  – 2009م

12-  عبد النبي عبد الله الطيب – فلسفة  ونظريات  الإعلام –  شركة  مطابع  السودان  للعملة  – الخرطوم  – 2006م – ص51

13-  المرجع نفسه  – ص57

14 – عصام  عبد الحميد  زكي – مبادئ وتطبيقات  في نظريات  الإعلام  – الدار المصرية  اللبنانية – القاهرة  – 2005م  – ص89

15-  المرجع نفسه – ص9

16-  محمد عبد الحميد  – نظريات  الإعلام  واتجاهات  التأثير  – عالم الكتب – القاهرة  – الطبعة  الأولى  1997م  – ص209

17-  المرجع نفسه  – ص210

18 –  عصام  عبد الحميد  زكي  – مرجع  سابق –  ص94

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تأهيل القائم بالاتصال في الوطن العربي

السودان نموذجا .

 

إعداد

أ . د . عبدالنبي عبدالله الطيب

جامعة جازان

كلية الآداب والعلوم الإنسانية

قسم الصحافة والإعلام

 

 

 

 

 

 

 

 

ملخص الدراسة

تعتبر هذه الدراسة محاولة للوقوف علي واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية ، باعتبارها الجهة المختصة بإعداد القائم بالاتصال، لذا تهدف الدراسة الي الوقوف علي الامكانات المتاحة بمؤسسات التأهيل الإعلامي بالجامعات السودانية، وتأثيرها علي عملية التدريس الإعلامي ، وقد اهتمت الدراسة بدراسة العناصر الأساسية في عملية التعليم الإعلامي ، مثل أعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام الإعلام من حيث تأهيلهم وإعدادهم والعوامل التي تؤثر علي أدائهم، كذلك اهتمت الدراسة بالمناهج الدراسية التي تؤدي إلي عملية التعليم بكليات وأقسام الإعلام من حيث درجة كفاءتها لتأهيل المنتسب إليها، والسلبيات التي تكتنفها، كما استعرضت الدراسة مشكلة عدم توفر المراجع والكتب الدراسية بكليات وأقسام الإعلام وانعكاس ذلك علي عملية التحصيل العلمي لطالب الإعلام، كذلك اهتمت الدراسة بمشكلة التدريب الإعلامي في السودان بصفة عامة، وداخل كليات وأقسام الإعلام بصفة خاصة، حيث تناولت الدراسة مفهوم التدريب وأهميته وأهدافه ومعوقاته داخل وخارج كليات وأقسام الإعلام في السودان. واعتمدت الدراسة علي منهج المسح لتنظيم البيانات والمعلومات إلي جانب المنهج التاريخي لإعطاء خلفية عن بداية العمل الإعلامي ووسائل الاعلام في السودان لارتباطه بدراسة المشكلة، ثم المنهج الإحصائي لتحليل أرقام الدراسة الميدانية واستخلاص دلالاتها .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

علي الرغم من أن العملية الاتصالية تتكون في أبسط صورها من عناصر أساسية هي المرسل والرسالة والوسيلة والملتقي وأن نجاح أي عملية إعلامية يتطلب العناية بكل عنصر من هذه العناصر لأن عناصر العملية الإعلامية مكملة لبعضها البعض حيث أن كل عنصر يتأثر بالعنصر الآخر ويؤثر فيه، إلا أن العنصر البشري في هذه العملية يعتبر محور الارتكاز الذي يتوقف عليه نجاح العملية الإعلامية، لأن الرسالة دون وجود مرسل متخصص ومؤهل وعارف بكل فنون العمل الإعلامي لا تكون ذات جدوى، والوسيلة عبارة عن آلة صماء تتوقف كفاءتها علي العنصر القادر علي التعامل معها والعارف بخصائصها وإمكاناتها وحدودها، وكذلك القادر علي معرفة النواحي النفسية والاجتماعية لجمهوره المستهدف خاصة أن جمهور وسائل الإعلام لم يعد ذلك الجمهور السلبي الذي يتأثر بكل ما يتعرض له ويتفاعل معه وإنما أصبح جمهوراَ واعياً بعد أن زادت درجة التعلم وأصبح ينتقد ويحلل كل ما يتعرض له.

ونظراً لأهمية الإعلام في الحياة البشرية وخاصة بعد التطور الهائل الذي شهدته وسائل الإعلام وخاصة في عصر السماوات المفتوحة حيث تخطت الرسالة الإعلامية مرحلة المحلية إلي مرحلة العالمية، كان لابد من تزايد الاهتمام بدراسة الإعلام مرحلة المحلية الي مرحلة العالمية، كان لأبد من تزايد الاهتمام بدراسة الإعلام من كل جوانبه وتفريعاته وتخصصاته لتأهيل العناصر البشرية لمواكبة هذه التطورات السريعة، فلذلك أولت الدول الكبرى اتماماً بالغاً بدراسة الإعلام فأنشأت الكليات والمعاهد المتخصصة لتأهيل العنصر البشري المتخصص في مجال الإعلام مثله مثل العناصر الأخرى وغيرها من ألوان المعار ف، باعتبار أن الإعلام أصبح جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للأفراد والجماعات نتيجة للتغيرات التي حدثت في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

بعد منتصف القرن العشرين بدأت دول العالم النامي تولى اهتماها بدراسة الإعلام طبقا لما أوصى به النظام الإعلامي الجديد، الذى يرى ضرورة إيجاد مرافق للتعليم والتدريب واعتماد هذه الدول على نفسها لتأهيل مؤسساتها الاعلامية”1″.

والسودان شأنه شأن دول العالم النامي بدأ الاهتمام بدراسة الإعلام لتأهيل القوي البشرية المحلية لتتولى قيادة العمل الإعلامي بالسودان، وبدأت هذه الدراسة على مستوى الجامعات في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما أسست كلية الآداب بجامعة أم درمان الإسلامية أول قسم متخصص لدراسة الإعلام عام 1966م وهو قسم الصحافة والإعلام، وفي عام 1991م تم تحويله إلى كلية الدعوة والإعلام، وفي عام 1995م تم الفصل بين الدعوة والإعلام ليصبح اسم الكلية، كلية الإعلام، وذهبت شعبة الدعوة إلى كلية اصول الدين.

شهد مطلع التسعينات من القرن الماضي ومع بداية ثورة التعليم العالي التي انتظمت البلاد، إنشاء العديد من الجامعات بمختلف ولايات السودان حيث قامت بعضها بإنشاء كليات لدراسة الإعلام تحت مسميات مختلفة والبعض الآخر قام بتأسيس أقسام للإعلام تكون تابعة لإحدى كلياتها.

لقد أصبحت هذه الكليات والأقسام المتخصصة في دراسة الإعلام تخرج آلاف الخريجين المتخصصين في دراسة الإعلام سنوياً، حتى اصبح عدد الخريجين يفوق حاجة سوق العمل في المؤسسات الإعلامية السودانية.

يرى الدكتور صلاح محمد إبراهيم أن العديد من هذه الكليات والأقسام المتخصصة في دراسة الإعلام تم تأسيسها دون دراسة وتخطيط ودون توفير الظروف والبيئة الصالحة لدراسة الإعلام من إعداد للقوى البشرية المؤهلة من الأساتذة المتخصصين في دراسة الإعلام ومن ذوي الخبرة أو توفير المعينات اللازمة للتدريب كما أن معظم المناهج التي تدرس في هذه الكليات والأقسام هي في الأصل مأخوذة من تراجم أجنبية أو مؤلفات عربية بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للسودان”2″، كما أن سياسات القبول المتبعة للدخول للجامعات السودانية لم تراع رغبة الطالب في دراسة الإعلام مما جعل كثيراً من الطلاب المقبولين في دراسة الإعلام يلتحقون بهذه الكليات والأقسام بهدف الحصول على الشهادة الجامعية فقط دون أن تكون لهم الرغبة والموهبة التي تجعلهم يبدعون في مجال الإعلام.

وعلي ضوء ذلك قام الباحث بإجراء هذه الدراسة علي واقع كليات الإعلام وأقسامها بالجامعات السودانية لتناول الظروف والملابسات التي أدت الي نشأة هذه الكليات وأقسامها ونوع المناهج الدراسية والبرامج التدريبية التي يتلقاها الطالب ومدى إمكانيتها في تأهيل طالب الإعلام وملاءمتها للواقع السوداني ( السياسي ، والاجتماعي ، والثقافي والاقتصادي ).

أولاً : أهداف الدراسة :

تهدف هذه الدراسة إلي الوقوف علي الظروف والكيفية التي أنشئ علي أساسها هذا العدد من كليات الإعلام والأقسام المتخصصة، وكذلك الوقوف علي واقع هذه الكليات والأقسام المتخصصة، وكذلك الوقوف علي واقع هذه الكليات والأقسام والوصول إلي هذه الأهداف يتم عبر :-

1-  معرفة الإمكانات المادية والتجهيزات الفنية لهذه الكليات والأقسام المتخصصة في دراسة الإعلام .

2- معرفة نوع المناهج الدراسية ومواكبتها لمتطلبات العصر .

ج- الوقوف علي اعداد وتأهيل أعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام الإعلام.

د- معرفة طرق واساليب التدريس المتبعة والوسائل التعليمية المستخدمة داخل الكليات والأقسام .

ثانياً: أهمية الدراسة :

تتبع أهمية هذه الدراسة باعتبارها من الدراسات التي تناولت واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية لتقف علي مقوماتها الأساسية التي تتمثل في إمكاناتها المادية والفنية وقدرتها علي تأهيل طالب الإعلام . خاصة بعد أن تطورت أساليب ونظريات الإعلام وتطورت تقنياته وتعاظم الدور الذي أصبح يلعبه في تحريك الشعوب حسب توجهاته.

 

 

 

 

 

ثالثاً : مشكلة الدراسة :

تحديد المشكلة من أهم خطوات البحث العلمي لتأثيرها المباشر على كل خطوات البحث العلمي اللاحقة، ويمكن تناول مشكلة الدراسة من خلال الآتي :

أ/ الإحساس بالمشكلة : بحكم عمل الباحث في المجال الأكاديمي في إحدى الجامعات السودانية شعر بأن كثير من المناهج التي تدرس بكليات وأقسام الإعلام غير مواكبة لظروف العصر والتطورات التي حدثت في مجال الإعلام، حيث لا تتضمن هذه المقررات أي من المواد المتعلقة بالصحافة الإلكترونية والانترنت والاخراج عبر الكمبيوتر وغيرها من الوسائل الحديثة. كما لاحظ الباحث أنه لا توجد معامل أو أي معينات للتدريب في كثير من كليات وأقسام الاعلام وأن كثيرا من الطلاب ليس لديهم الرغبة أساساً في بدراسة الاعلام وانما أتت بهم سياسات القبول.

ب/ تحديد المشكلة : تعمل كليات الاعلام والاقسام بالجامعات السودانية على تدريس مواد الاعلام اعتمادا على المراجع الاجنبية وبعض المؤلفات العربية وهي لا تتفق مع واقع السودان الاجتماعي والثقافي والسياسي وواقع المؤسسات الاعلامية بالسودان، مما يؤدي إلى إحداث فجوة بن الدراسة النظرية والممارسة العملية.

رابعاً : تساؤلات الدراسة :

  • في أي الظروف نشأ التأهيل والتدريب الإعلامي السوداني ؟
  • ما هي الأهداف التي قامت على أساسها كليات وأقسام الاعلام بالجامعات السودانية؟
  • ما هو تأثير سياسات القبول العالي للجامعات السودانية على تأهيل طالب الاعلام؟
  • ما هو نوع المناهج التي تدرس بكليات وأقسام الاعلام، وما هي طرق التدريس المتبعة؟
  • ما مدى ملاءمة مناهج الاعلام في الجامعات السودانية لمتطلبات الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي بالسودان؟

سادساً : منهج الدراسة :

ستخدم الباحث بصفة أساسية المنهج الوصفي وهو من المناهج التي تعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الوقاع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ويعبر عنها تعبيرا ًكيفياً أو كمياً”3″، والباحث هنا يهدف إلى وصف واقع الممارسة الأكاديمية فقط بكليات وأقسام الاعلام.

كما يستخدم الباحث المنهج التاريخي وهو أسلوب يستخدم في دراسة الظواهر والأحداث والمواقف التي مضى عليها زمناً قصيراً أو طويلاً، كما يرتبط بدراسة ظواهر حاضرة من خلال الرجوع إلى نشأة هذه الظواهر والتطورات التي مرت عليها والعوامل التي أدت إلى تكوينها بشكلها الحالي”4″، والباحث هنا يهدف للوقوف على نشأة كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية برؤية نقدية للخروج باستنتاجات عن الظروف والملابسات التي أدت إلى إنشاء هذا العدد الهائل من كليات وأقسام الاعلام بالجامعات السودانية.

ثامناً : الدراسات السابقة :

الدراسات على المستوى العالمي :

وجد الباحث أن معظم الدراسات الاجنبية اهتمت بطريقة عمل القائم بالاتصال والمؤثرات التي تؤثر عليه في أداء مهامه والقليل منها اهتمت بعملية التدريس الاعلامي في الجامعات، ومن هذه الدراسات :

أولاً دراسة ليورستن التي ظهرت في الولايات المتحدة تحت عنوان ( مراسلواواشنطون ) سنة 1937م حيث اهتمت هذه الدراسة بدراسة المراسلين من الناحية النفسية والاجتماعية والتأهيلية”5″.

ثانياً : دراسة عالم النفس الامريكي كرت لوين وهو ما يعرف بنظرية حارس البوابة، وهي دراسة تجريبية لسلوك الأفراد الذين يسيطرون في نقاط مختلفة على مصير القصص الاخبارية.”6″

ثالثاً : المؤلف الذي قدمه كل من Phillip H. Ault K Edwen Emery ، WerenK.Agee بعنوان –Introduction To Mass Communications 1969 New York 2nd Edition الذي تناولا فيه ضرورة التعليم الاعلامي في الولايات المتحدة الامريكية والطرق والخطوات التي يتبعها من يرغب  في دراسة الاعلام في الولايات المتحدة الامريكية على مستوى الكليات أو المعاهد المتخصصة في دراسة الاعلام، والبرامج الدراسية التي تدرس والتي أكسبت خريجي كليات ومعاهد الاعلام احترام مديري المؤسسات الاعلامية في الولايات المتحدة، كذلك تطرق المؤلف إلى الوكالات الاعلامية المتخصصة في تقديم برامج تعليمية وتدريبية والدور الذي تقوم به لتطوير التعليم الاعلامي في الولايات المتحدة الامريكية، كما تطرقوا إلى تدريس الاعلام على مستوى المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الامريكية وفرص العمل التي يوفرها لخريجي كليات ومعاهد الاعلام للعمل كمدرسين بالمدارس الثانوية لتدريس المواد الاعلامية والاشراف على الصحافة المدرسية.

وتعتبر هذه الدراسة وثيقة الصلة بالدراسة التي أعدها الباحث التي تناولت واقع كليات وأقسام الاعلام بالجامعات السودانية، ودورها في تأهيل طالب الاعلام.

 

الدراسات على المستوى الاقليمي :

أولاً : المؤلف الذي قدمه الدكتور صالح خليل أبو أصبع “7”بعنوان : ( تحديات الاعلام العربي ) الذي قدم المؤلف من خلاله دراسة حول العلاقة بين مؤسسات التكوين الاعلامي والمؤسسات الاعلامية في العالم العربي التي تهدف إلى التعرف على الآتي :

1/ التعرف على الصلة بين المؤسسات الاعلامية ومؤسسات التكوين الاعلامي في سياقها المجتمعي.

2/ التعرف على مشكلات التكوين الاعلامي في الكليات والمعاهد الاعلامية العربية ذات الصلة بالتشغيل في المجال الاعلامي.

3/ التعرف على ظروف مؤسسات التشغيل الاعلامية التي تؤثر في طبيعة العلاقة بينها وبين مؤسسات التكوين الاعلامي.

من خلال استعراض المؤلف لهذه العلاقة بين مؤسسات التكوين الإعلامي والتشغيل الإعلامي توصل إلى أنها علاقة متأزمة ويرى ضرورة توثيق الصلة بين المؤسسات الإعلامية ومؤسسات التكوين الإعلامي لتطوير العمل الإعلامي، ولتوثيق هذه العلاقة يرى المؤلف أنه لا بد من الآتي :

1/ عقد ندوات علمية مشتركة مما يتيح لأفراد هذه المؤسسات معرفة بعضهم البعض الآخر علاوة على الاستفادة من الجانب العلمي لهذه الندوات.

2/ أن تستعين المؤسسات الإعلامية بالامكانيات البحثية لكليات وأقسام ومعاهد الإعلام مما يسهم في تطوير إمكاناتها والتعرف على مشكلاتها ووضع خطط طويلة الأمد لها.

3/ أن تقوم المؤسسات الإعلامية بتطوير خدماتها بشكل أكثر تخصصا بما يستدعى تخصصاً في المجالات كافة مثل مثل التخصص في الإعلام الزراعي والإعلام العلمي والإعلام الصحي والتربوي، وهذا عملياً سوف يفسح المجال أمام فرص لتخريج إعلاميين متخصصين يجدون أبواب عمل مفتوحة أمامهم.

ثانياً : المؤلف الذي قدمه الدكتور محمد علي العويني “8”بعنوان ( دراسات في الإعلام الحديث ) قدم من خلاله دراسة مقارنة للمدارس العربية في علوم الإعلام، تناول فيها المدارس الأجنبية في علوم الاتصال والبرامج التي تقوم بتدريسها وكذلك المدارس العربية في علوم الاتصال وبرامجها التدريسية.

وتوصلت الدراسة إلى أن المدارس العربية في علوم الاتصال تتسم التنوع حيث يرتبط بعضها بالثقافة الغربية والآخر يرتبط بالثقافة الإسلامية إضافة إلى الثقافة العربية الأمر الذي قد ينطوي على صراعات بين خريجي هذه المدارس وأساتذتها، ويرى الدكتور محمد علي العويني أن من الأهمية التأكيد على خصوصية الدراسات الإعلامية في العالم العربي حتى لا تكون هذه الدراسات مجرد نقل أو ترديد، بل من الأهمية إعطائها لمسة محلية مع التوصل للنظريات الإعلامية من واقع المنطقة العربية لأن النظريات الإعلامية الغربية لا تتلاءم مع واقع المنطقة لأنها مستمدة من واقع غربي في المقام الأول.

ثالثاً : التقرير الذي أعده الدكتور أحمد حسين الصاوي “9”بعنوان ( التدريس الإعلامي في الدول العربية ) حول ندوة الدراسات الإعلامية في العالم العربي التي نظمتها جامعة الرياض في عام 1978م تناولت مشكلة التدريس الإعلامي في الوطن العربي بناء على دراسة ميدانية مسحية شملت كافة أقسام وكليات ومعاهد الإعلام في العالم العربي والتي خلصت إلى مجموعة مؤشرات أهمها :

1/ النقص الواضح في أعضاء هيئة التدريس.

2/ المناهج الدراسية واختلاف أنماطها واتجاهاتها وإيجابياتها وسلبياتها.

3/ تدريس اللغات الأجنبية وظاهرة ضعف الطلاب فيها.

4/ الكتب الدراسية المؤلفة والمترجمة.

5/ التدريب الإعلامي لا ينال اهتمام معظم الدول العربية مثل ما يناله التدريب في المجالات الأخرى كالصناعة والزراعة.

6/ النقص الملحوظ في بعض الدول العربية من معينات التدريب ومعداته وإمكانياته.

وترتبط هذه الدراسة مع دراسة الباحث من حيث أنها تناولت واقع التدريس الإعلامي في كليات وأقسام الإعلام في الدول العربية للوقوف على مشكلاتها، كذلك اهتمت دراسة الباحث بالوقوف على واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية والوقوف على المشكلات التي تواجهها.

رابعاً : المؤلف الذي قدمه الدكتور أحمد عاشور في عام : 1969م بعنوان ( نحو إعداد جيل إعلامي ) الذي أشرفت عليه وزارة الإعلام في لبنان وهو يتناول التفصيل أسس التأهيل للقائم بالاتصال اتساقاً مع الحالة الاجتماعية والسياسية والدينية في الوطن العربي.

الدراسات على المستوى السوداني :

وقف الباحث على العديد من الدراسات الإعلامية في السودان ووجد أن الدراسات التي تناولت مشكلة التأهيل الإعلامي بالسودان قليلة ومن أهم هذه الدراسات :

أولاً :  دراسة الباحث هاشم محمد محمد صالح “10)بعنوان : نظم وسياسات الاتصال في السودان ، في الفترة من : 1903 – 1996م وهي رسالة دكتوراه تقدم بها إلى جامعة أم درمان الإسلامية في العام 1999م.

واستخدم الباحث هاشم محمد محمد صالح في هذه الدراسة بصفة أساسية المنهج الوصفي كما استخدم منهج دراسة الحالة عند التطبيق على واقع السودان.

وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد العوامل التي تؤثر في بناء السياسة الإعلامية وتحديد عناصر القوة والثبات للسياسات الاتصالية في السودان وتنمية الأعراف والتقاليد.

وخلصت هذه الدراسة إلى تأكيد أهمية تأهيل القائم بالاتصال وقدم الباحث هاشم محمد محمد صالح بعض التوصيات المهمة حيث حدد ملامح التدريب الإعلامي في ثلاثة ابعاد :

1/ التدريب اثناء الوظيفة : إلزام لمؤسسات الإعلامية بتدريب الصحفيين والإعلاميين أثناء أداء مهامهم الوظيفية وفقاً لبرامج مستمرة.

2/ التدريب والتأهيل الداخلي : أن تعمل الدولة على دعم المؤسسات التعليمية والمراكز التدريبية بالأطر المؤهلة، والمكتبات الحديثة ومراكز المعلومات والبحث العلمي والمعامل والمختبرات حتى تتمكن من تنفيذ سياسات الحكومة في التركيز على التدريب الداخلي.

3/ التدريب الخارجي : بما أن الإعلام مهنة وعلم وتقنية متطورة بصفة دائمة وثورية تنتظم العالم فلابد أن تواكب الكوادر الإعلامية السودانية هذه التطورات ولن يتأتى ذلك إلا بالتدريب الخارجي.

ثانياً : دراسة الباحث هشام محمد عباس “11”بعنوان : واقع الممارسة الإعلامية للقائم بالاتصال في الإعلام السوداني.

وهي دراسة تطبيقية على عينة من القيادات الإعلامية في الفترة من 1990م – 2002م وهي رسالة دكتوراه غير منشورة تقدم بها الباحث لجامعة وادي النيل عام 2003م

واستخدم الباحث هشام محمد عباس المنهج الوصفي إضافة إلى المنهج الاستكشافي ومنهج المسح الميداني.

وتهدف الدراسة لإيجاد ربط علمي في واقع الإعلام السوداني بين النظريات الأكاديمية لممارسة القائم بالاتصال في وسائل الاتصال الجماهيري السودانية، والعوامل التي تؤثر في انسياب المضامين الإعلامية المنتجة، حيث قام الباحث بتحديد هذه العوامل وتحليلها وبيان أثرها على أداء القائم بالاتصال في السودان.

وركز على الدور الذي يقوم به التأهيل والتدريب والبناء العلمي للمضامين الاتصالية التي يقوم بصنعها القائمون بالاتصال في السودان.

وخلصت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج منها :

1/ ساهمت كليات وأقسام الإعلام والاتصال في الجامعات السودانية في التأهيل والتدريب الإعلامي رغم وجود بعض مظاهر القصور التي تتمثل في اعتماد هذه الأقسام والكليات على المنهج النظري. كما أن معظم المنتسبين من الطلاب بهذه الكليات والأقسام لا تتوفر عندهم الموهبة الإعلامية بالإضافة إلى ضعف بنيات التأسيس في هذه الأقسام والكليات.

2/ بروز اتجاه إيجابي نحو التدريب للقائمين بالاتصال.

3/ ضعف التدريب للقائمين بالاتصال أثناء الخدمة.

4/ إن المجالات التدريبية التي يتطلبها القائمون بالاتصال تتمثل في مجال الحاسوب، والإنترنت، ومجال اللغات والترجمة، ومجال الصياغة والحوار، والمجال الفني والتقني في العملية الاتصالية.

ويشير الباحث هنا إلى أن الدراسة الأولى تناولت سياسات الاتصال في السودان ، والعوامل التي تؤثر فيها واهتمت الدراسة الثانية بممارسة القائم بالاتصال في السودان، والعوامل التي تؤثر في اداء عمله ، بينما يهدف الباحث هنا إلى الوقوف على واقع الكليات وأقسام الإعلام ودورها في تأهيل القائم بالاتصال.

ثالثاً : ندوة واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية”12″:

تعتبر هذه الندوة التي شارك فيها عدد من خبراء وأساتذة الإعلام في السودان أهم مرجعية للباحث حيث تناولت ثلاثة محاور هي :

المحور الأول : واقع كليات وأقسام الإعلام في السودان.

المحور الثاني : الإعلام – فلسفته ، أهدافه ، مصادره.

المحور الثالث : وسائل الإعلام في السودان.

وأهم ما خلصت إليه هذه الندوة يتمثل في الآتي :

1/ معظم كليات وأقسام الإعلام في الجامعات السودانية أسست دون أن يسبق ذلك تخطيط ودراسة متأنية ودون توفير الظروف والبيئة الصالحة لدراسة الإعلام.

2/ تفتقر معظم كليات وأقاسم الإعلام في السودان إلى العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس ( خاصة حملة الدكتوراه ).

3/ ضعف المناهج وتقليديتها وعدم مواكبتها للتطورات الإعلامية المتلاحقة.

4/ عدم توفر معينات التدريب الداخلي من صالات تحرير واستوديوهات إذاعية وتلفزيونية وغيرها.

5/ تقليدية وجمود طرق التدريس المتبعة والوسائل التعليمية المستخدمة.

6/ عدم توفر الكتب والمراجع الدراسية.

7/ كثرة أعداد طلاب الإعلام مما يحول دون إتاحة الفرصة لهم للأنشطة العملية والتدريب في المؤسسات الإعلامية.

8/ معظم طلاب الإعلام تأتي بهم الصدفة لدراسة الإعلام من مكتب القبول وليس لديهم الرغبة في دراسة الإعلام.

9/ اتساع الفجوة بين الأكاديميين والمهنيين على مستوى الممارسة ومستوى الإنتاج.

كما قدمت الندوة عدداً من التوصيات من أهمها ما يلي :

1/ ضرورة مراجعة المقررات التي تدرس في جميع كليات وأقسام الإعلام مع الأخذ في الاعتبار التطورات الإعلامية الحديثة.

2/ توفير الأجهزة والمعدات التدريبية المتطورة وإعداد المدربين وتنمية قدراتهم لمواكبة كل ما هو جديد.

3/ ربط مناهج كليات وأقسام الإعلام باحتياجات المجتمع ومتطلباته واستيعاب القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية والقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع.

4/ توفير الوسائل التعليمية الحديثة في كل كليات وأقسام الإعلام وتدريب الأساتذة على استخدامها.

5/ ضرورة تبني سياسة جديدة من قبل وزارة التعليم العالي لقبول الطلاب بهذه الكليات والأقسام.

6/ ضرورة خلق روابط قوية بين كليات وأقسام الإعلام وبين مؤسسات التدريب الإعلامي والمؤسسات الإعلامية.

7/ تبادل الخبرات بين الجامعات في شكل ندوات وسمنارات ومناقشات مختلفة.

8/ تبادل الاحتراف بين الأكاديميين والمهنيين وتبادل الخبرات وإشراك كل طرف في عمل الآخر.

9/ تشكيل المجالس الاستشارية لوسائل الإعلام بمشاركة أكاديمية ومطالبتهم بخطط أكثر طموحاً.

بداية التدريس بالجامعات :

تعود بداية الاهتمام بعلوم الاتصال في السودان إلى عام 1956م ، بعد الاستقلال حيث ورث السودان من الناحية العملية كل موروثات مكتب الاصال العام التابع للحاكم العام البريطاني الذي كان يشرف على إدارة الوحدات الإعلامية في السودان كالإذاعة والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي والسينما المتجولة إلى جانب تنفيذ قانون الصحافة والمطبوعات على الصحف الأهلية، غير المملوكة للدولة، وهذا المكتب هو النواة الأولى لوزارة الإعلام في السودان، وطليعة الإعلاميين الذين تلقوا دراسات تدريبية في هذه المجال هم الذين ابتعثوا قبيل الاستقلال في فترة الحكم الذاتي إلى هيئة الإذاعة البريطانية، ثم تبعتهم مجموعات أخرى عقب الاستقلال إلى دول أوربية مختلفة حيث تلقت تأهيلاً إعلامياً في الإذاعة والتلفزيون والصحف حيث تركز معظم الدارسين للاتصال بالتلفزيون على ما قدمته ألمانيا من منح دراسية بحكم نشأة التلفزيون السوداني، وتركز دارسو الاتصال بالراديو على الدراسة في ألمانيا وبريطانيا وهولندا والولايات لمتحدة الأمريكية، وكان معظمهم من الفنيين المساعدين والمشغلين والبرامجيين، وتركزت دراسات العاملين بالصحف على بريطانيا ثم فرنسا أوائل الستينات بينما توجه معظم العاملين برئاسة الوزارة للدراسة بمصر، إلى جانب بعض العاملين بالإذاعة والتلفزيون وضباط الإعلام”13″.

وكانت جامعة أم درمان الإسلامية هي السباقة في مجال اعماد دراسة الصحافة والإعلام عندما أسست أول قسم لدراسة الصحافة والإعلام يتبع لكلية الآداب عام 1966م، وقد استعانت في تنفيذ برامجها الدراسية بالأساتذة المصريين من جامعة القاهرة وجامعة الأزهر وبعض الأساتذة العراقيين إلى جانب الدراسين الذين تلقوا دراسات إعلامية في المؤسسات الإعلامية ووزارة الإعلام الذين ساهموا بجهد مقدر في تطوير علوم الاتصال والاعتراف بها في الدراسة الجامعية، وأعقبت جامعة أم درمان الإسلامية جامعة الخرطوم عندما أنشأت عام….

 

 

الدراسات على مستوى البكالوريوس :

1/ جامعة أمدرمان الاسلامية – 1965م أقدم الأقسام وهو القسم الثالث على مستوى الوطن العربي.

2/ جامعة القرآن الكريم 1992م.

3/ جامعة الجزيرة 1994م.

4/ جامعة الخرطوم 1994م.

5/ جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا 1996م.

6/ جامعة وادي النيل 1991م.

7/ جامعة جوبا 1997م.

8/ جامعة أفريقيا العالمية – بدأ القسم تحت مظلة كلية الشريعة ثم تطور لكلية الإعلام 1998م.

9/ جامعة سنار 2004م.

10/ جامعة غرب كردفان 1996م.

11/ جامعة أمدرمان الأهلية 2002م.

12/ كلية السودان الجامعية للبنات 1993م.

ملاحظات على هذه التجربة :

1/ معظم الكليات أو الأقسام نشأت تحت ظل كليات أخرى.

2/ بدأت دراسة الإعلام بأساتذة أجانب من مصر والعراق وأستمر هذا الوضع حتى عام 1996م.

3/ الكليات منتشرة على نطاق السودان مما يوفر فرص للدراسة لكل الراغبين.

4/ بعض الكليات تفتقد للبنية الأساسية في مجال التطبيق العملي وتستعيض عن ذلك بالتدريب العملي في المؤسسات الإعلامية وهي في معظمها حكومية وتقدم التدريب مجاناً.

 

 

 

التأهيل على مستوى الدبلوم:

نظام الدبلوم بتفاوت الدراسة فيه بين سنتين إلى ثلاث سنوات والدراسة فيه مسائية ويدرس فيه في الحقائب ممارسون يحتاجون للشهادات لتحسين وضعهم الوظيفي:

ويقدم الدبلوم في جامعات:

  1. الخرطوم.
  2. جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
  3. جامعة وادي النيل.
  4. جامعة جوبا.
  5. جامعة الإمام المهدي.
  6. جامعة الدلنج.
  7. جامعة القرآن الكريم.
  8. كلية الخرطوم التطبيقية.
  9. جامعة شرق النيل.
  10. جامعة أم درمان الإسلامية.

ويلاحظ على برنامج الدبلوم التالي:-

1.معظم الطلاب من ذوي الأعمار الكبيرة ((25_35 سنة)).

  1. يدفع الطلاب مصاريف وتكلفة الدراسة وهي متفاوتة من جامعة الي آخري .
  2. يقوم بالتدريس نفس أساتذة البكالوريوس أو أساتذة متعاونين ، لذلك فليس هناك فرق في طريقة التدريس بين النظامين .
  3. كل البرامج نظرية ولا يوجد تدريب.
  4. بعض الجامعات لديها أكثر من مركز لتقديم برامج البكالوريوس.

مناهج كليات واقسام الإعلام بالجامعات السودانية:

نظراً لارتباط المناهج بتحقيق الاهداف التعليمية فإن مناهج كليات واقسام الاعلام تهدف الى تخريج كوادر متنوعة تحتاج إليها وسائل الاعلام ومؤسساتها والهيئات الاخرى المهتمة بالشأن الاعلامي مثل (14):

  1. الصحافيين بأنواعهم.
  2. البرامجيين بأنواعهم.
  3. ضباط الاعلام ووظائفهم المختلفة.
  4. العلاقات العامة ومناديب الاعلام والترويج.
  5. اخصائي الدعوة والاتصال المباشر.
  6. البحاثة في حقول الدراسات الاعلامية ومختصي اقسام المعلومات والتوثيق والاحصاء.
  7. خبراء الاتصال التعليمي والارشاد والثقافة الجماهيرية.

لذا تلتقي كليات الاعلام واقسامه في الاطار الام للمناهج, فالمواد التي يتم تدريسها تنقسم إلى عدة مجموعات(15):

  • مواد مساعدة تهدف إلى التكوين الثقافي العام من لغة , علوم سياسية , اقتصاد , تاريخ , علوم إسلامية.
  • مواد نظرية في مجال الاتصال مثل, نظريات الاعلام , والرأي العام , والدعاية , والاعلام والتنمية , تاريخ الصحافة , التشريعات الاعلامية.

ج. مواد تخصصية في مجال الصحافة والنشر , الاذاعة والتلفزيون , العلاقات العامة و الاعلان,

د. مواد تطبيقية مثل المواد المرتبطة بالتحرير الصحفي أو الكتابة للراديو والتلفزيون , أو مناهج البحث العلمي.

ه. مواد عملية مثل الاخراج الصحفي أو الاخراج الإذاعي والتلفزيوني فن الالقاء والتدريب العملي , والتصوير الصحفي أو التصوير التلفزيوني.

إن تقييم مناهج كليات واقسام الاعلام يتطلب تحليل الاسس التي بنيت عليها, وكذلك تحليل عناصرها لمعرفة نواحي القصور وجوانب القوة حتى يتم التطوير اللازم للمنهج.

تبنى المناهج على ضوء فلسفة المجتمع ونظمه واحتياجاته, ومناهج الاعلام في السودان لم تبن على أسس واضحة وانما اعتمدت على مصادر غربية وعربية , تحكي عن واقع يختلف عن واقع المجتمع السوداني وظروفه, مما يحتم التفكير في وضع فلسفة منهجية واضحة تقوم عليها مناهج كليات واقسام الاعلام, وتتفق مع واقع المجتمع السوداني وظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقيمه ومبادئه(16).

كذلك يجب تحليل عناصر المنهج المتمثلة في ( الأهداف التعليمية, المحتوى التعليمي , استراتيجية التعليم والتقويم).

1/ الاهداف التعليمية:

ترتبط الاهداف التعليمية لأهداف المجتمع واحتياجاته , وقد اضفت التغيرات الاجتماعية والتطورات التقنية , الحاجة إلى مستويات مهنية متطورة وكوادر متخصصة سواء في مجال الاتصال أو غيره لذا لابد أن تصبح مناهج الاعلام متطورة ومواكبة لتحقيق هذه الغاية , واذا نظرنا الى مناهج الاعلام نجد أنها لم يصاحبها التخطيط لاستيعاب هذه المتغيرات الاجتماعية والتطورات التقنية المتلاحقة , ومعظم مناهج الاعلام تقليدية وذات طابع نظري”17″.

2/ محتويات المنهج:

وهي الموضوعات التي يتضمنها المنهج, وتشتمل على خبرات تعليمية معينة والتي يجب أن تكون منظمة تنظيماً دقيقاً ومترابطة وملبية لحاجة المتعلم من حيث كم وكيف المعرفة التي تساعده على تجويد أدائه وتحقيق أهدافه من العملية الاتصالية.

ويلاحظ أن موضوعات مناهج الاعلام رغم التشابه في الاطار العام للمناهج , تختلف في موضوعاتها من حيث كم وكيف المعرفة المتضمنة ومن حيث تقليديتها أو مواكبتها, التي تتم من خلال اضافة بعض الموضوعات المرتبطة بالتطورات الحديثة, يرى الدكتور معتصم عبد الله عثمان: ( أن التطور في مناهج الاعلام لابد ن يكون أسرع مما يعقد له اللجان, فالمادة واحدة ولكن مفرداتها يجب أن يصاحبها التجديد حسب المستجدات الجديدة)”16″.

3/ استراتيجية التدريس:

يقصد بها طرق واساليب التدريس المتبعة والوسائل التعليمية المستخدمة  ويرى الدكتور صلاح احمد ابراهيم أن طرق التدريس التي يجب اتباعها هي(18).

1/ المحاضرة.

2/ طريقة المناقشة.

3/ طريقة حل المشكلات .

4/ طريقة الوحدات.

5/ حلقات النقاش.

كما يرى الدكتور صلاح احمد ابراهيم ان كليات واقسام الاعلام تعاني من جمود وسائل واساليب التدريس, والاساليب المتبعة لا تساعد على انجاح العملية التعليمية, وهناك العديد من الاساليب التي تحث الطلاب على زيادة ابداعهم وتنمية قدراتهم واكتسابهم المعرفة.(19).

ومن الاساليب الحديثة أسلوب مجموعات العمل, وهذا الاسلوب يشجع الطلاب على تبادل الآراء والافكار واتخاذ القرارات ويرفع المستوى التحصيلي ويساعد على اكتساب المهارات وكشف ميول الطلاب.

وهناك اسلوب الانشطة والفعاليات خارج الصف الدراسي , وهو نشاط تلقائي ولكن تحت اشراف عضو هيئة التدريس اذي يقوم بتحديد تكليفات محددة للطلاب ويشمل هذا النشاط20).

  1. المناظرات العلمية.
  2. الزيارات العليمة.
  3. المطالعات الخارجية.
  4. البحوث.
  5. عمل النشرات والصحف الجامعية وانتاج الاذاعية.

أما السوائل التعليمية فهي الاداة التي يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم وتوضيح مدلولات ألفاظه وشرح افكاره وتدريب المتعلمين على مهارة ما أو تعويدهم عادة ما او تنمية اتجاه دون أن يعتمد المعلم فقط على الالفاظ والرموز والارقام.

وتشمل الحاسب الآلي والتلفاز والسينما وجهاز الاسقاط الضوئي وجهاز الشرائح الشفافة والصور والرسوم والخرائط والمجسمات والنماذج الحية وغير الحية.

وللوسائل التعليمية دور في تحسين أداء المعلم في إدارة الموقف التعليمي, وتغيير دوره من ناقل للمعرفة إلى مخطط ومنفذ للعملية كما أنها توفر الوقت والجهد المبذولين في شرح المادة الدراسية , وتوضح للطلاب الحقائق العلمية بتنويع الخبرات انطلاقاً من المبدأ القائل إن التعليم يبدأ من المحسوس إلى المجرد”21″.

ويرى الدكتور بدر الدين أحمد ابراهيم أن معظم كليات واقسام الاعلام بالجامعات السودانية تفتقر إلى الوسائل التعليمية خاصة الوسائل الحديثة, مما يفقد المنهج أهم عنصر من عناصره”22″.

4/ تقويم المنهج :

والتقويم هو الوسيلة التي يمكن من خلالها التعرف على مدى النجاح في تحقيق الاهداف التعليمية, ويساعد ايضاً على الكشف عن مواطن الضعف والقوة في العملية التعليمية بقصد تحسنها وتطويرها”23″.

ويلاحظ أن مناهج كليات واقسام الاعلام بالسودان لم تخضع الى عملية تقييم بصورة مستمرة سواء كان من خلال مراجعة المناهج بصفة دورية لمعرفة مدى مواكبتها للتطورات المتلاحقة, أو متابعة الخريجين في مواقع العمل لمعرفة مدى صلاحية المناهج في تأهيل طالب العمل وقدرته على ممارسة الادوات التي اجادها اثناء الدراسة.

ثالثاً : الكتب والمراجع الدراسية:

من المشكلات الرئيسة التي تواجه استاذ الاعلام وطالب الاعلام في السودان عدم توفر الكتاب الاعلامي المناسب في مختلف التخصصات. وخلال الزيارات التي قام بها الباحث لعدد من مكتبات كليات الاعلام واقسامه بالجامعات السودانية اتضح الاتي:

  1. شح وقلة المراجع في كثير من المكتبات.
  2. افتقار المكتبات الي المراجع الحديثة في مجال الاعلام , فمعظم المراجع الموجودة قديمة وبالية.
  3. المراجع التي تتناول تكنولوجيا الاعلام ان وجدت فهي قليلة.
  4. قلة المؤلفات الاجنبية, وقدمها , وفي بعض المكتبات تكاد لا توجد أي مراجع اجنبية.
  5. عدم وجود الدوريات والمجلات العلمية المتخصصة في مجال الاعلام.
  6. قلة مساهمة اساتذة الاعلام بالجامعات السودانية.
  7. قلة المؤلفات التي تتناول الاعلام السوداني بكل جوانبه ً نشأته ــ فلسفته ــ تطوره ــ أهدافه ــ تحدياته ومستقبله.
  8. معظم مكتبات الاعلام تتبع للمكتبة العامة بالجامعة.

إن قلة المؤلفات في مجال الاعلام تقف حائلاً اما الطالب في تحصيله الدراسي مما يجعل اساتذة الاعلام يلجؤون لتغطية العجز بأعداد المذكرات او الإملاء على الطلاب وكلا الاسلوبين لا يحققان الهدف التعليمي والتربوي المطلوب ولا يوفر للطالب مجالا رحباً من المعرفة.

كما أن مساهمة اساتذة الاعلام السودانيين في إثراء المكتبة الاعلامية في الجامعات لا زالت محدودة ومتواضعة لأسباب تعود إلى مشاكل تتعلق بالطباعة والنشر , ومشكلات سببها قلة الوقت المتاح للأساتذة للانشغال بالبحث العلمي, وكذلك تعاني المكتبات في الجامعة السودانية وكليات الاعلام على وجه الخصوص من قلة الاعتمادات المالية المخصصة لشراء الكتب الاكاديمية والاشتراك في الدوريات العلمية.

رابعاً : التدريب:

يرى الدكتور فتح الرحمن محجوب أن الاعلام منذ ظهوره في بداية القرن العشرين ارتبط في ممارسته وتعلمه بجوانب تطبيقه, وفي التطورات التكنولوجية الحديثة, لا بد أن تصاحب الدراسة النظرية دراسة تطبيقية لمعرفة الجوانب الفنية للأدوات الاتصالية باعتبارها تؤثر على المحتوى الاتصالي.

ورغم أهمية التدريب الاعلامي أثناء الدراسة إلا أن كليات الاعلام واقسامه بالجامعات السودانية تفتقر إلى معينات التدريب اللازمة مثل صالات التحرير المجهزة بأجهزة الحاسوب , واستوديو هات اذاعية وتلفزيونية ومعامل تصوير. وصحف خاصة , ويستثنى من ذلك بعض الاقسام والكليات مثل كلية الخرطوم التطبيقية وجامعة ام درمان الاهلية , كلية علوم الاتصال جامعة الجزيرة.

وهناك بعض الكليات والاقسام تحاول ان تستكمل اجهزتها التدريبية, مثل جامعة ام درمان الاسلامية التي تمتلك استديو اذاعي تحت الانشاء وتسعى الآن لتجهيز صالة تحرير صحفي الكترونية لتدريب الطلاب على الاخراج الصحفي عبر الكمبيوتر.

كذلك كلية السودان الجامعية للبنات, تمتلك صالة تحرير صحفي مجهزة بأحدث التقنيات وتسعى لتجهيز استديو اذاعي وتلفزيوني.

أما بقية كليات واقسام الاعلام فما زالت تعتمد فقط على تدريب طلابها بالمؤسسات الاعلامية المختلفة.

أساليب التدريب الاعلامي من خارج الجامعات:

وهو نمط من التأهيل يعتمد على مفهوم التدريب أثناء الخدمة وهو يعتمد على تطوير مهارات وقدرات وتعميق مفاهيم العمل الاعلامي لدى الممارسين.

وتقدمه في السودان المؤسسات التالية:

  1. معهد التدريب الاعلامي ــ 1976م وقد أنشأ في البداية لتدريب مجموعة من الخريجين غير المتخصصين ممن التحقوا بالعمل الاعلامي بالمؤسسات الاعلامية المختلفة.
  2. مركز الوحدة للإعلام والتدريب 1983م انشأ باتفاقية بين وزارة الثقافة والاعلام ومؤسسة هاترايدي الالمانية , تحول الآن لأكاديمية السودان لعلوم الاتصال ومازال يتبع لوزارة الثقافة والاعلام.
  3. مركز الخرطوم للتدريب التلفزيوني 2001م كنشاط يتبع للقطاع الخاص.
  4. مركز التدريب الإذاعي , ينبع للإذاعة القومية وانشأ في العام1976م.

 

الجزء الثاني : التوصيات :

يعد هذا الاستعراض ملخص للتصورات التالية كتوصيات:

أولاً : توصيات تتعلق بالتخصص الاعلامي في الجامعات السودانية:

  1. العمل على إضفاء اهمية للتخصص الاعلامي, وذلك من خلال توطيد العلاقة بين مؤسسات التأهيل الاعلامي والمؤسسات الاعلامية عن طريق تبادل الزيارات وتبادل الافكار والآراء التي تساهم في تطوير التأهيل والعمل الاعلامي.
  2. إعطاء الاولوية لخريجي الاعلام للعمل في المؤسسات الاعلامية حتى يحافظ الاعلام على خصوصيته وعدم الحط من اهميته بين العلوم الاخرى.
  3. رعاية الطلاب الموهوبين من قبل المؤسسات الاعلامية والتمييز بينهم وبين حملة التخصصات الاخرى في العمل وفي امتحانات الدخول لممارسة العمل الصحفي.
  4. الاستفادة من التجربة الامريكية باعتماد بعض المقررات الاعلامية الاختيارية في المرحلة الثانوية على أن يكون النجاح فيها شرطاً أساسياً لقبول الطالب بالجامعة لدراسة الاعلام.
  5. تقليص الاعداد الهائلة من الطلاب الذين يقبلون كل عام لدراسة الاعلام بالجامعات السودانية حتى تتوافق اعداد الطلاب مع الامكانات التأهيلية لكليات واقسام الاعلام والقدرات التدريبية والتشغيلية للمؤسسات الاعلامية.
  6. إنشاء هيئة اعلامية لوضع اسس ومعايير لاعتماد المؤسسات الاعلامية المتخصصة في مجال الدراسات الاعلامية بالجامعات السودانية.
  7. إنشاء شبكة للتعاون الاكاديمي بين الجامعات وتوفير قاعدة بيانات الكترونية مشتركة عن علوم الاتصال بين الجامعات عبر الحاسوب وتعزيز التعاون بين الجامعات.

ثانياً : توصيات تتعلق بالمناهج الدراسية في الجامعات السودانية:

  1. إضفاء لمسة محلية عن مناهج الاعلام في السودان حتى تتفق مع واقعه السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
  2. الاهتمام بالجانب التطبيقي في دراسة مناهج الاعلام حتى تكون الدراسة التطبيقية متوازية مع الدراسة النظرية.
  • تطوير مناهج الاعلام الالية حتى تكون مواكبة للتطورات الاعلامية المتلاحقة , وذلك من خلال ادخال التطورات الحديثة خاصة التي تتعلق بالتقنيات الاتصالية والصحافة العلمية واساليب التحرير العلمي وكيفية التخطيط لإصدار مجلة علمية متخصصة.
  • استخدام طرق واساليب التدريس الحديثة في العملية التعليمية, مثل طريقة المناقشة وطريقة حل المشكلات, طريقة الوحدات, طريقة حلقات النقاش, والاساليب مثل اسلوب المناظرة العلمية, اسلوب المطالعة الخارجية واسلوب الزيارات العلمية والبحوث وعمل النشرات والصحف الجامعية وانتاج البرامج الاذاعية.
  • استخدام الوسائل التعليمية التي تعتبر احد الاركان الرئيسة لنجاح العملية التعليمية سواء أن كانت وسائل بصرية أم وسائل سمعية ام سمعية بصرية ام وسائل ملموسة لما لها من أهمية في زيادة استيعاب المادة الدراسية.
  • ضرورة توفير المراجع الدراسية الحديثة العربية والاجنبية والدوريات والمجلات العلمية وكذلك مصادر تقنيات المعرفة الحديثة مثل الانترنت لطلاب واساتذة الاعلام.
  • إنشاء مجالس أو مؤسسات لمراجعة وتقييم مناهج ومقررات الاعلام بالجامعات , وكذلك اعتماد الشهادة الجامعية لا عطاء هذه الشهادة هيبتها وكذلك التنسيق مع المؤسسات الاعلامية لتشغيل خريجي الاعلام.

ثالثاً : توصيات تتعلق بالتدريب الاعلامي في الجامعات السودانية:

15/ الاهتمام بالتدريب الاعلامي الداخلي اثناء الدراسة لطلاب الاعلام, وتوفير المعينات التدريبية اللازمة من صالات تحرير صحفي , واستوديو هات اذاعية وتلفزيونية , ومعامل تصوير فوتوغرافي , ومعامل أجهزة حواسيب.

16/ وجود المدربين الاكفاء بكليات واقسام الاعلام القادرين على تشغيل اجهزة التدريب بكفاءة ومواكبة كل ما هو جديد في مجال تكنو لوجيا الاعلام وتفريغهم تفريغا تاما للقيام بأعمال التدريب والاشراف على المتدربين.

17/ تفعيل دور التدريب الخارجي بالمؤسسات الاعلامية الذي يساعد الطلاب على معايشة الواقع العملي واكتساب خبرات عملية, وذلك من خلال حث المؤسسات الاعلامية لتولي اهتماماً زائداً بتدريب الطلاب بمؤسساتها وتوفير الرعاية والمتابعة الدقيقة لهم, وإبداء التعاون مع كليات واقسام الاعلام بالجامعات في مجال تدريب الطلاب.

18/ الاستفادة من خبرات المختصين والمهنيين وعكس خبراتهم وتجاربهم العملية من خلال توفير فرص لقاءات بينهم وبين طلاب الاعلام.

19/ توفير برنامج يسمح لطلاب الاعلام بالسفر خارج السودان للوقوف على تجارب وخبرات الدول الاكثر تقدماً.

20/ الاستفادة من المحطات الاذاعية والتلفزيونية الولائية لإنتاج برامج يشارك في إنتاجها واخراجها طلاب الاعلام تحت رعاية واشراف اساتذة الاعلام من ذوي الخبرة في مجال العمل الاعلامي الاذاعي, وعلى أن يكون النجاح في مجال الاذاعة والتلفزيون.

21/ إصدار صحف جامعية يشارك في جمع معلوماتها وتحريرها واخراجها طلاب الاعلام الراغبين في العمل في مجال الصحافة تحت إشراف اساتذة الاعلام المختصين في مجال العمل الصحفي على أن يكون النجاح في مشاركة الطلاب في هذه الصحف شرطاً أساسياً لتخريج طالب الاعلام.

22/ الاستفادة من ادارات العلاقات العامة بالجامعات التي تحوي كليات واقسام لدراسة الاعلام , وذلك لتدريب الطلاب والمشاركة في تخطيط برامجها تحت اشراف اساتذة الاعلام المختصين في مجال العلاقات العامة على أن يعتبر النجاح في هذه المشاركة شرطاً أساسياً لتخريج الطلاب الذين يرغبون في العمل في مجال العلاقات العامة.

رابعاً : توصيات تتعلق بأعضاء هيئات التدريس بكليات وأقسام الاعلام في الجامعات السودانية:

23/ وضع أسس ومعايير صحيحة لاختيار اعضاء هيئة التدريس للعمل بكليات واقسام الاعلام , تعتمد على مبدأ الكفاءة العملية والخبرة العلمية, وتنـأى عن مبدأ الوساطة والعلاقات الاجتماعية في اختيار اعضاء هيئة التدريس.

24/ سد النقص الحاد في اعضاء هيئة التدريس بكليات واقسام الاعلام خاصة من حملة الدكتوراه, حتى يتوافق عدد اساتذة الاعلام مع الاعداد الهائلة من الطلاب الذين تستوعبهم كليات واقسام الاعلام.

25/ العمل على تدريب اساتذة الاعلام على طرق واساليب  التدريس واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة, وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام حيث أن معظمهم كانت دراستهم دراسة نظرية.

26/ تحسين الاوضاع المعيشية لأعضاء هيئة التدريس واقسام الاعلام حتى يتفرغوا لعملية التدريس بدلاً من السعي وتشتيت مجهوداتهم في العمل في مواقع اخرى لتحسين اوضاعهم المعيشية, مما ينعكس سلباً على أدائهم الاكاديمي.

27/مساعدة أعضاء هيئة التدريس للمساهمة في عملية التأليف والنشر في مجال الدراسات الاعلامية, وذلك من خلال توفير المعينات اللازمة والمساعدة في عملية الطباعة والنشر, وتحفيزهم على ذلك.

28/ ربط الترقي لأعضاء هيئة التدريس بمشاركاتهم العلمية والاكاديمية في مجال البحوث العلمية ومساهمتهم في عملية التأليف والنشر.

29/ ضرورة توفير المعينات الاساسية المساعدة في عملية التحصيل العلمي من خلال توفير المراجع والكتب والدوريات والمجلات العلمية , وتمليكهم أجهزة حواسيب وتدريبهم على كيفية استخدامها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:-

1-مصطفي المصمودي- النظام الإعلامي الجديد—الكويت-عالم المعرفة-1985م-ص54

2-صلاح محمد إبراهيم- المناهج الدراسية لكليات وأقسام الإعلام في السودان-ورقة عمل- مقدمة لندوة واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية-الخرطم2003 ص 6

3ذوقان عبيدات وآخرون-البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه-دار مجدلاوي للنشر والتوزيع-عمان بدون تاريخ نشر ص 183

4 جيهان احمد رشتي-الأسس العلمية لنظريات الإعلام –القاهرة –دار الكر العربي-ص249

5 صالح خليل أبو أصبع-تحديات الإعلام العربي-دار الشروق عمان –الأردن -1999ص367

6محمد علي العويني-دراسات في الإعلام الحديث-مكتبة الانجلو المصرية –القاهرة 1986 ص113

7- احمد حسين الصاوي-التدريس الإعلامي في الدول العربية- بدون دار نشر-الرياض 1978 ص 123

9-هاشم محمد صالح الجاز-نظم وسياسات الاتصال في السودان-رسالة دكتوراه غير منشورة-جامعة ام درمان الاسلامية1999

10 هشام محمد عباس-واقع الممارسة الإعلامية للائم بالاتصال في الإعلام السوداني-رسالة دكتوراه غير منشورة –جامعة وادي النيل 2003

11-ندوة واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية-لجنة الدراسات الإنسانية- المجلس القومي للتعليم العالي –الخرطوم 2003

12- سر الختم عثمان-تدريس الإعلام في السودان رؤية تحليلية-ورشة تقويم دراسة الإعلام- جامعة القران الكريم 2005 ص12

13- محمد اشرف المكاوي- أساسيات المناهج دار مجدلاوي عمان 2000 ص166

14- جمال عبدالعزير الشرهان-الوسائل التعليمية ومستحدثات تكنولوجيا التعليم –بدون دار نشر-الرياض-2000ص52

15-بدر الدين احمد إبراهيم-الوسائل التعليمية في تدريس الإعلام-الخرطوم-2003 ص6

16-صلاح محمد إبراهيم مرجع سابق-ص8

17-بدر الدين احمد إبراهيم-مرجع سابق ص6

18-المرجع نفسه ص7

19-سر الختم عثمان-مرجع سابق ص12

20- المرجع نفسه ص12

21-المر جع نفسه ص13

22-صلاح محمد إبراهيم –مرجع سابق ص8

23-المرجع نفسه ص9

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اتجاهات الشباب السوداني

نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصية الأفراد

(دراسة تطبيقية على مجموعة من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي)

بحث مقدم لمؤتمر الحتمية القيمية

أعداد بروفسور عبدالنبي عبدالله الطيب

أستاذ الصحافة بجامعة جازان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمه

أضحت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، بأنواعها المتعددة والمختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر، اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ)والتي تعـرف بـالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار، وقد كان في بداياته مجتمعـا افتراضيا على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية تؤثر في قرارات المتأثرين واستجاباتهم ، بضغوط مـن القوة المؤثرة التي تستخدم في تأثيرها الأنماط الشخصية للفرد (السمعي، والبصري، والحـسي)، باعتبار أن المتأثر وأنماطه محور مهم في عملية التأثير، مستغلة (أي القوة المؤثرة) بأن الـسمعي: سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو يسمعه، والبصري: حذر في قراراتـه لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع، والحسي: يبني قراراتـه علـى مـشاعره وعواطفـه المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المـؤثرين لتغييـر الآراء والمفـاهيم والأفكار، والمشاعر، والمواقف، والسلوك. وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، فإن لها أيـضا دوراً في التشبيك والمناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غيـر منظمـة، وفـي تحقيـق المسؤولية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيد، فقد اسـتطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيـذ، لـذا لا يمكـن أن نعـدّ التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغير مع مرور الزمن.[i]

وتعد وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت”، من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات وأكثرها شعبية، ورغم أن هذه المواقع أنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، فـإن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث الـسياسية، وكذلك الدعوة إلى حضور الندوات أو التظاهر. وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشئ وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي وقـد اهتمت المؤسسات الاجتماعية والتربوية بوضع البرامج والأنشطة للطلاب، وذلك بقصد الاسـتفادة من إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، وكذلك بقصد زرع جوانب وأمور مهمة وتنميتها في شخـصية الطالب ، فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين للدارس فقط وإنما هي عملية مفيدة لبنـاء شخـصية الطالب من جميع النواحي، وبث روح المسؤولية الاجتماعية والاعتداد بالذات، وتحمل المسؤوليات في الحياة ، ومحاولة إيجاد التوازن المتكامل في جميع جوانب الشخصية.

مشكلة البحث :

تعدّ المسؤولية الاجتماعية من القضايا المهمة جدًا لأنها ترتبط بالكائن الإنساني دون غيره من المخلوقات ، وتحمل أمانة المسؤولية يترتب عليه أفعال وممارسات إيجابية أو سـلبية داخـل المجتمع من أجل ذلك يمكن أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهما في تنمية المـسؤولية الاجتماعية، لدى الشباب السعودي وذلك من خلال قيام المجموعات الشبابية بإنشاء صفحات خاصة بهم على هذه المواقع وتطبيقاتها لإغراض شخصية من صور و مقاطع فيديو وحتى بعض العبارات و الكلام المؤثر ومنهم من يتبنون بها قضية اجتماعية تقع في صلب اهتماماتهم فيعملوا على نشرها والدفاع عنها باستخدام مهارات التواصل ومع هذا فانه يوجد من يحاول انتهاك هذه الخصوصية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصيات الأفراد و الاطلاع عليها بدون وجه حق ،ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:-

(ما اتجاه الشباب السوداني نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد؟). 

أهداف البحث:

  1. تحديد نوع وسائل التواصل الاجتماعي التي يستغلها الشباب السوداني للحصول على معلومات الأفراد وانتهاكها.
  2. الكشف عن دوافع من يحاول استغلال هذه المواقع للحصول لكشف خصوصية الغير.
  3. معرفة الطرق التي تساعد الشباب في الحصول على معلومات حساب الفرد المراد استغلا حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  4. الوصول للمعوقات التي تعيق المستغلين لوسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد.
  5. معرفة المقترحات لمواجهة الآثار السلبية ونصح مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من انتهاك خصوصية الأفراد.

 

تساؤلات البحث :

  • ما حجم الساعات التي يقضيها الشباب السوداني في التعرض وسائل التواصل الاجتماعي ؟
  • ما الدوافع وراء استخدام الشباب السوداني لوسائل التواصل الاجتماعي انتهاكاً لخصوصية الفرد ؟
  • ما الطرق التي تساعد الشباب السوداني في جمع المعلومات الكافية للحصول على حسابات الأفراد؟
  • ما العوامل والدوافع التي تدفع الشباب لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد ؟
  • ما أشكال الخصوصية المنتهكة؟
  • من هم أكثر الفئات انتهاكا لخصوصيتهم وما اثر انتهاك الخصوصية على سلامة المجتمع من وجهة نظر عينة البحث ؟

أهمية هذه الدراسة:

هذه الدراسة معالجة لوضع مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب السوداني في انتهاك خصوصية الأفراد. وهي دراسة جديدة في هذا المجال.

وتزداد أهمية هذه الدراسة من حساسية الموضوع الذي تعالجه ، وازدياد ظاهرة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في انتهاك الخصوصية للدرجة التي أصبحت فيها الظاهرة تشكل خطرا إجراميا مهددا للسلامة المجتمعية.

 

نوع الدراسة:

تنتمي هذه الدراسة إلي مصفوفة الدراسات الوصفية وتعرف بأنها” هي البحوث التي تعرض خصائص ظاهرة ما كميا أو كيفيا بناء على فروض مبدئية سابقة للدراسة أو بدونها بطريقة [19]أكثر دقة[ii]1

منهج الدراسة:

استخدم الباحث[20] المنهج المسحي ويعرف “بأنه المنهج الذي يستهدف وصف سمات أو آراء أو اتجاهات أو سلوكيات لعينات من الأفراد ممثلة لمجتمع ما ، بما يسمح بتعميم نتيجة المسح على المجتمع الذي سحبت منه العينة[iii].

مجتمع الدراسة:

مجموعة من الشباب السوداني مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ) لغرض  تحديد اتجاهاتهم  نحوانتهاك خصوصية الأفراد.

عينة الدراسة:

العينة العشوائيةا البسيطة” وسميت بذلك لكونها أسهل أنواع العينات اختياراً حيث أن خطوات تقرير الفقرة التي تكون ضمن إطار العينة العشوائية البسيطة أقل في غيرها من أنواع العينات العشوائية الأخرى” وقد اعتمد الباحثون على عينة الشباب السوداني مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر  استبيان إلكتروني ويبلغ عددهم (150) .

– مجتمع الدراسة :

يعرف مجتمع الدراسة بأنه المجتمع الأكبر أو مجموع المفردات التي يستهدف الباحث دراستها لتحقيق نتائج الدراسة  ؛ وبالتالي فإن مجتمع الدراسة يمثل دائماً شريحة كبيرة تخضع للدراسة ، ثم يتم تعميم نتائج الدراسة على كل مجتمع شبيه . وبالتالي فان مجتمع هذه الدراسة هم الشباب السوداني بولاية الخرطوم.

 

6- عينة الدراسة :

العينة عبارة عن عدد محدود من المفردات التي سوف يتم تعامل الباحث معها منهجياً ؛ ويشترط في هذا العدد أن يكون ممثلاً لمجتمع البحث في الخصائص والسمات التي يوصف من خلالها هذا المجتمع (3) . وقد بلغ حجم العينة 150 شابا تم الوصول اليهم عن طريق المجموعات علي قوقل درايف

7- نوع الدراسة :

تقع هذه الدراسة في إطار الدراسات الوصفية ( وهي الدراسات التي تهتم بدراسة الحقائق المتصلة بالظواهر والأحداث أو الأوضاع القائمة عن طريق جمع معلومات وبيانات عنها وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها وإصدار تعميمات بشأنها (4) .

8-أدوات جمع البيانات :

اعتمد هذا البحث في جمع بياناته على استمارة استبيان كأسلوب لجمع البيانات يتفق وأهداف الدراسة وطبيعة الجمهور المبحوث ؛ وقد مر تصميم الاستمارة بالخطوات التالية :

  • الخطوة الأولى : وفيها تم تحديد أهداف الدراسة وتساؤلها الرئيس ؛ ثم التساؤلات الفرعية المنبثقة عنه ، كما تم تحديد مجتمع الدراسة ونوعية المعلومات المطلوبة المتسقة مع تساؤلات الدراسة وأهدافها ؛ وذلك حتى يتم تصميم استمارة تلبي فعلاً مطلوبات البحث .
  • الخطوة الثانية : تم في هذه المرحلة إعداد تصميم مبدئي للاستمارة مراعياً العوامل التي تم تحديدها في الخطوة الأولى ؛ حيث تم تقسيم الاستمارة إلي محاور حتى تسهل على المبحوث فهم المطلوب والانتقال في محور لآخر بسلاسة ؛ ثم مراجعة الأسئلة حتى يتم التأكد من وضوحها وشمولها تفادياً لأي أخطاء تنتج من سوء فهم السؤال ؛ وأخيراً إحكام الصياغة النهائية للاستمارة بعد التشاور بين الباحثين .

9-قياس الصدق :

تهتم البحوث الوصفية المسحية بمسالة الصدق ؛ وذلك لأن صدق الاستمارة ( يؤدي للوصول إلي البناء العاملي للسلوك أو الأداء على فقرات الاختبار أو المقياس المستخدم  ؛ وللتأكد من أن الاستمارة تقيس فعلاً المعلومات المطلوبة ؛ فقد تم عرض الاستمارة على أثنين من الأساتذة المختصين في مجال الإحصاء ومناهج البحث ؛ وقاما بمراجعتها وإبداء بعض الملاحظات حولها ، ومن ثم قام الباحثان بصياغة الاستمارة وبشكلها نهائي وفقاً لهذه الملاحظات .

10- قياس الثبات :

يشير الثبات إلي درجة الاستقرار أو الاتساق في الدرجات المتحققة على أداة القياس مع الزمن .

وفي حالة هذا البحث فقد تم عرض البحث على مجموعة من مجتمع البحث الذين تم اختيارهم كعينة ، ثم طرحت نفس الاستمارة على المجموعة مرة أخرى ؛ وذلك للتأكد من اتساق الإجابات ، وقد حققت الاستمارة نسبة ثبات عالية بلغت 94.0% ؛ على ضوء مقياس ألفا.

 

 

.

مصطلحات البحث :

وسائل التواصل الاجتماعي

منظومة من الشبكات الإلكترونيّة التي تسمح للمشترك فيها بإنـشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعـضاء آخـرين لـديهم الاهتمامات والهوايات نفسها أو جمعه مع أصدقاء الجامعة أو الثانوية.

الخصوصية

تعرفها الويكي بيديا بالرغبة الشخصية بالنسبة للفرد والسلطة بالمحافظة علي المعلومات الخاصة والقدرة علي التحكم بها والتحكم بمن يمكنه الوصول اليها.”5″

الدراسات السابقة:

الدراسة الأولي:-دراسة عزة مصطفي الكحكي”6″ :- وجاءت تحت عنون”اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية للأسرة المصرية والقطرية”

هدفت الدراسة الي تحديد اثر تلك الرسائل علي العلاقات الاجتماعية وحجمها والتفاعلات الاجتماعية.بلغ حجم العينة”600″ مفردة عن طريق العينة العشوائية المتعددة المراحل.وقد توصلت الدراسة الي ان هناك ارتباط سلبي بين معدل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومستوي التفاعل الاجتماعي بين الأفراد. كما كشفت الدراسة الي انه كلما شعر الأفراد بالخصوصية باستخدام جهاز الكومبيوتر زاد انعزالهم عن الواقع وانخفض مستوي تفاعلهم الاجتماعي.

الدراسة الثانية:-دراسة عزة هشام البرجي –اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية”7″

هدفت الدراسة الي التعرف علي دوافع استخدام الشباب المصري لموقع الفيس بوك والكشف عن طبيعة العلاقات الاجتماعية والصداقات التي تتكون نتيجة لهذا التعرض.كما هدفت الدراسة الي رصد وتحليل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية والايجابية المترتبة علي هذا التعامل.بلغ حجم العينة”136″ عن طريق العينة العشوائية البسيطة. وقد توصلت الدراسة الي أن دافع التسلية والترفيه يأتي علي رأس دوافع استخدام الطلاب للموقع.وكشفت الدراسة علي أن أفراد العينة قد قاموا بتطوير علاقاتهم الاجتماعية عبر استخدام الموقع.

الدراسة الثالثة :-دراسةBabajide Ostauy”8″ وجاءت الدراسة بعنوان”قياس دور وسائل التواصل الجتماعي في الترفيه علي ضوء خصوصية المعلومات”

هدفت الدراسة لتحديد مفهومك الخصوصية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تهدف لتحديد مفهوم الخصوصية في الاتصال علي ضوء نظرية إدارة الخصوصية.

تمثلت أداة جمع البيانات في استبيان الكتروني علي مجموعة من الطلاب في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ حجم العينة 310 مفردة.

وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها:علي الشركات وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي المحافظة علي البيانات التي يحصلون عليها من المشتركين.

الدراسة الرابعة دراسة”9″     Md Imural جاءت الدراسة تحت عنوان”استغلال الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي”

هدفت الدراسة لتوضيح كيفية استغلال الخصوصية علي مواقع التواصل الاجتماعي والمضار التي تنتج من هذا الاستغلال.كما توضح الدراسة المخاطر التي يواجهها المستخدمون من استغلال بياناتهم الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي.

اعتمدت الدراسة علي استبيان الكتروني علي مجموعة من المدونين.

وقد توصلت الدراسة الي أهمية المحافظة علي خصوصية الأفراد علي مواقع التواصل الاجتماعي.

الدراسة الخامسة:-دراسة مريم ناريمان نومار”10″ بعنوان”استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مسنخدمي الفيس بوك في الجزائر”

هدفت الدراسة الي الكشف عن اثر استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية من خلال دراسة عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر.

اعتمدت الدراسة علي الاستبيان باستمارة مقسمة علي ثلاث محاور، وبلغ حجم العينة 280 مفردة تم اختيارهم عن طريق الاقتراع المباشر.

بينت الدراسة ان النسبة الأكبر من المبحوثين تقضي أكثر من ثلاث ساعات في استخدام الفيس بوك، ويفضل اغلب افراد العينة موقع الفيس بوك بدافع التواصل مع الاهل والاصدقاء، ايضا كشفت الدراسة ان متغير النوع يؤثر في استخدام افراد العينة للفيس بوك، وان افراد العينة الاكبر سنا يتعاملون بوعي عند استخدامهم لموقع الفيس بوك.

التعليق علي الدراسات السابقة

تناولت كل الدراسات الي تم اسنعراضها العلاقة بين الاستخدام والاشباعات وكذلك تناولت الدراسات موضوع الخصوصية وعلاقته باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

استفاد الباحث مما تم استعراضه من دراسات في تحديد ابعاد مشكلة الدراسة وادوات جمع البيانات.

ويلاحظ قلة الدراسات التي تتناول موضوع الخصوصية في الدراسات العر بية مما يجعل هذه الدراسة اضافة لهذا المجال لدراسات الاعلام الجديد.

 

النظريات المفسرة للدراسة

اعتمدت هذه الدراسة في تفسير متغيراتها علي النظريات التالية:-

-النظريات التي تفسر علاقة الطلاب بوسائل الإعلام : ترتبط هذه الدراسة في تفسير الظاهرة ( العلاقة بين وسائل الإعلام والطلاب ) على نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام ، ونظرية الاستخدامات والاشباعات .

  • نظرية لاعتماد على وسائل الإعلام Dependency Theory

ينبني الإطار الفكري لهذه النظرية على سعيها لتفسير لماذا يكون لوسائل الإتصال أحياناً تأثيرات مباشرة ،وأحياناً أخرى تكون تأثيراتها ضعيفة وغير مباشرة(12).وبهذا فإنه يمكننا أن نصف نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام ؛بأنها نظرية تهتم بدراسة بيئة وسائل الإعلام ، وتنظر للمجتمع باعتباره تركيباً عضوياً ، وهي تبحث عن كيفية ارتباط الجمهور بالوسائل ، ومحاولة تفسير السلوك الناتج من هذا الارتباط .

ويعزي عمادالدين مكاوي علاقة الاعتماد على وسائل الإعلام على ركيزيتينأساستين هما(13):

أ-1- الأهداف : لكي يحقق الأفراد والجماعات أهدافهم الشخصية والاجتماعية ؛ فإن عليهم أن يعتمدوا على موارد يسيطر عليها أشخاص أو جماعات (وسائل الإعلام) والعكس الصحيح.

أ-2-المصادر:يسعى الأفراد والمنظمات إلي المصادر المختلفة التي تحقق أهدافهم ، وتعد وسائل الاتصال نظام معلومات يسعى إليه الأفراد والمنظمات من أجل بلوغ أهدافهم .

ويصف عماد مكاوي الجهد الذي تقوم به وسائل الإعلام ويجعلها مصدر ثقة واعتماد بالتالي (14)

أ-2-1- أنها تقوم بجمع المعلومات التي تشعر بأن المجتمع يحتاج لمعرفتها .

أ-2-2-تنسيق المعلومات : حيث تقوم وسائل الإعلام بعملية تنقيح وصياغة وتحرير للمعلومات وتقديمها في قالب جذاب .

أ-2-3-نشر المعلومات : وذلك بأن وسائل الإعلام توظف إمكاناتها التقنية للوصول لأكبر عدد من الجمهور مما يحقق لها نوع من الهيمنة .

وتحدد نظرية الاعتماد طبيعة العلاقة بين الفرد وسائل الاتصال ، فكلما اعتمد الفرد على هذه الوسائل لإشباع حاجاته المعرفية ، قامت الوسائل بدور مؤثر في حياة الفرد النفسية والاجتماعية .

ويحصر ملفندوفلير العوامل التي تؤثر في عملية الاعتماد على وسائل الإعلام في التالي (15):

أ-طبيعة الجمهور المستهدف وأهدافه من الاعتماد.

ب-طبيعة المجتمع ومدى توافر مصادر المعلومات فيه .

ج-طبيعة تنوع وسائل الإعلام.

د-طبيعة الوقت أو الظروف الذي يمر به الفرد والمجتمع.

هـ-طبيعة المعلومات التي تقدمها وسائل الاتصال.

ويؤدي الاعتماد على وسائل الإعلام إلي حصول الفرد على المعلومات التي تفسر الوقائع من حوله ؛ وتساعده على تفهم الأزمات والتفاعل معها وأساليب مواجهتها ، كما يتمكن من اكتساب القيم والمعايير القائمة في المجتمع وتغيير أو تعديل أو اكتساب آراء واتجاهات خاصة بالمواقف المحيطة بالفرد.

  • نظرية الاستخدامات والاشباعاتUses and Gratification Theory

قبل أن يضع إلياهوكاتز(عالم اتصال أمريكي ) لبنات نظريته المسماة بمدخل الاستخدامات والاشباعات ، سادت في العالم مفاهيم نظريات الانسياب المباشر لوسائل الإعلام ( نظرية الحقنة المخدرة والطلقة السحرية ) ،والتي صورت جمهور وسائل الإعلام كمتلقي سلبي ؛ لا يبدي مقاومة لما تبثه وسائل الإعلام ، أو مفاهيم انسياب الإعلام على مرحلتين ، والتي قسمت الجمهور لطبقتين ؛ طبقة فاعلة تسمى قادة الرأي ؛ وطبقة تابعة توصف بأنها متلقي للإعلام بطريق غير مباشر .

وقد أدى وضع إلياهوكاتز لنظريته تلك في العام 1959م لتحول الانتباه من الرسالة إلي الجمهور الذي يستقبل هذه الرسائل .

وتعد عملية استخدام الجمهور لوسائل الاتصال عملية معقدة ، وترجع لعدة عوامل منها ؛ خلفيات أفراد الجمهور الثقافية ، سياسات الوسيلة وتوجهاتها ، العوامل الشخصية (أسلوب الحياة ، السن ، الدخل ، مستوى التعليم ، النوع) ، ونوع الإشباع الذي يريد الشخص الحصول عليه من التعرض للوسيلة الاتصالية (16).

ويحسب لنظرية الاستخدامات والاشباعات ؛ أنها أدت لما يعرف الآن في مجال

نظريات الإعلام بمفهوم الجمهور النشط ؛ الذي حول دراسة علاقة الجمهور بالوسائل من الإجابة على السؤال ( ماذا ) إلي الإجابة على السؤال (لماذا ) وذلك للتعرف على أسباب تعرض الجمهور لوسائل الاتصال ، وهو ما يعرف بدوافع التعرض (مشاهدة –استماع –اطلاع) ، كما أنها تحاول التعرف على الاشباعات التي يحققها التعرض لوسائل الاتصال بالنسبة للجمهور (17).

 

ويقسم كامل فرج الحاجات والدوافع التي تؤدي بالجمهور لاستخدام وسائل الإعلام ؛ وبالتالي تحقيق الإشباعات كالتالي :

1-احتياجات معرفية : وتتمثل في الحصول على المعلومات عن طريق الموضوعات المختلفة للتعرف على البيئة المحيطة.

2-احتياجات عاطفية : وتتمثل في تحقيق المتعة ؛ واشباع الحاجات الجمالية والعاطفية.

3-تحقيق الاندماج الذاتي : وتتمثل في رغبة الفرد في تحقيق تطلعاته الشخصية.

4-الحاجة إلي التفاعل الاجتماعي : وتتمثل في تحسين علاقات الفرد مع أسرته وأصدقائه.

5-إزالة التوتر:وتتمثل في الهروب من المشاكل الشخصية والرغبة في اللهو والإمتاع.

ووفقاً لنظرية الاستخدامات والاشباعات فإن هذه الحاجات تنشأ نتيجة لما يعرف بالدوافعMotive ، والدوافع نوعان (18):

أ-دوافع منفعية :وتهدف للتعارف على الذات واكتساب المعرفة والمعلومات والخبرات ومراقبة البيئة ، وترتبط الدوافع المنفعية بالتعرض لنشرات الأخبار وبرامج المعلومات.

ب-دوافع طقوسية:وتهدف إلي إشباع رغبات الفرد في تمضية الوقت والاسترخاء والصداقة والهروب من المشاكل ،وترتبط الدوافع الطقوسية بالتعرض للمسلسلات الأفلام والبرامج الترفيهية.

تحليل وتفسير البيانات والنتائج والتوصيات والخاتمة

جدول رقم ( 1 ) يوضح متغير الجنس في البيئة :

المفردة التكرار النسبة
ذكر 81 45 %
أنثى 69 46 %
المجموع 150 100

 

جدول رقم : ( 2 ) يوضح المستوى التعليمي :

المفردة التكرار النسبة
ثانوي فما دون 36 24 %
جامعي 63 44 %
فوق الجامعي 48 32 %
المجموع 150 400 %

 

يلاحظ من الجدول الثاني ارتفاع نسبة الشباب الجامعي بين أفراد العينة ( 44 %  جامعي – 32% فوق الجامعي ) مما يؤثر إلى الثقة في إجاباتهم وذلك لارتفاع مستوى الوعي بين المجموعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم ( 3 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي. حين تم سؤالهم عن إمتلاك حساب أو مشاركة في قروب :

المفردة التكرار النسبة
نعم 134 89,3 %
لا 16 10,7 %

 

يكشف الجدول الثالث أن معظم أفراد العينة من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة : 89,3 % مما يعني أن أراءهم في باقي أسئلة الاستبيان ذات أهمية.

 

جدول رقم : ( 4 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي .

المفردة التكرار النسبة
بانتظام 86 57,3%
أحياناً 28 20,9%
نادراً 20 13,3%
المجموع 134 100%

 

يظهر من الجدول أن غالبية أفراد العينة وبنسبة : 57,3% منتظمون في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي.

 

باستعراض الجدول ( 5 ) نجد أن الفيس بوك والواتس أب جاءت في الصدارة من بين مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بين أفراد العينة ، وبنسبة متساوة 250 % لكل موقع .

 

 

 

 

جدول رقم ( 6 ) يوضح توزيع العينة حسب طبيعة تصفح المواقع ترك لأفراد العينة حرية اختيار أكثر من سبب .

المفردة التكرار النسبة
أكتفى بالتصفح 50 13 %
اشارك بالتعليق 120 30 %
أشارك بنشر موضوعات خاصة 130 33 %
أقوم بإعادة ما وصلت عبر مواقع أخرى 90 24 %
المجموع 390 100

 

يوضح الجدول رقم ( 7 ) درجة تفاعل أفراد العينة مع المواقع حيث يقوم  33 % من أفراد العينة بنشر موضوعات خاصة أو جاء في المرتبة الثانية المشاركة بالتعليق بنسبة 30%.

 

جدول رقم : ( 8 ) يوضح عدد الساعات التي يقضيها أفراد العينة في تصفح المواقع :

المفردة التكرار النسبة
ساعة واحدة في اليوم 15 11 %
ساعتين 15 11 %
ثلاث ساعات 30 22 %
أربع ساعات 30 22 %
خمس ساعات 40 24 %
اكثر من خمس ساعات 4 10 %
المجموع 132 100%

 

 

 

 

 

جدول رقم : (9 ) يوضح أسباب متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي :

المفردة التكرار النسبة
تمشياً مع المجتمع 71 47,3%
متابعة الأخبار 5 3,3%
متابعة الإعلانات 20 13,3%
التسلية وملء الفراغ 38 25,3%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن نسبة كبيرة من أفراد العينة : 47,3% يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي من باب التقليد للجماعات التي ينتمون إليها ، وهذا يكشف تأثير الجماعات المرجعية في انتشاراستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الجدول رقم : ( 10 ) يوضح أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما بين أفراد العينة . ( يمكن اختيار أكثر من بديل ) :

المفردة التكرار النسبة
فيسبوك 130 25 %
الواتس أب 130 25 %
تويتر 90 14 %
اليوتيوب 70 13 %
الانستقرام 60 12 %
المجموع 480 100%

 

من خلال الجدول ( 8 ) يتضح أن معظم أفراد العينة يقضون فترة تتراوح بين ( 3 ) ساعات إلى ( 5 ) ساعات وذلك بنسبة : 22 % و 24 % وهي فترة مناسبة للمتابعة.

 

 

جدول رقم ( 11 ) يوضح ما إذا كان أفراد العينة قد مارسوا إنتهاكا لخصوصية الآخرين :

المفردة التكرار النسبة
نعم 20 12 %
لا 124 88 %
المجموع 134 100%

يوضح الجدول أعلاه أن أغلب أفراد العينة لم يمارسوا انتهاك الخصوصية .

 

جدول رقم : ( 12 ) يوضح دوافع أفراد العينة في عدم ممارسة انتهاك الخصوصية.

المفردة التكرار النسبة
دوافع دينية وأخلاقية 80 65 %
عدم معرفة أساليب الانتهاك 10 8 %
خوفا من العقاب القانوني 34 27 %
الجملة 124 100 %

 

يوضح الجدول أن الدوافع الدينية والأخلاقية كانت العاصم لأفراد العينة من ممارسة انتهاك خصوصية الأفراد.

جدول رقم ( 12 ) يوضح تعرض اقرار العينة لانتهاك خصوصية

المفردة التكرار النسبة
نعم 95 70.6 %
لا 39 29.2%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن ممارسة انتهاك الخصوصية سلوك موجود بين الشباب بدليل تعرض 70.6% لعملية انتهاك الخصوصية.

جدول رقم ( 12 ) يوضح دوافع انتهاك الخصوصية حسب وجهة نظر المبعوثين:

المفردة التكرار النسبة
بسبب الفضول 40 25,7%
التشهير وتشوية السمعة 60 44%
بث الافكار الهدامة 10 13,3%
عرض المواد الاباحية 24 17%
المجموع 134 100%

من الجدول اعلاه يتضح ان التشهير وتشويه السمعة هو اقوي الاسباب لانتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 13 ) يوضح الطرق المستخدمة في جمع المعلومات المساعدة في انتهاك الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
استخدام البريد الالكتروني في مخاطبة مجهولين 20 12,5%
إضافة اصدقاء غير معروفين 20 12,5%
التسوق الالكتروني في المواقع غير المؤمنة 20 12,5%
الدخول للمواقع المشبوهة 74 62,5%
المجموع 134 100%

من الجدول يتضح ان الدخول للمواقع المشبوهة هو اقصر الطرق التي توؤدي للدخول في متاهة انتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 14 ) يوضح أشكال انتهاك الخصوصية التي تعرض لها افراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
نشر صور فاضحة 10 06%
سحب صور وبيانات شخصية 10 06%
استخدام ارقام الهواتف 10 06%
إرسال رسائل مزعجة 20 12%
مخاطبة  اصدقاء بإسمي 15 10%
التهديد باستخدام المعلومات ضدي 69 60%
المجموع   100%

من خلال الجدول يتضح ان اغلب افراد العينة الذين تعرضوا لانتهاك الخصوصية قد استخدمت المعلومات في تهديدهم وابتزازهم

جدول رقم ( 14 ) يوضح أكثر الفئات انتهاكاً للخصوصية حسب وجهة نظر أفراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
الأطفال 10 08%
المراهقون 60 44%
الشباب 60 44%
كبار السن 4 06%
المجموع 134  

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان من يمارسون انتهاك الخصوصية هم المراهقون والشباب وذلك بنسبة 44%

جدول رقم ( 15 ) يوضح كيفية حماية الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين 60 44%
التأكد من عقود استخدام المواقع 30 22%
عدم الانضمام للمواقع المجهولة 30 22%
الحذر عند استخدام برمجيات جديدة 14 07%
تعلم التقنيات الحديثة 10 05%
المجموع 134 100%

 

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين كرادع ضد انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة44% ثم جاء التاكد من عقود استخدام المواقع ومدي التزامها بحماية الخصوصية ثم عدم الانضمام للمواقع المجهولة وذلك بننسبة 22%

النتائج

1-كشفت الدراسة ارتفاع نسبة الجامعيين وفوق الجامعيين من المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعيبنسبة”44$و32%” علي التوالي

2-اوضحت الدراسة ارتفاع درجة المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي وشكلوا اغلبية افراد العينة بنسبة بلغت 89,3%

3-بينت الدراسة انتظام اغلب افراد العينة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وبنسبة بلغت 57,%

4-جاء الوات ساب والفيس بوك في طليعة مواقع التواصل التي يتابعها افراد العينة وبنسبة بلغت 25% لكل موقع وهذا يتناسب مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

5-توصلت الدراسة الي ان33%من افراد العينة تقوم بنشر موضوعات خاصة بهم وان 30%تشارك بالنقاش للموضوعات المنشورة من اخرين وهذا يعني تفاعل افراد العينة علي مواقع التواصل الاجتماعي

6كشفت الدراسة ان اغلب افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي بين 3-5 ساعات يوميا وهذا يتفق مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

7-بينت الدراسة ان 47,3% من افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي تمشيا  وتقليدا لغيرهم من افراد المجتمع

8- اوضحت الدراسة ان اغلب افراد العينة لم يمارسوا عملية انتهاك خصوصية الاخرين بنسبة بلغت 88%

9-وحول الاسباب التي منعتهم من عدم انتهاك خصوصية الاخرين جاءت الاسباب الدينية والاخلاقية في المقدمة وبنسبة بلغت65% ثم جاء الخوف من العقاب في المرتبة الثانية بنسبة 27%

10-كشفت الدراسة ان نسبة كبيرة من افراد العينة قد تعرضت لشكل من اشكال انتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 70,6%

11-وحول اسباب انتهاك الخصوصية كشف افراد العينة ان التشهير واشانة السمعة ياتي في صدارة الاسباب التي تؤدي لانتهاك الخصوصية بنسبة44% يليه الفضول بنسبة25,7%

12-بينت الدراسة ان الدخول للمواقع المشبوهة هو الذي يؤدي في الغالب لانتهاك الخصوصية وبلغت نسبة 62,5%

13-ابرزت الدراسة ان اخطر اثار انتهاك الخصوصية هو التهديد والابتزاز باستخدام المعلومات التي تم استخلاصها من انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة60%

14-كشفت الدراسة ان الشباب والمراهقين هم اكثر الفئات ممارسة لانتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 44%

15-ابانت الدراسة ان نسبة 44% من افراد العينة يرون ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين هي الحل الناجع ضد عمليات انتهاك الخصوصية

التوصيات

بعد استعراض نتائج الدراسة توصي الدراسة بالتالي:-

1-اخضاع موضوع انتهاك الخصوصية لمزيد من الدراسات

2-تعلية قيم الدين والالتزام الاخلاقي بين الشباب حتي تكون عاصما لهم من انتهاك خصوصية الاخرين

3-عدم الدخول للمواقع المشبوهة

4 – اتخاذ تدابير متشددة عند فتح حسابات واستخدام كلمات مرور معقدة وتغييرها من حين لاخر

5- عدم قبول طلبات الصداقة من مجهولين وعدم الرد علي اتصالاتهم

المراجع:-

 

-راسم محمد الجمال-مناهج البحث في الدراسات الاعلامية-القاهرة-اصدارات كلية الاعلام-جامعة القاهرة-1999 ص2

2-محمد عبد الحميد-البحث العلمي في الدراسات الاعلامية-القاهرة-عالم الكتب-ص10

3محمد وليد البطش وفريد كامل ابوزينة-مناهج البحث العلمي-تصميم البحث الاحصائي-عمان-دار  المسيرة للنشر والتوزيع-دار المريخ-2006 ص389

4-سليم خالد-ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي والمتمعات المحلية-دار المتنبيللنشر-الاردن-ص13

5-الويكي بيديا

6-عزة مصطفي الكحكي-اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ور سائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية-دراسة ميدانية علي طلبة جامعة الشارقة 2009

7-هشام البرجي-تأثير شبكات التواصل الاجتماعي علي العلاقات الاجتماعية للأسرة المصرية-المركز العربي للبحوث والدارسات-2016

7-

8-

9-مريم ناريمان نورمان-استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر-بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في الاعلام والاتصال –جامعة الحاج الخضر –باتنة 2012

10محمد الحديدي-نظريات الاعلام واتجاهات حديثة في دراسة جمهور الراي العام-دمياط-مكتبة نانسي دمياط-2006 ص17

11عمادالدين مكاوي السيد- الاتصال ونظرياته المعاصرة –القاهرة-الدار المصرية اللبنانية 1998ص75

12-نهي العبد-اطفالنا والقنوات الفضائية-القاهرة-دار الفكر العربي-2005ص17

13-فرج كامل-بحوث الاعلام والراي العام-القاهرة –دار النشرللجامعات-2005-ص88

14-عماد مكاوي واخرون- نظريات الاعلام-القاهرة-مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح- 2000 ص 248

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جامعة جازان

كلية الآداب والعلوم الإنسانية

قسم الصحافة والإعلام

تعرض الشباب السعودي للصحافة الالكترونية وعلاقته بمعرفتهم بالأعمال الإرهابية .

((دراسة تطبيقية علي مجموعة من الشباب بمنطقتي عسير وجازان ))

بحث مقدم لمؤتمر الإعلام والإرهاب

جامعة الملك خالد

أغسطس 2016م

مقدم من :-

بروفسور عبد النبي عبد الله الطيب النوبي

أستاذ الصحافة بجامعة جازان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة :

شهدت منطقتنا العربية في الفترة الأخيرة عديد من الأحداث الإرهابية الدامية ،والتي تأتي في السياق الرئيسي لموجة الإرهاب التي تجتاح العالم بأسره ،والتي أخذت طوابع متعددة وأجندة متباينة منها السياسي والاجتماعي والديني.

وكان الضحايا  في الغالب إما أبرياء أتي بهم حظهم العاثر إلي زمان ومكان المحرقة الإرهابية ، أو منشآت ومباني حكومية تؤدي أغراضاَ عامة كمحطات القطار أو المطارات أو دور العبادة …الخ

ولبشاعة المنظر التفت الباحثون لدراسة هذه الظاهرة ومحاولة تشريحها وإيجاد الحلول لها ، وتحصين الجمهور ضد أخطار الإنزلاق لمخاطر الإرهاب

ومن أهم المحاور التي خضعت للدراسة محور العلاقة بين الإعلام والإرهاب ، وذلك للوقوف علي العلاقة بين استخدام المنظمات الإرهابية لسلاح الإعلام كوسيلة لتحقيق مبتغاها عبر التجنيد للشباب أو التخويف وإثارة الرعب وتحقيق مبدأ الصدمة لإثبات قوة هذه المنظمات وقدرتها علي إحداث الدمار الشامل .ولقد أثبتت كثير من الدراسات أن المنظمات الإرهابية كداعش مثلاَ تمتلك قدرات كبيرة مكنتها من توظيف وسائل الإعلام عموماَ ومواقع التواصل الاجتماعي علي وجه الخصوص كمنصات لأطلاق أبواق دعايتها ، المتمثلة في إنتاج أفلام عالية الجودة ،وخير مثال لهذه الأفلام إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة ،أو بث الإعلانات التي تتبني من خلالها العمليات الإرهابية ، بل والأخطر من ذلك استغلالها للألعاب الالكترونية المصممة علي الانترنت لاستغلال جانب الإمتاع في زرع بذرة الإرهاب في نفوس الناشئة والشباب ،

وتأتي هذه الدراسة لتعالج إطار من اطر العلاقة بين الإعلام والإرهاب ، وذلك من خلال دراسة العلاقة بين مستوي ودرجة استخدام الشباب السعودي لمواقع التواصل الاجتماعي ،وعلاقة هذا الاستخدام بمعرفتهم بالمنظمات الإرهابية وأعمالها .

لتحديد ما إذا كان هذا الاستخدام يؤدي لمستوي معرفة ايجابي أو سلبي يمكن من خلاله وضع إستراتيجية للحد من خطورة انتشار المنظمات الإرهابية ومحاصرتها .

مشكلة البحث :-

تتمثل مشكلة هذا البحث في المحاور التالية

1/ عملية التعرض للصحافة الالكترونية والعوامل التي تتحكم فيها مع الأخذ في الاعتبار الانتشار الواسع للصحافة الالكترونية في المملكة العربية السعودية ، والاهتمام الكبير الذي تجده تغطية العمليات الإرهابية وتسليط الضوء علي الأنشطة الإجرامية للتنظيمات الإرهابية ، ومحاولات الصحافة الالكترونية فضح مخططات المنظمات الإرهابية .

2/ الشباب السعودي حيث يلاحظ الباحث أن هناك حديثاَ كثيفاَ في الصحافة الالكترونية حول استغلال المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي للتغرير بالشباب وتجنيدهم .

3/ العلاقة المعرفية بالمنظمات الإرهابية والتعرض للصحافة الالكترونية علي ضوء نظرية الإشباعات والاستخدامات ونظرية وضع الأجندة ونظرية الاعتماد علي وسائل الإعلام ، وفي ضوء الانتشار الكبير والفاعل للصحافة الالكترونية في المملكة العربية السعودية وتأثيرها في تشكيل الآراء نحو موضوعات الإرهاب ، فإن هذه الدراسة تفترض وجود علاقة بين حجم التعرض للصحافة الالكترونية من قبل الشباب السعودي ومستوي معرفة أفراد العينة للمنظمات الإرهابية وأعمالها التخريبية ، ومستوي تفاعلهم مع هذه المنظمات .

 

 

وقد تم صياغة المشكلة البحثية في التساؤل الرئيسي التالي :-

ما تأثير تعرض الشباب السعودي للصحافة الالكترونية ومستوي معرفتهم واتجاهاتهم نحو المنظمات الإرهابية وأعمالها ؟

أهداف الدراسة :-

تهدف هذه الدراسة لتحقيق الاهداف التالية :-

  1. الكشف عن اتجاهات الشباب السعودي نحو التعرض للصحافة الالكترونية .
  2. معرفة درجة اعتماد الشباب السعودي علي الصحافة الالكترونية في تتبع ومعرفة أخبار المنظمات الإرهابية
  3. تحديد أساليب تعاطي الشباب السعودي لما يصلهم من أخبار نحو المنظمات الإرهابية
  4. المساهمة في وضع خطة إعلامية لمجابهة أعمال المنظمات الإرهابية واستغلالها للفضاء الاسفيري في الوصول لعقول الشباب .

تساؤلات الدراسة :-

1/ ما درجة تتبع الشباب السعودي للصحافة الالكترونية السعودية ؟

2/ ما أكثرالموضوات في الصحف السعودية الالكترونية متابعة من قبل الشباب ؟

3/ ما دوافع الشباب السعودي نحو متابعة أخبار المنظمات الإرهابية في الصحافة الالكترونية ؟ وما علاقة

ذلك الاهتمام بتعرضهم للصحافة الالكترونية ؟

5/ ما مدي مساهمة الصحافة الالكترونية في محاربة ظاهرة الإرهاب من وجهة نظر المبحوثين ؟.

أهمية الدراسة :-

تتمثل أهمية هذه الدراسة في التالي :-

  1. الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه الصحافة الالكترونية السعودية في إمداد المواطنين بالمعلومات
  2. بيان أهمية دور الصحافة الالكترونية في توجيه الشباب نحو مخاطر المنظمات الإرهابية ،واكتشاف أساليبها في التأثير علي الشباب .
  3. تساعد القائمين علي أمر الإعلام في توظيف الإمكانات والقدرات الهائلة للصحافة الالكترونية لمكافحة ظاهرة التطرف .
  4. تشكل قاعدة ينطلق منها الإعلاميون للكشف عن مزيد من الحقائق والمعالجات التي تهتم بظاهرة الإرهاب .

نوع الدراسة :-

تنتمي هذه الدراسة لمصفوفة الدراسات الوصفية التي تسعي لتقديم وصف دقيق ومناسب للموضوعات ، وتعتمد الدراسات الوصفية علي دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع وتهتم بوصفها وصفاَ دقيقاَ وتعبر عنها كيفياَ وكمياَ ((1))

 

 

 

 

منهج الدراسة :-

تعتمد هذه الدراسة علي المنهج المسمي ،والذي يعرف بأنه محاولة الوصول إلي المعرفة الدقيقة التفصيلية لعناصر مشكلة أو ظاهرة قائمة ،بغية بلوغ فهم أفضل وأدق أو وضع السياسات والإجراءات المستقبلية لها ((2))

أداة جمع البيانات :-

اعتمدت الدراسة الإستبانة كأداة لجمع البيانات لجمع البيانات ، وهي أداة البحث التي تجمع الباحث بالعينة وتكون المقابلة حولها ((3)) وهي تحتوي علي أسئلة علمية تتعلق بموضوع البحث ، وقد تم تقسيم الإستبانة إلي (( 3 )) محاور وذلك علي ضوء مشكلة البحث وأهدافه وتساؤلاته .

وبعد اكتمال استمارة الاستبيان قام الباحث بإجراءات الصدق والثبات علي النحو التالي :-

1/ معامل الصدق :-

الصدق يعني مدي تحقيق القياس للغرض الذي صممت الإستبانة لأجله ((4)) ومن أجل التحقق من الصدق تم اعتماد إختبارالصدق بأسلوب الصدق الظاهري  حيث تم عرض الإستبانة علي ثلاثة محكمين *وأبدوا بعض الملاحظات وتم استيعابها بما يتفق وأهدافها ، وبعد مراجعتها أكدوا صلاحية الإستبانة لقياس ماوضع قياسه .

2/ معالم الثبات :-

أعتمد الباحث علي أسلوب إعادة الاختبار ،وهو إعادة تطبيق أداة البحث علي نفس المبحوثين بعد فترة زمنية من إجراء التطبيق ،وحساب معامل الثبات بين الإجابتين للتأكد من قدرة الأداة علي القياس أو جمع المعلومات مهما تعددت الفترات الزمنية التي تستخدم فيها ، ويمتاز المقياس  بعد ذلك بالدقة والثبات والاتساق ((5))

حدود البحث :-                                                                             

تم اختيار منطقتي جازان وعسير لإجراء البحث وذلك للقرب الجغرافي للمنطقة كمكان عمل الباحث وسهولة إجراء البحث

الحدود الزمنية :

أغسطس 2017م

المعالجة الإحصائية :-

أعتمد أسلوب التحليل علي استخراج التكرارت والنسب وبعض الإختبارات البسيطة وفقاَ لأسئلة الدراسة وأهدافها ، باستخدام موقع Google Form ، وهي خاصية من خصائص محرر المستندات المدمج بخدمة Google Drive  ،وقد تم استخدام نماذج جوجل في عمل الاستبيان .

وتم متابعة النتائج بواسطة ورقة عمل إكسل مع إمكانية تطبيق إجراءات برنامج إكسل من فلترة العمليات الحسابية .

 

 

 

 

 

الدراسات السابقة :-

حظي موضوع العلاقة بين الإعلام والإرهاب بالعديد من الدراسات والبحوث مما يدل علي أهمية الموضوع ،وقد وقف الباحث علي العديد من الدراسات منها :-

 

  1. دراسة إبن عوف حسن إبن عوف ((6)) :-

جاءت الدراسة بعنوان : دور وسائل الإعلام السعودية في توعية الشباب من التطرف الفكري ، وتمحورت مشكلة الدراسة في الإجابة علي التساؤل الرئيسي التالي : ما الدور الذي  تلعبه وسائل الإعلام في توعية الشباب السعودي من التطرف الفكري .

وجاءت الدراسة في اطار الدراسات الوصفية واتبعت المنهج المسحي ، واستخدمت استمارة الاستبيان لجمع البيانات .

وتوصلت الدراسة لعديد من النتائج ذات الصلة بهذه الدراسة منها: أوضحت الدراسة ان وسائل الإعلام السعودية واستطاعت ان تثبت للجمهور مخاطر الإرهاب وآثاره ، كما كشفت الدراسة أن وسائل الإعلام السعودية تعني بنشر ما يحقق الشعور بالمن والطمأنينة في المجتمع بين أفراده .

  1. دراسة اشرف فالح الزعبي واحمد علي العنانية ((7)) :-

تمحورت مشكلة الدراسة في التقصي إلي لفت الأنظار الي مخاطر استخدام الهواتف الخلوية والتعرف إلي جرائم الإرهاب الالكتروني وتوعية متصفحي خدمة الواتس آب من استخدامها في نشر جرائم الإرهاب .

وحاولت الدراسة الربط بين وتحديد العلاقة بين الاستخدام والأثر وفقاَ لنموذج وندل .

وقعت الدراسة ضمن إطار الدراسات الوصفية ،واستخدم الباحثان منهج المسح الاجتماعي ، وتمثل مجتمع الدراسة في فئة الشباب الأردني الواقع في الفئة العمرية بين 18 – 25 سنة وبلغ حجم العينة 300مفردة مقدمة بين فئتي الذكور والإناث . تم جمع البيانات عن طريق استمارة الاستبيان .

ومن أهم نتائج الدراسة : أظهرت الدراسة ارتفاع نسبة الطلبة الأردنيين الذين يستخدمون خدمة الواتس آب لتبادل المعلومات ، كما كشفت الدراسة ان نسبة عالية بلغت 86,3%تحصلوا علي معلوماتهم عن الإرهاب عن طريق خدمة الواتس آب .

  1. دراسة حسن السوداني ((8)) :-

جاءت الدراسة تحت عنوان الإرهاب في الفضائيات العربية (دراسة في الشكل والمضمون ) وقامت الدراسة علي تحليل مضمون الفضائيات العربية في تناولها لأنشطة المنظمات الإرهابية ، وهدفت الدراسة إلي التعرف علي أنواع التأثيرات المطروحة في الخطاب الإعلامي الفضائي العربي .

وهي من الدراسات الوصفية التي اتبعت المنهج المسحي ،واعتمدت علي أسلوب تحليل المضمون وذلك بتحليل 140فيلم، وقد أثبتت الدراسة القدرة الكبيرة للمنظمات الإرهابية في توظيف الإنتاج الفيلمي في بث دعايتها ، وأثبتت الدراسة  تأثير الخطاب الإعلامي الإرهابي علي الجمهور .

 

  1. دراسة محمد الراجحي ((9)) :-

جاءت الدراسة حول تكوين الصورة الذهنية لجماعة الإخوان المسلمين في الصحافة الالكترونية المصرية ، وعالجت الدراسة مشكلة توظيف الصحافة الالكترونية في الصراع الاستقطاب السياسي ، وتوظيفها في تشكيل الصورة الذهنية للجماعات السياسية .

وقد سعت الدراسة لإظهار الأبعاد المعرفية والوجدانية السلوكية للجماعات الدينية .

تمثل مجتمع الدراسة في تحليل محتوي المواقع الالكترونية لثلاث صحف هي الأهرام ، المصري اليوم ، الأهالي .

وقد اعتمدت الدراسة علي العينة العشوائية المنتظمة عن طريق الأسبوع الصناعي ، وبلغ حجم العينة عدداَ.

وقعت الدراسة في إطار الدراسات الوصفية ، واتبعت منهج المسح التحليلي كأسلوب الوصف وتفسير الظاهرة .

توصلت الدراسة لنتائج اهمها : كثافة الرموز السلبية المستخدمة في الصحافة عينة البحث مما يؤدي لخلق صورة ذهنية سالية عن الجماعة .

 

  1. دراسة إيمان عبد الرحيم السيد الشرقاوي ((10)) :-

تمثلت مشكلة الدراسة في الوقوف غلي طبيعة العلاقة الجدلية بين شبكات التواصل الاجتماعي كأحد أهم أشكال الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية التي تتم عبر تلك الشبكات من جهة وقيام المؤسسات الأمنية الحكومية بغرض الرقابة علي هذه المواقع لتعقب أنشطة الجماعات الإرهابية من جهة أخري .

وهدفت الدراسة إلي معرفة العلاقة الجدلية بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية .

انتمت الدراسة إلي نوعية الدراسات الوصفية الاستكشافية .

واعتمدت علي صحيفة استبيان احتوت علي 18سؤال مقسمة الي ثلاثة محاور ،          المحور الأول يتعلق باستخدام الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي . إما المحور الثاني تناول الرقابة الأمنية علي مواقع التواصل الاجتماعي . إما المحور الثالث تناول سبل مكافحة الممارسات الإرهابية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي .

وتوصلت الدراسة إلي إجماع أفراد العينة علي ازدياد استخدام المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي .

  1. دراسة حسني عوض((11)) :-

سعت الدراسة لإعداد برنامج تدريبي للشباب لكيفية إعداد صفحات علي موقع الفيس بوك لتنمية المسؤولية الاجتماعية ، ولمعرفة مدي تأثير الفروق الفردية بين أفراد المجموعة في تبني المسئولية الاجتماعية قبل تطبيق البرنامج وبعده .

جاءت الدراسة في إطار الدراسات التجريبية ،وتكون مجتمع الدراسة من 25شاباَ وشابة منتمين لأحد مراكز التنمية الاجتماعية .

وقد توصلت الدراسة للعيد من النتائج أهمها : – وجود فوارق ذات ولاية إحصائية بين متوسط أفراد المجموعة التجريبية في مستوي تبني وتحمل المسئولية الاجتماعية قبل تطبيق البرنامج وبعده .

  1. دراسة نعيم المصري ((12)) :-

هدفت الدراسة الي التعرف علي مدي استخدام الطلبة الجامعيين الفلسطينيين لمواقع التواصل الاجتماعي ،واثر ذلك في متابعتهم لوسائل الإعلام الاخري ،كما هدفت الدراسة أيضا إلي التعرف علي الآثار السلبية والايجابية لاستخدام الطلبة لهذه المواقع .

وقد توصلت الدراسة إلي إن مانسبته 52% من المجموعتين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لمدة تصل لساعتين يومياَ ، كما بينت الدراسة إن أهم سلبيات استخدام المجموعتين لمواقع التواصل الاجتماعي تكمن في تغذية الأزمات السياسية وتهيئة الفرصة لعمليات الاستقطاب من قبل الآخرين وزيادة الاحتقان وتعميق الخلافات .

إما أهم الايجابيات فقد تمثلت في تعريف المستخدمين بموضوعات تساعدهم علي النقاش مع الآخرين .

التعليق علي الدراسات السابقة :-

تناولت الدراسات السابقة مجموعة من النقاط التي تتفق مع الدراسة الحالية ، مثل العلاقة بين وسائل الإعلام والتطرف (دراسة إبن عوف ) استخدام الهواتف الخلوية وعلاقته بمعرفة الإرهاب (دراسة اشرف الزعبي ) العلاقة بين الإرهاب ومتابعة الفضائيات (دراسة حسن السوداني ) الصورة الذهنية للمنظمات المرتبطة بالإرهاب (دراسة محمد الراجحي )

العلاقة بين شبكات التواصل الاجتماعي والممارسات الإرهابية (دراسة إيمان الشرقاوي ) تنمية المسئولية الاجتماعية كركيزة لمحاربة الإرهاب (دراسة حسن عوض ) وتميزت هذه الدراسة بالتركيز علي استخدام الشباب للصحافة الالكترونية كمصدر لمعلوماتهم عن الإرهاب .

وقد استفاد الباحث من مجمل الدراسات السابقة في تحديد الإطار النظري للبحث وتصميم استمارة الاستبيان .

 

النظريات المفسرة للدراسة :-

ولتفسير وتحديد أبعادها هذه الدراسة اعتمد الباحث علي نظريات

  1. الاستخدامات والاشباعات
  2. نظرية وضع الأجندة

نظرية الاستخدامات والاشباعات :-

تعتمد هذه النظرية علي مفاهيم علم نفس الاجتماع ، وتتجه الي فهم استعمال الناس لأجهزة الاتصال من منظور الفوائد التي يجنيها الأفراد من استعمال تلك الأجهزة .

ويتم الإشباع وفقاَ لهذه النظرية علي المراحل التالية :-

1/ وجود أسباب نفسية واجتماعية تؤدي لتكون حاجات needs  عند أفراد المجتمع .

2/ تعود أفراد المجتمع علي احتواء قنوات الاتصال (في حالة هذه الدراسة الصحف الالكترونية ) علي مواد ومواضيع مساعدة علي إشباع تلك الحاجات ذات البعد النفسي والاجتماعي (في هذه الدراسة مستوي المعرفة بالمنظمات الإرهابية )

3/ تؤدي هذه الحاجات وذلك التعود إلي توقع أحداث معينة

4/ تعرض الأفراد لقنوات الاتصال علي أساس فردي رغبة لإشباع تلك الحاجات .

5/ حدوث إشباع للتوقعات والحاجات من خلال الاطلاع علي ماتحتويه القنوات الإعلامية (في هذه الحالة الصحافة الالكترونية ) وتولي بحوث الاستخدام والتشبع إلي ايلاء الجمهور دوراَ فاعلاَ في العملية الاتصالية ، لذا فهي في تقدير الباحث نظرية مناسبة لتفسير ظاهرة التعرض وعلاقتها بمستوي معرفة الأشياء .

نظرية وضع الأجندة :-

تقع هذه النظرية في بحوث التحليل الوظيفي للأنظمة الاجتماعية ، لذا فهي مناسبة لتفسير الظواهر المرتبطة بهذا البحث ، وتركز النظرية علي الدور الذي تلعبه أجهزة الاتصال في تحديد درجة أهمية القضايا العامة لدي الجماهير (في هذه الحالة علاقة التعرض للصحافة الالكترونية بمستوي معرفة الشباب بالمنظمات الإرهابية ) . وذلك عن طريق العرض والتركيز والتكرار والبروز وغيرها من وسائل العرض الإعلامي .

وترتبط نظرية وضع الأجندة بالأخبار والموضوعات التي تختارها المؤسسة الإعلامية وتقدمها لجمهورها ، وفقاَ للترتيب التالي :-

  1. يقرر المحرر في أي مؤسسة صحفية في كل يوم المواضيع والأخبار وفقاَ لخيارات معينة خاصة لمؤسستهم من بين كمية من المعلومات الواردة .
  2. بعد عملية الاختيار يقوم المحررون باختيار بعض الموضوعات والأخبار التي تستحق الإبراز لتأخذ حيزاَ من الأهمية .
  3. يؤثر هذا البروز في جعل المتلقي يحس بأهمية هذه الموضوعات مما يجعلها أكثر الموضوعات قابلية للتعرض .

ووفقاَ لهذه النظرية يري الباحث أن أخبار المنظمات الإرهابية تجد مساحة كبيرة في التغطية الإعلامية مما يؤثر في مستوي معرفة الشباب المتلقين بالمنظمات الإرهابية .

تحليل وتفسير البيانات

جدول رقم (1) يوضح توزيع عينة البحث من حيث النوع

الفئة العدد النسبة
ذكر 268 89,9%
أنثي 32 10,1%
المجموع 300 100%

 

من الجدول يتضح أن اغلب أعضاء العينة من الذكور بنسبة 89,9% وذلك لصعوبة الوصول لعينة من الإناث وهذه النسبة لا تعطي أي مؤشر عن الفرق في التعرض بين الذكور والإناث.

 

 

جدول رقم (2) يوضح الفئة العمرية لأفراد العينة

الفئة العدد النسبة
18الي اقل من 24 79 24,1%
24الي اقل من 30 128 47,5%
30 إلي اقل من 36 63 15,5%
36 إلي اقل من 40 30 2,8%
المجموع 300 100%

 

من خلال الجدول رقم (3) يتضح ان الفئة العمرية من 24- 35 سنة هي أكثر الفئات بين أفراد العينة وهذا يعطي مؤشر إلي أن الأفراد الذين أجابوا علي استمارة الاستبيان في مرحلة النضوج الفكري والعلمي مما يعطي إجاباتهم قيمة .

 

جدول رقم (3) يوضح الحالة الاجتماعية لأفراد العينة

الفئة العدد  النسبة
أعزب 92 34%
متزوج 208 76%
الجملة 300 100%

 

من الجدول يتضح إن أغلبية أفراد العينة من المتزوجين وهو مؤشر أيضا إلي أن إجاباتهم ذات مستوي عالي من المسئولية والمصداقية .

 

جدول رقم (4) يوضح تعرض أفراد العينة للصحافة الالكترونية

الفئة العدد النسبة
نعم 242 91,7%
لا 58 8,3%
المجموع 300 100%

 

من خلال الجدول أعلاه يتضح أن اغلب أفراد العينة يتعرضون للصحافة الالكترونية وبنسبة بلغت 91,7% مما يعني أن اغلب أفراد العينة يستمدون معلوماتهم من خلال هذا التعرض عن المنظمات الإرهابية .

جدول رقم (5) يوضح انتظام إفراد العينة في متابعة الصحف الالكترونية

الفئة العدد النسبة
منتظم 180 60%
منتظم إلي حد ما 60 20%
غير منتظم 60 20%
المجموع 360 100%

من الجدول أعلاه يتضح ارتفاع نسبة المنتظمين علي متابعة الصحف الالكترونية حيث بلغت نسبتهم 60% مما يعي إن الصحافة الالكترونية تشكل مصدراَ مهماَ في معلوماتهم عن المنظمات الإرهابية .

 

جدول رقم (6) يوضح ابرز الموضوعات التي يتابعها أفراد العينة في الصحافة الالكترونية .

الفئة العدد التكرار
السياسية 110 20
الاقتصادية 70 10
الدينية 20 5
الثقافية 20 5
الاجتماعية 20 5
العسكرية 110 20
الرياضية 110 20
الترفيهية 70 15
المجموع 530 100

من خلال الجدول اعلاه يتبين ان الموضوعات السياسية والعسكرية تاتي في طلية اهتمامات الشباب السعودي وهي جميعها موضوعات ذات علاقة بالارهاب

 

 

 

 

جدول رقم (7) يوضح ان الصحف الالكترونية تساهم ي تعريف الشباب بالمنظمات  الارهابية وأنشطتها

الفئة التكرار النسبة
أوافق 150 50%
أوافق لحد ما 78 27%
لا أوافق 72 23%
المجموع 300 100%

من الجدول أعلاه يتضح إن غالبية أفراد العينة تري ان الصحافة الالكترونية كانت مصدراَ مهماَ في الإسهام بتعريف أفراد العينة بالمنظمات الإرهابية وأنشطتها حيث جاءت موافق في الدرجة الأولي وبلغت نسبتهم 50% بينما أوافق لحد ما 27% من أفراد العينة .

جدول رقم (8) يوضح درجة اهتمام الصحافة الالكترونية بمتابعة أخبار المنظمات الإرهابية

الفئة التكرار النسبة
نتابع 200 66,3%
نتابع لحد ما 52 25,1%
لا نتابع 48 18,6%
الجملة 300 100%

 

يري أفراد العينة أن المنظمات الإرهابية وأنشطتها تجد تغطية عالية من الصحافة الالكترونية ، مما يعني فعلياَ ان الصحافة الالكترونية تساهم بشكل كبير في إمداد الشباب بالمعلومات في أشكال المنظمات .

 

جدول رقم (9) يوضح أن الصحافة الالكترونية ومن خلال تغطيتها تسهم بشكل كبير في تبصير الشباب بمخاطر المنظمات الإرهابية علي المجتمع .

الفئة التكرار النسبة
أوافق 125 46%
أوافق لحد ما 120 40%
لا أوافق 55 24%
المجموع 300 100%

من الجدول أعلاه يتضح إن اغلب أفراد العينة تتأرجح رؤيتهم حول مساهمة الصحافة الالكترونية من خلال تغطيتها بتبصير الشباب لمخاطر المنظمات الإرهابية حيث بلغت من يوافق 46% بينما بلغت نسبة الموافقة لحد ما إلي 40%

 

 

جدول رقم (10) يوضح مدي اقتناع أفراد العينة بين ما تقدمه الصحافة الالكترونية من معلومات تساهم في مكافحة المنظمات الإرهابية و   أنشطتها.

الفئة التكرار النسبة
أوافق 150 50%
أوافق لحد ما 50 16,4%
لا أوافق 100 23,6%
المجموع 300 100%

يري اغلب أفراد العينة إن المعلومات التي تبثها الصحافة الالكترونية تساهم في توضيح الصورة حول المنظمات الإرهابية وبالتالي المساهمة في مكافحتها وجاءت نسبة الموافقة 50% بينما ابدي 16,4% من أفراد العينة موافقة إلي حد ما

 

جدول رقم (11) يوضح مدي اقتناع انفراد العينة بمساهمتهم في مكافحة أنشطة المنظمات الإرهابية .

الفئة التكرار النسبة
أوافق 250 75%
أوافق لحد ما 50 12,5%
لا أوافق 50 12,5%
المجموع 300 100%

أظهرت الدراسات إن الأغلبية العظمي من أفراد العينة أبدت استعداداَ للمساهمة في الجهود المبذولة في مكافحة المنظمات الإرهابية وذلك بنسبة 75% .

 

نتائج الدراسة :-

  1. أكدت الدراسة ارتفاع مقروئية الصحافة الالكترونية بين الشباب .
  2. كشفت الدراسة ارتفاع نسبة الشباب المداومين علي قراءة الصحف الالكترونية
  3. توصلت الدراسة إلي ارتفاع نسبة الشباب الذين يتابعون الموضوعات السياسية والدينية والعسكرية وهي موضوعات بطبيعتها ذات علاقة بالمنظمات الإرهابية .
  4. أكدت الدراسة إن الصحافة الالكترونية تسهم بشكل كبير في تبصير الشباب بالمنظمات الإرهابية وخطورتها .
  5. أكدت الدراسة إن الصحافة الالكترونية تمثل مصدرا اساسيا للشباب عن الإرهاب ومنظماته .
  6. أكدت الدراسة اقتناع الشباب في المساهمة في جهود مكافحة الإرهاب .
  7. بينت الدراسة اقتناع الشباب بان ما تقدمه الصحافة الالكترونية من معلومات يساهم في مكافحة المنظمات الإرهابية ويحد من خطورتها

 

 

التوصيات :-

1ـ إتباع أساليب تغطية أكثر جاذبية عند معالجة أخبار المنظمات الإرهابية

2ـ الاهتمام بردود القراء وتعليقاتهم علي المعلومات الواردة عن المنظمات الإرهابية و أنشطتها .

3ـ تخصيص صحفيين محددين وتدريبهم علي أساليب متابعة أنشطة المنظمات الإرهابية

4ـ زيادة اهتمام الإعلام المحلي بقضايا الإرهاب

5ـ إجراء المزيد من البحوث حول موضوع الإرهاب والإعلام .

 

 

 

 

المراجع :-

  1. كمال محمد المغربي – أسليب البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية – عمان – دار الثقافة للنشر والتوزيع ٍ- 2007م –  ص95
  2. احمد حسن الرفاعي – مناهج البحث العلمي – ص1 – عمان الأردن – دار وائل للنشر والتوزيع 1998م ص122 .
  3. عاقل فاخر-اسس البحث العلمي-بيروت –لبنان-دار اللم للملايين-1979-ص124

 

  1. المرج نفسه-ص 230

المحكمين :-

1/ الدكتور مكي محمد مكي – أستاذ الإعلام المشارك بجامعة وادي النيل – السودان

2/ البروفسور : مبارك يوسف محمد خير أستاذ الإعلام بجامعتي وادي النيل – السودان وجازان – المملكة العربية السعودية .

3/ الدكتور : مرتضي البشير عثمان أستاذ الإعلام المشارك بجامعة شندي – السودان .

4/  احمد حسن الرفاعي –مرج سابق ص123

 

5/ إبن عوف حسن إبن عوف – دور وسائل الإعلام السعودية في توعية الشباب من التطرف – بحث مقدم لمؤتمر الشريعة والقانون

والإعلام في مواجهة التطرف – جامعة الزرقاء الأردن – مارس 2016م

6/ أشرف فالح الزعبي وأحمد علي العنانية – دور شبكات  التواصل الاجتماعي (الواتس آب ) في نشر الإرهاب – طلبة الجامعات أنموذجا – بحث مقدم لمؤتمر الشريعة والقانون والإعلام في مواجهة الإرهاب – جامعة الزرقاء الأردن – مارس 2016م

7/ حسن السوداني –الارهاب في الفضائيات العربية-مجلة البحوث-تصدر عن اتحادات الاذاعات العربية-العدد السادس والستون-2008م

8/ محمد الراجحي – الصورة الذهنية لجماعة الأخوان المسلمين في الصحافة الالكترونية المصرية – بحث مقدم لمركز الجزيرة للدراسات – الدوحة – يونيو2014م .

9/ إيمان عبد الرحيم السيد الشرقاوي :- جدلية العلاقة بين الاعلام الجديد والممارسات الإرهابية – دراسة تطبيقية علي شبكات التواصل الاجتماعي – ورقة مقدمة لندوة دور العلام العربي في التصدي لظاهرة الارهاب – جامعة نايف للعلوم الامنية – الرياض 2014م .

10/ حسني عوض – أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدي الشباب – رسالة ماجستير غير منشورة – جامعة القدس – فلسطين – 2012م

11/ نعيم المصري – استخدامات الطلبة الجامعيين لمواقع التواصل الاجتماعي وأثرها علي وسائل الأعلام – ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر كلية الإعلام بجامعة اليرموك – الأردن 2010م .

12/ محمود محمد قلندر – مقدمة في الاتصال الجماهيري – تاريخ الاتصال ونظرياته – دار عزة للنشر – الخرطوم – 2004م – ص204 .

13/ المرجع نفسه ص199 .

 

 

جامعة الزرقاء

مؤتمر دور الشريعة والقانون والإعلام في مكافحة الإرهاب

 

مواقع التواصل الاجتماعي  ودورهافي رسم الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية لدى الطلاب السعوديين دراسة تطبيقية على عينة من طلاب جامعة جازان

 

 

 

 

 

 

 

إعداد

 

بروفيسور عبد النبي عبد الله الطيب النوبي

أستاذ الصحافة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية

بجامعة جازان قسم الصحافة والإعلام

 

 

 

 

 

 

 

abstract

The problem of the study is ” The Role of Social Communication Sites in drawing the image

of Terrorism Organizations to Saudi Students “. It is applied study for which the data is obtained from a group of students in Jazan University . The study questions are :

1)To what extent do Saudi Students depend on the means of social communication to reach information ?

2) What are the most sources on which they depend to reach information about terrorism organizations?

3)What image do they have about terrorism organizations which use social communication sites for proboganda ?

4) What kind of image about terrorism organizations shaped to Saudi students as a result of using social communication sites ?

The study objectives are :                                                                        1-To reveal the type of image  about terrorism organizations in Saudi students minds .

2-To know the relation between the use of social communication sites and the group’s image about terrorism organizations .

3-To know the students’ reactions towards the information about terrorism organizations from un known sources .

The study is a descriptive study aiming at reporting the characteristics of the relation of terrorism organizations and Saudi students . The study adopts the survey method . The questionnaire is used as a means of data collection , thirteen (13)questions are stated divided into four (4)parts .Ninety-one students (91) are chosen randomly to participate in this study .

The study most important results are :

1)The majority of Saudi students are using the social communication sites .

2)The majority of them depend on social communication sites in reaching the information .

3)The whatsApp comes in the front of the sites which the students use for knowing about terrorism organizations .

The study recommends :                                                                    

1)Designing social communication sites that support the moderate intellect.

2) Utilizing the facilities of the other mass media to raise the students awareness of the danger of using sites that are used by terrorism organizations .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مستخلص الدراسة

تمثلت مشكلة الدراسه في : دور مواقع التواصل الاجتماعى في رسم الصوره الذهنيه للمنظمات الارهابيه لدى الطلاب السعوديين . دراسه تطبيقيه على عينه من طلاب جامعة جازان . سعت الدراسة  للاجابة  على عدد من الاسئله :

  • ما درجة اعتماد الطلاب السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات ؟
  • ما اكثر المصادر التى يعتمد عليها الطلاب للحصول على المعلومات عن المنظمات الارهابيه؟
  • ما رؤية افراد العينة عن المنظمات الارهابيه التى تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى للدعايه ؟
  • ما نوع الصورة الذهنيه للمنظمات الارهابيه لدى الطلاب السعوديين والتى تكونت نتيجه لاستخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي ؟

اهداف الدراسه :

  • الكشف عن الصورة الذهنيه للمنظمات الارهابيه عند الطلاب السعوديين .
  • معرفة العلاقه بين استخدام مجتمع الدراسه لمواقع التواصل الاجتماعى والصوره الذهنيه للمنظمات الارهابيه لدى الطلاب .
  • الوصول الى تصرفات الطلاب الطلاب تجاه مايصلهم من معلومات من مجهولين عن المنظمات الارهابيه .

نوع الدراسة ومنهجها

تقع الدراسة ضمن الدراسات الوصفية التى تستهدف تقرير خصائص العلاقه بين الصورة الذهنيه للمنظمات الارهابيه والطلاب السعوديين . اتبعت الدراسة  المنهج المسحى واستخدم الاستبيان كاداه لجمع البيانات وتكونت الاستمارة من 13سؤالا قسمت لأربعه محاور . بلغ حجم العينه 91طالب.توصلت الدراسة الى عدة نتائج من أكثرها أهمية :

1)ارتفاع نسبة متابعي مواقع التواصل الاجتماعي بين الطلاب السعوديين

2) ان أغلبية أفراد العينة يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات.

3)اتى موقع الواتساب في طليعة المواقع التى يعتمد علبها الطلاب في الحصول على معلومات عن المنظمات الارهابيه .

اهم التوصيات :

  • إنشاء مواقع للتواصل الاجتماعي تدعم الفكر الوسطى.
  • الاستفادة من إمكانيات وسائل الإعلام الأخرى لتبصير الطلاب بخطورة استغلال المنظمات الارهابيه لمواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمـــــــة:

يلعب  الاتصال عموماً وبكل أشكاله وأساليبه، دوراً مهماً في إدراك وتعليم أفراد المجتمع بما يدور من أحداث في محيطه الداخلي والخارجي، وبفضل التطور الكبير في تقنيات الاتصال فإنّ الأفراد لم يعودوا مجرد متلقين سلبيين لما تبثه وسائل الإعلام، وإنما أصبحوا مشاركين بفاعلية في العملية الاتصالية.

وتؤكد كثير من الدراسات أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديث أصبحت تلعب دورا مهماً في بناء الصور والمعاني لدى الأفراد، وأصبحت كذلك المصدر المعلوماتي الأول لكثير من الناس. وذلك بسبب قوة إمكاناتها وطاقاتها، وإتاحتها لكثير من صور التفاعل المباشر السريع مع الأحداث.

وتشير التقارير إلى للاستخدام المتزايد للمنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر قدر من الجمهور, وذلك لما تتميز به هذه المواقع من بعد عن أشكال الرقابة التقليدية، وكذلك قدرة هذه المنظمات على إنشاء حسابات جديدة وبأسماء جديدة كلما قامت الدول بإغلاق الحسابات المعروفة.

أن هذا الاستخدام المفرط من قبل المنظمات الإرهابية لموقع التواصل الاجتماعي يحتم على الباحثين ضرورة الوقوف على الدور الذي تطلع به هذه المواقع في رسم الصورة الذهنية لتلك المنظمات

وتكاد الدراسات أن تتفق على أن المعلومات المتدفقة عبر وسائل الإعلام الجماهيري عموما تؤدي دوراً كبيراً في تكوين الصورة الذهنية وبناء المعاني.

وتؤكد نظرية ترتيب الأولويات، بعدما يزيد عن 500 دراسة أجريت خلال ما يزيد على الثلاثين عاماَ أن من أولويات الإعلام رسم الصورة الذهنية وتأطير وجهات نظر الناس(1).

إن المتابع لما تبثه وسائل الإعلام بشكلها التقليدي أو الحديث المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي، يصل – وفقاً لما ذكرنا – أن الطلاب في الجامعات وباعتبارهم من أكثر فئات المجتمع تفاعلاً مع وسائل التواصل الاجتماعي يصل لقناعة أن هذه الشريحة تملك من المعلومات قدراً كافيا يساهم بشكل فعال في تكوين صورة ذهنية للمنظمات الإرهابية في عقولهم. وبالتالي يكونوا بالفعل قد امتلكوا معلومات وأفكار وانطباعات  عن الجماعات الإرهابية تكون لديهم الجانب المعرفي عن المنظمات  الإرهابية، كما أنهم وعبر ما يصلهم من معلومات  يكون قد تكون لديهم الجانب الوجداني والسلوكي والإجرائي، وهذا  هوالجانب  الأخطر في تقديري في عملية تكوين الصورة الذهنية.

لقي مفهوم الصورة الذهنية انتشاراً واسعاً  في الفترة الأخيرة رغم قدم المصطلح نفسه، وذلك للدور الكبير الذي تؤديه  الصورة الذهنية في صياغة وتشكيل العلاقات بين البشر، سواء كانوا  أمماً وشعوباً  أو إفراداً وجماعات صغيرة.

والصورة الذهنية كما يعرفها الدكتور علي عجوة تعني : استحضار العقل أو التوليد العقلي لما سبق إدراكه بالحواس، وليس بالضرورة أن يكون المدرك مرئياً، وإنما يكون مسموعاً أو ملموساً(2).

وهذا الاستحضار أو التوليد للمدركات الحسية يبقى مجال اختلاف بين البشر، وذلك تبعاً لاختلاف تجاربهم الحياتية، ومداركهم العلمية، وسنوات عمرهم وخبرتهم.

ومن هنا جاءت مشكلة هذه الدراسة بتقصي عوامل تكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية لدى الطلاب السعوديين، وموقف الطلاب من المنظمات الإرهابية.

الإحسـاس بالمشــكلة البحثــية:

يقول مجموعة من الخبراء أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش استطاعت أن تطور إستراتيجية إعلامية، معتمدة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وان تلك التنظيمات لم تترك كبيرة ولا صغيرة في عالم التقنية إلا وطرقتها، وذلك لبث فيديوهات وأفلام دعائية تصور بتقنيات وجودة عالية تضاهي إنتاج كبرى شركات الإنتاج(1) وذلك كمحاولة لجذب اكبر قدر من الجمهور.

وما لفت نظر الباحث هو نقل القنوات الفضائية لتلك الصور، بقصد تبيان مدى الوحشية التي تمارس تلك المنظمات الإرهابية في مناطق سيطرتها، ولكن الخطورة هنا إنها تقدم خدمة مجانية لتلك المنظمات الإرهابية بان تجعل ما تشمله تلك الفيديوهات محل نقاشهم وحديثهم مما يساهم في خلق صورة ذهنية قابلة لطرفي المعادلة صورة سلبية لتلك المنظمات أو العكس تماماً

مشـــــكلة البحث:

مفهوم مشكلة البحث بصفة عامة هو سؤال له إجابات ( بدائل) متعددة، ونحن نقف في حيرة من عدم مقدرتنا على اختيار الإجابة الأفضل(2)

ومن هذا المفهوم ومع الاستخدام المكثف للمنظمات الإرهابية لوسائل التواصل الاجتماعي، تشعب الاحتمالات حول نتائج هذا الاستخدام.

فلو نظرنا إلى التقارير الي ما اعلنته الفيس بوك عن وجود 83 مليون حساب مزيف ضمن قاعدة حساباتها، وما أعلنته تويتر عن وجود 20 مليون حساب مزيف أيضا، يأتي الاحتمال من أن معظم هذه الحسابات بين يدي منظمات إرهابية احتمالا وادا بشكل كبير، وذلك للحيل الكبيرة  والكثيرة التي تستخدمها المنظمات الإرهابية للتخفي والبعد عن عيون الرقابة.

فتنظيم القاعدة مثلاً بعد أن علم أن اليويتيوب قامت بحظر أفلامه التي يبثها، أصبح يبث هذه الفيديوهات عشرات المرات وبمسميات مختلفة  ومن حسابات مختلفة.

وقد لجأت منظمات مثل داعش للاعتماد على تويتر كمنصة لعمله الإعلامي، وذلك لكون الموقع يتسم بالعمومية وإمكانية التدوين المباشر، وبث هذه التغريدات للوصول للأكبر عدد من المتلقين.

وبناء على ما سبق يمكن صياغة مشكلة في التساؤل الرئيس التالي:

ما الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب السعوديين ؟وما دور مواقع التواصل الاجتماعي في رسم تلك الصورة.؟

أهداف  الدراســـة

تتمثل أهداف الدراسة في مجموعة نقاط نبلورها في  فيما يلي

  1. التعرف على الخصائص الديومقرافية لمجتمع البحث.
  2. تحديد حجم و نوع تعرض أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي.
  3. رصد ابرز المواقع التي يتلقى منها أفراد العينة معلوماتهم عن المنظمات الإرهابية.
  4. الكشف عن نوع الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب السعوديين.
  5. معرفة العلاقة بين تعرض مجتمع البحث لمواقع التواصل الاجتماعي ، والصورة الذهنية لتك المواقع في أذهان العينة
  6. الوصول إلى تصرفات الطلاب تجاه ما يصلهم من معلومات من مجهولين عن المنظمات الإرهابية.

تساؤلات الدراسة

  1. ما درجة اعتماد الطلاب السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي عن الحصول على المعلومات ؟
  2. هل يمتلك الطلاب السعوديين معلومات كافية  عن المنظمات الإرهابية العاملة في المنطقة
  3. ما أكثر المصادر التي يعتمد عليها إفراد العينة للحصول على معلومات عن المنظمات الإرهابية ؟
  4. ما أكثر الأوقات التي يستخدم فيها أفراد العينة مواقع التواصل الاجتماعي.
  5. ما رؤية إفراد العينة عن المنظمات الإرهابية التي  تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لبث معلومات عن نفسها ؟
  6. ما نوع الصورة الذهنية عن المنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب السعوديين والتي تكونت نتيجة لتعرضهم لمواقع التواصل الاجتماعي؟

أهمية الدراســـــة:

تتبلور أهمية الدراسة في الآتي:

  1. ندرة الدراسات الإعلامية التي تناولت العلاقة بين تعرض الطلاب لمواقع التواصل الاجتماعي وتكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية.
  2. حاجة المكتبة الإعلامية العربية لدراسات ترصد العلاقة بين الإرهاب ومنظماته ومواقع التواصل الاجتماعي .
  3. أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وازدياد تعرض الطلاب لها، وبالتالي رصد آثارها والايجابية والسلبية علي الطلاب.

نوع الدراســة:

تنتمي هذه الدراسة إلى مصفوفة الدراسات الوصفية، والتي تستهدف تقرير خصائص ظاهرة معينة، أو موقف تغلب عليه صفة التحديد، وتعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالاتها، وتصل عن طريق ذلك لإصدار تعميمات بشان الموقف(1) حيث تستهدف هذه الدراسة رصد ظاهرة استخدام المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، والأثر الناتج عن هذا الاستخدام في تكوين صورة ذهنية في عقول الطلاب السعوديين.

منهج الدراســة:

منهج الدراســة

 

 

أداة جمع البيانات

اعتمد الدراسة على صحيفة استبيان مكونة من 13 سؤالا قسمت على 4 محاور، المحور الأول البيانات الديموقرافية، محور الاستخدامات، محور والاشباعات، ومحور لتقييم الأثر، وقد تم تحكيم الإستبانة من قبل ثلاثة محكمين*

و تم اختبار ثبات الإستبانة عن طريق طرحها على عينة صغيرة من مجتمع الدراسة ثم أعادت طرحها عليهم مرة أخرى بعد أسبوع،  وكانت نسبة الثبات 96.5%، وهي نسبة مطمئنة لنتائج الدراســــة.

مجتمع الدراســة:

يقصد بمجتمع الدراسة جميع أفراد أو جزئيات الظاهرة المقصود دراستها(1)،وبهذا فانّ مجتمع هذه الدراسة هم طلاب جامعة جازان في مرحلة البكالوريوس، في كل كليات الجامعة النظرية والتطبيقية.

عينة الدراســة:

تم اختيار عينة عشوائية بسيطة بلغ عدد أفرادها 191 فرداً.

وصف العينة من حيث نوع الكليات

جدول رقم (1)

نوع الكلية التكرار النسبة المئوية
نظرية 164 85.9%
تطبيقية 027 14.1%
المجموع 191 100%

يعود ارتفاع عدد طلاب الكليات النظرية لارتفاع  عددها بين كليات الجامعة، إذ تمثل تقريباً 57% من كليات الجامعة.

جدول رقم (2) يوضح عدد الطلاب من حيث المستوى (( الفصل الدراسي))

المستوى التكرار النسبة المئوية
الثالث 10 5.2%
الرابع 60 3.1%
الخامس 18 9.4%
السادس 28 14.7%
السابغ 34 17.8%
الثامن 95 49.7%
المجــــــــــــــــموع 191 100%

لم تتضمن العينة أي من طلاب المستويين الأول والثاني وذلك لان دراستهم تكون مفصولة فيما يسمي بالسنة الإعدادية، ويلاحظ ارتفاع النسبة بين طلاب المستوى الثامن وهو المستوى النهائي في معظم الكليات، وارتفاع نسبتهم يعطي مؤشر جيد لتفهمهم لطبيعة الاستبيان، وبالتالي صدقية الإجابات.

الدراسات السابقة:

انقسمت الدراسات السابقة  التي تم استعراضها لثلاثة أنواع، دراسات عالجت موضوع الإرهاب، وأخرى عالجت الصورة الذهنية وعوامل تكوينها، أما النوع الثالث من الدراسات فعالج قضية الإعلام الالكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بمد الطلاب بالمعلومات .

الدراسة الأولى: دراسة  قينات عبد الله الغامدي(1)

عالجت الدراسة المسببات التي تجعل الجمهور يتجه إلى  الإعلام الالكتروني، أكثر من اتجاهه للإعلام التقليدي، والنتائج التي تحدث نتيجة لذلك، كما عالجت قضية غياب الرقابة على الإعلام الالكتروني، وتعدد مصادر المعلومات مما يزيد من صعوبة التحكم في نوع الأثر المطلوب.

انقسمت االدراسة إلى قسمين القسم الأول اهتم بتحديد المفاهيم الأساسية ،وتثبيت الفوارق بين الإعلام التقليدي والإعلام الالكتروني، وأشكال وقوالب الإعلام الالكتروني، أما القسم الثاني من فاهتم بحصر الآثار المترتبة على الإعلام الالكتروني والاعتماد عليه.

وتوصلت الدراسة إلى انه يجب التفريق بين الإعلام الالكتروني وفنونه الخاصة وقنوات التواصل الاجتماعي، وهي قنوات حسب وصف الباحث لا تخضع لأي ضابط أو تنظيم ، مما تجعلها تحدث تأثيرات سالبة غالباً.

الدراسة الثانية : دراسة محمد الراجحي(1)

عالجت الدراسة مشكلة توظيف الصحافة الالكترونية في الصراع، والاستقطاب السياسي، و توظيفها في تشكيل صورة ذهنية ملونة لجماعة الأخوان المسلمين في مصر.

وقد سعت الدراسة لإظهار الأبعاد المعرفية والوجدانية والسلوكية للصورة الذهنية لجماعة الاخوان المسلمين في مصر.

تمثل مجتمع الدراسة في تحليل محتوى المواقع الالكترونية لثلاث صحف هي:الأهرام،المصري اليومي، الأهالي.

وقد اعتمدت الدراسة على العينة العشوائية المنتظمة عن طريق الأسبوع الصناعي، وبلغ حجم العينة 360 عدداً.

وقعت الدراسة في إطار الدراسات الوصفية، واتبعت منهج المسح التحليلي كأسلوب لوصف وتفسير الظاهرة.

توصلت الدراسة لنتائج أهما ، كثافة الرموز السلبية المستخدمة في الصحافة عينة البحث مما أدى لخلق صورة ذهنية سالبة عن الجماعة .

كما توصلت الدراسة إلى أن الأخبار التي كانت تبثها تلك الصحف الالكترونية معظمها أخبار مؤدلجة.

الورقــــة الثالثة: ورقــة علي بن شويل القرني(2)

جاءت الدراسة تحت عنوان العلاقة بين الإعلام والإرهاب، بعد أحداث 11 سبتمبر.

وقدمت االدراسة حقائق عن الإعلام العربي، وبينت أن الإعلام العربي ليس بيئة واحدة وإنما شتات وفقاً للبيئات العربية المختلفة .

وان هنالك اختلافا في الالتزام بالقيم المهنية، وكذلك التباين في تعامل وسائل الإعلام مع القضايا الدولية.

ثم حاول الباحث الإجابة عن السؤال الرئيس لبحث عن لماذا يعتمد الإرهاب على الإعلام؟ كذلك التمييز في استخدام المصطلحات بين لغة المؤسسات الرسمية ولغة المنظمات الإرهابية، وقدم نموذجاً لذلك الاختلاف.

ثم قدم تصورا للعلاقة الثلاثية بين الإعلام والإرهاب والحكومات.

وماذا يريد الإعلام في تغطيته للإرهاب؟ وقدم الباحث خلال ورقته حصراً لأنواع المنظمات الإرهابية وقسمها لمنظمات وطنية، متدينة، وإرهاب الدولة، والمنظمات اليسارية، المنظمات اليمينية، المنظمات الفوضوية.

وقدم بعد ذلك حصراً للعمليات الأكثر دموية في العالم،

الدراسة الرابعة: ورقة إيمان عبد الرحيم الشرقاوي(1):

تمثلت مشكلة الدراسة في الوقوف على طبيعة العلاقة الجدلية بين شبكات التواصل الاجتماعي كأحد أهم أشكال الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية التي تتم عبر تلك الشبكات من جهة وقيام المؤسسات الأمنية الحكومية بغرض الرقابة على هذه المواقع لتعقب أنشطة الجماعات الإرهابية من جهة أخرى.

وهدفت الدراسة إلى معرفة العلاقة الجدلية بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية.

انتمت الدراسة إلى نوعية الدراسات الاستكشافية الوصفية.

واعتمدت على صحيفة استبيان احتوت على 18 سؤال مقسمة ثلاث محاور، المحور الأول يتعلق باستخدام الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي – المحور الثاني تتناول الرقابة الأمنية على مواقع التواصل الاجتماعي – المحور الثالث تتناول سبل مكافحة الممارسات الإرهابية  باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

بلغ حجم العينة 119 مفردة.

وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها إجماع أفراد العينة بعدم تأثرهم بمقاطع الفيديو التي تحمل مقاطع إرهابية، اجمع أفراد العينة على ازدياد استخدام  المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، اجمع أفراد العينة على أن الفيس بوك أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما بين المنظمات الإرهابية – أجمعت الدراسة على أن الشباب  هم أكثر الفئات استخداماً في المنظمات الإرهابية.

الدراسة الخامسة: دراسة عادل ضيف الله(1)

تتعلق الدراسة بمعرفة الصورة الذهنية ودورها في تعزيز السلام الاجتماعي كمفهوم إنساني يستدعي آليات المجتمع في تكاملها جميعا لإيجاد طرائق تستخدم وسائل إنتاج هذه الصورة في اتجاهات السلام وبناء مفاصله.

وانطلقت الدراسة من الفرضية التالية : يفترض الباحث ان بناء الصورة الذهنية الصحيحة تخلق التوازن المطلوب وتساعد على تحقيق السلام الاجتماعي وبناء مفاصله، وتعمل الصورة السالبة على ربط أسباب الصراع، والصور الذهنية لمتعددة في ابسط أشكلها للاستعلاء الحضاري، وفي ذروتها الحرب والمواجهة.

وغطت الدراسة تحديد مفاهيم الصورة لذهنية، والسلام الاجتماعي، والتمثيل الثقافي، والاستعلاء الحضاري، ثقافة السلام.

وتوصلت الدراسة للنتائج التالية:

إنّ بناء الصورة الذهنية السالبة يحدد السلام العالمي والسلم الاجتماعي مما يستوجب النظر بعين الاعتبار لهذا الأمر.

أن الشعوب في تعاطيها مع بعضها البعض تحتاج إلى فرص متكافئة في تعزيز فرص التلاقي الثقافي.

تلعب وسائل الإعلام الجماهيري دورا كبيرا في إنتاج الصورة الذهنية السلبية منها والايجابية مما يؤكد ضرورة مراعاة دورها وتحليها بالمسؤولية.

وان رسم صورة ذهنية ايجابية يتطلب المصداقية وان ممارسة التزييف يلحق الضرر الكبير بالحقائق  ويضيع وقتاً كبيرا في إثبات الحقيقة.

الدراسة السادسة: دراسة عبد العزيز تركستاني(2).

قدمت الدراسة مدخلاً جديدا للتعامل مع الصورة الذهنية للمملكة تقوم على استثمار الفرص المتاحة مع زوار المملكة على مدار العام من خلال بلورة خطة عملية ميدانية لتفعيل أجهزة العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية والأهلية لتقوم بادوار محددة لبناء وتكوين الصورة الذهنية المرغوبة عن المملكة لدى الآخرين.

وقسم الباحث الورقة إلى قسمين:

  • مدخل نظري يدور حول العلاقة بين الصورة الذهنية والاتصال والثقافة، وذلك بتحديد العلاقة بين هذه المتغيرات باعتبار ان الصورة الذهنية هي مكون ثقافي,
  • مقترحات عملية حيث قام الباحث بتحليل مضمون البرامج الاتصالية لأجهزة العلاقات العامة بالمملكة لتأكيد ما اذا كانت تسهم فعلا في تكوين صورة ذهنية جيدة عن المملكة، وكيف يمكن استثمار الاتصال المباشر ووسائل الإعلام في تكوين الصورة الذهنية، كما قدم الباحث بعض التطبيقات العملية والبرامج الميدانية من أنشطة العلاقات العامة لبناء هذه الصورة الذهنية.

ودعت الورقة لتطوير التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث  في مجال البحوث والدراسات العلمية لتحسين صورة المملكة .

إجراء بحوث تقويمية لصورة المملكة العربية السعودية لدى ضيوفها، وتحديد مدى الرضي عن أداء المملكة في مختلف قطاعاتها

إجراء بحوث تقويمية منتظمة لمعرفة مدى تأثير الأنشطة الإعلامية في تكوين الصورة الذهنية.

الدراسة السابعة: دراسة حسن علوان(1):

يركز البحث على موضوع الإرهاب في الفضائيات العربية، تناول الدراسة الشكل والمضمون للأفلام المثيرة التي تعرضها هذه الفضائيات للأفراد والجماعات المروجة للإرهاب، حيث أن عدد من الفضائيات توقع المشاهد في شرك نفسي وعقلي لا يقدر معه الإنسان على الفصل والتمييز بين الواقع والوهم أو بين الحقيقة والخيال.

وتمثلت مشكلة الدراسة في السؤال هل الصورة الذهنية للتنظيمات المسلحة روجت من خلال  ما عرضته من أفلام للقائمين بالإرهاب ؟

عينة الدراسة: تمثلت عينة الدراسة في اختيار مائة وخمسين فلماً وبرنامجاً تم جمعها بصورة عمديه.

واتبع الباحث أسلوب تحليل المضمون بشقيها الكمي والكيفي لتحليل الأفلام عينة البحث.

وتوصلت الراسبة لعدد من النتائج أهمها:

إن 93.3% من الأفلام عينة الدراسة قد أنتجتها المنظمات الإرهابية بنفسها مما يعكس اهتمام تلك المنظمات بالرسائل الموجهة للمتلقي.

إن المنظمات الإرهابية توفر إمكانات كبيرة لإنتاج الأفلام المبثوثة عبر القنوات، وان تلك القنوات تختار أوقاتاً مهمة لبث  تلك الأفلام، والترويج للأوقات البث مما يخلق نوعا من التشويق.

امتازت الأفلام بالبناء الفيلمي الفنية من حيث توفير بداية ووسط ونهاية وموسيقى تصويرية  مما وفر لها تأثير على المتلقي.

التعقيب على الدراسات السابقة

بعد استعرض الدراسات السابقة نلاحظ أن معظم الدراسات تركز على الإرهاب هو خروج عن المفهوم القيمي للمجتمع، وان المنظمات الإرهابية أو القنوات الفضائية او المواقع الكترونية كل يقدم معلومات تساهم في التعريف بالإرهاب وبالتالي التحكم في الصورة الذهنية، وان المنظمات الارهابية استغلت المواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي للوصول للأكبر قدر من الجمهور المستهدف.

وقد تشابهت الدراسة التي أقدمها مع معظم الدراسات السابقة في الهدف، وأداة جمع البيانات وطريقة اختيار العينة .

وتميزت عنها في الجمهور موضع الدراسة وشمول استمارة الاستبيان لمحاور لم تشملها استمارات الاستبيان في الدراسات السابقة.

كما ن الدراسة ركزت بشكل أساسي على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها الأكثر استخداما بين الشباب والطلاب.

النظريات المفسرة للدراسة

اعتمدت هذه الدراسة في التاطير النظري لها على النظريات التالية:

  • نظرية الاستخدامات والاشباعات

اهتمت نظرية الاستخدامات والاشباعات بدراسة الاتصال الجماهيري دراسة وظيفية منظمة وذلك لتأكيد أن الجماهير تمتلك تجاه ما تبثه وسائل الإعلام، وهذا على عكس ما كان سائدا في نظريات الإعلام في أربعينات القرن الماضي والتي تنظر للجمهور كعنصر سلبي، يصدق كل ما تبثه سائل الإعلام(1).

وتعتمد نظرية الاستخدامات والاشباعات على مفاهيم علم النفس وعلم النفس الاجتماعي، وتتجه إلى استعمال الناس لأجهزة الإعلام من منظور الفوائد التي يجنيها الأفراد من استعمال تلك الأجهزة(1) .

وحسب الياهو كاتز وهر برت بلومر وقوير فتش فان منظور الاستخدامات والتشبع ينبني على ما يلي:

  1. وجود أسباب نفسية واجتماعية تؤدي لتولد حاجات Needs عن أفراد المجتمع.
  2. تعود أفراد المجتمع على احتواء قنوات الاتصال الجماهيري على مواضيع مساعدة على إشباع تلك الحاجات ذات البعد النفسي والاجتماعي.
  3. تؤدي تلك الحاجات وذلك التعود على التوقع Expectation كما عند الأفراد ولوجود موارد ومواضيع في تلك الأجهزة الاتصالية تمكن من إشباع تلك الحاجات.
  4. تعرض الأفراد لقنوات الاتصال أساس فرادى ورغبة لإشباع تلك الحاجات.
  5. حدوث إشباع للتوقعات والحاجات من خلال ذلك التعرض

وبناء على ما تقدم فان الباعث الأساس للتعرض لوسائل الإعلام هو ما يسميه (( روبن)) بالدوافع(2) والذي قسمها لقسمين:

  • الدوافع المنعية وتعني الحاجة لاختبار وسيلة اتصالية معينة، ولرسالة إعلامية معينة لإشباع حاجات المعرفة، التعلم، فهم الواقع، التعامل مع المشكلات.
  • الدوافع الطقوسية: وهي دوافع يعتاد عليها الأفراد بدون تخطيط سابق غالباً، مثل الحاجة إلى التسلية والمتعة والهروب من الروتين والاسترخاء والصداقة.

واستفاد الباحث من مسلمات هذه النظرية في معرفة الدوافع التي تجعل عينة البحث تتجه لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة والاشباعات التي تحققت لهم من هذا التعرض، وما إذا كان لتلك والاشباعات علاقة بتكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب عينة الدراسة. وذلك عن طريق المعلومات التي يتلقونها من مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعودهم على استخدامها.

  • نظرية التــسويق الاجتماعــــــــي والسياســـــي (( الإقنــــاع))

تعتبر نظرية التسويق السياسي والاجتماعي من النظريات الحديثة والتي لاقت قبولا كبيرا بين الباحثين في مجال الإعلام.

وتقوم النظرية بتوظيف نتائج بحوث الإقناع وانتشار المعلومات في إطار حركة النظم الاجتماعية، والاتجاهات النفسية بما يسمح بانسياب المعلومات وتأثيرها من خلال وسائل الإعلام.

وضع الأساس لهذه النظرية الباحثان بارني ودافيس، وقد اهتم الباحثان بتحديد المداخل والأساليب التي يستخدمها القائم بالاتصال لتحقيق أهدافه.

وهذه المداخل هي(1):

  1. طرق أو وسائل لإغراء المتلقين لأدراك موضوعات الحملة أو شخصياتها.
  2. طرق تصويب المرسل أو استهداف الرسائل لفئة معينة.
  3. طرق أو وسائل لتدعيم الرسائل الموجهة للجمهور المستهدف.
  4. طرق غرس الصورة الذهنية والانطباع عن الناس موضع الحملة.
  5. طرق إثارة اهتمام المتلقين أو إغراءهم بالحث عن المعلومات.
  6. طرق إثارة الرغبة في اتخاذ القرار بعد الإقناع .

وتقول النظرية انه يمكن تحقيق الأهداف عن طريق استخدام الاستمالات العاطفية: استخدام الرموز، الاستشهاد بالآيات والأحاديث، وغير ذلك مما يثير العواطف، و الاستمالات العقلانية وتقوم على تفنيد الحجج والاستشهاد بالأرقام، و استمالات التخويف والتي تقوم على إثارة مخاوف المتلقي(2) .

والواقع أن التنظيمات الإرهابية قد استفادت كثيرا من تطبيقات هذه النظرية في رسم صورتها الذهنية والوصول لعقول الجمهور المستهدف.

التحديد الإجرائي لمفاهيم البحث

وعليه وبناءا علي ما تم استعراضه من دراسات سابقة ونظريات مفسرة فان الباحث ينحاز للتعريفات الإجرائية التالية:-

  1. المنظمات الإرهابية يعني بها الباحث الجماعات المنظمة تحت اسم محدد وتمارس نشاطا فكريا أو سياسيا وتسعي لفرض هذ الفكر باستخدام عمدي منظم لأدوات ووسائل لتصنع الخطر والرعب الذي يهدد سلامة الدول ويعرض حياة الأفراد والجماعات والممتلكات الخاصة والعامة للخطر.
  2. الصورة الذهنية
  3. يقصد الباحث بالصورة الذهنية بانها مفهوم عقلي يشيع بين الافراد والجماعات في مجتمع معين لتشير لموقف هولاء الافراد وتلك الجماعة من شخص او نظام او طبقة او فكرة .

 

 

 

.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحليل وتفسير البيانات

جدول رقم (3) يوضح درجة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار والمعلومات

هل تتابع وسائل التواصل الاجتماعي ؟

الفئة التكرار النسبة المئوية
نعم 186 97%
لا 5 3%
المجمـــــــــــــــــوع 191 100%

ومن خلال الجدول يتضح لنا ارتفاع نسبة الطلاب الذين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار بشكل كبير وبذا نستنتج إنها مصدر اساسي من مصادر تكوين الصورة الذهنية لديهم.

جدول رقم (4) يوضح معلومات الطلاب عن المنظمات الإرهابية

هل لديك معلومات كافية عن المنظمات الإرهابية

الفئة التكرار النسبة المئوية
نعم 120 64%
لا 71 36%
المجمــــــــــــــــــــــــوع 191 100%

ومن خلال هذا الجدول يتضح لنا أن غالبية أفراد العينة يمتلكون معلومات كافية عن المنظمات الإرهابية، ولما كانت مواقع التواصل الاجتماعي مصدر مهم من مصادر الأخبار لديهم حسبما يوضح الجدول رقم (3) فإننا تستنتج أن وسائل التواصل الاجتماعي مصدر رئيسي من مصادر معلومات الطلاب عن المنظمات الإرهابية.

جدول رقم (5) يوضح أسباب عدم اهتمام جزء من أفراد العينة بأخبار المنظمات الإرهابية

الفئة التكرار النسبة المئوية
عدم اهتمامي بالموضوعات السياسية 34  46 %
مثل هذه الموضوعات لا تهمتي كثيراً 16 23 %
لم تتأثر المنطقة التي اسكنها بأي أحداث إرهابية 10 11 %
انشغالي بموضوعات أخرى 11 16 %
المجمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع 17 100%

جاء  عدم الاهتمام بالسياسة كأهم متغير بجعل شريحة أفراد العينة التي لا تمتلك معلومات عن المنظمات الإرهابية في المقدمة وبنسبة عالية بلغت (46% )) بينما تقاربت النسبة بين المتغيرات الأخرى المانعة من الاهتمام ومعرفة المنظمات الإرهابية

جدول رقم (6- أ ) متابعي الفيس بوك

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 50  46.1 %
أحياناً 37   33 %
أبداً 33 20.9 %
المجمـــــــــــــــــوع 110 100%

ارتفعت نسبة الذين يعتمدون على الفيس بوك كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية  بنسبة46%وهذا يتفق مع ارتفاع نسبة متابعي الفيس بوك في الدراسات السابقة التي استعرضناها، بينما تقاربت نسبة الذين يتابعون الفيس بوك أحيانا و أبداً

 

جدول رقم (6 – ب) متابعي تويتر

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 43 33 %
أحياناً 36  52.9 %
أبداً 14 14.1 %
المجموع 120 100 %

نلاحظ أن أغلبية أفراد العينة يعتمدون أحيانا على تويتر كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية  بنسبة بلغت 52,9%عكس الحال في الفيس بوك.

جدول رقم (6- ج ) متابعي الواتس آب

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 97 77%
أحياناً 09 9.9 %
أبداً 14 13.1 %
المجموع 120 100 %

ارتفعت بشكل ملحوظ نسبة من يعتمدون على الواتساب كمصدر لمعلوماتهم عن المنظمات الإرهابية وشكلوا الغالبية العظمى من العينة بنسبة77%، ولعل هذا يعود إلى سهولة استخدام الوات ساب وسهولة تحميل الفيديو عليه، والمعروف أن المنظمات الإرهابية تعتمد بشكل كبير على الفيديو في توصيل المعلومات عنها.

جدول رقم (6 – د ) متابعي  الانستقرام

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 24 21.5 %
أحياناً 39 30.9 %
أبداً 57 47.6 %
المجموع 120  100 %

من الجدول أعلاه يتضح أن الانستقرام ليس الوسيلة المفضلة لدى أفراد العينة التي يعتمدون عليها في الحصول على المعلومات عن المنظمات الإرهابية .

جدول رقم (6 – هـ) متابعي الاسناب شات

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 15 7.9 %
أحياناً 19 9.9 %
أبداً 96 82.2 %
المجموع 120 100 %

أيضاً لم يكن الاسناب شات مصدرا أساسيا للمعلومات فعدد من لا يتابعون الاسناب شات ا بدا يمثلون 82.2 % من أفراد العينة .

وعليه وبناء علي الجداول(6-ا-ب-ج-د-ه-و)ياتي الوات ساب في المرتبة الاولي من بين وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها الطلاب في الحصول علي المعلومات عن المنظمات الإرهابية وذلك بنسبة 77% ثم يليه في الترتيب الفيس بوك بنسبة 46,1% ثم تويتر بنسبة 33% وذلك للاعتماد الدائم.

أما من حيث الاعتماد أحيانا فيأتي تويتر في المرتبة الأولي بنسبة بلغت 52,9%، ثم الفيس بوك بنسبة بلغت 33%.

 

 

جدول رقم (7) يوضح أوقات متابعة مواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
الصباح 2  1 %
منتصف النهار 34  23 %
المساء 84  47.6 %
طوال النهار 46 28.3 %
المجموع 186 100 %

حازت متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بالمساء على النسبة الأعلى وذلك بنسبة 47.9 % وهذا يتطابق مع كل الدراسات التي تناولت متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، كما يتناسب مع ظروف العينة وهم من الطلاب لذلك نلاحظ قلة متابعتهم لمواقع التواصل الاجتماعي صباحاً أو في منتصف النهار.

جدول رقم (8) يوضح موقف أفراد العينة من استغلال المنظمات الإرهابية  لمواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 68 35.6 %
أوافق إلى حد ما 67 35.1 %
لا أوافق 56 29.3 %
المجموع 191 100 %

وافقت لحد ما عينة  البحث على أن مواقع التواصل الاجتماعي مصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية وذلك بنسب متقاربة (( 35.6 %  –  35.1 % )) أي أن غالبية أفراد العينة يحصلون على أخبار المنظمات الإرهابية من مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني مساهمة هذه الأخبار  في تكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية.

جدول رقم (9) يوضح نوع المعلومات عن  المنظمات الإرهابية  التي يكون مصدرها  لمواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
مؤيد لتلك المنظمات وداعمة لها 14 7.3 %
معارضة لتك المنظمات وداعية لحربها 120 71.2 %
محايدة ولا تتضمن أي توجيه 57 22.5 %
المجموع 191  100 %

من خلال الجدول ارتفعت نسبة الأخبار المعارضة للمنظمات الإرهابية وبنسبة كبيرة جدا بلغت ا71.2 % من أفراد العينة مما ساهم في احتمال تكوين صورة سالبة عن المنظمات في أذهان الطلاب السعوديين.

جدول رقم (10) يوضح اثر المعلومات التي يتلقاها الطلاب عن لمواقع التواصل الاجتماعي على صورتها الذهنية

الفئة التكرار النسبة المئوية
تصبح محل اهتمام الطلاب 12 16.8 %
محل نبذ ورفض 113 63.35 %
يجعل الطلاب يتعاطفون اكثر 66 23.5 %
المجمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع 191 100 %

من الجدول يتضح أن ما يتلقاه الطلاب من معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجعل المنظمات محل رفض ونبذ، وهذا يعني ان الصورة الذهنية للمنظمات الارهابية سلبية لدي الطلاب

جدول رقم (11) يوضح أكثر  لمواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم معلومات عن المنظمات الإرهابية.

الفئة التكرار النسبة المئوية
الفيس بوك 47 24.6  %
الواتس اب 75 39.3  %
تويتر 65 37  %
الانستقرام 2 1.0 %
الاسناب شات 0 0.0 %
البلاك بيري ماسنجر 0 0.0 %
المجموع 191 100 %

نلاحظ تطابق النسبة هنا مع نسبة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي التي اوضخهها الجدول رقم 6 (1 – ه )  وبهذا فان الوات ساب هو المصدر الأساسي للمعلومات عن المنظمات الإرهابية.

 

 

 

 

جدول رقم (12) يوضح معايير المعلومات التي يتلقاها أفراد العينة عن المنظمات الإرهابية.

الفئة التكرار النسبة المئوية
تتجاهلها 107 56 %
ترد عليها 21 11  %
تحولها للاصطفاء 10 5.2  %
تمسحها نهائياً 53 27.7 %
المجمـــــــــــــــوع 191 100 %

يتضح من الجدول أعلاه أن رسائل المنظمات الإرهابية التي تصل إلى الطلاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجد الرفض، إذ 56 % من إفراد العينة تتجاهلها، بينما 27.5 % من أفراد العينة تمسحها نهائياً مما يعني أن صورة المنظمات الإرهابية مرفوضة لدى الطلاب السعوديين. وهذا ايضا يؤكد الصورة السالبة للمنظمات الإرهابية

جدول رقم (13 – أ ) يوضح رؤية الطلاب في كيفية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي  لمحاربة الإرهاب. (بردك علي كل المعلومات المؤيدة للمنظمات الإرهابية)

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 49 25.7 %
أوافق إلى حد ما 27 14.6 %
لا أوافق 115 60.2  %
المجموع 191  100 %

تواجه الدعوات التي تصل للطلاب بالانضمام إلى المنظمات الإرهابية او تأييدها بالفرض، حيث يرى 60.2 % لا يوافقون على ذلك.

جدول رقم (13 – ب ) إنشاء مجموعات (( قروبات)) مفتوحة لنشر الفكر الوسطي المعتدل

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 101 52.9  %
أوافق إلى حد ما 11 16.2 %
لا أوافق 59 30.9 %
المجموع 191 100%

ترى العينة ان أسلوب إنشاء قروبات (( مجموعات))  تدعو للفكر الوسطي المعتدل هو الأسلوب الأمثل، حيث بلغت نسبة من وافقوا 52.9 % والذين ابدوا موافقة اقل 16.2 % مما يعني أن أفراد العينة يوافقون على هذا المقترح.

جدول رقم (13 – ج ) مراقبة وإغلاق  المواقع الداعمة للمنظمات الارهابية.

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 168 88 %
أوافق إلى حد ما 5 2.6  %
لا أوافق 18 9.4  %
المجموع 191 100%

وعليه وبناء على الجداول: أ ،ب، ج ،د، ه، و، يأتي  الواتس اب الوسيلة الأولى التي يعتد عليها أفراد العينة في الحصول على المعلومات بنسبة بلغت 77 % يليه في الترتيب الفيس بوك بنسبة 46.1 % ثم تويتر بنسبة 33% وذلك للاعتماد  الدائم

أما من حيث الاعتماد احياناً فيأتي تويتر في المرتبة الأولى بنسبة بلغت 52.9 % ثم الفيس بوك بنسبة بلغت 33 %.

 

جدول رقم (13 – ه ) استغلال وسائل الإعلام الأخرى للتبصير بخطورة استغلال المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق. 125 56.4 %
أوافق إلى حد ما. 44 23  %
لا أوافق. 32 11.6 %
المجمـــــــــــــــوع 191 100%

رأى أفراد العينة انه يمكن استغلال وسائل الإعلام الأخرى لتبصير المجتمع  الطلاب بخطورة ما يصلهم من معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن المنظمات الإرهابية والدعوة لتأييدها أو الانضمام إليها، حيث وافق 56.4 % من أفراد العينة على هذا الإجراء، ووافق لحد ما 23 % مما يعكس التأييد الكبير الذي تجده هذه الخطوة.

جدول رقم (13 – و ) عدم الموافقة على طلبات الصداقة من الأشخاص المجهولين غير المعروفين لديك

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق. 159 83.2  %
أوافق إلى حد ما. 19 9.9   %
لا أوافق. 13 6.9   %
المجمــــوع 191 100%

يوافق وبشكل حاسم أفراد العينة على ان خطوة عدم الموافقة على انضمام الأشخاص المجهولين تمثل تحجيما لتمدد المنظمات الإرهابية وكبح جماحها، فقد وافق منهى هذا الإجراء 83.2 % من أفراد العينة، بينما وافق عليه لحد ما 9.9 %

النتائج:

  1. كشفت الدراسة ارتفاع نسبة الطلاب الذين يعتمدون بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وبلغت النسبة 97 % من أفراد العينة.
  2. أكدت الدراسة أن غالبية أفراد العينة تمتلك معلومات عن المنظمات الإرهابية بنسبة 64 % من أفراد العينة، ولما كان معظم أفراد الدراسة يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار، فان هذا يؤكد أن نسبة 64 % من أفراد العينة قد جمعوا معلوماتهم عن المنظمات الإرهابية من مواقع التواصل الاجتماعي.
  3. بينت الدراسة أن السبب الأساسي لعدم معرفة الطلاب السعوديين الذين لا يمتلكون المعلومات المنظمات الإرهابية يعود إلى أن أفراد العينة ليس لديهم اهتمام بالموضوعات السياسية وبلغت نسبة هؤلاء 46 %، تلاهم الذين لا يولون مقل هذه الموضوعات اهتماماً في المرتبة الثانية بنسبة بلغت 23 % من أفراد العينة.
  4. توصلت الدراسة إلى أن الواتس اب ياتي في المرتبة الأولى بين مواقع التواصل الاجتماعي يتابعها الطلاب بنسبة 77 %، يليه في الترتيب الفيس بوك 46 % ثم تويتر في المرتبة الثالثة، وذلك من حيث الاعتماد الدائم للحصول على المعلومات عن المنظمات الإرهابية، أما من حيث الاعتماد أحياناً فيأتي تويتر في المرتبة الأولى بنسبة 52.9 % ثم الفيس بوك بنسبة 33 %
  5. كشفت الدراسة أن الوقت المفضل للطلاب لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي هو أن المساء هو الوقت المفضل   وذلك بنسبة 46.6 % وهو وقت يتناسب مع ظروف الطلاب الدراسية.
  6. بينت الدراسة أن أفراد العينة يوافقون بنسبة 35.6 % ويوافقون لحد ما بنسبة 35.1 % وبذا يكون اغلب الطلاب مقتنعون أن المنظمات الإرهابية تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لتوصيل معلومات عن نشاطها.
  7. أكدت الدراسة السعوديين يعارضون بشكل حاسم المنظمات الإرهابية مما يعني أنهم يمتلكون صورة سالبة عن المنظمات الإرهابية، ولعل ذلك يعود إلى لكثافة الحملة التي تشنها المملكة السعودية للمنظمات الإرهابية، وبذا يتماشى موقف الطلاب مع موقف بلادهم.
  8. كما أكدت الدراسة أيضاً أن المنظمات الإرهابية ونتيجة للصورة الذهنية السالبة فان المنظمات محل نبذ ورفض من الطلاب وبنسبة بلغت 63.4 % من أفراد العينة.
  9. كشفت الدراسة أن ترتيب مواقع التواصل الاجتماعي في مجال نقلها الأخبار تأتي كالتالي:

المرتبة الأولى: الوات ساب بنسبة 39.3 %

المرتبة الثانية  تويتر بنسبة   34 %

المرتبة الثالثة: الفيس بوك بنسبة 24.6 %

أما باقي مواقع التواصل الاجتماعي فقد تذيلت القائمة وبنسبة  صفر في نقل أخبار المنظمات الإرهابية وذلك حسب الجدول ((11))

  1. وحول ردة فعل الطلاب تجاه الأخبار التي تصلهم عن المنظمات الإرهابية فقد بينت 56% من أفراد العينة تجاهلها، بينما بينت 27.7 % إنهم يمسحونها تماماً وهذا تأكيد على سلبية الصورة الذهنية للمنظفات الإرهابية .
  2. وحول رؤية الطلاب لأفضل الأساليب لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة المنظمات الإرهابية.
  • رأى 60.2 % تجاهل المعلومات التي تأتيهم من المنظمات الإرهابية وعدم الرد على رسائلهم.
  • موافقة أفراد العينة وبنسبة بلغت 52.9 % من أفراد العينة على إنشاء قروبات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكر الوسطي.
  • دعا أفراد العينة وبأغلبية ساحقة بلغت 88 % إلى مراقبة وإغلاق المواقع الداعمة للمنظمات الإرهابية، وذا يتماشى مع سياسة الدولة التي تدعو لمحاربة الفكر المنحرف.
  • وافق معظم أفراد العينة وبنسبة بلغت 8.38 % على خطر الأشخاص الذين يرسلون رسائل داعمة للإرهاب.
  • يرى 56.4 % انه يمكن استغلال وسائل الإعلام الأخرى للتبصير بخطورة استغلال المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تأتي غير مباشرة
  • أكد 83.2 % من أفراد العينة أن عدم الموافقة على طلبات الصداقة من الأشخاص المجهولين والقروبات المجهولة أسلوب مناسب لمحاربة المنظمات الإرهابية.

وبصورة عامة يمكن أن نقول أن الصورة الذهنية سلبية في أذهان الطلاب السعوديين، رغم تأكيد الدراسة اعتماد الطلاب بشكل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية

التــوصيــــات:

  • رأى 60.2 % تجاهل المعلومات التي تأتيهم من المنظمات الإرهابية وعدم الرد على رسائلهم.
  • موافقة أفراد العينة وبنسبة بلغت 52.9 % من أفراد العينة على إنشاء قروبات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكر الوسطي.
  • دعا أفراد العينة وبأغلبية ساحقة بلغت 88 % إلى مراقبة وإغلاق المواقع الداعمة للمنظمات الإرهابية، وذا يتماشى مع سياسة الدولة التي تدعو لمحاربة الفكر المنحرف.
  • وافق معظم أفراد العينة وبنسبة بلغت 8.38 % على خطر الأشخاص الذين يرسلون رسائل داعمة للإرهاب.
  • يرى 56.4 % انه يمكن استغلال وسائل الإعلام الأخرى للتبصير بخطورة استغلال المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تأتي غير مباشرة
  • أكد 83.2 % من أفراد العينة أن عدم الموافقة على طلبات الصداقة من الأشخاص المجهولين والقروبات المجهولة أسلوب مناسب لمحاربة المنظمات الإرهابية.

وبصورة عامة يمكن أن نقول أن الصورة الذهنية سلبية في أذهان الطلاب السعوديين، رغم تأكيد الدراسة اعتماد الطلاب بشكل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

  1. –ابراهيم الميفيني: شبكات التواصل الاجتماعي منصة داعش الافتراضية ومغناطيس الشباب-مقال-صحيفة الغد-عمان الاردن 11 شباط 2016
  2. ايمان عبدالرحيم السيد الشرقاوي: جدلية العلاقة بين الاعلام الجديد والممارسات الارهابية-دراسة تطبيقية علي شبكات التواصل الاجتماعي-ورقة مقدمة لندوة دور الاعلام العربي في التصدي لظاهرة الارهاب-جامعة نايف الامنية- الرياض 2014
  3. حسن علوان-موضوع الارهاب في الفضائيات العربية-اطروحة دكتوراة –غير منشورة-الاكاديمية العربية-الدنمارك-2008
  4. حسن عماد مكاوي-ليلي حسين-الاتصال ونظرياته المعاصرة-الدار المصرية اللبنانية-القاهرة -1998
  5. سمير محمد حسين-بحوث الاعلام الاسس والمبادئ –القاهرة- -عالم الكتب-1976
  6. مصطفي النمر- غادة البطريق-المدخل الي الاتصال بين الاعلام التقليدي والاعلام الجديد-مكتبة المتنبي –الرياض-2016
  7. محمود قلندر-مقدمة في الاتصال الجماهيري-دار عزة للنشر والتوزيع –الخرطوم 2003
  8. محمد الراجحي-الصورة الذهنية لجماعة الاخوان المسلمين في الصحافة الالكترونية المصرية-ورقة مقدمة لمركز الجزيرة للدراسات –الدوحة –يونيو 2014
  9. محمد بن عبدالعزيز الحيزان-البحوث الاعلامية-اسسها –اساليبها –مجالاتها-مطبعة –سفير- الرياض-2010
  10. محمود عبدالفتاح حافظ الصيرفي-البحث العلمي-الدليل التطبيقي للباحثين- دار وائل-عمان-2001
  11. عاطف عدلي العبد- الاعلام وثقافة الطفل-دار المعارف-القاهرة-1995
  12. علي عجوة-العلاقات العامة بين النظرية والتطبيق-عالم الكتب – القاهرة-2001
  13. عبد الباسط محمد حسين- اصول البحث الاجتماعي-مكتبة مدبولي-القاهرة 1991
  14. علي بن شويل القرني-العلاقة بين الاعلام والارهاب-ورقة مقدمة للدورة التدريبية عن الاعلام ودوره في التصدي للارهاب—جامعة نايف للعلوم الامنية-2005
  15. عادل ضيف الله-دور الصورة الذهنية في تعزيز السلام الاجتماعي-ورقة علمية غير منشورة-كلية الموسيقي والدراما-جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا –الخرطوم –بدون تاريخ
  16. عبدالعزيز تركستاني-دور اجهزة العلاقات العامة في رسم الصورة الذهنية للمملكة العر بية السعودية-دراسة مقدمة للمنتدي الثاني للجمعية السعودية للاعلام والاتصال-اكتوبر 2004
  17. فلاح عامر الدهمشي-الاتصال –اسسه ووسائله ونظرياته-مكتبة المتنبي-الرياض- 1435
  18. قينان عبدالله الغامدي-التوافق والتنافر بين الاعلام التقليدي والاعلام الالكتروني- ورقة بحثية مقدمة الي ندوة الاعلام والامن الالكتروني-جامعة نايف للعلوم الامنية –الرياض-مايو 2012

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة الشارقة

كلية الاتصال

 

مؤتمر أخلاقيات الاعلام وقوانينه في دول مجلس التعاون الخليجي

 

التزام الصحفيين السعوديين العاملين بالصحف الالكترونية بالضوابط الاخلاقية للنشر الصحفي .

 

 

 

 

 

 

 

 

إعداد

برفسور : عبدالنبي عبدالله الطيب النبوي

استاذ الصحافة بكلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة جازان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمـــــــة :

مع انتشار وتمدد الصحافة الالكترونية ومع قدرتها العالية للوصول لأكبر عدد من القراء  ومع اعتمادها على مصادر غير تقليدية انتبه الباحثون والمشتغلون بالأعلام والمشروعون وقادة المجتمع لخطورة ما ينشر في تلك الصحافة .

وتسأل هؤلاء هل القوانين الاعلامية ومواثيق الشرف الصحف الاخلاقية ومواد القوانين العام تشكل ضوابط لتحديد النشر في الصحافة الالكترونية ؟.

والملاحظ ان المادة المنشورة على مواقع الصحافة الالكترونية تعطي احداثاً تمس الدولة واجهزتها واخرى تمس المجتمع بصورة عامة وخصوصية الافراد في بعض الاحيان .

ومن الملاحظ ان المواد المنشورة بحق الافراد تجد الرصد والمتابعة من اصحابها ، والذين يعملون على رد حقوقهم ، ولكن تغيب كل هذه الخطوات في حال مس ذلك النشر حقوق المجتمع ، فيضعف تطبيق القوانين والمواثيق وتقل متابعة تنفيذ الاحكام مما يتوجب معه تفعيل قابلية العاملين في تلك الصحف للالتزام بضوابط النشر الصحفي .

ان حقيقة ماثلة للعيان وتبدو جلية من المتابعة الدقيقة لما ينشر بشكل يومي يقود الى حقيقة ان ما ينشر من المواد المخالفة لطبيعة المجتمع في ازدياد مما يعني ازدياد الخطر علي سلامة وامن المجتمع .

وهذا الوضع يضع على عاتق الصحافة الالكترونية والعاملين فيها عبء كبير في المحافظة على قيم المجتمع وأمنه وسلامته وذلك بضرورة الالتزام بضوابط النشر .

وتجئ هذه الدراسة للتعرف على مدى التزام الصحافة السعودية الالكترونية بالضوابط الاخلاقية والقانونية للنشر وذلك باستجلاء راي العاملين في تلك الصحف عن مدى التزام ومراعات الصحفيين  للقوانين والضوابط المنظمة للنشر الصحافي في المملكة العربية السعودية .

مشــكلة الدراســــــة :-

أ- الاحساس بالمشكلة .

جاء الاحساس بهذه المشكلة من خلال متابعة الباحث لوسائل الاعلام السعودية خاصه الصحافة الالكترونية والتي تشهد انتشاراً واسعاً في المملكة العربية السعودية.

ويتعاظم أثرها بالمتابعة العالية التي لاحظها الباحث من خلال عدد مرات قراءة الموضوع الواحد في أي صحيفة إلكترونية .

ومن خلال عدد الاشخاص الذين يقومون بزيارة مواقع تلك الصحف .

وكذلك من خلال التغطية والمتابعة الحية والجادة لمواضيع تهم الشارع العامومن خلال العديد من حالات النشر غير الصحيح أو المبالغ فيها مما يضطر الوزارة المعنية أو الجهات المختصة للتدخل بغرض الحذف أو التصحيح أو الاعتذار .

ب- تحديد مشكلة البحث :-

تعتبر هذه الخطوة وفقاً لما تصف مني عطية خزام([21]) أهم خطوات البحث لأنها توثر في جميع الخطوات التي تليها : وهي تحديداً عبارة عن موقف غامض أو موقف يعتريه الشك أو ظاهرة تحتاج لتفسير أو ي قضية تم الاختلاف حولها . وعلى ضوء هذا التعريف يمكن صياغة مشكلة البحث في التقصي الدقيق فيما اذا كان الصحفيون السعوديون العاملون بالصحف الالكترونية ملتزمون بالضوابط المنظمة للنشروما اذا كانت القوانين او اللوائح الداخلية أو مواثيق الشرف الأخلاقية لتفادي الوقوع في أي خلل يحدثه هذا النشر في المجتمع ؟.

ويمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤل الرئيسي التالي :-

ما مدى التزام الصحفيين السعودين العاملون في الصحافة الالكترونية بضوابط النشر الصحفي وأخلاقياته ؟

تساؤلات البحث :-

وعلى ضوء ما سبق يمكن صياغة الأسئلة الفرعية التالية :

1- ما مدى وعي الصحفيين السعوديين العاملين بالصحافة الالكترونية بأنواع ضوابط النشر القانونية والأخلاقية ؟

2– ما أسباب التزام أو عدم التزام الصحفيين السعوديين العاملين بالصحافة الالكترونية بالضوابط الاخلاقية للنشر؟

3- ما أكثر المواد الصحفية المخالفة لضوابط النشر الصحفي من وجهة نظر الصحفيين السعوديين؟

4- ما الاليات المناسبة التي يعتقد الصحفيون السعوديون العاملون بالصحافة الالكترونية انها تساعد في الالتزام بضوابط النشر الصحفي؟

5- ما أسباب نشر مواد مخالفة لقيم المجتمع بالصحافة الالكترونية السعودية؟ ان وجدت تلك المواد.

6- ما التحديات التي تشكلها عملية نشر مواد مخالفة للقوانين لضوابط النشر للمجتمع والدولة والافراد؟

7- ما الاثار التي تتركها عملية نشر مخالفة للقوانين على الراي العام الداخلي؟

 

– أهــداف البحث:-

سعى هذا البحث لتحقيق الاهداف التالية:

1- تحديد اكثر المواد مخالفة لضوابط النشر والتي تقع فيها الصحافة الالكترونية السعودية.

2- الكشف عن الدور الذي يمكن ان تقوم به الدولة للحد من النشر المخالف لضوابط القوانين ومواثيق الشرف الاخلاقي.

3- الوصول لمعايير اخلاقية للنشر الصحفي من خلال وجهة نظر الصحفيين السعوديين العاملين بالصحافة الالكترونية السعودية.

5- معرفة موقف الصحفيين السعوديين من التزامهم بمراعاة ضوابط النشر الصحفي الالكتروني.

6- تحديد التحديات التي تنجم عن نشر مواد مخالفة لضوابط النشر الالكتروني.

– أهمــية البحث:-

تبرز أهمية البحث في المسؤولية الاخلاقية والقانونيةالملقاة على عاتق الصحفيين العاملين بالصحف الالكترونية ، إذ يمثل سلوكهم الاتصالي مسؤولية توصيل المعلومات للمجتمع ، بنشرها على صفحات صحفهم في جو من المنافسة مع الاخرين وفي نفس الوقت يلعبون دور حراس البوابة للتحكم فيما ينشر ، وتحمل تبعات كل نشر مخالف للضوابط المنظمة لعملية النشر ، وعليه يمكن تحديد اهمية البحث في التالي:-

1- الاهمية العلمية: اذ تشكل الدراسة اضافة للتراث العلمي في مجال الالتزام بالقوانين المنظمة لعملية النشر الصحفي ، وضبط اداء الصحافة الالكترونية باعتبارها جزءاً اصيلاً في مجتمعنا الحديث.

2– الاهمية العملية تتمثل في ان الدراسة تلبي احتياجات المجتمع في معرفة موقف العاملين بالصحافة الالكترونية من قضية النشر الصحفي ودرجة الالتزام به.

نوع الدراسة:-

تقع هذه الدراسة في اطار الدراسات الوصفية التي تعتمد على دراسة الواقع كما يوجد ، وتهتم بوصفه وصفاً دقيقاً ، وتعبر عنه تعبيراً كيفياً او كمياً او الاثنين معاً والبحث الوصفي يهتم بدراسة واقع الاحداث ، والظواهر ، والمواقف والآراء وتحليلها وتفسيرها ، بغرض الوصول لاستنتاجات مفيدة ، اما لتصحيح هذا الواقع او تحديثه او استكماله او تطويره ([22]).

منهــج الــدراســـة:-

استخدم الباحث المنهج المسحي ، وهو احد المناهج المعروفة في مجال الدراسات الوصفية ، والذي يعرف بأنه ، احد الاشكال الخاصة بجمع المعلومات عن الافراد وسلوكهم  واتجاهاتهم. ([23])

ويفيد هذا المنهج في استخلاص نتائج من خلال دراسة عينة البحث وبالتالي الوصول لتعميمات حول موضوع الدراسة ، وذلك لان هذا المنج يقود بمادة عبر خطواته المنظمة للوصول الى نتائج سليمة حول الظاهرة محل الدراسة.

– مجتمع الدراسة:-

نسبة لضخامة مجتمع الدراسة وكثرة العاملين بالصحافة الالكترونية بالمملكة العربية السعودية وهي في حد ذاتها ظاهرة تستحق الدراسة ، فقد قصر الباحث مجتمعه على الصحافة الالكترونية بمنظفة جازان ويبلغ عددها 25 صحيفة ([24]) وهي الصحف المصدق لها بالعمل في المنطقة ، بتصديق من وزارة الاعلام السعودية.

– عينة البحث:-

تم اختيار عينة عشوائية بسيطة عن طريق الانتخاب المباشر من العاملين بكل صحيفة بعد حصرهم وبلغ حجم العينة 135 مفردة .


جدول رقم (1) العينة من حيث النوع

 

النوع العدد النسبة
ذكر 86 66.2%
انثى 49 33.8%
المجموع 135 100%

 

جدول رقم (2) العينة من حيث العمر :

 

الفئة التكرار النسبة
من 20 الى اقل من 30 43 29,7%
من 31 الى اقل من 40 55 37,9%
من 41 الى اقل من 50 24 16,6%
من 51 الى اقل من 60 13 9%
من 61 فاكثر 10 6,9%
المجمـــــــــوع 135 100%

من الجدول اعلاه يتضح ان اغلب افراد العينة تقع ضمن فئة الشباب اقل من 40 عاماً 66,6% وهو رقم يتناسب مع طبيعة الصحافة الالكترونية الحديثة نسبياً.

جدول رقم (3) يوضح المؤهل العلمي لا فراد العينة

الفـــئة التكــرار النـســبة
ثانوي 29 20%
جامعي 89 61,4%
فوق الجامعي 27 18,6%
المجمـــــــوع 135 100%

ويلاحظ ارتفاع المستوى التعليمي لإفرادالعينة الذين نالوا تعليماً جامعياً وفوق الجامعي اذ بلغت نسبتهم 80%.

جدول رقم (4) يوضح نوع التخصص لإفراد العينة

الفئة التكرار النسبة
تخصص صحافة واعلام 86 29,3%
غير ذلك 59 40,7%
المجموع 135 100%

ويلاحظ هنا ارتفاع نسبة المتخصصين من دارسي الصحافة وهو رقم يتناسب مع طبيعة هذا النمط من الصحافة ([25])

جدول رقم (5) يوضح خبرة افراد العينة :-

الفـــــئة التكـــرار النسبة
سنة واحدة 28 19,3%
سنتين 27 18,6%
ثلاث سنوات 17 11,7%
اربع سنوات 24 16,6%
خمس سنوات 9 6,2%
اكثر من خمس سنوات 40 27,6%
المجموع 135 100%

من الجدول يلاحظ ارتفاع نسبة اصحاب الخبرة من 5 سنوات فاكثر بنسبة 33,8%

 

 

 

جدول رقم (6) يوضح نوع العمل لأفراد العينة

الفئة التكرار النسبة
احترافي 28 26,2%
متعاون 107 73,8%
المجموع 125 100%

من خلال الجدول ارتفاع نسبة المتعاونين اذ تشكل الغالبية العظمى في افراد العينة وفي تقدير الباحث ان هذا يرجع لطبيعة الصحافة الالكترونية والتي لا تتطلب تفرغاً تاماً اضافة الى قلة الاعمال في الصحافة الالكترونية.

اداة جمع البيانات:-

اعتمد البحث في جمع بياناته على استمارة استبيان ثم تعميمها لهذا الغرض وهي مكونة من 24 سؤالا ، تقسمت على المحاور التالية:-

1- اسئلة تعلقت بتحديد المواد المنشورة في الصحافة السعودية وتتعلق بمدى الالتزام بضوابط النشر.

2- اسئلة تتعلق بمعرفة الاسباب التي تؤدي للإخلال بالالتزام بمعايير النشر.

3- اسئلة تتعلق بالحد من نشر المواد المخالفة لقواعد النشر.

وعمد الباحث الى استخدام اسلوب الاسئلة المغلقة ، وذلك حتى يتمكن من الوصول الى اجابات قاطعة ومحددة ، وتم صياغة استمارة الاستبيان باللغة العربية الفصحى ، وذلك لان الاستبانة موجهة لفئة متعلمة وتعتبر من نخبة المجتمع السعودي.

اختبار صدق صحيفة الاستبانة:-

اعتمد اختبار الصدق على اسلوبين هما:

أ- الصدق الظاهري وفي هذا الخصوص قام الباحث بدراسة صحيفة الاستبيان بعد تصميمها ، للتأكد من ان الاسئلة متصلة جميعها ، وحذف الاسئلة غير المهمة ، او التي لا تؤدي غرضاً واضافة للبحث.

وللتأكد من الصدق الظاهري تم عرض الاستبانة على ثلاثة محكمين ([26]) والذين ابدوا ملاحظاتهم على الاستبانة وتم استيعابها واصبحت بذلك الاستبانة صالحة للقياس.

ب- الصدق التجريبي: وتم عن طريق وضع اسئلة تأكيدية لتقيس نفس الشيءبأسلوبين مختلفين ، واستخدم الباحث بعض الاسئلة لقياس الصدق ، كما اعتمد الباحث على الاتساق الداخلي بين اجابات الاسئلة المرتبطة ، وجاءت نسبة الصدق بمعامل صدق قدرة 94,3% .

اختبار الثبات:

تم اخذ مجموعة من الافراد تمثل 10% من افراد العينة التي تم اختبارها ، وتم ارسال استمارة الاستبيان لهم ثم بعد اسبوع تم اعادة ارسال نفس الاستبانة لهم وبالتطبيق على البيانات التي تم الحصول عليها ، وجدنا ان معامل الاتساق الداخلي 93,41% وهو معامل مرتفع، ذو دلالة علمية عالية ، ويزيد الاطمئنان على صلاحية الاستبانة للدراسة.


 

ادبيات البحث:

اولاً:  الدراسات السابقة:-

استند هذا البحث في تحديد اطره النظرية ، ومنهجه ، وادوات جمع البيانات فيه على العديد من الدراسات السابقة منها:

الدراسة الاولى : دراسة محمد عبود مهدي(1)

تمثلت مشكلة هذه الدراسة في التقصي عن ابتعاد الصحفيين عن اخلاقيات الصحافة في الممارسة والتطبيق وان هذا الابتعاد يتسبب في حدوث خروقات للقوانين والمواثيق الاخلاقية.

اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي. وانقسمت الى قسمين:-

تحديد مفهوم اخلاقيات المهنة  والممارسة الصحفية وتمثلت ابرز نتائج الدراسة في التالي:

أ- ان الممارسة الصحفية تتأثر بالضغوط التي تحيط بالصحفي.

ب- ان معظم الصحف تعتمد في اخبارها على الاخبار التي تأتيها من الصحف مما يقلل من خياراتها في اختيار الاخبار ، وتقل بالتالي اخطاء الممارسة.

ج- وجود العديد من القيود التي تمثل حراسة بوابة على الممارسة الصحفية.

2– الدراسة الثانية:-  دراسة د/ يحى اليحياوي(2):

تمثلت مشكلة الدراسة في تحديد الاخلاق في مجتمع الاعلام وتحددت مشكلة الدراسة في تبيان اربع تقاطعات تؤثر وحددها الباحث بالتقاطعات اللامادية ، المعرفة ، المرونة ، التحول.

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي  ، وتوصلت الى النتائج التالية :-

أ- ان جزءاً كبيراً من اخلاقيات المهنة الاعلامية يحدده القانون والتشريع.

ب- أن القاعدة الجوهرية لأخلاقيات المهنة والمتمثلة في فصل المعلومة عن سبل التعليق عليها ، لا تخص مستوى التشريع وانما مستوى الاخلاق.

الدراسة الثالثة :- دراسة د/ أحمد عبد المجيد:- ([27])

جاءت الدراسة كمحاولة لرصد التغير الذي حدث للصحافة العراقية بعد احداث الغزو الامريكي للعراق في 2003م. والذي نجم عنه حسب وصف الباحث فوضى سياسية القت بظلالها على المشهد الصحفي العراقي.

وقد قسم الباحث دراسته لثلاثة مباحث : تناول المبحث الاول رؤية استعدادية للمرحلة الاولى من صراع التيارات الصحفية على الحقيقة بعد احداث 2003م . وتناول المبحث الثاني ازمة المسؤولية الاجتماعية وما نجم عنها من انتهاك للحريات العامة والشخصية مقدماً نماذج لهذه الانتهاكات اما المبحث الثالث فكان عبارة عن مشروع ميثاق مهني انطلاقاً من التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة في العراق ومن اهم نتائج الدراسة : اختفاء الجهة المنظمة للعملية الاعلامية وعدم وضوح ملامحها ، افتقار العاملين في الصحافة للثقافة المهنية والقانونية فيما يتعلق بجرائم النشر.حمل معظم الصحفيين لاسيما العاملين في الصحف الناشئة معايير ومبادئ السلوك الاخلاقي والمهني .

الدراسة الرابعة : دراسة حسنية يوشيخ(2) .

هدفت الدراسة الى معرفة التأثير الذي تحدثه بيئة العمل الصحفي في ممارسة أخلاقيات مهنة الصحافة المكتوبة وكان تساؤل الدراسة الرئيسي :- الى مدى تؤثر بيئة العمل الصحفي في الالتزام بأخلاقيات المهنة لدى الصحفيين الجزائريين؟

اعتمدت الدراسة على المنهج المسحي واستخدمت استمارة الاستبيان كأداة لجمع البيانات وبلغ حجم العينة 40 صحافياً ثم اختيارهم كعينة عمدية . وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج من أهمها :-

وجود صعوبات مهنية ومادية ومعنوية تواجه عمل الصحفيين .

يرى اغلب افراد العينة ان غياب التكوين والتدريب المتواصل على العمل الصحفي بسبب معهم في تقهقر مستوى الأداء المهني والاخلاق في الصحافة المكتوبة الخاصة .

اكدت الدراسة ان بيئة العمل الصحفيتفرض نوعاً من المساومة على اخلاق مهنة الصحافة .

كما خلقت الدراسة لوجود تجاوزات مهنية واخلاقية ومن اهم تلك التجاوزات عمد التدقيق في صحة الاخبار .

حسينة بوشيخ– بيئة العمل الصحفي واثرها في ممارسة اخلاقيات المهنة – بحث منشور في مجلة رؤى استراتيجية – ابريل 2014م(1).

الدراسة الخامسة: دراسة معتز صديق الحسن :-

تمثلت مشكلة الدراسة في معرفة الخلل الحادث في عملية النشر الصحفي في الصحافة السودانية . وتحديد المواجهات العملية التي يمكن ان تحد من النشر المتجاور لحدود الضبط القانوني والاخلاقي .

وتمثل مجتمع الدراسة في عينة من قيادات العمل الاعلامي في السودان .

وجاءت الدراسة في إطار الدراسات الوصفية واتبعت المنهج المسحي لتقصيأبعاد المشكلة واعتمد الباحث على الاستبيان كأداةرئيسية لجمع البيانات مع الاستعانة بالمقابلات الشخصية مع قيادات العمل الاعلامي في السودان على مستوى المجلي القومي للصحافة واتحاد الصحفيين ولجنة الاعلام بالمجلة الوطن .

باعتبارهم جزء من ادوات ضبط العمل الصحفي .

 

وتوصلت الدراسة لعديد النتائج منها :-

ان الصحافة السودانية تعمل كثير من الاحيان على نشر مواد لا تتوافق مع قيم المجتمع وتمثل ذلك في اقتصاد المواد الصحفية تقيم الموضوعية او الدقة واقتصاد المصدر ومن النتائج ايضا ان السبب الاساسي لعدم الالتزام بقواعد النشر يعود لتعجل الصحف للحصول على سبق صحفي وزيادة التوزيع عبر الاثارة الصحفية

الدراسة السادسة : دراسة نوف حازم خالد و أ- خليل براهيم(1)

تناولت الدراسة تحديد المسؤولية التقصيرية للصحفي الالكتروني والذي يفضي لارتكاب الأخطاء الموجبة للعقاب القانوني كما تناولت الدراسة مسؤولية الصحفي بعد النشر من خلال تعليقات المتابعين لهذا النشر على موقع الصحيفة الالكترونية وتبيان مدى الحرية التي يطمع بها الصحف الالكترونية والقيود المفروضة عليه .

اتبعت الدراسة المنهج المقارن من خلال بيان موقف القوانين التي تضمنت تنظيم الصحافة الالكترونية وقواعد السلوك المهني لهذه الصحافة كما اتبعث الدراسة المنهج التحليلي لتفسير النصوص القانونية ذات الصلة بالموضوع .

ومن اهم النتائج الدراسة ذات الارتباط بالدراسة التي اقدمها التالي :

ان الصحافة الالكترونية فرضت واقفاً مهنياً جديداً  فيما يتعلق بالصحفيين واستوجبت عليه الالمام بشروط جديدة لضمان حقه في النشر .

انه يتوجب تطبيق حرية التعبير الكبيرة التي ميزت الصحافة الالكترونية لضمان تجنيبها للكثير من المشاكل الناجمة من النشر

 

 

التعليق على الدراسات السابقة

على الرغم من التقارب الكبيرين تكلم الدراسات بعضمها ببعض . وقربهما من الدراسة التي اقدمها الا ان الدراسة موضوع هذا البحث قد تميزت بأنها تستقص احساس الصحفيين انفسهم من مسألة النشر والضوابط المنظمة لها .

وقد استفاد الباحث من الدراسات الناتج استصراف فيها في تحديد مشكلة البحث وتساؤلاتها وتحديد المجتمع , وتقييم استمارة الاستبيان . وتأتي الدراسة استكمالاً لكل ما تم استعراضه مندراسات في هذا المضمار.

 النظريات المفسرة:

اعتمدت هذا الحث في تفسير الظاهرة وتحديد المتغيرات وربط كل ذلك بموضوع البحث بنظرتين هما :-

حارس البوابة الاعلامية :-

باعتبارها النظرية التي تعدد العوامل التي تتحكم في عملية تدفق

المعلومات وحارس البوابة حسن وصف كرت لوين

تعني السيطرة على مكان استراتيجي في سلسلة الاتصال بحيث يصبح لحارس البوابة سلطة اتخاذ القرار فيما سيمر من خلال بروايته وكيف سيمر حتى يصل في النهاية الى الوسيلة الاعلامية ومنها للجمهور(1)

وحصر الدكتورة جيهان احمد رشتي هذه العوامل في التالي(2) :-

  1. العوامل الشخصية :
  • التكوين النفسي للشخص .
  • المستوى التعليمي والمهني .

ج – الاتجاه السياسي والفكري .

د. مستوى التمسك بالعادات والتقاليد .

هـ – الحالة الصحية للقائم بالاتصال .

2- عوامل البيئة الخارجية :

أ- الظروف السياسية السائدة .

ب- شكل الحكم والنظام الصحفي السائد والقوانين التي تحكم العملالاعلامي.

ج- الظروف الطبيعية السائدة .

د- حالة الاتصال بين الصحفي ومصادر الاخبار .

3- العوامل المؤسسية :-

أ- نوع المؤسسة الاعلامية

ب- ملكية المؤسسة الاعلامية وتوجيها السياسي

ج-تأثير الاقران والزملاء في مجال العمل

د-السياسية التحريرية للمؤسسة .

و-المستوى الوظيفي للمحرر.

ز- تأثير الصحف الكبرى على الصحف الصغرى في تحديد اختياراتها ينشر وما لا ينشر .

ح تأثير وكالات الانباء الاخبارية .

واذا نظرنا لهذه العوامل نجدها تتدخل وبشكل مباشر تحديدالتزام الصحفي بضوابط النشر الصحفي في البيئة الاعلامية التي يعمل من خلالها.

4- نظرية تحليل الاطار الاعلامي :-

وهي نظرية تختص بمعرفة العوامل التي تشكل الاطار الذي يعمل من خلاله الاعلامي .

والنظرية حسب نسرين حسونة(1)انها مستمدة من علم النفس وعلم الاجتماع وان علم الاجتماع يشكل الاطراف المرجعية او ما يعرف بالثوابت من القيم والمعتقدات التي تؤدي لتنظيم الاحداث وربطها بسياقات معينة ليكون للنص او المحتوى معنى .

والنظرية تفرض ان تركيز وسائل الاعلام في رسائلها .

على جوانب يعيدنها في القضية دون غيرها من الجوانب تحد اطاراً مرجعياً لفهم المحتوى .

وعليه فإن الاطار الاجتماعي الذي يعمل من خلاله الصحفي الالكتروني يحدد بشكل قاطع الاسلوب الذي يقدم له مادته والقانوني فهذا يعني ان مادته الصحفية ستأثر في اطار السياق الذي يقبله المجتمع اما اذا لم يلتزم بجوانب الضبط والنشر المفروض من الاطار الاجتماعي الذي يعمل فيه فالنتيجة تصادم مع هذا الاطار والدخل في اشكالات اجتماعية قانونية واخلاقية .

 

 

 

 

عـرض وتفسير البيانات :

كونت صحيفة الاستبيان من محور وعدد سؤال وتم توصيلها لعينة البحث عبر اسالها على عناوين بريدهم الالكتروني او خدمة الواتس اب والتي اخذت بياناتها من المجوعتين عندما وقع الاختيار عليهم ضمن العينة وقد تجاوب كل المجموعتين مع الاستبيان وبلغت نسبة الاستجابة 100%

جدول رقم 7 يوضح درجة توافق الصحافة السعودية لمواد صحيفة لا تتوافق مع قيم المجتمع .

النسبة التكرار المفردة
11.7% 17 اوافق بشدة
30.3% 44 اوافق
22.1% 32 لا اوافق بشدة
27.1% 40 لا اوافق
8.3% 12 لا ادري
100% 135 المجموع

 

ومن خلال الجدول نلاحظ تقارب نسبة الموافقة وعدم الموافقة ” اوافق 30% و لا اوافق 27.6% وهذا يعني ان الصحافة الالكترونية السعودية ليس على درجة واحدة من الالتزام وعدمه بضوابط النشر .

 

 

 

 

جدول رقم 8 يحضر المواد المنشورة المخالفة للقيم :

النسبة التكرار المفردة
20% 42 عدم الصحة
55.2% 80 افتقاد الموضوعية
33.1% 48 عدم الاتفاق
36.6% 53 عدم التوازن
36.9% 52 التحيز
100% 275 المجمـــــــوع

 

جاء اقتصاد الموضوعية كأعلى اسباب اقتصاد الالتزام بضوابط النشر وحاز على اغلبية اصوات المجموعتين بنسبة 55.2% بينما تقارن النسبة بين متغير عدم الاتقان عدم التوازن التحيز .

جدول رقم 9 كيفية ابراز اهمية المواد المخالفة لقواعد النشر :

النسبة التكرار المفردة
37.2% 54 اعطائها مساحة اكبر
44.1% 64 تقديمها منوعة بكل فنون العمل الصحفي
42% 61 ابرازها عبر اساليب اخراجية مميزة
35.2% 51 تكرار بعضها بصفة يومية
32.4% 47 تقديم الشخصيات المشتملة عليها على انها مشهورة
100% 277 المجمـــــــــــــــــوع

 

جاء اقتصاد الموضوعية كأعلى اسباب اقتصاد الالتزام بضوابط النشر وجاز على اغلبية اصوات المجموعتين بنسبة 55.2% بينما تقارب بين النسبة بين متغيرات عدم الاتفاق عدم التوازن التحيز(1) .

 

جدول رقم 9 كيفية ابراز اهمية المواد المحالفة لقواعد النشر :

النسبة التكرار المفردة
37.2% 54 اعطائها مساحة اكبر
44.1% 64 تقديمها منوعة بكل فنون العمل الصحفي
42% 61 ابرازها عبر اساليب اخراجية مميزة
35.2% 51 تكرار بعضها بصفة يومية
32.4% 47 تقديم الشخصيات المشتملة عليها على انها مشهورة
100% 277 المجمــــــــــــــــــــوع

 

من خلال الجدول يتبين ان اتباع اسلوب خاص في التحرير والاخراج كان هو العنصر الابرز لتقديم المواد غير الملتزمة بضوابط النشر وهذا يعني التعمد في هذا الابراز وقد جاءت الشب على التوالي 44.1% و 42.1%

الجدول رقم 10 اسباب لجوء الصحف لنشر مواد مخالفة

1-السبق الصحفي

النسبة التكرار المفردة
39.3% 57 اوافق بشدة
30.3% 44 اوافق
16.6% 24 لا اوافق بشدة
8.3% 12 لا اوافق
5.5% 8 لا ادري
100 135 المجمـــــــــوع

 

وافق اغلب افراد العينة على ان السبق الصحفي هو من اهم الاسباب التي تجعل الصحف فتعجل النشر دون مراعاة لضوابط النشر وجاءت نسبة اوافق بشدة 39.3% واوافق بشدة 3.3%

الجدول رقم 11 يوضح اسباب لجوء الصحف لشر مواد مخالفة

2-الزيادة في كسب القراء والمعلنين

النسبة التكرار المفردة
29.7% 43 اوافق بشدة
42.1% 61 اوافق
42.1% 13 لا اوافق بشدة
9% 14 لا اوافق
9.7% 14 لا ادري
100% 135 المجمـــــــــــوع

 

وافق ووافق بشدة جاءت في الطليعة حول الاسباب التي تؤدي لنشر مواد مخالفة للضوابط وعزوا بذلك السبب لزيادة عدد المتابعين وجذب اكبر عدد من المعلنين وكانت النسبة على التوالي 42.1% وهي الاعلى ثم تلتما اوافق بشدة بنسبة 29.7%

الجدول رقم 12 يوضح رأي المجموعة حول تأثير نشر مواد مخالفة للنشر على الرأي العام .

النسبة التكرار المفردة
37.2% 54 اوافق بشدة
37.9% 55 اوافق
13.8% 20 لا اوافق بشدة
3.4% 5 لا اوافق
7.6% 11 لا ادري
100% 135 المجمــــــــوع

 

ترى غالبية العينة ان نشر مواد غير ملتزمة بضوابط النشر تتسبب في خلق رأي عام غير صحيح وذلك على النحو التالي : اوافق بشدة العينة بمقدار النشر غير الملتزم بالضوابط .

وعند سؤال العينة عن اهم الاثار الناتجة عن هذا النشر جاءت اجاباتهم كالتالي :

1-حدوث اللبس بين المفاهيم الخاطئة والصحيحة نسبة الموافقة 48.3% والموافقة بشدة 21.4% مما يعني اقناع افراد العينة بضرر عدم الالتزام بضوابط النشر .

2-تحرس القيم الخاطئة وتبنيها نسبة الموافقة 140 والموافقة بشدة 20% وهو ايضاً يعكس موقف ايجابي من عدم الالتزام بضوابط النشر .

وحول موقف العينة من التساهل في قبول نشر المواد المخالفة ارتفعت نسبة الذين يقبلون بعدم التساهل من قبول هذا النشر وجاءت نسبة الموافقة بـ44.8% والموافقة بشدة 16.7%

محور المعالجات :-

وعند سؤال افراد العينة للمعالجات : للنشر المخالف للضوابط القانونية والاخلاقية جاءت اراء العينة كالتالي :

  1. -وافق بشدة 54.5% من افراد العينة بضرورة الالتزام بضوابط الشريعة الاسلامية عند النشر الصحفي .
  2. الانضباط بقوانين النشر وافق ايضاً بشدة عليه افراد العينة وبنسبة بلغت 49.7%
  3. الالتزام بمواثيق الشرف الصحفي ابدى افراد العينة موافقة بشدة على انما تعتبر احمد المعالي : لعدم الالتزام بضوابط النشر الصحفي فقد 40.7% من افراد العينية بينما اقربت منها درجة الموافقة 37.2%
  4. اما الاعتذار عن الخطأ كأسلوب للعلاج فقد تقاربت فيه نسبة الموافقة بشدة 39.3% والموافقة 35.2% .
  5. وعند سؤال العينة عن موقفهم من نشر التصحيح للأخطاء كأسلوب لعلاج عدم الالتزام بالنشر وافق بشدة عدد كبير من افراد العينة عن ذلك بنسبة 41% والموافقون بنسبة 21.5%

 

محور عدم درجة الالتزام بضوابط النشر وفقاً لنوع الصحف

  1. – الصحافة السياسية جاءت بنسبة تتجاوز احياناً في المقدمة بنسبة 52.4%.
  2. الصحافة الاجتماعية ايضاً تقاربت بنسبة تتجاوز احياناً مع الصحافة السياسية وبنسبة 53.1%
  3. الصحافة الاقتصادية جاءت نسبة تتجاوز احياناً 46.3%
  4. الصحافة الرياضية ارتفعت فيها نسبة التجاوز دوما الى 41.4%
  5. الصحافة القنية جاءت بنسبة تتجاوز احياناً 45.5%

وبذأ تكون الصحافة الرياضية اكثر اشكال الصحف في مسألة عدم الالتزام بضوابط النشر الصحفي .

وحول رؤية المجموعتين نحو موقفهم من تعطيل نشر الاخبار المخالفة للنشر قبل صدور الصحيفة رأي اغلب أفراد العينة :-

ان تكون هناك حمية رقابية رسمية تعمل داخل الصحيفة نفسها لإجازة الموضوعات قبل النشر وجاءت نسبة من يرى هذا الراي 53.1% بينما رأي 42.1% ان يقوم بتنبيه الصحفيين بضوابط النشر ادارات الصحف نفسها .

اما حول العقوبات بعد الصدور مضمور المادة الصحفية فكان موقف افراد العينة كتالي :

  1. الانذار للصحف والصحيفة دارت اجابة افراد العينة على تأييد هذه العقوبة بدرجة موافقة بشدة 44.8% والموافقة بنسبة 36.6%
  2. الاتفاق الموقت للصحف تقاربت اجابات المحتويين حول هذه العقوبات بين الموافقة بشدة 20.1% والموافقة بـ29.9%
  3. الاتفاق المؤقت للصحيفة ارتفعت مناسبة من لا يوافقون على اتقان الصحيفة كعقاب فقد رأى 22.4% عدم موافقتهم بشدة على الاتفاق بينما جاءت نسبة عدم الموافقة بنسبة 23.4% وهذا يكشف وعلى مجتمع الدراسة على ان الاتفاق عن الصدور للصحيفة هو عقاب مزدوج للصحيفة والجمهور.
  4. فرض غرامة مالية على الصحف المخالف انجز اغلب افراد العينة لهذه العقوبة فقد رأى 24.8% موافقتهم بشدة بينما وافق 26.9%لاعلى هذه العقوبة وهذا يعني ان افراد العينة يرون ان الخطأ في المقام الاول و خطاء الصحف .
  5. فرض الغرامة المالية على الصحيفة يرى افراد العينة انها قوبة مناسبة وجاءت نسبة اوافق بشدة بنسبة 27.6% بينما وافق 26.2% من افراد العينة على ان العقوبة المالية مناسبة لمثل هذه المخالفات .
  6. مصادرة الصحيفة اعتراض اغلب افراد العينة على هذه العقوبة فجاءت نسبة عدم الموافقة بشدة بنسبة 21.4% وعد الموافقة بنسبة 33.1% وقد اتفق افراد العينة ان هذه العقوبة وعقوبة الاتفاق المؤقت غير مناسبتين لمعالجة اخطاء النشر الصحفي غير المنضبط .

وحول معالجة الاخطاء  يرى افراد العينة :-

  1. رفع مستوى القيم المختصة لدى الكوادر الصحفية وجدت هذه المعالجة تأييداً كبيراً فقد وافق 44.11% على هذه الالية ووافق 33.1% على هذه المعالجة .
  2. زيادة الجرعة التثقفية لمواد بقومي القانون ومواثيق اخلاقيات المهنة وجدت هذه الجرعة تأييداً عالياً ويلفت نسبة الموافقين بشدة 44.1% بينما وافق على ذلك 25.5% .
  3. التفعيل الكامل لقيمتي العقاب والثواب حظيت هذه المعالجة بالقبول فقد وافق عليها بشدة 38.9% بينما جاءت نسبة الموافقة فقط في المرتبة الثانية بنسبة 27.8%.


النتائـــــج

  • كشفت الدراسة ان بعض الصحف الالكترونية السعودية لا تلتزم بضوابط النشر الصحفي من قوانين ومواثيق شرف .
  • ابانت الدراسة ان اكثر المواد مخالفة لقواعد وضوابط النشر هي المواد التي تفتقد للموضوعية .
  • اوضحت الدراسة ان بعض المواد المخالفة للنشر تجد حيزاً كبيراً في النشر وتختص لها اساليب اخراج متميزة .
  • توصلت الدراسة اليان اهم اسباب لجوء الصحف الالكترونية لمخالفة قواعد النشر هو السبق الصحفي . وان اللجوء لهذا السبق الصحفي يعود لمحاولة الصحف الالكترونية الوصول لكسب اكبر عدد من القراء والمعلنين .
  • اكدت الدراسة ان نشر مواد مخالفة لضوابط النشر وقواعده مغر جداً بتكوين الرأي العام الصحيح .
  • اوضحت الدراسة ان نشر مواد مخالفة لضوابط النشر يؤدي حدوث لبس بين المفاهيم الخاطئة والصحيحة كما انها تؤدي لقرى القيم الخاطئة .
  • اكدت الدراسة ان الصحفتين العاملين بالصحافة الالكترونية يدعون لعدم التساهل في النشر .
  • اكدت الدراسة ان الصحفيين الالكترونيين يدعون لضرورة الالتزام بضوابط الشريعة الاسلامية في النشر الصحفي .
  • ابانت الدراسة ان الصحفيين يؤمنون بضرورة التقيد بالضوابط المنظمة للنشر الصحفي بالمملكة العربية السعودية .
  • اكدت الدراسة على ان الاعتذار عن الخطاء احد الاساليب التي تعالج مسالة عدم الالتزام بضوابط النشر .
  • كشفت الدراسة ان الصحافة الرياضية هي اكثر اشكال الصحف في عدم الالتزام بضوابط النشر .
  • بينت الدراسة ان الصحفيين الالكترونيين يؤمنون بإيقاف نشر المادة الصحفية وتفعيل دور الحراسة البوية في صحتهم للحيلولة دون وصول المادة المخالفة للقراء .
  • توصلت الدراسة الى اعتراض الصحفيين على اسلوب التعطيل المؤقت للصحفيين ومصادرة الصحف كأسلوب للمعالجة .

التوصـــــيات :-

  • ضرورة الالتزام بضوابط النشر الصحفي .
  • رفع مستوى المعرفة باللوائح والقوانين ومواثيق الشرف الصحفي .
  • التفعيل الكامل لأدوات الضبط والرقابة والثواب والعقاب .
  • ايجاد الية داخلية بالصحف الالكترونية لتحديد المواد التي تنشر ولا تتسبب في تجاوز للقوانين المنظمة للنشر .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجــــــــــع:

  • أحمد عبدالمجيد –أزمة المسؤولية المهنية في صحافة عراق ما بعد الحرب –منشورات كلية الإعلام جامعة بغداد – بدون تاريخ .
  • السيد أحمد المصطفى البحث العلمي مفهومه وإجراءاته –بن غازي – منشورات جامعة قاريونس 1994م .
  • جيهان أحمد رشتي الأسس العلمية لنظريات الإعلام –دار الفكر العربي – القاهره –الطبعة الثالثة 1986م .
  • حسينه بوشيخ بيئة العمل الصحفي وأثرها في ممارسة أخلاقيات المهنة – بحث منشور –مجلة رؤى إستراتيجية – العدد 2 – إبريل 2004 .
  • معتز صديق الحسن مدى إلتزام الصحافة السودانية بالضوابط الأخلاقية للنشر الصحفي –دراسة وصفيه على عينة من قيادات العمل الإعلامي –بحث دكتوراه غير منشور –جامعة وادي النيل –السودان -2014 م .
  • منى عطيه خزام البحث في الخدمة الإجتماعية –أسس منهجية وتطبيقات عملية –المكتب الجامعي الحديث –القاهره 2015 م .
  • محمد عبود مهدي أخلاقيات العمل الصحفي – المفهوم والممارسة – بحث منشور في مجلة جامعة أهل البيت – الأردن العدد الثالث –بدون تاريخ .
  • نسرين حسونه نظريات الإعلام والإتصال – بدون دار نشر -2015 م .
  • نواف حازم خالد خليل إبراهيم محمد – الصحافة الإلكترونية –ماهيتها ومسؤوليتها التقصيرية الناشئة عن نشاطها –بحث منشور مجلة الشرعية والقانون – بغداد –العدد 46 ابريل 2011 م .
  • عبدالنبي عبدالله الطيب فلسفة نظريات الإعلام –الدار العالمية للنشر –القاهره – الطبعة الثانية 2014 م .
  • ذوقان عبيدات و عبدالرحمن عدس وكايد عبدالحق البحث العلمي – مفهومه وأدواته .
  • يحيي اليحياوي الأخلاق في مجتمع الإعلام –مركز الجزيرة للدراسات الدوحة قطر –سبتمبر 2014 م .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

استخدام الإعلاميين السعوديين لمواقع التواصل الاجتماعي وأثره في تناولهم لقضايا المنطقة

(دراسة علي عينة من الإعلاميين بمنطقة جازان)

إعداد

بروفسور عبدالنبي عبد الله الطيب

أستاذ الصحافة بجامعة جازان

 

 

 

 

 

 

 

 

مشكلة البحث:

مما سبق يتضح أن مشكلة الدراسة هي أن أعدادا كبيرة من الصحفيين يدخلون على مواقع  التواصل الاجتماعي بشكل دائم أحيانا بغرض التواصل  مع مصادرهم الصحفيين وأحيانا مع أصدقائهم وقرنائهم من الصحفيين، مما يستدعي التعرف على دور مواقع التواصل الاجتماعي في  كونها مصدرا مهما للصحفيين عن قضايا منطقتهم وكيف يستخدم الإعلاميون السعوديين هذه المواقع وما دوافعهم والموضوعات التي يفضلونها وما هي المنفعة التي تعود عليهم في مجال عملهم .؟

وعليه يمكن صياغة المشكلة في التساؤل الرئيسي التالي:-

ما أثر استخدام العاملين في مجال الإعلام السعودي لمواقع التواصل الاجتماعي في تناولهم لقضايا المنطقة ؟

تساؤلات البحث الفرعية:

1– ما مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما لدي أفراد العينة؟ وما المدة التي يقضيها الإعلامي في تصفح هذا الموقع؟

2- ما الأسباب التي دفعت العاملين في الإعلام السعودي لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ؟

3- ما مدي استفادة العاملين في الإعلام السعودي من مواقع التواصل الاجتماعي في مجال عملهم؟

4- ما تقييم موقع التواصل الاجتماعي من وجهة نظر عينة الدراسة كمصدر للمعلومات عن قضايا المنطقة؟

5- ما أكثر القضايا التي عالجها الصحفيون وكان مصدر معلوماتهم الأول مواقع التواصل الاجتماعي؟

أهداف البحث:

1– معرفة المواقع الأكثر تعرضا من قبل الإعلاميين وما المدة التي يقضيها الإعلامي في تصفح هذا الموقع.

2- الكشف عن الأسباب التي دفعت العاملين في الإعلام السعودي لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي .

3- تحديد مدي استفادة العاملين في الإعلام السعودي من مواقع التواصل الاجتماعي في مجال عملهم.

4- تقييم موقع التواصل الاجتماعي من وجهة نظر عينة الدراسة.

5- تحديد الاستفادة التي تراها عينة الدراسة للاستفادة من موقع التواصل الاجتماعي في المجال الإعلامي.

أهمية البحث:

1- تكمن أهمية هذه الدراسة في المشكلة التي تعالجها وخصوصية المنطقة التي تتم فيها الدراسة حيث تشهد أحداث سياسية ونهضة اقتصادية مما يعزز من أهمية دراسة العلاقة بين الإعلاميين ومواقع التواصل الاجتماعي

2- يأمل الباحث أن يستفيد منها في مجال الدراسات التبادلية بين وسائل الإعلام التقليدي والإعلام الجديد.

3- يأمل الباحث في أن تكون الدراسة بداية لدراسات تحدد مدى  التفاعل من قبل الإعلاميين مع المعلومات المتدفقة من وسائل الإعلام الجديد.

نوع الدراسة:

تنتمي هذه الدراسة منظومة الدراسات الوصفية “هي البحوث التي تعرض خصائص ظاهرة ما كميا أو كيفيا بناء على فروض مبدئية سابقة للدراسة أو بدونها بطريقة أكثر إحكاما ودقة.”1”

منهج الدراسة:

يعتمد هذا البحث على منهج المسح الاجتماعي وهو يعتبر أحد المناهج الفرعية لمنهج البحوث المسحية حيث يمكن اعتباره أداه مسحية ضمن منهج معين”2″

أداه البحث:           اعتمدت الدراسة الإستبانة كأداة لجمع البيانات لجمع البيانات ، وهي أداة البحث التي تجمع الباحث بالعينة وتكون المقابلة حولها وهي تحتوي علي أسئلة علمية تتعلق بموضوع البحث ، وقد تم تقسيم الإستبانة إلي (( 3 )) محاور وذلك علي ضوء مشكلة البحث وأهدافه وتساؤلاته .

وبعد اكتمال استمارة الاستبيان قام الباحث بإجراءات الصدق والثبات علي النحو التالي :-

1/ معامل الصدق :-

الصدق يعني مدي تحقيق القياس للغرض الذي صممت الإستبانة لأجله  ومن أجل التحقق من الصدق تم اعتماد اختبار الصدق بأسلوب الصدق الظاهري  حيث تم عرض الإستبانة علي ثلاثة محكمين *وأبدوا بعض الملاحظات وتم استيعابها بما يتفق وأهدافها ، وبعد مراجعتها أكدوا صلاحية الإستبانة لقياس ما وضع  لقياسه .

2/ معالم الثبات :-

أعتمد الباحث علي أسلوب إعادة الاختبار ،وهو إعادة تطبيق أداة البحث علي نفس المبحوثين بعد فترة زمنية من إجراء التطبيق ،وحساب معامل الثبات بين الإجابتين للتأكد من قدرة الأداة علي القياس أو جمع المعلومات مهما تعددت الفترات الزمنية التي تستخدم فيها ، ويمتاز المقياس  بعد ذلك بالدقة والثبات والاتساق (4)

 

المعالجة الإحصائية :-

أعتمد أسلوب التحليل علي استخراج التكرارات والنسب وبعض الاختبارات البسيطة وفقاَ لأسئلة الدراسة وأهدافها ، باستخدام موقع Google Form ، وهي خاصية من خصائص محرر المستندات المدمج بخدمة Google Drive  ،وقد تم استخدام نماذج جوجل في عمل الاستبيان .

وتم متابعة النتائج بواسطة ورقة عمل إكسل مع إمكانية تطبيق إجراءات برنامج إكسل من فلثرة العمليات الحسابية .

 

 

 

 

 

 

                      

عينة البحث:

مجموعة من العاملين في المجال بمنطقة جازان وسيتم اختيارهم عن طريق العينة العشوائية البسيطة. ويبلغ حجم العينة 176 مفردة من الذكور والإناث.

حدود البحث:

الحد الزماني:- اكتوبر2016 مارس 2017

الحد المكاني: منطقة جازان بجنوب المملكة

الدراسات السابقة:-

الدراسة الأولي:- دراسة فريد ابوضهير-استخدام طلبة الصحافة في جامعة النجاح الوطنية لشبكة الانترنت والاشباعات المتحققة منها في تعزيز قدراتهم الصحفية (5)

هدفت الدراسة إلي التعرف علي مدي استفادة طلبة الصحافة في جامعة النجاح من لانترنت في مجال قدراتهم الصحفية، والمجالات التي  تستخدم فيها، وقد استخدمت الدراسة المنهج المسحي من خلال أداة الاستبيان . وقد كانت عينة البحث عن طريق الحصر الشامل وذلك لصغر حجم مجتمع البحث. ومن أهم نتائج الدراسة:-

أ-يستخدم غالبية المبحوثين الانترنت بدرجة اعلي من وسائل الإعلام الاخري، ويحققون فائدة كبيرة في مجال دراساتهم الصحفية.

ب-يري الطلبة انه بالإمكان الاستفادة من الانترنت في تطوير قدراتهم الصحفية، سواء كانت تصفح للمواقع المختلفة، أم من خلال الحصول علي فرص التدريب، أو من خلال نشر موادهم.

الدراسة الثانية-دراسة كوثر احمد سعيد -تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وتأثيرها علي نظرية حارس البوابة: دراسة وصفية علي القائم بالاتصال في الإعلام السوداني(6)

سعت الدراسة إلي تحليل نظرية حارس البوابة الإعلامية واختبار مدي قوة ثباتها في ظل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وتكونت عينة الدراسة من القائمين بالاتصال في الإعلام السوداني وعينة من القائمين بالاتصال في الفضائيات العربية وعينة من جمهور المشاهدين، وقد جاءت الدراسة ضمن إطار الدراسات الوصفية واعتمدت الدراسة علي المنهج المسحي، وتم جمع البيانات عن طريق استمارة استبيان والمقابلة والملاحظة، ومن اهمم نتائج الدراسة:-

أ ان 83% من أفراد العينة يؤكدون ان هناك وضع غير ايجابي لحرية الإعلام والتعبير،، 94% يرون ان اختراق الإعلامي بواسطة شبكات التلفزة والانترنت اثر علي السيادة القومية للدولة لم يعد بمقدورها ان تحجب سيل الرسائل المتدفقة إليها من خارج الحدود.

ب-أكد اغلب المبحوثين ان من يملك التكنلوجيا هو من يفرض هيمنته علي إنتاج  القيم والرموز،واعتبر 95% ان الصحافة الالكترونية ومساحات الحرية والتعبير في الوسائط الالكترونية جعلت عملية حراسة البوابة في الصحافة الورقية عديمة الجدوى.

الدراسة الثالثة-دراسة مني محمد الاكشر-العوامل المؤثرة علي  القائم بالاتصال في المواقع المصرية(7)

هدفت هذه الدراسة الي التعرف عي ثاثير خصائص الانترنت والجمهور  المصري علي العمل المهني للقائم الاتصال في المواقع المصرية الالكترونية، ووقعت الدراسة ضمن إطار الدراسات الوصفية التي اتبعت المنهج المسحي وقد شملت الدراسة مسؤولي التحرير في صحف: الأهرام وبوابتها الالكترونية- إخوان اون لاين-محيط-مصراوي –المصريون-اسلام اون لاين، ومن ابرز نتائج الدراسة

أ-يفضل80% من المحررين عينة الدراسة الاستمرار في العمل بالمواقع الالكترونية، وكان السبب الأول في مبرراتهم للاستمرار بالعمل في المواقع الالكترونية هو إجادتهم للعمل، وتحصيلهم وخبرتهم الجيدة فيه.

ب-يستخدم 99%من أفراد العينة الفيس بوك ويملكون حسابات شخصية علي الموقع، ويغلب علي الاستخدام الطابع الاجتماعي والمهني.

الدراسة الرابعة-دراسة إسماعيل احمد برغوت- اعتماد الشباب الفلسطيني علي الشبكات الاجتماعية وقت الأزمات(8)

ركزت الدراسة في أهدافها علي معرفة مدي اعتماد الشباب الفلسطيني علي مواقع التواصل الاجتماعي وقت الأزمات، ورصد أهم الأزمات التي يهتم الشباب الفلسطيني بمتابعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي،الي جانب الكشف عن أسباب ودوافع الشباب الفلسطيني للاعتماد علي مواقع التواصل الاجتماعي وقت الأزمات، واعتمدت الدراسة علي المنهج المسحي، مستخدمة أداتي الاستبيان ومجموعات المناقشة المركزة،، وتمثلت أهم نتائج الدراسة في التالي:-

أ-أن غالبية المبحوثين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي منذ أكثر من ثلاثة سنوات

ب-يعتمد المبحوثون بدرجة متوسطة علي شبكات التواصل الاجتماعي للحصول عللي المعلومات حول الأزمات.

الدراسة الخامسة- دراسة نورة عببدالله احمد-اثر التعرض للشبكات الاجتماعية علي الانترنت في إدراك القضايا والإحداث الجارية لدي عينة من الشباب الجامعي(9)

هدفها الرئيس التعرف علي العوامل التي تؤثر علي تعرض الشباب الجامعي للشبكات الاجتماعية وإدراك القضايا والأحداث الجارية، وتندرج الدراسة ضمن الدراسات الوصفية، معتمدة علي المنهج المسحي، مستخدمة  أداة الاستبيان، ومن أهم نتائج الدراسة:-

  • بينت الدراسة ان70.8% من أفراد العينة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي شكل دائم.
  • تعد شبكات التواصل الاجتماعي مصدرا مهما للمعلومات
  • ارتفاع درجة ثقة الشباب الجامعي في المعلومات حول القضايا والاحداث الجارية التي يلتمسونها من الشبكات الاجتماعية.

الدراسة السادسة-دراسة هشام سكيك-  دور شبكات التواصل الاجتماعي في توعية الشباب الفلسطيني بالقضايا الوطنية (10)

ركزت الدراسة في التعرف الي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في توعية الشباب الفلسطيني بقضاياه الوطنية، والتعرف الي مدي تناول هذه الشبكات للقضايا الوطنية الفلسطينية، والتعرف لدوافع الشباب الفلسطيني لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ، واهم الاشباعات المتحققة، اعتمدت الدراسة علي منهج المسح،واستخدمت الدراسة ثلاث أدوات لجمع  البيانات هي :- تحليل المضمون، والاستبيان الالكتروني،  والمقابلة، زمن أهم نتائج الدراسة:-

أ-احتلت قضية الأسري في سجون الاحتلال المرتبة الأولي في القضايا المنشورة من عينة البحث علي الفيس بوك.

ب-جاءت الأخبار التي تتناولها شبكات التواصل الاجتماعي بدون مصدر في طليعة الأخبار،

  • جاء الفيس بوك في طليعة مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها أفراد العينة في تناول القضايا الوطنية.

حدود استفادة الباحث من الدراسات السابقة:-

  • صياغة عنوان مناسب للدراسة تميز بتحديد العلاقة بين استخدام الإعلاميين السعوديين لمواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بالتعبير بالكتابة عن قضايا منطقتهم.
  • الاستفادة من الدراسات السابقة في تحديد نوع الدراسة والمنهج المتبع.
  • تحديد النظريات المفسرة للدراسة وذلك عن طريق المقارنة ببين هذه الدراسة والدراسات السابقة المشابهة.
  • الاطلاع علي استمارات الاستبيان في الدراسات السابقة والاستفادة منها في صياغة استمارة هذه الدراسة.

النظريات المفسرة للدراسة :-

ولتفسير وتحديد أبعادها هذه الدراسة اعتمد الباحث علي نظريات

  1. الاستخدامات والاشباعات
  2. نظرية وضع الأجندة

نظرية الاستخدامات والاشباعات :-

تعتمد هذه النظرية علي مفاهيم علم نفس الاجتماع ، وتتجه الي فهم استعمال الناس لأجهزة الاتصال من منظور الفوائد التي يجنيها الأفراد من استعمال تلك الأجهزة .

ويتم الإشباع وفقاَ لهذه النظرية علي المراحل التالية (11):-

1/ وجود أسباب نفسية واجتماعية تؤدي لتكون حاجات needs  عند أفراد المجتمع .

2/ تعود أفراد المجتمع علي احتواء قنوات الاتصال (في حالة هذه الدراسة الصحف الالكترونية ) علي مواد ومواضيع مساعدة علي إشباع تلك الحاجات ذات البعد النفسي والاجتماعي (في هذه الدراسة مستوي المعرفة بالمنظمات الإرهابية )

3/ تؤدي هذه الحاجات وذلك التعود إلي توقع أحداث معينة

4/ تعرض الأفراد لقنوات الاتصال علي أساس فردي رغبة لإشباع تلك الحاجات .

5/ حدوث إشباع للتوقعات والحاجات من خلال الاطلاع علي ماتحتويه القنوات الإعلامية (في هذه الحالة الصحافة الالكترونية ) وتولي بحوث الاستخدام والتشبع إلي ايلاء الجمهور دوراَ فاعلاَ في العملية الاتصالية ، لذا فهي في تقدير الباحث نظرية مناسبة لتفسير ظاهرة التعرض وعلاقتها بمستوي معرفة الأشياء .

نظرية وضع الأجندة :-

تقع هذه النظرية في بحوث التحليل الوظيفي للأنظمة الاجتماعية ، لذا فهي مناسبة لتفسير الظواهر المرتبطة بهذا البحث ، وتركز النظرية علي الدور الذي تلعبه أجهزة الاتصال في تحديد درجة أهمية القضايا العامة لدي الجماهير (في هذه الحالة علاقة التعرض للصحافة الالكترونية بمستوي معرفة الشباب بالمنظمات الإرهابية ) . وذلك عن طريق العرض والتركيز والتكرار والبروز وغيرها من وسائل العرض الإعلامي (12).

وترتبط نظرية وضع الأجندة بالأخبار والموضوعات التي تختارها المؤسسة الإعلامية وتقدمها لجمهورها ، وفقاَ للترتيب التالي :-

  1. يقرر المحرر في أي مؤسسة صحفية في كل يوم المواضيع والأخبار وفقاَ لخيارات معينة خاصة لمؤسستهم من بين كمية من المعلومات الواردة .
  2. بعد عملية الاختيار يقوم المحررون باختيار بعض الموضوعات والأخبار التي تستحق الإبراز لتأخذ حيزاَ من الأهمية .
  3. يؤثر هذا البروز في جعل المتلقي يحس بأهمية هذه الموضوعات مما يجعلها أكثر الموضوعات قابلية للتعرض .

ووفقاَ لهذه النظرية يري الباحث أن أخبار المنظمات الإرهابية تجد مساحة كبيرة في التغطية الإعلامية مما يؤثر في مستوي معرفة الشباب المتلقين بالمنظمات الإرهابية .

تحليل وتفسير البيانات

 

اعتمد التحليل علي المتوسطات والنسب المئوية.

 

الشكل الاول يوضح توزيع افراد العينة حسب النوع

ومن خلال الشكل يتضح لنا ارتفاع نسبة الذكور العاملين في مجال الاعلام حيث بلغت نسبتهم93% وهي نتيجة تتفق وطبيعة المجتمع السعودي المحافظ.

 

شكل رقم (2) يوضح توزيع افراد العينة حسب العمر

 

من الجدول يتضح ان اعلي فئات الاعمار وقعت في الفترة العمرية من 20 سنة الي اقل من 40 سنة وذلك علي النحو التالي:-

من 20 الي اقل من 25 سنة جاءت في المقدمة بنسبة28،4%

تليها النسبة من 30 الي اقل من 35 سنة في المرتبة الثانية وبنسبة بلغت23،1%

وتلتها الفئة العمرية من 25 الي اقل من 30 سنة وبنسبة بلغت17،2%

ويلاحظ ان كا الفئات اعلاه تقع ضمن اطار فئات الشباب ممايعني ان الصحفيين من فئة الشباب يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي اكثر ممن هم خارج اطار فئة الشباب أي اكثر من 40 سنة.

 

الشكل رقم (3) يوضح نوع المؤسسة التي يعمل بها افراد العينة

 

جمم

 

من خلال الشكل اعلاه جاء العاملون بالصحافة الالكترونية في المقدمة بنسبة بلغت 52،4% وتلاهم الذين يعملون باكثر من وسيلة في المرتبة الثانية وبنسبة بلغت 29،9% وهذا يعني ان العاملين بالصحافة الالكترونية اكثر اهتماما بمواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للمعلومانت

 

الشكل رقم(4) يوضح صفة العمل لافراد العينة

 

من خلال الشكل اعلاه يتضح ان الغالبية العظمي من افراد العينة يعملون بصفة التعاون وذلك بنسبة79،7% وهذا يتناسب مع طبيعة الصحافة الالكترونية  ويؤكد نتيجة الجدول الثالث.

 

شكل رقم (5) يوضح المستوي التعليمي لافراد العينة

 

من الشكل اعلاه يتضح ان الغالبية العظمي من افراد العينة من الجامعيين وذلك بنسبة82،5 % وهذا يتناسب فعلا مع الفئة العمرية لافراد العينة والتي جاء ذكر ها في الجدول الثاني.

 

 

الجدول (6) يوضح نوع الجهاز المستخدم في التعرض والاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي

 

من الشكل اعلاه حاز الجوال علي نسبة عالية كوسيلة للاستخدام وهذا ئوكد ان الجولات الذكية ساهمت بشكل كبير في زيادة استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي وقد بلغت نسبة مستخدمي الجوال 62،3% .

 

الشكل رقم(7) يوضح درجة اعتماد افراد العينة علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات في تناولهم لقضيا المنطقة

 

من الشكل اعلاه يتبين لنا ان الاعتماد علي مواقع التواصل الجتماعي قد تساوي تقريبا بين الاعتماد عليها بدرجة عالية ودرجة متوسطة وذلك بنسبة 47،2 للاعتماد بدرجة عالية و 46،6 للاعتماد بدرجة متوسطة ، وهذا يدل علي ان الاعتماد علي مواقع التواصل الاجتماعي كبير.

 

الشكل رقم(8) يوضح الاوقات المناسبة للتعرض لمواقع التواصل الاجتماعي

 

 

من خلال الشكل اعلاه يتضح ان نسبة 39،3% من افراد العينة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي  لاكثر من اربعة ساعات وهي نتيجة تتفق مع كل الدراسات التي اجريت في هذا المجال

عند سؤال افراد العينة عن الوقت المناسب تبين  ان افراد العينة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي طوال  اليوم بنسبة اكبر حيث بلغت نسبتهم 45،5% وهذا التوقيت يتناسب مع نتيجة الوسيلة المستخدمة وهي الجوال حيث انه يمكن استخدام الجوال طوال اليوم.

 

الشكل رقم (9) يوضح درجة الثقة في المعلومات التي يتحصل عليها افراد العينة من مواقع التواصل

 

 

 

 

يوضح الشكل اعلاه درجة الثقة في المعلومات التي يتلقاها افراد العينة من مواقع التواصل الاجتماعي حيث اشارت الاغلبية العظمي من افراد العينة انهم يصدقونها لكن يحتاجون لتأكيدها من مصادر اخري وذلك بنسبة بلغت 85،9 وتدنت نسبة الذين يسقون بها مباشرة وبلغت فقط 1،8%

 

 

شكل رقم (10)  يوضح تقييم افراد العينة للمعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن احداث المنطقة

 

 

 

من الشكل اعلاه يقيم افراد العينة ان المعلومات التي يتلقونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مهمة وتعكس احداث المنطقة، مما يعني تاثرهم بتلك المعلومات

 

 

شكل رقم (11) يوضح درجة مصداقية المعلومات التي يتلقاها افراداد العينة من مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

 

من الشكل اعلاه يتضح ان درجة مصداقية المعلومات متوسطة وهذا يتسق مع النتيجة التي رأت انهم يصدقون المعلومات ولكن يحتاجون الي تاكيدها من مصادر اخري ، وقد بلغت نسبة من يري ان درجة المصداقية متوسطة 60،3%

 

 

جدول رقم (12) يوضح نوع المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن احداث المنطقة

 

 

 

 

 

 

من خلال الشكل السابق جاءت الاحداث الاجتماعية في الصدارة وبنسبة بلغت 66،1% ولعل هذا يتفق وطبيعة مواقع التواصل الاجتماعي تلتها الاحداث السياسية وبنسبة بلغت 38،7% ولعل ارتفاع هذه النسبة مقارنة بالموضوعات الاخري يعود لطبيعة الاحداث التي تشهدها المنطقة.

 

جدول رقم (13) يوضح اسباب اعتماد افراد العينة علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر لمعلوماتهم عن المنطقة

 

 

 

 

 

من خلال الشكل يتضح  ان اغلب افراد العينة وبنسبة بلغت 57،5% يرون ان قرب المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي جعلهم يعتمدون عليها بشكل كبير، اما السبب الثاني فهو رؤية افراد العينة ان مواقع التواصل الاجتماعي تتمتع

 

 

شكل رقم (14) يوضح نوع القضايا التي تناولها افراد العينة وكان مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي

 

يوضح الشكل اعلاه ان الاخبار كانت هي اهم الكتابات التي كان مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يتناسب مع نتيجتين سابقتين الاولي طبيعة عمل افراد العينة حيث ان اغلبهم متعاونين، اما النتيجة الثانية المتفقة مع هذا الشكل فهو ان اغلب افراد العينة يعملون بالصحافة الالكترونية والتي بطبيعتها اخبارية.

 

شكل رقم (15) يوضح درجة استفادة افراد العينة كمصادر لمعلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعي في التعبير عن قضايا المنطقة

 

 

 

من الشكل اعلاه ان هناك فائدة من المعلومات الواردة من مواقع التواصل الاجتماعي ، ولكنها تراوحت بين استفادة لحد ما  بنسبة 68،1% بينما اوضح 27،1% انهم استفادوا من معلومات مواقع التواصل الاجتماعي لحد كبير، ويتضح من ذلك ان اغلب افراد العينة يستفيدون من معلومات مواقع التواصل الاجتماعي.

الشكل رقم (15) يوضح ابرز معوقات الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي

ضعف خدمات الانترنت

 

عدم الثقة في المضامين الواردة في مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

 

 

الوسيلة التي اعمل بها لاتثق في معلومات مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

باستعراض نتائج الاشكال اعلاه نجد ان من يعتبرون ضعف خدمات الانترنت احد الموعوقات للاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي ان نسبة 65% من افراد العينة يوافقون ان ضعف خدمات الانترنت يعتبر معوق للاستفادة

اما  من حيث درجة ثقة افراد العينة فيري 60،2% انهم يوافقون الي حد ما ان  ثقتهم ليست كاملة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتكاد نسبة الذين يرون ان المؤسسات الي يعملون بها تثق لحدما في المعلومات التي تنسب لمواقع التواصل الاجتماعي وبنسبة بلغت 64%

 

 

نتائج وتوصيات الدراسة

1-جاء الذكور في المرتبة الاولي بنسبة 93% من افراد العينة ، وهذا يتناسب وطبيعة المجتمع السعودي حيث يقل عدد الاناث المشتغلات في حقل الاعلام.

2-كشفت الدراسة  ان اغلب افراد العينة يقعون ضمن الفئات من 20 سنة الي 40 سنة وهذا العمر يتناسب مع طبيعة الصحافة الالكترونية.

3-اوضحت الدراسة ان اغلب افراد العينة يعملون بالصحافة الالكترونية فقط وبلغت نسبة هؤلاء 52،4%

4-بينت الدراسة ان الغالبية العظمي من افراد العينة يعملون بصفة متعاون وذلك بنسبة79،4%

5-اشارت الدراسة في مجال المستوي التعليمي ان معظم افراد العينة وبنسبة82،5% من فئة الجامعيين

6-كشفت الدراسة ان اغلب افراد العينة يستخدمون الجوال فقط في التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي

7-اوضحت الدراسة ان افراد العينة يعتمدون علي مواقع التواصل الاجتماعي في امدادهم بالمعلومات حول منطقتهم ولكن بشكل متفاوت، حيث بلغت من يعتمدون عليها كليا 47،2%، بينما بلغت نسبة من يعتمدون عليها بشكل متوسط 46،6%

8- توصلت الدراسة الي ان 39% من افراد العينة يقضون اكثر من 4 ساعات في تصفح مواقع التواصل   الاجتماعي وهي النسبة الاعلي

9-بينت الدراسة ان افراد العينة الذين يتعرضون لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل دائم هم النسبة الاعلي وبلغت نسبتهم 45،5%

10- كشفت الدراسة ان 85،9% من افراد العينة يصدقون المعلومات الواردة من مواقع التواصل الاجتماعي ولكن يبحثون عن تاكيد لها من مصادر اخري

11-يري اغلب افراد العينة وبنسبة بلغت 62،4% ان المعلومات التي يتلقونها من مواقع التواصل الاجتماعي مهمة وتعكس قضايا منطقتهم

12-اوضحت الدراسة ان 60،5% من افراد العينة يرون ان مصداقية مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات متوسطة وهذا يتناسب مع النتيجة(10)

13- اوضحت الدراسة ان المعلومات الاجتماعية تاتي في صدارة الموضوعات التي تكون مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا لها وذلك بنسبة بلغت 66،1% تليها اخبار الحوادث والجرائم

14-بينت الدراسة ان السبب الاساسي الذي يجعل افراد العينة يعتمدون علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات يرجع في تقديرهم الي انها الاقرب للحدث

15- اكدت الدراسة ان الاخبار التي يبعثها افراد العينة للمؤسسات التي يعملون بها يكون مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بنسبة70،7%

16-توصلت الدراسة ان 68،1% من افراد العينة يرون انهم استفادوا من المعلومات التي يتلقونها من مواقع التواصل الاجتماعي ولكن بدرجة متوسطة

17- يري69،5 من افراد العينة يرون ان ضعف خدمات الانترنت في مناطقهم يقف حجر عثرة دون الاستفادة الكاملة من مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات

18- يري60،2 من افراد العينة ان عدم الثقة لحدما في مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر ايضا معوقا دون الاستفادة الكاملة من المعلومات الواردة عبر تلك المواقع

19- كشف 64،5% من افراد العينة انهم يوافقون لحد ما ان عدم ثقة المؤسسات الي يعملون بها تعتبر ايضا معوق دون الاستفادة من معلومات مواقع التواصل الاجتماعي

 

التوصيات

من خلال استعراض ادبيات هذه الدراسة نوصي بالتالي

1-ضرورة تعميق العلاقة بين وسائل الاعلام التقليدي والاعلام الجديد وعلي راسه مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة منها كمصادر للاخبار

2-اختيار مجموعات ذات صدقية عالية بواسطة الصحفيين تجعلهم قريبين من مصادر الاخبار

3-اخضاع مجموعات تواصل الاجتماعي بين الصحفيين ومصادر اخبارهم لمزيد من الدراسات باعتبارها مجالا جديدا في بحوث الاعلام

 

4-افراد صفحات للاخبار الواردة في مواقع التواصل الاجتماعي واتاحة الفرصة لتفاعل القراء لتاكيدها او نفيها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

  1. مجمد بن عبدالعزيز الحيزان-البحوث الاعلامية-0اسسها –اساليبها- مجالاتها- الطبعة الثالثة-مطبعة السفير- الرياض-2010م –ص29
  2. عامر قنديلجي-البحث العلمي-اسسه-اساليبه- مفاهيمه-اواته-دار المسيرة-عمان-2008م –ص99
  3. المرجع نفسه –ص78
  4. المحكمون-بروفسور مبارك يوسف محمد خير-الدكتور طارق الجزولي-الدكتور مكي محمد مكي
  5. محمد بن عبدالعزيز الحيزان-مرجع سابق ص123
  6. فريد ابوضهير-استخدام طلبة الصحافة في جامعة النجاح للشبكة الانترنت والاشباعات المتحققة منها في تعزيز قدراتهم الصحفية-مجلة الجامعة الاسلامية للبحوث الانسانية-الجامعة الاسلامية بغزة- المجلد العاشر- العدد الاول 2102
  7. كوثر احمد سعيد- تكنلوجيا الاتصال والمعلومات وتأثيرها علي نظرية حارس البوابة-دراسة وصفية علي القائم بالاتصال في الاعلام السوداني- رسالة دكتوراة غير منشورة-ام درمان –جامعة ام درمان الاسلامية 2011
  8. مني احمد ال كشر –العوامل المؤثرة علي القائم بالاتصال في المواقع الاكترونية- رسالة دتوراة غير منشورة-بنها- جامعة بنها
  9. اسماعيل احمد برغوت- اعتماد الشباب الفلسطيني علي مواقع الشبكات الاجتماعية وقت الازمات-رسالة ماجستير- غير منشورة –القاهرة-معهد البحوث والدراسات العربية 2014
  10. نورة عبدالله احمد- اثر التعرض للشبكات الاجتماعية علي الانترنت في ادراك القضايا والاحداث الجارية- رسالة ماجستير – غير منشورة- القاهرة – كلية الاعلام وتكنلوجيا الاتصال-جامعة مصر للعلوم والتكنلوجيا 2014
  11. هشام سكيك- دور شبكات التواصل الاجتماعي في توعية الشباب الفلسطيني بالقضايا الوطنية – رسالة ماجستير غير منشورة –غزة-كلية الاداب –الجامعة الاسلامية -2014
  12. محمد عبدالحميد-نظريات الاعلام واتجاهات التاثير-القاهرة- عالم الكتب -1997م –ص 77
  13. منال هلال المزاهرة –نظريات الاتصال – عمان – دار المسيرة للنشر والتوزيع – 2011 ص142

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مواقع التواصل الاجتماعي  ودورهافي رسم الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية لدى الطلاب السعوديين دراسة تطبيقية على عينة من طلاب جامعة جازان

 

 

 

 

 

* تخرج الباحث من كلية الآداب جامعة امدرمان الإسلامية قسم الصحافة والإعلام وكان عضواً باتحاد طلاب الجامعة إضافة لعضويته للكثير من الجمعيات الطلابية .

(1) حنان أحمد سويلم – التعرض للقنوات الفضائية الأجنبية وعلاقتها بالهوية الثقافية لدي الشباب بالجامعي :المجلة المصرية بحوث الإعلام – العدد 25 – يوليو ديسمبر -2005م –ص .

(2) سها فاضل – العلاقة بين التعرض للصحف المصرية والوعي بقضية الارهاب الدولي لدي الشباب الجامعي – المجلة المصرية لبحوث الرأي العام – العدد 20يناير 2004م – ص 187.

(3) جابر موسى بوجرك – اتجاهات كلية الإعلام نحو قراءة الصحف الالكترونية الفلسطينية – دراسة لاستكمال درجة الماجستير – جامعة الأقصى كلية الإعلام – 2007م

(5) محمد سالم موسى المنقي – دور الصحافة المحلية الليبية في التوعية بقضايا التنمية البشرية – رسالة دكتوراه – جامعة القاهرة – منشور تلخيص لها البحوث الإعلامية – طرابلس – تصدر عن مركز البحوث والمعلومات والتوثيق الإعلامي – العدد 2007م – ص 183.

(1) الفيتو ري صالح السبطي – الصحافة المحلية والتنشئة السياسية في ليبيا – رسالة ماجستير – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة التحدي ليبيا – 2004م

(2) محمد عبد الحميد – بحوث الصحافة – عالم الكتب – القاهر – الطبعة الثانية – 1997م – ص 94.

(3) محمد عبد الحميد – المرجع نفسه –ص 2.

[1] تم  اخذ هذه  البيانات  من دفاتر  رصد المترددين  الموجودة  في المقاهي  بقصد  رصد الحسابات .

* –          الدكتور  مكي محمد  مكي

  • الدكتور مبارك  يوسف  محمد خير
  • الدكتور محمد فرح  كرم الله

 

 

(1)  عاطف عدلي العبد : الإعلام وثقافة الطفل، القاهرة، دار المعارف 1995م ص63

1) علي عجوة: العلاقات العامة بين النظرية والتطبيق – علم  الكتب – القاهرة 2001م ص 88

(1)  إبراهيم  الميفيني : شبكات  التواصل الاجتماعي منضدة داعش الافتراضية  ومغناطيس الشباب – مقال- صحيفة الغد – عمان الأردن – 11 شباط 2016م

(2)  محمود عبد الفتاح حافظ الصيرفي- البحث العلمي – الدليل التطبيقي للباحثين –  دار وائل – عمان – 2001م ص 28

(1)  عبد الباسط محمد حسني – أصول البحث الاجتماعي – القاهرة- مكتبة مدبولي 1991م ط11 ص 249

* البروفيسور مبارك يوسف محمد خير- أستاذ الإعلام بجامعة جازان و الدكتور مكي محمد مكي – أستاذ مشارك بجامعة وادي النيل- الدكتور ابن عوف حسن أستاذ مساعد في الإعلام بجامعة جازان

(1) محمد بن عبد العزيز الخيرات- البحوث الإعلامية – أسسها- أساليبها – مجالاتها – مطبعة سفير – الرياض – 2010م ص71

(1)  قينان عبد الله الغامدي- التوافق والتنافر بين الإعلام التقليدي والأعلام الالكتروني- ورقة بحثية مقدمة إلى ندوة الإعلام والأمن الالكتروني – مايو 2012م جامعة نايف للعلوم الأمنية

(1)  محمد الراجحي – الصورة الذهنية لجماعة الأخوان المسلمين في الصحافة الالكترونية المصرية. مقدمة لمركز الجزيرة للدراسات – الدوحة – يونيو 2014م

(2)  علي بن شويل القرني – العلاقة بين الإعلام والإرهاب – ورقة مقدمة للدورة التدريبية عن الإعلام ودوره في التصدي للإرهاب والذي نظمته جامعة نايف للعلوم الأمنية – قطر يوليو2005م

(1)  إيمان عبد الرحيم السيد الشرقاوي – جدلية العلاقة بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية – دراسة تطبيقية على شبكات التواصل الاجتماعي – ورقة مقدمة  لندوة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب – جامعة نايف الأمنية – الرياض 2014م

(1)  عادل ضيف الله- دور الصورة الذهنية في تعزيز السلام الاجتماعي 0 ورقة غير منشورة – كلية الموسيقى والدراما  جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا- بدون تاريخ

(2) عبد العزيز تركستني – دور أجهزة العلاقات العامة في تكوين الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية – دراسة مقدمة للمنتدى الثاني للجمعية السعودية للإعلام والاتصال – عن صورة المملكة العربية السعودية في العالم – اكتوبر 2004م

(1)  حسن علوان – موضوعة الإرهاب في الفضائيات العربية – أطروحة دكتوراه ،غير منشورة،  الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك 2008م

(1) عبد النبي عبد الطيب – فلسفة ونظريات الاعلام- دار العالمية – القاهرة – 2013م ص130

(1)  محمود فلندر – مقدمة في الاتصال الجماهيري – دار عزة للنشر والتوزيع – الخرطوم 2003م ص204

(2)  حسن عماد  مكاوي – ليلي حسين السيد – الاتصال ونظرياته المعاصرة- الدار المصرية اللبنانية – القاهرة 1998م ص244

(1)  مصطفى النمر – غادة البطريق – المدخل إلى الاتصال بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد – مكتبة المتنبي – الرياض- 2006م ص164

(2)  فلاح عامر الدهمش – الاتصال – أسسه ووسائله ونظرياته – مكتبة المتنبي – الرياض – 1435هـ  ص179

([21]) منى عطية خزام – البحث في الخدمة الاجتماعية أسس منهجية وتطبيقات العملية، المكتب الجامعي الحديث ،القاهرة،2105،ص44

(*) يبلغ عدد الصحف الالكترونية بجازان حيث يعمل الباحث والمصدق لها بالعمل 25 صحيفة الكترونية .

([22]) السيد أحمد المصطفى – البحث العلمي مفهومه واجراءاته – بنغازي – منشورات جامعة قاريوش 1994م ص210.

([23]) ذوقان عبيدات وعبد الرحمن عدس وكايد عبد الحق – البحث العلمي مفهومه وادواته – منشورات جامعة قاريوش 1994م ص 210.

([25]) تولي الجامعات السعودية في اقسام الاعلام اهتماماً كبيراً بالصحافة الالكترونية ، ففي قسم الصحافة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة جازان تدرس المقررات التالية : استخدام الحاسب الالى والانترنت في الصحافة ، والصحافة الالكترونية ، النشر المكتبي ، والتحرير الصحفي للصحافة الالكترونية ، مصادر المعلومات ، نظم المعلومات ، تصميم المواقع الالكترونية ، اضافة للتدريب العملي

([26]) 1- البروفيسور مبارك يوسف محمد خير : استاذ الاعلام بجامعة جازان.

2- الدكتور مكي : الاستاذ المشارك بقسم الصحافة جامعة وادي النيل.

3- الدكتور ابن عوف حسن ابن عوف : استاذ الاعلام بجامعة جازان.

(1) محمد عبود مهدي : أخلاقيات العمل الصحفي – المفهوم والممارسة بحث منشور بمجلة جامعة أهل البيت – الأردن – العدد الثالث – بدون تاريخ

(2) يحي اليحياوي: الأخلاق في مجتمع الإعلام – مركز الجزيرة للدارسات – الدوحة – قطر- سبتمبر 2014م

([27]) د/ أحمد عبد المجيد – ازمة المسؤولية المهنية في صحافة عراق ما بعد الحرب – منشورات كلية الاعلام ، جامعة بغداد – بغداد – بدون تاريخ.

(2)  حسينة بو شيخ- بيئة العمل الصحفي وأثرها في ممارسة أخلاقيات المهنة- بحث منشور في مجلة رؤى إستراتيجية – ابريل 2014م

(1)*معتز صديق الحسن : مدى التزام الصحافة السودانية بالضوابط الاخلاقية للنشر الصحفي – دراسة وصفية على عينة من قيادات العمل الاعلامي بحث دكتوراه غير منشور – جامعة وادي النيل – السودان 2014م

 

(1)*د. نواف حازم خالد و أ- خليل ابراهيم محمد – الصحافة الالكترونية –ماهيتهاوالمسؤولة التقصيرية الناشئة عن نشاطها – بحث منشور – مجلة التشريعية والقانون العدد 46 ابريل 2011م – بغداد

 

(1)عبدالنبي عبدالله الطيب – فلسفة ونظريات الاعلام – الدار العالمية للنشر – القاهرة 2014م – الطبعة الثانية – ص 107

(2)دجيهان أحمد رشتي – الاسس العلمية لنظريات الاعلام – دار الفكر العربي – القاهرة – 1966-الطبقة الثالثة – 298

 

(1)نسرين حسونة : نظريات الاعلام والاتصال- بدون دار نشر – 2015م ص60

(1)*ترك للمجوعتين اختيار اكثر من خيار

 

 

 

 

 

 

تحليل وتفسير البيانات والنتائج والتوصيات والخاتمة

جدول رقم ( 1 ) يوضح متغير الجنس في البيئة :

المفردة التكرار النسبة
ذكر 81 45 %
أنثى 69 46 %
المجموع 150 100

 

جدول رقم : ( 2 ) يوضح المستوى التعليمي :

المفردة التكرار النسبة
ثانوي فما دون 36 24 %
جامعي 63 44 %
فوق الجامعي 48 32 %
المجموع 150 400 %

 

يلاحظ من الجدول الثاني ارتفاع نسبة الشباب الجامعي بين أفراد العينة ( 44 %  جامعي – 32% فوق الجامعي ) مما يؤثر إلى الثقة في إجاباتهم وذلك لارتفاع مستوى الوعي بين المجموعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم ( 3 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي. حين تم سؤالهم عن إمتلاك حساب أو مشاركة في قروب :

المفردة التكرار النسبة
نعم 134 89,3 %
لا 16 10,7 %

 

يكشف الجدول الثالث أن معظم أفراد العينة من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة : 89,3 % مما يعني أن أراءهم في باقي أسئلة الاستبيان ذات أهمية.

 

جدول رقم : ( 4 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي .

المفردة التكرار النسبة
بانتظام 86 57,3%
أحياناً 28 20,9%
نادراً 20 13,3%
المجموع 134 100%

 

يظهر من الجدول أن غالبية أفراد العينة وبنسبة : 57,3% منتظمون في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي.

 

باستعراض الجدول ( 5 ) نجد أن الفيس بوك والواتس أب جاءت في الصدارة من بين مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بين أفراد العينة ، وبنسبة متساوة 250 % لكل موقع .

 

 

 

 

جدول رقم ( 6 ) يوضح توزيع العينة حسب طبيعة تصفح المواقع ترك لأفراد العينة حرية اختيار أكثر من سبب .

المفردة التكرار النسبة
أكتفى بالتصفح 50 13 %
اشارك بالتعليق 120 30 %
أشارك بنشر موضوعات خاصة 130 33 %
أقوم بإعادة ما وصلت عبر مواقع أخرى 90 24 %
المجموع 390 100

 

يوضح الجدول رقم ( 7 ) درجة تفاعل أفراد العينة مع المواقع حيث يقوم  33 % من أفراد العينة بنشر موضوعات خاصة أو جاء في المرتبة الثانية المشاركة بالتعليق بنسبة 30%.

 

جدول رقم : ( 8 ) يوضح عدد الساعات التي يقضيها أفراد العينة في تصفح المواقع :

المفردة التكرار النسبة
ساعة واحدة في اليوم 15 11 %
ساعتين 15 11 %
ثلاث ساعات 30 22 %
أربع ساعات 30 22 %
خمس ساعات 40 24 %
اكثر من خمس ساعات 4 10 %
المجموع 132 100%

 

 

 

 

 

جدول رقم : (9 ) يوضح أسباب متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي :

المفردة التكرار النسبة
تمشياً مع المجتمع 71 47,3%
متابعة الأخبار 5 3,3%
متابعة الإعلانات 20 13,3%
التسلية وملء الفراغ 38 25,3%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن نسبة كبيرة من أفراد العينة : 47,3% يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي من باب التقليد للجماعات التي ينتمون إليها ، وهذا يكشف تأثير الجماعات المرجعية في انتشاراستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الجدول رقم : ( 10 ) يوضح أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما بين أفراد العينة . ( يمكن اختيار أكثر من بديل ) :

المفردة التكرار النسبة
فيسبوك 130 25 %
الواتس أب 130 25 %
تويتر 90 14 %
اليوتيوب 70 13 %
الانستقرام 60 12 %
المجموع 480 100%

 

من خلال الجدول ( 8 ) يتضح أن معظم أفراد العينة يقضون فترة تتراوح بين ( 3 ) ساعات إلى ( 5 ) ساعات وذلك بنسبة : 22 % و 24 % وهي فترة مناسبة للمتابعة.

 

 

جدول رقم ( 11 ) يوضح ما إذا كان أفراد العينة قد مارسوا إنتهاكا لخصوصية الآخرين :

المفردة التكرار النسبة
نعم 20 12 %
لا 124 88 %
المجموع 134 100%

يوضح الجدول أعلاه أن أغلب أفراد العينة لم يمارسوا انتهاك الخصوصية .

 

جدول رقم : ( 12 ) يوضح دوافع أفراد العينة في عدم ممارسة انتهاك الخصوصية.

المفردة التكرار النسبة
دوافع دينية وأخلاقية 80 65 %
عدم معرفة أساليب الانتهاك 10 8 %
خوفا من العقاب القانوني 34 27 %
الجملة 124 100 %

 

يوضح الجدول أن الدوافع الدينية والأخلاقية كانت العاصم لأفراد العينة من ممارسة انتهاك خصوصية الأفراد.

جدول رقم ( 12 ) يوضح تعرض اقرار العينة لانتهاك خصوصية

المفردة التكرار النسبة
نعم 95 70.6 %
لا 39 29.2%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن ممارسة انتهاك الخصوصية سلوك موجود بين الشباب بدليل تعرض 70.6% لعملية انتهاك الخصوصية.

جدول رقم ( 12 ) يوضح دوافع انتهاك الخصوصية حسب وجهة نظر المبعوثين:

المفردة التكرار النسبة
بسبب الفضول 40 25,7%
التشهير وتشوية السمعة 60 44%
بث الافكار الهدامة 10 13,3%
عرض المواد الاباحية 24 17%
المجموع 134 100%

من الجدول اعلاه يتضح ان التشهير وتشويه السمعة هو اقوي الاسباب لانتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 13 ) يوضح الطرق المستخدمة في جمع المعلومات المساعدة في انتهاك الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
استخدام البريد الالكتروني في مخاطبة مجهولين 20 12,5%
إضافة اصدقاء غير معروفين 20 12,5%
التسوق الالكتروني في المواقع غير المؤمنة 20 12,5%
الدخول للمواقع المشبوهة 74 62,5%
المجموع 134 100%

من الجدول يتضح ان الدخول للمواقع المشبوهة هو اقصر الطرق التي توؤدي للدخول في متاهة انتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 14 ) يوضح أشكال انتهاك الخصوصية التي تعرض لها افراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
نشر صور فاضحة 10 06%
سحب صور وبيانات شخصية 10 06%
استخدام ارقام الهواتف 10 06%
إرسال رسائل مزعجة 20 12%
مخاطبة  اصدقاء بإسمي 15 10%
التهديد باستخدام المعلومات ضدي 69 60%
المجموع   100%

من خلال الجدول يتضح ان اغلب افراد العينة الذين تعرضوا لانتهاك الخصوصية قد استخدمت المعلومات في تهديدهم وابتزازهم

جدول رقم ( 14 ) يوضح أكثر الفئات انتهاكاً للخصوصية حسب وجهة نظر أفراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
الأطفال 10 08%
المراهقون 60 44%
الشباب 60 44%
كبار السن 4 06%
المجموع 134  

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان من يمارسون انتهاك الخصوصية هم المراهقون والشباب وذلك بنسبة 44%

جدول رقم ( 15 ) يوضح كيفية حماية الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين 60 44%
التأكد من عقود استخدام المواقع 30 22%
عدم الانضمام للمواقع المجهولة 30 22%
الحذر عند استخدام برمجيات جديدة 14 07%
تعلم التقنيات الحديثة 10 05%
المجموع 134 100%

 

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين كرادع ضد انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة44% ثم جاء التاكد من عقود استخدام المواقع ومدي التزامها بحماية الخصوصية ثم عدم الانضمام للمواقع المجهولة وذلك بننسبة 22%

النتائج

1-كشفت الدراسة ارتفاع نسبة الجامعيين وفوق الجامعيين من المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعيبنسبة”44$و32%” علي التوالي

2-اوضحت الدراسة ارتفاع درجة المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي وشكلوا اغلبية افراد العينة بنسبة بلغت 89,3%

3-بينت الدراسة انتظام اغلب افراد العينة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وبنسبة بلغت 57,%

4-جاء الوات ساب والفيس بوك في طليعة مواقع التواصل التي يتابعها افراد العينة وبنسبة بلغت 25% لكل موقع وهذا يتناسب مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

5-توصلت الدراسة الي ان33%من افراد العينة تقوم بنشر موضوعات خاصة بهم وان 30%تشارك بالنقاش للموضوعات المنشورة من اخرين وهذا يعني تفاعل افراد العينة علي مواقع التواصل الاجتماعي

6كشفت الدراسة ان اغلب افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي بين 3-5 ساعات يوميا وهذا يتفق مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

7-بينت الدراسة ان 47,3% من افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي تمشيا  وتقليدا لغيرهم من افراد المجتمع

8- اوضحت الدراسة ان اغلب افراد العينة لم يمارسوا عملية انتهاك خصوصية الاخرين بنسبة بلغت 88%

9-وحول الاسباب التي منعتهم من عدم انتهاك خصوصية الاخرين جاءت الاسباب الدينية والاخلاقية في المقدمة وبنسبة بلغت65% ثم جاء الخوف من العقاب في المرتبة الثانية بنسبة 27%

10-كشفت الدراسة ان نسبة كبيرة من افراد العينة قد تعرضت لشكل من اشكال انتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 70,6%

11-وحول اسباب انتهاك الخصوصية كشف افراد العينة ان التشهير واشانة السمعة ياتي في صدارة الاسباب التي تؤدي لانتهاك الخصوصية بنسبة44% يليه الفضول بنسبة25,7%

12-بينت الدراسة ان الدخول للمواقع المشبوهة هو الذي يؤدي في الغالب لانتهاك الخصوصية وبلغت نسبة 62,5%

13-ابرزت الدراسة ان اخطر اثار انتهاك الخصوصية هو التهديد والابتزاز باستخدام المعلومات التي تم استخلاصها من انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة60%

14-كشفت الدراسة ان الشباب والمراهقين هم اكثر الفئات ممارسة لانتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 44%

15-ابانت الدراسة ان نسبة 44% من افراد العينة يرون ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين هي الحل الناجع ضد عمليات انتهاك الخصوصية

التوصيات

بعد استعراض نتائج الدراسة توصي الدراسة بالتالي:-

1-اخضاع موضوع انتهاك الخصوصية لمزيد من الدراسات

2-تعلية قيم الدين والالتزام الاخلاقي بين الشباب حتي تكون عاصما لهم من انتهاك خصوصية الاخرين

3-عدم الدخول للمواقع المشبوهة

4 – اتخاذ تدابير متشددة عند فتح حسابات واستخدام كلمات مرور معقدة وتغييرها من حين لاخر

5- عدم قبول طلبات الصداقة من مجهولين وعدم الرد علي اتصالاتهم

المراجع:-

 

-راسم محمد الجمال-مناهج البحث في الدراسات الاعلامية-القاهرة-اصدارات كلية الاعلام-جامعة القاهرة-1999 ص2

2-محمد عبد الحميد-البحث العلمي في الدراسات الاعلامية-القاهرة-عالم الكتب-ص10

3محمد وليد البطش وفريد كامل ابوزينة-مناهج البحث العلمي-تصميم البحث الاحصائي-عمان-دار  المسيرة للنشر والتوزيع-دار المريخ-2006 ص389

4-سليم خالد-ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي والمتمعات المحلية-دار المتنبيللنشر-الاردن-ص13

5-الويكي بيديا

6-عزة مصطفي الكحكي-اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ور سائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية-دراسة ميدانية علي طلبة جامعة الشارقة 2009

7-هشام البرجي-تأثير شبكات التواصل الاجتماعي علي العلاقات الاجتماعية للأسرة المصرية-المركز العربي للبحوث والدارسات-2016

7-

8-

9-مريم ناريمان نورمان-استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر-بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في الاعلام والاتصال –جامعة الحاج الخضر –باتنة 2012

10محمد الحديدي-نظريات الاعلام واتجاهات حديثة في دراسة جمهور الراي العام-دمياط-مكتبة نانسي دمياط-2006 ص17

11عمادالدين مكاوي السيد- الاتصال ونظرياته المعاصرة –القاهرة-الدار المصرية اللبنانية 1998ص75

12-نهي العبد-اطفالنا والقنوات الفضائية-القاهرة-دار الفكر العربي-2005ص17

13-فرج كامل-بحوث الاعلام والراي العام-القاهرة –دار النشرللجامعات-2005-ص88

14-عماد مكاوي واخرون- نظريات الاعلام-القاهرة-مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح- 2000 ص 248

 

الدليل العملي لبحوث الاعلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

 

 

 

 

الدليل العلمي  لبحوث الاعلام

 

 

 

 

 

 

إعداد : ا.د.عبدالنبي عبدالله الطيب

أستاذ الصحافة بجامعة جازان  بالمملكة العربية السعودية

أستاذ الصحافة بجامعة وادي النيل بالسودان

أستاذ الصحافة بجامعة شندي بالسودان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنواع البحوث

 

 

 

كان الأوائل من أساتذة البحث الاجتماعي كـ “الدكتور عبد الباسط حسن ” يقسمون البحوث إلي (بحوث صياغية أو كشفية ، وبحوث وصفية ، وبحوث تختبر فروضاً سببية ) . أما المحدثون منهم كالدكتور ” عماد صالح ” فيقسمونها إما بناء على الغرض منها كالبحوث (العلمية والبحوث التطبيقية) ، أو بناء على الدافع أو الهدف من البحث كالبحوث (النظرية التي تهدف إلي زيادة المعرفة ، التطبيقية ، والموقفية التي تهدف إلى إيجاد حلول لمشكلات معينة) ، وهنالك من يقسمها حسب المنهج المستخدم كالبحوث الوصفية التي يدخل تحتها (الدراسات المسحية ـ وتحليل المضمون / والدراسات التطويرية ، ودراسة الحالة ، وتحليل العمل ، ودراسات العلاقات بين المتغيرات) ، ثم البحوث التاريخية والبحوث التجريبية .

أنواع المناهج :

يعرف المنهج بأنه مجموعة من القواعد العامة المصاغة من أجل الوصول إلي الحقيقة في العلم ، أو أنه الطريق المؤدي إلي الكشف عن الحقيقة في العلوم عن طريق طائفة من القواعد العامة التي تحدد العمليات التي يمكن عن طريقها الوصل إلى نتيجة ملموسة عند دراسة مشكلة ما .

والواقع أن مناهج البحث متعددة وتختلف حسب تصنيفات المشتغلين بها . وقد صنفها بعضهم على أنها (المسح الاجتماعي ، ودراسة الحالة ، والمتهج التاريخي ، والتجريبي ، و الأنثروبولوجي ، والفلسفى ، والإحصائي ، والتتبعي ) ، ويرجع اختلاف علماء المناهج في تصنيفها إلى رؤيتهم لبعضهم على أنها ناهج جزئية متفرعة من أخرى رئيسة . أما أبرز هذه المناهج كما حددها الدكتور ” أحمد النكلاوي ” ويره ، فهي المسح الاجتماعي ودراسة الحالة والمنهج التاريخي التجريبي والمنهج المقارن والمنهج النقدي والمنهج التقويمي والمنهج الإحصائي . / خصائص البحث الجيد

تقول الدكتورة خديجة جان والدكتورة  حنان النمري في بحثهما الموسوم بعنوان ” المهارات اللازمة لإعداد البحوث العلمية للماجستير والدكتوراه” ، إلى مؤتمر البحث العلمي في العالم الإسلامي : الواقع الآفاق ، الذي انعقد بالجامعة الإسلامية بماليزيا . تقولان عن  الأخطاء التي يقع فيها بعض الباحثين في مجال فكرة البحث ومضمونه وأفكاره التالي :

وتحليل النتائج جميعها ، وعرضها في جدول ، وإعلان قبول الفرض أو رفضه ؛ مع عدم ربط نتيجة كل فرض بنتائج الدراسات السابقة ، ثم عرض ذلك في مؤخرة الفصل في عدم تجاوز العنوان الحد المسموح به من الكلمات وهو ما بين خمس عشرة إلي اثنين وعشرون كلمة .

عدم التمييز بين ألفاظ الدراسات التي تخضع للمنهج الوصفي عن تلك التي تخضع للمنهج شبه التجريبي ، مثال استخدام كلمة (أثر) في الأبحاث الوصفية ، أو كلمة (مدى) في الأبحاث شبه التجريبية  .

صياغة مقدة الرسالة بصورة شخصية وذلك باستخدام ضمير المتكلم بكل أنواعه مثال : (أنا ، ونحن ، ونرى ، وقد انتهت في هذا الموضوع إلي … ونحو ذلك )

عدم التدرج المنطقي في عرض المعلومات بالانتقال من العام إلي الخاص ؛ تمهيداً لتحديد المشكلة ، فلا يشعر القارئ بالحاجة الماسة لإجراء الدراسة ، أو وجود نقص  في هذا المجال من الدراسات.

عدم تحديد أسباب اختيار المشكلة تحديداً دقيقاً .

عدم تحديد الجهات التي سوف تستفيد من نتائج الدراسة .

تحديد المشكلة في صورة سؤال ؛ أي تحويل عنوان البحث إلى صورة استفهامية ، دون تقديم توطئة مبسطة عن الحاجة إلي دراسة هذه المشكلة ، ثم الانطلاق إلي سؤال البحث الرئيس .

الخلط بين أهداف البحث وأهميته ، وبالتالي عدم التمييز بين الأهداف المتوقعة أن تضيفها نتائج الدراسة ، والتي تنبثق من أسئلة وفروضه ، وبين الأهمية العلمية والعلمية التي يمكنها أن تضفيها نتائج البحث للواقع ، وتخدم الوضع الراهن المتصل بمشكلة البحث العلمي .

الاكتفاء ببيان الحدود الزمنية ، والمكانية ، والبشرية ، وإغفال بيان الحدود الموضوعية للدراسة .

إغفال بيان التعريفات اللغوية أو التعريفات الاصطلاحية ، أو تقديم تعريفاً إجرائياً بعيدة عن التعريفات اللغوية والاصطلاحية ، أو متعارضة معها ، فتكون النتيجة ظهور تعارض اختلاف فكري ، وغموض معنوي يسود مصطلحات البحث .

عدم تقسيم الإطار النظري في مباحث مرتبطة بعنوان الدراسة ومتغيراتها ، وكذلك الإعماد على نقل النصوص دون التعليق عليها ، ودون إبراز موقف الباحث من النص المقتبس ، علماً بأن عدم اتقان طرق التوثيق النصوص المقتبسة حرفياً أو بتصرف ، يقود إلي عدم ظهور هوية الباحث في النصوص الواردة في الإطار النظري .

الخلط بين مجتمع الدراسة الأصلي المختار وعينة ، والإكتفاء أحياناً بالحديث عن العينة فقط ، دون تحديد طريقة اختيارها من مجتمع الدراسة ، ودون توضيح مبررات الاختيار ، وكذلك وصف وتحديد الطريقة الإحصائية الملائمة لطريقة اختيار العينة

تجاهل تحديد أسباب اختيار نوع الأداة ، وتفاصيل طريقة بنائها ومدى ارتباطها بمنهج الدراسة المستخدم، وتحكيمها وضبطها إحصائياً ؛ ومن خلال قياس صدقها وثباتها .

عدم استشارة المتخصصين في التحليل الإحصائي ، أو الاستعانة بهم دون معرفة أسباب اختيارهم لنوع المعادلات المطبقة لتحليل نتائج الأدوات .

عدم معرفة سبل التعامل مع البيانات الإحصائية الخاصة بالبحث ، وعدم التفرقة بين الإحصاء الوصفي ، والإحصاء الاستدلالي .

الإطالة في مساحة الجداول الإحصائية ؛ دون القدرة على اختيار المعادلات والأساليب المناسبة للوصول إلي نتائج باقل عدد من الجداول

عد تفسير البيانات والأرقام الواردة في جدول البحث ، ومقارنة الدلالة الإحصائية المعنوية بمستوى الدلالة في الجدول ، والذي على أساس تقبل أو ترفض الفرضية ، وإهمال تحديد الانحرافات المعيارية في حالة الاعتماد علي المتوسطات الحسابية ، التي تفيد في ترتيب العبارات والنتائج ترتيباً يعتمد على المتوسط الحسابي ثم الانحراف المعياري في حالة المتوسطات الحسابية .

العجز عن ربط نتائج البحث بنتائج الدراسات السابقة ، والاكتفاء بجمع عنوان مستقل (نتائج الدراسة وعلاقتها بنتائج الدراسات السابقة ).

إهمال كتابة نص الفرضية عند بداية التحليل ، وعرض الجدول الخاص بها ، والاكتفاء بذكر رقمها فقط ،  وفي حالة رفضها يهمل الباحث ذكر الفرضية البديلة .

الخلط بين مستخلص الدراسة الذي يجب وضعه في مقدمة الدراسة ، وملخص الدراسة الذي يجب وضعه في آخر الدراسة ، فقد يكتب البعض ملخص الخطة في صفحة ملخص البحث والعكس صحيح ، أو يعيد إعداد المستخلص ، أو يكتفي بعرض النتائج في نقاط .

الخلط بين صياغة التوصيات والمقترحات ، وتجاوز عدد التوصيات عدد نتائج الدراسة ، وكذلك خلط الهدف من صياغة المقترح بالهدف من صياغة التوصية وترى الدكتورة خديجة خان والدكتوره حنان النمري أن مثل هذه الأخطاء المتعلقة بفكرة البحث ومضمونه  وأفكاره تؤدي إلي فشل الباحث في توضيح فكرة بحثه ، واقناع القارئ بأهمية دراسته ، فتكون المحصلة إجراءات مضطربة ، وأفكار واستنتاجات مضللة ، وخطوات تتعارض مع قواعد إعداد البحوث العلمية المعتمدة من الكلية أو الجامعة .

 

خطواتُ البحث العلميِّ

يمرَّ البحثُ العلميُّ الكامل الناجح بخطواتٍ أساسيَّة وجوهريَّة، وهذه الخطوات يعالجها الباحثون تقريباً بالتسلسل المتعارف عليه، ويختلف الزمن والجهد المبذولان لكلِّ خطوة من تلك الخطوات، كما يختلفان للخطوة الواحدة من بحثٍ إلى آخر، وتتداخل وتتشابك خطواتُ البحث العلميِّ الكامل بحيث لا يمكن تقسيم البحث إلى مراحل زمنيَّة منفصلة تنتهي مرحلةٌ لتبدأَ مرحلةٌ تالية، فإجراء البحوث العلميَّة عملٌ له أول وله آخر، وما بينهما توجد خطوات ومراحل ينبغي أن يقطعها الباحثُ بدقَّةٍ ومهارة، ومهارةُ الباحث تعتمد أساساً على استعداده وعلى تدريبه في هذا المجال، وعلى أيَّة حال فخطواتُ البحث العلميِّ ومراحله غالباً ما تتَّبع الترتيبَ الآتـي:

1- تحديد المشكلة ووضع الفروض أو التساؤلات

2- تصميم البحث .

3- تحديد أدوات جمع البيانات والمعلومات.

4- الترميز  البيانات لإدخالها في الكمبيوتر

5- تفسير وتحليل البيانات للوصول للنتائج

وعموماً لا بدَّ من أن يُبْرِزَ الباحثُ تلك الخطوات بشكلٍ واضحٍ ودقيقٍ بحيث يستطيع قارئ بحثه معرفة كافَّة الخطوات التي مرَّ بها من البداية حتى النهاية؛ وهذا من شأنه أن يساعد القارئ في التعرُّف على أبعاد البحث وتقويمه بشكلٍ موضوعيٍّ ويتيح لباحثين آخرين إجراء دراسات موازيـة لمقارنة النتائج.

أولاً: تحديد مشكلة البحث ووضع الفروض والتساؤلات

بعد الشعور والإحساس بمشكلة البحث ينتقل الباحثُ خطوةً بتحديدها؛ وتحديد مشكلة البحث – أو ما يسمَّيها الباحثون أحيانا بموضوع الدراسة – بشكل واضح ودقيق يجب أن يتمَّ قبل الانتقال إلى مراحل البحث الأخرى، وهذا أمرٌ مهمٌّ لأنَّ تحديدَ مشكلة البحث هو البداية البحثيَّة الحقيقيَّة، وعليه تترتَّب جودة وأهميَّة واستيفاء البيانات التي سيجمعها الباحثُ ومنها سيتوصَّل إلى نتائج دراسته التي تتأثَّر أهميَّتُها بذلك، وهذا يتطلَّب منه دراسةً واعيةً وافيةً لجميع جوانبها ومن مصادر مختلفة، علماً أن تحديد مشكلة البحث بشكلٍ واضح ودقيق على الرغم من أهميَّة ذلك قد لا يكون ممكناً في بعض الأحيان، فقد يبدأ الباحثُ دراسته وليس في ذهنه سوى فكرة عامَّة أو شعورٍ غامضٍ بوجود مشكلةٍ ما تستحقُّ البحثَ والاستقصاء وبالتالي فإنَّه لا حرجَ من إعادة صياغة المشكلة بتقدُّم سير البحث ومرور الزمن، ولكنَّ هذا غالباً ما يكلِّفُ وقتاً وجهداً ، وإذا كانت مشكلة البحث مركَّبةً فعلى الباحث أن يقوم بتحليلها وردِّها إلى عدَّة مشكلات بسيطة تمثِّل كلٌّ منها مشكلة فرعيَّة يساهم حلُّها في حلِّ جزءٍ من المشكلة الرئيسة.

وهناك اعتبارات تجب على الباحث مراعاتها عند اختيار مشكلة بحثه وعند تحديدها، وعند صياغتها الصياغة النهائيَّة، منها ما يأتـي:

– أن تكون مشكلة البحث قابلةً للدراسة والبحث، بمعنى أن تنبثقَ عنها فرضيَّاتٌ قابلة للاختبار علميّاً لمعرفة مدى صحتها.

– أن تكون مشكلة البحث أصيلةً وذات قيمة؛ أي أنَّها لا تدور حول موضوعٍ تافه لا يستحقُّ الدراسة، وألاَّ تكون تكراراً لموضوع أشبع بحثاً وتحليلاً في دراسات سابقـة.

– أن تكون مشكلة البحث في حدود إمكانات الباحث من حيث الكفاءة والوقت والتكاليف، فبعض المشكلات أكبر من قدرات باحثيها فيضيعون في متاهاتها ويصابون بردَّة فعل سلبيَّة، ويعيقون باحثين آخرين عن دراستها.

– أن تنطوي مشكلةُ الدراسة بالطريقة التجريبيَّة على وجود علاقة بين متغيِّرين وإلاَّ أصبح من غير الممكن صياغة فرضيَّة لها.

– أن تكون مشكلة الدراسة قابلة أن تصاغَ على شكل سؤال،

– أن يتأكَّد الباحث بأنَّ مشكلة دراسته لم يسبقه أحدٌ إلى دراستها، وذلك بالاطِّلاع على تقارير البحوث الجارية وعلى الدوريَّات، وبالاتِّصال بمراكز البحوث وبالجامعات، وربَّما بالإعلان عن موضوع الدراسة في إحدى الدوريَّات المتخصِّصة في مجال بحثه إذا كان بحثُـه على مستوى الدكتوراه أو كان مشروعاً بنفس الأهميَّة،   كيف يحصل الباحث علي مشكلة بحث ؟

أولاً : اختيار موضوع الرسالة هو مهمة الطالب أولاً وأخيراً ، لكنها مهمة تحتاج إلى إرشاد المشرف وتوجيهه .

ثانياً : يرى العديد من الباحثين أن اختيار مشكلة البحث مسألة هينة وأنه يستطيع في أسبوع واحد انتقاء موضوع وتسجيله . وهناك من الباحثين من يراى أن احتيار الموضوع للبحث قضية كبيرة وأنه قد تمضي عليه الأشهر العديدة وهو يفكر فيها ، دون إن يصل إلى نتيجة .

ثالثاً : الواقع هو أن اختيار الموضوع هو أصعب جزء في عمل طالب الدراسات العليا . فالموضوعات لا تكشف عن نفسها بسهولة ، ولكنها تظهر وتتضح عندما يقرأ الطالب كثيراً في موضوع معين مدفوعاً برغبة ذاتيه . ذلك لأن الموضوع الجيد هو الذي يحظى باهتمام الباحث وشغفه . كما يجب أن يكون مناسباً لقدراته ، وإمكانياته .لأن الطالب قد يقضي في دراسته مدة أقلها سنتان ، فعليه أن يختار موضوعاً يحبه ، ويتفاعل عه ويمتزج به ويتصل بروحه يقبل دائماً عليه .

رابعاً : انطلاقاً من مبدأ ربط العلم بالحياة على الطالب أن يحاول احتيار موضوعاً ينتفع به علمياً بعد إتمامه .

خامساً : يجب أن يتميز الموضوع بالجدة والأصالة . كما يجب أن يكون فريداً من حيث طريقة المعالجة والنتائج النهائية التي تعتبر إثراء للمعرفة البشرية وإضافة لها . علماً بأن مرحلة الماجستير هي مرحلة إعداد وتعلم ، أما مرحلة الدكتوراه فهي مرحلة إبداع وابتكار ، ولا بد لطالب الدكتوراة أن يظهر شخصيته ويضع بصمته في سجل تاريخه العلمي تاريخ القسم الذي منحه هذه الدرجة .

وأياً كانت نظرة الطالب إلى هذه المشكلة فالآتي بعد هي بعض الإرشادات التي تساعد الطالب في اختيار مشكلة البحث ، …

يستطيع الطالب أثناء السنوات التمهيدية في الماجستير أو الدكتوراه عبر القضايا التي يعرضها أو يشرحها أساتذة المواد المختلفة أن يتلمس بعض الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة متعمقة يسجل فيها رسالته . وكلما كان الطالب وثيق الصلة بالاساتذه في تخصصه ، يجالسهم ويناقشهم ، سيتمكن بتوفيق من الله إلى الوقوف على الموضوعات التي تتطلب دراسة واسع وأعمق فيختار منها ما يلائمه ويوافق ظروفه .

أن يتعرف من القسم الذي يدرس فيه ، ومن مناقشة مختلف الأستاذة على الموضوعات التي يحتاجها القسم في تخصصات معينة ، وهذه النقطة تهم المعيدين والمدرسين والمساعدين بصفة خاصة على أساس أنهم سيقومون بالتخصص في تدريس مواد بعينها حينما يصبحون أعضاء هيئة تدريس .

تقوم بعض المؤسسات الخاصة والحكومية  او الدولية بتحديد الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة والتي قد تتطلب تمويلاً خاصاً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . ويمكن للباحث أن يتابع الاحتياجات البحثية لهذه المؤسسات ، ويتبنى أحد الموضوعات التي تحتاج للدراسة .

تساعد القراءة المكثفة الناقدة التي يقوم بها الباحث في مجال اهتمامه على التعرف على  نواحي القصور والنقض أو الضعف في بعض الموضوعات التي قام بالإطلاعه عليه ، فيدفعه هذا إلى محاولة إعادة دراسة هذه الموضوعات بطريقة يتلاقي فيها أوجه النقص والقصور هذه .

هناك في جال عمل الباحث عقبات توجهه ، كما يواجه أصحاب بعض الوظائف القيادية أو الاستشارية ، أثناء أدائهم لوظائفهم بعض العقبات التي تحتاج إلى حل . وتعتبر هذه العقبات فرصة طيبة للتعرف على المشكلات التي تحتاج إلى الدراسة .

تعتبر الندوات العلمية المتخصصة وما تنتهي إليه توصيات واحدة من الفرص الطيبة التي تعين الباحث على الوقوف على مشكلات تستحق الدراسة .

يلاحظ عدم اهتمام الباحثين المكثف بحضور مناقشات الرسائل العلمية ومتابعة ما يجري في2ها ، ولكن حضور هذه المناقشات يتيح لهم فرصة التقاط فكرة بحثية . كما أن بعض الرسائل العلمية الجديدة قد تشتمل على توصيات موضوعية لإجراء دراسات مستقبلية ، لم تكن في تطاق بحث صاحب الرسالة أو لم يتمكن من معالجتها لسبب أو لآخر ، فتكون فرصته يستفيد منها باحثون آخرون لإجراء بحوث فيها .

يساعد اطلاع الطالب أو احتكاكه بمن يطلعون ويتابعون الدوريات العلمية على فتح آفاق بحثيه لموضوعات تحتاج إلى الدراسة .

تساعد قواعد المعلومات العديدة المتخصصة والعامة التي يكن الوصل إليها عن طريق الشبكات الخاصة أو عن طريق الإنترنت بسهولة بالغة على اختبار الموضوعات التي في حاجة إلي دراسة .

من أقوى الميادين التي تشهد للباحث بالتميز هو اختباره لموضوع جديد للدراسة يرتبط ارتباطاً كبيراً بالبناء النظري أو المنهجي لتخصصة سواء من الناحية النقدية لنظريات أو مناهج قائمة ، أو احتباره لمداخل جديدة أوبيبان قصور أو عدم صلاحية نظريات أو مناهج معينة . ويرى الدكتور علي يحيى الآتي :

أن البرامج التي يمكن تطبيقها على الواقع العملي مثل برامج المسنين .. الخ تصلح كموضوعات للدراسة .

أن محاولة تطوير الأدوات تحتاج إلى جهود بحثية وإلى تطوير ، نظراً لأنها فهي ليست ناضجة بالدرجة الكافية .

أن السامحة البحثية بين العلوم مثل العلاقة بين الخدمة الإجتماعية والعلوم الأخرى كعلم النفس وعلم الاجتماع والطلب ، يمكن أن يخترقها الباحث للتجديد الدماء في بحوثهم .

يستطيع الباحث عند مطالعته للبيليوجرلفيا الخاصة بقسمه في الكلية أو الأقسام والكليات الأخرى ، اختيار مشكلة بحثية صالحة للدراسة ، فيختارها عادة من المجالات التي لم يتعرض لها الكثيرون أو تعرضت لها رسائل محدودة .. المشكلة هنا أن الطلاب ينظرون إلى هذه الببلوجرافيا من زاوية واحدة وهي عدم تكرار البحث .

الصحيح هو النظرة المتعمقة لهذه الببيليوجرافيا من زوايا مختلفة فيستطيع الطالب مثلاً أن يتعرف بسهولة على الموضوعات التي ليست فيها دراسات مكثفة عند اطلاعه على الإحصائية والرسوم البيانية الموجودة في آخر الببليوجرافيا .

تعالج وسائل الإعلام ن صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز مشكلات وقضايا اجتماعية ، سواء أثناء الحوارات ، أو عبر البرامج والمسلسلات والأفلام . وقد قيل أن الفنانين وكتاب القصص يملكون حساً اجتماعياً يفوق ما لدى المتخصصين من العلماء الاجتماعيين ، يمكنهم من أن  يكونوا أكثر تأثيراً على الناس وأكثر تعبيراً عن مشاكلهم الحياتية كما ظهر ذلك في مسلسلات عائلة الحاج متولي وتناولها لقضية تعدد  الزوجات مسلسل عاوزة أتجوز وتناوله لمشكلة العنوسة والمسلسلات التركية وتناولها لمشكلة الحب والخيانة الزوجية ، وهناك المشاكل الاجتماعية المعروضة في الصحف وتناول الصحفيين لها بأسلوب جاذب للجماهير مثل بريد الجمعة لعبد الوهاب مطاوع . وهناك فرق كبير بين أن يكون المشاهد فاعلاً أو منفعلاً بما يشاهد فالشاهد المنفعل مع أحداث البرنامج أو المسلسل لا يخرج منه إلا متاثراً ومقتنعاً بأفكاره أما المشاهد الفاعل فهو يتابع بعين الناقد الخبر الذي يرى العمل الفني تعبيراً عما يجري في المجتمع ، ويمكن أن يستنبط منها أفكاراً قد تصلح كموضوعات للدراسة .

من أقوى المهارات في اصطياد فكرة جديدة رصد ما يجري في المجتمع من تحولات وتغيرات ذات طابع اجتماعي في مرحلة ما قبل هدوء الأوضاع وتسجيلها ثم مقارنة ما يجري بعد استقراء الأوضاع … مثال ذلك أنه في فترة أحداث يناير حضر إلى مصر العديد من الباحثين في علم الاجتماع والاتثروبولوجيا لرصد الأحداث يحصلون بها على درجات علمية ، ويقومون فيها بعد صياغتها في نظريات تدريس في المعاهد والجامعات وتفيد صانعي القرار على المستوى السياسي والاستخباراتي .

من البديهي قبل أن يخطو الباحث خطواته الأولى في دراسته أن يتأكد من أن موضوع بحثه جديد ولم يسبق تسجيله أو دراسته حتى لا يضطر إلي التوقف عنده بعد سنوات إذا اكتشف أنه قد سبق تسجيله أو دراسته . ويتحقق الطالب عن ذلك بالوسائل الآتية :

الكتابة إلى الأقسام المماثلة في المؤسسات التعليمية الأخرى أو مراكز الأبحاث الأحرى التي تعنى بمثل هذه المشكلات البحثية .

الكتابة إلي مركز الأبحاث الحكومية أو الخاصة ، التي تعنى بمثل هذه المشكلات.

مراجعة الإصدارات الحديثة من الدوريات المتخصصة ذات الصلة الوثيقة

 

وعلى الباحث عند اختياره لمكشلة البحث مراعاة المعايير الآتية :

توافر الإمكانات المادية اللازمة للقيان بالبحث . مثال ذلك يراعى أن يكون لديه من الإمكانات ما يجعله قادراً على مواصلة الدراسة ، ومن هذه الإمكانات (الرسوم السنوية التي تطلبها الجامعة – مصروفات الانتقال من مكان الإقامة إلى موقع البحث  – مصروفات شراء المراجع أو تصويرها ….. الخ ).

توافر المراجع والمعلومات والأدوات المتعلقة بمشكلة البحث .

امكانية حصول الباحث على مساعدة وتعاون المسئولين الإداريين في مجال البحث الذي يقوم به . مثال ذلك إذا أراد باحث أن يدرس أثر التليفزيون على التحصيل الدراسي فإنه يحتاج إلى مساعدة وتعاون المسئولين في التلفزيون

التأكد من أن هناك فائدة عملية تتحقق من نتائج البحث الذي يقوم به ، وأن هناك جهات معينة سوف تستفيد من هذه النتائج .

التأكد من أن البحث سوف يضيف شيئاً جديداً إلى المعرفة الإنسانية ، بمعنى أنه سيتوصل لى حقائق غير معروفة . وفي حالة تكراره لبحث كان قد أجرى من قبل فيجب أن يكون غرضه من البحث هو تأكيد أو نفي نتائج هذا البحث بهدف الوصول إلى الحقيقة وراء هذا الموضوع إذا كان مثار جدل .

أن تكون المشكلة التي يختارها الباحث مشكلة عامة أو ذات طابع عام ، وتهم قطاعات كبيرة من الناس والمواقف مما يعطيها أهمية وقيمة علمية واجتماعية أكبر .

أن تكون مشكلة البحث قادرة على جذب اهتمام الباحثين الآخرين فيتناولون منها جوانب لم يتعرض لها البحث ، بمعني أن المشكلة تركت الباب مفتوحاً للعديد من الدراسات المكملة أو الضابطة . 15/ ملاحظات حول مشكلة البحث :

يواجه الباحثون في اختيار مشكلة البحث عدة صعوبات ، ومن أبرز هذه الصعوبات الآتي :

أولاً : عدم إدارك الفارق بين موضوع الدراسة ومشكلة الدراسة و الخلط بينهما .

هنالك من الباحثين من يختار مشكلة بحثية وهي في أصلها موضوع أو جال للبحث ، فيتوه فيه ، إلى أن يدرك أنه كان عليه من الأصل أن يطلع ويقرأ في هذا المجال قراءة عميقة ليختار منه مشكلة معينة يبدأ في دراستها موضوع الدراسة في الواقع هوقضية علمية عامة ، قد تكون حقلاً أو مجالاً عملياً معيناً يمكن أن يشمل على عديد من المشكلات البحثية . فالموضوع العلمي عام ، أما مشكلة البحث فهي خاصة بموقف أو قضية معينة في ظل حدود خاصة . ويكن القول بصورة أخرى أن موضوع البحث هو ” حقل معرفي عام يجب دراسته والإلمام به قبل البدء في التنقيب والبحث واختيار وصياغة المشاكل البحثية التي هي غالباً ما تكون قضية تطبيقية  محدودة الزمان والمكان والعلاقات والآثار ” . وتعرف القضية البحثية بأنها : ” موضوع يحيط به الموض ، أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير ، أو قضية هي موضع خلاف ، أو الشك  في صحة بعض النظريات والقوانين أو المسلمات ” ولا يمكن تحديد وصياغة مشكلة البحث إلا بعد مسح المجال العلمي ، كما لا يكفي لمسح المجال العلمي قراءة مرجع دراسي لمقرر معين بل يتعين مسح الأدبيات الدراسات الخاصة بهذا المجال .

ثانياً : عدم إدراك الفروق بين المستويات الأربعة للبحث العلمي

يلعب عدم إدراك الباحثين للفروق بين المستويات الأربعة للبحث العلمي دوراً كبيراً في أخفائهم في إعداد خطط بحوثهم وبالتالي عدم تمريرها . والواقع هو أن مشكلات البحث تتركز عادة على مستوى واحد من هذه المستويات  ومن المنطقي أن لا يتنقل الباحث من مستوى إلى المستوى التالي الا إذا كانت المشكلة بحثت في الدراسات السابقة على المستوى السابق لما يدرسة . فمن غير المنطقي مثلاً ان تتعلق مشكلة البحث في تفسير أسباب أو التنبؤ باتجاهات ظاهرة معينة مثلاً بدون أن يتعرف الباحث المقصود في هذه الظاهرة وصورها وأبعادها . ومن غير المنطقي كذلك أنتكون مشكلة الحث هي التحكم أو الحد من ظاهرة جريمة سرقة بين الأحداث مثلاً ولم يدرس الباحث أسباب هذه الظاهرة أو اتجاهاتها .

وهذه هي المستويات الأربعة للبحث العلمي :

المستوى الأول : فهم واقع ظاهرة لم تدرس من قبل ودراسة مضمونها وصورها وإبعادها وعناصرها وكيف كانت اتجاهات الظاهرة في الماضي .

المستوى الثاني : تفسير اسباب الظاهر إما بالوقوف على الأسباب والعوامل والمتغيرات التي أدت إلى ظهورها أو علاقتها بالظواهر الأخرى التي تتسبب فيها بالوقوف على دور ظاهر ما في حدوث الظاهرة محل البحث . ويلاحظ هنا أول محاولة تفسير الظاهرة يفترض أن الظاهرة مفهومة ومحددة الأبعاد والملاح على النحو الذي ورد في المستوى الأول .فهذا المستوى يتطلب إلمام ودراسة وملاحظة دقيقة من الباحث أدق من مجرد فهم الظاهرة كما جاءت في المستوى الأول .

المستوى الثالث : التبوء باتجهات الظاهرة مستقبلية أو أثرها على ظواهر أخرى ولا يكن للباحث أن يتناول محاولت التبوء بمثار ظاهرة معينة إلا اذا تم له فهم هذه الظاهرة وتم له تفسيرها كما ورد في المستويين الأول والثاني .

المستوى الرابع : التحكم في الظاهرة بتطويرها أو تفعيلها أو تخفيفها أو تحييد أثارها أو منع هذا التأثير على ظواهر أخرى أو تعيرها في اتجاهات مرغوبة بخدمة منظة ما أو المجتمع المحلي لتطبيق نماذج منهجية على ظاهرة معينة أو لتطوير نموذج جديد وتجربته ودراسه أثارها . ويتطلب الوصول على المستوى أن تكون الظاهرة محل البحث مفهومه (المستوى الأول) تم تفسيرها (المستوى الثاني) . وأمكن التنبؤ في تأثيرها وعلاقتها بالظواهر الأخرى (المستوى الثالث) .

والملاحظة عادة أن بعض الباحثين يختارون موضوعات بحوثهم بصورة عشوائية ويكون كل همهم مجرد تسجيل دون قراءة عميقة في مجالات هذه البحوث ودون معرفة للفرق بين المستويات الأربعة السابقة ودن تحديد دقيق للمستوى الذي يجب عليهم البدء به ولهذا نرى رسائل كبيرة الحجم تضمن المستويات الأربعة جميعها لا تقدم إضافة حقيقية للعلم ولا فائدة تطبيقية تعود على المجتمع .

أ- أسئلة البحث:

في ضوء ما سبق يمكن للباحث أن يحدِّد أسئلة بحثه  التي يسعى البحثُ مستقبلاً للتوصُّل إلى إجاباتها وذلك بصياغتها صياغة دقيقة.

التساؤلات في البحث العلمي هي ترجمة مفصلة لأهداف الدراسة ، وأية دراسة لها هدف رئيس ينبثق منه عدة أهداف فرعية ، ولكي تتحقق هذه الأهداف فلا بد من ترجمتها إلي تساؤلات أو فروض . ويرى الباحثين طالما أن تساؤلات البحث هي أهدافه ، حيث يغطي كل تساؤل هدف معين ، فأنه لا داعي لذكر الأهداف ، لكن البعض الاخر يرى أنه لا مشكلة هناك في ذكر التساؤلات والأهداف ، حتى ولو كان هناك تكراراً .

التساؤلات هي أسئلة استفهامية تلي السؤال الرئيسي مباشرة ويضعها الباحث ليشير من خلالها إلى النتائج المتوقعة في البحث على مستوى كل محور من محاور الدراسة عن طريق ربط كل تساؤل بحور عين ، ويكون عددها غير محدد.

تستخدم التساؤلات عادة في مرحلة الماجستير أما في مرحلة الدكتوراه ، فلا يكتفي بعمل تساؤلات فحسب ، بل يتم في الغالب الأعم اللجوء إلى صياغة الفروض البحثية .

تستهدف التساؤلات الإجابة على عدد من الأسئلة فقط مثل (من ، ماذا ، كيف ولماذا) بغرض وصف الواقع دون أن تتجاوز هذه الوصف إلى بناء علاقات بينها أو اختيار هذه العلاقات .

يجب أن تكون التساؤلات محددة وعميقة ، ولا تكون الإجابة معلومة عنها مسبقاً ولا بد أن تتسم أيضاً بدقة الصياغة ووضوح المعني ، وترجم ما تتضمنه المشكلة البحثية .

ثانياً : أهداف التساؤلات :

تفيد التساؤلات في تحديد المحاور الأساسية للدراسة وعدم خروج هذه المحاور عن هذه التساؤلات ، كما تفيد أيضاً في ربط عملية التحليل بالأهداف المبتغاة من البحث مثال ذلك إذا كان عنوان البحث يدور حول مشكلة الطلاق فإن التساؤلات سوف تدور حول محاور أساسية منهل أسباب الطلاق ، وتأثيره على التنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء وتأثير على التحصيل الدراسي لهم ، وهكذا … ث تسير عملية التحليل قي ضوء أهداف البحث

ثالثاً : صياغة التساؤلات

تصاغ التساؤلات في شكل استفهامي يطرح فيه الباحث ما يتوقعه من نتائج على مستوى الحور المقصود .

مثال ذلك : ما العوامل التي تجعل الشباب يتعرضون لمواقع التواصل الاجتماعي؟ ، ما تأثير التلفزيون على التنشئة الاجتماعية السلمية للأبناء ما تأثير التعرض للقنوات الفضائية في التحصيل الدراسي للأبناء ؟.

رابعاً : الفرق بين الفروض والتساؤلات

تستخدم التساؤلات غالباً في الدراسات الوصفية الاستطلاعية التي تسعى إلي التعرف على خصائص الجمهور من خلال والواقع دون تجاوز هذا الوصف إلي بناء علاقات واختبارها ، ويكون هذا غالباً في التخصصات التي لا تحتوي على تراكم معرفي كبير . أما الفروض فتصاغ في الدراسات التجريبية التي تستهدف وصف أو اختبار العلاقات السببية

ويمكن القول بمعنى أخر أن الفروض هي أجوبة افتراضية مبدئية مقترحة ومؤقتة تحتاج إلي إثبات ، وهي علاقة بين متغيرات ، ويحاول الباحث اختبار مدى  صحة وجود هذه العلاقة . أما التساؤلات فهي أسئلة تحتاج إلى إجابة لوصف الواقع ، تصاغ في شكل استفهامي ، وتصم متغيراً واحداً فقط .

يتوقف الخيار بين صياغة الفروض العلمية وطرح التساؤلات على عدد من الاعتبارات هي :

طبيعة المشكلة أو الظاهرة البحثية وأهدافها .

تعدد المتغيرات الحاكمة في المشكلة أو الظاهرة البحثية .

وفرة البيانات والحقائق وكفاية الإطار النظري .

خامساً : أمثلة للتساؤلات :

في دراسة بعنوان استخدامات المرأة العربية للمسلسلات التركية والإشباعات المتحققة كانت التساؤلات على النحو التالي :

ما أسباب مشاهدة عينة الدراسة للمسلسلات التركية ؟

ما أكثر القنوات التلفزيونة التي تشاهد فيها ؟.

ما أكثر المسلسلات التركية التي تفضل عينة الدارسة مشاهداتها ؟.

ما مدى موافقة عينة الدراسة على مشاهدة أبنائها للمسلسلات التركية ؟.

مع من تفضل عينة الدراسة مشاهدة المسلسلات التركية ؟.

ما مدى استفادة عينة الدراسة من مشاهدة المسلسلات التركية ؟.

ما مثالب مشاهدة المسلسلات التركية على المراهقين والمراهقات ؟.

 

 

كأن تكون مثلاً لدراسة موضوع: توزيع الصحف في مدينة جازان الإيجابيات والسلبيات ، بصياغة الأسئلة الآتيـة:

1- ما الأساليب المتبعة في توزيع الصحف في مدينة جازان؟

2- ما أكثر الصحف توزيعاً في مدينة جازان؟.

3- ما عدد المنافذ توزيع الصحف بمدينة جازان ؟.

4- ما دور عرض الصحف في البقالات ومحلات السوبر ماركت في توزيع الصحف السعودية؟.

5- ما أثر جودة المادة الإعلامية في توزيع الصحف؟.

6- ما أثر تمدد الإعلان بالصحف في توزيع الصحف؟.

7- ما الأفكار الجديدة لتوسعة مواعين توزيع الصحف جازان؟.

ًب: صياغة فرضيَّات البحث

يجب على الباحث في  بعض الحالات وفي ضوء المنهج العلميِّ أن يقوم بوضع الفرضيَّة أو الفرضيَّات التي يعتقدُ بأنَّها تؤدِّي إلى تفسير مشكلة دراسته، ويمكن تعريف الفرضيَّة بأنَّها:

1- تفسير مؤقَّت أو محتمل يوضِّح العوامل أو الأحداث أو الظروف التي يحاول الباحث أن يفهمَـها،

2- تفسيرٌ مؤقَّت لوقائع معيَّنة لا يزال بمعزل عن اختبار الوقائع، حتى إذا ما اختبر بالوقائع أصبح من بعد إمَّا فرضاً زائفاً يجب أن يُعْدَلَ عنه إلى غيره، وإمَّا قانوناً يفسِّر مجرى الظواهر كما قال بذلك باخ: هي ذكر في

3- تفسيرٌ مقترح للمشكلة موضوع الدراسة،

4- تخمينٌ واستنتاجٌ ذكيٌّ يصوغه ويتبنَّاه الباحث مؤقَّتاً لشرح بعض ما يلاحظه من الحقائق والظواهر، ولتكونَ هذه الفرضيَّة كمرشد له في الدراسة التي يقوم بها.

5- إجابةٌ محتملةٌ لأحد أسئلة الدراسة يتمُّ وضعها موضع الاختبار.

 

وعموماً تتَّخذ صياغـةُ الفرضيَّة شكلين أساسيَّين:

1- صيغة الإثبات: ويعني ذلك صياغة الفرضيَّة بشكلٍ يثبتُ وجود علاقة سواءٌ أكانت علاقة إيجابيَّة أم كانت علاقة سلبيَّة، مثال: توجد علاقةٌ إيجابيَّة بين شركات التوزيع وحركة بيع الصحف بمدينة جازان، أو توجد علاقةٌ سلبيَّة  شركات التوزيع وحركة بيع الصحف بمدينة جازان ؟

 

أهميَّة الفرضيَّة:

تنبثق أهميَّة الفرضيَّة عن كونها النور الذي يضيء طريقَ الدراسة ويوجِّهها باتِّجاهٍ ثابت وصحيح، ، فهي تحقِّق الآتي:

1- تحديد مجال الدراسة بشكلٍ دقيق.

2- تنظيم عمليَّة جمع البيانات فتبتعد بالدراسة عن العشوائيَّة بتجميع بيانات غير ضروريَّة وغير مفيدة.

3- تشكيل الإطار المنظِّم لعمليَّة تحليل البيانات وتفسير النتائج.

 

مصادر الفرضيَّة:

تتعدَّد مصادر الفرضيَّة، فهي تنبعُ من نفس الخلفيَّة التي تتكشَّف عنها المشكلات، فقد تخطر على ذهن الباحث فجأة كما لو كانت إلهاماً، وقد تحدث بعد فترة من عدم النشاط تكون بمثابة تخلُّصٍ من تهيؤ عقليٍّ كان عائقاً دون التوصُّل إلى حلِّ المشكلة، ولكنَّ الحلَّ على وجه العموم يأتي بعد مراجعةٍ منظَّمة للأدلَّة في علاقاتها بالمشكلة وبعد نظرٍ مجدٍّ مثابر،  ولعلَّ أهم مصادر الفرضيَّة قال المصادر الآتيـة:

1- قد تكون الفرضيَّة حدساً أو تخميناً.

2- قد تكون الفرضيَّة نتيجة لتجارب أو ملاحظات شخصيَّة.

3- قد تكون الفرضيَّة استنباطاً من نظريَّاتٍ علميَّة.

4- قد تكون الفرضيَّة مبنيَّة على أساس المنطق.

5- قد تكون الفرضيَّة باستخدام الباحث نتائج دراسات سابقـة.

ج – أهداف البحث:

الهدف من البحث يفهم عادة على أنَّه السبب الذي من أجله قام الباحث ببحثه، ويمكن أن تشملَ أهداف البحث بيان بالاستخدامات الممكنة لنتائجه وشرح قيمة هذا البحث، وعموماً لا يمكن أن تدلَّ أهداف البحث على تحديد مشكلته (موضوعه)، فالباحثُ عادة وبعد أن يحدِّدَ أسئلة بحثه ينتقل خطوةً إلى ترجمتها بصياغتها على شكل أهدافٍ يوضِّحها تحت عنوان بارز، فالباحث حين يختار لبحثـه موضوعاً معيَّناً (مشكلة بحثيَّة) يهدف في النهاية إلى إثبات قضيَّة معيَّنة أو نفيها أو استخلاص نتائج محدَّدة، وتحديد الأهداف هو مفتاحُ النجاح في البحوث، فقد يشعر الباحثُ أثناء البحث بالإحباط أو الارتباك، وقد لا يدري إن كانت الحقائق التي جمعها ملائمة أو كافية، ولا يسعفه في مثل هذه المواقف إلاَّ الأهداف المحدَّدة، فتحديد الأهداف ذو صلة قويَّة بتحديد مشكلة البحث، وهو لاحق لا سابق لتحديدها، والباحث الذي يجيد تحديد وحصر موضوعه أكثر قدرةً على صياغة أهداف بحثه، وما تحديدُ أهداف البحث إلاَّ تحديدٌ لمحاوره التي سيتناولها الباحث من خلالها، ومن المبادئ التي يمكن الاسترشاد بها عند كتابة أهداف البحث المبادئُ الآتـية:

1- أن تكونَ أهداف البحث ذات صلة بطبيعة مشكلة البحث.

2- أن يتذكَّرَ الباحث دائماً أنَّ الأهداف المحدَّدة خيرٌ من الأهداف العامَّة.

3- أن تكونَ الأهداف واضحة لا غامضة تربك الباحث.

4- أن يختبرَ وضوح الأهداف بصياغتها على شكل أسئلة.

د-مصطلحات ومفاهيم البحث: لا بدَّ لأيِّ باحث من قيامه بتعريف المصطلحات التي سوف يستخدمها في بحثه حتَّى لا يساء فهمها أو تفهم بدلالاتٍ غير دلالاتها المقصودة فيها بالبحث، فكثيراً ما تتعدَّد المفاهيمُ والمعاني الخاصَّة ببعض المصطلحات المستخدمة في الأبحاث التربويَّة، لذلك لا بدَّ أن يحدِّد الباحث المعاني والمفاهيم التي تتناسب أو تتَّفق مع أهداف بحثه وإجراءاته، وتعريفُ المصطلحات يساعد الباحث في وضع إطارٍ مرجعيٍّ يستخدمه في التعامل مع مشكلة بحثه، وتنبغي منه الإشارةُ إلى مصادر تعريفات مصطلحات بحثه إذا استعارها من باحثين آخرين أو أن يحدِّدَ تعريفاتٍ خاصَّة به، فمثلاً يتألَّف عنوان دراسـة: توزيع الصحف السودانية في مدينة جازان الإيجابيات والسلبيات من سبعة  مصطلحاتٍ علميَّة هي: توزيع، الصحف، السودانية ، مدينة ، الإيجابيات،السلبيات و، حيث يتم التعرف على هذه المصطلحات من حيث اللغة والاصطلاح والإجراء

مثال لصياغة الأهداف واستخدام الكلمات المفتاحية في الصياغة-الكشف-تحديد-معرفة-المساهمة

  1. الكشف عن اتجاهات الشباب السعودي نحو التعرض للصحافة الالكترونية .
  2. معرفة درجة اعتماد الشباب السعودي علي الصحافة الالكترونية في تتبع ومعرفة أخبار المنظمات الإرهابية
  3. تحديد أساليب تعاطي الشباب السعودي لما يصلهم من أخبار نحو المنظمات الإرهابية

المساهمة في وضع خطة إعلامية لمجابهة أعمال المنظمات الإرهابية واستغلالها للفضاء الاسفيري.

 

هـ: استطلاع الدراسات السابقة

تعدُّ هذه الخطوة بدايةَ مرحلةٍ جديدة من مراحل البحث يمكن أن يُطْلَقَ عليها وعلى لاحقتها الإطارُ النظريُّ للبحث أو للدراسة وهي المرحلة الثالثة، فبعد الخطوات الإجرائيَّة السابقة اتِّضحت جوانبُ الدراسة أو البحث فتبيَّنت الطريق للباحث وعرف طبيعة البيانات والمعلومات والحقائق التي ستحتاجها دراسته أو بحثه، وبما أنَّ البحوث والدراسات العلميَّة متشابكة ويكمل بعضُها البعضَ الآخر ويفيد في دراساتٍ لاحقة، ويتضمَّن استطلاع الدراسات السابقة مناقشة وتلخيص الأفكار الهامَّة الواردة فيها، وأهميَّة ذلك تتَّضح من عدة نواحٍ،) هي:

1- توضيح وشرح خلفيَّة موضوع الدراسة.

2- وضع الدراسة في الإطار الصحيح وفي الموقع المناسب بالنسبة للدراسات والبحوث الأخرى، وبيان ما ستضيفه إلى التراث الثقافيِّ.

3- تجنُّب الأخطاء والمشكلات التي وقع بها الباحثون السابقون واعترضت دراساتهم.

  • 4- عدم التكرار غير المفيد وعدم إضاعة الجهود في دراسة موضوعات بحثت ودرست بشكلٍ جيِّد في دراسات سابقـة. الدراسات السابقة واهميتها في البحث العلمي :

أولاً : المقدمة :

  • تعرف الدراسات السابقة بأنها ” الجهود البشرية السابقة التي بحثت الموضوع الذي يدرسه الباحث بعينه ـ أو موضوعاً مقارباً به من الزوايا ، وفي ظروف من الظروف البيئية المتعددة ، مما تم نشره بأي شكل من الأشكال ، بشرط أن تكون مساهمة ذات قيمة علمية . وقد يكون النشر بالطباعة أو بالمحاضرات أو الأحداث المذاعة صوتاً فقط ، أو ثوتاً وصورة  ، أو تم تقديمها لمؤسسة علمية للحصول على درجة علمية أو علي مقابل مادي أوبغرض الرغبة في المساهمة العلمية … ولا يندرج تحت هذه الدراسات ما يعد كتباً دراسية أ مدخل لا تأصيل فيها ، أي مجرد تجميع لمعلومات متوافرة ” (صيني) .
  • يكتفي الكثير من الباحثين في عرضهم للدراسات السابقة بيان كمية هذه الدراسات وموضوعاتها ومناهجها ومدى اتفاقها أو اختلافها مع موضوعات بحوثهم . لا يتحركون خارج هذه النقطة . ويمثل هذا خللاً في التعامل مع الدراسات السابقة .
  • يظن بعض الباحثين أن استعراضهم للدراسات السابقة استعراضاً وافياً سيؤدي إلي إلغاء بحوثهم أو التقليل من أهميتها ، وهذا خطأ يعود إلي عدم تفرقة الباحثين بين ما يعرضونه ضمن الدراسات السابقة وما يعرضونه في متن المادة العلمية للدراسة ، وبصورة لا يمكن الفصل الكامل فيها بين مساهمات الباحث ومساهمات من سبقوه .
  • من يريد إصدار حكم على دراسة سابقة ، وبعضها تجاوز مئات الصفحات ، لا بد له من قراءتها  قراءة متأنية ، وحسب منهج تقويمي محدد ، فلعله يخرج برأي يكون قريباً من الصواب ، تبرأ به ذمته . أما أن يتصفح الباحث قائمة المحتويات فيقرأ العناوين وربما يتصفح بعض المضمونات بسرعة فيخرج بانطباع ثم يكتب هذا الانطباع على أنه تقويم للدراسة التي أوردها . فهذا إجحاف بحقوق الجهود السابقة . وبخاصة إذا كانت المسألة تتعلق بنفي وجود شيء عن الموضوع في الدراسة السابقة أو تتعلق بتحديد مستوى مساهمتها .
  • محور الاهتمام في طريقة عرض الدراسات السابقة ليس هو من الذي كتب ؟ ولماذا قالت كل دراسة بشكل مستقل ؟ وفي أي كتاب ؟ ولكن محور الإهتمام هو ماذا قالت أو ذكرت تلك الدراسة السابقة البارزة مجتمعة حول نقطة من نقاط البحث المقترح ؟ وكيف كتب عن الموضوع ؟ وأحياناً كم عدد الذين كتبوا في الموضوع؟ وهل آراؤهم تفقة أم مختلفة أم متعارضة ، وإلي أي درجة ؟ وما التوجه العام أن سمتها البارزة ؟ ثم هل عالجت هذه الكتابات مجتمعه جميع عناصر المشكلة بشكل لا يترك مجالاً لدراسة أخرى في الموضوع ؟ أم عالجت بعض عناصرها فقط بصورة وافية ؟ أم عالجة جميع العناصر ولكن بصورة ضعيفة وبمناهج مهلهلة أدت إلي نتائج خاطئة

ثانياً : كيفية الاستفادة من الدراسات السابقة

يطرح الباحث أسئلة يبحث عن إجابتها في الدراسات السابقة

  1. ما هي الدراسات البارزة ذات العلاقة بموضوع البحث

عند استعراض الباحث للدراسات السابقة يجب أن يقتصر على الدراسات البارزة ، ذات العلاقة المباشرة بموضوع دراسته . ويجب أن يكون معيار البروز هنا كون الدراسة السابقة أفردت الموضوع بعمل مستقل ، ثم التي أفردت له فصلاً ، ثم التي أفردت له مبحثاً مستقلاً ، أو مطلباً ويلاحظ أن أمر درجة العلاقة والبروز نسبي يترك لتقدير الباحث . أما الفقرات والإشارات غير البارزة التي ظهرت عرضاً  في دراسات ليست وثيقة الصلة بموضوع البحث ، والمعلومات  التي صلتها ليست وثيقة فهي تندرج ضمن المادة العلمية التي سوف يؤلف منها الباحث صلب بحثه ، وتظهر مساهمة الباحث هنا في المجهود الذي يلم بهش عث مادة متفرقة أو متناثرة في مراجع عديدة أو توضيح قضية غامضة أو استنتاج جديد . ويجب عند عرض الباحث للدراسات السابقة أن يراعي ترابط فقرات الدراسات السابقة بشكل متسق ومنطقي .

  1. كيف تناولت الدراسات السابقة نقطة الارتكاز المحورية والعناصر الأساسية التي يتكون منها موضوع دراسة الباحث .
  2. ما هي النقطة التي يبدأ منها الباحث دراسته انتقالاً من الدراسات السابقة ؟

يجب أن يوضح الباحث كيف قادته الدراسات السابقة إلى النقطة التي سيبدأ منها دراسته المقترحة ، وكيف تعتبر النقطة المحورية في دراسته امتداد لنتائج الدراسات السابقة .

  1. كيف يبرهن الباحث على أهمية البحث انطلاقاً من الدراسات السابقة

عند البرهنة على أهمية البحث وجدوى تنفيذه يلزم الباحث أن يتأكد من عدم تطرق الدراسات السابقة للمشكلة من الزواية نفسها ، بالمنهج نفسه وجود قصور من حيث المضمون أو المنهج يستوجب إعادة البحث أو مزيد من الجهود البحثية . فالقصور في المنهج يؤدي إلي نتائج خاطئة ، والقصور في المضمون ، يعني وجود جوانب للموضوع لا تزال في حاجة إلى البحث للإضافة .

  1. كيف يحقق البحث المقترح تراكمية المعرفة في مجال التخصص :

يجب على الباحث بيان موقع البحث المقترح من الجهود السابقة في مجال البحث وإيضاح نوع المساهمة التي تقدمها الدراسة المقترحة في هذا المجال وذلك لتحقيق مبدأ تراكمية المعرفة في التخصص المحدد رم اختلاف المصادر التي تسهم بالبحث فيه وتعددها .

  1. ما هي الأفكار التي تزود بها الدراسات السابقة موضوع البحث ن زواية المنهج وما هية الإيجابيات والسلبيات في هذا النهج ؟

يجب على الباحث أن يبين الأفكار الجزئية والكاملة التي زودت الدراسات السابقة بها الباحث عن المنهج المناسب لإجراء دراسته . وما هي إيجابيات وسلبيات المناهج التي استعانت بها هذه الدراسات ليستفيد منها ، وما هي سلبيات هذه المناهج ليتجنبها .

  1. ما الذي أفادته الدراسات السابقة للبحث المقترح من زاوية أدوات البحث وغير ذلك ؟

يجب على الباحث بيان ما أفادته به هذه الدراسات من أدوات مثل : المعايير أو المقاييس أو فقرات مكونات الاستبانة  التي يحتاجها ، أو التعريفات الاصطلاحية والإجرائية ، أو برامج الحاسب الآلي المناسب لتحليل المادة العلمية ، أو الأجهزة اللازمة للبحث أو التقسيمات الرئيسة لموضوعات البحث . وهي إن لم تزوده ببعض هذه الوسائل فقد تزوده بأفكار لتصميم ما يناسب بحثه من الوسائل .

  1. ما هي المصادر العلمية التي لفتت الدراسات السابقة الباحث إليها ولم يكن بعرفها يجب على الباحث بيان ما زودته به هذه الدراسات من مصادر لم يكن يعرفها وأثبتتها هذه الدراسات في قوائم مراجعها
  2. كيف كشف الدراسات السابقة عن طبيعة المادة العلمية ؟

يجب علي الباحث بيان ما نبهت إليه الدراسات السابقة الباحث عن طبيعة المادة العملية الموجودة ، مثل : كون المادة العملية متيسرة أو صعبة المنال ، وكونها معقدة  أو غير معقدة ..

  1. كيف ساعدت الدراسات السابقة الباحث في صياغة الإطار النظري لدراسته .
  2. كيف ساعدت الدراسات السابقة الباحث بخلفية تمكنه من مناقشو نتائج بحثه في ضوئها .
  3. كيف عرفت الدراسات السابقة الباحث بالعقبات التي قد تعترض عملية البحث

ثالثاً : كيفية استعراض الدراسات السابقة :

يتم استعراض الدراسات السابقة وفقاً لما يلي :

  1. حصر الدراسات السابقة جميعها وذلك باستخدام البطاقات المستقلة بكل جزئية من المادة العلمية أو استخدام وثائق وملفات الحساب الآلي .
  2. وضع تصور للتقسيمات الرئيسة لفقرات عنصر الدراسات السابقة بحيث يضمن عرضها موضوعا بعد موضوع عبر الدراسات السابقة ، وبعبارة أخرى لا تستعرض الدراسات كاتباً بعد أو دراسة بعد دراسة وإنما لموضوعات الدراسات جميعها . مثال ذلك أن من أراد أن يبحث عن دور الخدمة الاجتماعية في التعامل مع المعاقين ، عليه أن يقسم الموضوع إلي المعاقين ذهنياً ، المعاقين حركياً ، المعاقين بصرياً … الخ فهذه الطريقة تمكن الباحث من المقابلة والمقارنة بين الأقوال المختلفة في الوضوع الواحد، لبيان أوجه الشبه والاختلاف بينها ، ومن ثم تصنيف هذه الأقوال في فئات ثم ترتيب ما نتوصل ليع من أصناف ، بطريقة تخدم الهدف من للدراسة ، مثل الوصول إلي الرأي المرجح .
  3. قد يضطر الباحث إلى تعديل التقسيمات الرئيسية للموضوعات – أحياناً – أثناء الاستعراض ومع هذا فأن على الباحث وضع تصور سابق لهذه التقسيمات . فوجود مثل هذا التقسيم الرئيسي الذي يصنف العناصر الدقيقة أو جزئيات البحث يضمن تسلسل الأفكار وتراكمها بطريقة تقود إلي البحث المقترح . كما ييسر تنظيم البطاقات التي تحمل المادة العلمية وإعادة تنظيمها .
  4. قراءة الباحث للدراسات السابقة المختارة بدقة تمكن الباحث من استعاب منهجها ونتائجها . هذا الاستيعاب يجب أن يكون إلي درجة تجيز للباحث بيان وجه النقص فيها فلا ينبغي للباحث أن يقرأ قراءة ناقل ، إذا عليه أن يقرأ قراءة ناقد تظهر معها شخصيته المستقلة وخلفيته المعرفية المتعمقة في موضوع البحث .
  5. على الباحث أن يناقش موضوعات الدراسات السابقة دفعه واحدة وذلك من مناقشة فقرات القصور في مل دراسة على انفراد . وتجنب هذه الطريقة الباحث تكرار المناقشة الواحدة وأدلتها للفقرات المتماثلة التي ترد في مواقع متفرقة ، أو تجنبه الاضطرار إلى تكرار الإشارة إلي المناقشة الأولى ، أو تجنبه التعارض بين الأقوال دون انتباه . وإضافة إلى ما سبق فان التكرار قد يشتت انتباه القارئ ويشوس عليه أفكاره . إن مناقشة كل فقرة وحدها ، لا بد من مناقشتها مع مثيلاتها دفعة واحدة دللي على عجز الباحث عن التحليل وعدم الاستيعاب الكافي لما ورد في الدراسة السابقة .فالاستيعاب الكافي والقدرة على التحليل عنصران أساسيان لأي دراسة علمية .

فليس المقصود من الاستعراض هو تحديد موقع البحث المقترح من كل دراسة على  انفراد ، ولكن من الدراسات السابقة مجتمعة . فقول الباحث الدراسة الأولى ودراستي تهدف إلي كذا ، والدراسة الثانية لم توف الموضوع حقه فيه تجني على كتابات الآخرين . فربما أن الدراسة المذكورة لم توف بعض النقاط حقها ؛ وهذا مبرر كاف لتنفيذ البحث المقترح . لكن ربما عالجت نقاطاً أخرى بشكل واف ، وليس في إمكان الباحث أن ياـي بأحسن منها ، وهذه إيجابيه يجب أن يثبتها الباحث للدراسة السابقة ؛ ولا يقلل هذا الإثبات من شأن الدراسة المقترحة . فالمطاول إذن هو أن يبرهن الباحث بما يستعرضه بأن الجهود السابقة في مجموعها لا توصد الباب أمام البحث المقترح ، وأن الدراسة المقترحة ستضيف شيئاً إلى الموضوع .

  1. حين يتعرض الباحث الدراسات السابقة لا يورد نصوصها كلها كما هي ، إن كانت طويلة ، ولكن يختصر أبرز نقاطها دون تشويه لها أو طس لمعالمها . أما إذا كان كل ما ورد في الدراسات السابقة إشارات قصيرة فالأفضل إيرادها بنصوصها .
  2. لا يجب على الباحث أن يتحدث عن مضمون أو نتائج الدراسات السابقة كلها وإنما يقتصر على ما له صلة وثيقة بمشكلة بحثه . فقد لا يهم الباحث من كتاب يتألف من عشرة مجلدات سوى فصول أو مباحث محدودة ، ذات صلة وثيقة بموضوع بحثه .فهو يستعرض هذه الجزئية ، يناقشها هي فقط إذا لزم الأمر . ولا علاقة له بالأجزاء الأخرى ، فلا يذكرها ، لا بخير ولا بخير .
  3. على الباحث أن يتجنب إصدار أحكام بالنقص أو القصور دون تقديم الدليل على تلك الدعوى . ومن الأخطاء الشائعة أن يقول الباحث ” لقد كتب فلان في الموضوع ولكن لم يوفه حقه …” وهو يتحدث عن كتاب ضخم مثلاً ، ربما لم يطلع على عناوينه الفرعية إطلاعاً كافياً . فالأفضل أن يسوق الأدلة فقط ، وإذا لزم التعليق فلا بد أن يسند تعليقه هذا بأدلة تسبقه . فيقول مثلاً : ” قال فلان كذا وكذا …. ويلاحظ أن هذا القول لا يشمل بعض الجوانب مثلا ً …. “
  4. لا تتم عملية الاستعراض بصورة مقبولة إلا بالتحليل . وهذا يعني حصر المعلومات المتناثرة في المراجع المختلفة .والحصر هنا عملية نسبية تختلف باختلاف الموضوعات . والتحليل يعني أيضاً تصنيف المعلومات المختلفة حسب التقسيمات الرئيسة للموضوعات التي أعدها الباحث من قبل لموضوعات بحثه ، والتي تمثل العناصر الرئيسة لموضوع البحث .

والتحليل يعني – أيضاً – ترتيب وتنظيم هذه الأصناف أو المعلومات بطريقة تقود القارئ تلقائياً ، إلي النقطة التي سيبدأ الباحث دراستها منها .

مثال لاستعراض دراسات سابقة

  1. دراسة إبن عوف حسن إبن عوف :-

جاءت الدراسة بعنوان : دور وسائل الإعلام السعودية في توعية الشباب من التطرف الفكري ، وتمحورت مشكلة الدراسة في الإجابة علي التساؤل الرئيسي التالي : ما الدور الذي  تلعبه وسائل الإعلام في توعية الشباب السعودي من التطرف الفكري .

وجاءت الدراسة في اطار الدراسات الوصفية واتبعت المنهج المسحي ، واستخدمت استمارة الاستبيان لجمع البيانات .

وتوصلت الدراسة لعديد من النتائج ذات الصلة بهذه الدراسة منها: أوضحت الدراسة ان وسائل الإعلام السعودية واستطاعت ان تثبت للجمهور مخاطر الإرهاب وآثاره ، كما كشفت الدراسة أن وسائل الإعلام السعودية تعني بنشر ما يحقق الشعور بالمن والطمأنينة في المجتمع بين أفراده .

  1. دراسة اشرف فالح الزعبي واحمد علي العنانية :-

تمحورت مشكلة الدراسة في التقصي إلي لفت الأنظار الي مخاطر استخدام الهواتف الخلوية والتعرف إلي جرائم الإرهاب الالكتروني وتوعية متصفحي خدمة الواتس آب من استخدامها في نشر جرائم الإرهاب .

وحاولت الدراسة الربط بين وتحديد العلاقة بين الاستخدام والأثر وفقاَ لنموذج وندل .

وقعت الدراسة ضمن إطار الدراسات الوصفية ،واستخدم الباحثان منهج المسح الاجتماعي ، وتمثل مجتمع الدراسة في فئة الشباب الأردني الواقع في الفئة العمرية بين 18 – 25 سنة وبلغ حجم العينة 300مفردة مقدمة بين فئتي الذكور والإناث . تم جمع البيانات عن طريق استمارة الاستبيان .

ومن أهم نتائج الدراسة : أظهرت الدراسة ارتفاع نسبة الطلبة الأردنيين الذين يستخدمون خدمة الواتس آب لتبادل المعلومات ، كما كشفت الدراسة ان نسبة عالية بلغت 86,3%تحصلوا علي معلوماتهم عن الإرهاب عن طريق خدمة الواتس آب .

  1. دراسة حسن السوداني :-

جاءت الدراسة تحت عنوان الإرهاب في الفضائيات العربية (دراسة في الشكل والمضمون ) وقامت الدراسة علي تحليل مضمون الفضائيات العربية في تناولها لأنشطة المنظمات الإرهابية ، وهدفت الدراسة إلي التعرف علي أنواع التأثيرات المطروحة في الخطاب الإعلامي الفضائي العربي .

وهي من الدراسات الوصفية التي اتبعت المنهج المسحي ،واعتمدت علي أسلوب تحليل المضمون وذلك بتحليل 140فيلم، وقد أثبتت الدراسة القدرة الكبيرة للمنظمات الإرهابية في توظيف الإنتاج الفيلمي في بث دعايتها ، وأثبتت الدراسة  تأثير الخطاب الإعلامي الإرهابي علي الجمهور .

 

  1. دراسة محمد الراجحي :-

جاءت الدراسة حول تكوين الصورة الذهنية لجماعة الإخوان المسلمين في الصحافة الالكترونية المصرية ، وعالجت الدراسة مشكلة توظيف الصحافة الالكترونية في الصراع الاستقطاب السياسي ، وتوظيفها في تشكيل الصورة الذهنية للجماعات السياسية .

وقد سعت الدراسة لإظهار الأبعاد المعرفية والوجدانية السلوكية للجماعات الدينية .

تمثل مجتمع الدراسة في تحليل محتوي المواقع الالكترونية لثلاث صحف هي الأهرام ، المصري اليوم ، الأهالي .

وقد اعتمدت الدراسة علي العينة العشوائية المنتظمة عن طريق الأسبوع الصناعي ، وبلغ حجم العينة عدداَ.

وقعت الدراسة في إطار الدراسات الوصفية ، واتبعت منهج المسح التحليلي كأسلوب الوصف وتفسير الظاهرة .

توصلت الدراسة لنتائج اهمها : كثافة الرموز السلبية المستخدمة في الصحافة عينة البحث مما يؤدي لخلق صورة ذهنية سالية عن الجماعة .

 

  1. دراسة إيمان عبد الرحيم السيد الشرقاوي :-

تمثلت مشكلة الدراسة في الوقوف غلي طبيعة العلاقة الجدلية بين شبكات التواصل الاجتماعي كأحد أهم أشكال الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية التي تتم عبر تلك الشبكات من جهة وقيام المؤسسات الأمنية الحكومية بغرض الرقابة علي هذه المواقع لتعقب أنشطة الجماعات الإرهابية من جهة أخري .

وهدفت الدراسة إلي معرفة العلاقة الجدلية بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية .

انتمت الدراسة إلي نوعية الدراسات الوصفية الاستكشافية .

واعتمدت علي صحيفة استبيان احتوت علي 18سؤال مقسمة الي ثلاثة محاور ،          المحور الأول يتعلق باستخدام الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي . إما المحور الثاني تناول الرقابة الأمنية علي مواقع التواصل الاجتماعي . إما المحور الثالث تناول سبل مكافحة الممارسات الإرهابية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي .

وتوصلت الدراسة إلي إجماع أفراد العينة علي ازدياد استخدام المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي .

  1. دراسة حسني عوض :-

سعت الدراسة لإعداد برنامج تدريبي للشباب لكيفية إعداد صفحات علي موقع الفيس بوك لتنمية المسؤولية الاجتماعية ، ولمعرفة مدي تأثير الفروق الفردية بين أفراد المجموعة في تبني المسئولية الاجتماعية قبل تطبيق البرنامج وبعده .

جاءت الدراسة في إطار الدراسات التجريبية ،وتكون مجتمع الدراسة من 25شاباَ وشابة منتمين لأحد مراكز التنمية الاجتماعية .

وقد توصلت الدراسة للعيد من النتائج أهمها : – وجود فوارق ذات ولاية إحصائية بين متوسط أفراد المجموعة التجريبية في مستوي تبني وتحمل المسئولية الاجتماعية قبل تطبيق البرنامج وبعده .

  1. دراسة نعيم المصري :-

هدفت الدراسة الي التعرف علي مدي استخدام الطلبة الجامعيين الفلسطينيين لمواقع التواصل الاجتماعي ،واثر ذلك في متابعتهم لوسائل الإعلام الاخري ،كما هدفت الدراسة أيضا إلي التعرف علي الآثار السلبية والايجابية لاستخدام الطلبة لهذه المواقع .

وقد توصلت الدراسة إلي إن مانسبته 52% من المجموعتين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لمدة تصل لساعتين يومياَ ، كما بينت الدراسة إن أهم سلبيات استخدام المجموعتين لمواقع التواصل الاجتماعي تكمن في تغذية الأزمات السياسية وتهيئة الفرصة لعمليات الاستقطاب من قبل الآخرين وزيادة الاحتقان وتعميق الخلافات .

إما أهم الايجابيات فقد تمثلت في تعريف المستخدمين بموضوعات تساعدهم علي النقاش مع الآخرين .

التعليق علي الدراسات السابقة :-

تناولت الدراسات السابقة مجموعة من النقاط التي تتفق مع الدراسة الحالية ، مثل العلاقة بين وسائل الإعلام والتطرف (دراسة إبن عوف ) استخدام الهواتف الخلوية وعلاقته بمعرفة الإرهاب (دراسة اشرف الزعبي ) العلاقة بين الإرهاب ومتابعة الفضائيات (دراسة حسن السوداني ) الصورة الذهنية للمنظمات المرتبطة بالإرهاب (دراسة محمد الراجحي )

العلاقة بين شبكات التواصل الاجتماعي والممارسات الإرهابية (دراسة إيمان الشرقاوي ) تنمية المسئولية الاجتماعية كركيزة لمحاربة الإرهاب (دراسة حسن عوض ) وتميزت هذه الدراسة بالتركيز علي استخدام الشباب للصحافة الالكترونية كمصدر لمعلوماتهم عن الإرهاب .

وقد استفاد الباحث من مجمل الدراسات السابقة في تحديد الإطار النظري للبحث وتصميم استمارة الاستبيان .

 


 

 

 

 

 

الاجراءات المنهجية للبحث:-

 

 

 

يعدُّ تحديد الاجراءات المنهجية المرحلة الرابعة من مراحل البحث وتشتمل على الخطوات الآتية:

أ – تحديد منهج البحث:

يقصد بذلك أن يحدِّد الباحث الطريقة التي سوف يسلكها في معالجة موضوع بحثه لإيجاد حلولٍ لمشكلة بحثه، وتسمَّى تلك الطريقة بالمنهج، ولا بدَّ من الإشارة في الجانب النظريِّ والإجرائيِّ من الدراسة إلى المنهج أو المناهج التي يرى الباحثُ أنَّها الأصلح لدراسته، فلا يكفي أن يختارها ويسير في دراسته وفقها دون أن يشير إليها، لذلك يجب عند كتابة منهج البحث أن يراعي الباحث ما يلـي:

(1) أن يكون منهج البحث منظَّماً بحيث يتيح لباحث آخر أن يقوم بنفس البحث أو يعيد التجارب ذاتها التي قام عليها منهج البحث.

(2) أن يوضِّح الباحثُ للقارئ ما قام به من إجراءات وأعمال ونشاطات ليجيبَ عن التساؤلات التي أثارتها المشكلة موضوع البحث.

 

والمقصود هنا أن يحدِّد الباحث بدقَّة وموضوعيَّة المشكلة التي قام بدراستها وأن يحدِّد الأساليب والطرق والنشاطات التي اتَّبعها لإيجاد حلولٍ لها بحيث لا يترك لبساً أو غموضاً في أيٍّ من جوانبها؛ وهذا يتطلَّب معرفة الإجراءات التي عملها وقام بها قبل إنجازه بحثه أو دراسته، وهي:

1) تخطيط كامل لما سيقوم به وما يلزمه من أدوات ووقت وجهد.

2) تنفيذ المخطَّط بدقَّة بحسب تنظيمه مع ذكر ما يطرأ عليه من تعديلات بالزيادة أو بالحذف في حين حدوثها.

3) تقويم خطوات التنفيذ بصور مستمرَّة وشاملة حتى يتعرَّف الباحث على ما يتطلَّب تعديلاً دونما أيِّ تأخير أو ضياع للوقت أو الجهد.

ب-مناهج البحث:

 

فيما صنَّف وتني Whitney، مناهج البحث إلى ثلاثة مناهج رئيسة، هي:

1- المنهج الوصفيُّ: وينقسم إلى البحوث المسحيَّة والبحوث الوصفيَّة طويلة الأجل وبحوث دراسة الحالة، وبحوث تحليل العمل والنشاط والبحث المكتبيِّ والوثائقيِّ.

يعدُّ المنهج الوصفيُّ من أكثر مناهج البحث العلميِّ استخداماً من قبل الإعلاميين ؛ لذلك فإنَّه وبالإضافة إلى ما ورد عنه في فقراتٍ سابقة يحسن إبراز أهم خصائصه بالآتـي:

1) أنَّه يبحث العلاقة بين أشياء مختلفة في طبيعتها لم تسبق دراستها، فيتخيَّر الباحث منها ما له صلة بدراسته لتحليل العلاقة بينها.

1) أنَّه يتضمَّن مقترحاتٍ وحلولاً مع اختبار صحَّتها.

3) أنَّه كثيراً ما يتمُّ في هذا المنهج استخدام الطريقة المنطقيَّة (الاستقرائيَّة، الاستـنـتاجيَّة) للتوصُّل إلى قاعدة عامَّة.

4) أنَّه يطرح ما ليس صحيحاً من الفرضيَّات والحلول.

5) أنَّه يصف النماذج المختلفة والإجراءات بصورة دقيقة كاملة بقدر المستطاع بحيث تكون مفيدةً للباحثين فيما بعد،

 

2- المنهج التاريخيُّ: وهذا المنهج يعتمد على الوثائق ونقدها وتحديد الحقائق التاريخيَّة، ومن بعد مرحلة التحليل هذه تأتي مرحلة التركيب حيث يتمُّ التأليف بين الحقائق وتفسيرها؛ وذلك من أجل فهم الماضي ومحاولة فهم الحاضر على ضوء الأحداث والتطوُّرات الماضيـة.

3- المنهج التجريبيُّ: وينقسم إلى: المنهج الفلسفيِّ الهادف إلى نقد الخبرة البشريَّة من ناحية الإجراءات المتَّبعة في الوصول إليها وفي مضمون الخبرة أيضاً، والمنهج التنبؤيِّ الساعي إلى الكشف عن الطريقة التي تسلكها أو تتَّبعها متغيِّراتٌ معيَّنة في المستقبل، والمنهج الاجتماعيِّ الهادف إلى دراسة حالات من العلاقات البشريَّة المحدَّدة كما يرتبط بتطوُّر الجماعات البشريَّة، ذكر في:

ب- تحديد مصادر بيانات ومعلومات البحث  :

إنَّ عمليَّات الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لأيَّة دراسةٍ تتَّخذ المنهجَ العلميَّ مساراً تتطلَّب أن يكون الباحث ملمّاً  بالكثير من مهارات جمع المعلومات والبيانات، تلك المهارات غالباً ما يطلق عليها تقنيَّات البحث أو أدواته، وحيث يكون الهدف النهائيُّ للبحث العلميِّ الجاد والذي يمثَّل عادة بدراسات الماجستير والدكتوراه هو بناء النماذج والنظريَّات التي يمكن على أساسها التفاهم والتعميم والتنبؤ فإنَّ تقنيَّات البحث وأدواته تكون أكثر ضرورة للباحث ولبحثه وتكون ذات مستوى أعلى.

 

وممَّا لاشكَّ فيه أنَّ مصادر المكتبة تحتلُّ مكانة هامَّة في عمليَّات البحث العلميِّ، ولكن تلك الأهميَّة تقلُّ نسبيّاً كلَّما كان البحث متقدِّماً، وعلى أيَّة حال فإنَّه من المسلِّم به أنَّ أيَّ باحثٍ مهما كانت نوعيَّة بحثه ومستواه فإنَّ خطواته الأولى تبدأ بعمليَّة فحصٍ دقيق وتقصٍّ تام لمصادر المكتبة؛ وذلك بغرض حصر المصادر والمراجع حول موضوع دراسته؛ لتكونَ عنده فكرة عميقة حول موضوعه من جميع الوجوه التي سبق أن درسها باحثون قبله، وبهذا يتفتَّق ذهـنُـه ويعرف أين مكان دراسته من بين الدراسات السابقة التي تناولت موضوعه أو موضوعاتٍ قريبة منه، ولا بدَّ أن يكون لدى الباحث خبرة ومهارة في استخدام المكتبة ومعرفة محتوياتها، ومعرفة أساليب تصنيفها، وأساليب التوصُّل إلى محتويات المكتبـة.

 

ومن المؤكَّد أن قيمة كلِّ بحث تعتمد بالإضافة إلى مستوى منهجه العلميِّ على نوعيَّة مصادر بياناته ومعلوماته، وعموماً تصنَّف تلك المصادر إلى مصادر أوليَّة ومصادر ثانويَّة، ولكن من الملاحظ أنَّ مصدراً ثانويّاً في دراسة ما قد يكون مصدراً أوليّاً في دراسة أخرى، فالكتب الجامعيَّة الدراسيَّة وهي مصادر ثانويَّة تكون مصادر أوليَّة في دراسة تتناولها هادفة إلى الكشف وتعيين كيف تعامل الكتب الدراسيَّة موضوع النماذج والنظريَّات، ومن الجدير ذكره أنَّ على الباحث أن يفحص مستوى نوعيَّة مصادر دراسته بطرق مختلفة، ويجب أن يعرَّف أنَّ بناء رأي أو فكرة قائمة على رأي أو فكرة مأخوذة من مصدر ثانويٍّ أو جانبيٍّ يكون مستوى الثقة فيها منخفضاً وسيقوِّمها باحثون آخرون بذلك، ومن ثمَّ ينعكس ذلك على قيمة البحث ذاتـه.

المصادر الأوليَّة:

هي المصادر التي يمكن اعتمادها كمصادر موثوق بصحَّتها وعدم الشكِّ فيها مثل: المخطوطات ومذكرات القادة والسياسيِّين، والخطب والرسائل واليوميَّات، والمقابلات الشخصيَّة، والدراسات الميدانيَّة، والكتب التي تصف أحداثاً أو موضوعات شاهدها مؤلِّفوها عن كثب، والقرارات الصادرة عن الندوات والمؤتمرات، ونتائج التجارب العلميَّة والإحصاءات التي تصدرها الدوائر المختصَّة والوزارات والمؤسَّسات، وكما أشار بارسونز بأن المصادر الأوليَّة يدخل في إطارها الشعرُ والروايات والرسائل والتقارير وإحصاءات التعداد والشرائط المسجَّلة والأفلام واليوميَّات،، والمصادر الأوليَّة أكثر دقَّة في معلوماتها وبياناتها حيث تعدُّ أصليَّة في منشئها وكتابتها بدون تغيير أو تحريفٍ لآرائها وأفكارها بالنقل من باحث إلى آخر، كما تتضمَّن المصادر الأوليَّة البيانات والمعلومات الواردة في استبيانات الدراسات وفي المقابلات الشخصيَّة التي يجريها الباحثون والاستفتاءات والدراسات الحقليَّة، والخطابات والسير الشخصيَّة والتقارير الإحصائيَّة والوثائق التاريخيَّة، وغيرها.

المصادر الثانويَّة:

هي المصادر التي يتمُّ تقويمها وتتمثَّل بجميع وسائل نقل المعرفة عدا تلك التي تندرج تحت المصادر الأوليَّة، وعموماً ليست المصادر الثانويَّة قليلة الفائدة فهي أوفر عدداً وتشتمل في كثيرٍ من الأحيان على تحليلات وتعليقات لا توجد في المصادر الأوليَّة؛  وتضمُّ المصادر الثانويَّة الملخصات والشروح والتعليقات النقديَّة على المصادر الأوليَّة، فالمصادر الثانويَّة هي كتب وموضوعات أعدَّت عن طريق تجميع المعلومات والبيانات التي تأثَّرت بآراء كتَّاب تلك الكتب والموضوعات.

/ الفارق بين البيانات والمعلومات:-

يخلط بعض الباحثين بين البيانات والمعلومات ، وجرت العادة على استخدامهما  كمترادفين رم أنهما يعنيان شيئين مختلفين . والفارق بينهما  هو الآتي  : –

  • يبدأ أي نظام للمعلومات بالبيانات DATA وينتهي بالمعلومات INFORMAYION  .
  • البيانات هي حقائق تم تسجيلها ، أو سيتم تسجيلها مستقبلاً بشأن أحداث معينة ، وقد تكون هذه الحقائق مستقلة وغير مرتبطة ببعضها وغير محددة العدد . وتعرف أيضاً بالمدخلات أو المادة الخام للمعلومات ، وبمعنى أخر هي مجموعة من الحقائق والمشاهدات التي يتم جمعها من مجتمع إحصائي معين ، ويت إدخالها إلي الحاسوب لمعالجتها . وإخراج النتائج ومن أمثلة البيانات : الاسم والسن والمهنة ومستوى التعليم ومتوسط الدخل …. الخ
  • المعلومات INFORMAYION هي نتائج تشغيل البيانات ، أ, مجموع النتائج التي تم التحصل عليها من الحاسوب . وبمعنى آخر هي مجموعة البيانات التي جمعت وأعدت بطريقة ما جعلتها قابلة للاستخدام أي مفيدو بالنسبة لمستقبلها أو مستخدمها ، وهي تمثل المخرجات في نظام المعلومات ولها تأثير في أتخاذ القرارات المختلفة .
  • يقوم المستخدم بإدخال البيانات للحاسب بإدخال البيانات للحاسب ثم يقوم بتشغيلها وترتيبها ، ثم يجري عليها بعض العمليات ليحصل على معلومات ذات قية وفائدة . وكل مجموهة من المعلومات تشكل معرفة ما وهذه هي وظيفتها النهائية . وتستخدم في تأكيد أو تصحيح معلومات سابقة ، أو في إضافة حقائق أو أفكار جديدة لمستقبل أو مستخدم المعلومات .

عادة ما تكون البيانات

 

1- مجتمع البحث:

ويقوم الباحث بجمع البيانات والمعلومات عن كلِّ مفردة داخلة في نطاق بحثه دون ترك أيٍّ منها، ففي دراسة  توزيع الصحف السودانية في مدينة بربر الإيجابيات والسلبيات  فإنَّه يجب على الباحث أن يحصل على بياناته ومعلوماته عن كلِّ  قنوات توزيع الصحف  دون استثناء، لأنها قليلة ببربر ،  وتعدُّ دراسة مجتمع البحث ككلٍّ من الأمور النادرة في البحوث العلميَّة نظراً للصعوبات الجمَّة التي يتعرَّض لها الباحث في الوصول إلى كلِّ مفردة من مفردات المجتمع الأصلي وللتكاليف الباهظة التي تترتَّب على ذلك.

 

2- العيِّنـة:

وهذه الطريقة أكثر شيوعاً في البحوث العلميَّة؛ لأنَّها أيسر تطبيقاً وأقلُّ تكلفة من دراسة المجتمع الأصليِّ؛ إذْ أنَّه ليس هناك من حاجة لدراسة المجتمع الأصليِّ إذا أمكن الحصول على عيِّنة كبيرة نسبيّاً ومختارة بشكلٍ يمثِّل المجتمع الأصليَّ المأخوذة منه؛ فالنتائج المستـنبطة من دراسةِ العيِّنة ستنطبق إلى حدٍّ كبير مع النتائج المستخلصة من دراسة المجتمع الأصليِّ، فالعيِّنة جزء من المجتمع الأصليِّ وبها يمكن دراسة الكلِّ بدراسة الجزء بشرط أن تكونَ العيِّنة ممثِّلةً للمجتمع المأخوذة منه.

وحيث أنَّ الدراسة بواسطة عيَّنة مأخوذة من المجتمع الأصليِّ هي التوجُّه الشائع بين الباحثين لصعوبة دراساتهم للمجتمعات الأصليَّة فإنَّ على الباحثين أن يلمُّوا بأنواع العيِّنات وطرق تطبيقها ومزايا وعيوب كلِّ نوع منها، وطبيعة الدراسات المناسبة لتلك الأنواع .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنواع العيِّنات:

للعيِّنات أنواعٌ تختلف من حيث تمثيلها للمجتمع الأصليِّ من بحثٍ إلى آخر، وبالتالي تختلف ميزاتها فصلاحيَّتها لتمثيل المجتمع الأصليِّ بحسب موضوع الدراسة وباختلاف جانبها التطبيقيِّ، وتنقسم إلى مجموعتين: عيِّنات الاحتمالات، وهي العيِّنة العشوائيَّة، والعيِّنة الطبقيَّة، والعيِّنة المنتظمة، والعيِّنة العنقودية ( المساحية) ، وتلك يمكن تطبيق النظريَّة الإحصائيَّة عليها لتمدَّ الباحث بتقديراتٍ صحيحةٍ عن المجتمع الأصليِّ، وهناك العيِّنات التي يتدخَّل فيها حكمُ الباحث ؛ وهي العينات غير الاحتمالية كالعيِّنة الكوتة (الحصصيَّة ) ، والعيِّنة العمديَّـة وعينة كرة الثلج والعينة المتيسرة ( الصدفية ) ، فالنتائج التي يتوصَّل إليها الباحثُ باستخدامهما تعتمد على حكمه الشخصيِّ الذي لا يمكن عزله أو قياسه إحصائيّاً إلاَّ إذا وضع فرضيَّاتٍ لتحديدها

وفيما يلي عرض لأنواع العيِّنات بالآتـي:

1- العيِّنة العشوائيَّة البسيطة: وهي التي يتِّم اختيار مفرداتها من المجتمع الأصلي عشوائيّاً بحيث تعطى مفرداتُ المجتمع نفس الفرصة في الاختيار، ومن الطرق المستخدمة لتحقيق عشوائيَّة الاختيار كتابة أسماء مفردات المجتمع الأصليِّ على أوراق منفصلة وخلطها جيِّداً واختيار العدد المطلوب منها عشوائيّاً، أو بإعطاء كلِّ مفردة رقماً واختيار العدد المطلوب من الأرقام،، وتعدُّ العيِّنة العشوائيَّة من أكثر أنواع العيِّنات تمثيلاً للمجتمع الأصليِّ وبشكلٍّ خاص إذا كان عدد مفرداتها كبيراً نسبيّاً أكثر من 30 مفردة مشكِّلة 10% فأكثر من مفردات المجتمع الأصليّ.

 

2- العيِّنة الطبقيَّة: وهي التي يتمُّ الحصول عليها بتقسيم المجتمع الأصليِّ إلى طبقات أو فئات وفقاً لخصائص معيِّنة كالسنِّ أو الجنس أو مستوى التعليم، وكتقسيم المدارس لدراسة وظيفتها في البيئة الخارجيَّة وفي المجتمع المحيط إلى مدارس حكوميَّة وأخرى مستأجرة، وبتقسيمها بحسب مراحل التعليم، أو بحسب مجتمعها إلى مدارس في مجتمع حضريٍّ، ومجتمع قرويٍّ، ومجتمع بدويٍّ، ثمَّ يتمُّ تحديد عدد المفردات التي سيتمُّ اختيارها من كلِّ طبقة بقسمة عدد مفردات العيِّنة على عدد الطبقات ثمَّ يتمُّ اختيار مفردات كلِّ طبقة بشكلٍّ عشوائيّ.

 

4- العيِّنة المنتظمة: وهي نادرة الاستخدام من الباحثين، وتتَّصف بانتظام الفترة بين وحدات الاختيار، أي أنَّ الفرق بين كلِّ اختيار واختيار يليه يكون متساوياً في كلِّ الحالات، فإذا أريد دراسة وظيفة المدرسة الثانوية في ولاية نهر النيل  ورتِّبت المدارس المدارس في تلك الولاية ترتيباً أبجديّاً وكان عددها 300 مدرسة وكانت نسبة العيِّنة 10% فالمسافة بين كلِّ اختيار واختيارٍ يليه في هذه العيِّنة 10، وعدد مفردات العيِّنة 30 مفردة، وحددت نقطة البداية بالمدرسة رقم 5 فالاختيار الثاني هو المدرسة رقم 15، والاختيار الثالث هو المدرسة رقم 25 وهكذا حتى يجمع الباحث 30 مفردة أي 30 مدرسة.

 

5- العينة العنقودية (المساحيَّة): وهذه العيِّنة ذات أهميَّة كبيرة عند الحصول على عيِّنات تمثل المناطق الجغرافيَّة، وهذا النوع من العيِّنات لا يتطلَّب قوائم كاملة بجميع مفردات البحث في المناطق الجغرافيَّة، هذا وتختار المناطق الجغرافيَّة نفسها عشوائيّاً ولكن يجب أن تمثَّل في كلِّ منطقة مختارة كلِّ الفئات المتمايزة لمفردات البحث في حالة أن يتطلَّب ذلك، والباحث يبدأ بتقسيم مجتمع البحث إلى وحدات أوليَّة يختار من بينها عيِّنة بطريقة عشوائيَّة أو منتظمة، ثمَّ تقسَّم الوحدات الأوليَّة المختارة إلى وحدات ثانويَّة يختار من بينها عيِّنة جديدة، ثمَّ تقسَّم الوحدات الثانويَّة المختارة إلى وحدات أصغر يختار منها عيَّنة عشوائيَّة، ويستمر الباحث هكذا إلى أن يقف عند مرحلة معيِّنة، فيختار من المناطق الإداريَّة عيَّنة منها ومن المناطق المختارة عيِّنة من المحافظات، ومن المحافظات المختارة عيِّنة من المراكز وهكذا، ولهذا قد تسمَّى بالعيِّنة متعدِّدة المراحل.

 

 

العينات غير الاحتمالية

1- العينة المتيسرة : وهي العينة المتيسرة للباحث أو هي التي يقابلها عبر الصدفة .

 

2– العيِّنة الكوتة (الحصصيَّة):  هو تتساوي في النسبة عند الاختيار للدراسة ولكني في الواقع لا تتساوي مثال أن تختار 50% من المسيحيين و50% من المسلمين في السودان لمعرفة رأي الشعب في وحدة وانفصال السودان.

 

3- العيِّنة العمديَّـة: إنَّ معرفة المعالم الإحصائيَّة لمجتمع البحث ومعرفة خصائصه من شأنها أن تغري بعض الباحثين باتِّباع طريقة العيِّنة العمديَّة التي تتكوَّن من مفردات معيَّنة تمثِّل المجتمع الأصليَّ تمثيلاً سليماً، فالباحث في هذا النوع من العيِّنات قد يختار مناطق محدَّدة تتميَّز بخصائص ومزايا إحصائيَّة تمثِّل المجتمع، وهذه تعطي نتائج أقرب ما تكون إلى النتائج التي يمكن أن يصل إليها الباحث بمسح مجتمع البحث كلِّه.

عينة كرة الثلج : وهي للعينات النادرة كبحث مجتمع المدمنين ، حيث يتعرف الباحث على فرد واحد والذي يقود بدوره إلي من يشاركه الإدمان .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثالثاً : أدوات جمع البيانات\

جـ- اختيار أداة أو أدوات جمع بيانات البحث:

وهذه هي الخطوة الثالثة من خطوات تصميم البحث، وفيها يقوم الباحث بتحديد الأداة أو الأدوات التي سوف يستخدمها في جمع البيانات حول موضوع الدراسة، وأدوات جمع بيانات الدراسة متعدِّدة، منها الملاحظة، والمقابلة، والاستفتاء، والاستبيان، والوثائـق وغيرها، تلك الأدوات تسمَّى أحيانـاً بوسائل البحث، (*) ومهما كانت أداة جمع البيانات فإنَّه يجب أن تتوافر فيها خصائصُ الصدق والثبات والموضوعيَّة التي توفِّر الثقة اللازمة بقدرتها على جمع بيانات لاختبار فرضيَّات الدراسة، ، وفيما يلي إيضاحٌ بأهم أدوات جمع البيانات في الدراسات التربويَّـة:

1- الملاحظة بأنواعها:

تعرَّف الملاحظة العلميَّة بأنها هي الاعتبار المنتبه للظواهر أو الحوادث بقصد تفسيرِها واكتشاف أسبابها وعواملها والوصولِ إلى القوانين التي تحكمُها، وحيث يحتاج الباحثون في بعض أبحاثهم إلى مشاهدة الظاهرة التي يدرسونها أو قد يستخدمون مشاهداتِ الآخرين فإنَّ ملاحظاتِ الباحثين تأخذ عدَّة أشكال ويكون لها وظائفُ متعدِّدة تبعاً لأغراض البحث وأهدافه، فقد يقوم باحثٌ بملاحظة بعض الظواهر التي يستطيع السيطرةَ على عناصرها كما يحدث في تجارب المختبرات في العلوم الطبيعيَّة، وقد يقوم بملاحظة الظواهر التي لا يستطيع التأثيرَ على عناصرها كما يحدث في علم الفلك.

 

وهناك عوامل رئيسةٌ ومهمَّة تساعد على الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة بالملاحظة على الباحث أخذها باعتباره عند استخدامه هذه الأداة أو الوسيلة، من أبرزها:

1- تحديد الجوانب التي ستخضع للملاحظة، وهذا يكون بمعرفة مسبقة وواسعة عن الظاهرة موضوع الملاحظة.

2- اختبار الأهداف العامَّة والمحدَّدة مسبقاً بملاحظاتٍ عامة للظاهرة.

3- تحديد طريقة تسجيل نتائج الملاحظة بتحديد الوحدة الإحصائيَّة والبيانيَّة التي ستستخدم في تسجيل نتائج المشاهدات.

4- تحديد وتصنيف ما يراد تسجيلُه من بيانات ومعلوماتٍ عن الظاهرة موضوع الملاحظة

—————

 

2- المقابلة بأنواعها:

تعرَّف المقابلة بأنها تفاعل لفظيٌّ بين شخصين في موقف مواجهة؛ حيث يحاول أحدهما وهو الباحث القائم بالمقابلة أن يستثيرَ بعض المعلومات أو التعبيرات لدى الآخر وهو المبحوث والتي تدور حول آرائه ومعتقداته،  فهناك بيانات ومعلومات لا يمكن الحصول عليها إلاَّ بمقابلة الباحث للمبحوث وجهاً لوجه، ففي مناسبات متعدِّدة يدرك الباحث ضرورة رؤية وسماع صوت وكلمات الأشخاص موضوع البحث.

 

وحيث يجب أن يكون للمقابلة هدفٌ محدَّد فلهذا تقع على الباحث الذي يجري المقابلة ثلاثة واجبات رئيسة:

1) أن يخبرَ المستجيبَ عن طبيعة البحث.

2) أن يحفزَ المستجيبَ على التعاون معه.

3) أن يحدِّدَ طبيعة البيانات والمعلومات المطلوبة.

4) أن يحصلَ على البيانات والمعلومات التي يرغب فيها.

 

وتمكِّن المقابلة الشخصيَّة  الباحثَ من ملاحظة سلوك الأفراد والمجموعات والتعرُّف على آرائهم ومعتقداتهم، وفيما إذا كانت تتغيَّر بتغيُّر الأشخاص وظروفهم، وقد تساعد كذلك على تثبيت صحَّة معلومات حصل عليها الباحث من مصادر مستقلَّة أو بواسطة وسائل وأدوات بديلة أو للكشف عن تناقضات ظهرت بين تلك المصادر.

 

ويمكن تقسيم المقابلة وفقاً لنوع الأسئلة التي يطرحها الباحث إلى:

– المقابلة المقفلة: وهي التي تتطلَّب أسئلتها إجاباتٍ دقيقة ومحدَّدة، فتتطلَّب الإجابة بنعم أو بلا، أو الإجابة بموافق أو غير موافق أو متردِّد، ويمتاز هذا النوع من المقابلة بسهولة تصنيف بياناتها وتحليلها إحصائيـّاً.

– المقابلة المفتوحة: وهي التي تتطلَّب أسئلتها إجاباتٍ غير محدَّدة مثل: ما رأيك ببرامج تدريب المعلِّمين في مركز التدريب التربويِّ؟، والمقابلةُ المفتوحة تمتاز بغزارة بياناتها، ولكن يؤخذ عليها صعوبة تصنيف إجاباتها.

1) تحديد الأشخاص الذين يجب أن تُجْرَى المقابلةُ معهم بحيث يكونون قادرين على إعطائه المعلومات الدقيقة، وأن يكون عددهم مناسباً للحصول على بيانات ومعلومات كافية.

2) وضع الترتيبات اللازمة لإجراء المقابلة بتحديد الزمان والمكان المناسبين، ويستحسن أن تُسْـبَق المقابلة برسالة شخصيَّة أو رسميَّة أو بواسطة شخص ثالث تمهيداً للمقابلة.

3) إعداد أسئلة المقابلة ووضع خطَّة لمجرياتها ليضمن حصوله على المعلومات والبيانات المطلوبة، مع ضرورة الأخذ بالاعتبار مرونة بالأسئلة إذْ قد تفاجئه معلومات لم يتوقَّعها.

4) إجراء مقابلات تجريبيَّة تمهيداً للمقابلات الفعليَّة اللازمة للدراسة.

5) التدرُّب على أساليب المقابلة وفنونها لكي يكسب المستجيبين ولا يثير مخاوفهم  ولا يحرجهم ويحصل على إجابات دقيقة وناجحـة.

6) التأكُّد من صحَّة المعلومات التي توفِّرها المقابلات بتلافي أخطاء السمع أو المشاهدة، وأخطاء المستجيب للزمن والمسافات، وأخطاء ذاكرة المستجيب، وأخطاء مبالغات المستجيب، وخلط المستجيب بين الحقائق واستنتاجاته الشخصيَّـة.

7) إعداد سجلٍّ مكتوبٍ عن المقابلة بأسرع وقت ممكن، فلا يؤخِّر الباحثُ ذلك إذا لم يتمكَّن من تسجيل المقابلة في حينها، فهو عرضة للنسيان والخلط بين إجابات المستجيبين، وعليه أن يستأذن المستجيب بتدوين إجاباته ويخبره بأهميَّتها في دراسته، فقد يرتكب الباحث أخطاءً بعدم الإثبات أو بالحذف أو بالإضافة أو بالاستبدال بسبب تأخير التسجيل، ولا شكَّ في أنَّ التسجيلَ بجهاز تسجيل يعطي دقَّة أكبر، ولكنَّ استخدام ذلك قد يؤثِّر على المقابلة.

 

3- الاستبيان:

يُعَرَّف الاستبيانُ بأنَّه أداة لجمع البيانات المتعلِّقة بموضوع بحث محدَّد عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل المستجيب، ويستخدم لجمع المعلومات بشأن معتقدات ورغبات المستجيبين، ولجمع حقائق هم على علمٍ بها؛ ولهذا يستخدم بشكلٍ رئيس في مجال الدراسات التي تهدف إلى استكشاف حقائق عن الممارسات الحاليَّة واستطلاعات الرأي العام وميول الأفراد، وإذا كان الأفرادُ الذين يرغب الباحث في الحصول على بيانات بشأنهم في أماكن متباعدة فإنَّ أداة الاستبيان تمكِّنه من الوصول إليهم جميعاً بوقت محدود وبتكاليف معقولة.

 

ومن الملاحظ أنَّ أداة الاستبيان منتشرة في الدراسات الابتكاريَّة والتطبيقيَّة،

وذلك لأسباب منها:

1) أنَّها أفضل طريقة للحصول على معلومات وحقائق جديدة لا توفِّرها مصادر أخرى.

2) أنَّها تتميَّز بالسهولة والسرعة في توزيعها بالبريد على مساحة جغرافيَّة واسعة.

3) أنَّها توفِّر الوقت والتكاليف.

4) أنَّها تعطي للمستجيب حريَّة الإدلاء بأيَّة معلومات يريدها.

 

أنواع الاستبيان:

للاستبيان بحسب إجاباته المتوقِّفة على طبيعة أسئلة الاستبيان ثلاثةُ أنواع، هي:

1- الاستبيان المفتوح: وفيه فراغاتٌ يتركها الباحثُ ليدوِّن فيها المستجيبون إجاباتهم، وهذا النوع يتميَّز بأنَّه أداة لجمع حقائق وبيانات ومعلومات كثيرة غير متوفِّرة في مصادر أخرى، ولكنَّ الباحث يجد صعوبة في تلخيص وتنميط وتصنيف النتائج ؛ لتنوُّع الإجابات، ويجد إرهاقاً في تحليلها ويبذل وقتاً طويلاُ لذلك، كما أنَّ كثيراً من المستجيبين قد يغفلون عن ذكر بعض الحقائق في إجاباتهم بسبب أنَّ أحداً لم يذكِّرهم بها وليس لعدم رغبتهم بإعطائها.

 

2– الاستبيان المقفول: وفيه الإجابات تكون بنعم أو بلا، أو بوضع علامة صحٍّ أو خطأ، أو تكون باختيار إجابة واحدة  من إجابات متعدِّدة، وفي مثل هذا النوع ينصح الباحثون أن تكونَ هناك إجابةٌ أخرى مثل: غير ذلك، أو لا أعرف، وليحافظ الباحثُ على الموضوعيَّة يجب عليه أن يصوغ عبارات هذا النوع من الاستبيان بكلِّ دقَّة وعناية بحيث لا تتطلَّب الإجاباتُ تحفُّظات أو تحتمل استثناءات، ويتميَّز هذا النوع من الاستبيانات بسهولة تصنيف الإجابات ووضعها في قوائم أو جداول إحصائيَّة يسهل على الباحث تلخيصها وتصنيفها وتحليلها، ومن ميزاته أنَّه يحفز المستجيبَ على تعبئة الاستبانة لسهولة الإجابة عليها وعدم احتياجها إلى وقتٍ طويل أو جهدٍ شاق أو تفكيرٍ عميق بالمقارنة مع النوع السابق، ولهذا تكون نسبة إعادة الاستبانات في هذا النوع أكثر من نسبة إعادتها في النوع المفتوح.

 

مراحل جمع بيانات الدراسة بواسطة الاستبيان:

بعد تحديد مشكلة الدراسة وتحديد أهدافها وصياغة فروضها وأسئلتها عقب استطلاع الدراسات السابقة وما كُتب من موضوعات تتَّصل بها فيتبيَّن للباحث أنَّ الاستبيان هو الأداة الأنسب لجمع البيانات والمعلومات اللازمة فإنَّ عليه لاستخدام هذه الأداة اتِّباع الآتي:

1) تقسيم موضوع البحث إلى عناصره الأوليَّة وترتيبها في ضوء علاقاتها وارتباطاتها.

2) تحديد نوع البيانات والمعلومات المطلوبة لدراسة مشكلة البحث في ضوء أهداف البحث وفروضه وأسئلته، وهذه هي جوانبُ العلاقة بين مشكلة البحث واستبانـة البحث.

3) تحديد عيِّنة الدراسة بنوعها ونسبتها وأفرادها أو مفرداتها بحيث تمثِّل مجتمعَ البحث.

4) تحديد الأفراد المبحوثين لملء استبانة الدراسة وذلك في الدراسات التي تتناول الأفراد كدراسة دور معلِّمي الاجتماعيَّات في قيام المدرسة بوظيفتها في بيئتها الخارجيَّة، أو تحديد المتعاونين مع الباحث لملء استبانة دراسته وذلك في الدراسات التي تتناول مفردات مجتمع البحث كالمدارس في دراسة وظيفة المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها.

5) تصميم الاستبيان وصياغته بعد وضوح رؤية الباحث في ضوء الخطوات السابقة.

6) تحكيم استبانة الدراسة من قبل ذوي الخبرة في ذلك والمختصِّين بموضوع دراسته.

7) تجريب الاستبانة تجريباً تطبيقيّاً في مجتمع البحث لاستكشاف عيوبها أو قصورها.

8) صياغة استبانة الدراسة صياغة نهائيَّة وفق ملاحظات واقتراحات محكِّميها وفي ضوء تجربتها التطبيقيّةِ.

 

تصميم الاستبيان وصياغته: ممَّا يجب على الباحث مراعاته عند ذلك الآتـي:

1) الإيجاز بقدر الإمكان والبعد عن الأسئلة المزدوجة . فلا تقل ماهو رأيك في الإذاعة والتلفزيون؟ ولكن قل ما هو رأيك في الإذاعة ؟  ثم بعد ذلك ما هو رأيك في التلفزيون؟

2) حسن الصياغة ووضوح الأسلوب والترتيب وتخطيط الوقت.

3- استخدام المصطلحات الواضحة البسيطة، وشرح المصطلحات غير الواضحة.

4) الابتعاد عن الأسئلة الإيحائيَّة الهادفة إلى إثبات صحَّة فرضيَّات دراسته.

5) تجنُّب الأسئلة التي تستدعي تفكيراً عميقاً من المبحوثين أو المتعاونين مع الباحث.

6) البعد عن الأسئلة التي تتطلَّب معلومات وحقائق موجودة في مصادر أخرى؛ ممَّا يولِّد ضيقاً لدى المبحوث أو المتعاون مع الباحث.

7) تزويد الاستبانة بتعليمات وبإرشادات عن كيفيَّة الإجابة، وحفز المبحوثين ليستجيبوا بكلِّ دقَّة وموضوعيَّة.

8) وعد المبحوثين بسريَّة إجاباتهم وأنَّها لن تستخدمَ إلاَّ لغرض البحث المشار إليه.

الفرق بين الاستبيان والاستبار

 

لايزال بعض الباحثين يخلطون بين الاستبيان والاستبار ويستخدموها كمترادفين ، ولهذا حرضنا على بيان الفرق بينهما على النحو التالي :

الاستبيان لغة :

كلة مشتقة من الفاعل استبان الأمر ، بمعنى أوضحه وعرفه ، والاستبيان بذلك هو التوضيح والتعريف لذلك الأمر ، وهو ترجمة للكلمة الإنجليزية Questionnaire .

اصطلاحاً :

هو ” نموذج مطبوع يحتوي على مجموعة من الأسئلة المرتبة باسلوب منطقي مناسب مقسمة حسب وحدات معينة ، وتدور حول موضوع معين ، يتم وضعها في استمارة ترسل إلي  عينة من المبحوثين بالبريد ،أو يجرة تسليمها باليد أو تنشر على صفحات الجرائد والمجلات ، أو تبث عن طريق التلفاز أو الإذاعة ، أو على شبكة الإنترنت ، يجيب عليها المبحوثين بدون مساعدة من الباحث ساء في فهم الأسئلة أو تسجيل اللإجابات  عليها ، ثم يقومون بإرسالها إلي الباحث أو الهيئة المشرفة على البحث بعد الانتهاء من ملئها ”

ويستخدم مصطلح اتمارة الاستبيان للإشارة إلي الاستبيان فيقال استمارة استبيان وتعتبر هذه الأستمارة من أكثر أدوات جمع البيانات شهرة وانتشاراً في العالم الاجتماعية بصفة عامة ، وعلم الاجتماع والخدة الاجتماعية بصفة خاصة وعي تفيد تقريباً في كافة البحوث الاجتماعية فهي تستخدم في البحوث الكشفية لجمع أكبر قدر من المعلومات عن الظاهرة موضوع الدراسة وتستخدم أيضاً بكفاءة أمثر في البحوث الوصفية لتقرير ما توجد عليه الظاهرة في الواقع ، كما تستخدم في البحوث التجريبية وغيرها كذلك .

وقد يكون الاستبيان مقنناً أو غير مقنن . أما الاستبيان المقنن فهو الاستبيان الذي ستضمن مجموعة من الأسئلة الدقيقة ، المحددة ، المعدة مسبقاً قبل تطبيق الاستبيان والتي يضعها الباحث بعناية كبيرة للحصول على معلومات في غاية الدقة ـ حيث تجري الإجابة على  الأسئلة وفق الصيغة التي قدمت فيها . وعادة ا يستخدم الباحث في هذا النوع ن الاستبيان الأسئلة المغلفة التي يقوم فيها المبحوث باحتيار إجابة واحدة أو أكثر من ذلك من الإجابات البديلة التي وضعت للسؤال المطروح ، من خلال الإشارة إليها بعلامة مميزة في الحانات الصغيرة المخصصة لذلك ، وتكون إجابات المبحوثين إما بنعم أو لا ، أو لا أعرف ، أما أن يجيب على عدة استجابات تتراوح بين أوافق بشدة ، وأوافق ، وإلي حد ما ، ولا أوافق بشدة .

وبهذه الكيفية لا يجد البحوث صعوبة في فهم السؤال وتقديم الإجابة ـ وبالتالي لا يخرج أبداً عن ما هو مطلوب منه ، ومن خصائص هذا الاستبيان تقليل الخطأ في تفسير المعلومات وعدم حاجته للوقت والجهد المطلوبين للاستبيان المفتوح ، وتسهيل عمل الباحث في تلخيص النتائج وتحليها .

أما الاستبيان غير المقنن فهو الاستبيان الذي يتضمن مجموعة من الأسئلة العامة في شكل عناوين رئيسية لأهم القضايا المبحوثة باستخدام الأسئلة المفتوحة التي يشير من  خلالها على أكبر قدر من المعلومات كما يكن له التدخل بين الحين والآخر أثناء هذا الحديث بأسئلة إضافية مكملة لتوجيه الحوار نحو اهدافه النهائية ، ولهذا فأن هذا النوع نت الاستبيان يستخدم في الأبحاث الاستكشافية التي يسعى الباحث فيها إلى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات لتوضيح النقط محل الدراسة إلى جانب استخدامه في الأبحاث تدرس آراء المبحوثين ، واتجاهاتهم ، ودافعهم تجاه قضايا معينة باستخدام أسئلة عامة تمثل رؤوس الموضوعات المبحوثة والتي يمكن توسيعها بأسئلة إضافية .

ويعتمد الاستفتاء غير المقنن بالردجة الأولى على مهارة الباحث في إدارة الحوار الخاص بطرح الأسئلة وجمع المعلومات والبيانات المطلوبة وهو يتطلب خبرة مهنية تكسب صاحبها تقنيات التعامل مع البحوث بكيفية ناجحة .

وهنالك الاستبيان المغلق – المفتوح ، وهو نوع من الاستبانات تكون مجموعة في الأسئلة نها معلفة وتطلب من المفحوص اختيار الإجابة المناسبة لها ، ومجموعة أخرى من الأسئلة مفتوحة ، وللمفحوصين الحرية في الإجابة ، ويستعمل هذا النوع عندما يكون موضوع البحث صعباً وعلى درجة كبيرة ن التعقيد مما يعني الحاجة لأسئلة واسعة وعميقة . والواقع أن قضية اختيار الاستبيان المفتوح أو المغلق تتوقف عادة على عوامل رئيسية ثلاث هي : الثبات والصدق وإمكانية الاستعمال .

وفي ضوء طريقة تطبيق الاستبيان وإدارته يمكن التمييز بين نوعين من الاستبيان هما الاستبيان المدار ذاتياً من قبل المبحوث : وهو الذي قد يرسل بالبريد ، أو يوزع عبر صفحات الجرائد ، أو يبث عبر الإذاعة والتلفزيون ، وفي هذه الحالة فإن المبحوث هو الذي يتصرف ويجب على الأسئلة المطروحة من تلقاء نفسه . وهناك الاستبيان المدار من طرف الباحث وهو الذي يأخذ شكل قابلة شخصية بين الباحث والمبحوث ، ويجب على الباحث هنا أن يقرأ العبارات أو يقولها من الذاكرة للمبحوث ، ولهذه الطريقة مميزات منها : ضان صحة تمثيل العينة بدرجة أكبر من الاستبيان المدار ذاتياً وخاصة الاستبيان البريدي .

ويمكن التميز أيضاً بين الاستبيان الفردي الذي يقدم للمبحوث فرادي ومنفصلين للإجابة عليها بمفردهم ، ولايتبيان الجماعي الذي يعطى للمبحوثين مجتمعين

أما الاستبار فهو في اللغة : اتبر الجرح أو البئر أو الماء أي امتحن غورة ليعرف مقداره . واستبر الأمر أي جربه واختبره الاستبار أو المقابل interviewing Schedule أداة من أدوات البحث الإجتماعي التي تستخدم في الكثير من العلوم الإنسانية ، خاصة في علم النفس وعلم الإجتماع الانثروبولوجيا ، ويعتبر من أكثر الأدوات استخداماً وأفضلها على الإطلاق خاصة في المجتمعات التيس تنتشر فيها الأمية ، وهو ليس بأداة منفصلة عن الأدوات الأخرى بل هو أداة إضافية تضاف إلى ادوات البحث الأخرى . ويتخدم الاستبار عادة في قياس الرأي العام ذي العلاقة بالانتخابات السياسية ، وهو لا يختلف منحيث الخصائص الفنية كثيراً عن الاستبيان .

وتعرف المقابلة بأنها (المحادثة الجادة الموجه نحو هدف محدد غير مجرد الرغبة في المحادبة لذاتها .) وينطوي هذا التعريف على عنصرين رئيسين هما

  • المحادثة بين شخصين أو أكثر في وقف مواجهة ، وأن الكلمات ليست هي المحادثة بين شخصين أو أكثر في وقف مواجهة ، وأن الكلمات ليست هي السبيل الوحيد للأتصال بين شخصين ، فخصائص الصوت ، وتعبيرات الوجه ، وتظرة الهين ، والهيئة ، والأيماءات والسلوك العام كل ذلك يمكل ما يقال .
  • توجيه المحادثة نحو هدف محدد . ووضوح هذا الهدف شرط أساسي لقيام علاقة حقيقية بين القائم بالمقابلة وبين المبحوث .

ويحصر الباحثون الفرق بين الاستبيان والاستبار في ثلاث نقاط تتمثل في : موضوع الأسئلة ، الجمهور المستهدف بالبحث ـ وعدد أسئلة الأستمارة . فالاستبيان عادة ما يستخدم في بحث كل الظواهر الاجتماعية والانسانية في مجالاتها المختلفة دون حصر هذا الاستخدام في نوع معين من الأبحاث ، لكن على مستوى مجتمعات بحث غير واسعة ، لا تتعدى مفرداتها بعض المئات ، بقصد الوصول إلي معلومات ذات صلة بالدراسة ، من خلال استعمال عشرات الأسئلة ، التي تتناول العيدد من الجوانب المختلفة بالمبحوثين . بيمنا ينحصر استخدام الاستبار من حيث موضوع الاسئلة في تحقيقات الرأي ذات الصلة بقياس الآراء ، وتحديد المواقف من قضايا سياسية معينة لدة جكهور الرأي العام العريض المتكون عادة من آلاف المبحوثين ، عن طريق استخدام عدد قليل من الأسئلة لا يتجاوز عددها حدود الصفحة الواحدة في مل الحالات أما الاستفتاء العام فهو الذي تقوم به الصحف والمؤسسات الخاصة والعامة أو الدولة لرصد اتجاهات الراي العام بالنسبة لموضوع او قضية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية معينة . ويبحث الاستفتاء العام في المواقف المختلفة لفئة من لناس تستخلص نها بعض النتائج التي تساعد في تكوين فكرة عامة عن أي موضوع أو قضية . وهناك الاستفتاء الذي قد نص عليه دستور الدولة كوسيلة أساسية لمعرفة رأي الشعب في مسالة أو أمثر متعلقة بنظام الدولةالعام أو الموافقة على ترشيح رئيس الجمهورية حيث يدبي الشعب من خلاله رايه بالموافقة أو الرفض في المسألة المعروضة عليه في الاستفتاء دون وسيط . /  أهمية اختيار كفاءة استمارة الاستبيان

تعد خطوة اختبار كفاءة استمارة الاستبيان ن أهم الخطوات التي يجب على الباحث القيام بها لاختبار أداة البحث قبل تطبيقها على العينة المختارة ، وذلك للوقوف على ما يلي :

  1. اكتشاف مدى ملائمة الأداة لتحقيق البحث وتمشيها مع موضوعه وتغطيتها لجوانبه المختلفة .
  2. التأكد من مناسبة تصنيف الأسئلة في المحاور أو الأقسام المختلفة مع الموضوعات المستهدف دراستها .
  3. تحديد درجة استجابة المبحوثين للبحث بصفة عامة ، وللأداة بصفة خاصة .
  4. قد يغفل الباحث أثناء إعداد الاستمارة عن بعض النقاط أو الموضوعات المهمة لهذا فأن اختيار كفاءة الاستمارة ينبه إلى هذا النقص .
  5. قد يعرض الباحث بعض الأسئلة المخالفة للمعايير المتفق عليها في الصياغة ، أو يذكر بعض الألفاظ ذات المعاني المختلفة . لهذا فإنه من الضروري أن يتنبه لمعالجة مثل هذه الثغرات .
  6. التأكد من توفر المعلومات لدى المبحوثين بما يتيح لهم الإجابة علي الأسئلة .
  7. إدارج إجابات أخرى محتملة لم يكن من السهل حصرها بدون الاختبار ، بسبب ان الباحث يصعب عليه الإلمام بجميع الإجابات المحتملة للأسئلة المغلقة التي أدرجها في استمارة الاستبيان .
  8. التأكد من فهم المبحوثين للأسئلة واكتشاف صعوبات اللغة والصياغة والغموض .
  9. اكتشاف الأسئلة الحساسة والمحرجة أو ذات الطابع الشخصي التي يعزف المبحوثون عن الإجابة عليها ، ومعرفة الأثر الذي يتركه تتابع الأسئلة بحيث يؤجل السؤال المحرج الذي يثير ضيقاً للمبحوث إلى أجراء أخرى من الأستمارة .
  10. إلغاء أو تعديل جوهري أو جزئية لبعض الأسئلة غير المناسبة (كالأسئلة الإيحائية أو البديهية أو المجهدة أو الطويلة أو المزدوجة أو التي تعطي أكثر من معني أو غير المفهومة ) ، وكذلك إذا تبين أن الكثيرين عن الإجابة ، أو وجدت إجابات هروبية تظهر في حالة وجود تكرر لإجابات مثل لا أدري أو غير متأكد
  11. التحقق ما إذا كان المبحوثون قد اكتشفوا ما يطلق عليه باسئلة المراجعة أو الاختبار والتي تختبر صدق المبحوث في الإجابة أو أنهم لم يكتشفوا هذه الأسئلة .
  12. الأستافدة من آراء المبحوثين ومقترحاتهم وتعليقاتهم وملاحظاتهم على أداة البحث بما يحقق سلامة الإعداد والتعديل وتجنب الأخطاء .
  13. الإبقاء على الأسئلة التي لها صلة مباشرة بالمشكلة موضوع الدراسة واستبعاد الأسئلة التي يمكن التوصل غلي إجابتها بدقة وسهولة وفاعلية من خلال مصادر أخرى .
  14. مدى جدوى الأسئلة وحجم التفاصيل المطلوبة منها .
  15. هل يكفي كل سؤال للحصول على الإجابة المطلوبة أم أن هناك حاجة إلى أسئلة أخرى .
  16. هل كل الأسئلة دقيقة ومحددة بدرجة كافية أم أنها عامة وتحتاج إلى تحديد أكثر .
  17. مدى صدق المبحوث في الإجابة عن الأسئلة .
  18. مدى عمومية أو شخصية الأسئلة وهل هي مباشرة أو غير مباشرة .
  19. هل تعبر الأسئلة عن المقصود الزمني منها إن كانت تتناول أموراً متعلقة بالماضي أو الحاضر أو المستقبل .
  20. هل تحتوي الأسئلة على مصطلحات غامضة وغير مرتبطة بموضوع البحث .
  21. درجة شعور المبحوث بالملل أو التعب عند اجابته على الأسئلة .
  22. مدى تأثير الإجابة على كل سؤال بالسؤال الذي قبله .
  23. مدى اهتمام المبحوث بالإجابة على الأسئلة .
  24. تحديد الزمن اللازم لتعبئة الاستمارة .

ويتم اختبار كفاءة الأداة البحثية بطريقتين

الطريقة الأولي :

  • عرض استمارة الاستبيان على مجموعة من الأساتذة والخبراء المتخصصين الذي يوزع عليهم نسخاً من الأسبيان للإطلاع عليه وتسجيل ملاحظاتهم وآرائهم في محتوى الاستبيان وعالباً ما يكون الحكمين من فئتين :

الفئة الأولى : المحكمون المتمرسون في مناهج البحث وإعداد الاستبيانات .

الفئة الثانية : المحكمون المتخصصون في موضوع للبحث الذي يعد فيه الاستبيان ويجب أن يأخذ الباحث هذه الملاحظات والآراء بعين الاعتبار ويناقشها ويدرسها بعناية وخاصة المتعلقة منها بموضوع البحث ومناهج البحث العلمي ، بهدف إجراء الصحة الموضوعية والنطقية والمنهجية للاستبيان ، أي التأكد من أنه يجمع نوع وكم المعلومات الطلوبة وأن إعداده سليم وصياغته واضحة ومحددة . ولا شك أن هذه المجموعة من الأستاذة والخبراء المتخصصين سوف توجه الباحث إلى مواطن النقص أو القصور في أداته البحثية ، من حيث شكلها أو مضمونها ، كما ستعرض له وجهات نظر جديدة قد تكون خافية عليه .

الطريقة الثانية :

القيام بدارسة أولية استكشافيه Pilot study على عينة محددة من مماثلة للعينة الأصلية التي سيجرى عليها البحث ، وذلك بهدف الوقوف على الأربع وعشرين نقطة التي أشرنا إليها .

نموذج لاستبيان

صديقي العزيز:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يسعدني أن أقدم لك هذا الاستبيان حيث يقوم الباحث بدراسة أثر الصحافة الالكترونية وعلاقتةه بدعم الجبهة الداخلية اثناء الازمات في المملكة العربية السعودية لإكمال درجة البكالوريوس في الصحافة والاعلام بجامعة جازان  فأرجوا التكرم بالتعاون معي في اكمال البيانات المطلوبة لنساهم معا في خلق انطباع صحيح عما يدور حولنا , , مع العلم أن اجاباتك ستكون بسرية تامة بإذن الله , شاكرا ومقدرا اهتمامكم ولكم تحياتي ،

 

تعرض الجمهور للصحف الالكترونية  وعلاقته بدعم الجبهة الداخلية أثناء الازمات

 

دراسة تطبيق على عينه من منطقة جازان

 

 ( المحرر الأول ) تساؤلات تتعلق بالعرض للجمهور

 

  • هل متصفح للصحف الالكترونية السعودية ؟

نعم (    )

لا   (    )

 

  • دوافع تصحفك للصحف الالكترونية السعودية ؟

( يمكن اختيار أكثر من بديل)

 

  • لمتابعة الاحداث التي تجري علي الساحه (    )
  • لكونها اسبق في نشر الاحداث من الوسائل الاخرى (    )
  • لكونها تتمتع بخاصية التفاعلية والمشاركة (    )
  • لتغطيتها الاحداث بالكلمة والصورة والفيديو                           (    )
  • لانها تحظى بمصداقية اكبر من الوسائل الاخرى (    )
  • تتمتع بدرجه حريه أعلى من المتاحه أمام الوسائل الاخرى (    )
  • أخرى تذكر

 

  • ما ابرز الصحف الالكترونية السعودية التي تطالعها ؟ ( رتب حسب الاهمية )

– الشرق الاوسط                                                            (  )

– الرياض                                                                   (  )

– الجزيرة                                                                   (  )

– عكاظ                                                                      (  )

– الوطن                                                                     (  )

– الشرق                                                          (  )

– سبق                                                                       (   )

– المناطق                                                                    (   )

– اليوم                                                                        (  )

– المدينه                                                                      (  )

– أخرى تذكر

 

  • ما الوقت الانسب لتصفح الصحف الالكترونية السعودية ؟

 

– في الصباح                                                          (    )

– في الظهرة                                                   (    )

– في المساء                                                           (    )

– حسب الظروف                                                    (    )

 

  • ما طبيعة تصفحك للصحف الالكترونية السعودية ؟

 

– اكتفى بالتصفح                                                       (    )

– أشارك بالتعليقات                                                     (    )

– إعادة نشر بعض الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي        (    )

– كل ما سبق                                                           (    )

 

 

 

 

  • ما عدد الساعات التي تقضيها في تصفح الصحف الكترونية السعودية يوميه بوقع

 

– ساعة يومياً                                                        (     )

– ساعتان                                                    (    )

– ثلاث ساعات فاكثر                                               (    )

 

  • ما ابرز الموضوعات التي تهتم بمطالعتها في الصحف الالكترونية السعودية

– السياسيه                                                           (   )

– الاجتماعية                                                        (   )

– الاقتصادية                                                        (   )

– الثقافية                                                            (   )

– الرياضية                                                         (   )

– الفنية                                                             (   )

– اخرى تذكر                                                     (   )

 

 

  • ما أكثر الوسائل الاعلامية السعودية التي تعتمد عليها في الحصول على المعلومات أثناء الازمات ؟

– الصحف الورقية                                                   (    )

– الصحف الالكترونية                                               (    )

– مواقع التواصل الاجتماعي                                        (    )

– الراديو                                                             (    )

– التليفزيون                                                          (    )

 

 

 

 

 

 

 

 

(9) أمامك مجموعه من العبارات التي تقيس علاقة تعرضك للصحف الالكترونية بدعم الجبهة الداخلية أثناء الازمات والرجاء وضع علامة ( صح ) في الخانة التي تعبر عن مواقفك من هذه العبارة 0

العبارات موافق موافق لحد ما غير موافق
– الصحف السعودية الالكترونية تحظى بمصداقية اكبر من الوسائل الأخرى      
– الصحف الالكترونية السعودية تنشر الأخبار الايجابية والسلبية اثناء الأزمات      
– الصحف الكترونية السعودية تبث الاخبارية التي تخض على الطائفية      
– الصحف السعودية الالكترونية تنشر الموضوعات التي تبث الثقة بين الشعب وقيادته      
– الصحف السعودية الالكترونية تواجه الشائعات بنشر الحقائق      
الصحف السعودية الالكترونية احدى اهم مصادر الشايعات في اوقات الازمات      
تعمل الصحافة الالكترونية على تغطية الأحداث التي تهتم بالمجتمع السعودي اثناء الازمات      
تعرض لتأثير الصحافة الالكترونية بدعم الجبهة الداخلية اثناء الازمات في المملكة العربية السعودية      

 

 

البيانات الشخصية

 

النوع:     ذكر  (  )        انثي (    )

 

الفئة العمرية

  • من 18 الي 25 (  )
  • من 26 الي 35 ( )
  • من 36 الي 45 (  )
  • فوق 46 سنه ( )

 

المستوي التعليمي

  • يقرأ ويكتب (     )
  • متوسط (     )
  • ثانوي (     )
  • جامعي (    )
  • فوق الجامعي (      )

 

 

الحالة الاجتماعية

  • أعزب (      )
  • متزوج (     )
  • ارمل (      )
  • مطلق (     )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

/ أداة تحليل المحتوي

لا يوجد تاريخ دقيق لبدايات تحليل المحتوى , وإنما تعود بداياته إلى لازويل  Lasswill وزملائه في عام 1930م عندما كانوا في مدرسة الصحافة في كولومبيا بأمريكا , ثم تبعه الدراسة التي أجراها سبيد Speed   لمقارنة التغير في طبيعة الحد من صحف نيويورك بعد محاولة جريدة نيويورك تايمز زيادة توزيعها بتخفيض الثمن وزيادة الحجم واتجاهها إلى الإثارة في تحرير الموضوعات الصحفية .

يعرفه بيرلسون بأنه ( عبارة عن طريقة بحث يتم تطبيقها من أجل الوصول إلى وصف كمي هادف ومنظم لمحتوى أسلوب الاتصال )

الخطوات المنهجية المقصودة في منهج تحليل المحتوى والخاصة به , هي كما ذكرها الدكتور العساف وهي:

  • تصنيف المحتويات المبحوثة : حيث يعد أهم خطوة في تحليل المحتوى لإنه انعكاس مباشر للمشكلة المراد دراستها ومن الأمثلة على التصنيف. أن تصنف محتويات دفاتر الإعارة من المكتبات المدرسية إلى كتب أدبية وكتب علمية.
  • تحليل وحدات التحليل : حيث عدد بيرلسون خمس وحدات أساسية في للتحليل هي : ( الكلمة , الموضوع , الشخصية , المفردة , الوحدة القياسية أو الزمنية ).
  • فالكلمة : كأن يقوم الباحث بحصر كمي للفظ معين له دلالته الفكرية أوالسياسية أو التربوية.
  • والموضوع : وهو إما جملة أو أكثر تؤكد مفهوماً معينا سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصاديا .
  • والشخصية: يقصد بها الحصر الكمي لخصائص وسمات محددة ترسم شخصية معينة سواء أكانت تلك الشخصية شخصاً بعينه أو فئة من الناس أو مجتمع من المجتمعات.
  • المفردة : وهي الوحدة التي يستخدمها المصدر في نقل المعاني والأفكار.
  • الوحدة القياسية أو الزمنية : كأن يقوم الباحث بحصر كمي لطول المقال أو عدد صفحاته أو مقاطعه أو حصر كمي لمدة النقاش فيه عبر وسائل الاعلام .
  • تصميم استمارة التحليل : وهي الاستمارة التي يصممها الباحث ليفرغ فيها محتوى كل مصدر في حال تعدادها , بحيث تنتهي علاقته بعد ذلك بمصدر ذلك المحتوى وتحتوي استمارة التحليل على ( البيانات الأولية – فئات المحتوى – وحدات التحليل – الملاحظات )
  • تصميم جداول التفريغ : ويفرغ فيها الباحث المعلومات من استمارات التحليل تفريغاً كمياً .
  • تفريغ محتوى كل وثيقة بالاستمارة الخاصة بها .
  • تطبيق المعالجات الاحصائية اللازمة الوصفية منها والتحليلة.
  • سرد النتائج وتفسيرها. (العساف, 1989, 240)
تحليل المحتوى
تصنيف المحتويات المبحوثة
تفـريغ محتــــوى كل وثــيقة
تطبيق المعالجات الإحصائية
ســـــرد النتــائج وتفسيرهــا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتلخص في التالي يتم أولاً تحديد وحدات التحليل المتمثلة في وحدة الكلمة ووحدة الفكرة والوحدة الطبيعية للمادة الإعلامية ووحدة المساحة والزمن ، ثم يتم اختيار فئات التحليل ، للإجابة على سؤالين ماذا قيل ؟ وكيف قيل ؟ وتحت ماذا قبل يتم بحث اتجاه المادة ، القيم ، فئة الموضوع ، مصدر المعلومة ، السمات ، وتحت مظلة كيف قيل ؟ يتم بحث الزمن ، المساحة، اللون ، وغيرهما مما يتعلق بالشكل .

 

نموذج لاستمارة تحليل المحتوي

ملحق رقم (1)

صحيفة تحليل المضمون

اسم المنظمة:………………………………… الموقع الإلكتروني:…………………………………………. جنسية المنظمة:………………………..

طبيعة عمل المنظمة الشكل التحريري للمادة المطبوعة نوع المادة المنشورة مصدر المادة اللغة المستخدمة في المادة
صحي ثقافي تعليمي امني أخرى عنوان خبر مقال تحقيق حوار تقرير بيان أخرى سياسي أمني اقتصادي ديني علمي أخرى المنظمة جهات حكومية جهات خارجية مواطنين حركات تمرد أخرى العربية الانجليزية الفرنسية متنوعة أخرى
                                                           
                                                           
                                                           
                                                           
                                                           
                                                           
                                                           
                                                           
                                                           
                                                           

 

اتجاه المادة المنشورة طريقة عرض المادة صلة المادة بالمنظمة تكرار المادة وسائل الإيضاح والإبراز درجة تفاعل الموقع الهدف من المادة
مؤيد محايد معارض فلم صور تقرير متعدد أخرى لديها صلة ليس لديها صلة مرة مرتين أكثر من مرتين البنط الصور الرسوم العناوين الإضاءة تفاعلي لا تفاعلي أخبار تعليم توجيه وإرشاد دعاية إعلان أخرى
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   
                                                   

 

 

ملاحظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رابعاً: تجهيزوترميز بيانات البحث وتصنيفها

 

بعد أن يُتِمَّ الباحثُ جمع بيانات ومعلومات دراسته بأيٍّ من أدوات جمعها السابقة تبدأ مرحلة الترميز وهي  من مراحل البحث بهذه الخطوة التي تٌسْـبَقُ عادةً باستعداداتٍ ضروريَّة لها تتمثَّل بمراجعة البيانات والمعلومات المجموعة مراجعة علميَّة لتلافي القصور والأخطاء وعدم فهم أسئلة أداة جمع المادة العلميَّة فهماً يتَّسق مع مطلب الباحث ومقصوده، وللتأكُّد من أنَّ هناك إجابات على مختلف أسئلة أداة جمع البيانات أو احتوائها على استجابات بنسبة معقولة تسمحُ باستخلاص نتائج ذات دلالـة.

 

وتجهيز البيانات وتصنيفها وترميزها يتحول الإجابات إلي أرقام ؛ خطوةٌ لا تنفصل عن الخطوات السابقة، فجميع خطوات البحث العلميِّ تترابطُ مع بعضها في خطَّة متماسكة متكاملة واضحة؛  ثم إدخالها لجهاز الحاسب الآلي لتتم المعالجة عبر برنامج الإحصاء SPSS .

نموذج لطريقة تحليل البيانات

 

الإجراءات المنهجية لتحليل البيانات

مقدمة

تناول الباحث في هذا الفصل من الدراسة الإجراءات المنهجية التي اتبعت في هذه الدراسة، حيث تناول الباحث المنهج المستخدم، مجتمع وعينة الدراسة، أداة الدراسة التي استخدمت لجمع البيانات الأولية التي تحقق أهداف الدراسة من حيث إجراءات بناءها واختبار صدقها وثباتها وذلك للتحقق من مدى ملائمتها لجمع البيانات الأولية، ثم تناول مجتمع وعينة الدراسة مع بيان كيفية اختيار العينة ونوعها والخصائص الديمغرافية لعينة الدراسة التي تمثلت في عينة العاملين الإداريين في شركة بترومين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ، بالإضافة إلى عينة من الجمهور الخارجي ، كما قدم الباحث في هذا الفصل الأساليب الإحصائية المستخدمة لتفسير وتحليل بيانات الدراسة وذلك من أجل استخلاص أبرز نتائجها. وفيما يلي يتناول الباحث هذه الإجراءات:

3-1 منهج الدراسة

تتركز استخدامات المنهج في دراستنا هنا في عدة أساليب منهجية أساسية فرضتها أهمية الدراسة والهدف العام لها، كما فرضتها محاولة تحديد أهم جوانب موضوع فاعلية مهارات الاتصال في تطوير أداء العلاقات العامة، وتتمثل هذه المناهج فيما يلي:

استخدام أسلوب المنهج المسحي الذي يعتبر من أبرز الأساليب المنهجية المستخدمة في مجال الدراسات الإعلامية والذي يمثل جهداً علمياً منظماً للحصول على بيانات ومعلومات وأوصاف حول الظاهرة أو مجموعة الظواهر موضوع البحث (1)، كما يستفاد من هذا الأسلوب المنهجي في دراسة المشكلات الاجتماعية القائمة وتحديد مدى تأثيرها على المجتمع.

وفي هذا الإطار تم الاستعانة بأسلوب دراسة الحالة حيث يقوم منهج دراسة الحالة (case study) على أساس اختيار وحدة إدارية واجتماعية واحدة كأن تكون مدرسة أو مكتبة.. الخ وجمع المعلومات التفصيلية عن كل جوانب أنشطتها وخصائصها ، فقد اختار الباحث شركة بترومين كدراسة حالة.

3-2 مجتمع الدراسة:

هو جميع الأفراد أو الأحداث أو الأشياء الذين يكونون موضوع البحث(1) كما يقصد بمجتمع الدراسة هو ذلك المجتمع الذي يسعى الباحث إلى إجراء دراسته عليه، بمعنى أن كل فرد، أو وحدة، أو عنصر أو نتاج علمي، أو وثائق .. الخ يقع ضمن حدود ذلك لمجتمع يعد ضمناً من مكونات المجتمع أو بعبارة أخرى هو الإطار الذي يتضمن جميع مفردات المجتمع الذي يريد الباحث دراسته بغض النظر عن نوع وخصائص فك المفردات (2) ويمكن أن تكون وحدة التحليل أو مفردة الدراسة فرداً أو أسرة ، أو مؤسسة، أو مجتمعاً محلياً ، أو وثيقة، أو قد يكون فعلاً اجتماعياً(3)

ومجتمع البحث لدراستنا هذه انقسم إلى مجتمعين الأول هو الإداريين العاملين بشركة بترومين بجدة،  وذلك لأن العلاقات العامة تقع ضمن جهود الإدارة العليا،  وعليه فإن كل الأنشطة التي يقوم بها العاملون هي أنشطة اتصالية . ولقد تم إتباع أسلوب المسح الشامل لجميع العاملين بشركة بترومين وعددهم (50) مفردة  وذلك لتجانس أفراد العينة وهي عينة جيدة كما ذكرت الأستاذة منى عطية [1]” أن العينة الجيدة هي التي تمثل المجتمع الأصلي كله بقدر الإمكان والمعروف أن العينة الصغيرة جداً لا تمثل خصائص المجتمع المدروس إلا إذا كانت الظاهرة موضوع الدراسة متجانسة وأما إذا كانت المفردات متباينة فلا بد من عينة كافية”. أما المجتمع الثاني فهو عينة من المتعاملين بشركة بترومين وتم اختيارها عن أسلوب العينة التراكمية (كرة الثلج).

 

توصيف عينة الدراسة :

فيما يلي يتناول الباحث توصيف عينة الدراسة بحسب المتغيرات الديموغرافية ، كما يلي :

جدول رقم (3-1)

توصيف عينة الدراسة بترومين بحسب النوع

العينة ذكر أنثى المجموع
  العدد النسبة% العدد النسبة % العدد النسبة%
الإداريين العاملين بشركة بترومين 44 88.0 6 12.0 50 100.0
الجمهور الخارجي 50 100.0 0 0.0 50 100.0

 

شكل رقم (1) يوضح توصيف العينة بحسب الجنس أو النوع

يوضح الجدول رقم (3-1) والشكل  أعلاه توصيف عينة الدراسة من الإداريين العاملين بشركة بترومين وعينة المتعاملين مع الشركة بحسب النوع، حيث يتضح أن نسبة أفراد العينة الذكور من الإداريين العاملين بشركة بترومين يشكلون نسبة 88.0% من إجمالي العينة، بينما بلغت نسبة الإناث العاملات بشركة بترومين 12.0% ، في حين أن جميع أفراد العينة من المتعاملين مع الشركة (الجمهور الخارجي) هم من الذكور بنسبة 100.0% .

وبالتالي نستنتج مما سبق أن أفراد العينة من الإداريين الذكور العاملين بشركة بترومين يشكلون الغالبية، حيث بلغت نسبتهم 88.0%، بينما بلغت نسبة الإناث 6.0% فقط ، ويعزى انخفاض نسبة مشاركة العنصر النسائي في العينة لعدة أسباب ومن أبرزها صعوبة التواصل مع العنصر النسائي في المملكة العربية في مثل هذا النوع من الدراسات وذلك لخصوصية المرأة في المجتمع السعودي ، بالإضافة إلى ذلك أن مشاركة المرأة في العمل وخاصة في القطاع الخاص لا زالت في نسبها الدنيا.

جدول رقم (3-2)

توصيف عينة الدراسة بشركة بترومين والجمهور الخارجي  بحسب العمر

العمر العاملين بترومين الجمهور الخارجي المجموع
العدد النسبة% العدد النسبة % العدد النسبة%
25- لأقل من 35 27 27.0 7 7.0 34 34.0
35- لأقل من 45 8 8.0 5 5.0 13 13.0
45- لأقل من 55 11 11.0 27 27.0 38 38.0
55 سنة فأكثر 4 4.0 11 11.0 15 15.0
المجموع 50 50.0 50 50.0 100 100.0

 

شكل رقم (2) توصيف العينة بحسب العمر.

يوضح الجدول رقم (3-2) والشكل رقم (2) بعاليه توصيف عينة الدراسة من العاملين بشركة بترومين والجمهور الخارجي بحسب العمر، حيث يتضح أن نسبة أفراد العينة من الإداريين بشركة بترومين في الفئة العمرية (25- لأقل من 35) سنة يشكلون 27.0% من إجمالي العينة، مقارنة بنسبة 7.0% من الجمهور الخارجي في نفس الفئة العمرية ، بينما بلغت نسبة العاملين في الفئة العمرية (35- لأقل من 45) سنة 8.0% مقارنة بنسبة 5% للجمهور الخارجي، في حين بلغت نسبة العاملين بشركة بترومين في الفئة العمرية (45- لأقل من 55) 11.0% مقارنة بنسبة 27.0% من الجمهور الخارجي في نفس الفئة ، كما بلغت نسبة أفراد العينة من شركة بترومين في الفئة العمرية (55) سنة فأكثر 4.0% مقارنة بنسبة 11.0% من الجمهور الخارجي في نفس الفئة العمرية .

وبالتالي نستنتج من المؤشرات السابقة أن غالبية أفراد العينة في الفئتين العمريتين الأولي والثالثة ، حيث يشكلون نسبة 72.0% من إجمالي أفراد العينة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم (3-3)

توصيف عينة الدراسة من العاملين بشركة بترومين بحسب المؤهل التعليمي

المؤهل التعليمي العدد النسبة المئوية
متوسطة 2 4.0%
شهادة ثانوية 6 12.0%
دبلوم فوق الجامعي 5 10.0%
بكالوريوس 30 60.0%
ماجستير 7 14.0%
المجموع 50 100.0%

 

شكل رقم (3)توصيف العينة بحسب المؤهل التعليمي

يوضح الشكل والجدول رقم (3-3) أعلاه توصيف عينة الدراسة من العاملين بشركة بترومين بحسب المؤهل التعليمي، حيث يتضح أن غالبية العاملين بشركة بترومين مستواهم التعليمي بكالوريوس، كما بلغت نسبتهم 60% من إجمالي العينة ، بينما 14% من  أفراد العينة حملة الماجستير، في حين أن 12.0% مستواهم التعليمي شهادة ثانوية ، بينما 10.0% دبلوم فوق الجامعي ، في حين أن هناك 4.0% مستواهم التعليمي متوسطة .

وبالتالي نستنتج مما سبق أن المستوى التعليمي لغالبية العاملين بشركة بترومين يؤهلهم لمعرفة مدى أهمية الاتصال في تطوير أداء العلاقات العامة في الشركة لمهام عملها.

جدول رقم (3-4)

توصيف عينة الدراسة من العاملين بشركة بترومين بحسب نوع العمل

نوع العمل العدد النسبة المئوية
كتابي 2 4.0%
إداري 23 46.0%
محاسبي 9 18.0%
فني 2 4.0%
مندوب مبيعات 4 8.0%
استقبال 1 2.0%
تقني 2 4.0%
رجل أمن 2 4.0%
قانوني 1 2.0%
استشاري 1 2.0%
علاقات حكومية 1 2.0%
تسويق 1 2.0%
مدير مبيعات 1 2.0%
المجموع 50 100.0

يوضح الجدول رقم (3-4) أعلاه توصيف عينة الدراسة من العاملين بشركة بترومين بحسب نوع العمل، حيث يتضح أن غالبية العاملين بشركة بترومين نوع العمل الذي يمارسونه في مجال الإدارة حيث بلغت نسبتهم 46.0% من إجمالي العينة ، ويليهم في المرتبة الثانية المحاسبون بنسبة 18.0%، ويليهم في المرتبة الثالثة مندوبي المبيعات بنسبة 8.0% ومن ثم يليهم في المرتبة الرابعة الذين يمارسون الأعمال التقنية والفنية ورجل الأمن بنسبة 4.0% لكلِ. في حين تشكل أنواع العمل الأخرى نسبة  12.0% تتوزع بنسبة 2.0% لكل وحدة .. الخ .

وبالتالي نستنتج من المؤشرات السابقة أن غالبية العاملين المشاركين في الدراسة الحالية يعملون في المجال الإداري والمحاسبي ، حيث يشكلون ما نسبته 64.0% من إجمالي العينة .

جدول رقم (3-5)

توصيف عينة الدراسة من الجمهور الخارجي بحسب نوع العمل

نوع العمل العدد النسبة المئوية
تاجر تجزئة 2 4.0%
عميل 12 24.0%
عميل خدمة 36 72.0%
المجموع 50 100.0%

 

شكل رقم (4) توصيف عينة الجمهور الخارجي بحسب نوع العمل

يتضح من المؤشرات بالجدول رقم (3-5) أعلاه أن غالبية أفراد العينة من الجمهور الخارجي هم عملاء خدمة ، حيث يمثلون نسبة 72.0% من إجمالي العينة ، بينما 24.0% من العملاء لشركة بترومين ، في حين بلغت نسبة تجار التجزئة 4.0%. وبالتالي نستنتج من المؤشرات السابقة أن غالبية أفراد العينة من الجمهور الخارجي هم عملاء يقدمون الخدمة ، مما يكون لديهم معرفة كافية بالعلاقات العامة بشركة بترومين ، كما يدركون مدى أهمية أساليب الاتصال في تعزيز ودعم وتطوير العلاقات العامة في الشركة وخاصة في مجال تسويق منتجات الشركة من الزيوت على مستوى المملكة ، وفي دول الخليج والدول العربية الأخرى ، وكافة أنحاء العالم .

 

 

جدول رقم (3-6)

توصيف عينة الدراسة من الجمهور الخارجي بحسب سنوات الخبرة

سنوات الخبرة العدد النسبة المئوية
من سنة – لأقل من 4 سنوات 10 20.0%
من 4- لأقل من 8 سنوات 17 34.0%
من 8- لأقل من 12 سنة 6 12.0%
من 12 سنة فأكثر 17 34.0%
المجموع 50 100.0%

 

شكل رقم (5) توصيف عينة الجمهور الخارجي بحسب سنوات الخبرة

بينت المؤشرات بالجدول رقم (3-6) والشكل رقم (5) أعلاه أن غالبية أفراد العينة من الجمهور الخارجي هم عملاء خدمة ، حيث يمثلون نسبة 72.0% من إجمالي العينة ، بينما 24.0% من العملاء لشركة بترومين ، في حين بلغت نسبة تجار التجزئة 4.0%.

وبالتالي نستنتج مما سبق أن الخبرة العملية لدى أفراد العينة من الجمهور الخارجي تعتبر جيدة للتعرف على مدى ممارسة العاملين بشركة بترومين لأساليب الاتصال ودور ذلك في تطوير أداء إدارة العلاقات العامة بالشركة .

جدول رقم (3-7)

يوضح آراء عينة الدراسة من العاملين بشركة بترومين والجمهور الخارجي

حول مدى وجود وحدة العلاقات العامة بالشركة 

مدى وجود وحدة العلاقات العامة الإداريين العاملين ببترومين الجمهور الخارجي المجموع
العدد النسبة% العدد النسبة % العدد النسبة%
نعم 49 49.0% 49 49.0% 98 98.0%
لا 1 1.0% 1 1.0% 2 2.0%
المجموع 50 50.0 50 50.0 100 %100.0

 

شكل رقم (6) يوضح اتجاهات العينة حول مدى وجود وحدة العلاقات العامة بشركة بترومين

يتضح من ا لمؤشرات بالجدول رقم (3-7)  والشكل رقم (6) أعلاه أن غالبية أفراد العينة من العاملين بشركة بترومين و الجمهور الخارجي يدركون وجود وحدة العلاقات العامة بالشركة ، مما يعزز من قيام كافة الموظفين بأدوارهم في مجال ممارسة أساليب الاتصال بالشركة وخاصة مع محيطها الخارجي ، مما يعزز من تحقيق أهداف الشركة بالتواصل مع عملائها داخلياً وخارجياً .

3-4 أدوات الدراسة

لتحقيق أهداف الدراسة والتي من أبرزها الوقوف على أهمية المهارات الاتصالية لدى رجل العلاقات العامة ومدى إسهامه في تطوير أداء العلاقات العامة بالمؤسسات الاقتصادية، و التعرف على درجة الفاعلية للمهارات الاتصالية للقائمين بالاتصال بالعلاقات العامة بشركة بترومين وذلك من خلال قياس أثر المهارات والأنشطة الاتصالية لدى القائمين بالاتصال بالعلاقات العامة بشركة، لجأ الباحث إلى استخدام أداة الاستبيان لجمع البيانات الأولية المتعلقة بهذه الأهداف ، حيث قام بإعداد استمارتي استقصاء وجهت أحدها لدى العاملين بشركة بترومين والأخرى إلى الجمهور الخارجي من عملاء الشركة . حيث تكونت هذه الأدوات من عدد من المحاور الرئيسية المتعلقة بالأسئلة البحثية في الدراسة ، بالإضافة إلى متغيرات متعلقة بخصائص عينتي الدراسة .

وبعد إعداد أدوات الاستبيان في صورتها الأولية تم عرضها على عدد من المختصين في مجال الإعلام ومجال البحث العلمي ، وذلك من أجل التحقق من توفر مواصفات الأداة الجيدة التي يعتمد عليها في جمع البيانات الأولية التي تثرى الدراسة وتساهم في تحقيق أهدافها والإجابة عن التساؤلات التي طرحتها الدراسة . وهذا ما يطلق عليه الصدق المنطقي أو الصدق الظاهري.

كذلك قام الباحث باختبار صدق الاتساق الداخلي وذلك من خلال قياس درجة الارتباط بين الدرجة الكلية لكل محور مع الدرجة الكلية لأداة القياس ، بالإضافة إلى ذلك قام الباحث باختبار ثبات أداة الدراسة وذلك من خلال معامل ألفا كرونباخ كأحد المؤشرات التي تبين مدى كفاءة الأداة والاعتماد عليها في جمع البيانات الأولية المطلوبة .

وفيما يلي نتناول إجراءات صدق وثبات أدوات الدراسة :

أولاً: استبيان العاملين بشركة بترومين

جدول رقم ( 3-8)

يوضح معاملات الارتباط بين درجة كل بند  

مع الدرجة للمحور الذي ينتمي إليه        

رقم البند معامل الارتباط مع الدرجة المحور رقم البند معامل الارتباط مع الدرجة المحور رقم البند معامل الارتباط مع الدرجة المحور
المحور الأول ” وجود العلاقات العامة المحور الثاني: درجة فاعلية الاتصال المحور الثالث : وسائل الاتصال الجماهيري
1 0.019 1 **0.654 1 **0.480
2 **0.456 2 **0.705 2 **0.546
3 **0.526 3 **0.806 3 *0.329
4 **0.862 4 **0.739 4 0.237
تابع : المحور الثالث : وسائل الاتصال الجماهيري
5 **0.592 9 **0.598 13 **0.685
6 **0.524 10 **0.380 14 **0.783
7 **0.466 11 **0.542 15 **0.481
8 *0.324 12 **0.493 16 **0.504
المحور الرابع : درجة الفاعلية لوسائل الاتصال  
1 **0.960        
2 **0.554        

** تعني أن معامل الارتباط دال إحصائياً عند مستوى المعنوية (0.01)

*تعني أن معامل الارتباط دال إحصائياً عند مستوى المعنوية (0.05)

 

ويتبين من المؤشرات بالجدول رقم (3-8) أعلاه أن جميع قيم معاملات الارتباط ، ماعدا اثنان من البنود ( البند الأول من المحور الأول، والبند الرابع من المحور الثاني) تشير إلى وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائية بين درجة كل بند مع الدرجة الكلية للمحور الذي ينتمي إليه، حيث تراوحت قيم معاملات الارتباط ما بين (0.324-0.960). وبالتالي نستنتج من ذلك أن جميع البنود الفرعية في أداة الاستبيان الموجهة إلى عينة الدراسة من العاملين بشركة بترومين تحقق أهداف القياس المرجوة منها .

3-5 ثبات أداة العاملين بشركة بترومين  

قام الباحث بالتحقق من درجة ثبات أداة الاستبيان من خلال حساب معامل ألفا كرونباخ لجميع فقرات محاور الأداة ، كما هو مبين بالجدول أدناهـ :

جدول رقم (3-9)

يوضح معامل ألفا كرونباخ  للثبات الكلي للأداة

الأبعاد عدد البنود معامل ألفا كرونباخ
الثبات الكلي لأداة الدراسة 106 0.835

حيث يتبين أن قيمة معامل ألفا كرونباخ بلغت (0.835) وهي قيمة عالية ، وهذا يشير إلى أن أداة الاستبيان الموجهة إلى أفراد العينة من العاملين بشركة بترومين حققت درجة عالية من الثبات ، مما يطمئن الباحث إلى سلامة إجراءات بناء أداة الاستبيان ومن ثم إمكانية الوثوق بالنتائج التي تتوصل إليها الدراسة .

ثانياً: مؤشرات الصدق والثبات لاستبيان الجمهور الخارجي .

أولاً: مؤشرات الصدق

تم التحقق من مؤشرات الصدق لمقياس الاستبيان الخاص بالجمهور الخارجي وذلك من خلال حساب درجة ارتباط كل بند من البنود مع الدرجة الكلية للمحور الذي ينتمي إليه ، كما هو مبين بالجدول رقم (3-10) التالي :

جدول رقم (3-10)

يوضح معاملات الارتباط بين درجة كل بند مع الدرجة الكلية

للمحور الذي ينتمي إليه

رقم البند معامل الارتباط مع الدرجة المحور رقم البند معامل الارتباط مع الدرجة المحور رقم البند معامل الارتباط مع الدرجة المحور
المحور الأول ” وجود العلاقات العامة المحور الثاني: درجة فاعلية استخدام وسائل الاتصال
1 0.067 1 **0.451 5 **0.665
2 **0.781 2 **0.366 6 **0.525
3 **0.905 3 **0.490 7 *0.094
4 0.193 4 **0.635    
           
المحور الثالث : درجة الفاعلية لأساليب الاتصال المحور الرابع : الأساليب التي تم

التعرف بها على

1 **0.816 5 **0.558 1 **0.787
2 **0.834 6 **0.678 2 0.181-
3 **0.780 7 **0.492 3 *0.314
4 **0.669     4 0.04-

** تعني أن معامل الارتباط دال إحصائياً عند مستوى المعنوية (0.01)

*تعني أن معامل الارتباط دال إحصائياً عند مستوى المعنوية (0.05)

ويتضح من المؤشرات بالجدول أعلاه أن غالبية بنود المقياس حققت درجة معنوية من الارتباط مع المحور الذي تنتمي إليه، مما يشكل قاعدة مهمة تعزز من مصداقية الاستبيان في جمع البيانات المطلوبة .

ثانياً: درجة الثبات لمقياس الجمهور الخارجي

جدول رقم (3-11)

يوضح معامل ألفا كرونباخ  للثبات الكلي للأداة

الأبعاد عدد البنود معامل ألفا كرونباخ
الثبات الكلي لاستبيان الجمهور الخارجي 33 0.634

حيث يتبين أن قيمة معامل ألفا كرونباخ بلغت (0.634) وهي قيمة جيدة ، وهذا يشير إلى أن أداة الاستبيان الموجهة إلى أفراد العينة من الجمهور الخارجي  حققت درجة مقبولة من الثبات ، مما يطمئن الباحث إلى سلامة إجراءات بناء أداة الاستبيان ومن ثم إمكانية الوثوق بالنتائج التي تتوصل إليها الدراسة .

3-6 المعالجات الإحصائية المستخدمة

 

لتحليل بيانات الدراسة تحليلاً إحصائياً علمياً يحقق أهدافها، فقد اعتمد الباحث على الأساليب الإحصائية الوصفية والتي تمثلت في التكرارات والنسب المئوية وذلك لتوصيف عينة الدراسة بحسب الخصائص الديمغرافية، كما استخدام التكرارات والنسب المئوية و المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية وذلك لقياس درجة استجابة أفراد العينة حول فقرات محاور أداة الدراسة . بالإضافة إلى ذلك فقد استخدم الباحث معاملات الارتباط بيرسون وذلك للتحقق من صدق أداة الدراسة . كما استخدام الباحث معامل ألفا كرونباخ وذلك للتحقق من ثبات أدوات الدراسة . كما استخدم الباحث بعض الأساليب الإحصائية الاستدلالية وذلك لاختبار مدى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين وجهات نظر أفراد العينة حول محاور أداة الدراسة باختلاف الخصائص الديمغرافية (النوع ، العمر، المؤهل التعليمي ، وسنوات الخبرة ). ولقد شملت هذه الاختبارات الاستدلالية اختبار “ت” وذلك لقياس دلالة الفروق باختلاف (النوع ) ، كما تم استخدام تحليل التباين الأحادي وذلك لقياس دلالة الفروق باختلاف (العمر، وسنوات الخبرة والمؤهل التعليمي) .

لقد تم في هذا الفصل عرض منهج الدراسة, ووصف المجتمع الأصلي للدراسة, وإجراءات اختيار العينة, وبناء الأداة التي استخدمت في الدراسة, وما اشتملت عليه من مجالات بصورتها الأولية والنهائية, وتوضيح الطريقة التي جمعت من خلالها المادة العلمية, والأساليب الإحصائية التي استخدمت في التحليل, وطريقة تحليل البيانات, وسيتم في الفصل الرابع تحليل وتفسير بيانات الدراسة الميدانية وذلك للإجابة على تساؤلات الدراسة .

الفصل الرابع

عرض و تحليل بيانات الدراسة وتفسيرها

المقدمة :

 

لتحليل بيانات الدراسة وتفسير نتائجها تم استخدام برنامج التحليل الإحصائي بالرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) الإصدار 20، وذلك لإدخال بيانات الدراسة بعد أن تم توصيفها وترميزها، حيث يهدف الباحث في هذا الفصل إلى استعراض إجابات العينة المتعلقة بمحاور الدراسة وذلك من أجل توفير الإجابات المنطقية للسؤال الرئيسي للدراسة والمتمثل في :

ما مدى فاعلية مهارات الاتصال في تطوير أداء العلاقات العامة في المؤسسات الإقتصادية؟ وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة البحثية الفرعية التي أطلقتها الدراسة والتي تتمثل فيما الأسئلة التالية :

  1. ما مستوى توفر وجود مهارات اتصال لدى العاملين بشركة بترومين؟
  2. ما مدى إسهام هذه المهارات في حال توفرها في تطوير أداء العلاقات العامة؟
  3. ما مستوى إسهام القصور في توفر المهارات في الحد من تطور المؤسسات الاقتصادية؟
  4. ما أثر اهتمام شركة بترومين بتدريب العاملين بالعلاقات العامة؟
  5. ما أكثر مهارات الاتصال استخداماً لدى العاملين بالعلاقات العامة؟
  6. ما مدى معرفة العاملين بالعلاقات العامة بشركة بترومين لمهارات إنتاج مواد إعلامية؟
  7. ما درجة استخدام العاملين بالعلاقات العامة بشركة بترومين للتكنولوجيا الحديثة أثناء ممارستهم لعملهم؟
  8. ما مدى استخدام العاملين بالعلاقات العامة بشركة بترومين لمواقع التواصل الاجتماعي لتفعيل أدائهم؟

وبناءً على ما سبق فإن تحليل بيانات الدراسة يشتمل على تحليل آراء العينة المشاركين في الدراسة من منسوبي شركة بترومين ، بالإضافة إلى تحليل آراء عينة الجمهور الخارجي . وفيما يلي نتناول بالتحليل والتفسير آراء كل عينة حول فقرات محاور الدراسة التي وجهت لها:

أولاً: تحليل آراء العينة المشاركين في الدراسة من منسوبي شركة بترومين ، وذلك من أجل الإجابة على الأسئلة البحثية .

السؤال الأول : ما مدى توفر وجود مهارات اتصال لدى العاملين بشركة بترومين؟

جدول رقم (4-1)

يوضح آراء أفراد العينة من شركة بترومين حول مدى وجود وحدة العلاقات العامة بالشركة

البيان العدد النسبة المئوية %
نعم 49 98.0
لا 1 2.0
المجموع 50 100.0%

 

يتضح من الجدول رقم (4-1) أعلاه أن غالبية أفراد العينة من منسوبي شركة بترومين المشاركين في الدراسة لديهم معرفة تامة بوجود وحدة للعلاقات العامة بالشركة ، حيث يشكلون نسبة 98.0% من إجمالي العينة ، بينما هناك فقط 2.0% لا يعتقدون بوجود هذه الوحدة .

وبالتالي فإن الدرجة العالية لمستوى إدراك أفراد العينة بوجود وحدة العلاقات العامة بالشركة، مما  يساهم في تقييم مستوى الأداء لهذه الوحدة من خلال تفعيل وسائل الاتصال المستخدمة لتطوير نشاط الوحدة في مجال الاتصال بالعملاء داخلياً وخارجياً .

جدول رقم (4-2)

يبين آراء أفراد العينة من شركة بترومين حول نوع التعامل الذي يتعاملون

من خلاله مع وحدة العلاقات العامة بالشركة

البيان العدد النسبة المئوية % الترتيب
طلب استفسار 24 48.0 1
طلب استشارة 16 32.0 3
طلب دعم اجتماعي 16 32.0 3
طلب معلومات عن الشركة 20 40.0 2
طلب معلومات عن شركة منافسة 7 14.0 5

 

يوضح الجدول رقم (4-2) أعلاه أنواع التعامل التي يتعامل من خلالها العاملين الإداريين بشركة بترومين مع وحدة العلاقات العامة ، حيث يتبين من المؤشرات بالجدول أن من أهم أنواع التعامل مع وحدة العلاقات العامة تمثلت في  طلب الاستفسار عن أمر ما ، حيث حاز على المرتبة الأولي بنسبة 48.0%، ويليه في المرتبة الثانية طلب معلومات عن الشركة بنسبة 40.0% وفي المرتبة الثالثة جاء كلا من طلب استشارة وطلب دعم اجتماعي بنسبة متساوية بلغت 32.0% وفي المرتبة الأخيرة جاء طلب معلومات عن شركة منافسة بنسبة 14.0%.

وبالتالي نستنتج من المؤشرات السابقة أن طلبات الاستفسار وطلب معلومات عن الشركة تعد من أنواع التعامل الأكثر أهمية لدى العاملين حين اللجوء لوحدة العلاقات العامة بالشركة ، مما يبين مدى أهمية وجود الوحدة بالشركة .  كما يعزز ذلك من توفر خاصية الاتصال بين العاملين بالشركة ووحدة العلاقات العامة .

جدول رقم (4-3)

يوضح آراء أفراد العينة من شركة بترومين حول أهم وسائل الاتصال المستخدمة

بين العاملين بالشركة

البيان العدد النسبة المئوية % الترتيب
الوسائل الشفوية 20 40.0 3
الهاتف 37 74.0 2
البريد الالكتروني 46 92.0 1
المنشورات 6 12.0 6
وسائل الواتساب 12 24.0 4
النشرات والمطبوعات 7 14.0 5

 

بينت المؤشرات بالجدول رقم (4-3) أعلاه أن من أهم وسائل الاتصال المستخدمة بين العاملين بشركة بترومين هي البريد الإلكتروني ، حيث حاز على المرتبة الأولي بنسبة 92.0%، ويليه في المرتبة الثانية الهاتف بنسبة 74.0% وفي المرتبة الثالثة جاءت الوسائل الشفوية بنسبة  40.0%.

وبالتالي نستنتج مما سبق أن من بين أهم وسائل الاتصال الحديثة التي أفرزتها ثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة كانت حاضرة من بين وسائل الاتصال المستخدمة بين العاملين بشركة بترومين للتواصل سواء مع وحدة العلاقات العامة أو الوحدات الإدارية الأخرى أو جمهور العملاء ، مما يعزز من عملية الاتصال بالشركة مع مختلف الأطراف .

جدول رقم (4-4)

يوضح آراء أفراد العينة من شركة بترومين حول درجة فاعلية استخدام

وسائل الاتصال في الشركة

البيان درجة الفاعلية
عالية متوسطة ضعيفة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
  ت % ت % ت %
الوسائل الشفوية 23 46.0 16 32.0 11 22.0 2.24 0.80 4
الهاتف 32 64.0 15 30.0 3 6.0 2.58 0.61 2
البريد الالكتروني 40 80.0 8 16.0 2 4.0 2.76 0.52 1
المنشورات 3 6.0 33 66.0 14 28.0 1.78 0.55 5
وسائل التواصل الاجتماعي 21 42.0 25 50.0 4 8.0 2.34 0.63 3
النشرات والمطبوعات 2 4.0 32 64.0 16 32.0 1.72 0.54 6

 

بينت المؤشرات بالجدول رقم (4-4) أعلاه درجة فاعلية استخدام وسائل الاتصال في شركة بترومين حيث يتضح أن البريد الإلكتروني قد حاز على درجة عالية من حيث فاعلية الاستخدام من بين وسائل الاتصال المستخدمة ، حيث حاز على المرتبة الأولي ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.78) وبنسبة بلغت 80.0%، ويليه في المرتبة الثانية الهاتف بنسبة 64.0% ومتوسط حسابي قدره (2.58)  وفي المرتبة الثالثة جاءت وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة  42.0%، ومتوسط حسابي قدره (2.34) .

كما يتضح من المؤشرات بالجدول (4-4) أعلاه أن الوسائل الشفوية والمنشورات والنشرات والمطبوعات قد جاءت درجة فاعلية استخدامها من بين وسائل الاتصال متوسطة ، ويدعم ذلك قيم المتوسطات الحسابية المرجحة حيث جاءت على التوالي : 2.24، 1.78، و 1.72.

وبالتالي نستنتج مما سبق أن من أهم وسائل الاتصال المستخدمة والتي حازت على درجة عالية من حيث الفاعلية في الاستخدام تمثلت في البريد الإلكتروني ، الهاتف و وسائل التواصل الاجتماعي . ولذلك فإن هذه الوسائل تؤثر بدرجة عالية في تطوير مهارات الاتصال التي تعزز من دور وحدة العلاقات العامة بالشركة .

السؤال الثاني : ما مستوى إسهام مهارات الاتصال في حال توفرها في تطوير أداء العلاقات العامة؟

للإجابة عن هذا السؤال يتناول الباحث فيما يلي آراء العينة حول درجة فاعلية مهارات الاتصال بشركة بترومين والتي تتمثل في مهارة الاستماع، مهارة الحديث، مهارة القراءة ، مهارة الكتابة، وذلك من خلال تقييم أنواع السلوك الاتصالي لكل مهارة ، كما سيرد في الجداول التالية:

جدول رقم (4-5)

يوضح آراء أفراد العينة حول درجة فاعلية مهارة الاستماع

من خلال السلوك الاتصالي

السلوك الاتصالي لمهارة الاستماع درجة الفاعلية
دائماً أحياناً لا أدري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
ت % ت % ت %
أتعمد أن استمع إلى الجمهور بكل انتباه 34 68.0 15 30.0 1 2.0 2.66 0.52 2
عندما أفهم الرسالة التي يريد المتحدث توصيلها أتوقف عن الاستماع إليه 12 24.0 30 60.0 8 16.0 2.08 0.63 5
استمع إلى المتحدث باهتمام حتى لو اختلف معه في الرأي 33 66.0 16 32.0 1 2.0 2.64 0.53 3
أطلب من المتحدث توضيح النقاط التي لم أفهمها 43 86.0 7 14.0 0 0.0 2.86 0.35 1
أقوم بالرد على كل النقاط التي طلبها المتحدث بدقة 32 64.0 17 34.0 1 2.0 2.62 0.53 4
أدخل في حديث تفصيلي عن الشركة المتحدث عنها 10 20.0 31 62.0 9 18.0 2.02 0.62 6
المتوسط الحسابي المرجح العام 2.48 0.26  

أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-5) السابق أن قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام حيث بلغت (2.48) تشير إلى وجود درجة عالية لاستخدام مهارة الاستماع كأحد وسائل الاتصال المستخدمة من جانب منسوبي شركة بترومين المشاركين في الدراسة . كما بينت المؤشرات بالجدول رقم (4-5) أن من أهم وأبرز أنواع السلوك الاتصالي والذي يظهر درجة فاعلية مهارة الاستماع تمثل في العبارة رقم (4) ” أطلب من المتحدث توضيح النقاط التي لم أفهمها” حيث  حازت على المرتبة الأولي من بين أنواع السلوك الاتصالي ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.86) بانحراف معياري (0.35) . ويليها في المرتبة الثانية العبارة رقم (1) حيث نصت على ” أتعمد أن استمع إلى الجمهور بكل انتباه ” ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.66) بانحراف معياري (0.52) ، ويليها في المرتبة الثالثة العبارة رقم (3) والتي نصت على ” استمع إلى المتحدث باهتمام حتى لو اختلف معه في الرأي ” حيث نالت درجة عالية من الفاعلية من حيث الاستخدام ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.64) بانحراف معياري قدره (0.53) . وفي المرتبة الرابعة جاءت العبارة (5) حيث نصت على ” أقوم بالرد على كل النقاط التي طلبها المتحدث بدقة” ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.62) بانحراف معياري قدره (0.53) .

كما بينت النتائج أن أنواع السلوك الاتصالي المتعلقة بمهارة الاستماع وخاصة العبارة الثانية والسادسة ، حيث نصتا على ” عندما أفهم الرسالة التي يريد المتحدث توصيلها أتوقف عن الاستماع إليه” و أدخل في حديث تفصيلي عن الشركة المتحدث عنها” قد حازتا على درجة متوسطة من الفاعلية ، ويدعم ذلك قيم المتوسطات الحسابية المرجحة : (2.08، و 2.02).

وبالتالي نستنتج من المؤشرات السابقة أن من أهم ما يميز مدى فاعلية ومساهمة مهارة الاستماع لدى العاملين بشركة بترومين تمثلت في التركيز على فهم كل ما يثار من نقاط من خلال ورش العمل أو المؤتمرات التي تعقد ، بالإضافة إلى ذلك أن الغالبية دائما يهتمون بالاستماع إلى الجمهور بكل انتباه وذلك من أجل فهم أفكار الجمهور واقتراحاتهم ، كما أن هناك درجة عالية من الاهتمام من جانب غالبية أفراد العينة بضرورة الاستماع إلى المتحدث ، حتى في ظل وجود اختلاف في الرأي . وعليه فإن ممارسة هذه الخصائص في مجال مهارة الاستماع يعزز من تطوير مهارات التواصل بين الشركة ومحيطها الذي تعمل فيه .

جدول رقم (4-6)

يوضح آراء أفراد العينة حول درجة فاعلية مهارة الحديث

من خلال السلوك الاتصالي

السلوك الاتصالي لمهارة الحديث درجة الفاعلية
دائماً أحياناً لا أدري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
ت % ت % ت %
أتحدث مع المستمع بهدوء دون انفعال 35 70.0 15 30.0 0 0.0 2.70 0.46 5
أتحدث مع المستمع بلغة سهلة وبسيطة 42 84.0 8 16.0 0 0.0 2.84 0.37 1
أتحدث مع المستمع بلغة أجنبية إن دعي الأمر 21 42.0 23 46.0 6 12.0 2.30 0.68 10
أعيد الحديث مع المستمع إذا شعرت أنه لم يفهم حديثي الأول 30 60.0 19 38.0 1 2.0 2.58 0.54 7
استخدم الإشارات والأمثال والعبارات الشائعة عندما أتحدث مع من يستمع لي 21 42.0 26 52.0 3 6.0 2.36 0.60 8
أحرص على أن تكون نبرات صوتي هادئة وغير منفعلة 34 68.0 16 32.0 0 0.0 2.68 0.47 6
أحرص أن تكون مخارج حروفي سليمة 40 80.0 9 18.0 1 2.0 2.78 0.46 3
أكون ملماً بما أتحدث فيه 41 82.0 9 18.0 0 0.0 2.82 0.39 2
اختار العبارات والكلمات التي يعرفها من أتحدث معه 38 76.0 12 24.0 0 0.0 2.76 0.43 4
أراقب حركات من أتحدث معه 21 42.0 25 50.0 4 8.0 2.34 0.63 9
المتوسط الحسابي المرجح العام 2.62 0.24  

أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-6) أن قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام حيث بلغت (2.62) تشير إلى وجود درجة عالية لاستخدام مهارة الحديث كأحد مهارات الاتصال المستخدمة من جانب منسوبي شركة بترومين المشاركين في الدراسة .

كما بينت المؤشرات بالجدول رقم (4-6) أن من أهم أنواع السلوك التي تعزز فعالية استخدام مهارة الحديث ، حيث حازت على المرتبة الأولي من بين أنواع السلوك تمثلت في التحدث بلغة سهلة وبسيطة مع المستمع ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.86) بانحراف معياري قدره (0.37)، كما بلغت نسبة من يمارسون هذه الخاصة أو السلوك دائماً 84.0%.

ويلي ذلك في المرتبة الثانية أن غالبية أفراد العينة يعتقدون بدرجة عالية أنهم دائما ما يحرصون على الإلمام بما يتحدثون عنه ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.82) بانحراف معياري (0.39)، كما أشارت النتائج أن 82.0% من أفراد العينة يرون أنهم دائما يمارسون هذه الخاصية ، مما يعزز من مهارة الحديث لتطوير فاعلية الاتصال . ويلي ذلك في المرتبة الثالثة  أن هناك درجة عالية من الحرص أن تكون مخارج الحروف من المتحدث سليمة، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.78) بانحراف معياري (0.46) كما يتضح أن 80.0% من أفراد العينة يرون أنهم دائما يمارسون ذلك ، وهذا يؤثر على درجة استيعاب المستمع للموضوع تحت المناقشة . ويلي خاصة الحرص على أن تكون مخارج الحروف سليمة ، أن هناك درجة عالية بأن اختيار العبارات والكلمات التي يعرفها ويفهمها المتحدث إليه، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.76) بانحراف معياري (0.43) .

كما كشفت النتائج بالجدول أن من بين ما يعزز مهارة الحديث لدى العاملين بشركة بترومين من تحقيق هدف الفاعلية في مهارات الاتصال وخاصة مهارة الحديث هناك درجة عالية في التحدث بهدوء مع المستمع ودون انفعال، حيث بينت النتائج بالجدول رقم (4-6) أن 70.0% يرون أنهم دائما يقومون بذلك ، ويدعم هذه النسبة قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.70) بانحراف معياري قدره (0.46)، حيث جاءت هذه الخاصية في المرتبة الخامسة . ويلي ذلك في المرتبة السادسة وبدرجة عالية أن هناك حرص أن تكون نبرات الصوت هادئة وغير منفعلة ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت ( 2.68) وانحراف معياري (0.47).

كما يتضح من المؤشرات بالجدول رقم (4-6) أن أنوع السلوك التي حازت على درجة متوسطة في مجال مهارة الحديث تمثلت في مراقبة حركات من يتم الحديث معه ، والتحدث مع المستمع بلغة أجنبية إن دعي الأمر ، ويعزز ذلك قيم المتوسطات الحسابية لإجابات العينة حيث جاءت على التوالي : 2.34، و 2.30 .

جدول رقم (4-7)

يوضح آراء أفراد العينة حول درجة فاعلية مهارة القراءة

من خلال السلوك الاتصالي

السلوك الاتصالي درجة الفاعلية
دائماً أحياناً لا أدري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
ت % ت % ت %
أحرص على قراءة كل ما يقدم إلى من معلومات عن الشركة 23 46.0 27 54.0 0 0.0 2.46 0.50  

3

أحرص على قراءة كل المنشورات الخاصة بالشركة 17 34.0 31 62.0 2 4.0 2.30 0.54 7
أحرص على قراءة كل الرسائل التي تأتي على البريد الالكتروني من العاملين والمتعاملين بالشركة 36 72.0 13 26.0 1 2.0 2.70 0.51 1
أحرص على قراءة شكاوى المتعاملين مع الشركة 28 56.0 20 40.0 2 4.0 2.52 0.58 2
أحرص على قراءة مقترحات المتعاملين مع الشركة 22 44.0 26 52.0 2 4.0 2.40 0.57 4
أحرص على قراءة طلبات المتعاملين 21 42.0 24 48.0 5 10.0 2.32 0.65 6
أحرص على قراءة الصحف المطبوعة والالكترونية 19 38.0 28 56.0 3 6.0 2.32 0.59 5
أنقل ما قرأته ويتعلق بالشركة للعاملين بالشركة 12 24.0 33 66.0 5 10.0 2.14 0.57 8
المتوسط الحسابي المرجح العام 2.40 0.30  

أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-7) أن قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام حيث بلغت (2.40) تشير إلى وجود درجة عالية لاستخدام مهارة القراءة كأحد وسائل الاتصال المستخدمة من جانب منسوبي شركة بترومين المشاركين في الدراسة ، مما يشير إلى فعالية مهارة القراءة لدى العاملين بالشركة .

كما بينت المؤشرات بالجدول رقم (4-7) أن من أهم أنواع السلوك التي تعزز فعالية استخدام مهارة القراءة ، حيث جاءت في المرتبة الأولي من بين أنواع السلوك تمثلت في الحرص على  قراءة كل الرسائل التي تأتي على البريد الالكتروني من العاملين والمتعاملين بالشركة ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.70) بانحراف معياري قدره (0.51)، كما بلغت نسبة من يمارسون هذا السلوك دائماً 72.0%.

ويلي ذلك في المرتبة الثانية أن غالبية أفراد العينة يرون أنهم دائما ما يحرصون على أحرص على قراءة شكاوى المتعاملين مع الشركة، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.52) بانحراف معياري (0.58)، كما أشارت النتائج أن 56.0% من أفراد العينة  دائما يحرصون على قراءة شكاوى المتعامين مع الشركة ، مما يعزز من فعالية الاتصال بين الشركة وعملائها مما ينعكس إيجاباً على حل مشكلات العملاء وبالتالي الحفاظ علي شريحة كبيرة من العملاء الحاليين وكسب عملاء جدد . ويلي ذلك في المرتبة الثالثة  أن هناك درجة عالية من الحرص على  قراءة كل ما يقدم إلى من معلومات عن الشركة ويشير إلى ذلك هذا الحرص قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.46) بانحراف معياري (0.50)، مما يؤدي إلى تراكم المعرفة عن الشركة لدى العاملين ، وبالتالي فإن ذلك يعزز من دور العلاقات العامة في إيصال رسالة الشركة وأهدافها من خلال العاملين إلى كل المتعاملين معها داخل وخارج المملكة .

كما أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-7) أن هناك درجة عالية من الفاعلية في الحرص على قراءة مقترحات المتعاملين مع الشركة من غالبية منسوبي شركة بترومين المشاركين في الدراسة ، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.40) بانحراف معياري (0.57).

كما بينت النتائج بالجدول رقم (4-7) أن هناك درجة متوسطة من الحرص من جانب أفراد العينة فيما يتعلق بالحرص على قراءة الصحف الإلكترونية والمطبوعة ، قراءة طلبات العملاء، قراءة كل المنشورات الخاصة بالشركة ونقل ما يتعلق بالشركة للعاملين بها . ويدعم هذه الدرجة المتوسطة من الفاعلية قيم المتوسطات الحسابية لإجابات العينة حيث جاءت على التوالي : (2.32، 2.32، 2.30 ، و 2.14) .

وعليه نستنتج مما سبق أن من أبرز أنواع السلوك المتعلقة بتعزيز فاعلية مهارة القراءة ، أن هناك حرص على قراءة كل الرسائل التي تأتى على البريد الإلكتروني من العاملين والمتعاملين مع الشركة ، كما أن هناك حرص على قراءة شكاوى المتعاملين مع الشركة بدرجة عالية ، كما أن هناك حرص من غالبية أفراد العينة على قراءة كل ما يقدم إليهم من معلومات عن الشركة ، أضف إلى ذلك الحرص على قراءة مقترحات المتعاملين مع الشركة . وبالتالي فإن ذلك يسهم في تطوير أداء وحدة العلاقات العامة من خلال ممارسة العاملين لمهارة القراءة ، مما يؤدي إلى تكوين معرفة كافية عن الشركة والمتعاملين معها ، مما يساعد في الوصول إلى الحلول التي ترضي جميع الأطراف .

جدول رقم (4-8)

يوضح آراء أفراد العينة حول درجة فاعلية مهارة الكتابة

من خلال السلوك الاتصالي

السلوك الاتصالي درجة الفاعلية
دائماً أحياناً لا أدري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
ت % ت % ت %
أقوم بكتابة كل الأفكار التي أشعر بأنها تصب في مصلحة الشركة 18 36.0 30 60.0 2 4.0 2.32 0.55 3
أقوم بكتابة ردود على رسائل المتعاملين مع الشركة 18 36.0 25 50.0 7 14.0 2.22 0.68 4
أقوم بكتابة تقارير مفصلة عن الأعمال التي أديرها بالشركة 23 46.0 20 40.0 7 14.0 2.32 0.71 2
أشارك في كتابة التقارير الشهرية والسنوية بالشركة 19 38.0 16 32.0 15 30.0 2.08 0.83 5
أطور مهاراتي في الكتابة لصالح عملي في الشركة 29 58.0 15 30.0 6 12.0 2.46 0.71 1
أقوم بالكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بالشركة 7 14.0 24 48.0 19 38.0 1.76 0.69 6
المتوسط الحسابي المرجح العام 2.19 0.43  

أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-8) أن قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام حيث بلغت (2.19) تشير بشكل عام إلى وجود درجة متوسطة لاستخدام مهارة الكتابة كأحد وسائل الاتصال المستخدمة من جانب منسوبي شركة بترومين المشاركين في الدراسة ، مما يشير إلى أن فعالية مهارة الكتابة تتوفر لدى العاملين بالشركة  بدرجة متوسطة ، مما يتطلب تنمية هذه المهارة في المستقبل لتفعيل دورها في مجال الاتصال بالشركة .

كما بينت المؤشرات بالجدول رقم (4-8) أن من أهم أنواع السلوك التي تعزز فعالية استخدام مهارة الكتابة ، حيث جاءت في المرتبة الأولي  وبدرجة عالية تمثلت في أن غالبية أفراد العينة من العاملين بالشركة يسعون إلى تطوير مهاراتهم في الكتابة وذلك لصالح العمل بالشركة، دعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.46) بانحراف معياري قدره (0.71)، كما بلغت نسبة من يمارسون هذا السلوك دائماً 58.0%.

كما يتبين من المؤشرات بالجدول أن أنواع السلوك الأخرى بالجدول رقم (4-8) والمتعلقة بفعالية مهارة الكتابة لدى العاملين بالشركة ، قد جاءت درجة مساهمتها في تنمية فاعلية مهارة الكتابة للعاملين بدرجة متوسطة ، ويعزز ذلك قيم المتوسطات الحسابية لإجابات العينة حيث تراوحت ما بين (2.32-1.76) ، حيث جاء في مقدمتها القيام بكتابة تقارير مفصلة عن الأعمال التي يساهم في إدارتها  بالشركة، بينما جاء في أدنى القائمة القيام بالكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بالشركة .

جدول رقم (4-9)

يوضح مدى فاعلية مهارات الاتصال لدى العاملين بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين

مرتبة تنازلياً بحسب درجة فاعليتها

البيان المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
مهارة الحديث 2.62 0.24 1
مهارة الاستماع 2.48 0.26 2
مهارة القراءة 2.40 0.30 3
مهارة الكتابة 2.19 0.43 4

 

يتضح من المؤشرات بالجدول أعلاه أن مهارة الحديث لدى العاملين بوحدة العلاقات العامة قد حازت على المرتبة الأولي من حيث درجة الفاعلية في مجال السلوك الاتصالي، حيث يتضح أن مهارة الحديث ذات فاعلية عالية في تطوير الأداء في وحدة العلاقات العامة، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.62) ، ويليها في المرتبة الثانية من حيث الفاعلية وبدرجة عالية مهارة الاستماع ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.48) ، ويلي ذلك في المرتبة الثالثة مهارة القراءة وبدرجة عالية ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.40) ، وفي المرتبة الأخيرة جاءت مهارة الكتابة ، وبدرجة متوسطة ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.19) . وبالتالي نستنتج مما سبق أن هناك أهمية كبيرة لتنمية مهارة الكتابة لدى العاملين بوحدة العلاقات العامة ، حيث أن مهارة الكتابة تعكس الجانب التطبيقي لجميع مهارات الاتصال مع العملاء .

 

شكل رقم (1) يوضح درجة الفاعلية لمهارات الاتصال بوحدة العلاقات العامة

 

السؤال الثالث : ما مدى معرفة العاملين بالعلاقات العامة بشركة بترومين لمهارات إنتاج مواد إعلامية؟

جدول رقم (4-9)

يبين آراء أفراد العينة حول عدد الوسائل الإعلامية المستخدمة في شركة بترومين

البيان العدد النسبة المئوية % الترتيب
الصحف الورقية 32 64.0 2
الصحف الإلكترونية 23 46.0 3
الإذاعة 18 36.0 5
التلفزيون 21 42.0 4
مواقع التواصل الاجتماعي 39 78.0 1
أخرى 2 4.0 6

يوضح الجدول رقم (4-9) أعلاه مدى توفر الوسائل الإعلامية المستخدمة في شركة بترومين وذلك لتعزيز وحدة العلاقات العامة ، حيث كشفت النتائج بالجدول أن من أهم الوسائل الإعلامية تمثلت في مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 78.0%، ويليها في المرتبة الثانية الصحف الورقية بنسبة 64.0%، وفي المرتبة الثالثة تأتي الصحف الإلكترونية بنسبة 46.0% .

 

جدول رقم (4-10)

يوضح آراء أفراد العينة من العاملين الإداريين بشركة بترومين

حول مدى توفر وسائل الاتصال الجماهيري بالشركة

وسائل الاتصال الجماهيري درجة الفاعلية
عالية متوسطة ضعيفة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
ت % ت % ت %
تقوم الشركة بتوفير أجهزة إعلام بمقرها 20 40.0 11 22.0 19 38.0 2.02 0.89 15
تقوم الشركة بعمل إعلانات عبر وسائل الإعلام للترويج لمنتجاتها 47 94.0 0 0.0 3 6.0 2.88 0.48 1
تهتم الشركة بالإطلاع على ما يدور بوسائل الإعلام عن أنظمتها الاقتصادية 43 86.0 0 0.0 7 14.0 2.72 0.70 4
تهتم الشركة بالرد على كل ما يرد حولها في وسائل الاتصال 33 66.0 6 12.0 11 22.0 2.44 0.84 10
تشجع الشركة العاملين بها على متابعة وسائل الاتصال والتفاعل مع كل ما يكتب ويدور حولها 35 70.0 7 14.0 8 16.0 2.54 0.76 8
تهتم الشركة بكل ما يرد عن شركات منافسة في وسائل الاتصال 33 66.0 3 6.0 14 28.0 2.38 0.90 11
تهتم الشركة بتوفير صحف ومطبوعات في مقر الشركة 42 84.0 4 8.0 4 8.0 2.76 0.59 3
توفر الشركة أجهزة استقبال تلفزيوني بمقرها 18 36.0 17 34.0 15 30.0 2.06 0.82 14
تصدر الشركة صحف ومطبوعات خاصة بها 44 88.0 2 4.0 4 8.0 2.80 0.57 2
تهتم الشركة بتطوير موقعها الالكتروني وإجراء تحليل مضمون له بشكل منتظم 36 72.0 8 16.0 6 12.0 2.60 0.70 6
تحث الشركة العاملين بها على متابعة الصحف الالكترونية 26 52.0 8 16.0 16 32.0 2.20 0.90 12
تهتم الشركة بما يرد في مواقع التواصل الاجتماعي 37 74.0 3 6.0 10 20.0 2.54 0.81 7
تهتم الشركة بموقعها الالكتروني على الإنترنت 34 68.0 7 14.0 9 18.0 2.50 0.79 9
تهتم الشركة والعاملين بها على الرد على البريد الالكتروني والخاص بالشركة 42 84.0 0 0.0 8 16.0 2.68 0.74 5
توجد برامج إذاعية وتلفزيونية تقدمها الشركة 21 42.0 12 24.0 17 34.0 2.08 0.88 13
المتوسط الحسابي المرجح العام 2.48 0.40  

يتضح من المؤشرات بالجدول رقم (4-10) أن قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام بلغت (2.48) تشير بشكل عام إلى أن وسائل الاتصال الجماهيري تتوفر بالشركة بدرجة عالية، مما يشير إلى وجود اهتمام بدرجة كبيرة من جانب شركة بترومين بتوفير الأجهزة والمعدات وسائل الاتصال الجماهيري من أجل تعزيز دور وحدة العلاقات العامة .

وفيما يلي يتناول الباحث بالتفصيل تحليل آراء العينة حول مدى أبرز وأهم وسائل الاتصال الجماهيري التي تهتم الشركة بها وذلك من أجل تطوير أداء العاملين بوحدة العلاقات العامة ، كما سيرد فيما يلي :

بينت النتائج بالجدول رقم (4-10) أعلاه أن من أهم ما يبين مدى اهتمام الشركة بتوفير وسائل الاتصال الجماهيري والمعدات التي تدعم أداء العاملين بوحدة العلاقات العامة بالشركة تمثلت في ”  تقوم الشركة بعمل إعلانات عبر وسائل الإعلام للترويج لمنتجاتها” حيث حازت على المرتبة الأولي ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.88) بانحراف معياري قدره (0.48) .

وبالتالي نستنتج مما سبق أن جهود وحدة العلاقات العامة بالشركة يتبلور من خلال قيام الشركة بعمل إعلانات عبر وسائل الإعلام للترويج لمنتجاتها، وبالتالي هناك دور اقتصادي تقوم به وحدة العلاقات العامة بالشركة ، مما يتطلب تطوير مهارات العاملين في كافة المجالات من أجل الاستفادة من ذلك دعم الجانب الاقتصادي للشركة .

كما أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-10) من أهم ما يوضح مدى اهتمام الشركة بتوفير وسائل الاتصال يتمثل في أن الشركة تقوم بإصدار صحف ومطبوعات خاصة بشركة بترومين يستفاد منها في الجانب الترويجي لمنتجات الشركة ورسالتها إلى الجمهور المستهدف بهذه المنتجات، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.80) وانحراف معياري قدره (0.57).

كما بينت النتائج بالجدول أن هناك اهتمام بدرجة عالية من جانب شركة بترومين بتوفير صحف ومطبوعات في مقر الشركة ، يستطيع العاملين والزوار والعملاء الإطلاع عليها داخل مقر الشركة ويعزز مدى توفر هذه الصحف والمطبوعات قيمة المتوسط الحسابي المرجح لإجابات العينة حيث بلغت (2.76) وانحراف معياري (0.59) .

كما كشفت النتائج بالجدول رقم (4-10) السابق أن عملية الإطلاع على ما يدور بوسائل الإعلام عن أنظمة الشركة الاقتصادية قد حظي باهتمام كبير من جانب وحدة العلاقات العامة ، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.72) وانحراف معياري قدره (0.70)، ويعتبر ذلك من الجهود الاقتصادية التي يبذلها العاملين بوحدة العلاقات العامة عن أنشطة الشركة الاقتصادية وخاصة تلك التي ترد في وسائل الإعلام وخاصة السلبية منها.

كما أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-10) أن هناك درجة عالية من الاهتمام من جانب الشركة والعاملين بوحدة العلاقات العامة بالرد على البريد الإلكتروني الخاص بالشركة ، مما يعظم من درجة الاهتمام بالعملاء المتعاملين مع الشركة وذلك ضمن سياسة الحفاظ على العميل وحل مشكلاته وتلبية طلباته بأسرع ما يكون ، ويعزز هذه الاستجابة العالية قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.68) وانحراف معياري قدره (0.74).

كما بينت النتائج بالجدول رقم (4-10) السابق أن هناك درجة عالية من الاهتمام من شركة بترومين بتطوير موقعها الإلكتروني وإجراء تحليل مضمون بشكل منتظم ، وذلك من أجل تسهيل وصول العميل والزائر إلى الموقع الإلكتروني للشركة من أي بقعة في العالم . ويدعم درجة الاهتمام العالي بتطوير الشركة لموقعها الإلكتروني ، قيمة المتوسط الحسابي المرجح لإجابات العينة حيث بلغت (2.60) بانحراف معياري قدره (0.70) .

كما أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-10) السابق أن هناك درجة عالية من الشركة حيث تولي الاهتمام بما يرد في مواقع التواصل الاجتماعي ، كما كشفت المؤشرات بالجدول أن هناك تشجيع بدرجة عالية من الشركة للعاملين لمتابعة وسائل الاتصال والتفاعل مع كل ما يكتب ويدور حول الشركة ، ويعزز ذلك قيم المتوسط الحسابي لإجابات العينة حيث بلغت (2.54) . وبالتالي نستنتج مما سبق أن شركة بترومين ومن خلال وحدة العلاقات العامة تهتم بما يرد في مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تعمل على تشجيع العاملين بوحدة العلاقات العامة على متابعة وسائل الاتصال وخاصة الإلكترونية منها والتفاعل مع كل ما يكتب ويدور عن الشركة سواء أكان إيجابياً أو سلبيا. وهذا يشير إلى أن وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي قد أصبحت من الوسائل الترويجية والتسويقية ، حيث تشكل قاعدة معلومات جاهزة لدراسة آراء المتعاملين مع الشركة سواء من العملاء أو من الجمهور أو شركات منافسة .

كما بينت النتائج بالجدول رقم (4-10) أن آراء أفراد العينة أشارت إلى وجود اهتمام بدرجة كبيرة من جانب وحدة العلاقات العامة بشركة بترومين بموقعها الإلكتروني على الإنترنت ، إضافة إلى وجود اهتمام بدرجة كبيرة بكل ما يرد في وسائل الاتصال عن الشركة وكل ما يرد عن الشركات المنافسة في وسائل الاتصال، ويدعم ذلك قيم المتوسطات الحسابية لآراء العينة حيث جاءت على التوالي : (2.50، 2.44، و 2.38) .

كما أشارت النتائج بالجدول السابق أن هناك اهتمام بدرجة متوسطة من الشركة في مجال حث العاملين في وحدة العلاقات العامة على متابعة الصحف الإلكترونية ، كما أشارت النتائج إلى وجود درجة متوسطة فيما يتعلق بتوفير برامج إذاعية وتلفزيونية تقدمها الشركة و توفير أجهزة الاستقبال التلفزيوني بمقرها وتوفير أجهزة إعلام بمقرها . وبالتالي فإن الوسائل السابقة لا توفر الصورة المثلى لدى وحدة العلاقات العامة ، مما يؤدي إلى بعض القصور في الأنشطة الداخلية التي تقوم بها وحدة العلاقات العامة بالشركة .

 

السؤال الثالث : ما درجة استخدام العاملين بالعلاقات العامة بشركة بترومين للتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في تحقيق أهداف الشركة  ؟

للإجابة عن هذا السؤال يتناول الباحث في الجدول رقم (4-11) أدناهـ آراء العينة المتعلقة بمدى أهمية وسائل الاتصال الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والأنشطة المختلفة من خلال هذا الاستخدام و التي تساعد في تحقيق أهداف الشركة من خلال ممارسة العاملين لها لتفعيل أدائهم كما سيرد في الجداول التالية :

جدول رقم (4-11)

ترتيب الوسائل الاتصالية حسب درجة أهميتها في تحقيق أهداف الشركة من وجهة نظر العاملين بوحدة العلاقات العامة

الوسائل الاتصالية المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
موقع الشركة على الإنترنت 4.14 3.60 1
التلفزيون 4.58 3.23 2
الصحف 4.80 2.78 3
البريد الإلكتروني للشركة 6.09 4.54 4
الإذاعة 6.13 3.20 5
الحفلات والدعوات والنشرات 6.30 3.32 6
المؤتمرات 6.30 3.75 7
المطبوعات 7.08 3.68 8
المجلات 7.12 2.77 9
اليوتيوب 7.27 3.40 10
الندوات 7.67 3.71 11
المعارف 8.72 3.34 12
المقابلات الشخصية 9.97 2.67 13

 

يوضح الجدول رقم (4-11) ترتيب الوسائل الاتصالية التي يستخدمها العاملين أثناء أداءهم لمهام عملهم والتي تساهم في تحقيق أهداف الشركة ، حيث أظهرت النتائج بالجدول أن من أهم الوسائل الاتصالية التي يستخدمها العاملين بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين أثناء أدائهم لمهام عملهم ، تمثلت في استخدام موقع الشركة على الإنترنت، حيث حاز على المرتبة الأولي من حيث الاستخدام والمساهمة في تحقيق أهداف الشركة حيث بلغت قيمة المتوسط الحسابي لإجابات العينة (4.14) ، ويليه في المرتبة الثانية التلفزيون بمتوسط حسابي قدره (4.58)، أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت الصحف ، وفي الترتيب الرابع جاء استخدام البريد الإلكتروني للشركة . أما المرتبة الخامسة فقد حاز عليها استخدام الإذاعة .

وبالتالي نستنتج مما سبق أن لموقع الشركة الإلكتروني أهمية كبيرة في تحقيق أهداف الشركة، وهو من أبرز وسائل الاتصال الحديثة ، حيث أن لموقع الشركة أهمية اقتصادية كبيرة للشركة باعتبار أن من مميزاته قلة تكاليفه ، بالإضافة إلى تميزه بالسرعة في التجاوب مع طلبات العميل والرد عليها في زمن وجيز . كما يتبين من المؤشرات بالجدول أن استخدام التلفزيون قد حاز على المرتبة الثانية من بين وسائل الاتصال الحديثة ، حيث يمكن أن يستخدم التلفزيون في الحملات الترويجية لترويج منتجات الشركة وتنشيط المبيعات من خلال العروض المرئية المقدمة للعملاء والمستهلكين .

جدول رقم (4-12)

يوضح درجة الفاعلية للأنشطة الاتصالية في تحقيق أهداف الشركة

الأنشطة الاتصالية درجة الفاعلية
عالية متوسطة ضعيفة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
ت % ت % ت %
حجز الفنادق 34 68.0 7 14.0 9 18.0 2.50 0.79 15
إصدار تذاكر سفر 37 74.0 6 12.0 7 14.0 2.60 0.73 9
متابعة جوازات العاملين 38 76.0 2 4.0 10 20.0 2.56 0.81 11
استقبال وتوزيع الوقود 26 52.0 8 16.0 16 32.0 2.20 0.90 19
تنظيم الندوات والمؤتمرات 45 90.0 1 2.0 4 8.0 2.82 0.56 2
إقامة المهرجانات والاحتفالات والرحلات للضيوف 43 86.0 2 4.0 5 10.0 2.76 0.62 6
إصدار ونشر المطبوعات الداخلية 43 86.0 4 8.0 3 6.0 2.80 0.53 4
إصدار صحيفة ورقية 33 66.0 11 22.0 6 12.0 2.54 0.71 12
إصدار صحيفة الكترونية 38 76.0 5 10.0 7 14.0 2.62 0.73 8
إنتاج برامج تلفزيونية 33 66.0 8 16.0 9 18.0 2.48 0.79 16
إنتاج برامج إذاعية 23 46.0 13 26.0 14 28.0 2.18 0.85 20
إنتاج أفلام 19 38.0 19 38.0 12 24.0 2.14 0.78 21
الرد على الشكاوي ووسائل الإعلام 42 84.0 3 6.0 5 10.0 2.74 0.63 7
الاتصال بالوكالات والمتعاملين 42 84.0 5 10.0 3 6.0 2.78 0.55 5
الإشراف على مكاتب الاستقبال والاستعلامات 34 68.0 8 16.0 8 16.0 2.52 0.76 14
إنشاء ارشيف صحف ورقية 23 46.0 16 32.0 11 22.0 2.24 0.80 18
إنشاء إرشيف صحف الكترونية 28 56.0 11 22.0 11 22.0 2.34 0.82 17
إعداد الحملات الإعلامية 46 92.0 1 2.0 3 6.0 2.86 0.50 1
تنفيذ الحملات الإعلانية 42 84.0 6 12.0 2 4.0 2.80 0.49 3
تحليل اتجاهات الرأي العام داخل الشركة 37 74.0 3 6.0 10 20.0 2.54 0.81 13
تحليل اتجاهات الرأي العام خارج الشركة 38 76.0 3 6.0 9 18.0 2.58 0.78 10
المتوسط الحسابي المرجح العام 2.55 0.40  

 

تبين النتائج بالجدول رقم (4-12) أعلاه درجة الفاعلية للأنشطة الاتصالية في تحقيق أهداف شركة بترومين من وجهة نظر العاملين بوحدة العلاقات العامة ، حيث يتضح أن قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام ، حيث بلغت (2.55) بانحراف معياري (0.40) . وبالتالي نستنتج من ذلك أن هذه الأنشطة الاتصالية بشكل عام ذات فعالية عالية في تحقيق أهداف الشركة .

كما بينت النتائج بالجدول رقم (4-12) أعلاه أن من أهم وأبرز الأنشطة الاتصالية التي تساعد وتساهم بفاعلية كبيرة في تحقيق أهداف الشركة تمثلت في إعداد الحملات الإعلامية ، حيث حازت على المرتبة الأولي من بين وسائل الاتصال ، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح لإجابات العينة حيث بلغت (2.86) وانحراف معياري قدره (0.50).  ويلي ذلك في المرتبة الثانية تنظيم الندوات والمؤتمرات، حيث يعد من أهم الأنشطة الاتصالية التي تساهم في تحقيق أهداف الشركة ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.82) وانحراف معياري قدره (0.56) .

كما أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-12) أن أهم الأنشطة الاتصالية والتي لها دور فاعل في تحقيق أهداف الشركة تمثلت في تنفيذ الحملات الإعلامية ، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.80) وانحراف معياري (0.49) ، حيث تعتبر الحملات الإعلامية من الجهود الإعلامية الناجحة في الترويج لمنتجات الشركة المختلفة لزيوت السيارات . ويلي هذا النشاط الاتصال في المرتبة الرابعة إصدار ونشر المطبوعات الداخلية للشركة ، حيث تساهم بدرجة عالية في تحقيق أهداف الشركة من خلال مساهمتها في تزويد العملاء بالمعلومات التي تبين تطور الأعمال والمنتجات داخل الشركة ، بالإضافة إلى خطط الشركة المستقبلية لتطوير المنتجات ومميزاتها .

 

كما بينت النتائج بالجدول رقم (4-12) السابق أن من بين الأنشطة الاتصالية والتي لها فعالية كبيرة في تحقيق أهداف شركة بترومين تمثلت في الاتصال بالوكالات والمتعاملين و إقامة المهرجانات والاحتفالات والرحلات للضيوف، ويدعم ذلك قيم المتوسطات الحسابية لإجابات العينة حيث جاءت على التوالي 2.78 ، و 2.76 . وتكمن أهمية هذه الأنشطة في دورها حصول على الشركة المعلومات عن الأسواق الخارجية والداخلية على حد سواء وذلك من أجل وضع خططها الإستراتيجية في المستقبل نحو طلبات واحتياجات تلك الأسواق وتطوير المنتجات التي تلبي هذه الاحتياجات . كما أن للمهرجات والاحتفالات والرحلات للضيوف أثر كبير في الحفاظ على العملاء الحاليين وكسب المزيد من العملاء الجدد ، مما يؤدي بالتالي إلى توسيع الحصة السوقية للشركة .

وبالتالي فإن لهذه الأنشطة التي تقوم بها وحدة العلاقات العامة دورا مؤثر في نشاط الشركة الاقتصادي وخاصة في جانب تسويق المنتجات ، حيث تسهم كل هذه الأنشطة في زيادة مبيعات الشركة في جميع الأسواق الداخلية والخارجية ، مما يؤدي إلى تحقيق الأرباح التي تسعى لتحقيقها ومن بين أهم الأهداف الإستراتيجية لأي مؤسسات أعمال ربحية .

كما كشفت النتائج بالجدول أن الأنشطة الاتصالية التالية تعتبر ذات أثر إيجابي في تحقيق أهداف الشركة وتشمل هذه الأنشطة : الرد على الشكاوي ووسائل الإعلام ، إصدار صحيفة الكترونية ، إصدار تذاكر سفر، تحليل اتجاهات الرأي العام خارج الشركة، متابعة جوازات العاملين ، إصدار صحيفة ورقية ، تحليل اتجاهات الرأي العام داخل الشركة . حيث تسهم هذه الأنشطة حسب مجال الاختصاص في دعم الإدارة في تحقيق أهداف الشركة .

 

وخلاصة لما سبق يمكن القول أن من أهم وأبرز الأنشطة الاتصالية والتي لها دور فعال في تحقيق أهداف شركة بترومين ، وبالتالي يتطلب من وحدة العلاقات العامة التركيز عليها ، وتعزيزها ودعمها ، تمثلت في إعداد الحملات الإعلامية، تنظيم الندوات والمؤتمرات ، تنفيذ الحملات الإعلانية ، إصدار ونشر المطبوعات الداخلية ، و الاتصال بالوكالات والمتعاملين.

 

المبحث الثاني : تحليل آراء عينة الجمهور الخارجي

يتناول الباحث في هذا الجزء من تحليل بيانات الدراسة آراء العينة من الجمهور الخارجي ، حيث يركز على تحليل وتفسير آراء العينة حول أهم وسائل الاتصال المستخدمة بالشركة ودرجة فاعلية استخدام وسائل الاتصال من جانب العاملين بشركة بترومين .

وفيما يلي يتناول الباحث نتائج تحليل آراء العينة من الجمهور الخارجي :

جدول رقم (4-13)

يوضح آراء الجمهور الخارجي  حول نوع التعامل الذي يتعاملون

من خلاله مع شركة بترومين

البيان العدد النسبة المئوية % الترتيب
طلب استفسار 31 62.0 1
طلب استشارة 15 30.0 2
طلب معلومات عن الشركة 3 6.0 3
طلب معلومات عن شركة منافسة 0 0.0 4

 

يوضح الجدول رقم (4-13) أعلاه أنواع التعامل التي يتعامل من خلالها الجمهور الخارجي لدى شركة بترومين ، حيث يتبين من المؤشرات بالجدول أن أهم أنواع التعامل مع الشركة من خلال وحدة العلاقات العامة تمثلت في  طلب الاستفسار عن أمر ما ، حيث حاز على المرتبة الأولي بنسبة 62.0%، ويليه في المرتبة الثانية طلب استشارة بنسبة 30% .

جدول رقم (4-14)

يوضح أهم وسائل الاتصال المستخدمة  بين العاملين بالشركة

من وجهة نظر الجمهور الخارجي

البيان العدد النسبة المئوية % الترتيب
الوسائل الشفوية 13 26.0 2
الهاتف 31 62.0 1
البريد الالكتروني 3 6.0 4
المنشورات 5 10.0 3
وسائل الواتساب 0 0.0  
وسائل الفيس بوك 3 6.0 5
النشرات والمطبوعات 0 0.0  

 

بينت المؤشرات بالجدول رقم (4-14) أعلاه أن من أهم وسائل الاتصال المستخدمة بين العاملين بشركة بترومين من وجهة نظر الجمهور الخارجي هي الهاتف  ، حيث يعتقدون أن نسبة استخدام الهاتف تمثل نسبة 62.0% من بين وسائل الاتصال المستخدمة ، ويليه في المرتبة الثانية الوسائل الشفوية  بنسبة 26.0% .

جدول رقم (4-15)

يوضح آراء أفراد العينة من الجمهور الخارجي حول درجة

فاعلية استخدام  وسائل الاتصال في المدينة

البيان درجة الفاعلية
عالية متوسطة ضعيفة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
  ت % ت % ت %
الوسائل الشفوية 45 90.0 5 10.0 0 0.0 2.90 0.30 2
الهاتف 41 82.0 8 16.0 1 2.0 2.80 0.45 3
البريد الالكتروني 34 68.0 13 26.0 3 6.0 2.62 0.60 4
المنشورات 26 52.0 13 26.0 11 22.0 2.30 0.81 5
وسائل الواتساب 7 14.0 17 34.0 26 52.0 1.62 0.73 6
وسائل الفيس بوك 3 6.0 18 36.0 29 58.0 1.48 0.61 7
النشرات والمطبوعات 48 96.0 2 4.0 0 0.0 2.96 0.20 1

أظهرت النتائج بالجدول رقم (4-15) آراء أفراد العينة من الجمهور الخارجي في مدينة جدة والمشاركين في الدراسة الحالية المتعلقة بدرجة فاعلية استخدام وسائل الاتصال من جانب العاملين بالعلاقات العامة بشركة بترومين ، حيث بينت المؤشرات بالجدول أعلاه أن النشرات والمطبوعات كأحد وسائل الاتصال بشركة بترومين تعتبر من الوسائل التي تحوز على درجة عالية من الفاعلية ، حيث حازت على المرتبة الأولي من حيث الاستخدام للتواصل مع الجمهور الخارجي والمتعاملين مع الشركة وعملائها ، حيث بلغت نسبة من يدعمون هذه الدرجة العالية من الفاعلية 96.0% من إجمالي العينة ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.96) بانحراف معياري (0.20).

كما بينت النتائج بالجدول السابق أن الوسائل الشفوية قد حازت على المرتبة الثانية من حيث فاعلية الاستخدام ، ويدعم ذلك أن 90.0% من أفراد العينة من الجمهور الخارجي يعتقدون أن هناك درجة عالية من الفاعلية في الاستخدام ، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.90) بانحراف معياري قدره (0.30) . كما أظهرت المؤشرات بالجدول أن الهاتف قد حاز على المرتبة الثالثة من حيث الفاعلية في الاستخدام ، حيث يتضح أن 82.0% يرون أن الهاتف يستخدم بدرجة عالية من الاستخدام ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.80) بانحراف معياري قدره (0.45) . كما تشير المؤشرات بالجدول رقم (4-15) السابق أن استخدام البريد الإلكتروني قد نال المرتبة الرابعة من حيث الفاعلية وبدرجة عالية من الاستخدام ، حيث بلغت نسبة من يدعمون ذلك 68.0% ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.62) بانحراف معياري قدره (0.60) .

كما أشارت المؤشرات بالجدول أن استخدام المنشورات قد جاز على درجة متوسطة من حيث الفاعلية في الاستخدام ، ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح (2.30) وانحراف معياري قدره (0.81) . بينما حازت وسائل الواتساب والفيس بوك على درجة ضعيفة من الاستخدام ، وهذا يشير إلى أن درجة فاعلية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال دون المستوى المطلوب ، مما يتطلب تفعيل استخدام هذه الوسائل لأنها أصبحت من الوسائل ذات الفوائد الاقتصادية الكبيرة لشركات الأعمال والشركات الأخرى الغير هادفة للربح .

وبالتالي نستخلص من خلال تحليل آراء العينة من الجمهور الخارجي حول درجة فاعلية استخدام وسائل الاتصال من جانب العاملين بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين للتواصل مع العملاء والمتعاملين معها، أن من أهم الوسائل التي تستخدم بدرجة عالية من الاستخدام تشمل النشرات والمطبوعات ، الوسائل الشفوية ، الهاتف ، و البريد الالكتروني . كما أظهرت الدراسة أن هناك أهمية كبيرة لتطوير وتفعيل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التواصل مع العملاء وذلك نظراً لفوائدها العديدة مثل السرعة وقلة تكلفتها الاقتصادية .

 

جدول رقم (4-16)

يوضح درجة الفاعلية لأساليب الاتصال التالية من وجهة نظر الجمهور الخارجي

أساليب الاتصال درجة الفاعلية للأسلوب
ممتاز متوسط ضعيف المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الترتيب
ت % ت % ت %
الحديث المباشر 41 82.0 8 16.0 1 2.0 2.80 0.45 1
الاستماع 40 80.0 9 18.0 1 2.0 2.78 0.46 2
قراءة الرسائل 36 72.0 12 24.0 2 4.0 2.68 0.55 3
الكتابة 31 62.0 8 16.0 11 22.0 2.40 0.83 5
الرد على الرسائل الإلكترونية 6 12.0 17 34.0 27 54.0 1.58 0.70 6
الرد على رسائل الواتساب 2 4.0 10 20.0 38 76.0 1.28 0.54 7
الاتصالات الهاتفية 38 76.0 6 12.0 6 12.0 2.64 0.69 4
المتوسط الحسابي المرجح العام 2.38 0.29  

أظهرت المؤشرات بالجدول رقم (4-16) والمتعلقة بوجهات نظر الجمهور الخارجي حول درجة فاعلية أساليب الاتصال المستخدمة من جانب العاملين بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين  أنه يتضح بشكل عام أن أساليب الاتصال المستخدمة ذات فعالية ممتازة ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام حيث بلغت (2.38) بانحراف معياري قدره (0.29) .

كما بينت النتائج بالجدول أن من أبرز أساليب الاتصال التي حظيت بدرجة ممتازة من حيث الفاعلية تمثلت في الحديث المباشر، حيث يعتقد 82.0% أن الحديث المباشر ذو فعالية بدرجة عالية ويدعم ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح العام حيث بلغت قيمته (2.80) بانحراف معياري (0.45) . وهذا يبين أن غالبية العاملين بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين يتواصلون مع العملاء والجمهور الخارجي من خلال الاتصال المباشر بشكل ممتاز، مما يساهم في تحقيق أهداف الشركة من هذا الاتصال . كما أظهرت النتائج بالجدول أن هناك فعالية بدرجة ممتازة لاستخدام أسلوب الاستماع إلى الجمهور الخارجي والعملاء ، مما يعزز ثقة العميل واستمرار تعامله مع الشركة ، ويدعم ذلك أن 80.0% من أفراد العينة يعتقدون أن استماع العاملين في وحدة العلاقات العامة ممتاز ، ويعزز ذلك قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.78) بانحراف معياري (0.46) .

كما يتضح من المؤشرات بالجدول أن أسلوب قراءة الرسائل قد حاز على المرتبة الثالثة من حيث درجة الفاعلية ، حيث أن غالبية أفراد العينة من الجمهور الخارجي وبنسبة 72.0% يدعمون ذلك ويعزز هذه النسبة قيمة المتوسط الحسابي المرجح حيث بلغت (2.68) بانحراف معياري قدره (0.55) . وبالتالي نستنتج مما سبق أن هناك تركيز بدرجة ممتازة من جانب العاملين بوحدة العلاقات العامة على قراءة رسائل العملاء والجمهور الخارجي المتعامل مع الشركة ، مما يحفز العملاء على الارتباط بمنتجات الشركة . ويلي ذلك في المرتبة الرابعة من حيث درجة الفاعلية بين وسائل الاتصال ، عنصر الاتصالات الهاتفية ، حيث يؤكد ذلك أفراد العينة من الجمهور الخارجي بنسبة 0.76%، وبمتوسط حسابي قدره (2.64) وانحراف معياري قدره (0.69) .

كما أشارت النتائج بالجدول أن أساليب الاتصال التي تشمل الرد على الرسائل الإلكترونية و

الرد على رسائل الواتساب التي تصل من الجمهور الخارجي والعملاء جاءت بمعدلات ضعيفة من وجهة نظر الجمهور الخارجي ، مما يتطلب الاهتمام بهذه الأساليب الحديثة لأنها تمثل جانباً مهماً من وسائل الاتصال الحديثة للتواصل مع العملاء .

 

جدول رقم (4-17)

يوضح الأساليب التي تعرف بها الجمهور الخارجي على شركة بترومين

الأسلوب العدد النسبة المئوية % الترتيب
العلاقات العامة بالشركة 15 30.0% 2
الإعلانات الصحفية 16 32.0% 1
الإعلانات الإذاعية 2 4.0% 4
إعلانات التلفزيون 1 2.0% 5
اللوحات الإعلانية على الشوارع 14 28.0% 3
من خلال العملاء 2 4.0% 4
أخرى ( مهرجان السحب) 1 2.0% 5

يوضح الجدول رقم (4-17) أعلاه الأساليب التي يتعرف من خلالها الجمهور الخارجي  على شركة بترومين ، حيث أظهرت النتائج أعلاه أن أهم الوسائل التي يتعرف من خلال الجمهور الخارجي تمثلت في الإعلانات الصحفية بنسبة 32.0%، ويليه في المرتبة الثانية العلاقات العامة بالشركة بنسبة 30.0%، ويلي ذلك في المرتبة الثالثة اللوحات الإعلانية على الشوارع وبنسبة 28.0% .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خامساً:  تفسير وتحليل نتائج الدراسة

 

إنَّ عرض تفسير وتحليل نتائج الدراسة ومناقشتها عملٌ وجهدٌ لا ينفصل عن المرحلة السابقة، وهي مرحلةُ تحليل البيانات وتفسيرها واختبار الفرضيَّات، وما جاء هذا الفصلُ بينهما تحت عنوانين إلاَّ لمجرَّد الإيضاح بالتفصيل، فالباحث عندما يصل إلى مرحلة تحليل بيانات دراسته، ويختبر فرضيَّاتها في ضوء ذلك فيثبتُ أو ينفي صحَّتها أو صحَّة بعضها، فإنَّه حينئذٍ يعرض ويكتب مادةَ دراسته ونتائجها التي توصَّل إليها والتوصيات التي يوصي بها بشكلٍ يمكِّن القارئ من تفهُّمها فهماً جيِّداً، وزيادة في إيضاح ذلك يمكن تقسيم ما تبقَّى من عمل الباحث وجهده في المرحلة السابقة كالآتي:

نتائج الدراسـة:

إنَّ نتائج الدراسة هي خلاصةُ ما توصَّل إليه الباحث من بيانات وما أجرى عليها من اختباراتٍ نتيجة للفرضيَّات التي افترضها والتي صمَّم الدراسةَ لاختبارها ومعرفة مدى صحَّتها من عدمه، وعلى الباحث أن يقدِّم في دراسته النتائج التي انتهـت إليها بغضِّ النظر عن رضاه عنها أو عدمه، وسواء أكانت تتَّفقُ مع توقُّعاته أو تختلف عنها، فالنتيجة نتيجةٌ إن كانت إيجابيَّة أو سلبيَّة، والفائدة منها موجودة على أيَّة حال، فإن كانت إيجابيَّة فقد أجابت عن تساؤلات الدراسة بنجاح، وإن كانت سلبيَّةً فقد تساعد في إعادة صياغة المنهج الذي يُنْظر به إلى تلك الظاهرة المدروسة أو المشكلة المطلوب حلَّها، فتنظيم النتائج يتيح للباحث وللقارئ الاستفادة منها على شكلها الذي توصَّل إليه الباحثُ؛ لذا تتطلَّب كتابتُها من الباحث أن تنظَّمَ على شكلٍ مفهوم لا لبس فيه ولا إيهام مراعياً التوضيح في المعنى والمبنى قدر الإمكان، (القاضي، 1404هـ، ص54).

 

مناقشة نتائج الدراسة:

بعد تنظيم النتائج على شكلٍ مفهومٍ واضحٍ يأتي دورُ مناقشتها وتقويمها، والمناقشة والتقويم تتطلَّب من الباحث ضمن ما تتطلَّبه منه الأمور الآتيـة:

1) تفهُّمه للنتائج بغضِّ النظر عمَّا إذا كانت تتوافق مع هواه أو لا تتوافق.

2) ترتيبه النتائج بصورة تظهر تناسقها وتماسكها وترابطها مع الدراسات والاختبارات التي أدَّت إليها، فعدم ذلك يثير الشكَّ في كيفيَّة وصوله إليها.

3) النظر في مدى تأييد نتائج دراسته التي توصَّل إليها لفرضيَّاتـه التي وضعها، وذلك في أدلَّة تأييدها أو رفضها، وبالتالي ماذا تعني هذه النتائج بالنسبة لدراسته ولفرضيَّاته حتى يتمكَّنَ من مناقشتها وتقويمها.

4) مناقشته لنتائج دراسته وتقويمها ضمن حدود الدراسة التي قام بها، فتلك النتائج لا يمكن تعميمها قبل مناقشتها وتقويمها.

5) الإجابة عن أسئلة دراسته، تلك الأسئلة التي حدَّدها الباحثُ في الإطار الإجرائيِّ لدراسته عند تحديد مشكلتها.

6) تقويم دراسته في ضوء أهدافها الموضَّحة في إطارها الإجرائيِّ، ويكون ذلك بإيضاح المتحقِّق من أهدافها وبيان عوامله، وغير المتحقِّق من أهدافها وبيان أسباب إعاقته.

7) إدراكه أنَّ خصوبة وقيمة دراسته تقاس بمقدار ما تثيره لدى قرَّائها من أسئلة غير تلك الأسئلة التي أجابت عنها، وتكمن تلك الخصوبةُ والقيمة في مساهمتها في تطوير المعرفة ونموِّها ودفعها في مجالاتٍ جديدة لتسهم في اكتشاف آفاقٍ جديدة.

 

وتعبِّر خطوةُ مناقشة النتائج على القدرة الإبداعيَّة للباحث ومهارته في ربط النتائج التي توصَّل إليها بالحالة الفكريَّة الراهنة لموضوع البحث وتقييم مدى الإسهام الذي حقَّقته دراسته في هذا المجال وطبيعة الجهد البحثيِّ الذي يلزم بذله لمواصلة تطوير المعرفة فيه، كما أنَّ قدرة الباحث على مناقشة النتائج بطريق جيِّدة هي تعبير عن النمو الذي حصل عليه الباحث نتيجة للجهد الذي قام به أثناء إجراء هذا البحث، وتتضمَّن مناقشةُ النتائج نظرةً تحليليَّة ناقدة لنتائج الدراسة في ضوء تصميمها ومحدِّداتها وفي ضوء نتائج الدراسة والبحوث والدراسات السابقة وفي ضوء الإطار النظريِّ الذي تقع الدراسة فيـه.

نموذج لعرض النتائج

نتائج الدراسة :

في ضوء تحليل بيانات الدراسة وتفسير نتائجها ، فقد توصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات ولعل من أبرزها ما يلي  :

 

أولاً: النتائج المتعلقة بالعاملين بوحدة العلاقات العامة :

 

  1. كشفت الدراسة أن هناك مستوى عال من الإدراك لدى العاملين والجمهور الخارجي بوجود وحدة العلاقات العامة بشركة بترومين، مما يساهم في تقييم مستوى الأداء لهذه الوحدة من خلال تفعيل وسائل الاتصال المستخدمة لتطوير نشاط الوحدة في مجال الاتصال بالعملاء داخلياً وخارجياً .
  2. أظهرت الدراسة أن طلبات الاستفسار وطلب معلومات عن الشركة تعد من أنواع التعامل الأكثر أهمية لدى العاملين حين اللجوء لوحدة العلاقات العامة بالشركة ، مما يبين مدى أهمية وجود الوحدة بالشركة ، كما يعزز ذلك من توفر خاصية الاتصال بين العاملين بالشركة ووحدة العلاقات العامة .
  3. بينت الدراسة أن من بين أهم وسائل الاتصال الحديثة التي أفرزتها ثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة كانت حاضرة من بين وسائل الاتصال المستخدمة بين العاملين بشركة بترومين للتواصل سواء مع وحدة العلاقات العامة أو الوحدات الإدارية الأخرى أو جمهور العملاء ، مما يعزز من عملية الاتصال بالشركة مع مختلف الأطراف .
  4. كما أوضحت الدراسة أن من أهم وسائل الاتصال المستخدمة والتي حازت على درجة عالية من حيث الفاعلية في الاستخدام تمثلت في البريد الإلكتروني ، الهاتف و وسائل التواصل الاجتماعي . ولذلك فإن هذه الوسائل تؤثر بدرجة عالية في تطوير مهارات الاتصال التي تعزز من دور وحدة العلاقات العامة بالشركة .
  5. كشفت الدراسة أن مهارة الحديث تعتبر من أهم وأبرز مهارات الاتصال المستخدمة لدى العاملين بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين ، حيث بينت الدراسة لمهارة الحديث درجة عالية من الفاعلية في مجال تطوير أداء وحدة العلاقات العامة . كما أظهرت النتائج أن من أهم أنواع السلوك الاتصالي التي تعزز فعالية مهارة الحديث تمثلت في التحدث مع المستمع بلغة سهلة وبسيطة ، الإلمام بموضوع الحديث ، الحرص أن تكون مخارج الحروف سليمة ، بالإضافة إلى اختيار العبارات والكلمات التي يعرفها الطرف الآخر .
  6. أظهرت الدراسة أن مهارة الاستماع قد حازت على درجة عالية من الفاعلية في تطوير الأداء بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين ، حيث بينت الدراسة أن من أهم ما يميز مدى فاعلية ومساهمة مهارة الاستماع لدى العاملين بشركة بترومين تمثلت في التركيز على فهم كل ما يثار من نقاط من خلال ورش العمل أو المؤتمرات التي تعقد ، بالإضافة إلى الاهتمام الدائم بالاستماع إلى الجمهور بكل انتباه وذلك من أجل فهم أفكار الجمهور واقتراحاتهم.

 

  1. أوضحت الدراسة أن مهارة الكتابة قد حازت على درجة متوسطة من الفاعلية في تطوير الأداء بوحدة العلاقات العامة بشركة بترومين ، وهذا يتطلب الاهتمام بتنمية مهارة الكتابة لدى العاملين بوحدة العلاقات العامة ، حيث أن مهارة الكتابة تعكس الجانبي التطبيقي لجميع مهارات الاتصال مع العملاء .

 

8.كشفت الدراسة أن من أهم الوسائل الإعلامية المستخدمة كوسائل إعلامية تعزز من دور وحدة العلاقات العامة  تمثلت في مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 78.0%، ويليها في المرتبة الثانية الصحف الورقية بنسبة 64.0%، وفي المرتبة الثالثة تأتي الصحف الإلكترونية بنسبة 46.0% .

  1. بينت الدراسة أن من أبرز وسائل الاتصال الجماهيري المستخدمة لدى وحدة العلاقات العامة بشركة بترومين تمثلت في قيام الشركة بعمل إعلانات عبر وسائل الإعلام للترويج لمنتجاتها، إصدار الشركة لصحف ومطبوعات خاصة بها ، اهتمام الشركة بتوفير صحف ومطبوعات في مقرها ، تهتم الشركة بالإطلاع على ما يدور في وسائل الإعلام عن أنظمتها الاقتصادية ، كما هناك اهتمام للشركة والعاملين بها على الرد على البريد الإلكتروني الخاص بالشركة .
  2. أظهرت الدراسة أن هناك درجة عالية من الاهتمام من شركة بترومين بتطوير موقعها الإلكتروني وإجراء تحليل مضمون بشكل منتظم ، وذلك من أجل تسهيل وصول العميل والزائر إلى الموقع الإلكتروني للشركة من أي بقعة في العالم .

 

  1. كما أشارت الدراسة أن شركة بترومين ومن خلال وحدة العلاقات العامة تهتم بما يرد في مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تعمل على تشجيع العاملين بوحدة العلاقات العامة على متابعة وسائل الاتصال وخاصة الإلكترونية منها والتفاعل مع كل ما يكتب ويدور عن الشركة سواء أكان إيجابياً أو سلبيا. وهذا يشير إلى أن وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي قد أصبحت من الوسائل الترويجية والتسويقية ، حيث تشكل قاعدة معلومات جاهزة لدراسة آراء المتعاملين مع الشركة سواء من العملاء أو من الجمهور أو شركات منافسة .

 

12.أثبتت الدراسة أن لموقع الشركة الإلكتروني أهمية كبيرة في تحقيق أهداف الشركة، وهو من أبرز وسائل الاتصال الحديثة ، حيث أن لموقع الشركة أهمية اقتصادية كبيرة للشركة باعتبار أن من مميزاته قلة تكاليفه ، بالإضافة إلى تميزه بالسرعة في التجاوب مع طلبات العميل والرد عليها في زمن وجيز . كما أشارت الدراسة أن استخدام التلفزيون قد حاز على المرتبة الثانية من بين وسائل الاتصال الحديثة ، حيث يمكن أن يستخدم التلفزيون في الحملات الترويجية لترويج منتجات الشركة وتنشيط المبيعات من خلال العروض المرئية المقدمة للعملاء والمستهلكين .

13.بينت الدراسة أن من أهم وأبرز الأنشطة الاتصالية والتي لها دور فعال في تحقيق أهداف شركة بترومين ، وبالتالي يتطلب من وحدة العلاقات العامة التركيز عليها ، وتعزيزها ودعمها ، تمثلت في إعداد الحملات الإعلامية، تنظيم الندوات والمؤتمرات ، تنفيذ الحملات الإعلانية ، إصدار ونشر المطبوعات الداخلية ، و الاتصال بالوكالات والمتعاملين.

 

ويلاحظ هنا استخدام العبارات المفتاحية في كتابة النتائج مثل اكدت –كشفت- بينت—اثبتت-اوضحت

 

توصيات الباحث ومقترحاته:

ويصل الباحث والبحث بعد ذلك إلى خطوة أخيرة، فالباحث في ضوء الخبرة التي اكتسبها أثناء مراحل البحث فيما يتعلَّق بموضوع الدراسة وتصميمها وإجراءاتها يستطيع أكثر من غيره التوصية بالحلِّ أو الحلول التطبيقيَّة لمشكلة دراسته أي بتحديد الجوانب النفعيَّة في مجالها، كما يستطيع تقديم مقترحاته بشأن استكمال دراسة جوانب الموضوع التي لم تستهدفها دراسته، وبشأن دراسات أخرى يتمُّ فيها تجنُّب عوامل الضعف والقصور التي أمكن تمييزها، وتطوير أدوات أكثر دقَّة وإجراءات أكثر تحديداً واشتمال هذه الدراسات على قطاعات أخرى من مجتمع الدراسة، وهكذا ينتهي البحث بنتيجة تعزِّز الطبيعة الحركيَّة المتنامية للمعرفة العلميَّة، وتؤكِّد حاجة الإنسان إلى مواصلة البحث ودوام السعي نحو المعرفة، وبعض الباحثين يفرد لعرض النتائج ومناقشاتها ولتوصياته ومقتراحاته فصلاً يعنونه بخاتمة الدراسة يستهلُّه بخلاصة تتناول الدراسة كلَّها بإطارها الإجرائيِّ والنظريِّ وتحليل بياناتها.

نموذج لكتابة التوصيات

 

أهم التوصيات

1-ضرورة الاهتمام بالإنترنت كوسيلة اتصالية حديثة ؛وجعله وسيلة متاحة للجميع ؛ لتميزها بالسرعة في تغطية الأحداث ؛ وتنوع الموضوعات والآراء ووجهات النظر ؛ والقدرة على تجاوز الحدود ومخاطبة الجماهير في الداخل والخارج ؛ وتوفر خصائص للإنترنت لا تتوفر للوسائل الإعلامية الأخرى .

2-الاهتمام بوسائل الإعلام الرسمية – التلفزيون والإذاعة –والعمل على تطويرها في مجالي التحرير والإخراج ؛ ومن ثم تحريرها من قيود البيروقراطية والروتين وسوء التخطيط والإدارة وتزويدها بالخبرات البشرية اللازمة ؛ حتى تكون مصدراً أسياسياً للمعلومات بالداخل والخارج.

3-ضرورة الاهتمام والرعاية لتطلعات الطلاب والسعي إلي إشباع رغباتهم وحاجاتهم الثقافية والمعرفية والمعلوماتية التي تجعلهم في مأمن من دواعي الاستلاب والتغريب .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجوانب الفنيَّة للبحث/ كتابة تقرير االبحث

 

أولاً : عام

  1. انتهاء الباحث من جميع المواد العلمية وحصر المراجع وفز البطاقات ، محلة يستطيع الكثيرون القيام بها بدون تفاوت يذكر ، أما مرحلة كتابة الفصول فهي مرحلة يبرز فيها التفاوت بروزاً كبيراً وتظهر فيها شخصية الباحث ظهوراً واضحاً .
  2. تعتبر رحلة اختبار وترتيب المادة المناسبة لموضوع البحث من بين كل المادة التي جمعهاً الباحث مرحلة شاقة ، ذلك لأن الطالب سيجد نفسه ملزماً بألا يثبت كل ما جمعه وبخاصة إذا كان موضوعه مطروقاً وكثرت الأبحاث فيه ، وأن عليه أن يدخل مرحلة الاختيار أو التصفية وهي مرحلة تتوقف على قدرة الطالب على تقويم ما جمعه ومادته ليأخذ منها ما يناسبه ويترك الآخر.
  3. قد يصعب على الباحث أن يتخلى عن المادة التي قضى في جمعها وقتاً وجهداً وألا يستعملها في رسالته ، ولكن عليه أن يتذكر أن حشر مادة غير ضرورية سيؤثر حتماً على قوة الرسالة ، ويقلل من قيمتها .. وعليه أن يعلم أن ما تخله عنه من مادة علمية قد يفيد مستقبلاًَ في بحوث أخرى .
  4. يجب أن يضع الباحث في اعتباره أنه مسئول عن كل ما يورده في رسالته ، ولا يعفيه من المسئولية أن يكون ما أورده قد نقله من باحث آخر مهما كانت مكانته العلمية ـ فعليه ألا ينقل إلا ما تطمئن إليه نفسه.

ثانياً :  عندما يسمح المشرف للباحث بكتابة أحد فصول الرسالة على الباحث يقوم بالآتي :

  1. أن يحصر جميع جزئيات المادة العلمية المطلوبة للدراسة ثم فحصها دقيقاً وتحديد ما هو واضح وما هو في حاجة إلي إيضاح ، وما هو في حاجة إلي المزيد من المراجع العلية . وتبدأ هذه العملية بأن يضع الطالب أمامه البطاقات التي جمعها والأوراق التي بها المادة ث يقوم بقراءتها ثانية والتفكير فيها احتوته ، ثم يختار نها ويكون رأياً يناسب في كتابته لها تبعاً لخطة البحث الأصلية .
  2. أن يضع القواعد أو المعايير التي يتم بوجبها تحديد ما يدخل من الجزئيات في الحصر وما لا يدخل فيه وفقاً لأهداف البحث . فعندما يعثر على أية مقالة أو كتاب يتضمن عنوان بحثة الرئيس أو أحد العناوين الفرعية يدخلها في عملية التحليل أما عدا ذلك فيستبعده .

ويلاحظ أن هذه العملية عملية نصفية لمرحلة المادة العملية في الغالب . فقد يجمع الباحث مادة أكثر ما يتطلب الدراسة ، أو يجمع مادة علمية تتفاوت في درجات مصداقيتها ، فتكون هذه العملية بمثابة عملية التصفية قبل حصرها ووصفها والاستدلال أو الاستنتاج منها .

  1. أن يصنف هذه الجزئيات حسب طبيعة الدراسة وأهدافها .
  2. أن يرتب وينظم هذه الأصناف ، بطريقة تؤدي إلي إبراز اتجاه أو عدة اتجاهات محددة ذات دلالات خاصة . فالترتيب والتنظيم قد يعني بيان غلبة سمة على سمات أخرى ، كما يقود إلى الخلاصة العامة لمجموعة من الفقرات أو المباحث أو الفصول ويكون الهدف من الرتيب في الدراسات الوصفية هو أن تظهر بصورة منطقية ، يسهل استيعابها وتخدم جوهر الدراسة .

ثالثاً : على الباحث مراعاة الآتي حينما يقوم بكتابة مسودة فصول أو أبواب الرسالة :

  1. أن يفتح الفصل أوالباب الذي يكتب فيه بمقدمة قصيرة تبين النهج الذي سيتبعه في دراسته ، والأهم من ذلك أن يكتب في ختام كل باب موجزاً يعرض فيه باختصار النتائج التي توصل إليها .
  2. أن يترك فراغاً بقدر سطر بين كل سطرين وأن تكون الكتابة على وجه واحد من الورقة ، وأن يترك في أسفل كل صفحة المسافة المطلوبة لكتابة الحواشي . فقد يعن للباحث أن يضيف جديداً في ثنايا ما انتهى إليه من كتابته ، فإذا كان هذا الجديد سطراً فاقل كتبه في الفراغ بين السطرين مع وضع اشارة (×) لتحدد موضوع الإضافة ، أما إذا زادت الاضافة عن سطر واتسع لها الهامش الجانبي فإنها توضع فيه بعد تحديد موضوع الإضافة بعلامة كالسابقة . ويكن للباحث أن يتسخدم ما سبق بسهولة عن طريق برنامج الـ (WOPD) . واذا أراد الباحث أن يضيف زيادة مقدراها خمسة أسطر فعليه أن يضع سهماً يبدأ عند المكان الذي يريد وضع الزيادة فيه ويمتد بهذا السهم ليشير إلي ظهر الورقة ، ثم يضع الزيادة بظهر الورقة، وأن ينبه كاتب الكمبيوتر ليلاحظ ذلك عند الكتابة على افتراض أن الباحث لا يكتب رسالته بنفسه .
  3. على الباحث عند تعامله مع المفاهيم أن يرتبها بادئاً بالأكثر شمولاً ومنهياً بالأقل شمولاً .
  4. أن يكون تعامله مع المادة متسقاً ع المتغيرات (المستقلة والتابعة) ، فيدرج من المادة العلمية ما هو مرتبط لها ويستبعد ما ليس مرتبطاً بها .
  5. أن يبرز شخصيته بمقارنة النصوص بعضها بالبعض ، وأن يبدي بين الحين الآخر ليدل على حسن تفهمه للمادة التي جمعها ، وأنه مؤثر فيها ، وليس متأثر بها وبمعنى آخر ألا يكون مجرد ناقل بل يكون باحثاً ناقداً خبيراً .
  6. إذا كان الباحث يريد أن يورد أدلة ليدعم رأياً معيناً عليه أن يبدأ بأبسط الأدلة ثم يتبعه بأخر تقوى منه وهكذا يتدرج في أبراز فكرته ، حتى إذا ما نقل القاري من جانب المعارضة إلي جانب التشكك بأقوى أدلته لتصادف عقلاً متردداً فتجذبه وتنال تأييده .
  7. على الباحث أن يتجنب الاستطراد فإن الاستطراد يفكك الموضوع ويذهب بوحدته وإنسجامه . والمقصود بالاستطراد هنا أن يضيف الباحث للرسالة ما ليس وثيق الصلة بها ، أو يوضع في باب ما فصل ليس له علاقة ببقية الفصول . يضاف إلي ذلك أن الاستطراد قد يحدث قلقاً وارتباكاً للقارئ . وهنالك طرق أخرى إذا كانت الزيادة طويلة ومنها أن يكتب الباحث ما يريد اضافته في ورقة مستقلة تكبر أو تصغر حسب الزيادة ثم يقطع هذه الورقة ويثبتها باللصق في المكان الذي يريد إضافة الزيادة فيه ، ثم يطويها من أسفل بحيث لا تحجب الكلام المكتوب في أصل الفصل . أما طالت الزيادة أو تعددت فعلى الباحث أن يعيد كتابتها من جديد في ورقتين أو أكثر مع وضع الإضافة أو الإضافات في مكانها .
  8. أن ينتقد الباحث عمله كلما سار فيه ،وأن يتعرف على مواطن الضعف فيه وأن يحاول دائماً أن يكمل عمله . كما يجب عليه أن يترك ما كتبه من عمله لعدة أيام ثم يعود إليه مرة أخرى وينظر فيه بفكر ناقد لا ناقل .
  9. على الباحث أن يتعلم كيف يختار الكلمات وكيف ينظمها في جمل ويستلزم هذا أن يكون معجمه في اللغة التي يكتب بها واسعاً بحيث يكون قادراً على البدء باللفظة التي تدور في خلده ثم يختار ألفاظاً متعددة ترادفه للمعني الواحد إذا كان سيكررها عدة مرات .
  10. أن يستخدم الكلمات المعاصرة الواضحة ولا يستخدم الكلمات حديثة الظهور إلا في حالات خاصة ، وأن يتجنب الكلمات النابية أو المقززة أو التعقيدات اللفظية والكلمات الغربية التي تسبب جفاف الأسلوب وإجهاد القارئ .
  11. ألا يستعمل الكلمات أو العبارات الأجنبية إلا إذا كانت تعبر عن مفاهيم ومصطلحات .
  12. أن يكتب الجملة بأقل ما يكن من الألفاظ بحيث يسبق المبتدأ الخبر ، وأن يتقدم الفعل على الأسم أو العكس تبعاً للأهمية . وعليه أن يتحاشى بقدر الإمكان الفواصل الطويلة بين الفعل والفاعل وبين المبتدأ والخبر بحيث يكون من السهل على القارئ أن يدرك الارتباط بين شطري الجملة أو بين الكلمة ومتعلقاتها . وتفضل الجمل القصيرة على الجمل الطويلة بوجه عام .
  13. أن يتجنب السجع ، ويتجنب الحديث عن نقطة في أكثر من موضوع ، وأن يحرص على الارتباط بين الجمل مع البساط وعدم التعقيد ، وعليه أن يلتزم الإيجاز بحيث يجد القارئ جديداً كلما قرأ وأن ينتقل بالقارئ من فكرة إليى أخرى  بسهولة .
  14. ألا يكثر من إيراد براهين على مبادئ مسلم بها أو يمكن التسليم بها بسهولة .
  15. أن يتجنب المبالغات ، وأن يقصد كل ما يكتب بحيث لا يكتب كلاماً لا يعرف كيف يقد عليه الأدلة إذا ما طلب منه ذلك .
  16. أن يتجنب الأسلوب التهكمي وعبارات السخرية ، فالرسائل العلمية ليست موضعاً لذلك .
  17. أن يتجنب كل ما ينمكن أن يفتح عليه باباً للخلاف أو يثير مشكلة لا يمكن أن يفلت منها بهولة إذا ما حوصر فيها .
  18. أن يتجنب الجدل إلا إذا كانت هناك ضرورة تقضي مناقشة آراء الآخرين ، على أن يكون ذلك دون تهيب أو مجاملة . / ربط الإطار النظري بالإطار االعملي
  19. أولاً : العلاقة بين النظرية والبحث العلمي علاقة تبادلية تفاعلية وظيفية لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر :
  20. يرى الباحثون في قضايا علاقة النظرية بالبحث الميداني الآتي :
  21. النظرية بدون البحث العلمي الذي يدها بحقائق جديدة ويمتحن صحتها باستمرار تكون عديمة الجدوى ، لأنها قد تبقي مجرد تجريد لا يعكس الواقع . والبحث العلمي بدون توجيه نظرية مثله مثل البحار الذي لا يمتلك بوصلة ، ولا يعرف يهتدي بالنجوم وغيرها .
  22. تستدعى ممارسة البحث العلمي التقيد بقواعد وإجراءات تكون إطاراً معرفياً ومنهجياً يتحرك الباحث من خلاله في دراسته .
  23. ثانياً : النظرية هي دليل أو خريطة فكرية إرشادية ، أو تصور ذهني أو نسق فكري معرفي على درجة عالية من التجريد . أو بناء فرضي استنتاجي خصائصه على لنحو التالي :
  24. تشتمل النظرية على مجموعة من القضايا المنتجة وذات الفائدة ينبغي أن تتوافر فيها عدة شروط أربعة : “أن تكون مستندة إلى أفكار محددة تماماً ومتسقة الواحدة مع الأخرى . وبمكن أن تستفرأ منها تعميمات . وتقود الباحثين إلي مجموعة من الملاحظات  والتعليمات التي تؤدي إلى توسيع نطاق المعرفة ” .
  25. تعتبر النظرية ثمرة لدراسات مستفيضة للوقائع والظواهر تقدم رؤية منهجية منظمة لواقع ما .
  26. تصاغ النظرية في شكل مجموعة من المصطلحات والتعريفات والافتراضات المترابطة بعضها ببعض .
  27. تترجم النظرية علاقة ثابتة بين متغيرات بعينها بهدف تحديدها والتنبؤ بما يعتريها من تغيرات .
  28. تسعى النظرية للقفز وراء المجهول بدافع التنبؤ والاستكشاف .
  29. ثالثاً : الخطوات الإجرائية الاثنتا عشرة التي يربط بها الباحث بها بين النظرية والبحث الميداني :
  30. أفضل أنواع البحث والتي تعتبر إضافة جديدة لميدان التخصص هي هذه البحوث التي يختار منها الباحث موضوع دراسته من احدى النظريات أو من بعض مناهج التخصص ، أو ن هذه المساحة التي تربط تخصصات معينة بعضها البعض للوقوف على الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة متعمقة والتي تعتبر اكثر فائدة من غيرها ، وهي التي تساعد على تطوير النظريات ومناهج البحث . أما إذا اختار الباحث موضوعاً محدداً ويريد أن يبحث في النظرية المناسبة له ، فعليه أن يضع في اعتباره ألا تكون النظريات العامة أو الكبرى هي الاعتبار الأول الذي يلجأ إليه .
  31. على الباحث ألا يعتمد بعد اختيار موضوع بحثه إلى إلباسه أحدى هذه النظريات بطريقة تعسفية دون محاولة الوقوف على مدى صلاحية النظرية لموضوع دراسته .
  32. إذا اختار الباحث موضوعاً ما للدراسة ، فعليه أن يلجأ إلى النظريات العامة أو الكبرى أن يبحث في الجهود التنظيرية التي تناولت موضوع بحثه بالذات ، فإذا اختار موضوعاً عن الطلاق أو التفكك الأسري أو الوهي فلا ينتقي نظريته كمرحلة أولى من نظريات الصراع أو البنائية الوظيفية أو التفاعلية الرمزية أو الاتصال أو النسق المفتوح على هداها ، وإنما عليه أن يبحث عن النظريات الخاصة بالطلاق أو التفكك الأسري أو الوعي المهني فهي النظريات الأكثر تحديداً وارتباطاً بموضوع دراسته .
  33. إذا لم يجد أن هناك نظرية ما تربط ارتباطاً مباشراً بموضوع بحثه ، فهنالك خطوة أخرى يلزمه القيام بها قبل ان يلجأ لي النظريات العامة التي أشرنا إليها ، وعليه أن يبحث عن الدراسات السابقة في موضوع بحثه ويدرها جيداً ويقف على الأطر النظرية التي استندت إليها ثم يختا منها عدة حقائق تتمتع بالشمولية والتناسق ويكون منها إطاراً نظرياً يهتدى به . وقد يرى البعض أن النظرية بناء شملي يتعارض مع المعرفة الجزئية ، لكننا نرى أنه عند الضرورة يمكن للباحث أن يشكل من هذه الحقائق الجزئية بناء شموليا الى حد ما .
  34. أدعاء الباحث بأنه لا تتوفر دراسات سابقة في موضوع دراسته يرفضه العلماء ويرون أن هذا الأمر لا يكون إلا في حالتين الأولى : عدم توافرها في أماكن محددة أي في كلية أو مركز بحث ما أو في مكتبة كذا ـ الثانية هي عدم توافرها بلغة ما ، فقد تكون موجودة بلغة أخرى . ويسري هذا الأمر على النظريات أيضاً .
  35. بعد أن يضع الباحث يده على الإطار النظري الذي سيحدد له مسار بحثه عليه أن يستخرج من هذا الإطار المفاهيم والفروض والتساؤلات والمتغيرات التي ينطل قنها في دراسته ، وهذه خطوة يغفل عنها الباحثون ، فهم يختارون موضوع دراستهم ، ويحددون أهداف وتساؤلات الدراسة ، ثم يختارون الإطار النظري وهذا خطأ كبير .
  36. على الباحث أن يعرف عبر النظرية أو الحقائق الجزئية المستقاة من الدراسات السابقة على أوجه القصور أو النقص في المعرفة والجوانب  اليت لميتم التوصل إليها أو لم تستكمل بعد وهذا يسمح له بطرح تساؤلات كثيرة وصياغة فروض جديدة .
  37. على الباحث ان يحدد عبر هذه الأطار النظري البيانات التي يجب عليه جمعها في بحثه ويعزلها عن البيانات غير الضرورية .
  38. أن يستعين الباحث بمسلمات وفروض النظرية في وصف وتحليل وتفسير الظاهرة التي يدرسها والوقوف على العلاقات بين متغيراتها .
  39. أن يستفيد الباحث من ملاحظاته الميدانية في تنقيح القضايا النظرية التي انطلق منها . ويستفيد من النظرية في تنمية المهارة النقدية عنده .
  40. أن يلجأ إلى النظرية في حل التناقضات بين النتائج التي توصل إليها .
  41. أن يستفيد الباحث من النظرية في رؤية واستشراف مستقبل الظاهرة وفي إعداد وصوغ ورؤية الواقع رؤية عقلية تعتبر مصدراً لمداخل نظرية جديدة . ()
  42. ثانياً : تكمن أهمية البحث العلمي للنظرية العلمية في الآتي :-
  43. يطور النظرية ويثريها ويعدلها ويوسع نطاقها بل يعيد صياغتها بإعادة تحديد محور اهتمامه حسب النتائج الجديدة التي توصل إليها البحث العلمي .
  44. يبتكر البحث العلمي أساليب ,إجراءات جديدة يستعين بها في جمع الحقائق وتحليلها ، فيوجه اهتمام النظرية نحو موضوعات جديدة .
  45. رابعاً : أمور يجب على الباحث الذي يتمتع بحس ” عقدي” قوي أن يضعها في اعتباره وهو يبحث عن النظرية المنشودة .
  46. النظريات ليست سياقاً علمياً يعبر حد الزمن والمكان وتعبر عن خبرة كل المجتمعات البشرية وإنما تعتمد على خبرة المجتمعات الغربية وحدها ، ولا تصلح في معظمها للتطبيق على مجتمعاتناً التي يختلف واقعها عن الواقع الغربي .
  47. تختلف النظريات من حيث قدرتها على بسط وتبسيط الحقائق للباحثين ، وبخاصة من حيث قدرتها على بيان ما يتعين الاهتمام به ، وما يتعين أيضاً تركه أو إسقاطه من حيز الاهتمام بالحقيقة .
  48. قيمة وجود النظرية مسألة نسبية تتوقف على مواكبتها أو قدرتها على مواكبة التغيرات التي تفرض نفسها على ساحة البحث في المجال الذي تتناوله النظرية .
  49. النظرية هي انعكاس شخصي لواقع المنظر وخلفيته العقدية ورؤيته للكون والإنسان والحياة ، منذ أن كان طفلاً يتعلم اللغة لأول مرة حتى أصبح منظراً ، كما أن أهمية النظرية تتوقف على ما يتمتع به المنظر من دقة وخيال وإبداع في صياغتها ، كما تتوقف أيضاً على توجيهاته والأهداف التي يبتغيها . ويغفل الباحثون في بلادنا عن إدراك ان هذه النظريات وهؤلاء المنظرين لا جال عندهم للاعتقاد في أن حركة الوجود كلها تجري وفق إرادة ومشيئة الله تعالى ، وأنه تعالى هو الذي حدد للبشر الطريق الذي يجب أن يتحركوا من خلاله ، وترك لعقولهم مساحة تعمل في حدود ما أرشدها إليه . لكن هؤلاء النظرين ينطلقون من قاعدة أن الإنسان هو محور الكون وهو الذي يشرع لنفسه في مختلف مجالات الحياة .
  50. أن هؤلاء المنظرون يرون أن أي باحث ينطلق في دراسته لمشكلة ما أو ظاهرة ما ، من مفهم عقدي هو رجل لا هوت وليس رجل علم ، وقد صاغوا ذلك في عبارة قاطعة الوضوح مؤداها : ” أن كل تفكير متعال عن الواقع هو تفكير ميتافزيقي ، أما النظرية فتقودها مبادئ عقلية منطقية ” . والدين عندهم متناقض مع العلم والعقل . وهم لا يرمن بالإسلام ومن ثم لا يؤمن بأن الدين والعقل في الإسلام متساندان وأن هذا الدين ات يتعارض ع العلم أو العقل ولو في جزئية واحدة من جزئياته . كما يقع باحثونا في خطأ فادح حينما ينظرون إلى الدين على أنه مجرد وعظ ، وأنه ليس بعلم مطلقاً ، ولهذا يساقون وراء هذه النظريات على اعتقاد منهم أنها علم ينتفع به .

 

 

 

 

 

إنَّ المهارة في إجراء البحوث العلميَّة في ضوء الخطوات والمراحل السابقة جانب تعزِّزه القدرةُ على كتابة البحث بالشكل الصحيح، وتلك القدرة صفةٌ أساسيَّة في الباحث الجيِّد، وليتمَّ تحقيق أقصى فائدة من البحث فإنَّ على الباحث أن يراعي الأصولَ الفنيَّة الحديثة في ترتيب وإخراج محتوياته، وفي توثيق مصادره ومراجعه، وفي أسلوب كتابته وعرضه؛ إذْ لا يكفي جمع البيانات وتحليلها تحليلاً دقيقاً لتظهرَ وتعمَّ الفائدةُ من البحث، فجوانبه الفنيَّة من الأمور التي تسهم في زيادة تفهُّم القارئ له والإفادة منه؛ لذلك جاء استكمال هذا البحث تحت عنوان هذه الفقرة للإشارة إلى جوانب مهمَّة في إعداد البحث العلميِّ، جوانب تنتظمه من أوَّله إلى آخره، وهي وإن لم تكن من خطواته ومراحله وإنَّما هي جوانب فنيَّة ذات طبيعة علميَّة، أو هي مهارات بحثيَّة ضروريَّة ولازمة للباحث، ومنها الآتـي:

 

 

الاقتباس:

يستعين الباحثُ في كثيرٍ من الأحيان بآراء وأفكار باحثين وكتَّاب وغيرهم، وتسمَّى هذه العمليَّة بالاقتباس، وهي من الأمور المهمَّة التي يجب على الباحث أن يوليها اهتمامه وعنايته الكاملة من حيث دقَّة الاقتباس وضرورته ومناسبته وأهميَّته وأهميَّة مصدره من حيث كونه مصدراً أصليّاً أم مصدراً ثانويّاً، والاقتباس يكون صريحاً مباشراً بنقل الباحث نصّاً مكتوباً تماماً بالشكل والكيفيَّة التي ورد فيها ويسمَّى هذا النوع من الاقتباس تضميناً، ويكون الاقتباسُ غير مباشرٍ حيث يستعين الباحثُ بفكرة معيَّنة أو ببعض فقرات لباحث أو كاتب آخر ويصوغها بأسلوبه وفي هذه الحالة يسمَّى الاقتباس استيعاباً، وفي كلتا الحالتين على الباحث أن يتجنَّبَ تشويهَ المعنى الذي قصده الباحثُ السابق، ليحقِّقَ مظهراً من مظاهر الأمانة العلميَّة بالمحافظة على ملكيَّة الأفكار والآراء والأقوال كيفية تفريغ المادة العلمية من مرجع واحد  ومن عدة مراجع :

 

 

 

أولاً : تفريغ المادة العلمية من مرجع وأحد

يقول الدكتور إسماعيل صيني في بيانه لكيفية تفريغ الباحثين المادة التي يجمعونها : ” لا يعني تفريغ المادة العلمية ، كتابة النصوص بصيغتها الأصلية أو بالمعنى أو مختصرة ، كما تظهر في البطاقات أو الملفات التي قد يستخدمها البحث في مرحلة الحصر ، أو كما ستظهر في تقرير البحث . إن هذه العلمية تختلف قليلاً عن عملية الحصر لأن الهدف الأساس منها اختصار المعلومات المبعثرة في مئات الصفحات أو ألفها ، في ورقات محددة أو جدول صغير ، يمكن استعراضها بسهولة ويسر وهي أشبه بعملية رسم خارطة لمنطقة جغرافية شاسعة ومتنوعة التضاريس يستطيع الناظر أن يتعرف عليها من استعراضه تلك المساحات الشاسعة ، وربما  التضاريس المعقدة ، دون الحاجة إلى التنقل في الطبيعة . فالباحث يستغني بهذه الجداول عن تصفح المراجع الكثيرة والصفحات العديدة ”

ويعني التفريغ ببساطة أن يسجل الباحث اسم المرجع وأرقام صفحات ما يحتاجه ن المادة العلمية ، في المصادر التي يطلع عليها ، حسب التقسيمات أو العناصر الرئيسية والفرعية في بحثه . ولا مانع من تسجيل أرقام الأسطر إذا لزم الأمر في بعض الحالات النادرة ” وبعارة أخري ، فأن التفريغ تفريغ التقسيمات الرئيسة في جداول فإذا افترضنا أن مرجعاً ما يتحدث عن نموذج تركيز المهام ، تكون عملية التفريغ في جدول على النحو التالي :-

الموضوع أسم المؤلف نصيف فهمي منقريوس عامل النشر 2009
  عنوان الكتاب النظريات العلمية والنماذج المهنية مكان وجود الكتاب المكتب الجامعي الحديث الاسكندرية
أسس النموذج ص كذا (الفكرة الرئيسية – الأفكار الفرعية )
خطوات النموذج ص كذا (الفكرة الرئيسية – الأفكار الفرعية )
مبادي النموذج ص كذا (الفكرة الرئيسية – الأفكار الفرعية )
المشكلات ص كذا (الفكرة الرئيسية – الأفكار الفرعية )

ومن مزايا هذا الجدول إضافة إلى أنه يبين موقع المعلومة المحدد فإنه يسهل على الباحث عملية المقابلة بين ما ورد حول المصطلح الواحد في الكتاب الواحد . ويكن للباحث أن يضمنها جميع التقسيمات التفصيلية ، التي وضعها في الاعتبار عند تصميم القائمة الأولية لموضوعات البحث ، إذا رغب في ذلك .

ثانياً : تفريغ المادة العلمية من عدة مراجع

يستطيع الباحث أن يصمم خريطة تمكنه من تفريغ المادة العلمية المأخوذة من عدة مراجع ذات العلاقة بموضوع بحثه ، وذلك بأن يضع جدولاً ييسر له مهمة استعراض الجهود السابقة ، ويمكنه من المقارنة ببين المراجع المختلفة ، ومن تتبع راحل تطور الفكرة أو الرأي المحدد  أو اكتشاف السرقات العلمية

ولنفترض على سبيل المثال أن الباحث يريد ان يكتب فصلاً خاصاً عن نموذج التركيز على المهام الذي أشرنا إليه سابقاً ، فانه يجد وفقاً للجدول الآتي أسماء المؤلفين الذين كتبوا في هذا النموذج ، وهناك العناصر الخاصة بهذا النموذج ، وما على الباحث إلا أن يكتب في خانة المؤلف رقم الصفحة التي كاب فيها هذا العنصر أو ذلك ، والفكرة الرئيسة عند هذا المؤلف المتعلقة بالعنصر الخاص بالنموذج .

 

الموضوع / الصفحات منقريوس 2009 سيد فهمي مصطفى ريد (1977) ويبستر شو أمير العربي
أبعاد النموذج ص 39            
أسس النموذج              
خطوات التطبيق 119 – 121 167-77          
وسائل التغير 122- 28            
المشكلات         153 491  
النفاهيم الرئيسة              
العوائق              

 

ومن شأن هذا الجدول أن يسهل للباحث عملية المقارنة عبر المراجع المختلفة العديدة بالنسبة للموضوع الواحد أو الصفة الواحدة ، أو المعلومة الواحدة . ومما يساعد على معرفة أي المراجع أسبق نشراً لبعض الأفكار أو الآراء ، يمكن ترتيب المؤلفين حسب تاريخ صدور مؤلفاتهم .

وتعني المقارنة ، باختصار ، إثبات النتائج أو الأفكار أو الآراء المتفق عليها بين الموضوعات التي نقارن بينها ، من حيث المضمون أو طريقة المعالجة أو الإثنين معاً ، أو المختلف فيها . وقد يكون الاتفاق أو المختلف فيها . وقد يكون الاتفاق أو الاختلاف في النوع ، وقد يكون في الدرجات داخل النوع الواحد . ويأتي الاختلاف في المضمون في صورة متعددة ، منها : الزيادة أو النقصان ، أو الاختلاف في المعلومات أو في الفكرة أو في الرأي .

وقد يكون الاختلاف في المنهج أو الأسلوب أو الوسيلة . ويأتي الاختلاف في الأسلوب مثلاً في صور ، منها : استعمال العبارات أو الأرقام والتركيز على أحدهما ، واستعمال الأسلوب العلمي أو الأدبي . وفي هذه الأساليب قد يستعمل التفصيل أو الاختصار ، ووسائل الإيضاح أو عدمها ، والأمثلة والنماذج أو عدمها ، والتأخير أو التقدي وتصنيف المضمون تحت عنوان مختلف  أو مدخل أو موضوع مختلف …

 

 

إرشادات وقواعد عامَّة:

حيث تخضع عمليَّة الاقتباس إلى عدَّة مبادئ أكاديميَّة متعارف عليها فإنَّ هناك إرشاداتٍ وقواعدَ عامَّة في الاقتباس يأخذ بها الباحثون، أبرزها الآتـي:

1) الدقَّة في اختيار المصادر المقتبسِ منها؛ وذلك بأن تكون مصادر أوليَّة في الموضوع جهد الطاقة، وأن يكونَ مؤلِّفوها ممَّن يعتمد عليهم ويوثق بهم.

2) الدقَّة في النقل فيُنْقَل النصُّ المقتبسُ كما هو، ويراعي الباحث في ذلك قواعد التصحيح أو الإضافة وتلخيص الأفكار أو الحذف من النصِّ المقتبس.

3) حسن الانسجام بين ما يقتبس الباحثُ وما يكتبه قبل النصِّ المقتبسِ وما يكتبه بعده.

4) عدم الإكثار من الاقتباس، فكثرة ذلك ووجوده في غير موضعه يدلُّ على عدم ثقة الباحث بأفكاره وآرائه، فعلى الباحث ألاَّ يقتبس إلاَّ لهدف واضح، وأن يحلِّلَ اقتباساته بشكل يخدم سياق بحثه، وأن ينقدَها إذا كانت تتضمَّن فكرةً غير دقيقة أو مباينة للحقيقة، (الخشت، 1409هـ، ص48).

5) وضع الاقتباس الذي طوله ستة أسطر فأقلّ في متن البحث بين علامتي الاقتباس، أمَّا إذا زاد فيجب فصله وتمييزه عن متن البحث بتوسيع الهوامش المحاذية له يميناً ويساراً وبفصله عن النصِّ قبله وبعده بمسافة أكثر اتِّساعاً مما هو بين أسطر البحث، أو بكتابة النصِّ المقتبس بـبنطٍ أصغر من بنط كتابة البحث، أو بذلك كلِّه.

6) طول الاقتباس المباشر في المرَّة الواحدة يجب ألاَّ يزيد عن نصف صفحة.

7) اقتباس الباحث المباشر لا يجوز أن يكونَ حرفيّاً إذا زاد عن صفحة واحدة، بل عليه إعادة صياغة المادة المقتبسة بأسلوبه الخاصّ، وأن يشيَر إلى مصدر الاقتباس.

التوثيق:

يخطئ من يظنُّ أنَّ بإمكانه القيام بتوثيق المصادر بطرق عشوائيَّة؛ لأنَّ ثمَّة طرقاُ علميَّة وقواعد خاصَّة لا بدَّ من مراعاتها عند توثيق المصادر في داخل البحث وفي قائمة إعداد المصادر في نهايته، والمقصود هنا بتوثيق المصادر هو تدوينُ المعلومات الببليوغرافيَّة عن الكتب والتقارير وغيرها من أوعية المعرفة التي استفاد منها الباحث، علماً أنَّ الحقائق المعروفة للعامَّة (البديهيَّات) لا حاجة إلى توثيقها، مثل: قسَّمت إدارةُ التعليم في محافظة عنيزة نطاقَ خدماتها إلى ثلاثة قطاعاتٍ تعليميَّة، هي: قطاع عنيزة، والقطاع الجنوبيِّ، وقطاع البدائع، فمثل هذه المعلومة ولو أُخِذَتْ بنصِّها من مصدرٍ ما فليست بحاجة إلى توثيقها، كما ينبغي عدم الإحالة على مخطوطات تمَّت طباعتها؛ لأنَّ المطبوعات أيسر تناولاً.

 

ومن المتعارف عليه أنَّ هناك عدَّة طرق ومدارس للتوثيق العلميِّ للنصوص المقتبسة مباشرة أو ضمناً، ولكلٍّ منها مزاياها وعيوبها، وليست هناك في الواقع قاعدة عامَّة تضبط العمليَّة؛ إذْ يمكن للباحث أن يختارَ أيَّـةَ طريقة تناسبه بشرط أن يسيرَ عليها في بحثه كلِّه، وألاَّ يحيد عنها ليتحقَّقَ التوحيدُ في طريقة التوثيق، (لجنة الدراسات العليا، 1416هـ، ص12)، ومن طرق التوثيق العلميِّ للنصوص المقتبسة ما يأتـي:

1) الإشارة إلى مصدر الاقتباس في هامش كلِّ صفحه يرد فيها اقتباسٌ، وذلك بترقيم النصوص المقتبسة مباشرة أو ضمناً بأرقام متتابعة في كلِّ صفحة على حدة تلي النصوص المقتبسة، وترقَّم مصادر النصوص المقتبسة في هامش الصفحة بذكر جميع المعلومات الببليوغرافيَّة عنها لأولِّ مرَّة، وفي المرَّات التالية يكتفى بعبارة مصدر سابق إذا فصل بمصدر آخر، أو بعبارة المصدر السابق إذا كان الاقتباسُ الثاني من نفس المصدر السابق.

2) الإشارة إلى مصادر الاقتباس في نهاية كلِّ فصلٍ من فصول الدراسة بترقيم النصوص المقتبسة في جميع الفصل بأرقام متتابعة تلي النصوص مباشرة وتعطى نفس الأرقام في صفحة التوثيق في نهاية الفصل  بذكر جميع المعلومات الببليوغرافيَّة التي تورد عنها في قائمة مصادر الدراسة وذلك لأولِّ مرَّة، وفي المرَّات التالية يكتفى بعبارة مصدر سابق إذا فصل بمصدر آخر، أو بعبارة المصدر السابق إذا كان الاقتباسُ الثاني من نفس المصدر السابق.

3) الإشارة إلى مصادر الاقتباس في متن البحث أو الدراسة مباشرة بذكر اللقب وتاريخ النشر وصفحة أو صفحات النصِّ المقتبس بين قوسين مفصولاً اللقب عن تاريخ النشر بفاصلة وتاريخ النشر عن صفحة النصِّ المقتبس بفاصلة أيضاً كما هو متَّبع في هذا البحث.

مبادئ وقواعد:

إنَّ أبرز مبادئ وقواعد التوثيق العلميِّ للنصوص المقتبسة في هذه الطريقة، أي بالإشارة إلى مصادر الاقتباس في متن البحث أو الدراسة مباشرة وفق نظام (لقب المؤلِّف، تاريخ نشر المصدر، رقم صفحة النصِّ المقتبس) المبادئ والقواعد الآتية:

أ – التوثيق في متن البحث:

1- في حالة اقتباس نصٍّ اقتباساً مباشراً فإنَّ مصدره يتلوه بعد وضع النصِّ بين علامتي تنصيص مثل: “إنَّ معدَّلات ما تخدمه المدارس الريفيَّة باختلاف مراحلها من السكَّان لا تبيِّن مدى سهولة استخدام هذه الخدمات.

2- في حالة الاقتباس من أحاديث شفويَّة في مقابلة أو محاضرة أو من أحاديث تلفزيونيَّة أو إذاعيَّة، فلتوثيق ذلك يكتب اسم الشخص الذي تمَّت معه المقابلة أو جرى منه الحديث أو المحاضرة وتاريخ ذلك في الهامش بعد علامة نجمة أحالت إليها نجمة مماثلة بعد النصِّ المقتبس، ويُعًرَّفُ الشخصُ غير المعروف بطبيعة عمله، ولا بدَّ من الإشارة إلى استئذانه بعبارة بإذنٍ منه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أسلوب كتابة البحث:

يهدف البحثُ إلى نقل حقائق ومعلومات وآراء إلى مجال التطبيق، والكلمة المكتوبة وسيلة لذلك، “ومن ثمَّ كانت الكتابةُ مفتاح البحث وفيها تكمن قوَّته الحيويَّة” (والدو، 1986م، ص9)، فالبحثُ العلميُّ مادةٌ ومنهجٌ وأسلوبٌ، أمَّا الأسلوب فهو القالبُ التعبيريُّ الذي يحتوي العناصر الأخرى، وهو الدليلُ على مدى إدراكها وعمقها في نفس الباحث، فإذا كانت معاني البحث وأفكاره واضحةً في ذهن صاحبها أمكن التعبير عنها بأسلوبٍ واضحٍ وبيانٍ مشرق، والحقائق العلميَّة يستوجب تدوينُها أسلوباً له خصائصه في التعبير والتفكير والمناقشة، وهو ما يسمَّى بالأسلوب العلميِّ؛ أهدأ الأساليب وأكثرها احتياجاً إلى المنطق والفكر وأبعدها عن الخيال الشعريِّ؛ لأنَّه يخاطب العقلَ ويناجي الفكر،

ولا شكَّ في أنَّ القلقّ ينتابُ الباحثَ المبتدئ حين يبدأ بكتابة بحثه، وقد يشغله قلقُ الكتابة أكثر ممَّا يشغله البحثُ ذاته، ولكنَّ معرفة الباحث بخطوات ومراحل البحث معرفةً جيِّدة تبتعد بالبحث عن التناقض بطرد القلق فتتيسَّر الكتابة، ويُنْصَحُ الباحث المبتدئ في هذا المجال بكتابة مسودَّة أولى وسريعة للبحث دون نظرٍ كبير في جودة الأسلوب وسلامة الكتابة لغةً وإملاءً واستخداماً لعلامات الترقيم، وألاَّ ينتظر طويلاً ليبحث عن استهلالٍ مثاليٍّ، فهذا وذاك عمل يؤدِّي إلى التسويف، فعلى الباحث أن يبدأ بالكتابةَ ويمضي  في ذلك؛ لأنَّه من الحكمة كتابة بدايةٍ تقريبيَّة ومن الخير أن تسجَّل على الفور ثمَّ تعدَّل فيما بعد، فبعد صفحات قليلة ستكون الكتابة أكثرَ يسراً بل كثيراً ما تصبح الكتابة التمهيديَّة أكثر مواتاة للباحث بعد كتابة الفقرة أو الفقرتين الأوليين، فإذا ما سارت الكتابةُ بيسر أمكن التركيز لاحقاً على جوانبها اللغويَّة والفنيَّة، فذلك أولى من فقدان القدرة على المتابعة بمحاولة التفكير في كلِّ شيءٍ في آنٍ واحد، ولا يعني هذا أنَّ المسوَّدة الأولى لا تحتاج إلى عناية، بل إنَّها الوسيلة وليست الغاية؛ ولذا ينبغي أن تكتبَ بسرعة ليصبحَ البحثُ أكثر حيويَّة، فمن الخطأ أن يتوقَّفَ الباحثُ ليفكِّرَ بجوانب لغويَّة أو إملائيَّة أو ليراجع انسيابيَّة فقرة في أسلوبها، فهناك بعد ذلك وقت كافٍ للمراجعة، كما ويحسن ترك البحث في مسودَّته الأولى لفترةٍ ما قبل مراجعته، وحينئذٍ يكون من السهل معرفة الأخطاء اللغويَّة والإملائيَّة وتعقُّد الأسلوب أو ركاكته، وفي ذلك قال أبو سليمان وينبغي الاهتمام في البداية بتدوين الأفكار بصرف النظر عن الأسلوب والصياغة، فإنَّ الباحثَ متى ما دوَّن أفكارَه وعقلها من أن تتفلَّتَ منه جاءت مراحلُ تطويرها أسلوباً وصياغةً فيما بعد بشكلٍ تلقائي؛ إذْ المهمُّ في هذه المرحلة هو إبرازُ كيان البحث”.

 

ومن الوسائل الناجحة للمبتدئين في كتابة البحوث ما اعتاده أحدُ كبار أساتذة القانون الأوربيِّين من تأكيدٍ على طلاَّبه في اتِّباع الطريقة الآتيـة:

– كتابة المسودَّة الأولى للفصل من البحث ثمَّ تنقيحه بعناية شديدة.

– كتابة الفصل لمرَّة ثانية ومعاودة تنقيحه وتهذيبـه.

– كتابة الفصل لمرَّة ثالثة وبعد ذلك يمزِّق الباحث مسودَّاته الثلاث ويكتب من جديد. / شروط صياغة العنوان الجديد في بحوث الماجستير والدكتوراة :

 

أولاً : مقدمة :

  1. من الأخطاء الشائعة بين كثير من الباحثين ، أن يبدأ الباحث بصياغة عنوان بلا فكرة مسبقة ، ويترتب على ذلك أن يجبر نفسه على الإحساس بمشكلته البحثية وتأكيدها ، ومن هنا فإن صياغة العنوان صياغة صحيحة تستلزم أن يبدأ الباحث بفكرة معينة ، ثم يحدد كل المتغيرات في ضوء هذه الفكرة ، ثم يصيغها في صورة معبرة وواضحة وبذلك يأتي العنوان يعبر عن مضمون الفكرة والمتغيرات المرتبطة بها .
  2. يقوم الباحث عادة بإختيار موضوع بحثه بعد إطلاعه علي الدراسات السابقة ومن خلال خبرته الشخصية ، فإذا اختار موضوع بحثه بناء على ذلك ، كان العنوان مرشداً وموجهاً لموضوع البحث .
  3. قد يشعر الباحث بعد قراءة بعض الدراسات السابقة ، أنه يميل إلى عنوان بعينة أكثر من غيره ، أو أنه يحتاج إلي مزيد ن البحث والدراسة ، وقد يجذب انتباهه أكثر من عنوان ، وفي هذه الحالة يقوم الباحث بعملية اختيار أكثر هذه العناوين مناسبة لمجال بحثه .
  4. يجب أن يكون عنوان البحث المقترح في مخطط البحث ، هو نفس عنوان البحث عند الإنتهاء من إجراءاته .

ثانياً : شروط صياغة العنوان الجديد :

  1. أن يكون بسيطاً ، لا تعقيد فيه ، وواضحاً لا غموض فيه بحيث يتمكن القارئ من قراءته وفهمه ، وأن يدرك مضمونه دون حاجة إلي استفسار من الطالب .
  2. أن يكون موجزاً ، مفيداً ، أي لا يكون قصيراً مخلاً ولا طويلاً مملاً ، بادئاً بالكلمات المحورية في الدراسة ، دون ذكر التفصيلات ، شاملاً ، ومحدداً ومعبراً عن جوانب موضوع البحث كله ومحتواه دن زيادة أو نقصان .
  3. أن يكتب بعبارة مختصرة ولغة عملية سهلة بسيطة وسليمة ، و ألا يحتوي علي كلمات أو مصطلحات تحتمل أكثر من معني .
  4. أن يتضمن أهم متغيرات الدراسة التي يمكن التعامل معها إحصائياً .
  5. أن يكون بعيداً عن الإثارة غير المفيدة .
  6. أن تكون كلماته في حدود خمس عشرة كلمة .
  7. واختلاف الباحثون بين موافق ومعارض لضرورة تجنب العنوان الكلمات التي لا لزوم لها مثل (دراسة في ) أو (تحليل لـ) وكذلك العبارات الناقصة المضللة ، وأن يعكس العنوان بشكل مكثف إشكالية البحث ، وأن يتضمن شيئاً عن السمة العامة لمتهج البحث لطبيعة الأدوات المستخدمة فيه .

 

 

 

إخراج البحث:

ترتيب البحث:

يبدأ البحث بصفحة العنوان يليها صفحةٌ بيضاء فصفحة بسم الله الرحمن الرحيم، فصفحةُ الإهداء إن وجدت، فصفحةٌ الشكر والعرفان إن وجدت، فصفحاتُ مستخلص البحث، فصفحاتُ قائمة محتويات البحث، فصفحاتُ قائمة جداول البحث، فصفحاتُ قائمة أشكال البحث، فصفحاتُ قائمة الصور التوضيحيَّة والفوتوغرافيَّة إن وجدت، ثمَّ يلي ذلك محتوى البحث (مقدِّمته، فصوله، خاتمته)، ومن ثمَّ تأتي مراجعُ البحث ومصادره، ومن بعدها تأتي ملاحقُه إن وجدت، وأخيراً يأتي مستخلصُ البحث باللغة الإنجليزيَّة.

ترقيم صفحات البحث:

ترقَّم صفحات البحث في الوسط من أسفل بحروف هجائيَّة فيما يسبق متن البحث بما فيها صفحة العنوان دون إظهار ترقيمها، فيما ترقَّم صفحات متن البحث بالأرقام في الوسط من أسفل دون إظهار أرقام صفحات عناوين الفصول.

ترقيم جداول البحث وأشكالها:

ترقَّم الجداول متسلسلةً لكلِّ فصل على حدة متخذةً رقمين مفصولين بشرطةِ، يكون أيمنهما رقماً للفصل وأيسرهما رقماً للشكل أو الجدول، هكذا: 1 – 1، 1 – 2، 1 – 3، في الفصل الأول، 2 – 1، 2 – 2، 2 – 3 في الفصل الثاني، وتتَّخذ عناوينها كتابة موحَّدة  مختصرة وواضحة مبيِّنة لموضوعاتها دالَّةً عليها، ويكون حجم خطِّ كتابتها 18 مسوَّد، هكذا:

جدول رقم 1 – 1 أعدادُ طلاَّب الصف الرابع الابتدائيِّ عام 1420هـ

جدول رقم 2 – 1 أعدادُ المدارس الابتدائيَّة في القطاعات التعليميَّة عام 1420هـ

شكل رقم 1 – 1 التوزيعُ البيانيُّ لأعداد الطلاَّب في سنوات الخطَّة الخمسيَّة الأولى

شكل رقم 2 – 1 التوزيعُ المكانيُّ للمدارس الابتدائيَّة عام 1420هـ

 

– عناوين البحث:

إنَّ تضمين البحث عناوين رئيسة وأخرى فرعيَّة أو جانبيَّة بدون إفراط سيجعل من الموضوع صورة حيَّة ناطقة، فعناوين الفصول أو المباحث تكتب متوسِّطة من الصفحة المخصَّصة ومن السطر المكتوبة عليه بخطٍّ مسوَّدٍ حجمه 20، فإن كانت العناوين طويلةً كتبت على سطرين ثانيهما أقصر من أوَّلهما، فيما العناوين الرئيسة داخل الفصول أو المباحث تكتب بخطِّ حجمه 20 مسوَّدةً منفردةً في سطرها متوسِّطة صفحتها مفصولة عمَّا قبلها وعمَّا بعدها بسنتيمترٍ واحد، فيما العناوين الفرعيَّة تبدأ ببداية السطر منفردة في سطرها مفصولة عمَّا قبلها فقط بـ 0.8 سم مكتوبة مسوَّدة بخطِّ حجمه 18، وتليها نقطتان مترادفتان، فيما تكون العناوينُ الجانبيَّة كالفرعيَّة تماماً غير أنَّها تتراجعُ عن بدايات الأسطر 1.2 سم غير منفردة بأسطرها فتليها الكتابة بعد نقطتين مترادفتين.

تفريعات البحث:

قد تتطلَّب مسائل في البحث تفريعات وتتطلَّب تفريعاتها تفريعات ثانويَّة، بل وقد تتطلَّب التفريعات الثانويَّة تفريعات لها، فعلى الباحث أن يتَّبع طريقة موحَّدة في التفريعات إشارة وبداية كتابة، فهذه المسألة الشكليَّة ذات قيمة كبيرة، فإذا قسَّم الباحث مسألة رئيسة إلى أقسام فيمكن أن يكون التقسيم: أولاً، ثانياً، ثالثاً، فإذا قسَّم ثالثاً يمكن أن يكون التقسيم: أ، ب، جـ، فإذا قسَّم فقرة جـ  يمكن أن يكون التقسيم ببدء الفقرة بشرطة أو بنجمة، ولا بدَّ من تراجع الفقرات في الكتابة عن بداية السطر بحسب مستواها التقسيميِّ.

طول فصول ومباحث البحث:

لا بدَّ أن تتناسب الفصول أو المباحث في البحث في أعداد صفحاتها، فلا يكون فصلٌ ببضع صفحاتٍ وفصل آخر بعشرات الصفحات، ففي هذه الحالة على الباحث أن ينظر في مدى قيام الفصل ذي الحجم الصغير بذاته أو بدمجه كمبحث في فصل سابقٍ أو لاحق، كما أنَّ تعدُّد الفصول أو المباحث بدرجة كبيرة يعدُّ مظهراً علميّاً غير مناسب إلى جانب إنَّه من ناحية فنيَّة لا يلاقي قبولاً مناسبَا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعض الموضوعات التي تصلح إجراء بحوث إعلامية في مجال الصحافة

اسم الموضوع اسم الموضوع اسم الموضوع
1-العمود الصحفي في الصحافة السودانية

دراسة تحليلية –فنية

14-مشكلات الصحافة الولائية في السودان 27-تطور أساليب كتابة وإخراج التحقيق في الصحافة السودانية
2-العلاقة بين شكل الصحيفة ومضمونها 15-العوامل البيئة المؤثرة على إدارة الصحف المستقلة 28-دور الصحافة في التنشئة الاجتماعية للطفل السوداني
3-أسس كتابة المقال التحليلي

دراسة تطبيقية على عينة من الصحف السودانية

16-تأثير الصحافة السودانية على الرأي العام المحلي 29-دوافع قراء الصحف السودانية بمحلية بربر
4-معالجة الصحافة السودانية لقضايا الشباب

دراسة تحليلية على عينة من الصحف السودانية

17-تحرير وإخراج الإعلان في الصحافة السودانية 30-الشؤون العربية في الصحافة السودانية

دراسة تحليلية على عينة من الصحف

5-دور الصحافة السودانية في التنمية الزراعية 18-الضغوط المهنية على القائم بالاتصال في الصحافة السودانية 31-تأثير العولمة على مضمون وشكل الصحافة السودانية
6-دور الصحف في تنمية الوعي السياحي

دراسة تحليلية لعينة من الصحف

19-المعالجة الصحفية لقضايا الإرهاب

دراسة تحليلية لعينة من الصحف

32-دور الصحف في إفشاء ثقافة السلام

دراسة تحليلية لعينة من الصحف

7-محجوب محمد صالح صحفياً

(دراسة حالة)

20-العوامل التي تؤثر على انتقاء الأخبار

دراسة ميدانية على القائم بالاتصال

33-تناول الصحافة السودانية للموضوعات الأدبية والفنية
8-أسس المقال الافتتاحي في الصحافة السودانية

دراسة ميدانية تطبيقية على عينة من الصحف

21-تأثير التشريعات الصحفية على أداء الصحف 34-تأثير النظام السياسي على ممارسة العمل الصحفي
9-القيم الخبرية في الصحافة السودانية

دراسة تحليلية لعينة من الصحف

22-تأثير الشكل والتصميم على سهولة وسرعة قراءة الصحف 35-تأثير مضمون الصحف على توزيعها
10-الأسباب والمعالجة لأزمة توزيع الصحافة السودانية 23-أكثر الصحف السودانية توزيعاً بمحلية بربر 36-تأثير الإعلان على التمويل الصحافة السودانية
11-صحيفة النيل اليوم بين التطور والتقوقع 24-اتجاهات طلاب جامعة وادي النيل نحو الصحف 37-سمات قراء الصحف بمحلية بربر
12-تأثير إدارات الصحف على مضمون المادة الإعلامية 25-استخدام الإنترنت وسط الصحافيين وتأثيره على الحرفية المهنية 38-تأثير الإنترنت على الارتقاء بمضمون وشكل الصحيفة
13-تناول الصحافة السودانية  لقضايا المرأة

دراسة تحليلية على عينة من الصحف

26-تناول الصحافة السودانية للجريمة

دراسة تحليلية على عينة من الصحف

39-مصداقية المصادر وتأثيرها على مصداقية الصحف

نماذج للبحوث في مجال الإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة

اسم الموضوع اسم الموضوع اسم الموضوع
سمات جمهور إذاعة ولاية نهر النيل سمات جمهور تلفزيون ولاية نهر النيل اتجاهات الجمهور المحلي نحو إذاعة عطبرة
اتجاهات الجمهور المحلي نحو  تلفزيون ولاية نهر النيل دور الإذاعة في التنشئة الاجتماعية للأطفال تأثير التلفزيون على الأطفال
دور الإذاعة في تنمية المجتمعات المحلية دور التلفزيون في التعليم دور الإذاعة في التعبئة السياسية
الدراما التلفزيونية وتأثيرها في توصيل الرسالة تأثير العولمة في تطوير البرامج الإذاعية والتلفزيونية دور الإذاعة في التثقيف الصحي
دور التلفزيون في رفع الوعي البيئي دور التلفزيون في محاربة العادات الضارة دور الإذاعة في نشر ثقافة السلام
دور الإذاعة في محاربة الجريمة دور الإذاعة والتلفزيون في ترشيد الإنفاق  العام دور الإذاعة والتلفزيون في تحقيق النهضة الزراعية
اسم الموضوع اسم الموضوع اسم الموضوع
سمات جمهور الداخلي لمصانع الأسمنت بولاية نهر النيل سمات الجمهور الخارجي لمصانع الأسمنت بولاية نهر النيل العلاقات العامة في مؤسسات التعليم المشكلات والحلول
الصورة الذهنية للبنوك في ولايات نهر النيل الصورة الذهنية لوزارات الخدمات بولاية نهر النيل دور العلاقات العامة في النهضة الزراعية
مواصفات رجل العلاقات العامة لمؤسسات القطاع الخاص بولاية نهر النيل دور العلاقات العامة في إصلاح بيئة العمل  بمؤسسات القطاع العام والخاص بنهر النيل دور العلاقات العامة في تبسيط الإجراءات الإدارية بمؤسسات القطاع العام بنهر النيل
دور العلاقات العامة في استقطاب المؤيدين للأحزاب بولاية نهر النيل وظائف  العلاقات العامة  بإذاعة وتلفزيون ولاية نهر النيل دراسة حالة على أقسام العلاقات العامة بالجامعات السودانية
دور العلاقات العامة في مواجهة الأزمات دور العلاقات العامة في ترشيد استهلاك الكهرباء دور العلاقات العامة في الانتخابات المهنية
تقييم أنشطة العلاقات العامة بمؤسسات القطاع العام والخاص دور العلاقات العامة  في ترشيد الإنفاق  العام بالمؤسسات معرفة توجهات الجمهور نحو العلاج بمستشفيات القطاع العام والخاص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خطواته كتابة الخطة البحثية

أولاً: المقدمة : تتناول وصف عام لموضوع الدراسة ودوافع الإحساس بالمشكلة البحثية .

ثانياً : تحديد المشكلة البحثية في شكل سؤال بحث يحتوي على متغير مستقل وآخر تابع . ويتم استخراج العنوان من المشكلة البحثية ، فلابد أن يعبر العنوان عن المشكلة .

ثالثاً: الفروض والتساؤلات البحثية ، فإذا كان هناك تراث علمي حول المشكلة يتوجب صياغة فروض بحثية ، أما إذا كانت المشكلة جديدة وتحتاج إلي استكشاف نضع تساؤلات .والفروض هي عبارة عن تخمين ذكي لحل المشكلة البحثية .

رابعاً : أهداف البحث ( الدراسة ) ، وهي عبارة عن محاولة للإجابة للفروض والتساؤلات .

خامساً : أهمية البحث ( الدراسة ) ، وهي تنجم من خلاصة والمعاني العامة الأهداف والفروض والتساؤلات.

سادساً : المنهج المستخدم، في بحوث الإعلام نستخدم في الغالب المنهج الوصفي التحليلي ، إضافة للمنهج التاريخي في كتابة الجزء النظري.ولكن لابد من تعريفهما من خلال الرجوع إلي كتب مناهج البحث.

سابعاً:مجتمع الدراسة وعينته ؛ وهو الميدان الذي نجمع منه المعلومة .

ثامناً : أدوات جمع البيانات ؛ وتتمثل في البحوث الميدانية التطبيقية في الآتي :-

  • الاستبيان
  • المقابلة بأنواعها .
  • الملاحظة بأنواعها.
  • تحليل المحتوى ( المضمون)

ويمكن الطالب أن ستخدم أكثر من أداة لجمع المعلومات .

أما فيما يخص البحث الذي يعتمد على الكتب والمراجع الورقية والإلكترونية فالأداة تتمثل في :-

  • البطاقة الورقية ؛ ونكتب عليها النص المقتبس ؛ إضافة إلي رقم الصفحة التي تم منها الاقتباس ؛ وكذلك اسم الكتاب ومؤلفه وتاريخ طبعته ودار النشر وتاريخ النشر .
  • ونحتاج إلي البطاقة أيضاً في كتابة الجزء النظري من الدراسة .

تاسعاً : الدراسات السابقة : ويقصد بها الدراسات التي تم إجراؤها من قبل باحثين محليين أو جانب ؛ ولابد أن نختار دراستين ، الأولى محلية , وثانية دولية ، وأن تكونا ذات شبه  وعلاقة بدراسة الباحث ، والذي نذكره من الدراسة ونقارن بها دراسته الحالية يتمثل في الآتي :-

  • عنوان الدراسة .
  • الشخص معد الدراسة ولأي درجة علمية .
  • مشكلة الدراسة .
  • المنهج المستخدم في الدراسة ومجتمع الدراسة وعينته .
  • النتائج التي توصلت عليها الدراسة .
  • علاقة الدراسة بدراسة الباحث الحالية ( سواء أكان في المشكلة أو المنهج أو مجتمع الدراسة، أو توقع نتائج ).

عاشراً : مصطلحات الدراسة : وهي عبارة عن الشرح اللغوي والاصطلاحي لعنوان الدراسة أو أي عبارات تحتاج لشرح يراها الباحث أنها غربية .

الحادي عشر : تحديد مكان وزمان الدراسة .

الثاني عشر : هيكل الرداسة : ويعني تقسيم الدراسة إلي فصول ومباحث .

الثالث عشر : مراجع الدراسة . وتبدأ كالاتي :-

  • المراجع العربية
  • المراجع المعربة ( المترجمة )
  • المراجع الإجنبية .
  • الدوريات
  • المقابلات .

الرابع عشر : التوثيق من المصادر والمراجع يتم كالآتي:-

اسم المؤلف- اسم الكتاب – تاريخ الطبعة – الناشر – تاريخ النشر .

ختاماً : ترفق استمارة الاستبيان ضمن ملاحق الدراسة .

 

 

نموذج لخطة بحث

 

مقدمة:

تحتل البرامج الحوارية أهمية كبيرة في القنوات التلفزيونية الفضائية ولدى المخططين لها لأنها تعكس وجهات نظر الشخصيات المستضافة أو المحاورة وبذلك فهي منطلق السياسة الإعلامية للقنوات التلفزيونية الفضائية وأصبح للبرامج الحوارية عدد كبير من المشاهدين والمتابعين بفضل ما تتمتع به من مزايا تتجسد في نقل الأحداث والآراء والمعلومات المهمة من مصادرها الأصلية في اغلب الأحيان. وتظهر تأثيرات وسائل الإعلام في بناء تصورات الجمهور بما يبرز أهمية الدور الذي تلعبه تلك الوسائل  في تشكيل وعي الجمهور بالقضايا الني تهم الرأي العام من خلال البرامج الحوارية خاصة اليومية منها ذات الصلة الوثيقة بالأحداث الجارية التي تمس حياة الأفراد وتكون موضع للجدل والخلاف في كثير من قضايا وموضوعات حياتيهم اليومية، حيث تزايد الوقت الذي يخصصه الفرد للتعامل مع مخرجات وسائل الإعلام أو بعضها حتى صارت في عصرنا الحالي جزءاً من حياة المواطن اليومية.([2])

وتعتبر البرامج الحوارية من أكثر البرامج انتشارا، حيث يقسم هذا النوع من البرامج إلى ثلاثة أقسام (حوار الرأي، حوار المعلومات وحوار الشخصيات).كما تعد هذه البرامج من أكثر برامج وسائل الإعلام  المعاصرة نجاحاً في توصيل الرسالة الإعلامية إلى المستمعين والمشاهدين، كما تؤدي البرامج الحوارية سواء أكانت ترفيهية، سياسية، تثقيفية، دينية أو اجتماعية دوراً أساسياً في تشكيا اتجاهات الرأي العام لما تفرضه طبيعة التلفزيون  في إيصال الرسالة بين المرسل والمستقبل، إذ تتحقق المشاركة الجماهيرية في البرامج في تقديم آرائهم ومقترحاتهم وافكارهم. لذلك يفرض الحوار أو المحادثة أو المقابلة نفسه كأحد أشكال البرامج. .فضلاً عن وظيفة البرامج الحوارية تكمن في كشف الحقائق واعطاء المعلومات حول موضوعات مختلفة تهم أكبر شريحة من المشاهدين كما تسهم في التعريف على الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والمسؤولين الحكوميين وابراز أفكارهم وتجاربهم وبالتالي تعطي صورة ذهنية لدى الرأي العام عن تلك الشخصيات. وهذا يؤدي بدوره التأثير في جمهور المشاهدين وتشكيل اتجاهاتهم فالفكر يتقدم بتبادل الآراء والأفكار ومناقشة كل منها.

وتعكس هذه البرامج مدى أهمية المسئولية الاجتماعية التي ينبغي التعرف عليها في إظهار الأداء الحكومي حيث ظهرت نظرية المسئولية الاجتماعية بسبب الاستخدام الخاطئ لمفهوم الحرية حيث أفرطت نظرية الحرية Freedom Theory في إعلاء حرية الفرد على حساب مصلحة المجتمع وبالغت في منح الفرد الحق في التنصل والتحرر من أي مسئولية اجتماعية أو قيمة أخلاقية في ظل هذه النظرية، بينما تعرف نظرية المسئولية الاجتماعية في مجال الإعلام بأنها مجموعة الوظائف التي يجب أن تلتزم وسائل الإعلام بتأديتها امام المجتمع في مختلف مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحيث يتوفر في معالجاتها وموادها القيم المهنية كالدقة والموضوعية والتوازن والشمول، شريطة أن يتوافر لها حرية حقيقية تجعلها مسؤولة امام القانون والمجتمع، وتسعى لخدمة الصالح العام لتحقيق التوازن بين حرية التعبير ومصلحة المجتمع.([3])

تستفيد هذه الدراسة من الفروض الأساسية التي تنطلق منها نظرية المسؤولية الاجتماعية، ويسترشد الباحث بمعطيات هذه النظرية في وضع الأسس العلمية التي يمكن على أساسها تقييم درجة المسئولية الاجتماعية والمهنية في الأداء المهني للبرامج الحوارية، على مستوى تحرير وتقديم وإخراج البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية، التي تحتل مكانة متقدمة في خريطة البرامج التي تذيعها منذ أن بدأت البث الرسمي الفضائي في نوفمبر 1996م.

كما يستفيد الباحث من الفروض الأساسية التي تنطلق منها نظرية الاعتماد على وسائل الاعلام Media Dependency في تحديد درجة الأهمية التي تحظى بها القنوات الاخبارية كمصادر للمعلومات في الظروف العادية، وفي وقت الأزمات بين أفراد العينة من النخبة الإعلامية، على أساس ان الافراد يقيمون علاقات اعتماد مع وسائل الإعلام بصفة عامة، أو وسيلة إعلامية معينة وفقاً لحدود أهميتها لهم، كمصدر للمعلومات حول الاحداث الجارية جزءاً من حياة المواطن اليومية.([4] )ويرتبط نجاح وسائل الإعلام بصفة عامه في تحديد هذه العلاقة على عاملين أساسيين، يتصل الأول بقدرة هذه الوسائل على مواجهة احتياجات الأفراد للمعلومات، ويرتبط الثاني بظروف الاستقرار في المجتمع مقابل ظروف عدم الاستقرار خلال الأزمات والصراعات، حيت يزيد الاعتماد على وسائل الإعلام كمصادر للمعلومات إبان الأزمات والكوارث… وتندرج الأثار الناجمة عن اعتماد الأفراد على وسائل الإعلام حيت تبدأ بالأثار المعرفية، تليها الوجدانية، ثم الأثار السلوكية.([5])

 

مشكلة الدراسة وأهميتها

تمثل البرامج الحوارية هوية أية محطة تلفزيونية فضائية بحيث تعول عليها كثيرا في تغطية أحداث العالم وتطوراتها على الأصعدة كافة (الدولية والإقليمية والقومية)، وقناة الجزيرة الفضائية واحدة من القنوات الفضائية التي تسعى إلى تقديم الخدمة الإخبارية والبرامجية في ظل العديد من التطورات والمتغيرات الدولية في ميدان الاتصال الفضائي. ونظراً لتزايد أهمية الدور الذي تقدمه وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها في التعبير عن قضايا جمهور المشاهدين، ساهمت تلك الوسائل في تشكيل ثقافته بما تعكسه من قضايا الحياة اليومية للمجتمع. كما أن القنوات الفضائية الحكومية أصبحت تواجه منافسة حقيقية نتيجة لتعدد القنوات الفضائية العربية الخاصة وسعيها لجذب الجمهور وتلبية احتياجاته بتحررها من الرقابة والسيطرة الحكومية المفروضة عليها بشكل تدريجي.

كما أن البرامج الحوارية ظهرت كنوع من التفاعل مع الأنظمة الإعلامية العالمية التي أوجدت أشكالاً جديدة فيما يسمى New Formats  وكان من نتائجها برامج الرأي Talk show   وهي برامج حوارية تتخذ أشكالاً مختلفة وتستضيف الخبراء والجمهور العام وتعتمد على الإثارة والمواجهة وتتعدد أشكال مشاركة الجمهور فيها وتبث على الهواء مباشرة أو مسجلة أحياناً.([6])

في بداية القرن العشرين شهدت دراسة فن الإلقاء نموا وتطورا كبيرا خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنشئت أقسام خاصة له في مدارس وجامعات عديدة ركزت في البداية على المفاهيم التقليدية للخطابة كبلاغة الخطيب، وقدراته على الإقناع واستمالة الجمهور. ومع ظهور وسائل الإعلام في ذلك الوقت – كالإذاعة والتلفاز-  وسعت هذه الأقسام برامجها لتشمل ما يتناسب مع هذه الوسائل، فتعددت مدارسه وفنونه، وأفردت له الأقسام بل والكليات، وفي منتصف القرن العشرين نما الوعي بأهمية الحوار والاتصال الشخصي، وانعكس ذلك على وسائل الإعلام مما حدى بهذه الأقسام إلى أن تدخل مواد جديدة مثل الاتصال الشخصي، والاتصال التنظيمي.

أشارت بعض الدراسات إلى أن لغة وفن الأداء لدى معدي ومقدمي البرامج الحوارية في القنوات الفضائية العربية لا يرقى في مجمله إلى أجهزة الإعلام الغربية التي تبث بالعربية، وأن أي خطأ يقع في القنوات الفضائية من قبل مقدمي النشرات الإخبارية والبرامج هو أشد خطرا وأفدح أثرا من أي تشويه ماثل يقع في جريدة أو مجلة أو كتاب، وهذه الظاهرة لها نتائج سلبية خطيرة على اللغة وعلى مستخدميها ولا سيما النشء منهم، فحينما يصدر من المذيع خطأ في اللغة أو النحو، والصرف فأن المشاهد يحسب أن هذا هو الصواب، وهو ما يتطلب معه إجراء هذه الدراسة.

وعلى هذا الأساس فإن مشكلة الدراسة تتمثل في التعرف على اتجاهات النخبة الإعلامية اليمنية نحو أساليب تقديم البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية، من حيث (إعداد البرامج، تقديم البرامج، الإخراج والصورة والتفاعل مع الجمهور). فضلاً عن مقترحات نحو تطوير أداء البرامج الحواريةفي القنوات الفضائية العربية وزيادة فاعليتها.

 

أهـداف الدراسـة:-

تهدف هذه الدراسة إلى ما يأتي:-

  • الكشف عن آراء النخبة الإعلامية اليمنية نحو أساليب تقديم برامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية.
  • الكشف عن العلاقة بين عدد من الخصائص الديموغرافية لأفراد النخبة الإعلامية اليمنية- عينة الدراسة- وبين آرائهم نحو أساليب تقديم برامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية.
  • التعرف على العوامل والخصائص الفنية التي تسهم في نجاح مقدمي البرامج الحوارية وتطوير أدائهم مهنيا وعلميا.
  • تقديم عدد من التوصيات التي قد تصهم في رفع مستوى أداء القنوات الفضائية العربية للتعامل مع المشكلات التي تواجه المجتمع بكفاية وفاعلية.

 

 

الدراسات السابقة:

يمكن تناول الدراسات السابقة- المتاحة للباحث- وتقسيمها إلى نوعين من الدراسات:

أولاً: دراسات سابقة ذات علاقة مباشرة بموضوع الدراسة:

هناك دراسات سابقة تناولت أداء القنوات الفضائية وأساليبها المستخدمة في تقديم البرامج الحوارية، وهي كما يلي:-

1– دراسة وزارة الإعلام الكويتية (1998):([7])

التي هدفت إلى معرفة “آراء المشاهدين حول برامج القناة الفضائية الكويتية” على عينة قوامها 500 مفردة من البالغين (15سنة فأكثر) من الموظفين والمقيمين العرب في المحافظات الخمس بدولة الكويت.

وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أهمها:

  • يتابع القنوات الفضائية (96.4%) من إجمالي أفراد العينة، وكانت أهم القنوات الفضائية التي يشاهدها المبحوثون، هي: قناة MBC (97.5%)، المستقبل (95.3%)، LBC (94.9%)، دبي الفضائية (91.2%)، أبو ظبي (90.8%)، ART (89.8%)، القناة الفضائية البحرينية (86.9%)، الجزيرة (85%)، القناة الفضائية المصرية الأولى (84.2%)، قناة عجمان الفضائية (84.2%) والفضائية الكويتية (81.8%).
  • يفضل (60.4%) من أفراد العينة متابعة القنوات الفضائية طوال أيام الأسبوع، و(30.8%) يفضلون متابعتها خلال إجازة نهاية الأسبوع.

2- دراسة آمال حسن الغزاوى (2010م)([8])

دراسة تحليلية. استهدفت الدراسة التعرف على الموضوعات والقضايا التي تتناولها البرامج الحوارية اليومية على القنوات الفضائية الحكومية والخاصة فيما يتعلق بالأداء الحكومي، والجوانب المهنية والأخلاقية التي تعكسها تلك البرامج، وما يرتبط بذلك من رصد أبعاد المسئولية الاجتماعية للبرامج الحوارية اليومية التليفزيونية ومدى تقديمها لمعالجة إعلامية موضوعية ومتوازنة في عرضها للحقائق والمعلومات والآراء المختلفة المتعلقة بالأحداث الجارية.

ومما كشفت عنه الدراسة:

  • اختلاف الاتجاهات بين البرامج الحوارية عينة الدراسة وفقا لنمط ملكية القنوات التليفزيونية، حيث يغلب الاتجاه الإيجابي في القنوات الحكومية، بينما يغلب الاتجاه السلبي في القنوات الخاصة.
  • كما كشفت الدراسة عن وجود قدر كبير من الحرية في الأداء الإعلامي للقنوات التليفزيونية الحكومية والخاصة لدرجة أن بعض حلقات البرامج الحوارية على هذه القنوات تظهر ضعف الأداء الحكومي وتتجاهل الإيجابيات، كما ترتفع نسبة مشاركة الجمهور في البرامج الحوارية التليفزيونية بما في ذلك المشاركة الناقدة. وتشدد الدراسة على ضرورة التوازن والتنوع في التناول الإعلامي للقضايا  الجماهيرية.
  • دراسة: طارق الشدوخي (2008)- رسالة ماجستير([9])

التي سعت إلى التعرف على أساليب تقديم البرامج الحوارية، وعلاقتها بتعزيز المشاهدة لعينة من البرامج الحوارية، وعلاقتها بتعزيز المشاهدة لعينة من البرامج الحوارية في القنوات الفضائية العربية وتقويمها، فضلا عن معرفة العوامل المؤثرة في أساليب تقديم البرامج الحوارية. كما هدفت الدراسةإلى التعرف على اتجاهات الجمهور حول الأساليب التقديمية في البرامج الحوارية عينة الدراسة، وعلاقة تلك الأساليب بتعزيز المشاهدة لديهم.

وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، أهمها:

  • تتمتع غالبية البرامج الحوارية بمستوى عال من التقنية سواء أكان ذلك في الديكور بما يتماشى مع موضوعات حلقة البرنامج الحواري، والإضاءة أو التصوير، كما أنها على درجة عالية من الإخراج الاحترافي.
  • توصل الباحث إلى عدد من الأساليب التقديمية التي يستخدمها مقدمو البرامج الحوارية في تقديمهم لتلك النوعية من البرامج، من أهمها: أسلوب التقديم العلمي، أسلوب التقديم الحماسي وأسلوب المواجهة في التقديم، أسلوب الإسهاب في التقديم، أسلوب التقديم مع استخدام مظاهر من بيئة الجمهور،… إلخ. وقد لاحظ الباحث بأن أساليب التقديم التي يستخدمها مقدمو البرامج الحوارية، تختلف حسب محتوى تلك البرامج.
  • جاء أسلوب التقديم (الممزوج بالمرح) في المرتبة الأولى من بين الأساليب التقديمية التي يفضلها جمهور عينة الدراسة.

4- دراسة أحمد عثمان (2008)([10])

هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مستوي ممارسة حرية التعبير بجانب الإيجاب لهذه الحرية في برامج المشاركة بالراديو كما عكسته هذه البرامج، ومستوي الالتزام بأبعاد المسئولية الاجتماعية للإعلام الإذاعي في برامج المشاركة بالراديو كما عكسته هذه البرامج وبناء علي ما سبق تبلورت مشكلة هذا الدراسة في تحديد ما يمكن إتباعه لتحقيق التوازن بين حرية التعبير والمسئولية الاجتماعية في برامج المشاركة بالراديو بأعلى مستوي ممكن لهذا التوازن بما لا يفقد هذه البرامج جاذبيتها للمشارك في ظل ما تتيحه وسائل الإعلام الأخرى من فرص للمشاركة، مع الأخذ في الاعتبار ما يمكن إنشاؤه في المستقبل من مواقع وساحات للحوار ترتبط بهذه البرامج عبر شبكة “الانترنت” بما يجعل من ممارسة حرية التعبير في هذه البرامج نموذجا يتم تطبيقه في هذه الساحات عند إنشائها والتوسع فيها.

استخدمت الدراسة المنهج المسحي، وصحيفة الاستبيان كأداة لجمع البيانات وتبنت نظرية حارس البوابة،نظرية المشاركة الديمقراطية،نظرية بناء الأجندة، المسئولية الاجتماعية.

وخرجت الدراسة بالعديد من النتائج، أهمها:

 

  1. أن مستوي ممارسة حرية التعبير بجانب الإيجاب، وبجانب السلب، وبجانبي الإيجاب والسلب معاً لهذه الحرية كما عكسته برامج المشاركة بالراديو جاء متوسطاً في الحالات الثلاث. كما أن مستوي الالتزام بأبعاد المسئولية الاجتماعية للإعلام الإذاعي كما عكسته هذه البرامج في تناولها للموضوعات المختلفة جاء متوسطاً أيضاً في تناول أغلبية هذه الموضوعات.
  2. وجود علاقة ارتباطيه بين تأثير اهتمامات وأولويات المستمعين في بناء أجندة موضوعات برامج المشاركة بالراديو ومستوي ممارسة حرية التعبير في هذه البرامج، ووجود علاقة ارتباطيه ضعيفة بين مستوي علاقة القائم بالاتصال بمستمعي برامجه ومستوي ممارسة الحرية في هذه البرامج.
  3. وجود علاقة ارتباطيه عكسية بين معيار “ردود الفعل المتوقعة للمستمعين” في تحديد ما يتم السماح بإذاعته في برامج المشاركة بالراديو علي مستوي ممارسة حرية التعبير في هذه البرامج بجانب الإيجاب وبجانبي الإيجاب والسلب معاً لهذه الحرية.
  4. عدم وجود علاقة ارتباطيه ذو دلالة إحصائية بين العوامل الأخرى المؤثرة في بناء أجندة الموضوعات التي يتم طرحها للنقاش في برامج المشاركة بالراديو، ومستوي حرية التعبير المتاحة للمشاركين في هذه البرامج.
  5. وبذلك يتبين عدم وجود علاقة ارتباطيه بين إدراك القائم بالاتصال في برامج المشاركة بالراديو لما تتطلبه المسئولية الاجتماعية للإعلام الإذاعي من التزامات، ومستوي حرية التعبير المتاحة للمشاركين في هذه البرامج بجانب الإيجاب لهذه الحرية.

5- دراسة محمد هاشمالسلعوس (2005)(1):

التي هدفت إلى معرفة مدى إقبال الجمهور الفلسطيني داخل “الخط الأخضر” على مشاهدة البرامج السياسية و الإخبارية التي يبثها التلفزيون الإسرائيلي بقناتيه الأولى و الثانية و للقنوات الأرضية والفضائية العربية التي تحقق احتياجاته وإشباعاته والدوافع التي تحركه إلى تعريض نفسه لتلك القنوات ومعرفة وجهة نظره حول مضامين رسائل تلك القنوات… وقد اعتمد الباحث في دراسته على منهج المسح الميداني مستخدماً استبانه طورها بعد اطلاعه على عدد من الدراسات المتعلقة بالتلفزيون بشكل عام. و يتكون مجتمع الدراسة من (400) فرد من الجمهور الفلسطيني الذي يعيش داخل حدود فلسطين(1948) و يشكل أولئك الأفراد عينة صدفية (غير عشوائية)، وشملت أفراداً موزعين حسب عدد من المتغيرات، كالجنس، العمر والتعليم.

وقد أظهرت نتائج الدراسة، ما يلي:

  • أن الجمهور الفلسطيني داخل “الخط الأخضر” يشعر بانتمائه العربي، ويهتم بما يجري من أحداث وتطورات في البلدان العربية، لكنه يرى أن التلفزيون الإسرائيلي يبدو أحياناً أكثر اهتماماً بقضاياه من القنوات التلفزيونية العربية.
  • يدرك جمهور الدراسة أن التلفزيون الإسرائيلي يستهدف تسميم فهم المشاهد لحقيقة الصراع في المنطقة، ويرمي إلى إضعاف معنوياته.
  • بحسب الدراسة يرى (48.7%) من المشاهدين أنهم يشاهدون برامج التلفزيون الإسرائيلي لمعرفة الأحداث الجارية في الضفة والقطاع. وأن ما نسبته (57%) من المشاهدين يعرضون أنفسهم للمحطات التلفزيونية العربية الأرضية التي تبدي اهتماماً نسبياً بمشكلاتهم.

6- دراسة: فوزية عبد الله آل علي (2008م)([11])

التي هدفت إلى دراسة الدور الذي يقوم به القائم بالاتصال في تحديد شكل ومضامين البرامج الحوارية من حيث القضايا والمشكلات التي تطرحها وعلاقتها بالواقع المحلي لهذه البرامج وانعكاس ذلك من خلال البرامج والتعرف على الملامح المهنية والحرفية للقائم بالاتصال وتأثير ذلك على فعالية دوره في البرامج المحورية وحول توفير قاعدة عريضة من المعلومات عن هذه البرامج والقائمين على تقديمها وصولا إلى المسئولين  في هذه المحطات حتى يكونوا على بينة لمضامين وتوجهات وأهداف هذه البرامج ومقدمها وإتاحة الفرصة لهم في حالة وجود أية تعديلات تلزم لذلك.

وتبرز أهمية البحث في التعرف على مدى التأهيل الإعلامي للقائم بالاتصال على أن يكون قادر على الوعي بمسؤولية هذه البرامج تجاه الجمهور، وما هي أولويات  وترتيب القضايا من منظور المسؤولية الإعلامية للتلفزيون تجاه المجتمع، وقياس درجة الوعي المتوفر لدى القائم  بالاتصال بأهمية دورهم في مجال الإعلام والصعوبات التي تواجههم في مجال العمل  تعيقهم عن القيام بدورهم على أكمل وجه. واستخدمت الدراسة المنهج المسحي

وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، وأهمها:

  1. بلغت نسبة العاملين في مجال البرامج الحوارية في كل من تلفزيون دبي والشارقة بنسبة (66.6%) من الإماراتيين مقابل (23.3%) لغير الإماراتيين. ونسبة الإماراتيين في تلفزيون الشارقة أكبر منها في دبي، حيث بلغت في تلفزيون الشارقة (83.3%) مقابل (46.8%) في تلفزيون دبي، وهذا يدل على اتجاه تلفزيون الشارقة على تطبيق سياسة توطين الوظائف.
  2. تبين إن المؤهل العلمي الغالب في كلا العينتين في تلفزيون دبي والشارقة هو المؤهل الجامعي، وعلى مستوى كل من تلفزيون دبي بلغت النسبة (76.9%) مقابل (80%) لتلفزيون الشارقة، والفرق بينهما ليس دال إحصائيا.
  3. تبين على المستوى الإجمالي إن كلا العينتين يعملون في الإعداد والتقديم، حيث بلغت النسبة (51.6%).
  4. بالنسبة لسنوات الخبرة بلغ معدل سنوات الخبرة على المستوى الإجمالي لكلا العينتين (5 – 10) سنوات، وهي مدة لا بأس بها. أما معدل الخبرة من أكثر من 15 سنة فقط بلغت (5.0%) وربما يعود ذلك لعدم توفير الإمكانيات المادية المناسبة لتلك الفئة، او ندرة وجودها في هذا المجال.
  5. وجد إن معظم مفردات العينة حصلت على دورات تدريبية، حيث أجابت على المستوى الإجمالي بأن (73.3%) من مفردات العينة بأنها حصلت على دورات تدريبية.
  6. تبين على المستوى الإجمالي بأن (11.6%) من مفردات العينة حصلت على تدريب في مجال اللغة العربية واحتل المركز الأول ويليها الإخراج بنسبة (16.0%) لكل منها.
  7. تبين على المستوى الإجمالي بأن أهم القضايا التي قامت البرامج الحوارية بطرحها هي القضايا الدينية بنسبة (75%) واحتلت المركز الأول، ويليها القضايا السياسية بنسبة _43.3%) ثم القضايا العلمية بنسبة (40.0%) و الاجتماعية بنسبة (36.6%) أما باقي القضايا فقد نالت نسبة قليلة.

 

 

ثانياً: دراسات سابقة ذات علاقة مباشرة بموضوع الدراسة:

  • دراسة خالد صلاح الدين علي (2003)(1):

هدفت الدراسة إلى التعرف على اتجاهات كل من الجمهور العام والإعلاميين نحو أداء القنوات التلفزيونية الخاصة في مصر، وذلك وفقاً للمفهوم الشامل للأداء الذي ينطوي على أبعاد عدة: أخلاقية واجتماعية وإعلامية واقتصادية، من ناحية أخرى التعرف على تصورات الإعلاميين لمدى فاعلية القنوات الخاصة في التأثير في الجمهور العام، فضلاً عن رصد وقياس أحكام كل من الجمهور العام والإعلاميين على مدى دلالة وأهمية تجربة القنوات الخاصة في دفع أداء النظام الإعلامي في مصر نحو مزيد من اللامركزية وحرية التعبير. وتندرج الدراسة، ضمن فئة الدراسات الكمية التي تتيح استخدام أساليب التحليل والاستدلال الرياضي والإحصائي في جميع مراحلها. ووظفت الدراسة منهج المسح بشقيه الوصفي والتحليلي وذلك بغية الوصول إلى إجابات دقيقة عن تساؤلات الدراسة. وقد اعتمدت الدراسة على نموذجين من أبرز النماذج العلمية التي تفسر عملية تشكيل الاتجاهات لدى الأفراد نحو الموضوعات، وهما:  نموذج “توقع القيمة” و نموذج “خضوع الآخرين”، وتأثرهم بمضامين وسائل الإعلام. ووقع اختيار الباحث على مدينتي القاهرة والجيزة كمجتمع لدراسته، وقام بسحب عينتين، الأولى تمثل الجمهور العام، ويبلغ حجم هذه العينة (300) مفردة، بينما تمثل الثانية الإعلاميين، وقد اشتملت الدراسة على (150) مفردة من الإعلاميين العاملين بالصحف وقطاعات التلفزيون المختلفة، ولغرض قياس تأثيرات القنوات الخاصة في ضوء نظرية وخضوع الآخرين لتأثيرات وسائل الإعلام، قام الباحث بتصميم استمارة الاستقصاء وذلك وفقاً للعبارات التي تقيس تأثيرات القنوات الخاصة في ضوء نظرية “خضوع الآخرين لتأثيرات وسائل الإعلام” إلى جانب العبارات التي تقيس الأبعاد والمكونات المعرفية والوجدانية المتعددة التي يقيم من خلالها المبحوثين أداء القنوات الخاصة في مصر، وذلك في ضوء نموذج “توقع القيمة” لفيشباين.

 

 

 

وقد أشارت نتائج الدراسة إلى:

  • اتفاق الجمهور العام فضلاً عن الإعلاميين على أن القنوات الخاصة تتخطى حدود العادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع بتعرضها لموضوعات شائكة وحساسة من الناحية الأخلاقية، وأن أنماط سلوكيات المذيعون والمذيعات لا تتسق واعراف المجتمع.
  • انخفاض قدر الثقة في القنوات الخاصة من قبل المبحوثين، وإن كان هناك اتفاق على أن هذه القنوات تتمتع بقدر مرتفع من حرية التعبير مما يدعم بدوره ديمقراطية الإعلام.
  • أبدى المبحوثون اتجاهات ايجابية نحو حجم المشاركة الجماهيرية في برامج القنوات الخاصة.
  • أثبتت الدراسة صحة نموذج “توقع القيمة” القائل بأن الاتجاه النهائي لأفراد نحو الكيانات والمؤسسات المختلفة هو محصلة الأوزان النسبية التي يعطيها هؤلاء الأفراد للمعتقدات (المكونات) المرتبطة بأداء هذه المؤسسات، كما ثبت أيضاً صحة نموذج “خضوع الآخرين” لتأثيرات وسائل الإعلام وذلك على مستوى الإعلاميين.
  • دراسة عادل عبد الغفار (2004)(1):

هدفت هذه الدراسة إلى رصد وتقييم النخبة الإعلامية المصرية لمستوى الأداء المهني للقنوات الإخبارية العربية ( الجزيرة – العربية – النيل للأخبار)، وفقاً لمعايير الفورية في تغطية الأحداث حال وقوعها، والتوازن في عرض وجهات النظر المختلفة نحو الأحداث، وترتيب الأخبار في النشرة وفقاً لأهميتها، وتميز الإخراج الفني للنشرة بالجودة الفنية. فضلا عن الوقوف على نقاط القوة والضعف في أدائها ووضع رؤية للآليات التي يمكن أن تسهم إيجابياً في تطوير أدائها.

طبقت هذه الدراسة على عينة قوامها 200 مبحوث من النخبة الإعلامية المصرية في مجالات العمل الإعلامي المختلفة.

وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :

  • تفوق مستوى الأداء المهني في نشرات الأخبار والبرامج المقدمة بقناة الجزيرة على مستوى الأداء المهني في العمل الإخباري بقناتي العربية والنيل الإخبارية.
  • تفوق الانتماء السياسي العربي في أداء قناة النيل الإخبارية مقارنة بنظيرتيها قناتي الجزيرة والعربية.
  • ارتفاع مشاهدة النخبة الإعلامية لقناة الجزيرة والاعتماد عليها كمصدر للمعلومات مقارنة بقناتي العربية والنيل الإخباريتين.
  • دراسة عبد الله زلطة (مايو2005)(2):

التي سعت إلى التعرف على آراء واتجاهات النخبة الصحفية المصرية نحو الأداء المهني للقنوات التلفزيونية الإخبارية ومستقبل هذا الأداء في ظل عصر العولمة والانفتاح الإعلامي، واختار الباحث عينة عمديه من بين القيادات الصحفية التي تحرص على متابعة القنوات التلفزيونية الإخبارية ومقدارها (123) مفردة ممن تعدوا الثلاثين عاماً، وممن يشغلون مراكز قيادية في الصحافة المصرية، ابتداء من رئيس قسم فأعلى.ولجأ الباحث لاستخدام منهج المسح والمنهج المقارن في إطار المعالجة البحثية لتعرض النخبة لكل من القنوات الإخبارية العربية والأجنبية.

وأسفرت الدراسة عن عدد من النتائج، أهمها:

  • أكدت الغالبية العظمى للنخبة الصحفية (61,8%) أنها حريصة جداً على مشاهدة القنوات التلفزيونية الإخبارية.
  • احتلت قناة الجزيرة القطرية المركز الأول في ترتيب القنوات الإخبارية العربية التي تحرص النخبة الصحفية المصرية على متابعتها، بنسبة (96,7%) من إجمالي عينة الدراسة، بينما احتلت شبكة CNN الأمريكية المركز الأول في ترتيب القنوات الإخبارية الأجنبية التي تحرص النخبة الصحفية المصرية على متابعتها، وبنسبة (54,5%) من إجمالي عينة الدراسة.
  • احتلت نشرات الأخبار والبرامج السياسية والبرامج الوثائقية مراكز متقدمة في ترتيب المواد التلفزيونية التي تشاهدها النخبة الصحفية المصرية في القنوات الإخبارية، واحتل برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة المركز الأول في ترتيب البرامج التي تحرص النخبة الصحفية المصرية على متابعتها.
  • أكدت نسبة تقدر بـ39% من إجمالي عينة الدراسة أن القنوات الإخبارية العربية ناجحة في التأثير على جمهور الصحفيين المصريين.
  • أكدت نسبة كبيرة من أفراد عينة النخبة الصحفية المصرية (68,3%) من وجود تأثير كبير للمنافسة بين القنوات الإخبارية والصحفية المطبوعة على مستقبل الأداء المهني لكل منهما.

واختتمت الدراسة بجملة من التوصيات، من أهمها:

  • ضرورة أن تلتزم القنوات الإخبارية بتجنب الانتقائية في اختيار القضايا المطروحة وفي انتقاد الأوضاع الخاطئة في بعض الدول العربية حتى تتمتع بالمصداقية لدى المشاهدين بصفة عامة وأفراد النخبة بصفة خاصة.
  • – زيادة عدد مراسلي القنوات الإخبارية في مواقع الأحداث الساخنة والتنوع في ضيوف البرامج الحوارية والاعتماد على التقارير الحية المصورة والإقلال من المادة الأرشيفية والتمتع بالحرية في معالجة القضايا التي تهم الرأي العام العربي، وذلك بغية تطوير الأداء المهني لتلك القنوات.

 

تساؤلات الدراسة:

في سياق الإشكالية تسعى الدراسة إلى الإجابة على السؤال الرئيس التالي:-

ما اتجاهات النخبة الإعلامية اليمنية نحو أساليب التقديم في البرامج الحوارية، في قناة الجزيرة الفضائية وعلاقة هذه الاتجاهات ببعض المتغيرات؟

وتم بلورة هذا الهدف الرئيس في مجموعة من التساؤلات الفرعية، تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عنها، وهي:-

  • ما معدل تعرض النخبة الإعلامية اليمنية – عينة الدراسة- لقناة الجزيرة الفضائية؟
  • ما الإطار المكاني “البيئة المكانية” التي يتعرض فيها النخبة الإعلامية اليمنية لبرامج قناة الجزيرة الفضائية؟
  • ما المواد المفضلة لدى النخبة الإعلامية اليمنية حال تعرضهم لقناة الجزيرة الفضائية؟
  • ما معدل تعرض النخبة الإعلامية اليمنية للبرامج الحوارية التي تذيعها قناة الجزيرة الفضائية؟
  • ما الأجندة الموضوعية “قائمة المواد” التي يدركها النخبة الإعلامية اليمنية – عينة الدراسة- بوصفها الأجندة البارزة للبرامج الحوارية التي تتبناها قناة الجزيرة الفضائية في مخاطبتها للجماهير اليمنية؟
  • ما تقييم النخبة الإعلامية اليمنية لمستوى الأداء المهني –الفني والحرفي- من حيث (إعداد البرامج، تقديم البرامج، الإخراج والصورة والتفاعل مع الجمهور) للبرامج الحوارية التي تذيعها قناة الجزيرة الفضائية، من وجهة نظر عينة الدراسة؟
  • ما مقترحات النخبة الإعلامية اليمنية –عينة الدراسة- لتطوير أداء البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية؟
  • ما أهم أسباب عدم مشاهدة عينة الدراسة للبرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية؟
  • ما أهم أسباب عدم مشاهدة عينة الدراسة لقناة الجزيرة الفضائية؟

 

التعريفات الإجرائية:

  • الاتجاهات (Attitudes):

تُعرف الاتجاهاتإجرائياً في هذه الدراسة: بأنها عبارة عن جملة آراء، وتصورات، ومعتقدات، ومشاعر النخبة الإعلامية اليمنية نحو أساليب تقديم البرامج الحوارية، المذاعة في قناة الجزيرة الفضائية.

  • البرامج الحوارية:Talkshows

هناكمنعرفالبرامجالحواريةبأنهاشكلمنأشكالالبرامجالتلفزيونية([12])التي تعتمدعلىالحوارحيثيلتقيفيهاأكثرمنشخصلبحثموضوعأوقضيةمعينة (اجتماعية،ثقافية،تعليمية،صحية،نفسية،رياضية،اقتصادية،سياسية….) يثارحولها الجدلمنمختلفالجوانبسواءاتفقت،أواختلفتآراءالمشاركين،ووجهاتنظرهم حولها،وتشملالبرامجالحواريةالمناظرة،والمناقشة،والفقراتداخلالمجلةالتلفزيونية،وتتيح للجمهورفرصةالمشاركةسواءأكانذلكداخلالأستوديو،أمعنطريقاللقاءات الخارجية،أوالاتصالاتالهاتفية،أوالبريدالعادي،أوالبريدالإلكترونيلطرحآرائهمأواستفساراتهم.([13])

لغرض هذه الدراسة يمكن تعريف البرامج الحوارية إجرائياً ” بأنها برامج تتخذ أشكال إذاعية مختلفة منها المقابلات والندوات والمناقشات والمقابلات، وتذاع على الهواء مباشرة وتستهدف إلقاء الضوء على الموضوعات والقضايا المهمة للمجتمع وتتنوع تلك القضايا ما بين (سياسية – اقتصادية – اجتماعية – نقابية – مهنية – دينية…ألخ) باستضافة المسئولين والمتخصصين والجمهور وتتيح للجمهور فرص المشاركة إما بالحضور داخل الاستديو أو عن طريق اللقاءات الخارجية أو الاتصالات الهاتفية أو البريد العادي أو البريد الإلكتروني لطرح أرائهم واستفساراتهم.

  • أساليب التقديم:

يمكن تعريف أساليب التقديم إجرائياً في هذه الدراسة ” بأنها أنماط وطرق معالجة الحوار المقدم في البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية، والمتمثلة في الأداء المهني للبرامج الحوارية، وتقنيات عرض البرامج الحوارية ، وطريقة أداء مقدميالبرامج الحوارية”.

  • النخبة الإعلامية:

تعرف النخبة الإعلامية إجرائياً في هذه الدراسة ( الإعلاميون الأكثر تأثيراً في مجريات العمل الإعلامي اليومي من قيادات الصف الأول والثاني في المؤسسات الإعلامية المختلفة (الإذاعة- التلفزيون- الصحف- وكالة سبأ للأنباء إضافة إلى التدريس الأكاديمي الإعلامي).

 

  • قناة الجزيرة الفضائية:

تُعرف قناة الجزيرة الفضائية ” بأنها قناة فضائية، بدأ البث الرسمي للقناة في نوفمبر 1996م، يغطي ارسالها حالياً معظم أنجاء العالم، كما تقدم نشراتها وبرامجها على موقعها على شبكة الإنترنت. وتقدم قناة الجزيرة نشراتها على مدار الساعة، كما تقدم عديداً من البرامج الإخبارية المعنية بشؤون الساعة، إضافة إلى عديد من البرامج الثقافية والوثائقية والحوارية الشهيرة. ووفقاً لقانون إنشائها، فأن قناة الجزيرة تعد قناة مستقلة ذات شخصية معنوية.الغزاوى ([14] )

الإجراءات المنهجية:

منهج الدراسة:

بهدف التعرف على اتجاهات النخبة الإعلامية اليمنية نحو أساليب تقديم البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية، سيستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج المسحي، الذي يعنى بدراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقاً ويعبر عنها تعبيراً كيفياً أو تعبيرا كميا(1). حيث تعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية الكمية، حيث تستهدف تقويم الأداء البرامجي لقناة الجزيرة الفضائية، اعتمادا على منهج المسح في استقصاء آراء عينة من النخبة الإعلامية اليمنية لتحديد نقاط القوة والضعف في الأداء البرامجي لقناة الجزيرة الفضائية، واستخلاص آليات واضحة لتطوير الأداء البرامجي بهذه القناة مستقبلاً. حيث سيقوم الباحث بمسح الإعلاميين العاملين بالصحف وقطاعات التلفزيون المختلفة.

 

مجتمع الدراسة:

ستطبق هذه الدراسة على مجتمع النخبة الإعلامية اليمنية في مجالات العمل المختلفة (الإذاعة- التلفزيون- الصحف- وكالة سبأ للأنباء- إضافة إلى التدريس الأكاديمي الإعلامي). وسيتم التركيز على النخبة الإعلامية تحديداً في هذه الدراسة باعتبارها أكثر الفئات المهنية، التي تستطيع تقييم أساليب التقديم المتبعة في البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية، بحكم الخبرة الوظيفية في مجال الإعلام، وخلفياتها المعرفية حول حرفية العمل الإعلامي في مجال البرامج الحوارية وما تتطلبه طبيعة العمل الإعلامي من ضرورة متابعة الأحداث الجارية في مصادر المعلومات المختلفة، وبالتالي تتنامى لديها القدرة اكثر من غيرها على إصدار أحكام موضوعية إلى حد كبير بشان تقييم مستوى الأداء البرامجي المهني في قناة الجزيرة.

 

 

عينة الدراسة:

سيجرى الباحث الدراسة المسحية على عينة قوامها (90) مفردة من النخبة الإعلامية اليمنية في مجالات العمل الإعلامي المختلفة، وسيتم استخدام أسلوب العينة المتساوي في تحديد حصة كل مجال إعلامي من إجمالي عدد مفردات العينة، حيث يصعب استخدام أسلوب العينة المتناسب، في ضوء غياب احصائيات دقيقة عن عدد العاملين في كل تخصص من التخصصات التي ستشملها الدراسة المسحية، وسيتم اختيار مفردات كل تخصص وفق أسلوب العينة المتاحةAvailable Sample للإعلاميين الذي يمكن مقابلتهم من قيادات الصف الأول والثاني، او الإعلاميين في الدرجات الوظيفية الأقل، حيث سيتم التركيز على التخصصات الوظيفية ذات الصلة بالعمل البرامجي. الذي أشار إليه كل من “ويمر” و “دومينيك” R.D. Wimmer& J.R. Dominickبوصفه أسلوبا لسحب وحدات بحثية متاحة وسهل الوصول إليها بحيث تمثل مجتمع الدراسة.(1).

أدوات جمع البيانات:

سيعتمد الباحث في هذه الدراسة على صحيفة الاستقصاء كأداة رئيسة لجمع البيانات اللازمة من أفراد مجتمع الدراسة، وسيتم تطويرها بما يحقق أهداف الدراسة وجمع البيانات المطلوبة للإجابة عن أسئلتها، وستتكون الصحيفة من عدة محاور، وتمثل في قياس درجة اعتماد النحبة الإعلامية اليمنية على قناة الجزيرة كمصدر للمعلومات، وقياس درجة الالتزام المهني بمبادئ المسؤولية الاجتماعية والمهنية في الإعداد والتقديم والإخراج والصورة، إضافة إلى التفاعل مع الجمهور في  البرامج الحواريةفي قناة الجزيرة الفضائية… كما ستشملالصحيفة معلومات عامة عن المبحوثين كالجنس (ذكر، أنثى)، والتخصص الدراسي (صحافة، راديو وتلفزيون… ألخ)، والعمر، والدخل، والتعليم.

 

 

 

 

 

مجالات الدراسة:

المجال المؤسساتي: تنحصر الدراسـة على قناة الجزيرة الفضائية.

المجال البشري: ستطبق هذه الدراسة على مجتمع الإعلاميين المتاحينفي مجالات العمل المختلفة (الإذاعة- التلفزيون- الصحف- وكالة سبأ للأنباء- إضافة إلى التدريس الأكاديمي الإعلامي).

المجال الزمني: سيتم تطبيق هذه الدراسة في الفترة التي سيتم تحديدها لاحقاً، بعد استكمال الجانب المنهجي لهذه الدراسة.

إجراءات الصدق والثبات:

 إجراءات الصدق:

لغرض التأكد من صدق الاستبانة فسوف يتم عرضها في شكلها الأول على عدد من الخبراء و المختصين لغرض التحكيم و الاستفادة من الآراء التي سيتم طرحها.

 إجراءات الثبات:

أما ثبات أداة الدراسـة فسيتم إجراء الاختبار وإعادته على 10% من إجمالي العينة.

تحليل البيانات:

سوف يستخدم الباحث مجموعة من الأدوات الإحصائية التي تلاءم طبيعة متغيرات الدراسة، أهمها: الوسط الحسابي والتكرارات والنسب المئوية. كذلك سيتم استخدام أسلوب تحليل النتائج وتفسير البيانات الإحصائية.

 

 

  • تبويب الدراسـة

سوف يقسم الباحث الدراسة إلى خمسة فصول، يتضمن الفصل الأول: منهجية البحث وأهميته ومشكلته والدراسات السابقة. أما الفصل الثاني: سيتضمن لغة الاتصال المستخدمة في تقديم البرامج الحوارية. والفصل الثالث: سيتضمن البرامج الحوارية التلفزيونية وأنواعها وخصائصها والمعايير التلفزيونية (الجوانب الفنية) للبرامج الحوارية وأساليب تقديمها، وبيان الصفات والمهارات الشخصية الواجب توافرها في مقدم البرامج الحوارية. فضلاً عن البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الفضائية وأساليب تقديمها، وفي الفصل الرابع: الدراسة الميدانية (الإجابة على تساؤلات الدراسة)، وفي الفصل الخامس: النتائج والتوصيات..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع والمصادر

1-برفسور درويش النجار وبروفسور هشم عطية عبدالمقصود-مقدمة في مناهج البحث الاعلامي-الدار العربية للنشر-القاهرة -2008

2-د اسماعيل عبدالفتاح ود محمود منصور هيبة-البحث الاعلامي –مركز الاسكندرية للكتاب –الاسكندرية-2009

3-بروفسور احمد بن داؤؤد المزجاجي الاشعري-الوجيز في كتابة البحث الاعلامي-دار خوارزمالعلمية-جدة2013

4-احمد بن داؤؤد المزجاجي الاشعري-الوجيز في طرق البحث العلمي-دار خوارزم العلمية-جدة2013

5سعود الضحيان- العينات وتطبيقاتها في الدراسات الاجتماعية – الثقافة المصرية للطباعة والنشر1420

  • يوسف مصطفي القاضي-مناهج البحث وكتابتها –دار المريخ-الرياض-1979
  • د زوقان عبيدات-البحث العلمي-اشراقات للنشر والتوزيع-2003
  • سمير محمد حسين-تحليل المضمون- عالم الكتب- القاهرة 1983
  • عبدالباسط حسن-اصول البحث الاجتماعي-ط9- مكتبة وهبة-القاهرة-1985
  • سمير محمد حسين-بحوث الاعلام الاسس والمبادئ-دار الشعب –القاهرة1971
  • محمد عبدالحميد-بحوث الصحافة-ط1- عالم الكتب- القاهرة-1992
  • محمد الوفائي-مناهج البحث في الدراسات الاجتماعيةوالاعلامية-مكتبة الانجلو المصرية-القاهرة1988

 

(1) إيناس محمد غزال: الإعلانات التلفزيونية وثقافة الطفل ، الاسكندرية ، دار الجامعة الجديدة للنشر، 2001، ص 42

(1) محمود عبد الفتاح الصيرفي ، البحث العلمي ، الدليل التطبيقي للباحثين ، ط1 ، عمان ، دار وائل ، 2002، ص 185

(2) سعود بن ضحيان ، العينات والمتغيرات، الرياض ، مكتبة الملك فهد الوطنية، 1433هـ، ص 25

(3) منى عطية خزام حنبل ، البحث في الخدمة الاجتماعية ، مرجع سابق، ص 474

[1] منى عطية ، مرجع سابق ، ص …

[2]))منى سعيد الحديدي، سلوى أمام: الإعلام والمجتمع، (القاهرة : الدار المصرية اللبنانية، 2004) ص 13.

 

[3]))محمد حسام الدين: المسؤولية الاجتماعية للصحافة، الطبعة الأولى، (القاهرة: الدار المصرية للطباعة، 2003)، ص17

 

(2)Miller, Katherine, Communication Theories, perspectives, process and context (Mc Graw Hill, Boston 2002) P 274

 

[5]) ) ليلى حسن السيد: دور وسائل الاتصال في أمداد طلاب الجامعات النصرية بالمعلومات عن الأحداث الجارية في إطار نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام: المؤتمر العلمي السنوي الرابع: الإعلام وقضايا الشياب، ( كلية الإعلام: جامعة القاهرة، مايو1998)، ص176.

 

 

 

[6]) ) أشرف جلال: “العلاقة بين ملكية وسائل الإعلام وطبيعة ومستوى الحرية في القنوات المصرية الحكومية والخاصة” دراسة مقارنة لبرامج الرأي في القناتين الأولى والثانية مقارنة بدريم والمحور، المؤتمر العلمي السنوي الحادي عشر: مستقبل وسائل الإعلام العربية، (جامعة القاهرة: كلية الإعلام، الجزء الثاني، مايو 2005) ص 402

 

[7]))وزارة الإعلام الكويتية: “استطلاع آراء المشاهدين حول برامج القناة الفضائية الكويتية بتلفزيون الكويت“، ( الكويت: وزارة الإعلام، 1998) ص 3-13

 

[8]))  آمال حسن الغزاوى: “المسئولية الاجتماعية للبرامج الحوارية التليفزيونية اليومية في تناول الأداء الحكومي،2010، م، شبكة الصحفيين العرب على شبكة الإنترنت، http://www.arabnewspress.com/article.php?id=935

تم الوصول إليه بتاريخ 27/9/2013م.

 

[9])) طارق الشدوخي: “أساليب تقديم البرامج الحوارية وعلاقتها بتعزيز المشاهدة: دراسة على عينة من برامج القنوات التلفازية الفضائية والجمهور السعودي”، (رسالة ماجستير في الإعلام غير منشورة، كلية الدعوة والإعلام: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، 2008م

 

[10])) أحمد أحمد عثمان: “حريـة التعبير فـــي برامج المشاركة بالراديو في إطار المسئولية الاجتماعية للإعلام الإذاعي”، أعمال المؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر-الإعلام بين الحرية والمسئولية، (القاهرة، يوليو 2008م)

 

(1)محمد هاشم السلعوس: ” البرامج التلفزيونية العربية والإسرائيلية في الميزان: دراسة ميدانية من وجهة نظر المشاهد الفلسطيني داخل الخط الأخضر “، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، ( مجلس النشر العلمي، دولة الكويت، العدد (91)، صيف 2005 )، ص ص 141- 183

[11]))فوزية عبد الله العلي (2008): “دور القائم بالاتصال في تبني البرامج الحوارية التليفزيونية لمسئوليتها تجاه المجتمع في دولة الإمارات: دراسة ميدانية،( المؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر الإعلام بين الحرية والمسئولية. الجزء الثالث) كلية الإعلام، جامعة القاهرة، يوليو 2008

 

(1)خالد صلاح الدين حسن علي:” اتجاهات الجمهور والإعلاميين على أداء القنوات التلفزيونية الخاصة في مصر”، المؤتمر العلمي السنوي التاسع: أخلاقيات الإعلام بين النظرية والتطبيق، (جامعة القاهرة: كلية الإعلام، الجزء الثاني، مايو2003م)، ص ص 663- 745.

 

(1) عادل عبد الغفار: ” تقويم الأداء المهني للقنوات الفضائية الإخبارية العربية في ضوء آراء عينة من النخبة الإعلامية المصرية”، الفضائيات العربية ومتغيرات العصر، أعمال المؤتمر العلمي الأول للأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2005م )، ص ص343-386

(2) عبد الله زلطه:” اتجاهات النخبة الصحفية المصرية نحو أداء القنوات التلفزيونية الإخبارية، المؤتمر العلمي السنوي الحادي عشر: مستقبل وسائل الإعلام العربية، ( كلية الإعلام: جامعة القاهرة، الجزء الثالث، 3-5 مايو2005م)، ص ص879- 942

[12]))محمدمنيرحجاب،المعجمالإعلامي،دارالفجرللنشروالتوزيع،القاهرة،٢٠٠٤م،ص104

([13]) إيمانعزالديندوابه،دورالبرامجالحواريةوإعلاناتالتوعيةبالتلفزيونالمصريفيترتيبأولوياتقضاياالطفولةلدىالرأيالعامدراسةمسحية،رسالةماجستيرغيرمنشورة(كليةالتربيةالنوعية – جامعةالمنصورة، ٢٠٠٥م)،ص١٨٤

 

[14]))رحيم مزيد: قناة الجزيرة وصراع الفضائيات، (القاهرة: الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، 2002)، ص 12- 14

(1)ذوقان عبيدات: البحث العلمي، مفهومه وأدواته وأساليبه، ( دار مجدلاوي، الأردن، 1982 )، ص183

 

(1) Wimmer, D.R. & Dominick, J. R, (2000), Mass Media Research: An Introduction. (CA: Wadsworth Publishing Company) P.83.

الاعلام التنموي

 

 

 

 

 

 

 

الإعلام التنموي

 

 

 

 

إعداد

بروفسور عبدالنبي عبدالله الطيب

أستاذ الاتصال الجماهيري

جامعة وادي النيل

جامعة شندي

جامعة جازان

 

 

 

الإعلام والتنمية :

تناول المؤلف في هذا الكتاب الذي يعالج موضوعا هاما من مواضيع الاتصال في هذا العصر وهو الإعلام والتنمية بطريقة تجعل القارئ له وخاصة من الطلاب يدرك أبعاد العلاقة الحميمة بين الإعلام والتنمية والدور الذي تقوم به وسائل الاتصال في هذا السياق

فهو يتناول ماضي هذه الوسائل وعلاقتها بالتنمية ويتعرض للتخطيط الإعلامي التنموي من جوانبه البشرية والتقنية والاقتصادية وبمراحله المختلفة وقدرة وسائل الاتصال علي التأثير علي المستفيد منها في المشاركة في برامج التنمية الاجتماعية والبشرية بالإضافة إلي قدرتها علي التعليم كعامل مهم في التنمية ………….

فهو كتاب في مجمله مفيد والمكتبة السودانية في حاجة إليه خاصة لدارسي برامج الإعلام التنموي

                                  بروفسور

                                  علي محمد شمو

                                   الخرطوم –المجلس القومي للصحافة

حول كتب الدكتور عبد النبي عبد الله الطيب :

1/ الإعلام والتنمية

2/فلسفة ونظريات الإعلام

3/الإخراج الصحفي

فهي مشروعات لكتب منهجية يحتاج إليها الباحثون وطلاب أقسام الإعلام بالجامعات وفي موضوعات مهمة لم يكتب فيها الاساتذه والباحثون في المدرسة السودانية وهي جهد علمي يحسب للدكتور عبد النبي الذي اتبع فيها منهجا علميا سهلا لشرح وتبسيط الكثير من النظريات والاصطلاحات لطلاب هذا المساق في الدراسات الجامعية

                                                 دكتور

                                    هاشم محمد محمد صالح الجاز

                                      الخرطوم-مجلس الصحافة

 

 

 

فهرست

الموضـوع                                   الصفحة

 

مقــدمة الكتاب ……………………………………….. 11

مدخل ………………………………………………. 13

الفصل الأول

مفهوم التنمية

ماهية التنمية ………………………………………… 19

أهداف التنمية ……………………………………….. 27

خصائص التنمية …………………………………….. 29

الفصل الثاني

مقاييس التخلف والتقدم

مقدمة  ……………………………………………… 37

التقدم والتخلف (الماهية ) ……………………………… 37

التقدم والتخلف ( السمات )……………………………… 40

الفصل الثالث

نظريات التنمية

نظريات التنمية  …………………………………….. 47

النظرية العامة للتنمية …………………………………. 48

تفسير ماركس لمراحل التاريخ…………………………… 57

مراحل النمو الاقتصادي عند روستو …………………….. 59

نظرية التخلف بسبب البيئة الجغرافية ……………………. 61

نظرية التخلف بسبب البيئة الاجتماعية ………………….. 63

نظرية التخلف بسبب الظروف الاستعمارية ………………. 68

نظرية الدفع القوية ……………………………………. 68

نظرية النمو المتوازن ………………………………….. 69

نظرية النمو غير المتوازن ……………………………… 70

نظرية قارب النجاة  …………………………………… 71

نظرية التحرر الانساني ………………………………… 73

 

الفصل الرابع

التخطيط الإعلامي كضرورة للإعلام والتنمية

التخطيط الإعلامي ومجالات الاعلام الخاصة ……………. 77

التخطيط الإعلامي ومجال الأهداف الاساسية …………….. 78

التخطيط الإعلامي وتنمية المجتمعات المحلية ……………. 79

القضايا الأساسية للتخطيط الإعلامي في مجال التنمية …….. 82

الجانب البشري في التخطيط الإعلامي ………………….. 83

سلبيات التخطيط الإعــلامي ……………………………. 85

علاقـة التخطيط الإعلامي نظير التنمية الشاملة ……….. … 87

أهميـــة التخطيط الإعلامي ……………………………… 88

مفهوم التخطيط الإعــلامي ……………………………… 92

 

الفصل الخامس

سياسات الاتصال في الدول النامية

سياسات الاتصال في الدول النامية………………………. 97

القائم بالإتصال في الوطن العربي ……………………… 104

تأهيل مهنيو الاتصال في الوطن العربي…………………. 109


الفصل السادس

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

الإعلام الانمائي  ……………………………………. 120

مفهوم الحملات الإعلامية …………………………….. 130

أنواع الحملات الاعلامية ……………………………… 132

تخطيط الحملات الاعلامية …………………………… 135

مقومات نجاح التخطيط للحملة ………………………… 146

الاستجابة المعرفية وتشكيل الاتجاه …………………….. 150

محددات محتوى الاستجابة المعرفية وفقا للنماذج المعرفية …. 158

الخصائص المميزة لنظرية الاستجابة المعرفية ……………. 160

نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي …………………….. 167

 

الفصل السابع

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

أهم التصورات الغربية لوظائف وسائل الإعلام …………… 175

التصورات الخاصة بدور وسائل الاتصال في التنمية من خلال عملية نشر الأفكار المستحدثة       …………………………………………………… 180

قيادة الرأي والمراحل المتعددة لتدفق الأفكار المستحدثة …….. 185

النقد الموجه لنظرية نشر الأفكار المستحدثة ……………… 186

تصورات العلماء العرب لوظائف وسائل الإعلام ………….. 187

تصور مقترح لوظائف الاتصال في المجتمع النامي ………. 193

المراجع  ………………………………………………… 199

المراجع العربية ………………………………………….. 201

المراجع الاجنبية …………………………………………. 203

 

 

مقدمــة:

بدأت علاقتي بمقرر الإعلام والتنمية منذ البدايات الأولى لقسم الدعوة والإعلام (دراسات الاتصال حاليا) بكلية العلوم الإسلامية والعربية. حيث أطلعت على ومنذ العام 1993م بمهام تدريس المقرر لطلاب السنة النهائية, ومنذ ذلك الحين بدأت بالبحث في المراجع والكتب عن مادة تصلح كمقرر يدرس للطلاب. وتبين لي بعد هذه المدة من الزمن أنه لا يوجد كتاب منهجي شامل يقدم معلومات مفيدة في موضوع الإعلام والتنمية على ما للمقرر من أهمية قصوى. فعملت ومنذ العام 1994م بإعداد مذكرة حول المادة ظلت محور هذا المقرر سوى قمت بتدريسه شخصيا للطلاب أو قام أحد زملائي الآخرين من الأساتذة بتدريسه وبموافقة كريمة من الأخ الأستاذ/ عبد الحميد السجاد الشيخ عميد كلية العلوم والتقانة قمت بتجميع المادة العلمية لهذا الكتاب.

وختاما أسال الله أن يكون الكتاب بداية جادة للأخوة الأساتذة لتأليف مراجع علمية تثري المكتبة وتفيد طلابنا.

 

المؤلف

مدخـل:

يوجد شبه اتفاق بين علماء الاجتماع على أن المفهوم العلمي لمصطلح التنمية والاهتمام العالمي بقضاياه ظهر في أعقاب الحرب العالمية الثانية وحصول معظم دول العالم على استقلالها السياسي. حيث استحوذت التنمية على اهتمام العلماء والمفكرين وأصبحت الخطط والبرامج التنموية هي القاسم المشترك في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للحياة بمختلف بلدان العالم. فوضعت الكثير من المبادئ والأسس والنظريات التي يمكن عن طريقها تطبيق تلك المخطط والبرامج على الواقع بغية الوصول على نتائج ملموسة تعكس آثارها على المجتمعات.

ومع ظهور المصطلح وضع العلماء والمختصون بعض المعايير والمقاييس التي صنف على أساساها العالم وقسم إلي دول متقدمة أو متطورة Developed وأخرى نامية Developing  وبرزت إلي الوجود عدد من نظريات التنمية Developed  أو في طريقها إلي الوجود عدد من نظريات التنمية التي منها ما هو لا كلاسيكي قديم يرجع إلي عهد أفلاطون، أرسطو، الفارابي، ابن سينا، ابن ماجة، عبد الرحمن بن خلدون ، الغزالي، سان سيمون، أوجست كونت وأميل دوركايم، وفيكو، وسبنسر… ومنها ما هو حديث معاصر كالاتجاه المادي الماركسي والاتجاه المثالي لماكس أو المؤشرات وهو أكثر الاتجاهات انتشارا وذويعا في دراسة التنمية والبلدان النامية ومن نظرياته نظرية سميلس. ثم ظهر في القرن التاسع عشر الاتجاه التطوري المحدث الذي تمثلت أهم نظرياته في أعمال والت وايتمان روستو، وفالكوت بارسونير.. وغيرها من النظريات والاتجاهات التي قامت بصياغة قضايا وابعاد ومفاهيم وقواعد عامة تحكم عملية التنمية ومؤشرات لقياسها.. فارتفاع مستوى الدخل القومي والفردي وتحسن الأوضاع الصحية وانخفاض نسبة الأمية.. على سبيل المثال.. اعتبرت مؤشرات للحم على الدول التي تحمل هذه المواصفات بأنها دول متقدمة ومتطورة وعلى العكس من ذلك فإن انخفاض الدخل القومي والفردي وانتشار الفقر والجوع والمرض وارتفاع نسبة الأمية تعتبر سمات للدول النامية أو تلك التي في طريقها إلي النمو مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العلماء يرون أن المؤشرات الكمية كمستوى الدخل القومي والفردي لا يمكن اعتبارها مؤشرات أو معايير للتنمية ويذكرون أن كثيرا من دول العالم الثالث تتميز بهذه الخصائص غير أنها وعلى الرغم من ذلك تعد في حساب الدول النامية ويتخذون من دول الخليج التغطية أمثلة لذلك ويرى العلماء أن معدلات النمو لابد أن تتمتع بصفة الاستمرارية وأن تكون مرتكزة على قدرة إنتاجية متوطنة ومتطورة.

إن العديد من الدراسات التي تناولت قضية التنمية مع ظهورها في القرن التاسع عشر اقتصرت على الجانب الاقتصادي حيث أخذ تلك النظريات ذات الاتجاه المادي بوحدانية المتغير Mononvariable وبهذا ظل مفهوم التنمية ضيق النطاق Microconcept الأمر الذي أدى إلي إفراز العديد من المشكلات وواجهت النظريات والدراسات التي تناولت هذا الجانب الكثير من الانتقادات ونتج عن ذلك ظهور المفهوم الشامل للتنمية Macroconcept  الذي يرى أن التنمية دراسة مستفيضة واسعة النطاق تتناول العديد من المجالات والمتغيرات وتداخل النظام وتكاملها الوظيفي الذي يؤدي في النهاية إلي إحداث التنمية.

وقد سعت الدول النامية وتسابقت لإحداث التنمية المطلوبة غير أنها كثيرا ما صدمت بالمعوقات وهذا يرجع إلي تبادلها لنماذج طبقت في بيئات غير بيئاتها ومجتمعات غير مجتمعها ومن هنا برزت الدعوة إلي أن تضع الدول النامية خططها وبرامجها التنموية من واقعها البيئي والمجتمعي وفق مقوماتها وإمكاناتها بهدف الوصول إلي التنمية المبتغاة.

أربعة عقود ونصف العقد قد مضت على ظهور مصطلح التنمية غير أن الهوة السحيقة بين الدول المتقدمة والنامية تزداد يوما بعد يوم وهذا يجعل من التنمية قضية عصرية ذات أهمية اجتماعية وهذا يجعل العالم الثالث خاصة ولها صراع الإنسان من أجل أن يكون باقيا على سطح البسيطة عزيزا مكرما قادرا على التمتع بنعمة العقل التي ميزه بها الله سبحانه وتعالى على ثائر مخلوقاته.

إن الأخذ بالنظرة التكاملية للتنمية والتي تأخذ بجميع أهدابها ورمة أسبابها وتحليل عللها ومعوقاتها هي المخرج لدول العالم الثالث من وهدة التخلف والفقر والجوع والمرض ومن هنا فإننا نسعى لتكامل المعرفة التنموية بالشكل العلمي المطلوب الذي يظل هاجسا يجعل من التنمية علما ذا فروع متخصصة في المجالات كافة.

في هذا المبحث نتناول التنمية ماهيتها وأهميتها إضافة إلي أهم المعوقات التي يجب أن يقوم عليها التخطيط التنموي.

 

الفصل الأول

مفهــوم التنمــية

ماهية التنمية :

يعد مفهوم التنمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين حيث أطلق على عملية تأسيس نظم اقتصادية وسياسية متماسكة فيما يسمى بـ”عملية التنمية” ويشير المفهوم لهذا التحول بعد الاستقلال في الستينات من هذا القرن في أسيا وأفريقيا بصورة جلية . وتبرز أهمية مفهوم التنمية في تعدد إبعاده ومستوياته وتشابكه مع العديد من المفاهيم الأخرى مثل التخطيط والإنتاج والتقدم .

وقد برز مفهوم التنمية (Development)  بصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية حيث لم يستعمل هذا المفهوم منذ ظهوره في عصر الاقتصادي البريطاني البارز “ادم سميث” في الربع الأخير من القرن الثامن عشر وحتى الحرب العالمية الثانية إلا على سبيل الاستثناء فالمصطلحان اللذان استخدما للدلالة على حدوث التطور المشار إليه في المجتمع كانا التقدم المادي – Material Progress – أو التقدم الاقتصادي – Progress Economic . وحتى عندما سارت مسالة تطور بعض اقتصاديات أوربا الشرقية في القرن عشر كانت الاصطلاحات المستخدمة هي التحديث (Modernization) – أو التصنيع  Industrialization .

هنالك اختلاف يتضح بين مفهوم التنمية في اللغة العربية عنه في اللغة الانجليزية ، حيث يشتق لفظ “التنمية” من (نمي) بمعنى الزيادة والانتشار . أما لفظ “النمو” من “نما” ينمو نماءفانه يعنى الزيادة ومنه ينمو نمواً ، أذا كان لفظ النمو اقرب إلى الاشتقاق العربي الصحيح فان إطلاق هذا اللفظ على المفهوم الاوربى يشوه اللفظ العربي .

فالنماء يعنى أن الشئ يزيد حالا بعد حال من نفسه ، لا بالإضافة إليه . وطبقا لهذه الدلالات لمفهوم التنمية فانه لا يعد مطابقا للمفهوم الانجليزي Development الذي يعنى التغيير الجزري للنظام القائم واستبداله بنظام أخر أكثر كفاءة وقدرة على تحقيق الأهداف وذلك وفق رؤية المخطط الاقتصادي (الخارجي غالباً) وليس وفق رؤية جماهير الشعب وثقافتها ومصالحها الوطنية بالضرورة ويلاحظ أن شبكة المفاهيم المحيطة بالمفهوم الانجليزي تختلف عن نظريتها بالمفهوم العربي .

فعلى سبيل المثال تعالج ظاهرة النمو (في المفهوم العربي الاسلامى) كظاهرة جزئية من عملية الاستخلاف التي تمثل إطار حركة المجتمع وتحدده . وكذلك نجد مفهوم ” الزكاة” الذي يعنى الزيادة والنماء الممزوجة بالبركة والطهارة .

سمى الإخراج من المال زكاة هو نقص منه ماديا بمعايير الاقتصاد ، في حين ينمو بالبركة أو بالأجر الذي يثاب به المذكي من الله تعالى . وهو ما يقارن بالعكس بالربا الذي جاء في قوله تعالى (يمحق الله الربا ويربى الصدقات) ويتضح من ذلك أن مفهوم النمو في الفكر الإسلامي يعبر عن الزيادة المرتبطة بالطهارة والبركة يركز مفهوم Development على البعد اليدوي من خلال قياس النمو في المجتمعات بمؤشرات اقتصادية مادية في مجملها .

والمفهوم المادي للتنمية يظهر جليا فيما ذهب “هو بوس” L. T. Hobhouse في كتابة Social Development إلى أن التنمية مفهوم شامل ومعقد حيث يشتمل على زيادة الإنتاج بحيث يؤدى ذلك إلى تلبية المتطلبات الجديدة والعدالة في التوزيع ووفرة الخدمات لكل مواطن كما تعنى أيضا دعم العلاقات الإنسانية باعتبار التنمية هي تنمية الناس في علاقاتهم المتبادلة بين الإفراد كما أنها حركة إرادية تعتمد على مزيد من الخبرة والتجربة والمعرفة والمهارة على أسس علمية ليعم الرخاء والرفاهية للشعوب.

وقد برز مفهوم التنمية Development بداية في علم الاقتصاد حيث استخدم للدلالة على عملية أحداث مجموعة من التغيرات الجذرية في المجتمع معين ، بهدف إكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل إفراده ، بمعنى زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الأساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه بالصورة التي تكفل زيادة درجات إشباع تلك الحاجات عن طريق الترشيد المستمر لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة . ثم انتقل مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ الستينات القرن العشرين ، حيث ظهر كحقل يهتم بتطوير البلدان غير الأوربية تجاه الديمقراطية .

التنمية السياسية تعرف بأنها عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب ، غايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية ويقصد بمستوى الدول الصناعية إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوربية تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية ، وترسيخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولاء للدولة القومية .

لاحقا تطور مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية ، فأصبح هنالك التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وترقية الإنسان وكذلك التنمية الاجتماعية التي تهدف إلى تطوير التفاعلات المجتمعية بين إطراف المجتمع ، الفرد، الجماعة ، المؤسسات الاجتماعية ، المنظمات الأهلية ، بالإضافة لذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع .

وورد في تقرير الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في ريو دي جانيرو بان التنمية ” هي ضرورة انجاز الحق في التنمية ” بحيث تتحقق على نحو متساو ، الحاجات التنموية والبيئية لأجيال الحاضر والمستقبل  وأشار المبدأ الرابع الذي اقره المؤتمر إلى انه : (لكي تتحقق التنمية المستدامة ينبغي أن تمثل الحماية البيئية جزءاً لا يتجزأ من عملية التنمية ولا يمكن التفكير فيها بمنعزل عنها) ويلاحظ من ذلك ان مجموعة المفاهيم الفرعية المنبعثة عن مفهوم التنمية ترتكز على عدة مسلمات :

  • غلبة الطابع المادي على الحياة الإنسانية ، حيث تقاس مستويات التنمية المختلفة بالمؤشرات المادية البحتة .
  • نفى وجود مصدر للمعرفة مستقل عن المصدر البشرى المبنى على الواقع المشاهد والمحسوس ، اى بعبارة أخرى إسقاط فكرة الخلق عن دائرة الاعتبارات العلمية .

ج. أن تطور المجتمعات البشرية يسير في خط متصاعد يتكون من مراحل متتابعة كل مرحلة أعلى من السابقة ، وذلك انطلاقا من اعتبار المجتمع الاوربى نموذجا للمجتمعات الأخرى ويجب عليها محاولة اللحاق به .

الشكل رقم (1)

يوضح لك وتيرة النمو المتسارع لدي البلدان النامية

2000م

 

 

1990م

 

 

 

1980م

 

 

 

1970م

 

 

 

1960م

للحاق بركب التطور والتقدم.

 

 

 

   
     
2000م
 

 

     
 

 

     

الناظر في صيرورة حقل دراسات التنمية يجد أن هذا الحقل قد ولد ناقص النمو ، غير مكتمل المعنى أو واضح الحدود ، ولعل تحليل التطور الذي مر به المفهوم المحوري للحقل ذاته اى مفهوم التنمية وما لحق به من إضافات يؤكد هذه الفرضية ، ففي البداية كانت التنمية كلفظ ومفرده تعبر عن عملية اقتصادية مادية في أساسها تتم على مستوى البني الاقتصادية والتكنولوجية وتطوير الوسائل المعيشية وتوفير ما يسد حاجات الإنسان المادية الأساسية ، اى أن المفهوم – على الرغم من ادعائه الشمولية من خلال تعدد أشكال التنمية ومجالاتها السياسية والاقتصادية . الخ. قد تم مبكرا استلابه من جانب علم الاقتصاد على حساب المجالات الأخرى للعلوم الإنسانية والاجتماعية وأصبحت التنمية تطلق حاملة معاني الشمول لكل إبعاد المجتمع ، ولكن الدلالة الاقتصادية فحسب مؤشراتها معروفة هي القاسم المشترك . وهنا جاءت المرحلة الثانية من تطور هذا المفهوم وهى المرحلة التي أضيف فيها إلى مفهوم التنمية مفهوم الشمول ، فأصبح هنالك ما يعرف بالتنمية الشاملة . وكان معنى لفظة الشاملة تلك العملية التي تشمل جميع إبعاد حياة الإنسان والمجتمع وتغطى مختلف المجالات والتخصصات ، وتتقاطع مع مجمل العلوم الاجتماعية ، وعلى الرغم من ظهور مفهوم التنمية الشاملة فان الأولى لمفهوم التنمية بقيت أسيرة الإبعاد الاقتصادية والمادية لعملية تطوير المجتمعات وترقيتها ، فالتعليم يقاس بالبنية المادية وليس بالتنشئة الاجتماعية ومضمونها الثقافي والاخلاقى ، والاقتصاد يقاس بسوق العمل والتنافسية والاستثمار الأمثل لموارد المتاحة وليست بمعايير عدالة التوزيع وتطوير وزيادة القدرات والموارد في علاقة ندية مع السوق العالمي .

إذا كان مفهوم التنمية الشاملة قد استطاع تجاوز القصور الموضوعي لمفهوم التنمية في صياغته الأولى فانه لم يستطيع تجاوز القصور الجغرافي والاستراتيجي للمفهوم أذا ظل مفهوم التنمية يحمل دلالات تبعية نموذج التنمية في العالم الثالث للنموذج الحداثي الصناعي الغربي ، ويحمل أيضاً أحكاماً قيمة تقضى بدور وتواضع باقي الثقافات والحضارات أمام الحضارة المهيمنة في رؤاها للاقتصاد والإدارة . بل فوق ذلك ظل المفهوم يوظف أو يؤدى إلى توظيف طاقات وقدرات مجتمعات معينة لتقضى خطى مجتمعات أخرى ، حيث يتم استنزاف مواردها وعقولها لخدمة دول ومجتمعات مركزية في ظل علاقة تبعية لذا ظل مفهوم التنمية – حتى وان زاد عليه وصف الشاملة يتسم بالشمول ويرسخ تقسيم العالم إلى مركز وهامش ، إلى متقدم ومختلف إلى تابع ومتبوع ، إلى منتج للتكنولوجيا وأخر مستهلك لها . ولذلك برزت الحاجة إلى معالجة هذا القصور وإعادة الاعتبار إلى عملية التنمية كعملية شاملة وفى نفس الوقت تتحرك بصورة تتسق مع إطارها الجغرافي ، ومحيطها الاجتماعي والثقافي والحضاري وهادفة استراتيجيا إلى خدمة المجتمع والإنسان الذي يعمل لها ويسعى في تحقيقها ومدركه لمجمل أبعاد المعادلة الدولية القائمة .وهنا ظهر مفهوم التنمية “المستقبلية” ليحاول فك الارتباط مع الخارج ويدفع عملية التنمية للتركيز على الداخل بكل صورة وأبعاده ليعيد التذكير يتصادم المصالح أو تعارضها أو اختلافها بين المركز والهامش أو بين المتقدم والمتخلف ، ليؤكد على الأبعاد الذاتية للتنمية وليتجاوز إشكالية القصور الجغرافي لمفهوم التنمية السابقة سواء في صورته الأولى أو بعد أن أضيفت إليه الشاملة ، فيقيم التوازن بين شبكات متعارضة من المصالح يمكن محورتها حول “الذات” بكل أبعادها ودلالاتها ومعانيها”والأخر” بكل أشكاله وبكل ممثليه المندرجين في أطره المصلحية .

فتناول إشكالية التنمية المستقلة وتحليلها على خليفة موقعها في إطار مشروع حضاري نهضوي عربي يتطلب القيام بالتنمية من منظور كونها عملية مجتمعية شاملة متوازنة وفى نفس الوقت واعية بمنطلقاتها وأهدافها ووجهتها المستقبلية على خلفية واقعها الراهن وتاريخها الممتد(.

إن من يدرك حقيقة التنمية في لغتنا العربية سيجد من الصعب عليه تقبل وصف التنمية بالمستقبلية بل انه سيجد في ذلك خللا منطقيا وانعداما في المعنى والدلالة .فالتنمية في عقل اللغة العربية وثقافتها هي عملية توالد ذاتي وحركة داخلية تنبع من الذات ، وبصورة مستقلة دائما ولا تكون كذلك إذا كانت لا تتم بمؤثر خارجي فالنماء يعنى أن الشئ يزيد حالا بعد حال من نفسه لا بالإضافة شئ إليه . فالتنمية عملية ذاتية مستقلة في جوهر ماهيتها واصل وجودها ، وإذا لم تكن مستقلة لا يصلح أن نسميها تنمية .

إن جوهر الإشكالية يمكن في البنية المعرفية لمفهوم التنمية الذي يتم الحديث عنه ، أو ما يمكن أن نطلق عليه “ايستمولوجيا التنمية” وهو تلك المنظومة من المسلمات والمفاهيم والغايات والأهداف المؤاطرة برؤية معينة للإنسان والكون والحياة .

أهداف التنمية :

تهدف التنمية عامة إلى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي وحد المشكلات الناجمة عن التخلف ، وتهيئة فرص جديدة للعمل لأفراد المجتمع والانتفاع الكامل بكافة الإمكانيات والموارد وتهيئة طاقات الأفراد لاستغلال موارد بيئتهم ،كما تسعى لتحقيق تنمية طاقات الأفراد لكي يتحمل كل فرد مسؤوليته تجاه خطة التنمية خاصة ومجتمعة عامة.

من الملاحظ أن أهم أهداف التنمية يركز التقدم الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق اعلي مستويات للمعيشة وان الهدف الأساسي للتنمية هو اخراج المجتمعات المعزولة من عزلها وجمودها وإشراكها في عملية التنمية وإعطائها الفرصة لأخذ دورها في التنمية الشاملة للمجتمع القومي.

فالإنسان هو صانع التنمية وهو في الوقت نفسه هدف التنمية بمعنى أن الجهد البشرى هو العنصر الحاسم في عملية التنمية ، وان هدف خطط التنمية هو إسعاد الإنسان ، وتلبية حاجاته المتزايدة على الدوام . فان ما كان من الكماليات أمس أصبح اليوم من الضروريات ، ولا شك أن الكثير من الكماليات اليوم ستصبح غدا في قائمة الضروريات(.

وتكيف أحوال الإنسان بتطور الاختراعات وتقدم العلم بصورة مستمرة ، ويحدث الاختراع الجديد تأثيرا مباشر على حياة الإنسان باستعماله لأنه يحقق رغبته ، ويعتاد الإنسان على الاختراع الجديد ، ويكيف أحواله على أساسه ، ثم يصبح الإنسان عنصرا لتطوير الاختراع والبحث عن اختراع جديد يفوقه قدره وكفاءة .

تسعى التنمية إلى تحقيق التماسك الاجتماعي لتحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية بجانب زيادة الشعور بالانتماء للمجتمع القومي والولاء الشديد له ولان الأفراد في المجتمعات التقليدية لا يشعرون لا بالانتماء إلى مجتمعاتهم المحلية وجماعاتهم المرجعية وتسعى التنمية إلى تحقيق بعض الأهداف العامة والتي يمكن تلخيصها في الاتى :

  1. إشباع الحاجات الأساسية لغالبية أفراد المجتمع وتحقيق التجانس وتذويب الفوارق بين الطبقات في المجتمع .
  2. تحقيق التكامل بين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع بحيث يطغى جانب على الأخر أثناء تنفيذ مشروعات التنمية .
  3. تحسين الظروف المعيشية ومساعدة أفراد المجتمع على زيادة دخلهم.
  4. تهدف التنمية إلى تأكيد التعاون بين الحكومة والهيئات الأهلية بالمجتمع.

مما سبق فان الأهداف العامة للتنمية في كثير من البلدان والمجتمعات تتفق ولكنها تختلف بالنسبة للأهداف الخاصة كل مجتمع من المجتمعات ورغم هذه الاختلافات نلاحظ أنها متفقة على أهداف أساسية وتعتبر خطة التنمية الصورة الواقعة للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها المجتمع في مختلف المجالات خلال فترة زمنية معينة([1]) .

خصائص التنمية :

توجد صعوبة في الاتفاق على تعريف محدد للدولة النامية ، فقد تجد صعوبة في تحديد المقاييس والمعايير التي يمكن على أساسها وصف دولة ما بالتخلف أو التقدم لأننا لسنا بصدد دراسة ظاهرة استاتيكية بل نحن أمام ظاهرة ديناميكية متعددة . فالدولة النامية هي ثورة على القديم محاولة منها لتغييره وفى نفس الوقت هي في ثورة التوقعات المتزايدة لشعوبها محاولة منها لتحقيق آمالها العريضة وتحقيق حياة أفضل .

الدول النامية ويعانى أهلها من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية عامة وأنها تأخذ بوسائل الإنتاج البالية ، ونلاحظ أن العامل الاقتصادي يلعب دورا أساسيا في التعريف بالدول النامية وفى نفس الوقت يمكن استخدامه كمقياس للتفرقة بين الدول على أساس التقدم والتخلف ، كذلك جرت العادة على استخدام متوسط دخل الفرد كعامل أساسي لقياس تقدم أو تخلف الدول فعلى هذا الأساس فان الدولة المختلفة هي تلك الدولة التي يقل فيها متوسط الدخل الحقيقي للفرد على ربع نظيره في الولايات المتحدة .

وعليه فان هذا المقياس في رأى هو مقياس مادي بحت فلا ينصرف إلى ما وصل إليه المجتمع من تقدم ثقافي وأنماط ومستويات حضارية وانه مقياس لا يتصل ألبته بالقيم الروحية السائدة في المجتمع.

كذلك عرفت الدول النامية بأنها تلك الدول التي تكثر فيها معدلات النمو السكاني . فإذا كانت هنالك زيادة في الإنتاج كانت هذه الدولة متقدمة وإذا زاد السكان وقل الإنتاج كانت متخلفة .وعلى حسب ما رأى أن هذه المقاييس المختلفة لم تضع وصف محدد وثابت للدولة النامية والمتقدمة ، وان هذا الوصف للدول ما زال يخضع في كثير من جوانبه للحكم التقديري البحت والغرض الذي وضع المقاييس من اجله .

مازال حقل التنمية بعيدا عن الوصول لي مقياس متكامل متفق عليه ويمكن أن يعول عليه في هذا الصدد وعلى هذا الاتجاه الأخير يصف دكتور حسن عيد خصائص الدولة النامية كالأتي :

أولاً : خصائص اقتصادية عامة :

أولاً :تشتغل الغالبية العظمى من السكان بالزراعة حيث تصل نسبتهم إلى 90% من مجموع السكان وتتراوح هذه النسبة في بعض الدول بين 70% إلى 90% من عدد سكان الدولة .

ثانياً : انتشار ظاهرة التضخم السكاني المطلق في الزراعة بمعنى انه يمكن تخفيض عدد العاملين حاليا في الزراعة دون أن يترتب على ذلك اى مساس بحجم الإنتاج الكلى لقطاع الزراعة .

ثالثاً : انتشار ظاهرة البطالة المقنعة في الريف .

رابعاً : انخفاض متوسط الدخل والعيش على مستوى الكفاف

خامساً : قلة المدخرات وانعدامها للطبقات الشعبية

سادساً :قلة رأس المال وندرة بالنسبة لأغلبية الأفراد

سابعاً : الإنتاج الزراعي يتكون من الحبوب والمواد الخام .

ثانياً : خصائص ديموجرافية سكانية عامة(:

  • ارتفاع معدل المواليد
  • ارتفاع معدل الوفيات عامة ووفيات الأطفال بصفة خاصة
  • انتشار أمراض سوء التغذية
  • انخفاض المستوى في الخدمات الصحية
  • ازدحام البيئات الريفية بالسكان بشكل لا يتناسب ومواردها الاقتصادية .

ثالثا ً: خصائص ثقافية وسياسية عامة :

  • ارتفاع نسبة الأمية بين الناس والأخذ بالأساليب عتيقة في التعليم
  • انتشار ظاهرة عمالة الأطفال على نطاق واسع
  • ضعف الطبقة المتوسطة في المجتمع وعدم توفر عوامل نموها.

يرى دكتور محمد فايز أن الدول النامية يهيمن عليها اقتصاد زراعي متخلف لا يكاد يعدو في كثير منها أن يكون مجرد اقتصاد معيشة وهو يحمل في طياته سيطرة العلاقات العمودية – القبلية – الطائفية – الإقليمية ، وتعانى مجتمعات العالم الثالث من ضعف واضح في مجالات التربية والتعليم وتأخر التعليم وانحطاطه وهذا الأمر في رأى يمكن تفاديه لعدد من الخطوات :

  1. إحساس الأميين بخطورة مرض الأمية وضرورة تعاونهم مع المؤسسات التعليمية والإعلامية .
  2. تطوير الوسائل التربوية
  3. توفير الإمكانيات الاقتصادية اللازمة لتوفير إعداد كافية من المعلمين التربويين
  4. تعانى مجتمعات العالم الثالث من ظاهرة النمو السكاني المتسارع
  5. تتميز مجتمعات العالم الثالث بوجود البطالة .

هذه هي الصورة العامة للخصائص الاقتصادية والديموغرافية والأنماط الثقافية والسياسية التي تسود الدول النامية والتي تميزها عن بقية الدول التي سبقتها في مضمار التقدم والازدهار .

إن الهدف الحقيقي لبرامج التنمية الشاملة في المجتمعات النامية هو إحداث تغيير في اتجاهات الناس وفى البنية الطبيعية التكنولوجية الحديثة في الإنتاج وما يتبع ذلك من تغيرات لأساليب الإنتاج والمفاهيم الثروة والدخل والاستهلاك مما يترتب عليه تغيير في التركيب الاجتماعي والعلاقات ومجموع القيم الاجتماعية وإدخال مفاهيم علمية جديدة في السلوك والعادات والخبرات التقليدية في مجال العمل الاجتماعي والحياة السياسية والتعليم والإدارة والصحة وغيرها.

عملية التنمية عندما تتم لا تحدث دون مشاكل أو معوقات “قضية المناصير المتأثرون من قيام سد مروى ، مثلا – والمعوقات تتمثل في القيم والعادات السيئة المتوارثة وسيطرة العقلية التقليدية على تفكير اغلب أبناء هذه الشعوب . كما تعانى هذه الشعوب أيضا من مشكلات تتعلق بنظم التعليم فيها فالأمية سمه من السمات الرئيسية وهبوط المستوى التعليمي نتيجة كثرة الطلاب وقلة الخبرات العلمية والأجهزة وضيق القاعات مما أدى إلى تدنى المستوى التعليمة وانخفاض القدرة الإبداعية واستمرار الاعتماد على التكنولوجيا المستوردة ، هذا بالإضافة إلى المشكلات المرتبطة بوضع المرأة الاجتماعية وقلة إنتاجها والمشكلة السكانية والتي تتمثل ليس في مجرد ارتفاع عددية السكان وإنما في عدم استثمار الطاقات البشرية الاستثمار الأمثل .

تهدف الجهود التنموية إلى توفير حلول لهذه المشكلات عن طريق التخطيط لبرامج التنمية .والتي تتناول كافة زوايا وجوانب الحياة وهنا يأتي دور الإعلام والتوعية وهو مرتبطة مباشرة بالبشر ، لان العنصر الأساسي للتطور في اى مجتمع هو ضرورة تقويم الناس أنفسهم . ونجاح الإعلام في تهيئة هذا المناخ تتوقف على مدى قدرتنا على توفير متطلبات أخرى في البيئة المحيطة إضافة إلى السيطرة على كافة مكونات العملية الاتصالية وإدارتها بشكل أفضل مما يساعد على تحقيق الأهداف المنشودة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

مقاييس التخلف والقدم

(1) مقدمة:

إن صعوبة الوصول إلي اتفاق عام حول مفهوم تنمية التنمية ومبادئها إنما ينعكس بالطبيعة والضرورة على وصولنا إلي مؤشرات أو مقاييس لها. وفي الواقع فإن منشأة هذه الصعوبة قد أتى من اعتبارين، أولهما – كما وضح بالفقرة من هذا الفصل – هو عدم التمكن من الوصول إي تصور متفق عليه للتنمية، وثانيهما الخلاف الحاد عند تصور التقدم والتخلف. الأمر الذي نتج عنه تعدد المقاييس وتنوعها، على أية حال إن هذا الجزء من الفصل يؤكد بصفة أساسية على بيان ماهية التقدم والتخلف من ناحية ومؤشرات التنمية (أو مقاييس التقدم والتخلف) من ناحية أخرى.

(2) مفهوم التقدم والتخلف

إن النسبية Relatism تلعب دورا كبيرا مجال التقدم والتخلف، إن النظرة إليهما تختلف باختلاف الزمان وباختلاف المكان، فما كان يعتبر تقدما وقت ما يمكن النظر إليه على أنه تخلف في وقت لاحق. مما كان يعتبر تقدما في مجال أو وضع اجتماعي ما يمكن اعتباره تخلفا في وضع أو مجتمع آخر.. وهكذا ، خذ مثلا كشف التحرك بالبخار وكيف كان تقدما عظيما ورائعا في حينه. ثم كيف أصبح باكتشاف الكهرباء مجرد تاريخ ورمزا لوضع غير متقدم. ومن هذا المنطلق فإنه يمكن القول أن التقدم والتخلف لفظان أو مصطلحان نسبيان بتخلف مفهومها من زمان إلي زمان ومن مكان إلي آخر. كما يختلف مضمونهما من باحث إلي آخر طبقا لعوامل متعددة منها ما يتعلق بالأيدلوجية التي يعتنقها أو حتى يميل إليها – وساء اتجهت تلك الأيديولوجية نحو الشرق أو نحو الغرب أو حاولت البحث لها – وسط الضغوط الهائلة – من مسار محايد.

وعلى نفس المنوال فإن إطلاق لفظ مثل التقدم أو التخلف على دولة من الدول أو مجتمع من المجمعات ليس بالأمر الهين نظرا لعدم وجود فاصل دقيق وواضح بين ما يكن اعتباره تخلفا. وإلي جانب هذا فإن الدول نفسها متقدمة كانت أو متخلفة – تتفاوت فيما بينها في درجة التقدم أو التخلف. الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا و يجعل من الاتجاه إلي وضع فواصل دقيقة واضحة أمرا تتطلبه طبيعة البحث في هذا المجال.

على أية حال، وإذا ما نحينا الآن هذا الجدل النظري جانبا. فإنه يمكن القول أن الدول على اختلافها يكن تقسيمها إلي طائفتين اثنتين لا ثالث لهما: دول نامية بالفعل Developed أو حتى تعدت مرحلة النمو Overdeveloped، متقدمة غير نامية أو متخلفة Underdeveloped أو في مرحلة النمو Developing على الأكثر. زراعية وفقيرة ، مستعمرة أو كانت مستعمرة – ومستغلة، إلا أنه في داخل كل مجموعة (وكما هو الوضع في الطبقات الاجتماعية) يمكن تمييز ثلاثة مستويات: عليا – ووسطى – ودينا، فنهالك دول في قمة النمو والتقدم Post-Development (كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة وفرنسا مثلا) ودول في قاع النمو والتقدم (كاليونان وإيطاليا ويوغسلافيا مثلا) ثم دول في الوسط بين هذا وذاك – القمة والقاع (كألمانيا وكندا وهولندا والسويد والنرويج..) والشيء نسه بالنسبة للقطاع المتخلف، فهنالك دول تنمو أسرع من غيرها Developing countries بحيث ينتظر لها وصولا قريبا إلي مشارف مرحلة التقدم، ثم هنالك دول في قاع التخلف متأخرة Backward ولم تخط بعد خطوات لها وزنها في مجال التنمية Pre-Development Countries ، ثم دول تحتل موقعا لها ما بين القمة والقاع أيضا.

إنه بناء على هذه النظرة إلي الدول – التي نأمل أن تكون منطقية وأن تلقى قبولا من لدن المستغلين بمجالات التنمية، فإنه يمكن الآن التقدم لكي نضع أيدينا على مفهوم التقدم والتخلف حتى يكون اتجاهنا إلي قيامها أمرا قائما على أساس.

فالتقدم – كما سبق ايضاحه – هو تطور الحياة العقلية للإنسان، أنه تزايد قدرة الإنسان على التحكم والسلوك التي يتقبلها أنه هو تبني أنماط جديدة من الفطر والسلوك التي يتقبلها المجتمع وير فيها فرصة سانحة لتحقيق آماله في حياة أفضل وسواء كان هذا من ناحية الطبيعية المادية أو الناحية الاقتصادية من ناحية، وتوفير الرفاهية الاجتماعية من ناحية أخرى، ثم ضمان استمرار الرقي من ناحية ثالثة.

أما التخلف فهو الفشل – أو حتى القصور – في تبني مثل هذه الأنماط الحيدة من الفكر والسلوك (التي من المفترض أن تقود المجتمع إلي وضع أفضل) والجمود التالي عند النقاط بعينها من التصورات التي لا تفيد المجتمع بل وطبقا للتحركات والتغيرات الحادثة في مناطق أخرى من العالم – قد تضره، والتخلف كذلك قصور في الإمكانات المادية والمعنوية والسياسية (أو راس المال المادي والبشري) والذي يؤدي بدوره إلي عدم إمكان توفير الخير الاجتماعي للمواطنين. إنه افتقار إلي الوسائل الكفيلة بالقضاء على تخلفه. وهو بهذا المعنى يتضمن عدم القدرة على ملاحقة الركب (الحضاري) وسوءا كان هذا لعدم وجود القدرة على هذا أصلا، أو فقدان هذه القدرة بعد وجودها فعلا (كما هو الحال مع العالم العربي والإسلامي).

(3) التقــدم والتخلف: الســمات

وإذا كانت التعريفات – أو بالأحرى محاولات التعريفات – السابقة قد ركزت على تبنى أو عدم تبني أنماط معينة للتفكير والسلوك. فإنه يبقى الإشارة إلي هذه الأنماط التي يعتبر تبينها تقدما كما يعتبر عدم تبنيها تخلفا. على آية حال يمكن إجمال أنماط التقدم والتخلف وإبرازهم خصائصها – طبقا لما اتفق عليه معظم الكتابات التي تعاملت مع الموضوع – على الوجه الآتي:

 

 

سمات تقدم سمات تخلف
أولا: سمات ديموجرافيـــة
1.                انخفاض معدل المواليد.

2.                انخفاض معدلات الوفيات العامة.

3.                انخفاض معدلات وفيات الأطفال.

4.                ارتفاع المستوى الغذائي.

5.                ارتفاع المستوى الصحي.

1.                ارتفاع معدل المواليد.

2.                ارتفاع معدلات الوفيات العامة.

3.                ارتفاع معدلات وفيات الأطفال.

4.                انخفاض المستوى الغذائي.

5.                انخفاض المستوى الصحي.

ثانيا سمات اقتصادية
6.                كفاية الموارد الطبيعية استغلالها الاستغلال الأمثل.

7.                وفرة روس الأموال.

8.                الاندماج في نشاطات صناعية (ثقيلة ومتطورة).

9.                الأخذ بالأساليب الحديثة والمتطورة للإنتاج والتي تعتمد على القوى الآلية أساسا.

10.           الأخذ بأسلوب الاقتصاد المتوازن بين كل القطاعات والاتجاهات.

11.           انخفاض نسبة البطالة (الكلية الفعلية أو الجزئية المقنعة).

12.           ارتفاع الدخل القومي.

13.           عدالة توزيع الدخل القومي.

14.           ارتفاع مستوى الدخل الفردي – فوق 600 دولار أمريكي سنويا – ووفاء هذا الدخل بحاجات الفرد الكمالية فضلا عن الأساسية.

15.           وفرة المدخرات وتعاظم الاتجاه نحو الاستثمار.
16.           الاتجاه إلي أنماط الانفاق غير الاستهلاكية (السلع المعمرة).

17.           اتجاه الصادر نحو الموارد المصنعة (الصناعات الثقيلة بالذات) بالإضافة إلي تصدير التكنولوجيا الحديثة.

18.           اتساع الأسواق (داخلية وخارجية) والتصدير أكثر من الاستيراد، أو على الأقل التوازن بينهما (اعتدال الميزان التجاري).

19.           تقدم المؤسسات والنظم المصرفية وفاعليتها.

20.           الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على النفس (الاكتفاء الذاتي) بالإضافة إلي تقديم معونات خارجية

6.                عدم كفاية الموارد الاقتصادية وعدم استغلالها الاستغلال الأمثل.

7.                نقص رؤوس الأموال.

8.                الاندماج في نشاطا زراعية (وما يتعلق بها من نشاطات).

9.                الأخذ بالأساليب التقليدية والمتأخرة في الإنتاج، والتي تعتمد على القوى العضلية غالبا.

10.           عدم أو حتى قلة الأخذ بأسلوب الاقتصاد المتوازن بين القطاعات والاتجاهات.

11.           ارتفاع نسبة البطالة فعلية ومقنعة.

12.           انخفاض الدخل القومي.

13.           اللاعدالة في توزيع الدخل القومي.

14.           انخفاض مستوى الدخل الفردي – 600 دولار أمريكي سنويا – وعدم وفاء هذا الدخل باحتياجات الفرد الأساسية فضلا عن الكمالية.

15.           قلة المدخرات أو حتى انعدامها، وتضاؤل الاتجاه نحو الاستثمار.

16.           اتجاه أنماط الإنفاق نحو السلع الاستهلاكية (المأكل والمشرب والملبس).

17.           اتجاه الصادرات نحو المواد الأولية والخام بالإضافة إلي استيراد التكنولجيا الأحدث.

18.           ضيق الأسواق داخليا وخارجيا، والاستيراد أكثر من التصدير أو اللاتوازن (خلل الميزان التجاري).

19.           تأخر المؤسسات والنظم المصرفية وعدم كفايتها وكفاءتها.

20.           الاعتماد على الخارج (اقتصاديا) وطلب وقبول معونات خارجية.

 

 

ثالثا: سمات اجتماعية
21.             ارتفاع مستوى المعيشة.

22.             انخفاض نسبة الأمية وارتفاع نسبة التعليم والتدريب بإلإضافة إلي الأخذ بالأساليب الحديثة في التعليم والتدريب.

23.             اختفاء – أو حتى انعدام – ظاهرة تشغيل الأحداث

24.             سير الحراك الاجتماعي Social Mobility  السير الطبيعي أي انسيابه وعدم جموده.

25.             كبر حجم الطبقة المتوسطة وبالتالي صغر حجم كل من الطبقتين العليا والدنيا.

26.             توفر الرعاية الاجتماعية بكل أبعادها من تعليم وصحة وإسكان ووسائل اتصال وترويج وخلافه.

27.             تطبيق نتائج البحوث العلمية (والفنية) على نطاق أوسع.

28.             ارتفاع المركز الاجتماعي للمرأة.

29.             التحرر من تحكم العادات التقاليد الموروثة (وخاصة الضار منها) في السلوك.

30.             سيادة العلاقات الاجتماعية المعقدة وامتدادها عادة خارج النسق (الأسرة – العائلة – الشعيرة، القبيلة

21.             انخفاض مستوى المعيشة.

22.             ارتفاع نسبة الأمية وانخفاض نسبة التعليم والتدريب، بالإضافة إلي الأخذ بالأساليب العتيقة في التعليم والتدريب.

23.             انتشار ظاهرة تشغيل الأحداث.

24.             تعثر سير الحراك الاجتماعي وعدم انسيابه وجموده.

25.             صغر حجم الطبقة المتوسطة، وكبر حجم الطبقة الدنيا بالذات.

26.             عدم توفر الرعاية الاجتماعية – بكل أبعادها – كليا أو جزئيا.

27.             قلة – أو حتى عدم تطبيق نتائج البحوث العلمية الفنية.

 

28.             انخفاض المركز الاجتماعي للمرأة.

29.             تحكم العادات والتقاليد الموروثة في السلوك.

 

30.             سيادة العلاقات الاجتماعية الأولية البسيطة والمباشرة واقتصارها غالبا على داخل السنق.

31. القرة على الانفتاح العقلي على الأفكار الجديدة والعالم الخارجي وكذلك إمكان التعاطف مع الأدوار الاجتماعية الجديدة.

32. حراك الوحدات البنائية (عدم جمودها واندماجها في حياة المجتمع الكبير) كلها.

31. عدم القدرة على الانفتاح العقلي على الأفكار الجديدة والانغلاق على النفس والداخل وعدم إمكانية التعاطف مع الأدوار الاجتماعية الجديدة.

32. جمود الوحدات البنائية التي تسودها عادة الحياة القبلية (أو شبهها) وعدم تمكنها من الاندماج في حياة المجتمع الكبير

خامسا: سمات سياسية
33. إقامة إطار سياسي واجتماعي مناسب للتقدم.

34. إقامة مجتمع آمن ومطمئن يتمتع فيه المواطن بالأمن والطمأنينة.

35. إقامة مجتمع تسوده الحرية والديمقراطية ويبعد بالتالي عن القهر والتسلط.

36. إقامة مجتمع تتاح فيه الفرصة الحرة والكاملة للمواطنين للمشاركة. مع المشاركة الفعلية وبكفاءة وتفاعل.

37. سيادة المؤسسات واستناد القائمين على الحكم إليها.

33. عدم القدرة على إقامة إطار سياسي واجتماعي مناسب للتقدم.

34. عدم إمكان إقامة مجتمع آمن ومطمئن للفرد على يومه فضلا عن غده.

35. عدم التمكن من إقامة مجتمعة تسوده الحرية والديمقراطية، وقربه بالتالي من التسلطية القائمة على القهر.

36. عدم التمكن من إقامة المجتمع الذي يسمح بالمشاركة الشعبية مع إحجام ولا مبالاة الشعب.

37. ضعف سيطرة المؤسسات، وسيطرة الفرد (وعباته).

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث

نظريات التنمية

لم تفت فكرة التطور والتقدم والحضارة ورقي الدول وهبوطها فلاسفة ومفكري القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وما قبلها. لقد عالجها الاقتصاديون من أمثال (هربت سبنسر) الذي رأي أن المجتمع ينمو نموا عضويا، وإن هذا النمو العضوي يزيد التعقيد من جانب ويبرز ضرورة الاعتماد على المتزايد والمتبادل بين الأجزاء المختلفة من جانب آخر. كما عالجها علماء اجتماع من أمثال (أوجست كونت) الذي رأي أن على المجتمع أن يوجد الخصائص التي تحكم التطور والتقدم وكل هذه المعاني وما شابهها هي تعبير عن محاول النظر في التنمية وأن كانت الكلمة بعينها لم تكن مستخدمة في هذا الصدد.

ومن البديهي أن ندرك أن الفكر (الماركسي) هو نظرية في التنمية ، وأنه فكر أوربي ثار على الفكر السائد قبله ونقده من أساسه، ومن البديهي أيضا أن نربط بين نظرية العالم العربي ابن خلدون في رقي الدول وانحطاطها وبين التنمية تلك النظرية التي سبقت والتي تأثر بها الكثيرون في القرن العشرين، وكرروا ما سبق لابن خلدون ما قاله في القرن الرابع عشر.

لقد تحدث (ابن خلدون) في القرن الرابع عشر الميلادي عن واقعات العمران البشري وأحوال الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من التوحش والتآنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومعاشهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال.

وتعد نظرية (أرنولد توينبي) في تفسيره تطور المجتمعات الإنسانية، شاهدا في القرن العشرين على أن التنمية وإن لم تذكر بالاسم هي العنصر الأساسي في تفسير التطور الإنساني أو هي بمعناها الشامل جوهر التطور الاجتماعي الإنساني، وتسمى نظرية (توينبي) نظرية (التحدي والاستجابة) ومعناها أن تطور المجتمعات الإنسانية وانتقالها إلي أوضاع حضارية أكثر ارتقاء إنما تعتمد على القوة المحركة التي تخلفها الظروف الصعبة، وليست نظرية (توينبي) إلا تفسيرا فلسفيا لمؤرخ يفسر حقائق التاريخ، ويحللها. ولم يقصد بها أن تكون نظرية من نظريات التنمية ولكنها بشكل ما يؤكد أن مفهوم التنمية بمعناه الشامل لم يفت المفكرين من (ابن خلدون) في القرن الرابع عشر إلي (توينبي) في القرن العشرين.

نظريات التنمية أو فلسفات التنمية إذا ليست وليدة هذا القرن ولكنها برزت في هذا القرن كرد فعل للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العالم.

النظريـة العامـة للتنميـة:

يقع الخلط في زماننا للمفاهيم لعدم انطباق الألفاظ على المعاني ومرد ذلك إلي تفريعات العلوم، واستخدام كل علم لقاموسه ومفرداته. وفي الوقت نفسه للعلاقة المشتركة بين فروع العلوم المختلفة، وبخاصة العلوم الإنسانية، وتحظى كلمة (نظرية) بنصيب وافر من تعدد الفهم في كل سياق علمي حتى يختلط أمرها. فيه تتسع أحيانا لايدولوجية شاملة وتنحصر أحيانا في وجه نظر باحث. ونظريات التنمية تكاد توازي أساليب التنمية أو أنماط التنمية أو ملامح التنمية، وأعتقد أن إذا أمكن صياغة كل ذلك في نسق شامل ومركب وحي فإن تعبير نظرية للتنمية يكون صحيحا ومعبرا عن النظرية العامة للتنمية. والباحثون في العلوم الإنسانية يستخدمون مصطلح نظرية علم كذا بمعنى يقترب اقترابا شديدا من المصطلح الذي استخدمناه في حضارتنا العربية يهدف إلي تحديد هوية العلم وغايته أي تحديد موضوعه وأهدافه، وقياسا على هذا المفهوم العام أصبحنا نجد الباحثين الذين يتحدثون عن نظرية التنمية بمعنى النظرية العامة للتنمية.

وفي بساطة شديدة ووضوح أشد يقول (جون ميدلتون) أغلب العالم من الفقراء، وبعضه من الأغنياء ، وتلك المشكلة الأساسية التي تسعى نظرية التنمية إلي مواجهتها، كيف يمكن للشعوب الفقيرة أن تحقق حياة أفضل لمواطنيها؟

وربما كان هناك اتفاق على هذه الطريقة في عرض المشكلة منظري التنمية ذوي الآراء البالغة الاختلاف، ذلك الاختلاف الذي تعلق بأعراض التنمية وبطبيعتها وغير ذلك من التفاصيل. ويتعلق الاختلاف بين منظري التنمية بنبذ بعضهم للنماذج القديمة والبحث عن نماذج جديدة.

وقد ظهرت النماذج القديمة عقب الحرب العالمية الثانية، وعرفت التنمية بعبارات اقتصادية، واعتبرت الناتج القومي الإجمالي المؤشر الرئيسي، وعرفت الحياة الأفضل – بشكل أفضل – بأنه الحصول على دخل أكبر، فهذه هي الطريقة التي ينتقل بها الفرد من الفقر إلي الغنى، وتأتي زيادة الدخل بالدرجة الأولى من تصنيع المجتمعات النامية، ويتحقق ذلك بنقل رأس المال والتكنولوجيا من البلدان الغنية إلي البلدان الفقيرة، وكان أبرز مثال صيغ في شكل قضية شرطية متصلة بهذه النظرية هي (إذا اتبعت البلدان النامية طريق التنمية الذي اتبعته المجتمعات الغربية، قبلت نفس تعريف التنمية بأنها زيادة الدخل فإن نوعية الحياة ستتحسن) ونشأ من هذه النظرية أغلب العمل الذي استمت به استراتيجيات التنمية في العقد السادس من العشرين، واستورد رأس المال التكنولوجيا، وأقيمت المصانع ووسعت نظم التعليم لتفوير القوى العاملة اللازمة الاقتصاد صناعي، وبرز التخطيط المركيز باعتباره ضروريا لتوجيه هذه العملية المعقدة لتكوين رأس المال واستخدامه.

ويرى (ميدلتون) إن هذه النموذج حقق نجاحا معقولا في البرازيل وسنغافورة وكوريا ، لكنه لم يؤد إلي تقدم يذكر في أغلب بلدان العالم الثالث، وكان فشل هذه النظرية دافعا لنظريات عامة جديدة للتنمية، فقد برزت مؤشرات تؤكد ضرورة إشباع الحاجات البشرية الأساسية وتبرز توزيع الثروة توزيعا عادلا، والاستقلال الذاتي واشباع ومشاركة الجماهير في التنمية، كما ظهرت طبيعة المساعدة الدولية باعتبارها عائقا لتنمية إذ تؤدي بالبلدان النامية إلي التبعة المنتظمة للبلدان المتقدمة، ويراعي فيها صالح البلدان المتقدمة في المقام الأول، وبرزت صياغة نظريات عامة جديدة للتنمية تضع في الاعتبار الأول القطاع الزراعي الريفي، والاعتماد على النفس، وحظي النموذج الصيني للتنمية باهتمام واسع يمكن الاستفادة من بعض جوانبه، والأثر الأول للتخلي عن النظرية التقليدية هو زيادة البدائل التي يستطيع مخططوا التنمية استقصائها لتوجيه مسار بلادهم.

هذه النظرية العامة للتنمية تقودنا إلي ما اصطلح على تسميته بنظريات التنمية في علمي الاقتصاد والاجتماع وهي تكاد تعني استراتيجيات التنمية، هذه النظريات المتخصصة أو الفرعية أو المحددة إنما هي نظريات يمكن الأخذ بها في كافة النظريات العامة للتنمية.

ويظل السؤال المطروح هو:

ماذا نقصد بنظريات التنمية؟

إن ما نقصده بنظريات التنمية هي النظريات المحددة أو المخصصة التي تعالج التنمية في الدول المتخلف ولكن ذلك لا يكتمل بغير أن تندرك نظريات التخلف، وبغير أن نعرف النظريات التي تعالج التنمية في الدول المتقدمة والتي نميها نظريات النمو الاقتصادي تمييزا ولا بعدا بها عن قضايا التخلف، ولأنها تنتقل من نمو إلي نمو أكثر وأعظم، ونجد في نظريات التنمية هذه الأمور متشابكة بمعنى أن النظرية التي تفسر لنا أسباب التخلف تقدم لنا منطقيا طريق القضاء عليه بإزالة أسبابه، وبمعنى أن تنمية الدول المتقدمة ترتبط بظروف الدول المتخلفة ارتباطا وثيقا وسنجد في نظريات التنمية المثلث الذي حددنا في مفهوم التنمية الشاملة بأضلاعه الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ففي المجال الاجتماعي يقسم الدكتور سعد الدين إبراهيم النظريات الاجتماعية في التنمية إلي ثلاث مجموعات طبقا لنوع المتغيرات التي تستند إليها كل مجموعة طبقا لمصدر ومسار التغيير الاجتماعي المنشود في اتجاه التنمية وهي:

(1) اتجاه الأنماط المثالية للمؤشرات: Ideal type of Index Models

ويقوم هذا النوع من التنظيم على استخلاص علماء الاجتماع الغربيين السمات الأساسية لمجتمعاتهم المتقدمة ومقابلتها لنقيضها المتخلف، وتصبح أيدولوجية التنمية عندهم محكومة بتلك الخطط والجهود والمشاريع التي تنطوي تحت عملية تحويل مؤشرات أي مجتمع من نمط متخلف إلي نمط متقدم.

(2) اتجاه الانتشار الثقافي الحضاري:

The Acculturation -Diffusion Model

ويذهب هذا الاتجاه إلي أن التنمية باعتبارها شكلا من أشكال التغير الاجتماعي تتم بواسطة الانتشار الثقافي أو الحضارية، وبمرور الوقت واستمرار الانتشار تتحول المجتمعات المتخلفة إلي مجتمعات متقدمة بحلول القيم والعلاقات الحديثة محل القيم والعلاقات التقليدية.

(3) اتجاه تغيير الأفراد نفسيا:

Individual Psychological Change Model

ويركز هذا الاتجاه على أن عملية التنمية رهن بتغيير أفراد المجتمع قيما وحوافزا وسلوكا ، فالمجتمعات التي حققت تنمية الماضي أو التي تحققها في الحاضر، وفق أصحاب هذا الاتجاه، وجد بها عدد كبير من الأفراد الذين يصفون بالطموح والابتكار والرغبة العارمة في هذا الاتجاه والقدرة على التقمص الوجداني، وهؤلاء الأفراد هم الذين يحملون على أكتفاهم مهمة نقل مجتمعهم من إطاراته التقليدية المتخلفة المحدودة إلي إطارات حديثة متقدمة، فإذا كان المجتمع لا يضم هذا النوع من الأفراد بأعداد كفاية فعليه أن يزيد من أعدادهم بوسائل مختلفة.

ويرى الدكتور سعد الدين أن أهم أوجه القصور في هذه النظريات (أنها لا تفسر تخلف العالم الثالث كنتيجة حتمية للنظام الإمبريالي الحديث الذي ساد العالم وما زال بأشكال ودرجات مختلفة، وإن تقدم البعض وتخلف البعض الآخر أصبح منذ القرن الثامن عشر مسألة تفاضل وتكامل، أو بتعبير آخر أن التقدم والتخلف هما وجهان لنفس العملة.

ويعلل هذا القصور المنهجي في نظريات التنمية الغربية إلي التمركز الحضاري الغربي نحو الذات وإلي غياب النظرة التكاملية الشاملة وإلي تجاهل الأعمال الأصلية لمفكري العالم الثالث، وينتقد الفروض القاعدية بمجرد انهائها من إزاحة المعوقات الحضارية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية الموروثة من أبنية المجتمع التقليدي، والتي تزعم أنه بإزاحة المعوقات فإن التنمية تصبح مسألة أكيدة لا تحتاج إلي أكثر من تعبئة وتنسيق وهندسة الموارد المادية والبشرية في المجتمع.

إن النقد الأساسي لمثل هذه الفروض هو النظرة إلي الجزئية وعدم رؤية الجزء في إطار الكل، وبسبب الإسراف السطحي في التخصص بين ما يطلق عليه العلوم الاجتماعية أصبح عالم الاقتصاد يتحدث عن زاويته فقط وأصبح عالم الاجتماع يرى رؤيته وحسب، وكذلك عالم النفس وعالم السياسة ولم تعد بينهم لغة مشتركة تفسر ترابط الظواهر الاجتماعية، وتقدم لنا عملا متكاملا، ويزيد المشكلة حدة أن التخلف ظاهرة معقدة متعددة الجوانب ومتشابكة وقد صدق أحد أساتذة الاقتصاد الغربيين، حين وصف مشكلة المجتمعات النامية بقوله ليس في تلك المجتمعات مشكلات معقدة يحتوي كل منها على جوانب سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية، وما لم يفهم من يتصدى لهذه المشكلات كل هذه الجوانب فإن فهمه لها يظل ناقصا وبالتالي تأتي حلوله ناقصة ومبتورة.

وتنقد الدكتور عواطف عبد الرحمن مسمى الحديث الذي يطلقه الباحثون الغربيون ويريدون من الدول النامية أن تقتضي أثره عبرة عن تقديم المجتمعات الغربية الصناعية بشبكاتها المحلية ونشاطاتها الاقتصادية وأنماطها الاستهلاكية وبناءاتها التكنولوجية إلي الدول النامية كنموذج وحيد يمكن الاحتذاء به.

وفي المجال الاقتصادي يرى الدكتور عمر محي الدين إن مشكلة النمو الاقتصادي كانت محور الاهتمام فلي الاقتصاد (الكلاسيكي) ويتجلى هذا الاهتمام في عنوان كتاب (آدم سميث) بحث في طبيعة وأسباب ثورة الأمم سنة 1977م، وقد وجه الاقتصاديون الكلاسيكيون اهتمامهم إلي الكشف عن القوى التي لعبت دورا هاما في التقدم الاقتصادي، واهتم هؤلاء الاقتصاديون اهتماما خاصا بالبحث في إزالة كافة العوائق أما عملية التراكم الرأسمالي مثل قيود التارة ونظام الطوائف وغير ذلك. ومن ثم نجد أن دعوة الاقتصاديين الكلاسيكيين إلي الحرية الاقتصادية لم تكن مجرد دعوة لعدم تدخل الحكومة، وإنما كانت مطلبا للقضاء على ما كان يعتقد أن عراقيل معطلة لنمو المجتمع الرأسمالي الصناعي، ولكن النظام الرأسمالي الصناعي واجه العديد من العقبات كما أوضح تطبيقه كثيرا من أوجد الخلل والاضطراب، وكان على المدرسة الاشتراكية بزعامة (كارل ماركس) أن تقدم التفسير العلمي لما يعوق حركة هذا النظام ولأوجه الخلل التي تعترض طريقه، فالنظام الرأسمالي لا يكن فهمه إلا بوصفه مرحلة معنية من مراحل تطور قوى الإنتاج الاجتماعية، وإذا كان صحيحا ما يدعيه الاقتصاديون الكلاسيكيون من أن عملية التراكم هي العملية الفعال في النمو، فإن عملية التراكم التي تؤدي إلي تطور قوى الإنتاج لا تتم من فراغ، وإنما تتم في إطار وإنما تتم في إطار معين من علاقات الإنتاج وقد أثبت نمو المجتمع الرأسمالي أنه بعد مرحلة معينة تصبح علاقات الإنتاج عقبة أمام تطور قوى الإنتاج حيث تصبح السبيل الوحيد أمام النمو هو تغيير علاقات الإنتاج السائدة.

كذلك فإن التناقضات الكامنة في طبيعة هذا النظام سوف يؤدي به إلي مواجهة الأزمات الدورية التي تؤدي فلي النهاية إلي انهياره وإحلال  نظام جديد بديل عنه، فالزيادة المستمرة في عملية التراكم تؤدي دائما وأبدا إلي زيادة الطاقة الإنتاجية، غير أن هذه الزيادة المستمرة في الطاقة الإنتاجية لا يصاحبها زيادة مقابل في القوة الشرائية (نتيجة الفقر المزمن للقوى العاملة في ظل النظام) تسمح باستيعاب هذه الزيادة ومن ثم تحدث أزمات دورية متلاحقة تؤدي إلي انهيار النظام.

لقد اهتم ماركس بدراسة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في غرب أوربا، وفي مناطق أخرى من العالم، ثم قاد النموذج الذي رآه لتطور المجتمعات الإنسانية، وقد استطاع ماركس من خلال دراسته لفلسفة (هيجل) التسليم بالمنطق الجدلي (الديالكتيك) كحقائق في حالة حركة دائمة، فكل إثبات لحقيقة معينة يتضمن في الوقت نفسه نفيا لها ، وهذا النفي يتضمن بدوره إثباتا ومن تلاقي الإثبات والنفي ينشأ تركيب جديد يمثل تأليفا بين نقيضين، ومن ثم يصبح هذا التأليف بين النقيضين بمثابة خطوة تقربنا من الحقيقة، بيد أن التأليف بين النقيضين بدوره ليس ثابتا فهو يمثل فكرة او شيئا تحمل بدوره بذور نقيضها. ومن الفكرة (الشيء) الجديد ونقيضها يتكون اتحاد جديد بين النقيضين ، وهكذا يستمر التطور ويقترب تاريخ الإنسان من الكمال الذي ينشده، واستنادا إلي ذلك أقام ماركس فلسفته، ومن خلالها استطاع تفسير النظم السياسية، والاقتصادية والثقافية بإرجاعها إلي الظروف المادية للحياة. ويذهب ماركس إلي ان هناك ثلاثة قوانين تحكم حركة المادة والمجتمع والعالم أيضا – هو قانون الأضداد وصراعها، وقانون تحول التغيرات الكمية إلي تغيرات كيفية وقانون نفي النفي.

وعلى ضوء هذا البناء الفلسفي الماركسي فسر ماركس البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المجتمع أي مجتمع، ذلك التفسير الذي يرى أن الناس من خلال عملية الإنتاج تحكمهم علاقات مستقلة عن  جميع هذه العلاقات الإنتاجية يشكل البناء الاقتصادي في المجتمع، هذا البناء المصطلح عليه بالبناء التحتي للمجتمع، وهو قاعدة يقوم عليها البناء الفوقي للمجتمع الذي يتمثل في الأفكار والنظريات السائدة في المجتمع وترجمة هذه النظريات إلي قوانين ونظم ومذاهب ومعتقدات وغير ذلك أي الثقافة الشاملة للمجتمع.

       وعلى ضوء هذا التحليل الماركسي لعلاقات الإنتاج فسر ماركس مراحل التاريخ على النحو التالي:

(1) مرحلة الإنتاج البنائي:

وفيها ملكية الإنتاج جماعية حيث يعتمد الإنتاج على الصيد وجمع الثمار، وهو عمل مشترك يخلو من الطبقات.

(2) مرحلة الرق:

حيث بدأ الأغنياء يلزمون العبيد بزراعة الأرض.

(3) مرحلة الإقطاع:

حيث يمتلك الإقطاعي الأرض وسيلة الإنتاج ويدفع للأقنان جعلا.

(4) المرحلة الرأسمالية:

حيث حلت البرجوازية محل الاقطاع في امتلاك وسائل الإنتاج الأساسية في المجتمع.

(5) مرحلة الاشتراكية:

حيث تدهور النظام الرأسمالي بفعل فائض القيمة، وتراكم رأس المال، والافقار المطلق، ومن ثم يصبح المجتمع مالكا لوسائل الإنتاج، ويخلو من العقبات، وبذلك تنمو وسائل الإنتاج نمو حرا.

ولقد ميز ماركس بين مرحلتين أساسيتين يمر بهما المجتمع الشيوعي العالمي، ذلك المجتمع الذي سينشأ – في رأيه – بعد ثورة (البروليتاريا) المرحلة الأولى تختفي فيها الرأسمالية، المتمثلة في استغلال العامل المأجور، ويحل محلها نظام الإنتاج الذي يعمل من أجل إشباع الحاجات الاجتماعية، ونظرا للمشكلات الفنية التي تصاحب التحول الإشتراكي، ونظرا لوجود رواسب أو بقايا من العادات والاتجاهات التي تعبر عن النظام الرأسمالي، فإنه يصبح ضروريا حصر الناس طبقا لكمية العمل الذي تؤديه ، أما المرحلة العليا من الاشتراكية وهي المرحلة الثانية فإن قانون قوى الإنتاج تتكفل بإنتاج السلع الكافية، ويتم توزيعها طبقا للحاجات ومن ثم يصبح الأفراد الذين حققوا إنسانيتهم تحقيقا كاملا يسعون إلي أداء أشكال عددية من النشاط الإنتاجي غير خاضعين لضغط الضرورة، بل يؤدونها بوصفها وسيلة للتعبير الذاتي التلقائي.

ولقد تعرضت الماركسية لشيء من التقدير لا حد له كما تعرضت للشيء من الطعن لا حد له، وقد يكون أهم نقد وجه للماركسية أنها تصور واحدي الخط في كافة جوانبها.

وكان رد الفعل لهذا التحليل لحركة النظام الرأسمالي الذي قدمه كارل ماركس، هو ظهور محاولات متعددة للرد على انتقادات المدرسة الاشتراكية ولقد تبلورت هذه المحاولات في بناء فكري جديد هو المدرسة الماركسية الكلاسيكية الحديثة التي ولدت حوالي عام 1870م، ولقد سادت هذه المدرسة في الفكر الاقتصادي الغربي الحديث، بفضل البناء النظري لهذه المدرسة تحول مركز الاهتمام في الفكر الاقتصادي ومجال البحث في علم الاقتصاد إلي مجال يختلف تمام الاختلاف عن مجال بحث المدرسة الكلاسيكية أو المدرسة الاشتراكية، فالقضية الأساسية لعلم الاقتصاد في رأي هذه المدرسة، ليست هي البحث في قوانين حركة النظام الرأسمالي ولا في أسباب وعقبات نموه وتطوره، فالنظام الرأسمالي يحمل في طياته قوى كامنة تدفعه دائما إلي النمو والتطور المستمرين، وإنما القضية الأساسية للاقتصاديين هي البحث في محاولة الوصول إلي أعلى كفاءة ممكنة، اكتمل البناء ولم تعد مشكلة النمو أو التقدم هي المشكلة الأساسية بل البحث في إصلاح وتهذيب هذا البناء هو هدفهم وأصبحت القضية الأساسية – في رأيهم – التي تواجه الفكر الاقتصادي هي البحث عن أوجه الإصلاح اللازمة لرفع كفاءة هذا البناء.

ثم قدم Rostow  في كتابه مراحل النمو الاقتصادي بيانا غير شيوعي (1960)م تصوره في التنمية محاولا أن يرد على الفكر الماركسي وأن يشوهه ورأي روستو أن المجتمعات تمر بخمس مراحل أساسية لتعبر التخلف إلي التقدم هي:

(1) مرحلة المجتمع التقليدي:

وفيها يقوم الإنتاج على أساس العلوم والفنون التي كانت شائعة قبل عصر نيوتن، لأن نيوتن – في رأيه – فصل بين عالمين: أحدهما يقوم على المصادفات والآخر يقوم على الضبط والتحكم، ويمثل المجتمع التقليدي في رأي (روستو) العالم الذي سبق تلك المجتمعات ثم المجتمعات التي جاءت بعده، وظلت غير قادرة على السيطرة على البيئة.

 

(2) مرحلة التهيؤ للانطلاق:

حيث ينتشر التعليم ولو جزئيا ، وحيث يظهر أفراد يتصفون بروح الإقدام، وحيث تظهر البنوك ويزداد الاستثمار، ويرى أن هذه الظروف توفرت في أوربا الغربية في أواخر القرن الثامن عشر.

(3) مرحلة الانطلاق:

وهي الفترة التي يتم فيها القضاء على معوقات النمو المطرد، ويتحقق ذلك بثورة سياسية، تؤثر في البناء الاقتصادي والاجتماعي.

(4) مرحلة النضج:

وهي المرحلة التي يستطيع فيها المجتمع أن يؤكد قدرته على الحركة خارج نطاق الصناعات الأصلية التي دفعته إلي الانطلاق، بحيث يستطيع أن ينتج أي شيء مرغوب فيه، ويرى (روستو) أن المجتمع يصل عادة إلي هذه المرحلة بعد 60 عاما من المرحلة السابقة لها، وفي هذه المرحلة يتمكن المجتمع من تصدير فائض إنتاجه الصناعي.

(5) مرحلة الاستهلاك الوفير:

حيث يرتفع متوسط الدخل الفردي وتزيد نسبة السكان في المدن، ويزيد التوسع في الاستهلاك، ومن رأي (روستو) في تفسير التقدم من صور التفكير الغربي الرأسمالي المترف في مشاكل العالم. وهو أقرب ما يكون إلي القصة التاريخية المعروفة عن ماري انطوانيت عندما عرفت أن الثوار يطالبون بالخبز وهو غير موجود فقالت: (ولماذا لا يأكلون “جاتوه” إذا كان الخبز غير موجود…!

وفي المجال الثقافلي يلتقي الضلعان السابقان وهو الضلع الاقتصادي والضلع الاجتماعي، حيث يرى كثر من الباحثين أن المعرفة هي أهم العوامل الحاسمة في التحول من التخلف إلي التقدم، وإنه ينبغي أن ننظر إلي روح التوثب في المجتمع وإلي المستوى الثقافي العام في المجتمع يمكننا التنبؤ بنجاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

لا يمكننا إذن أن نفصل بين نظريات النمو ونظريات التخلف لأنهما وجهان لعملة واحدة ، وسنعرض لأهم هذه النظريات فيما يلي:

أولا: نظرية التخلف بسبب البيئة الجغرافية:

تقوم هذه النظرية على أساس تفسير التخلف بسبب البيئة الجغرافية والظروف الطبيعية السائدة والتي يصعب تغييرها، ويؤكد أنصار هذا النظرية تفسيرهم للتخلف بأن عددا كبيرا من الدول النامية يقع في المناطق المدارية والاستوائية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بينما تقع معظم الدول المتقدمة في المناطق المعتدلة.

وتتلخص ملامح البيئة الجغرافية في المناطق المدارية والاستوائية فيما يلي:

  1. ضعف الأراضي الإستوائية عند قطع الغابات وتحويلها للزراعة فتربتها الصالحة تتمثل في طبقة رقيقة تجرفها الأمطار الغزيرة فلا تبقى إلا تربة رملية منخفضة الخصوبة إلي حد كبير.
  2. مساعدة مناخ المناطق المدارية على انتشار الأوبئة الزراعية كما أن الحر والرطوبة لهما تأثير بارز في قلة نشاط السكان.
  3. تعوق الأمطار الغزيرة التي تسقط في مثل هذه المناطق الجغرافية المختلفة استخدام الأسمدة والمواد الكيميائية لأنها تنجرف قبل أن تستفيد بها التربة.
  4. ينبت الكثير من الحشائش الضارة وسط المحاصيل مما يقلل من الإنتاج ويستهلك جهدا كبيرا في مقاومتها ويقلل من فرص استخدام الميكنة الزراعية.

كما تبين الإحصائيات إن إنتاج المحاصيل الزراعية في أوربا وأمريكا الشمالية كبلدان متقدمة يفوق بكثير إنتاج أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا الواقعة في حزام التخلف، كما نجد تربية المواشي كالبقر والأغنام في المناطق المتخلفة نحيلة وهزيلة مما يؤدي إلي ضعف إنتاجها من الألبان واللحوم والصوف، وذلك على الرغم من توفر المراعي في معظم أنحاء المناطق المدارية، ويفسر البعض ذلك بسبب عدم ملائمة حرارة الجو لهذا النشاط  ولانخفاض القيمة الغذائية للمرعى.

كذلك فإن ضعف الموارد الطبيعية التي تمكن غالبية الدول النامية بالنسبة إلي تلك التي تملكها الدول المتقدمة يعد عاملا من عوامل التخلف، وتشمل الموارد الطبيعية إلي جانب الأرض ما في باطن الأرض من معادن وبترول والبحار والأنهار ومساقط المياه وغير ذلك.

ويرى الدكتور علي لطفي إن الظروف الطبيعية والعوامل الجغرافية لا يمكن أن تكون وحدها سبب التخلف الاقتصادي وذلك لأسباب يراها على النحو التالي:

  1. تقع بعض الدول النامية في المناطق المعتدلة ومن ثم فهي لا تعاني من الظروف الطبيعية والعوامل الجغرافية السابق الإشارة إليها، كما هو الحال مثلا بالنسبة للصين ودول حوض البحر الأبيض المتوسد وبعض دول أمريكا الجنوبية، فكيف يكون إذن تفسير التخلف الاقتصادي في هذه الدول؟
  2. إن معظم المشاكل الزراعية الناتجة عن الظروف الطبيعية والعوامل الجغرافية السابق الإشارة إليها يمكن التغلب عليها بالأساليب التكنولوجية الحديثة، كما إن العكس صحيح بمعنى أن عدم توافرها في دولة ما قد يعوق تنميتها، لكن لا يجب أن يفهم من ذلك أن عدم توافر الموارد الطبيعية بكثرة هو السبب الوحيد للتخلف الاقتصادي فمن المعروف أن كمية الموارد المتاحة لمجتمع لا تعتبر ثابتة بل قابلة للتغير تبعا للتقدم العلمي والفني والتكنولوجي الذي يحرزه المجتمع.

ثانيا: نظرية التخلف بسبب البيئة الاجتماعية:

وتقوم هذه النظرية على أساس أن النشاط الاقتصادي لا يدور في فراغ، وإنما يدور في مجال اجتماعي، وهو نتيجة لتفاعل عدة عوامل مثل عناصر الإنتاج والقدرات البشرية ومستوى التقدم العلمي وما شابه ذلك، كما أن هذا النشاط الاقتصادي ومثل السلوك وما إلي ذلك، ومن الأمثلة التي يسوقها أنصار هذه النظرية ما يلي:


  1. عوائق العادات والتقاليد في الادخار:

لقد ذكرنا بأن تمويل التنمية في البلدان الشبيهة بنا لابد أن تعتمد على تجميع المدخرات الوطنية في المقام الأول، ولكن ظاهرة اكتناز الذهب والإسراف في تقديم (الشبكة) عند الزواج ، أو شراء الحلي كما تتجمع لدى الأسرة فائض من المال ، تقف كلها عوائق في إثراء المدخرات الوطنية، كذلك فإن جانبا يتعلق بعادات الاستهلاك يحرم المدخرات الوطنية شريانا كان من الممكن أن يمدها بالدم والقوة ومثال ذلك الإسراف في شراء (أكفان الموتى) حبا في التظاهر برغم مخالفة ذلك لما فرض في الشرع في الدين الإسلامي، ولعل ما ينفق على حفلات الزواج والجنائز بدافع التظاهر والنفاق الاجتماعي يؤكد ذلك.

  1. عوائق العلاقات الأسرية المتزمتة:

لعل المثل الذي أورده (شرام) بأسرة (بوفاني) في علاقة الأبناء بوالدهم الذي يمثل شيخ القبيلة يؤكد لنا كيف تقف العلاقات الأسرية المتزمتة عائقا أمام التنمية وسدا أمام التقدم.

إن حياة الأفراد في كثير من الدول النامية، في نطاق الأسرة الضيقة ، يشبه العزلة عن المجتمع، ذلك النطاق الذي يحول بينهم وبين التطلع إلي آفاق بعيدة، وهكذا ينعدم لدى هؤلاء الأفراد الشعور بالروح الجماعية، وتتولد لديهم نظرة أسرية ضيقة مما يكون مبعثا للأنانية، ولا شك أن مثل هذه الاتجاهات تترك بصماتها على النشاط الاقتصادي، فعلى سبيل المثال قد يصل التكتل الأسري إلي درجة التعصب حيث يفضل أصحاب المشروع الذين ينتمون إلي أسرة واحدة عدم اشتراك أي شخص آخر في هذا المشروع بأي صورة كانت سواء ذلك في مجال المساهمة المالية والتوظيف طالما أنه لا ينتمي إلي نفس الأسرة.

كذلك فإن العادات والتقاليد السائدة في كثير من الدول النامية ما زالت حتى اليوم تحول دون اشتغال المرأة، فالمرأة في هذه الدول لا تزال عضوا عاطلا، وبعيدة عن النشاط العام فيتنفس المجتمع برئة واحدة ويعمل بيد واحدة فيتعطل الإنتاج وتقل الدخول الأسرية لأن الرجل وحده هو الذي يعمل، وعليه أن يقسم جهده مع من لا يعمل من الأسرة، حقا أن الخدمات المنزلية التي تؤديها المرأة ذات قيمة اقتصادية ، ولكنها قيمة الأثر.

  1. عوائق العلاقات الطبقية:

لعل أبسط مظاهر الصراع بين الطبقات في المجتمع يتمثل في الإضرابات وما تسببه من معوقات في الدول النامية التي تسير على الطريق الرأسمالي للتطور، ويلاحظ أن أسواق الدول النامية غالبا ما تفتقر إلي الاتساع والوحدة وتكون أقرب إلي التجزؤ والتفتت ويرجع ذلك إلي انقسام المجتمع إلي طبقات، وانفصال الصلة تماما بين كل طبقة وأخرى مما يؤدي إلي تباين العوامل الثقافية بمعنى انقسام الثقافات الوطنية والأجنبية، مما يؤدي إلي خلق أذواق استهلاكية متعارضة، والأمر الذي لا شك فيه أن ظاهرة تفتت السوق تضع قيدا على قيام المشروعات الكبيرة والإنتاج الضخم مما يؤدي إلي ارتفاع تكاليف الإنتاج.

 

  1. عوائق التعصب الأعمى:

القول العربي القديم بأن كل أمر يزيد عن حده ينقلب إلي ضده يصدق تماما على ظاهرة التعصب، فإن الاقتناع بأمر ما أو التحمس لقضية أو فكرة أو مبدأ ضرورة للنجاح ، ولكن التعصب سمة من سمات التخلف أو هو وسيلة للدمار في بعض الأحيان، ولعل الوطنية عندما تنقلب إلي عنصرية كما رأينا في النازية أشهر النماذج التي تصدق القول العربي القديم، وظاهرة التعصب لا ترتبط باختلاف الأديان كما يتبادر إلي الذهن لأول مرة عندما يذكر التعصب وإنما ترتبط بالتخلف والرجعية ارتباطا مباشرا.

.

  1. عوائق الشخصية القوميـة:

وعندما تعرض الدكتور ملاك جرجس لسيكولوجية الشخصية المصرية ومعوقات التنمية ألقى ضوءا باهرا للبلدان النامية بصفة عامة، فهو يطرح في الفصل الأول من كتابه سؤالا جوهريا هو: (ما المقصود بالشخصية القومية؟).

ويجيب بأنه القيم الاجتماعية والاتجاهات السلوكية والفكرية والثقافية والحضارية السائدة في المجتمع، وبطبيعة الحال من المستحيل أن يتفق أفراد المجتمع في قيمهم واتجاهاتهم، وبالتالي يتميز أي مجتمع عن مجتمع آخر بما فيه من أنماط سلوكية ولسنا بحاجة إلي التأكيد بأن هذه الأنماط ليست ثابتة فهي عرضة للتغيير في اتجاهات مختلفة، كذلك فإن المجتمع الواحد قد يتكون من بيئات حضارية مختلفة من حيث درجات التحضر فقد يجمع ما بين بيئة بدوية وبيئة صناعية.

وتتميز كل بيئة من البيئات المختلفة في المجتمع الواحد بقيم اجتماعية واتجاهات سلوكية وأنماط مختلفة ولكنها في نفس الوقت تتفق في بعض القيم والاتجاهات ، والسؤال هو هل غفلة من المؤلف؟ أو، أن هذا هو الوصف الذي يتمنى المؤلف أن يرسخه عن الإسلام؟ أو أنها مجرد صفحة من سفر الحرب النفسية ضد الإسلام ؟ ومحاولة تشويهه؟

إن كانت واحدة من ذلك أو كل فهي في كل الأحوال أكثر بلاهة، من أن يقول قائل أن التأميم في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من الاتحاد السوفيتي. أن يزعم مجنون أن القطب الشمالي أشد حرارة من خط الاستواء أو أن المسئول عن الأمن القومي في أكبر دول المعلومات لا يعلم؟

ولا شك في أن قولهم عن الإسلام قد كشف التعصب كله فالإسلام هو الدين الذي عالج قضايا الدنيا إلي جانب قضايا الآخرة.

رابعا: نظرية التخلف بسبب الظروف الاستعمارية:

سنتناول هذه النظرية بالتفصيل عندما نتحدث عن البعد التاريخي للتنمية وهي بلا شك أقوى النظريات التي تفسر سبب التخلف.

وما دامت عناصر الحياة مترابطة لابد إذن من أن ندرك أن الاستعمار قد عمد إلي خلق ظروف اجتماعية متخلفة في البلدان التي استعمرها، وأنه لم يطور البيئة الجغرافية في المستعمرات إلا بالقدر الذي يخدم مصالحه المباشرة فقط وأنه حاول أن يرسخ في الأذهان فكرة تفوقه كرجل أبيض.

إن النظريات التي تفسر التخلف ليست متعارضة ولا متنافرة، ونظرية الظروف الاستعمارية هي قطب الرحى، والمحور الذي تدور حوله هذه النظريات بنسبة متفاوتة.

خامسا: نظريـة الدفع القويـة:

يرى (بول روز نشتين رودان) صاحب هذه النظرية أن القضاء على التخلف لا يمكن تحقيقه إلا بدفعة قوية أو سلسلة من الدفعات القوية ويؤكد أن الدفعات الصغيرة حتى وإن كثرت وتتالت لا يمكنها أن تؤدي إلي نتيجة الدفعة القوية أو سلسلة الدفعات القوية، ويشبه أنصار هذه النظرية قيمة التنمية في الدول النامية بإقلاع الطائرات، فلكي تقلع الطائرة وتصبح محمولة على الهواء لابد أن تتجاوز حدا أدنى من السرعة الأرضية، ومن الواضح أن عوامل المقاومة التي تصل بظروف التخلف تشبه الجاذبية الأرضية فلابد من جهد مكثف في صورة دفعة قوية حتى يستطيع الاقتصاد المتخلف ويستطيع المجتمع النامي بصفة عامة أن ينطلق في طريق التنمية.

ويفسر صاحب هذه النظرية حتمية وضرورة الدفعة القوية بسببين رئيسيين: أولهما ، بالوفورات التي يدرها استثمار الدفعة القوية على الاقتصاد القومي في مجموعه وعدم قابلية ذلك للتجزئة، فإن مشروعات القوى المحركة والري والنقل لابد من إقامتها بدفعة قوية لأن إقامتها على قوى مساعدة يحول دون إمكان الاستفادة منها ويعد تبديدا لجهود الاستثمار، والسبب الثاني هو عدم قابلية الطلب للتجزئة ، فالظاهرة الجديرة بالاهتمام هي ضيق حجم السوق في البلدان النامية وبخاصة أن عقبات التصدير من البلدان النامية كثيرة ويحتاج تجاوزها إلي المزيد من الوقت والمجهود.

سادسا: نظرية النمو المتوازن:

يرى (واجنار نوركس) صاحب هذه النظرية أن التنمية يجب أن تهدف إلي تحقيق التوازن بين الزراعة والصناعة لأنه ما لم ينطلق القطاعان جنبا إلي جنب فإن تخلف أحدهما لابد وأن يعوق نمو الآخر.

ويضم الدكتور إسماعيل حسن نظرية النمو المتوازن إلي نظرية غير المتوازن في فقرة واحدة لأنها – في رأيه – يفسران بعضهما. ويؤكد ما ذهب إليه (هانس سنجر) من أن مفهوم التنمية المتوازن يشير إلي استخدامات ثلاثة هي:

  1. إن مفهوم النمو المتزن خال من المضمون الاجتماعي ولا يعني باستخدام تكنولوجي في الإنتاج.
  2. إن مفهوم النمو المتوازن يقصد به التوازن بين الطموح الإنساني والموارد المتاحة، أو بمعنى آخر التوازن بين الإدخار والاستثمار لكافة الموارد المتاحة، ثم بمعنى آخر أيضا التوازن بين ضغط الطلب وشدة الحاجة.
  3. إن مفهوم النمو المتوازن يقصد به ما تعارف عليه العرف الاقتصادي ثم أنه التوازن بين حجم الأسواق والموارد والطلب على رأس المال، أو التوازن بين تقسيم العمل وزيادة قدرة الإنتاج واتساع الأسواق، والتوازن بين الزراعة والصناعة.

ويرى بعض الاقتصاديين أن نظرية النمو المتوازن هي امتداد لنظرية الدفعة القوية ويذهب الدكتور علي لطفي إلي اعتبارهما نظرية واحدة، ويدعم نظرية النمو المتوازن بما قاله (روزنشتين) صاحب نظرية الدفعة القوية من عدم قابلية السوق للتجزئة، إذ يقول روزنشتين إننا عمدنا إلى إنشاء عدد كبير من المشروعات المتباينة في آن واحد ففي هذه الحالة سوف نجد أن كل مشروع سوف يخلق سوقا لتصريف منتجات المشروعات الأخرى، وبهذه الطريقة تساند المشروعات بعضها البعضن وتقلل ضيق حجم السوق ويزيد الحافز على الاستثمار.

سابعا: نظرية النمو غير المتوازن:

تذهب نظرية النمو غير المتوازن التي تعزي إلي (فرنسوبيرو) ثم طورها (البرت هيرشمان) إلي ضرورة أن تبدأ التنمية بالصناعات أو أقطاب النمو ثم تنتشر التنمية بعد ذلك تلقائيا إلي قطاعات أخرى وصناعات أخرى.

ووجهة نظر (هيرشمان) في النمو غير المتوازن أن الاقتصاد يحمل في طياته قدرة عدم التوازن من الأساس، وأن جزئيات الاقتصاد النامي لا يمكن أن تنمو بنفس الدرجة.

وتفسر هذه النظرية فكرة النمو غير المتوازن بأن النمو في بعض القطاعات يحرض ويستدرج النمو في قطاعات أخرى، وبذلك تصبح التنمية متمثلة في خطوات متتابعة بعيدا عن التوازن وأن كل خطوة إنما هي لاختلال سابق في التوازن، وتؤدي إلى اختلال جديد في التوازن وهذا بدوره يحض الاقتصاد القومي على خطوة أخرى تتلوها خطوة ثانية وثالثة ورابعة وهكذا. وخلاصة الفكرة أن حلقات هذه السلسلة من النمو غير المتوازن هي ذاتها جوهر عملية التنمية وحركتها نحو التقدم.

ثامنا: نظرية قارب النجاة:

وضع  أساس هذه النظرية الدكتور (جاريت هارون) أستاذ علم الأحياء بجامعة كاليفورنيا الأمريكية تحت عنوان شعار أخلاقيات قارب النجاة، وهو يذهب إلي القول في تفسير نظريته بأن بلاد العالم الغنية تعيش الآن داخل قارب نجاة مزدحم، أما بقية سكان الأرض فإنهم يغرقون في بحر من الجوع، ولو سمح اصحاب قارب النجاة للآخرين بالتشبث بالقارب والصعود إليه فإن مصير القارب هو الغرق بكل من فيه، والدكتور هارون مع عدد من أعضاء الكونجرس عن ولاية كاليفورنيا ينادون بضرورة قطع المعونة عن البلاد التي تتلكأ في تحديد النسل.

وتحظى هذه النظرة الجديدة بتأييد عدد متزايد من المتخصصين والسياسيين الأمريكيين ومنهم (ايرل باتز) وزير الزراعة الأمريكي الذي رفض أثناء المؤتمر العالمي للغذاء في روما (نوفمبر 1974) أن يلتزم كممثل لبلدان في المؤتمر بتخصيص احتياطيات غذائية للدول النامية، ويرى أصحاب هذه النظرية أو الواقعيون الجدد كما تسميهم بعض الصحف أن نصف سكان العالم يعانون من الجوع، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تأكل 35% من الغذاء المتاح في العالم، في حين يمثل سكانها 6% من سكان العالم. ويقولون أنه ما لم تقرر الولايات المتحدة اشتراط العمل على منح النمو السكاني للحصول على المعونة، فإن النتيجة هي أن الذين تنقد حياتهم الآن سوف يكون ثمنهم خسارة عدد أكبر من الأحياء في الأجيال التالية، ويضيف أنصار هذه النظرية حججا أخرى منها أن هذه النظرية يجب تطبيقها بمنطق الفرز والانتقاء والاستبعاد الذي يعمل به داخل المستشفيات العسكرية في زمن الحرب، فينبغي تصنيف الدول بنفس الطريقة التي يتم بها تصنيف الجرحى وتقسيمهم إلي ثلاث مجموعات: الجرحى الذين سوف يموتون بغض النظر عن أي علاج يقدم لهم، الجرحى الذين إذا عولجوا بطريقة مناسبة سوف يعيشون، الجرحى الذين يستطيعون العناية بأنفسهم.

بدأ عدد المقتنعين بالنظرية الجديدة يتزايدون، بعد أن أنضم إليهم الدكتور (بواهر بلخ) الأستاذ بجامعة ستنافورد ومؤلف كتاب (قنبلة السكان) والذي تطرق دعوته إلي درجة أن ينصح الجميع من الآن بتخزين الطعام والمياه والملابس لأن الجائعين في هذه الأيام يملكون أسلحة ذرية.

وأصحاب هذه النظرية الجديد ليسوا محصورين فقط داخل دائرة العلم والسياسة، فالواقع أنهم يستمدون سندهم الأخلاقي من الدكتور جوزيف فتلشير، عالم اللاهوت الذي عمل قسيسا في لندن والذي ألف فيه أن أي تصرف – مهما كان إجراميا – يمكن أن يكون صحيحا معتمد في ذلك على موقف قارب النجاة، وإذا كان هذا يعني أن مزيدا من الناس سوف يموتون في النهاية، فيجب عليك أن تتخذ قرارا لمصلحة أكثر عدد ممكن.

وليس كل الأمريكيين مؤمنين بطبيعة الحال بهذه النظرية، هناك مثلا السناتور (هيربرت همفري) الذي ينتقد التفكير الذي يقدم هذه النظرية من أساسه ويسميه تفكيرا (بذيئا) وهناك أيضا مستر (روبرت ماكنمارا) رئيس البنك الدولي الذي يقول: أن هذا التفكير خاطئ فنيا ، بمثل ما هو كريه ومنبوذ أخلاقيا.

تاسعا: نظرية التحرر الإنساني:

يضع الدكتور سعد الدين إبراهيم أمامنا نظرية للتنمية مركزا على الجانب الاجتماعي أو منطلقا من البعد الاجتماعي بصفة خاصة، وبرغم أنه اتخذ لبحثه عنوانا (نحو نظرية سوسيولوجية للتنمية في العالم الثالث) إلا أنني اطلقت عليها نظرية التحرر الإنساني تعبيرا عن مضمونها.

يبدأ الدكتور (سعد الدين إبراهيم) نظريته بتحديد مفهوم التنمية بأنها انبثاق ونمو كل الإمكانيات والطاقات الكامنة في كيان معين بشكل كامل وشامل ومتوازن – سواء كان هذا الكيان هو فرد أو جماعة أو مجتمع – ثم يضع بهذه النظرية ثلاثة عناصر أساسية، أولها أن التنمية عملية داخلية ذاتية بمعنى أن كل بذورها ومقوماتها الأصلية موجودة في داخل الكيان نفسه، وأن العوامل الخارجية مجرد عوامل مساعدة أو ثانوية، وثانيها أن التنمية عملية ديناميكية مستمرة، وثالثها أن التنمية ليست ذات طريق واحد أو اتجاه محدد مسبق، وإنما تتعدد طرقها واتجاهاتها باختلاف الكيانات وباختلاف وتنوع الإمكانيات الكامنة في كل كيان، ثم يضيف المؤلف شرطان لازمان لعملية التنمية، الشرط الأول، هو إزاحة كل المعوقات التي تحول دون انبثاق الإمكانيات الذاتية الكامنة في كيان معين، والشرط الثاني هو توفير الترتيبات التي تساعد على نمو هذه الإمكانيات إلي أقصى حدودها.

ويرى المؤلف أن الاستغلال بكل صوره ومستوياته هو المعوق الرئيسي لعملية التنمية، وأن المساواة من جانب وتوسع الفرص من جانب آخر ركيزتان أساسيتان للتنمية وأن هاتين الركيزتين المساواة، وتوسيع فرص الحياة، هما المضمون الإجرائي لمفهوم التنمية في نظر المؤلف، وأن هاتين الركيزتين هما ما ينطوي عليه مفهوم التحرر الإنساني، فالتنمية والتحرر– هما مصطلحان أو مفهومان لنفس المضمون فكلاهما يعني الآخر وكلامها يشترط وينطوي على إزاحة الاستغلال بكل صورة وكل مستوياته وكلاهما يشترط تفجر كل الإمكانيات  البشرية الكامنة للإنتاج  والخلق والإبداع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع

التخطيط الإعلامي كضرورة للتنمية

الأهداف التي تقع ضمن المسئوليات الأساسية للإعلام الجماهيري هي نفسها أهداف التنمية، وما لم يتضح المفهوم العام والخاص للتنمية فإن الجهود المبذولة تفقد معناها وجدواها وتتحول إلى مجرد شعارات، والمنطلق الأصلي للتخطيط الإعلامي هو إدراك الاتجاهات المتعارضة لدى أفراد المجتمع وجماعاته الصغيرة، وعندما ينجح الإعلام في توحيد الاتجاه بين الأفراد والجماعات فإن المحصلة ستكون توحيد أفراد وجماعات المجتمع نحو هدف واحد عام للمجتمع أو عدة أهداف جزئية، وعلى هذا فإن التخطيط الإعلامي يعني إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجماهير للتحرك بشكل موحد وتحديد اتجاهات هذا التحرك وأشكاله وقوته وتوقيته ، والمتفق عليه بين علماء التنمية وعلماء الاتصال الجماهيري أن أهداف التنمية تنقسم إلي نوعين عما الأهداف العامة المتصلة بالمجتمع ككل وتنسحب نتائجها على الأفراد بشكل غير مباشر والأهداف الخاصة بأفراد المجتمع – كأفراد – وهي أهداف جزئية تنسحب نتائجها على الأفراد بشكل مباشر.

التخطيط الإعلامي ومجالات الإعلام الخاصة:

وبالرغم من اتساع مجال الأهداف الخاصة، فإن المجال واضح وسهل التحديد، ويتصل بشكل مباشر – بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية لأفراد المجتمع، ويمكن تحديد هذه الأهداف في النقاط التالية:

  • تزويد أفراد المجتمع وتقديم المساعدات التي تمكنهم من زيادة دخولهم والارتفاع بمستوى هذه الدخول.
  • مساعدتهم لاكتشاف الفرص والمجالات وحفزهم لاستغلالها بما فيه صالح المجتمع والفرد معا.
  • تثقيفهم وتوعيتهم بما يدور حولهم من أحداث وظاهر وأفكار مستحدثة على الصعيد الدولي والمحلي.
  • تنمية الإمكانيات الاقتصادية وتوسيع مجال الترويج.
  • إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع لاكتشاف مواهبهم وتزويدهم بالمعارف التي تساعد على التعاون من أجل صالح المجتمع.
  • الاهتمام بتحسين الأحوال الصحية العامة ، وإتباع الطرق الصحيحة في التغذية والرعاية الصحية.

التخطيط الإعلامي ومجال الأهداف الأساسية:

وهذه الأهداف تنحصر في بيان الأهداف الشاملة لتنمية المجتمع وتطويره من أجل رفع المستوى العام للمجتمع وخلق المواطن الصالح السوي ودعم ديمقراطية المجتمع وزيادة الدخل العام وترسيخ المفاهيم العامة التي تتصل بحياة الأفراد وسعادتهم، ويتجلى ذلك بصفة عامة في اتساق التنمية مع الشرائع الدينية مع دساتير وقوانين الحكومات مع الأهداف التي تسعى إلي تحقيقها مواثيق الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية.

 

 

التخطيط الإعلامي وتنمية المجتمعات المحلية:

وهنالك العديد من برامج التنمية التي تشرف الوكالات الحكومية أو الجامعات، والمثال على هذا النوع برامج تنمية المجتمعات الريفية والمحلية في الهند وبعض الدول النامية الأخرى. وهي – في العادة – متعدد الأغراض، وتعتبر هذه السياسات التنموية الأساس الفلسفي الذي قامت عليها الوحدات المجمعة الريفية في الريف المصري، والتي كان القصد من إنشائها توحيد الخدمات المقدمة إلي سكان الريف سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو تعليمية أو زراعية فيعرفها الدكتور أحمد العادلي بأنها (العملية التي يمكن للأفراد الذين يعشون في مجتمع صغير أن يناقشوا عن طريقها حاجاتهم ويحددونها ثم يضعون الخطة لتنفيذها ويعملون معا لسد هذه الحاجات) وهناك تعريف آخر لـ Battern أن التنمية المحلية هي (الجهود المنظمة لتحسين ظروف الحياة في المجتمع وذلك بتشجيع المقيمين في هذا المجتمع على مساعدة أنفسهم وتعاونهم بعضهم مع بعض مع تقديم المعونة الفنية اللازمة عن طريق المنظمات الحكومية أو الأهلية.

وعلى وجه العموم فإن العلاقة بين التخطيط الإعلامي وبرامج وخطط تنمية المجتمعات المالية هي علاقة عضوية لأن أهم الأسس التي يتركز عليها منهج التنمية هي توجيه أفراده لمساعدة أنفسهم والمساهمة – بفاعلية – في الجهود التي تبذلها الحكومات المركزية أو المحلية لتحسين مستوى معيشتهم وتشجيعهم للقيام بدور فعال في تنمية مجتمعهم المحلي وتوعيتهم ليكنوا على إدراك ووعي بمشكلات بيئتهم وتدريبهم على الحكم الذاتي، وهذا كله لن يقدر له النجاح إذ لم يضع المخطط الإعلامي في اعتباره أن هناك عدة ظروف خاصة في المجتمع المحلي وهي أن يطلق عليه سمات أو مميزات المجتمع التي تبين الاختلافات بين كل مجتمع وآخر وهي المميزات الاقتصادية والاجتماعية الثقافية والتاريخية والحضارية وهذه تختلف من مجتمع إلي آخر من حيث وجودها أو عدم وجودها ومن حيث درجة وضوحها في أذهان أفراد المجتمع، ومن حيث قوة التأثير التراكمي الناتج عنها واتساع هذا التأثير، وأخيرا من حيث ضعف هذا التأثير في مناطق وانحساره في مناطق أخرى، وبصرف النظر عن نوعية التأثير الناتج عن السمات الخاصة بكل مجتمع فإن هذه السمات تجد طريقها بكل سهولة إلي احتلال جزء كبير من عقل وتفكير المخطط الإعلامي ، ومن ناحية  أخرى، فإن التخطيط الإعلامي لهذا الجانب من المنطلقات يعتبر تخطيطا لجزئيات من كل متكامل هو التخطيط للتنمية الشاملة والمحلية، وفي مقدمتها الدراسة التي أجراها ولبرشام، على مائة دولة من الدول النامية لإلقاء الضوء على العلاقة بين الاتصال الجماهيري وبين التنمية، وقد توصل شرام إلي أن معامل الارتباط بين العلاقة بين الاتصال بالجماهير وبين التنمية. وقد توصل شرام إلي أن معامل الارتباط بين النشاط التنفيذي الذي تجريه وسائل الاتصال بالجماهير ويبن نتائج تنفيذ الخطط العامة للتنمية (متضمنة برامج التنمية الخاصة) قد وصل إلي 72% وإذا قلنا أن النشاط التنفيذي لوسائل الاتصال بالجماهير، وهو تنفيذ لخطط وبرامج إعلامية وضعها المخطط الإعلامي سلفا وإذا قلنا – كذلك – إن عمليات التنمية هي النشاط التنفيذي لخطط وبرامج التنمية (شاملة محلية) والتي وضعها وحددها سلفا المخططون في مجالات التنمية كل في اختصاصه، فإن ذلك يعني أن معامل الارتباط بين التخطيط الإعلامي والتخطيط للتنمية لابد وأن يكون على مستوى من الارتباط أعلى من 72% لأن هناك مجموعة من العوامل السلبية التي تحول – عادة- دون تنفيذ الخطط في كل من النوعين (التخطيط الإعلامي والتخطيط للتنمية) بالدقة المطلوبة، وبالتالي فإن هذه العوامل السلبية قد أضعفت مستوى الارتباط وقللت درجته إلي الدرج التي حددها شرام.

والمشاهد الآن وجود تغييرات جذرية في اتجاهات الدول النامية نحو عمليات التنمية وفق إمكاناتها وديناميكيتها واحتياجاتها، وهذا يعني أن الدول النامية أصبحت تتخذ نفسها وبشكل مباشر القرارات الخاصة بالقضايا الرئيسية بما فيها قرارات التنمية في مجالاتها المختلفة، ومن الواضح أنها من خلال ذلك – قد أدركت ضرورة إعطاء أولوية للتنمية الزراعية وطرحت جانبا الأفكار القائلة بأن التصنيع وحده هو الذي يحل مشكلات التنمية، وأصبحت معاهد الكير من البلدان النامية تخرج دفعات من الفنيين المؤهلين تأهيلا عاليا والقادرين على إحداث التغيير والتطور.

والمشاهد الآن – أيضا – من خلال تطور التخطيط الإعلامي أن مجالات الأهداف الخاصة والأساسية وتلك المتعلقة بالمجتمعات المحلية في دول العالم الثالث لم تعد ترتكز على الاهتمام بإنتاج الخامات الزراعية كما كان الحال في الماضي القريب، بل أصبح التركيز الآن موجها إلي إنتاج الأغذية ومركزا على الخطط العامة لإنتاج الغذاء بشكل وفير ورخيص نظرا للارتفاع المستمر في تكاليف استيرادها من الدول الصناعية.

القضايا الأساسية للتخطيط الإعلامي في مجال التنمية:

مسئولية الإعلام تجاه تنمية المجتمع هي تزويده بأكبر قدر من الحقائق والمعلومات الدقيقة التي يمكن للمعنيين بالتنمية التحقق من صحتها والتأكد من دقتها والتثبت من مصدرها ، وبقدر ما في الأعلام من حقائق ومعلومات دقيقة، بقدر تحقيق أهداف التنمية، ويركز الكثير من العلماء المهتمين بدور الإعلام، والتنمية على ههذ النقطة ويسمون الدور الذي يضطلع به الإعلام في تطور المجتمعات باسم (الهندسة الاجتماعية للإعلام الجماهيري) خاصة وأن هذا الدور ينصب على كيفية توجيه الجمهور لخدمة الرخاء الإنساني.

وتتضح المعادلة التي دعت إلي تسمية دور الإعلام (بالهندسة الاجتماعية) إذا عرفنا أن الهدف الجوهري للتنمية الاجتماعية لا يستطاع بدون رفع المستوى الاقتصادي باستخدام برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتوفير الخدمات وإشاعة العدالة، تلك التي تثير في نفوس أفراد المجتمع مشاعر الولاء لمجتمعهم، والذي ترتبط به كل مصالحهم الحيوية ارتباطا قويا، وما دامت تنمية أفراد المجتمع وبيئتهم المادية من الأهداف الأساسية للتخطيط، فمن الضروري أن يتم إنجاز هذه المسئولية وفق خطة مدروسة قائمة على تخطيط شامل لكافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامي والبيئية.

 

 

الجانب البشري في التخطيط الإعلامي:

وتتضمن الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية – دائما – القدر الأكبر من الاهتمام بالقوى البشرية والسياسية التعليمية، ولا شك أن تحليل السياسات العامة للخطط المختلفة لتنمية الموارد البشرية أمر لا يمكن الاستغناء عنه عند وضع خطة جيدة للتنمية. وبدون ذلك لن يتسنى أي نجاح للتخطيط، صحيح أن التخطيط العام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يتضمن – دائما قدرا من الاعتبار للقوى البشرية المتوفرة والمطلوبة ولكن هذه الخطط التي تقصر على السياسات الاقتصادية فقط ينبغي أن تعالج الموارد البشرية على أنها عوامل رئيسية للإنتاج ، ولا خلاف في ان جميع المخططين في المجال الاقتصادي – مهما يبلغ إطار التحليل عندهم من الضيق – فهم يدركون أهمية توفر العنصر البشري، خصوصا ما يتعلق بالتعليم والتدريب بوجه عام.

ويقف التخطيط الإعلامي – هنا – ليعمل على تزويد المعنيين بالتنفيذ بأكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة الصحيحة والحقائق الواضحة، وللتخطيط الإعلامي أهدافه ومسئوليته المحددة الأبعاد، ولا يخرج التخطيط الإعلامي عن الدور الذي قصده ماكس مليكان Max Mullikan فهو يقرر تسمية الدور الذي يضطلع به الإعلام والاتصال الجماهيري في ميدان التنمية (بالهندسة الاجتماعية للاتصال الجماهيري) وكيفية توجيه الاتصال الجماهيري لخدمة الرخاء الإنساني في المجتمع التقليدي.

وانطلاقا من هذا المفهوم فإن القوى البشرية تمثل أهمية كبرى في التخطيط الإعلامي على اعتبار أن المتقلين من أفراد المجتمع (قراء – مشاهدين – مستمعين) هم هدف التخطيط الإعلامي، ومن أجل ربطهم بأهداف خطة التنمية بنوعيها الشامل والمحلي، ومن أجل ربطهم بأهداف خطة التنمية بنوعيها الشامل والمحلي ، وفي مجاليها الاقتصادي والاجتماعي، وسواء كان العنصر البشري وسيلة التنمية أو غايتها، والنقطة الرئيسية في كل من التخطيط الإعلامي والتخطيط للتنمية الشاملة ، هي أن هذين النوعين من التخطيط، يهدفان أساسا إلي تطوير الشخصية الإنسانية من الجمود إلي الحركة ومن التقليدية إلي التقدمية، بالمحور الرئيسي في التنمية هو الناس أنفسهم ، والتخطيط للتنمية هو ترتيب وتنظيم ذلك بوضوح. وإذا كان الإعلام هو محاولة لربط أفكار أفراد المجتمع وتصوراتهم وقيمهم واعتقاداتهم بالتخطيط للتنمية وبأسلوب التنفيذ، ووضع المستويات الاقتصادية والاجتماعية في الاعتبار، فإن التخطيط الإعلامي هو – أيضا – ترتيب وتنظيم ذلك بوضوح اعتمادا على الإطار الثقافي هو الذي يخلق فكر كافة أفراد المجتمع بما فيه من اهتمام بالماضي وتحليل الحاضر والواقعي ونزوع إلي العمل. ومن الطبيعي أن يكون ذلك من أخص مبادئ الاتصال الجماهيري، ومن الطبيعي  – أيضا – أن يكون ذلك من أكثر خصوصيات التخطيط الإعلامي، إذ الإنسان العصري في المجتمع الحديث يتميز بعقلية تخلف كلية عن الإنسان التقليدي.

 

 

 

سلبيات التخطيط الإعــلامي:

ومن المهم أن يتفادى التخطيط الإعلامي كما يقول الطيب الخضيري مجموعة من السلبيات التي تصاب بها عادة الخطة العامة للتنمية… ولكي تتفادي الخطط الإعلامي الوقوع في هذه السلبيات التقليدية، فإن المنهج السليم هو الاسترشاد بمجموعة من التساؤلات حول الهداف أو الغاية من استخدام القوى البشرية في التنمية وهي – أي هذه التساؤلات – تضع الحدود الفاصلة بين استخدام القوى البشرية كوسيلة للتنمية (وهنا يتضح دور العنصر البشري في التنمية الاقتصادية الصناعية الزراعية والزراعية الاستخراجية) وبين استخدام القوى البشرية كغاية التنمية (وهنا يكون العنصر البشري هو المقصود بالتطوير والتحسين والخدمة) وهذه التساؤلات هي:

  • كيف يمكن الحفاظ على القوى البشرية العاملة ضد الوهن والتسرب وتأمينها ضد المخاطر التي تواجهها؟
  • كيف يمكن اختيار الأفراد المناسبين وتوجيههم إلي مجالات التعليم والتدريب المناسبة لهم بما يخدم – أيضا عملية التنمية؟
  • كيف يمكن رفع مهارات ومستويات الأداء لدى أفراد القوى البشرية العاملة في مختلف القطاعات.

وعلى أي حال فإن الاسترشاد بهذه التساؤلات في وضع الخطة الإعلامية يعصم وسائل الاتصال الجماهيري – فيما بعد – ضد الوقوع فريسة لذات السلبيات التي تقع فيها – عادة – خطط التنمية.

على أن هناك عدم مفاهيم خاطئة موروثة في التخطيط للتطوير الاقتصادي تتعلق بالجزء الخاص بتنمية الموارد البشرية في المجتمع، ولعل أوضح نموذج على هذه السلبيات تلك التي واجهت ديوب S. C. Dube عند قيامه بالمشاركة في التخطيط الإعلامي المواكب لخطة التنمية في الهند، وتتلخص في أن المخططين الإعلاميين ورجال الإدارة – أيضا – ليسوا على المستوى المتخصص الذي يؤهلهم لترجمة الكثير من الأهداف إلي خطط إعلامية مؤثرة، أو إجراء الاتصالات الفعالة مع الجهات المعنية والمختصة، ولقد اضطرت لجنة التخطيط العليا للتنمية في الهند ومعها من الوزارات المعنية إلي إجراء الكثير من البحوث الخاصة إلي حول كيفية الاتصال المؤثر وتوسيع قنوات الاتصال سواء من أجل الوصول إلي تخطيط إعلامي جيد، أو ما يتعلق منها بتشكيل السياسات العامة والتخطيط لها ومن أجل التغلب على هذه السلبيات قام Dube بعدد من الإجراءات الضرورية للتقليل من آثارها غير المرغوبة، ومن هذه الإجراءات ما يلي:

  • حل مشكلة الاتصال بين المخططين وبين وكالات البحوث الفنية المختصة.
  • توسيع قنوات الاتصال بين المخططين وبين القائمين على تنفيذ الخطة.

على أن أكثر هذه السلبيات هي ما يتعلق بالمفاهيم الخاطئة التي انتشرت في أساط المشتغلين بالتخطيط، ويقتنع بها المخططون رغم أنها تؤدي إلي نتائج عكسية عند التنفيذ، فالخطط ، عند اعتمادها على الموارد البشرية، هو فقط – تقديم إعداد الأشخاص مصنفين حسب المهن والتخصصات التي يحتاج إليها البلاد لتنفيذ برامج الخطة دون مراعاة تحديد المشكلات المتعلقة بالقوى البشرية أو التعليمية أو الاجتماعية أو المادية أو النفسية وإلقاء الضوء عليها لدراستها ولتحديدها، ومن ثم علاجها أو تلافي تأثيرها، أما الجانب الثاني الذي يصر المخطط الإعلامي على التمسك به – بالرغم من خطئة الفاجح – فهو الحصول على معلوماته وإحصاءاته عن احتياجه من القوى البشرية من الخطط الاقتصادية دون غيرها من المصادر الأخرى. ومن ثم فهو يعالج المادة الإعلامية الموجهة إلي الجمهور متخذا نفس النهج الرقمي الذي يسير عليه الخطط الاقتصادية، ولكن الصحيح فإن جميع المجتمعات الحديثة تنمي ما لديها من الموارد البشرية لتحقيق غايات اجتماعية واقتصادية وسياسية معا، وإن تنمية الموارد البشرية – في حد ذاته – غاية من الغايات السامية.

 

علاقـة التخطيط الإعلامي بالتخطط التنمية الشاملة:

لتحديد علاقة التخطيط الإعلامي بالتخطيط للتنمية الشاملة ينبغي أن توقف قليلا أمام مجموعة من التساؤلات أوردها شرام لبيان العلاقة الارتباطية بين الاتصال الجماهيري والتنمية، ومن خلالها ألقى شرام الضوء على الدور الهام الذي يضطلع به الإعلام والاتصال في تطوير وتنمية المجتمعات، وهذه التساؤلات تركز في الوقت نفسه على توضيح مفهوم التخطيط الاتصال وعلاقته بالتنمية وهذه التساؤلات هي:

  • ما العلاقة بين الاتصال والتغير في المجتمع؟.
  • كيف ينمو الاتصال الحديث؟
  • ما العلاقة بين الاتصال الجماهيري والاتصال الشخصي في برامج التنمية؟
  • ما الدور الذي يقوم به الاتصال الجماهيري للمساعدة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟
  • هل تكون متطلبات الاتصال الجماهيري المؤثر هي الاختلاف بين الدول من حيث درجة التطور والتنمية؟ أو الاختلاف في مراحل التنمية نفسها.
  • ما أنواع الإستراتيجية الاتصالية التي يمكن اتباعها في تطوير المجتمعات في البلاد النامية؟

ويؤكد شرام في معرض تعليقه على هذه التساؤلات على جانب هام هو أن رجال الاتصال والإعلام الجماهيري – في جميع الأحوال – لا يكونوا أصحاب القرارات في عمليات التخطيط والتنفيذ ، وبهذا لذلك إلي أن يكون لهم القرار الأول في تحديد المهمة الاستراتيجي للإعلام الجماهيري في أية مرحلة من مراحل الخطة جمع المعلومات حتى نهاية مرحلة التنفيذ.

أهميـــة التخطيط الإعلامي:

يعتمد تخطيط أوجه النشاط الاتصالي كوسيلة للتأثير في عملية التغير في البلدان النامية على مفهوم هذه البلدان للتنمية وعلى ماهية الأهداف المطلوب تحقيقها بالجهود التنموية.

والتخطيط الإعلامي ليس سوى جزء من التخطيط القومي الشامل للتنمية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي إذا كان متواصلا بالتنمية الشاملة، ولا يتصل التخطيط الإعلامي – فقط – بالتغير المادي، ولكنه يتصل – أيضا – المتغيرات النفسية والاجتماعية والمعنوية والثقافية لدى أفراد المجتمع.

ويختلف التخطيط الإعلامي من مجتمع إلي آخر ومن دولة إلي أخرى ومن نظام إعلامي إلي نظام آخر وطبقا للمفاهيم والثقافة السائدة، بل تختلف في البلد الواحد من مرحلة إلي أخرى وفقا للإستراتيجية العامة للمجتمع والتي تتضمن الأهداف العليا التنموية للوطن وللإستراتيجية الإعلامية التي تستوعب هذه الأهدفا العليا للسياسة الإعلامية التي تترجم الإستراتيجية الإعلامية إلي مبادئ ثابتة وترتبط معها في إطار السياسات الأخرى السكانية والتعليمية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية وتعبر عنها في شكل خطط إعلامية تمثل الأهداف التي ينشد المجتمع تحقيقها خلال فترة زمنية طويلة،، وخطط تفصيلية تمثل الترجمة التفصيلية لأهداف الخطة في شكل مشروعات وأعمال محددة بتوقيتات زمنية محددة.

ويمثل التخطيط ضرورة مهمة لإنهاء حالة التخلف التي يعيش فيها البلدان النامية سواء بالنسبة للأنشطة التنموية أو الأنشطة الاتصالية… وترجع إلي أنه أصبح أحد السمات المميزة لعصرنا الحاضر.. فكل الدول على السواء أدركت أنه الضمان الوحيد لاستخدام جميع الموارد الوطنية المادية والطبيعية والبشرية بطريقة علمية وعملية وإنسانية لتحقيق الخير لجموع الشعب وتوفير الرفاهية لهم مع البعد عن العشوائية والتلقائية والارتجال ومن هنا يوصف العصر الحاضر في كثير من الكتب العلمية بأنه عصر العلم وعصر التخطيط.

ومن ناحية أخرى فإن إهمال التخطيط يعوق عملية التنمية ففي دراسة عن الإعلاميين وقضايا التنمية الشاملة لألفت آغا جاء في مقدمة الأسباب الاقتصادي التي أعاقت تنمية المجتمع المصري والتخطيط الاقتصادي ببساطة هو التعرف الكامل على الموارد المتاحة للمجتمع في سنة معينة (سنة الأساس) وأوجه استخدام تلك الموارد ثم رسم الصورة المثلى لوضع الموارد والاستخدام في نهاية الخطة وأخيرا اقتراح السياسات والإجراءات والمشروعات الكفيلة بنقل المجتمع من أوضاع سنة الأساس إلي الأوضاع المنشودة في نهاية مدة الخطة، والمتتبع لحركة الاقتصاد المصري خلال الفترة ما بعد عام 1962م وحتى الثمانينات يلاحظ أن هذا الأسلوب لم يتبع بالمعنى السابق إلا في الخطة الخمسية (60/61- 64/ 1965) أما دون ذلك فلا يعد من التخطيط في شيء ، وهنا يرى البعض 36.5% من العينة أن قصور العملية التخطيطية بمعنى عدم الأخذ بالعناصر الأساسية للعملية التخطيطية أثر على معدلات أداء الاقتصاد القومي وذلك نتيجة للنقص الشديد في الموارد وسوء توزع الثروة في المجتمع.

فقصور التخطيط ليس قاصرا على الجانب الاقتصادي وإنما شمل جوانب التنمية الأخرى الروحية والفكرية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية.

ومعظم خطط التنمية العربية كما أشرنا إلي ذلك تقرير اللجنة العربية لدراسة قضايا الإعلام والاتصال في الوطن العربي لا تنطلق من الواقع الموضوعي للبلاد، ولا تلتزم بسلم اولويات مدروس بشكل كاف وتعبر الخطة في أحيان كثير عن رغبات السلطة لا عن الحاجات الموضوعية للبلد المعني.. وتنصل باعتمادها على الخبرة الخارجية.

وفي مجال التخطيط الإعلامي فإنه غالبا كما يقول التقرير.. ما تكون الخريطة البرامجية التي يضعها المسئولون عن التنسيق شكلا أكثر منها مضمونا.. وأن ملء الفراغ هو السياسة السائدة غالبا ولا يبقى لدى المسئولين عن الاختيار إلا القبول بما هو موجود.

ونتيجة لهذا القصور في التخطيط الإعلامي فقد تدفقت الرسائل الاتصالية في اتجاه واحد في القمة إل القاعدة.. وتركز الاهتمام على الجماهيري العريقة في المدن دون القرى وحتى دون المناطق العشوائية بالمناطق الحضرية وعدم الاهتمام بالتالي بإشباع حاجاتهم. فضلا عن أن هذه الدول لم تشجع تمثيل الجمهور في الإدارة ووضع السياسات ولهذا أصبح الوضع الحالي من ناحية البناء الطبقي لتدفق المعلومات والمضمون في حاجة إلي مراجعة لتضييق الفجوة بين السياسات التنموية الإعلامية. ولن يتم تلافي هذه الفجوة إلا بالالتزام بالتخطيط.

فالتخطيط عامل أساسي لإحداث التنمية ولا يمكن للتنمية أن تسير في مسارها الصحيح بدون تخطيط.. وترجع أهميته لأسباب عديدة أهمها:

  1. لتحديد احتياجات المجتمع بطريقة علمية وترتيب أولوياتها.
  2. لوضع إستراتيجية العمل في المجتمع لمقابلة متطلباته واحتياجاته.
  3. لتحديد المشكلات التي تواجه المجتمع واختيار أنسب الطرق لمعالجتها.
  4. لتحقيق التوازن في التنمية بين القطاعات المختلفة.
  5. لتحديد مستويات الجهات المختلفة المسئولة عن التنفيذ.
  6. لربط مجهودات التنمية في مختلف أنحاء المجتمع ببعضها.

مفهوم التخطيط الإعــلامي:

يقصد بالتخطيط الإعلامي بصورة عامة ما يعرفه علي الحوت هو التدابير والإجراءات التي يتخذها فرد أو جماعة أو هيئة أو دولة من اجل تحقيق غايات وأهداف محدودة في مدى زمني قد يكون قصيرا أو بعيدا.

ويعرفه محمد شافعي بأنه (مجموعة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية معبرا عنها في صورة كمية ومهام محددة).

ويعرفه الدكتور سمير حسن بأنه اعتبار عن مجموعة من المراحل والخطوات التي تتخذ لمواجهة الظروف فترة زمنية مستقبلية، ويبدأ التخطيط كنظرة مستقبلية بالتفكير ومحاولة التنبؤ بما يمكن عليه الظروف المستقبلية مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات والظواهر التي يمكن أن تعلب دورا أساسيا في التحكم في الصورة المستقبلية ودراسة كل الإمكانات والموارد والجهود التي يمكن استخدامها وكيفية الاستخدام الأمثل لها ثم تأتي أخيرا مرحلة تحديد الأهداف ورسم السياسات التي يجب إتباعها خلال الفترة الزمنية القادمة التي يوضع لها التخطيط بغية تنفيذ هذه الأهداف واتخاذ القرارات على ضوء التصورات والتنبؤات والموارد المتاحة والممكنة – والتي يمكن بمقتضاها مواجهة ظروف المستقبل وتحقيق الأهداف المطلوبة التي أمكن تحديدها.

وهذا يعتبر التخطيط بهذا المفهوم البداية المنطقية السليمة لأي عمل مطلوب إنجازه بمستوى عال من الكفاءة والفعالية كما يدل على أن التخطيط عملية مستمرة ودائمة وليست نشاطا وقتيا وأنه يتضمن مجموعة من المراحل والخطوات المتعاقبة يتوق نجاح كل منها على نجاح الخطوة السابقة عليها.

فالتخطيط الإعلامي – إذن – عبارة عن مجموعة من الخطوات والمراحل المتزامنة التي تواكب نظريتها في مجال التخطيط للتنمية، وتعتبر هذه الخطوات جزئيات متكاملة لا تستطيع جزئية منفردة تحقيق الأهداف المنوطة بها في غيبة الجزئيات الأخرى، وهذه الخطوات أو المراحل كالآتي:

أولا: مرحلة التخطيط الإعلامي:

وتهدف إلي جمع البيانات عن مجموعة من المتغيرات وتحليلها وتشمل هذه البيانات ما يأتي:

  1. التعرف على الإستراتيجية التنموية للمجتمع وأهدافها.
  2. جمع معلومات عن الإستراتيجية الإعلامية عامة وإستراتيجية الاتصال التنموي.
  3. التعرف على الركائز الأساسية للسياسة الإعلامية المتبعة.
  4. تحديد أهداف الخطة الإعلامية بصورة عامة.
  5. تحديد أهداف الخطة الإعلامية بالنسبة للقضايا المتصلة بالتنمية كقضايا الزيادة السكانية – البطالة – الإرهاب – التلوث البيئي – الوعي الصحي.
  6. تحديد الأهداف بالنسبة للشرائح الاجتماعية المختلفة.
  7. تحديد الأهداف السابقة وفقا للوسائل الاتصالية المختلفة.
  8. تحديد المتطلبات العاجلة التي يقوم الإعلام بمعالجتها من أجل دفع عملية تنمية وتطوير المجتمع.
  9. تحديد كيفية وأسلوب التكامل بين الوسائل الاتصالية لتحديد الأهداف المتوقعة.
  10. تقسيم الأهداف وفقا للمراحل الزمنية المحددة للخطة.
  11. تحديد حجم وطبيعة مصادر الثروة الموجودة في المجتمع والممكن استخدامها في التنمية وفي مقابلة الاحتياجات العامة لهذه التنمية، وحتى يكون هناك حدودا للعمل الإعلامي لا يتعداها ويقصر عنها.
  12. توفير المعلومات والإحصاءات التفصيلية لدى المخططين على وجه العموم (الإعلاميين وغير الإعلاميين) على المناطق التي يتم التخطيط لتنميتها، الأمر الذي يؤدي المخطط الإعلامي إلي إعطاء كل من هذه المناطق القدر المناسب من الاهتمام والمعالجة الإعلامية خلال الخطة.
  13. تحديد أوجه الاختلاف بين المناطق المختلة، ذلك أن هذه الاختلافات تتعدد بتعدد المناطق التي تتكون منها الدولة فهنالك – على سبيل المثال – الاختلاف في العادات والتقاليد بين مجتمع محلي ومجتمع آخر محلي، مما يجعل طبيعتها مختلفة متنوعة، ومن الحتمي أن يتم التخطيط الإعلامي على أساس المناطق منفردة على أساس كل المناطق مجتمعة.
  14. تحديد الأساليب والاستراتيجيات لتوجيه النشاط الاتصالي.
  15. إعداد الخطة وتحديد التوقيتات للتنفيذ.
  16. إعداد الإجراءات للتنفيذ.
  17. مراجعة الخطة وتقويمها مبدئيا.

مقومات نجاح التخطيط:

  • الشمول: وهو شمول التخطيط الإعلامي لكافة المجالات التنموية ولكافة أنواع الجمهور وكذلك لكافة عناصر العملية الاتصالية المرسل والرسالة والجمهور والأثر… لأن كل عنصر يعتبر مؤثرا ويؤثر في العناصر الأخرى.
  • التكامل: ويعني التكامل مع الخطط والبرامج الإعلامية السابقة ومع الخطط والبرامج التنموية.
  • المرونــة: ويعني القدرة على التعديل الطارئ لمواجهة الظروف غير المتوقعة للقائم بالاتصال.
  • الاستمرارية: بمعنى أن نتصور أن كل مرحلة تتصل بما قبلها وتؤدي إلي ما بعدا.. فمرحلة الإعداد والتصميم لا تنفصل عن مرحلة التخطيط ولا عن مرحلة التخطيط ولا عن مرحلة التنفيذ.. وهذه الأخيرة لا تنفصل عن مرحلة التقويم، أي أن الخطة كلا متكاملا مرتبطة ببعضها بطريقة عضوية ضمانا لاستمرار العل ووفائه بالغابات المنشودة.
  • التكلفة: على أساس وحدة تكلفة لاستخدام وسائل الإعلام المختلفة.
  • يسر الأداء: أي تتوفر جمع وسائل أداء الخطة الإعلامية وتنفيذها.

أنواع التخطيط:

ويمكن التمييز بين عدة أنواع من التخطيط الاتصالي وذلك بناء على عدة أسس هي:

* وفقا للأساس الزمني:

وينقسم إلي:

  • تخطيط قصير المدى أو عدة شهور.
  • تخطيط متوسط المدى ويمتد لسنة أو أكثر وفي حدود ثلاث سنوات.
  • تخطيط بعيد المدى ويمتد لخمس سنوات أو أكثر.

* وفقا لنطاق الخطــة:

وينقســم إلي:

  • خطة رئيسية تشمل نشاط الاتصال التنموي ككل.
  • خطة فرعية تختص بوسيلة معينة أو منطقة معينة أو جهود معينة أو نشاط محدد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

الفصل الخامس

سياسات الإتصال في الدول النامية

تعرف سياسات الاتصال بأنها مجموعة المبادي والقواعد والتوجهات والممارسات الواعية والسلوكية الشائعة التي يقوم عليها النظام الاتصالي في زمن معين .

وتعرف ايضا بأنها الممارسات الواعية والمدروسة والسلوكيات الاتصالية في مجتمع ما والتي تهدف الي تلبية الاحتياجات الاتصالية الفعلية من خلال الاستخام الامثل للامكانيات المتاحة في المجتمع .

وهناك تعرفيات أخري كثيرة ولكنها تصب كلها في نص واحد .

لايعني ذلك أن السياسات تكون مكتوبة او معلقة .

تختلف البلاد العربية فيما بينها في اسلوب وضع السياسات ، ولكن الامر برمته متروك للتشريعات والقوانين التي تحكم العملية الاتصالية تبعا لنظام الحكم في كل قطر عربي.

سواء كانت هذه السياسات الاتصالية في الوطن العربي مكتوبة ومعلنة أم بعد عنها فقط في الممارسات الشائعة فإنها نجد في معظم الاحوال سندها التشريعي في الدستور والقانون الجنائي والمدني والاداري . ومع ذلك نجد أيضا قوانن المطبوعات ، ولكن في بعض الدول العربية لا توجد أي قوانين أو تشريعات إتصالية إنما الامر متروك للسلطة التقديرية للاجهزة الامنية وتوجهات النظام العامة .

في الاخر نجد أن تطبيق القوانين والتشريعات في الوطن العربي يخضع في التطبيق لاتجهات السلطة واحيانا لمزاجها واحيانا لاعتبارات شخصية . وفي الاخر ان العبرة ليست في التشريعت الاعلامية او في القانون سواء كانت هذه التشريعات والقوانين مكتوبة او معلقة لكن العبرة في التطبيق والممارسات التي تعكس روح التشريعات لصالح النظام الاتصالي .

فمثلا ما قيمة الحرية في ظل الاحكام العرقية .وما قيمة إقرار حرية الفرد مع حرمانه من حق اصدار الصحف . فالغرض دائما من التشريعات هو تنظيم العمل وحفظ الحقوق . لذا فان المجتمع يجب ان يحدد احتياجاته الاتصالية وان النظام الاتصالي يحدد الوظائف والقيم الاجتماعية التي تشبع تلك الاحتياجات ولكن يصح القول ايضا ان النظام الاتصالي هو الذي يقوم في بعض الحالات بتحديد الاحتياجات الاتصالية للمجتمع في ضوء تصوره لمصالحه ، هناك سمات عامة للسياسات القطرية في الوطن واوجه للتشابه . رغم اختلاف السياسات الاتصالية القطرية في الوطن العربي واختلاف ما تعكسه  من نظم سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية الا ان هناك تشابها في المشكلات الاتصالية وتشابها في الحلول المطروحة . وتمثل أوجه التشابه في الاتي :-

  • ان سياسات الاتصال والاعلام لم تدمج مع سياسات التنمية القطرية والدليل الاهمال الواضح في تنمية قطاعات الاعلام وعدم التنسيق في القطاعين الاتصالي والقيمي علي الرغم من اهمية دعم الاعلام التنموي لاهداف التنمية العامة .
  • عدم مقدرة معظم الدول العربة علي تحويل سياساتها الاتصالية الي خطط طموحة طويلة الامد .

يرجع بعض الباحثين العرب السبب في ذلك الي ان التخطيط الاعلامي نفسه حديثا مقارنة بالتخطيط في المجالات الاخري سواء اكانت اقتصادية او اجتماعية او غيرها .

  • ليس هناك اساس من المعلومات والوثائق تبني عليه الدول العربية سياساتها الاعلامية لذا نجد دائما هذه السياسات عشوائية و مبنية علي نهج خاطي وغير صحيح ، ويرجع السبب في ذلك الي قلة الكوادر البشرية وضعف وسائل التدريب و ضعف الشبكات الوطنية اضافة الي اعتبارات اخري سياسية واقتصادية ، بالرغم من وجود بعض المبادرات في هذا المجال قطرية وقومية .

اذا قامت بعض الاذاعات في الوطن العربي بانشاء مراكز لبحوث المستمعين والمشاهدين وعلي المستوي القومي نجد المركز العربي لبحوث المستمعين والمشاهدين في بغداد والذي تبع تحت ادارة جامعة الدول العربية والان حديثا في حديثا في قطر مركز الجزيرة للتدريب الاذاعي والتلفزيون .

  • تنمية السياسات الاتصالية في الدول العربية لدعم الانظمة القائمة وتوجهاتها في المجالات المختلفة ، وتعمل هذه السياسات لبقاء سلطة هذه الانظمة ، لذافهي بنت السلطة لما كانت السلطة مركزة في العواصم نجد وسائل لاتصال هذه الأخرى في العواصم ، لذا فان السياسات الاتصالية في الدول العربية كلها ذات توجه سياسي ، ترأس النظام الاتصالي بحكم سيطرته علي الوسائل الإعلامية هو صاحب الصوت الأعلى . لذا نجد أن الإعلام هابط من اعلي إلي أسفل
  • تتسم السياسات الاتصالية دائما بالانعزال عن السياسات التعليمية والسياسات الثقافة والرياضية والدينية والشبابية .
  • تسعي سياسات الاتصال في الوطن العربي علي المحافظة علي القيم الاجتماعية السائدة سواء كانت أصيلة أو مكتسبة من عهود الاستعمار ، هذا ما يدل علي عدم مقدرة الأعلام العربي في تغير أنماط السلوك الاجتماعي السائد مثال ذلك ترشيد الاستهلاك وتنظيم الأسرة وغيرها .
  • الاهتمام بالسياسات القطرية وليس السياسات القومية .
  • الصراع العربي الإسرائيلي ليس عنصراً أساسياً في سياسات الاتصال .
  • اتجاه السياسات الإعلامية للاستثمار في البنيات الإسلامية من أجهزة ومعات حديثة مع الإهمال الكامل للكوادر البشرية .

فمن وجهة نظري الخاصة أن هذا الذي يحصل لوطننا  العربي من تخلف وضياع تخبط في السياسات سواء ا كانت إعلامية أو تنمية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها سببه الأساسي غياب الديمقراطية وعدم مشاركة السواد الأعظم من هذه الشعوب المغلوبة علي أمرها والتي يراد لها أن تنام وتأكل و بس وتترك الأمور لهؤلاء القادة الذين يدعون المقدرة علي حل كل الأمور في أن يفكروا عنهم ويقرروا لهم ، هذه هي المصيبة الكبيرة التي يمر بها عالمنا العربي أزمة الديمقراطية كلمة واحدة وبعدها تحل كل المشاكل / بالديمقراطية نستطيع أن نضمن سياسات إعلامية واضحة تتيح مشاركة الجمهور في وضعها وإبداء رائهم فيها وتعديلها ويكون ذلك طبقا بمشاركة المختصين من الإعلاميين والخبراء ، والحمد لله وطننا العربي يزخر بالخبرات الإعلامية والتي يمكن أن تضع سياسات إعلامية  ذات قيمة فيما إذا أشركت في وضع هذه السياسات وتستطيع هذه النخب ان تجعل من السياسات الإعلامية خطط طموحة طويلة الأمد وليست خطط قصيرة هدفها خدمة هذه الأنظمة  .

فالديمقراطية لو تحققت في عالمنا العربي فسوف تقوم صحافة حرة هدفها يكون مراقبة هذه الأنظمة وكشف فسادها فلن تستطيع بعد ذلك وفي ظل الديمقراطية أن تملي شروطها وتوجهاتها ، وان يكون هدف هذه الوسائل هو الفرد والجماعة والمجتمع وليس النخب الحاكمة .  في ظل الديمقراطيات توضع السياسات الإعلامية التي يمكن ان تدعم التنمية وتهتم بالإطار القومي للوطن الكبير . وظل الديمقراطيات يمكن لسياسات الاتصال أن تكن فاعلة ومؤثرة علي ما في القطاعات الخدمية الأخرى من اجتماعية واقتصادية الا ألان أصبح دور الإعلام مؤثرا في كل مجالات الحياة في ظل الديمقراطية يتحرر الإعلام من التبعية للسلطة ويؤدي دورها كاملا كما ينبغي وان تصبح الصحافة هي السلطة الرابعة التي تراقب وتحاسب وتسقط الأنظمة .

 

 

القائم بالإتصال في الوطن العربي كمثال للقائم بالاتصال في الدول النامية

إن الإعلام مهنة ورسالة وصناعة وهو جزء أساسي من تركيبة المجتمع يتفاعل مع أحداثه وأفكاره ويساير تطوراته وتفاعلاته . وتتوقف فاعلية وسائل الاتصال المختلفة في التأثير في الأطراف المستقبلة لها علي عوامل عديدة تتعلق بمضمون العمل الإعلامي ومنهجه والآليات المستخدمة ، كما تتأثر بعوامل البيئة المحيطة مثل النمط الثقافي والاجتماعي في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة فقد احتلت وسائل الاتصال مكان الجهاز العصبي في جسم الإنسان  فهي المحرك والمعبر عن مقومات الحياة الإنسانية وهي الرفيق الملازم للفرد الذي يخرج به عن عزلته ويرتفع الي المطامح الحضارية وتشكيل أفكاره والثقة والموثقة للعلاقات مع الآخرين .

مما تقدم يتضح لنا أهمية القائم بالاتصال كأحد أركان العملية الاتصالية ، بل الركن المؤثر والفاعل الذي يثر ويتأثر ويتفاعل مع البيئة التي يعمل بها والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسائدة من حوله ، كما تؤثر السياسات الاتصالية في عمل القائم بالاتصال ، لان السياسات الاتصالية هي التي تحدد حقوق و واجبات القائمين بالاتصال وحركتها وكل ما يتعلق بتنظيم المهنة .

ففي الوطن العربي نجد أن الدول العربية لها سياسات تتعلق القائمين بالاتصال منصوص عليها في الدساتير والتشريعات ، ومع ذلك فان العبر دائما ليست بالنصوص المكتوبة ولكن العبرة في تنفيذ هذه النصوص وتفسيرها تفسيرا يحفظ للقائم بالاتصال حقه مع حرصه علي أداء واجباته .

فتحدد سياسة كل دولة حقوق وواجبات القائمين بالاتصال لديها ، ويمكن حصر هذه الحقوق في الأتي :-

  • حق الممارسة :

وهو حق ممارسة العمل الصحفي ، هنا مجموعة من الدول العربية تطلق هذا الحق والبعض الأخر يقعده بالحصول علي ترخيص مسبق من الدولة .

  • حدود الممارسة :

بعض ما هو محظور وما هو مسموح ، هناك من الدول ، ما يسمح بالنقد المباشر ولكن هذه الدول قليلة ، وليس معني النص علي النقد لرئيس الدولة هو مطبق فعلا وتمتد المحظورات في بعض الدولة العربية لتصل منع تجيه النقد الي الدول الصديقة وتطول قائمة المحظورات في دول اخري فتشمل الجيش والشرطة والاقتصاد بحجة أن ذلك يمكن ان يهدد الاستقرار و التنمية .


  • الجزاءات والصعوبات :

تختلف طبيعتها من دولة عربية إلي أخري وهي ثلاثة أنواع جزاءات وعقوبات قضائية وتمتد هذه الصعوبات لتشمل الصحفي و الصحيفة أو المؤسسة القائمة بالاتصال .

  • الحق في التنظيم المهني :

تعتبر التنظيمات المهنية في مجال الاتصال من التنظيمات المهمة والتي يجب ان تشارك في وضع السياسات الاتصالية في الوطن العربي ولكن هل هذا موجود بالفعل في الوطن العربي ليس كذلك ولا في أي قطر عربي واحد بل ان هذا الحق غير مسموح به في معظم الدول العربية وخاصة الدول الخليجية التي لا تسمح بقيام تنظيمات نقابية سواء كانت إعلامية في مهن أخري مما يترتب عليه ضياع حقوق العاملين في المؤسسات الاتصالية في هذه الدول.

من واجب هذه النقابات او التنظيمات توفير الضمانات الأزمة لممارسة المهنة سواء ا كانت اقتصادية مثل المسائل المالية من أجور ومكافأت ومعاشات أو ضمانات مهنية تضمن لهذه النقابات المشاركة في وضع السياسات الاتصالية والحق في الحصول علي الحقائق والحق في المحافظة علي سرية المصادر .

كما ان في واجب هذه النقابات الدفاع عن منتسيبها بما يصيبهم من ضرر سواء كان مادي او معنوي وعدم احنكارهم واعتقالهم . مما تقدم نرى اهمية هذا الحق في العمل الصحفي فهو لو تم بصورة منضبطة ستكون فائدته علي القائم بالاتصال وعلي الصحيفة والوسيط الاعلامية وعلي مضمون الرسالة .ولكن الخوف من التنظيمات في معظم الدول العربية يعيق عملها ويجعلها غير قادرة علي تقديم شئ يذكر وحتي الدول التي بها هذه التنظيمات فانها تدور في فلك النظام الحاكم ولا تعبر عن حقوق القائمين بالاتصال في هذه الدول العربية .

  • الاخلاقيات المهنية :

تعد مواثيق الشرف مكملة للحقوق والضمانات المكفولة للقائمين بالاتصال ، وهي قواعد اخبيارية تمثل التزاما راتبا لرجال الاعلام . فقد اهتم الاتحاد العام للصحفين العرب من نشاته عام 1964م علي المسئولية الصحفية تجاه الوطن الكبير ودعا الصحفين العرب الي توخي الامانة والصدق وتجنب كلها يمكن ان يؤسي الي علاقات الدول العربي وان يعمل الصحفين العرب علي الحث علي التضامن العربي والعمل علي نشر اللغة العربية وسلامتها ، ومكافحة الاستعمار بكل جوانبه وانواعه .

  • الممارسات :

هنا تكمن المشكلة بالنسبة للصحفين في الوطن العربي اذ يعاني الاعلامين في الوطن العربي من الممارسات الكريهة من فعل القائمين علي امر الاعلام بالرغم من الضمانات والدساتير المكتوبة . فمشكلة القائمين بالاتصال في الوطن اتكمن في شئ واحد  ومشترك وهو غياب الديمقراطية فان ابسط تصور لواقع الصحفي العربي انه فاقد حرية التعبير امام رئيس التحرير لانه اذا خالفه مهدد بالفصل والتشريد و فاقدا حريته امام القوانين والتشريعات والسلطات . كما انه فاقدا لمن يدافع عنه اذا تعرض لمشكلة ما ، وما اكثر المشاكل التي يتعرض لها الصحفين في الوطن العربي والتي تبتدي من الحبس والاعتقال وتنهي بالضرب والاهانة والسجن وقد تصل الي .النفي او الاعدام . وقد يتعدي هذا الواقع الصحفي ليشمل ايضا الصحيفة التي يمكن ان تغلق ويطال هذا الامر التنظيمات والنقابات التي يمكن حلها وابقافها عن العمل .

هذا واقع الحال للقائم بالاتصال في الوطن العربي ، فلا تجد حقا واحدا يمكن ان تقول انه يتمتع به بصورة ديمقراطية . كل حقوقه خاضغة الي امزجة حكامنا العرب .قد وصل الحال في احد الدول العربية وهي دولة الامارات العربية المتحدة في ابو ظبي بالتحديد ، ذهب العاملين الصباح عادي الي عملهم ليجدو الاذاعة مغلقة وامام الباب حارس منعهم من الدخول والسبب ان وزير الاعلام اصدر امرا بغلاق الاذاغة بدون سابق انذار . ماذا كان مصير العاملين في هذه الاذاعة المواطنون منهم تم استيعاب قليلا منهم في اذاعة القرآن الكريم اما الغالبية من المواطنين والاجانب فكان مصيرهم التشريد .ماذا نقول في مثل هذه السياسات الاعلامية التي لا تحافظ حتي علي الحق البسيط للقائم بالاتصال . يرجع السبب في ذلك اولا واخيرا الي غياب الديمقراطية في عاملنا .

تأهيل مهنيو الاتصال في الوطن العربي كمثال للتاهيل في الدول النامية

يتوقف اهمية الدور الذي تؤديه وسائل الاتصال في الوطن العربي علي طبيعة العلاقة بينها وبين النظامين السياسي والاجتماعي ، لان العملية الاتصالية هي نتائج بناء اقتصادي واجتماعي في مرحلة من مراحل التطور الانساني ، فلو ان عالم السياسة يقوم علي القوة او مستند الي الشرعية او مبني علي المشاركة فلا بد اذا من وجود وسائل الاتصال لنقل الرسالة الي الجمهور المستهدف . فمن يكمل وسائل الاتصال يؤثر علي السلطة ، والتكنولوجيا وفرة كم هائل وقدرات كبيرة لصناعة الفكر وتوجيه المعرفة ، هذه التكنولوجيا اذا تحتاج الي كوادر بشرية مدربة حتي تستطيع ان تستقبل هذه  القدرات  وهذه التكنولوجيا الاستقلال الامثل وتستطيع ان تقدم رسالتها  الاعلامية بصورة واضحة وفاعلة ، لذا كان الاهتمام بالتأهيل الاكاديمي والتدريب المهني للقائمين بالاتصال في الوطن العربي ، وتتوقف المعالجة هنا علي القائمين بامر الاتصال الجماهيري. يرجع تاريخ التاهيل الاكاديمي في مجال الاعلام في الوطن الوطن العربي الي نصف قرن مضي عندما افتحت الجامعة الامريكية فرعا لها في القاهرة يهتم بدراسة الاعلام او الصحافة تحديدا تلت هذه المحاولة انشاء معاهد ومراكز اخري في مصر ، بعد عمت التجربة دولا عربية كثيرة وانتشرت امام الاعلام وكلياته بطريقة غير مرتبطة بنظرية خاصة او متحدة من الدافع العربي وانما نظريات مستوردة من الغرب ومن تراثه ، كما ان الاعلام وموارده التي تدرس في هذه الكليات لا يعطي اهتمام بالتنمية كمكون اساسي للبناء الاجتماعي ، فكل الذي كان يدرس هو نسخ لنظريات غربية تهتم بالعلمي العربي والسبب في ذلك ان هذه الكليات قد انشئت ارتجاليا دون مراعاة الحاجة الفعلية لهذه الدول من الاعلامين كما ونوعا لذا نجد ان المشكلات في هذا الجانب تكاد تكون متشابهة وواحدة . لذا نجد ان معظم معاهد الاعلام في الوطن العربي تعاني من نقصا اما فنيا او ماديا ، لذا فاننا نجد ان هناك مشكلات عدة اعترضت ما زالت عملية تاهيل القائمين بالاتصال في الوطن العربي نوجزها في الاتي :-

  • افتقار الي التخطيط :

الارتجالية في انشاء المعاهد الاعلامية ادي الي مخرجات ضعيفة لا ذلك لم يسبقه دراسات وافية لتجويد احتياجات السوق الاعلامي وتوفير الامكانيات الفنية والكوادر البشرية اللازمة للتاهيل والتدريب . وفي كثير من الاحيان تم انشاء هذه  الاقسام فقط لتكملة الهياكل الاكاديمية . فكان نتاج ذلك خروج اعداد كبيرة من الطلاب وهم لا يحملون سواء المؤهل فقط أي شهادة لا تعبر عن محتوي او مضمون جيد كما ان هذا الواقع ابرز مشكلات كثيرة اذ ان الخريج من معاهد الاعلام يجد منافسة قوية في المؤسسات الاعلامية من خريجي الكليات الاخري مما جعل الطلاب منذ البداية يهربون من هذا التخصص ، كما ان بعضهم لا يريد التعامل مع السلطة .

  • نقص الكوادر العلمية :

تعاني غالبية المعاهد الاعلامية في الوطن العربي من نقص الكوادر العلمية المؤهلة مما دعا بعض الكليات في الوطن العربي الي الاستعانة باجانب للتدريب ، هذه التجربة لم تكون ناجحة لان الاجانب عادة ما ياتون لاجراء بعض التجارب علي بئياتنا المحلية او لاهداف سياسية اخري . كما ان خطورة هذا التخصص والاستعانة بخبرات اجنية يكمن في ان مجال الاعلام يهتم بتشكيل الاتجاهات والافكار والتطلعات .

  • نقص المراجع الاكاديمية :-

هناك نقص في الكتاب الاكاديمي في الوطن العربي ، ما عدا مصر ولكن في باقي الدول ان وجد فان سعره مرتفع لذا فان المراجع مشكلة في معظم البلاد العربية ، كما ان ازمة النشر في عالمنا العربي تزيد من المشكلة وتعقيداتها . كما ان التاهيل الاكاديمي ياخد بعدا اخر في دول المغرب العربي ، اذ يضاف الي مشكلة ندرة

 

المراجع مشكلة اللغة اذ ان الجامعات في المغرب العربي تدرس باللغة الفرنسية فهو ما يعتبره البعض عائقا ولا توجد معاهد تدرس باللغة العربية والذي يساعد في ذلك سوق العمل نفسه بفضل الخريج الذي اكمل دراسته باللغة الفرنسية كما ان الطلاب انفسهم يرغبون في الدراسة باللغة الفرنسية التي تساعدهم علي اكمال دراساتهم العليا في فرنسا مثلا ، حتي الاساتذة انفسهم يفضلون الحل الاسهل وهو التدريس باللغة الفرنسية . يذهب البعض ايضا الي القول ان اللغة العربية لا يمكن ان تكون لغة صالحة لتدريب مادة الاعلام وهذا طبعا كلام مردود اما من حيث التدريب فالحال ليس افضل من التاهيل الاكاديمي ، فالاصل في التدريب انه يجب ان يتم في المؤسسات التعليمة او في المؤسسات الاعلامية ولكن ونسبة لان الاساتذة في هذا المؤسسات التعليمة يغلب عليهم الجانب القطري  فانهم يفعلون التدريب العملي فاذا تم يعهدون بذلك للمؤسسات الاعلامية والتي لا تهتم كثيرا بالمتدريبين . كما اننا نجد ان المؤسسات التعليمة نفسها تنقصها المعدات والاجهزة التدريبية اللازمة التي يمكن ان يستخدمها الطلاب للتدريب فتتخلص مشكلات التدريب في الوطن العربي في الاتي :-

  • الافتقار الي سياسات تدريبة محددة
  • عدم تحديد الاحتياجات الفعلية التي تحتاجها المؤسسات الاعلامية.
  • نقص الاجهزة والمعدات الخاصة بالتدريب .
  • عدم وجود حوافز مادية تشجع علي التدريب .
  • نقص المدربين المؤهلين لهذا العمل .
  • الافتقار الي برامج تدريبية منظمة .
  • التدريب يميل عادة للتعميم وليس الي التخصص .

هذه هي مشاكل التاهيل والتدريب في الوطن العربي ، لمعالجة هذه الامور لا بد من وضع تصور يعالج هذه المشاكل من جذورها علي المستويين القطري والقومي ، علي المستوي القطري يجب ان تحدد كل دولة احتياجاتها الفعلية من  الكوادر الاعلامية التي تحتاجها وبناء علي ذلك يتم التوسع من عدمه في المؤسسات التعليمة وايضا لابد من شروط ضابطة لهذه المؤسسات ، لان المؤسسات الاعلامية لا تقل في اهميتها عن المؤسسات الاخري الصحية او الاجتماعية او غيرها في ايضا تحتاج الي مخرجات مؤهلة جيدة حتي تستطيع ان تقود العمل الاعلامي بكفاءة عالية . لذا يجب ان توفر لهذه المؤسسات التعليمة الامكانيات المادية والفنية وتوفير الكادر العلمي المؤهل ويجب ان يعتمد في ذلك علي الكادر المحلي او القومي وان يستبعد تماما الكادر الاجنبي الا اذا كان ذلك في شكل استيشاري . كما يجب ان تتوفر لهذه المؤسسات التعليمية المناهج والكتب والمراجع العربية والاجنبية والتي تتناول النظريات الحديثة للاعلام ، وتكون مواكبة لروح العصر والتغيرات التي حدثت والثورات الكبيرة في عالم المعلومات والاتصالات كما يجب أن يرافق التأهيل الأكاديمي في المؤسسات التعليمية التدريب المهني للطلاب في فنون الصحافة والإخراج والكتابة والتحرير والمونتاج والإضاءة  والصوت وغيرها من مخصصات العمل الإعلام وان تكون برامج التدريب واضحة ومفصلة ومصاحبة للمواد التي تدرس ولا يمكن أن يتم ذلك إلا إذا كانت هذه المؤسسات التعليمية مزودة لوسائل هذه التخصصات كالاستوديوهات الحديثة المزودة بكاميرات التصوير وأدوات الإضاءة وغيرها ، وان تكون هناك قاعات للتحرير مزودة أيضا بمصادر المعلومات . فلا فائدة من أي تأهيل أكاديمي لا يصاحبه تأهيل عملي ، وان يكون العاملين في هذه المؤسسات قادرين ومؤهلين هم أيضا ليقوموا بعملية التدريب .

كما انه يجب أن يكون هناك زيارة عملية إلي المؤسسات القائمة من إذاعة وتلفزيون لاطلاع الطلاب والدارسين علي مجريات العمل في هذه المؤسسات ومعرفتهم لإحداث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذه المجالات . أما من ناحية التدريب للعاملين أصلا في المؤسسات الإعلامية فيجب أن تكون هناك برامج تدريبية منظمة لرفع كفاءة هؤلاء العاملين حتى يكونا مواكبين لما يحدث حولهم في العالم . أما من الناحية القومية فيجب الاهتمام بالمعاهد والمؤسسات التدريبية القائمة حاليا والسعي لإقامة مؤسسات أخرى تحت إشراف الجامعة العربية تكون لها الإمكانيات المادية والفنية للتدريب والتأهيل ، لان المؤسسات القائمة حاليا تهتم فقط بالتأهيل النظري و تهمل الجانب الإعلامي .

كما انه يجب الاهتمام بالبحوث الإعلامية لأنها تعتبر مفتاح العملية والتي تقوم عليها باقي العمليات من تخطيط وتنظيم وبالتالي إدارة ناجحة . في هذا الخصوص يجب الإشارة هنا إلي المساهمة الفاعلة التي تقوم بها قناة الجزيرة في هذا الجانب والمتمثل في مركز الجزيرة للتدريب الإزاعي والتلفزيوني والذي أصبح يلعب دورا فاعلا في مجال التدريب والتأهيل في الوطن العربي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل السادس

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

الاعلام الانمائي من المفاهيم الحديثة نسبيا في الكتابات عن التنمية في الدول الاقل نموا. غير ان اهمية الاعلام الانمائي تزداد ، بمرور الوقت بادراك دوره كجهاز عصبي متكامل الاجهزة والنشاطات ، يقوم بربط افراد المجتمع ، ويوحد او يقرب بين مفاهيمهم ، وينسق بين اتجاهاتهم واهدافهم ، ويحرك قواهم وامكانياتهم النفسية والمادية من اجل تغيير المجتمع الي الافضل .

وتعطي هذه الدراسة اولا تعريفا لبعض مفاهيم وابعاد الاعلام ، والتنمية ، والاعلام الانمائي . ثم تسلط الدراسة الضوء علي البنية البشرية الاعلامية في دولة عربية واحدة توافر للباحثة بيانات عنها وهي دولة الكويت . وتتناول الدراسة في الجزء الثالث والاخير بعض جوانب من التخطيط لاعداد البنية البشرية العربية للاعلام الانمائي . وكيفية تطويرها من حيث الكم والكيف ، مع الاهتمام بالناحية الاخيرة بصفة خاصة ، وذلك توصلا لقيام اجهزة الاعلام العربية بدور اكثر فعالية في بلورة اهداف التنمية وتذليل طريقها في المنطقة العربية وتقويم مسارها عند الضرورة .


الجزء الاول

الاعلام الانمائي

الاعلام الانمائي تعبير مركب من مفهومين عريضين هما الاعلام والتنمية ومن المفيد انجاز بعض مفاهيم وابعاد  كل منهما علي حدة ثم الجمع بينهما في خطوة تالية.

بعض مفاهيم وابعاد الاعلام

الاعلام بمعناه العريض كتبادل للمعلومات يعتبر احد المقومات الاساسية في تنمية او تخلف كل المجتمعات . فعلي نمو المعلومات ونقلها يتوقف هيكل العلاقات الشخصية والاجتماعية ، وانتشار التعليم ، وتقسيم العمل ، والتبادل . وازدهار الثقافة والتقدم العلمي والتكنولوجي ، وتقدم الانسان في السيطرة علي بيئته.

ولقد تمكنت جميع المجتمعات منذ الازل من انتاج ونقل المعومات ، ولكن في الماضي البعيد كان تدفق المعلومات تدفقا محليا فقط وفي حدود جغرافية ضيقة ولم يكن هناك نقلا للمعلومات لمسافات بعيدة الا بسرعات بطيئة للغاية ، ولكن الثوارات الحديثة في تكنولوجيا الاتصال ونظم المعلومات غيرت جوهريا من تدفق المعلومات كما ونوعا وسرعة داخل المجتمع الواحد وعلي صعيد العالم باسره . وذلك بفضل انتشار التعليم والبعثات التعليمية والصحافة والاذاعة والتليفزيون والهاتف والتلكس وخدمات الكابل والكمبيوتر والميكروفيلم واشرطة التسجيل الصوتية والمرئية ورقائق السيليكون وبنوك المعلومات والاقمار الصناعية ، فضلا عن التطور الكبير في وسائل النقل والمواصلات .

ومن بعض نتائج هذا كله ان موجة التوقعات المتزايدة لرفع مستوي المعيشة قد غمرت  دول العالم الثالث وإحاطتها علما بطرق المعيشة في الدول  الأكثر نموا . وبفضل انتشار طرق الإعلام الحديثة أيضا يتم إستقطاب التجمعات والنظم السياسية في أحزاب ومعسكرات متزايدة الأحجام والقوى سواء داخل الدولة الواحدة أم علي صعيد المجتمع العالمي . وبالمثل فإن المنشآت الإقتصادية يتم اندماجها وتشعبها في أشكال وأحجام إقتصادية أكثر فعالية وإرتباطا داخل الدولة الواحدة وعلي إتساع العالم بأسره . وعلي نفس المنوال ، فإن الكثير من المؤسسات والمنظمات الإجتماعية والثقافية والصحية يزداد ترابطها سويا في شبكات متسعة من المراكز والفروع . ولم يعد هناك علي أي صعيد من يستطيع العزلة عن الآخرين أو يترك له حق الخيار  .

وبفضل ثورة الإعلام الحديثة قهر العالم الحديث المسافات و وصلت بعض الدول المتقدمة إلي غزو الفضاء ، وتمكنت من الإتصال برجال وسفن الفضاء ، وتحاول الإتصال بالكواكب الأخرى .

غير أن إنتاج ونقل المعلومات وإستخدام أجهزة الإعلام يظل بصفة عامة مقيدا ببعض القيود وخاضعا لإعتبارات القوة السياسية أو تحقيق الربح المالي . فالكثير من المعلومات تظل في تدفقها وإتجاهاتها وخاضعة للرقابة الظاهرة أو المستترة في صورة من صور الشرح أو التعليق وخادمة بالتالي لمصالح مراكز القوى السياسية . كما أن الكثير من تدفق المعلومات وأنشطة أجهزة الإعلام تظل معتمدة إعتمادا كبيرا في بعض الأحيان علي مدي نجاحها في تحقيق الربح والعائد المادي للقوى الإقتصادية .

بعض مفاهيم و أبعاد التنمية :

ليس هناك إتفاقا كاملا علي مفهوم دقيق للتنمية  بين المتحصصين في العلوم الإجتماعية والإنسانية . ولكن من المتفق عليه أن للتنمية  أبعادا متعددة  وأهدافا مختلفة بعض الشئ من دولة لأخرى ومن وقت لأخر .

حتي منتصف القرن الثامن عشر لم يكن سكان العالم يعرف أن من الممكن رفع مستوي المعيشة وتغيير حياة المواطن تغييرا جذريا في حياة جيل واحد . ولكن الثورة الصناعية في أوربا الغربية ما لبثت أن غيرت من أقدار المجتمعات الأوربية وسلالاتها في الخارج فإنتشرت أوربا جغرافيا وسياسيا وإقتصاديا وعسكريا في جميع أنحاء العالم ، وتمكنت أوربا بفضل إعادة تنظيم إرادتها علي مجتمعات تفوقها عددا وأعرق منها تاريخا . ولا زال رجع الصدى لهذه الحقبة من تاريخ البشرية يتردد في جوانب العالم للآن .

وتراوحت ردود الفعل في الدول الأقل نموا من المحاكاة أحيانا لمعالم الحياة الأوربية ، إلي الرفض أحيانا أخرى لهذه المعالم الأوربية والتمسك بمقومات الأصالة في حضارتها ، أو إنتهاج مزوج من هذين الإسلوبين . كما تفاتت ردود الفعل في المجتمعات والدول الأقل نموا من حيث التوقيت ، فكان بعضها أسرع من البعض الآخر في الإحساس بالصدمة وفي تكوين إرادة للتغيير وكسر قيود التحجر ومعرفة أسرار العلم الحديث والتكنولوجي .

ونظرا لغياب بديل أفضل لقياس شتى أبعاد التنمية والتخلف ، فقد ذاع المقياس الإقتصادي البحت القائم علي معيار متوسط الفرد من الناتج القومي . وهو مقياس له عيوبه الكثيرة . فمن المآخذ علي المعيار المذكور الإهتمام فقط بالجوانب المادية من المعيشة ، وإغفال التفاوت الكبير في توزيع الدخول والثروات بين الطبقات أو المناطق الجغرافية والتحيز للإنتاج التجاري الذي يتم للبيع في الأسواق فقط مع أغفال الإنتاج للإستهلاك الذاتي للقطاع العائلي ، والحياد بين شتى أنواع الإنتاج سواء كانت سلع إستهلاكية أم إنتاجية أم عسكرية ، والتجاوز عن الآثار الجانبية للإنتاج المسببة لتلوق البيئة ونضوب الموراد ، و وجود تفاوت كبير بين أن بعض الحرص مطلوب عند إستخدام هذا المقياس لعمل المقارنات سواء عبر الزمن بالنسبة للدولة الواحدة ، أو لعمل مقارنات بين عدة دول في نفس الوقت ، ذلك أن مستويات الأسعار دائمة التقلب ، ونوعيات السلع والخدمات دائمة التغيير .

وحصيلة بعض الإتجاهات الفكرية الحديثة هو إستخدام معدل التزايد في متوسط نصيب الفرد من الناتج القومى كمؤشر جزئي لإتجاهات التنمية . إذ يتم تكملة هذا المؤشر بمؤشرات أخري تبين مدي تحقيق أهداف قومية أخري هامة . ومن هذه الأهداف الإضافية أولا مدى تحقيق العدالة في توزيع الدخول والثروات للقضاء علي الفقر المطلق وتوفير الإحتياجات الأساسية (غذاء ومسكن وملبس وعلاج وتعليم ) للشرائح الإجتماعية المحدودة الدخل . وثانيا مدي تحقيق العدالة في الفقر النسبي أي مدى النجاح في تذويب الفوارق بين الدخول والثروات في المجتمع بين مختلف الشرائح أو المناطق الجغرافية . ثالثا من الممكن أيضا الإستعانة بمؤاشرات تكميلية أخري منها مدى توفير فرص العمالة ، أو مدى النجاح في تحقيق التنمية الريفية ، أو النجاح في إشراك المرأة في قطاع العمل الحديث ، أ إكتساب التكنولوجيا من الخارج أو النجاح في تطويعها ونشرها محليا ، أو مدى المشاركة الديمقراطية الشعبية في إتخاذ القرارات السياسية ، وما إلي ذلك من أغراض وأهداف تختلف أهميتها النسبية من مجتمع لآخر.

الإعلام الإنمائي  :

في ضوء العرض السابق عن مفاهيم وأبعاد كل من الإعلام والتنمية يتضح أن دور الإعلام في التنمية ، أي الإعلام الإنمائي ، دور جوهري ومتعدد الجوانب .

وبالتالي فإن أية محاولة لحصر محدد وشامل لمهام ومسئوليات الإعلام الأنمائي – بالمعني العريض للإعلام كنقل للمعلومات – ستكون محاولة ناقصة بالضرورة أذ يتعذر الإحاطة بجوانب الموضوع وإدخاله في أطار تحليلي محكم الجوانب بدون الأتفاق المسبث علي ثلاثة أمور

( أولا) هدف واضح أو عدة أهداف واضحة للتنمية والأوزان النسبية لكل منها .

( ثانيا) مجالات محددة للإعلام الإنمائي .

( ثالثا ) مؤسسات وأجهزة محددة للإنتاج ونقل المعلومات وكيفية أدائها لنشاطها .

أولا ، فيما يتعلق بأهداف الأعلام الإنمائي ، يلاحظ أن طريقة تحديد وتغيير أولويات وأهداف التنمية تختلف من دولة لأخري وفقا لظروف الزمان والمكان . وبالتالي يتفاوت دور أجهزة ورجال الإعلام من مجرد النقل أحيانا إلي المشاركة أحيانا أخرى في تحديد وتغيير الأهداف والأولويات السياسية الداخلية والخارجية للدولة .

ثانيا : فيما يتعلق بمجالات نشاط الإعلام الإنمائي ، يمكن للأعراض التحليلية الإشارة إلي ثلاثة محاور وتتفاوت أهميتها النسبية من دولة لأخرى .

1 ساحة تختص بتسليط الضوء عللي أسباب وديناميكية ومقومات النهضة في المجتمعات الأكثر تقدما وكيفية الإقتباس والإستفادة من خيراتها ودروس التنمية بها .

2 ساحة تختص بتشخيص أسباب وديناميكية التخلف وعقبات وعوائق التنمية الموجودة في الدول الأقل نموا .

3 ساحة تختص بديناميكية وأبعاد وطبيعة الإتصال بين العالم المتقدم أو العالم الأقل تقدما ، وفي أى الأبعاد وإلي أي حد كان – أو يكون – هذا الأتصال مفيدا للطرفين ، أ, مفيدا لطرف واحد فقط علي حساب الطرف الأخر ، أو  ربما ضارا لكلا الطرفين في بعض المواقف .

وتلزم الإشارة إلي أن هذه الساحات الثلاث يجب أن تفهم فهما عريضا بحيث يمكن في كل منها تناول كثير من المتغيرات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية . فمثلا ليس من مقتضيات الإعلام الإنمائي الإهتمام بالأمور الجادة فحسب وإغفال الجوانب الترفيهية حيث أن الترويح عن النفس من الإحتياجات المشروعة .

ثالثا : فيم يختص بمؤسسات وأجهزة الإعلام فمن الممكن أن يتم الإعتماد علي أجهزة الإعلام الجماهيرية الحديثة فحسب مثل الصاحة والإذاعة والتلفزيون ، أو أجهزة الإعلام بمعناها العريض لتشمل أيضا أجهزة الإعلام التقليدية مثل الإتصال الشخصي في ((الدوار)) والديوانة والمقاهي والموالد ، أو الفنون الشعبية ((كالأراجوز)) وخيال الظل والراوي وعازف الربابة وشعراء النبط والفرق المسرحية والإستعراضية ، وأجهزة ومنظمات المعلومات بصفة عامة كالمدارس والجامعات وأجهزة الإعلام والثقافة الجماهيرية كوحدات الإعلام المتنقلة الخ .

وثمة جانب هام من جوانب نشاط مؤسسات وأجهزة الإعلام الجماهيرية والتقليدية علي حد سواء يختص بكيفية رسم السياسات لهذه المؤسسات والإجهزة . فقد يتم الأخذ بالنموذج المركزي الذي تجري فيه عمليات الإتصال عموديا من القمة للقاعدة في إتجاه واحد من أعلي إلي أسفل مع قدر ضئيل نسبيا من رجع الصدى . أو قد يتم الأخذ بالنموذج اللامركزي الذي تجري فيه عمليات الحوار وتبادل وجهات النظر في شتى المستويات .

ومهما تنوعت أهداف التنمية من دولة لأخري ، أو إختلفت الدول فيما بينها من حيث الأهمية المعطاة لكل مجال من مجالات الإعلام الثلاث التي بيناها ، أ إختلفت من حيث تشكيلة وأسلوب عمل مؤسسات الإعلام بها ، فإن من المممكن التقدم بالتحديد التالي لبعض مقومات الإعلام الإنمائي .

1 العمل علي تطوير وبلورة الثقة بالنفس والأمل في المستقبل وتكوين إرادة التنمية علي المستوي القومى دون التضخيم الممقوت السقيم للإمكانيات الذاتية .

2 تشجيع الإقدام علي العلم الحديث والتكنولوجيا وتسهيل الإطلالة علي القرن العشرين وخاصة بالنسبة لبعض قطاعات المجتمع التي قد تجهل مقومات العلم الحديث وأسرار التقدم التكنولوجي ، أ, قد تخشي نتائجها وتجد فيها تهديد نفسي لمكانتها أ, طرائفها في التفكير والمعيشة أو إضرار بمصالحها المادية .

3 تأكيد العدالة في توزيع المعلومات والمكاسب الإقتصادية والإجتماعية . ويمكن إعتبار هذا الجانب من جوانب العدالة حجرا أساسيا في عمليات التنمية . فهو القادر عليإيجاد روح الفريق الواحد وتعئبة الموراد والإمكانيات المشتركة .

4 تشجيع المشاركة في تحديد وتنفيذ برامج التنمية بدلا من المركزية في كل القرارات الإنمائية . فالتنمية ليست مسئولية الدولة وحدها و إنما هي مسئولية الشعب والدولة سويا . ولذا يجب إشتراك الشعب في إختيار وتحديد وتنفيذ خطط التنمية لكي تأتي بالنتائج الكرجوة منها.

5 الدعوة إلي الإعتماد الجاد علي الذات وعلي الموراد المحلية في عملية التنمية ، ويتمثل ذلك أولا في التقليل من المعونات الأجنية بقدر الإمكان حيث أنها في أفضل الحالات ليست سوى عنصر مكمل للجهود الوطنية . كما يتمثل ذلك ثانيا في الإعتماد علي الموراد البشرية والطبيعية والمحلية والمحافظة عليها وتطويرها .

6 السعى إلي إدماج النظم التقليدية في المجتمع بالنظم الحديثة والأفكار والممارسات التقليدية السائدة بالأفكار والممارسات الحديثة وتقليل الفجوة الموجودة بينها إيجادا لقدرا أكبر من التجانس الفكري والنكاتف الإجتماعي . ولقد كان تفكير البعض في وقت ما أنه لا بد إستبدال المؤسسات الشعبية التقليدية السائدة بمؤسسات حديثة . أي كان التصور لديهم هو إلغاء الماضي والبدء من جديد بإعتبار أن المؤسسات التقليدية غير قادرة علي إدخال التغيير المطلوب ، ولقد دلت تجارب بعض المجتمعات كتركيا مثلا علي صعوبات ذلك . ومن ثم فإن علي الدول النامية أن تتجنب التقليد الأعمي لطرق وأساليب تنمية الدول الصناعية وعليها أن تختار لنفسها وتقوم بتطويع الأساليب والنماذج التي تتمشي وقيمها وتراثها الوطني .

7 تدعيم الإحساس بمعنويات الإنسان والإنسانية وإن كان وسيلة التنمية فو أيضا هدفها النهائي . وتعميق مفاهيم الإنسانية لا يأتي إلا بإداراك ومراعاة ظروف وآراء ومصالح ومشاعر الأطراف الأخري . ورغم العقبات والعصيبات والنكسات التي يواجهها الإنسان في سبيل تعميق إنسانيته وإتساع دائرتها لتشمل الإنسان من كل جنس ولون وعقيدة ، فلا مفر هناك في عالمنا المتضائل من إدراك المصير المشترك ومزايا التعاون عليأسس من العدالة .

8 وأخيرا وليس آخرا ، المساهمة في إيجاد وعي قومي عام عن أبعاد المسيرة الإنمائية ، ومتابعة خطاها في شتي النواحي والأبعاد ، والإشارة إلي أخطار المسيرة الإنمائية عند حدوث هذه الأخطاء ، ليس بقصد تصيد الأخطاء الصغيرة ، أو الإثارة والتشهير وإنما المساهمة أساسا في إكتشاف التصحيح اللازم للأخطاء وكيفية وتفادي حدوثها .


مفهوم الحملات الإعلامية

تعريف الحملات في اللغة Campaign

حمُل: حمل الشئ يحمله حملا وحملاناً فهو محمول ، وجميل وأحتمله .

حملة: عدة عمليات متصلة بعضها لتحقيق هدف مرغوب فيه وذلك بحث الرأي العام على تأييد هذا المصطلح.

حملة صحيفة أو إعلامية Press Campaing  سلسة من المواد الصحفية أو الإعلامية المتناسقة تستخدم موضوعا أو مسالة محددة وتخطط لانجاز هدف معين. والحملات الإعلامية هي شكل من أشكال الاتصال ولكنها تتميز ببعض الخصائص والملامح رغم أننا نجد أن مصطلح الحملات الإعلامية يستخدم في الأوساط العامة وحتى في والوسط الإعلامي استخداما دون الالتزام بالمدلول العلمي لهذا المصطلح ونجد استخدامه أكثر شيوعا في الدول النامية التي يعول قادتها كثير على الأعلم كمؤثر فاعل في البناء والتنمية وذلك باستخدام الحملات الإعلامية.

ويمكن أن ننظر إلى مفهوم الحملات الإعلامية وفق اتجاهين:

  • هدف الحملات الإعلامية Objective ويرتكز في التأثير على معتقدات وسلوك مجموعات أخرى باستخدام فاعلية الاتصال مثل حملات التوعية عن فيروس الايدز.
  • يأتي الاتجاه الأخر في إطار الطريق والمناهج Methods التي تتبعها الحملة مثل وسائل التعزيز (الترويج) عن طريق وسائل الإعلام وغالبا ما يطلق عليها تسمية الإعلان غير التجاري Non profit Announcement .

ويشير بايزلى Paisley إلى أن الحملات الإعلامية تقوم على أساسين هم..

  • الأساس الأول : السيطرة الاجتماعية Social Control ويرتكز على ثلاثة محاور رئيسية وهى :

أ/ التعليم Education : اى توفير المعلومات المتعلقة بموضوع الحملة بهدف تعريف الجمهور بهذه القضية أو تلك الظاهرة . ويمكن لوسائل الاتصال الجماهيري والاتصال الشخصي القيام بهذا الدور لما لهذه الوسائل من دور فعال في التأثير على كافة الجوانب المعرفية والسلوكية والتي تساعد الجمهور على اتخاذ القرار السليم.

ب/ التدبير Engineering: والمقصود به كافة الإجراءات الإرشادية والتوجيهية اللازم اتخاذهما من اجل معالجة المشكلة المطروحة في الحملة .

ج/التعزيز  Reinforcement: وهو اتخاذ كافة الإجراءات الداعمة والتأكيدية التي تدعو إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة مثل تعديل السلوك .

وعلى كل حال فان المحور الأول التعليم يبدو في الإستراتيجية الأكثر اعتمادا والأكثر تحقيقا لأهداف الحملة الإعلامية في كثير من الأحيان يليه التعزيز والتدبير .

  • الأساس الثاني : العملية Process ويقوم على أساس تحديد أولويات التخطيط للعملية الإعلامية من حيث الأساليب الإعلامية المناسبة في ضوء خصائص الجمهور المستهدف إلى جانب الخطط المتعلقة بالإدارة وخطوات التخطيط الأخرى كالجدولة وتقوم نتائج الحملة والبدائل المتاحة وحساب العائد والتكلفة .

أنواع الحملات الإعلامية :

قسمها الأستاذ (Kotler) إلى أربعة أنواع :

  1. الحملات التي تهدف إلى تغيير مفاهيم المواطنين تجاه موضوع يهم الرأي العام وعى أكثر الحملات نجاحا وتأثيرا .
  2. الحملات التي تهدف إلى تحقيق هدف محدد مثل حملة التطعيم ضد مرض معين .
  3. الحملات التي تهدف إلى تغيير التصرفات وهى في العادة صعبة ومعقدة لان التصرفات تكون نتيجة لعادات وتغييرها ويتطلب تغيير العادات أيضا .
  4. الحملات التي تهدف إلى تغيير القيم السائدة وهى أصعب أنواع الحملات باعتبارها تربط بالفكر الذي هو مكونا للقيم .

عليه فان تخطيط وتنفيذ الحملات الإعلامية لابد أن يتسم بالحذر والدقة لان الأدوات المتوفرة للتنفيذ يمكن استقلالها للتغيير إلى الأحسن أو إساءة استقلالها ويحدث العكس في تحقيق التغيير نحو السوء .

يعرف معهد الإعلام الدولي بألمانيا الاتحادية الحملات الإعلامية بأنها جهد متناسق ومخطط للوصول إلى قبول وتعاون مجموعة أو مجموعا مستهدفة من الجمهور حول خطط أو أسياسات أو منتجات وذلك لاستخدام ناجح لوسائل الاتصال المتاحة مع استخدام الخبرة والموارد “مجانية أو مدفوعة الأجر” اخذين في الاعتبار عامل الظروف والتكلفة والزمن .

  • وجاء في التقرير الختامي للندوة الدولية عن دور الحملات الإعلامية في الإنتاج والخدمات .

أن الحملات الإعلامية تقوم على أساس احترام حرية الفرد والجماعة بأسلوب ديمقراطي سليم وهى لذلك تعتم أساسا على الإقناع وتقديم المعلومات الواضحة وتكوين قناعة ذاتية تؤثر في السلوكيات مما يضمن مشاركته في الأهداف القومية.

من هذين التعريفين نستخلص بعض العناصر والمفاهيم التي تحكم الحملات الإعلامية وهى :

  1. التخطيط : لا تصمم الحملات الإعلامية إلا لهدف بعينة ولذا لابد أن يكون لأسس معلومة يعمل على تحقيق هذا الهدف أو تساعد فيه ولذا لابد أن يكون العمل وفقا لخطة تتبع مراحل التخطيط المعلومة كالإحاطة بالمشكلة موضوع الحملة ، وجمع البيانات والمعلومات الكافية وترتيب الأولويات ثم التنفيذ لتأتى المرحلة الأخيرة وهى مرحلة التقييم والمراجعة .
  2. التنسيق : ويعتبر من العناصر الهامة في الحملات الإعلامية وهى توفير عنصر الانسجام والتوافق بين أجزاء الحملة الواحدة ولا يتم ذلك إلا بالتنسيق المستمر والدائم مع فعاليات تنفيذ الحملة مؤسسات أم أفراد .
  3. الإقناع : ويتطلب هذا العنصر ضرورة دراسة الجمهور المستهدف وتحديد الفترة الزمنية والتمويل الجيد ويعتبر عنصر التويل من العناصر الأساسية في الحملة الإعلامية فلابد من القائم بالتخطيط للحملة الإعلامية من تحديد ميزانية شاملة لتكليف التخطيط والتنفيذ والتقويم والتحضير وإيجاد التمويل اللازم الذي يوفر في كل عناصر الميزانية .
  4. الوسائل المستخدمة : وهنا لابد من معرفة محاسن ومساوي كل وسيلة ومدى النجاح الذي يمكن أن تحققه .
  5. المصداقية : في ما تهدف له الحملات الإعلامية تجاه الجمهور المستهدف .

لقد عرف كل من روجر وستورى Rogers and storey الحملة الإعلامية بأنها : (نظام للأنشطة الاتصالية ، التي تعتزم أحداث تأثيرات محددة في عدد كبير نسبيا من الجمهور ، وذلك خلال فترة زمنية محددةوبالتالي فان اى حملة إعلامية كما يرى الباحثان تعتمد على ثلاث مقومات هي :

  • أنها تستهدف وتسعى إلى التأثير على الأفراد
  • أنها تستهدف قطاعا كبيراً من الجمهور
  • تنجز الحملة الإعلامية من خلال وقت محدد ” طويل أم قصير” إلى جانب أنها تسعى إلى جانب أنها تشتمل على نظام متكامل من الأنشطة الاتصالية .

فيما عرف هربرت سيمونز Herbert Simons الحملة الإعلامية بأنها ” محاولات منظمة للتأثير في الجماعات أو الجماهير العريضة من خلال سلسلة من الرسائل

تخطيط الحملات الإعلامية :

تعتبر حملات التوعية العامة التي تقوم بها وسائل الاتصال ضرورة ملحة في دول العالم النامية وذلك لأنها تهدف إلى رفع مستوى الوعي وتعمل على تعزيز مشاركة الجماهير في العملية التنموية والتطور الذي تقوم به المؤسسات الحكومية لتقوية الثقة بينها وبين الجمهور من اجل رفع المستوى الاجتماعي والثقافي والمساهمة في تطور المجتمع ، كذلك تعمل حملات التوعية على قبول الأفكار والأنماط السلوكية الحديثة من اجل تغيير النظم الاجتماعية عن طريق نشر الأفكار المستحدثة نحو الأفضل

لهذا فحملات التوعية الإعلامية وخاصة الإقناعيه تواجه صعوبات كثيرة في مقدمتها عدم اهتمام الجمهور برسائل تلك الحملات وتمسكه بالسلوك القديم وعدم الرغبة في التغيير بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى تقلل من فرص نجاح هذه الحملات . ولتجاوز هذه الإشكالات فلابد من تخطيط كمرحلة تالية لوضع السياسات التي تترجم إلى خطط تنفيذية

ترى B.Dervin أن يتم التخطيط للحملات الإعلامية على أساس تصور الاتصال كحوار يبادل بين مصادر الصفوة ن ومختلف فئات الجماهير ، بحيث لا يجب أن تبنى هذه الحملات على أساس أنها محاولة لإغراء الجمهور بفعل ما تريده الصفوة ليساعد في تحمل مسؤولية بناء حياته بما يعود بالنفع له وللمجتمع معا ، وهو ما يتطلب الاهتمام بعناصر العملية التبادلية عن طريق

(أ) حالة من التوافق والاتفاق بين الطرفين المتبادلين .

(ب) توفر ظروف مناسبة تساعد على اتخاذ الإجراء المناسب .

قد يكون من المفيد هنا بالنسبة للمسوق أتباع مدخل المبدأ المناسب Right principle وهو المدخل الذي يعتمد على التحكم الدقيق والمخطط في مجموعة القرارات التي تدور حولها العملية التبادلية ن واستخدامها في الوقت والمكان المناسب ، بهدف تحقيق الاستمالة الكافية والترغيب المناسب للمستهلك وإقناعه بالخدمة أو الفكرة محل التبادل ولكي تحقق الحملات الإعلامية أهدافها لابد من تخطيط سليم والتخطيط للحملة الإعلامية له عدة خطوات يجب عملها وهى :

(1) تحديد المشكلة Problem Definition :

تعني هذه الخطوة جمع المعلومات والإحصاءات عن المشكلة وموضوع البحث ومعرفة أبعادها الحقيقية وهذه الخطوة تفيد في دراسة الاتجاه نحو موضوع أو فكرة الحملة ومقارنتها بنتائج الحملات السابقة والتوقعات المستقبلية حول الخدمات والأفكار

وفي هذه الدراسة يريد الباحث معرفة عدم تجاوب المواطنين مع قيام مشاريع التنمية وما مدي تأثير حملات الإعلام في تغيير اتجاهات وسلوك الجمهور المستهدف وإعتاق هذا الجمهور من الموروثات والتقاليد السالبة والتي تعوق عملية التنمية .ولهذا يجب إجراء مقابلات شخصية ودراسات ميدانية ومعرفة أراء المواطنون الذين يكونون في الغالب لهم علاقة بقيام مشروع تنموي ما واستطلاع أرائهم حمل المشكلة من قيام مشاريع التنمية واقتراحاتهم لإيجاد الحلول المناسبة .

المواطنون موضوع الدراسة في هذا البحث يمثلون المناصير  المتأثرين من قيام سد مروي . أما المسئولين الذين تجري معهم المقابلات هم المسئولون بوحدة تنفيذ السدود.

(2) تحديد أهداف الحملة :

تعتبر أهم الخطوات في قيام الحملة لأنها تمثل الغابات التي من اجلها توضع الخطة وهي المحور الذي تدور حوله الخطة ، وتختلف أهداف حملات التوعية الإعلامية العامة ، إذ أن بعضها يهدف فقط إلي التوعية والإرشاد للجمهور المستهدف أو تهدف بذلك إلي تغيير السلوك أو تحقيق الاثنين معا .

تأتي هذه الخطوة بناءا علي المعلومات والنتائج التي تم جمعها في مرحلة تحليل الموقف أو طبقا للاتي :-

1/ نوع الموضوع أو القضية أو الجدول الزمني .

2/ نوع الجمهور المستهدف في ضوء الاتجاهات السائدة وما تعكسه من قيم

وعادات وتقاليد . ويحدد فرج الكامل مجموعة من التساؤلات تساعد في الحصول

على البيانات من اجل تحديد أهداف الحملة

  • ما هو التأثير المطلوب للحملة ؟ كيف يتم تحقيقه ؟ ما هي العقبات التي تواجهها ؟ ما هي الأهداف أو المخرجات التي يتعين على البرنامج تحقيقها ، مثل :

تعريض الجمهور للرسالة – جذب الانتباه – إثارة الاهتمام والإعجاب بالرسالة معرفة الموضوع الذي تتحدث عنه الرسالة – تعليم الجمهور مهارات متعلقة بحل المشكلة – فهم الجمهور للرسالة ولا سباب السلوك الذي تخص عليه – تغيير الاتجاهات والاعتقادات بما يتفق مع الرسالة – الاحتفاظ بالمعلومات وتذكرها – اتخاذ القرار بالاستجابة للرسالة – القيام بسلوك يتفق مع الرسالة .

(3) تحديد الجمهور المستهدف من الحملات الإعلامية :

لكي تحقق الحملات الإعلامية نجاحها المطلوب لابد من تحديد الجمهور بصورة واضحة وينقسم الجمهور إلى قسمين :

(أ) الجمهور الأولي :

هو الذي يرغب المخططون والمنفذون للحملة الإعلامية الوصول إليه ويتم تحديده تحديدا دقيقا ليست من الناحية الجغرافية فحسب بل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والعربية ويساعد هذا التحديد في لاختيار الرسالة والوسيلة الاتصالية المناسبة .

كذلك تحديد الجمهور يساعد علي :-

(1)  التركيز علي فئة معينة من الجمهور .

(2) دراسة سلوك الفئة المستهدفة لمعرفة أفضل إستراتيجيات التأثير للوصول إليه.

وحملات التوعية بأهمية العمل التنموي تتطلب معرفة الجمهور المستهدف من كافة النواحي .

(ب)  الجمهور الثانوي :

هو الجمهور الذي يمكن أن يساعد في نجاح الحملة بسبب اتصاله المباشر وغير المباشر بالجمهور وهذا القسم غالبا غير تقليدي ويمثلون قادة الرأي وزعماء المجتمع المحلي ، المعلمون ، المربون ، الشخصيات الرياضية ، أهل الفن ، رجال العمال وغيرهم . وقد تكون مساهماتهم مباشرة وغير مباشرة في المشاركة الفعالة لإنجاح الإستراتيجية علي سبيل قيامهم بإنشاء وحدات تدريبية للتوعية ملحقة بمؤسساتهم ومواقعهم وتحريك الشباب لإنجاح الحملات بحكم أنهم من أنصار التحديث .

عندما نعرف الجمهور المستهدف وما الذي يحفزه يصبح بإمكاننا التخطيط لكيفية إحداث التغيرات التي نريد تحقيقها ويجن أن نتذكر أنهم ينظرون إلي القضية بشكل مختلف عن نظرتنا ولذلك يجب أن نضع أنفسنا مكان الجمهور المستهدف وكذلك أن نتخيل الحجج والضغوط التي تدفعهم إلي إحداث التغيير .


(4) تحديد العوامل المؤثرة في إنجاح الحملة الإعلامية :

الحملة عبارة عن سلسة الخطوات لذلك ينبغي أن نفكر في الأنشطة التي ستتم لاحقا وبالغرض المتاح إشراكها في الحملة ولضمان نجاح الحملة في تحقيق ذلك فمن الضروري مراعاة الجوانب التالية :

(أ) أن تكون الحملات الإعلامية قادرة علي التأثير من خلال إبراز الجوانب الحقيقة للمعوقات التي تواجه قيام مشاريع التنمية وتقديمها بشكل جيد فالحملات التي تطرح أفكار جيدة ينبغي أن نفكر في البداية علي زيادة الجرعات المعرفية لدي الجمهور عن موضوع الحملة مثل إظهار الآثار السلبية المترتبة علي تعويق العمل التنموي وإبراز الآثار الإيجابية التي حققتها المشاريع التنموية في البلدان المتقدمة ، فان ذلك يحمل رسالة تحث الجمهور للتفاعل مع التنمية وتشجيعها وتفهم رسالتها

(ب) حساسية الموضوع وملائمتة للدين والعادات والتقاليد وهذا يتوقف علي تقبل الجمهور من ناحية ملائمتهم لعملية التغيير .

(5) تحديد الإستراتيجية العامة لتنفيذ برامج الحملة  Tactics   :

المقصود من وضع الإستراتيجيات العامة لتنفيذ الحملة هو وضع السياسات والطرق التي تنبني عليها الحملة بحيث يجب أن تكون هنالك طريقة واضحة لتنفيذ الحملة ونظرا لان حملة التوعية تهدف تغيير معرفية تم اتجاهية ثم سلوكية أي التوعية عن طريق التعليم والإعلام والتنسيق مع مؤسسات الدولة والمؤسسات التي تقدم الخبرات الفنية مثل مراكز البحوث فلابد من قيام المؤسسات الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة والإيصال بها لكي تعمل عكس النشاط التنموي بصورة تعريفية توضح للجمهور أهمية قيام مشاريع التنمية وما يترتب من أثار إيجابية مستقبلا .

(6) تحديد الموارد المتاحة  لتنفذ الحملة :

إن حملات التوعية الإعلامية التي تصاحب قيام المشاريع التنموية تحتاج إلي وضع ميزانية كبيرة تغطي جميع احتياجات هذه الحملات لأهمية وضرورة نجاحها وتحقيق أهدافها . وعلي ضوء الموارد المالية المتاحة للحملة الإعلامية تستطيع إدارة الحملة أن تحدد العناصر البشرية والإمكانيات الفنية اللازمة لتنفيذ أنشطتها كما تتمكن أيضا من تحقيق الوسائل الإعلامية المناسبة وتشمل النفقات في الحملات ما يلي :

(أ) الدراسات والاستشارات .

(ب) التكاليف الخاصة بي الأنشطة والفعاليات .

(ج) تصميم وإعداد الرسائل الإعلامية للوسائل المختلفة .

(د) نفقات القائمين علي أمر الحملات .

(7 )اختيار الوسائل والأنشطة الاتصالية :

من المهم معرفته كل خصائص وميزات كل وسائل الاتصال الجماهيري التي تستخدم في الحملات الإعلامية ومدي إقناعها وتأثيرها علي الجمهور ومعرفة الوسائل التي تتكامل معها  وتساند في قيام الحملة . ومن المهم طرح التساؤل الخاص بمدى إمكانية التعاون المشترك بين القائمين علي الوسائل الاتصالية مع القائمين علي أمر حملات التنمية الاجتماعية وهل استخدمت هذه الوسائل حملات سابقة .

ويشير كل من (باركر ، روجرز ، وسوبوري ) (Barker , Roger and Sopory 1992 ) (إلي أن كثير من النشاطات المرتبطة بالاتصال وخاصة المتعلقة بالخطة ، هي فاعلية تلك التي تتبني منهج الأنظمة (System Approach) الذي تتدخل فيه قنوات الاتصال الشخصي والمواد المطبوعة والمنظمات والشبكات الاجتماعية وقادة الرأي والقادة السياسيون ومقدمو الخدمات ونظم التعليم الرسمي ) .

لكل جمهور وسيلة اتصالية مناسبة حسب الوضع الثقافي والاقتصادي  والاجتماعي والسياسي ولهذا تتناول هذه الدراسة كيفية التوظيف الأمثل لوسائل الإعلام ومساهمتها في أحداث التنمية المستدامة وهنالك ثلاثة أنواع رئيسية من وسائل الاتصال :

(أ) وسائل اتصال جماهيري :

وتتميز هذه الوسائل بقدرتها علي توصيل الرسالة إلى جماهير كبيرة في اكبر حيز جغرافي وتشمل بصورة أساسية الراديو والتلفزيون والصحافة ونتيجة لتطوير تكنولوجيا الاتصال ظهرت وسائل جديدة كالانترنت والهاتف النقال والندوات والبرامج الإذاعية والمقالات المنتظمة في الصحافة والمجلات  وكذلك من خلال الإشكال الصحفية مثل التحقيق ، العمود الصحفي ، الكاريكاتير ، بجانب تصميم رسائل قصيرة غير مملة في شكل درامي .

(ب) وسائل الاتصال الجمعي :

وتتميز بمحدودية الجمهور التي يمكن أن تصل إلية مثل تنظيم الندوات التي يشارك فيها خبراء الاقتصاد والمجال التنموي .

(ج) وسائل الاتصال الشخصي :

وتتميز بمحدودية كبيرة  للجمهور والمكان الذي تغطية ، ولكنها تتفوق علي بقية الوسائل في زيادة نسبة التفاعل بين المصدر والمتلقي والعكس وتشمل هذه الدراسة الاتصال ألمواجهي .

(8) تحديد رسائل الحملة :

للرسائل دور كبير في نجاح الحملة أو فشلها وبعد أن تعرفنا علي جمهور هذه الحملات والمستهدفين منها “المواطنين بمواقع مشاريع التنمية ” فلابد من تقيم الرسالة الإعلامية وبثها بصورة تتناسب والصفات العمرية والتعليم والعادات والتقاليد وغيرها من المميزات .

كذلك لابد من إنتاج رسائل قصيرة إذاعية وتلفزيونية وصحفية بصورة غير تقليدية توضح أهمية التنمية من خلال تقديم نمازج لدول ناهضة تنمويا .

(9) وضع جدول زمني لتنفيذ الحملة الإعلامية :

الحملات الإعلامية تسير وفق خطة مرسومة لتحقيق هدف معين وتعتبر عملية الزمن احد أساسيات الحملات الإعلامية  ، والزمن يشمل مرحلة الإعداد والتحضير للحملة والفترة التي تستغرقها وتوقيت البث والنشر بالتنسيق مع مراحل تطوير العمل التنموي . وحملات التوعية العامة تعتمد في اغلب الأحيان علي النشر المجاني الذي تتبرع به وسائل الإعلام الوطنية ، كما يتبرع به بعض الأفراد المتبرعين للحملة وتوصيل رسالتها المطلوبة للجمهور المستهدف ، وبالطبع فالتطوير والتبرع في عملية بث الرسائل بدقة كافية خلال الفترة الزمنية المقررة للحملة ولكن في حالة إقناع الجهات الحكومية والخاصة بأهمية هذه الحملات وفي حالة توفر الرسائل المناسبة في أسلوبها وإعدادها فانه يمكن التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحديد الوقت المناسب لبثها ولاعتبار حملات التوعية تناقش مشاكل وطنية ترتبط بصورة مباشرة بالمواطنين فانه يجب أن تحظي هذه الحملات بدعم حكومي كبير ومن أعلى المستويات في الدولة لكي تحقق لها النجاح مع ضرورة أن يكون بدء الحملات في احتفالية تتزامن مع بداية انطلاقة العمل مع أي مشروع تنموي .

(10)التنفيذ والمتابعة Implementation and Evaluation:

البدء الفعلي في تنفيذ الحملة يتم وفقا للجدول الزمني المقترح مع متابعة ما يستجد من أحداث قد تؤثر سلبا على سير الحملة الإعلامية مثل الانتقادات أثناء مرحلة التنفيذ أو تغيير المناخ السياسي للبلد كذلك التوقيت الزمني الغير مناسب لبث الرسائل الإعلامية وهو أيضا له تأثير كبير في إعاقة الحملات الإعلامية .

 (11) تقييم وتقويم الحملة :

يعتمد تقييم الحملة الإعلامية اعتمادا مباشر على الدراسات والبحوث التي يجب اتخاذهما قبل وأثناء وبعد الحملة لكي تستطيع من خلال هذه البحوث والدراسات التعرف على النتائج التي يتم التوصل إليها سابقا والأهداف التي يتم تحقيقها . كما يجب أن يكون هنالك دراسة للحملة خلال فترة تنفيذها للتعرف على المشاكل التي تعترض استمرار ونجاح الحملات الإعلامية ومحاولة القضاء على هذه المشاكل من خلال لإيجاد الحلول المناسبة لها ، وان أهمية التقويم المرحلي لا تقتصر على برنامج أو اعلان أو مقالة وإنما تمتد إلى الخطة بأكملها ومن ثم إجراء تقييم شامل للحملات الإعلامية بعد انتهائها وان يستند هذا التقييم على ما حققته الحملات من أهداف وليس على ما تحقق لها من مشاركة.

وهنالك إجراءات خاصة بتقويم الحملة

  1. إجراء اختبارات التعرف لمعرفة مدى إلمام الجمهور المستهدف ووعيه بقضية الحملة .
  2. إجراء اختبارات التذكر .. وتتم بعد بداية الحملة بفترة .
  3. الوعي بالخدمة .. إدراك الخدمات المقدمة والمعلن عنها في الحملة
  4. قياس الاتجاهات مثل النية لتبنى الرسالة أو رفضها والأسباب وراء ذلك .
  5. اختبارات التغيرات لقياس تغيير الاتجاهات والعوامل المساعدة في ذلك .

عملية المتابعة والتقويم تكون بصفة دورية لقياس تأثير رسائل الحملة الإعلامية على الجمهور المستهدف ، وقياس لاتجاهات التأثير سلبا أو إيجابا للمعالجة والتدخل لإجراء التعديلات المطلوبة إزالة المعوقات إن وجدت .

(12) المراجعة وإعادة التخطيط :

تشمل هذه المرحلة قياس التأثير إعادة التخطيط وفقا للنتائج المترتبة على الحملة . فالحملات هي عملية اتصالية المرسلة يهدف منها في توصيل رسالة عبر وسيط أو وسيلة إلى جمهور معين ولكن لا تتفق حدود الاتصال الناجح عند توصيل الرسالة وإنما تتعداها إلى محاولة معرفة التأثير الذي أحدثه ومعرفة رجع الصدى لدى الجمهور من خلال التعبير عن أرائه وأفكاره حول ما تدعو له الحملات الإعلامية حول العمل التنموي مثلا ويمكن قياس هذا التأثير أيضا من خلال تقصى رأى الجمهور بواسطة بحوث الرأي العام ،كما يمكن قياس تأثير أو نجاح بعض الحملات من خلال ملاحظة تغيير السلوك العام والتحول الايجابي والاستجابة لتفعيل ومساندة التطور التنموي .

مقومات نجاح التخطيط للحملة.

  • الشمول : ويعنى شمول التخطيط للحملة الإعلامية لكافة عناصر العملية الاتصالية المرسل والرسالة والجمهور والأثر لا كل عنصر يعتبر مؤشرا ويؤثر في العناصر الأخرى .
  • التكامل : ويعنى التكامل مع الخطط والبرامج الإعلامية السابقة ومع الخطط والبرامج التنموية .
  • المرونة : ويعنى القدرة على التعديل الطارئ لمواجهة الظروف غير المتوقعة للقائم بالاتصال .
  • الاستمرارية : بمعنى أن نتصور أن كل مرحلة من مراحل التخطيط والتنفيذ للحملة الإعلامية تتصل بما قبلها وتؤدى إلى ما بعدها . وذلك ضمانا لاستمرار العمل ووقائة بالغايات المنشودة .
  • التكلفة : يعنى توفر التمويل اللازم للحملة .
  • يسر الأداء : توفر جميع وسائل أداء الخطة الإعلامية وتنفيذها.


الشكل رقم (2)

طرق تقييم الحملة

 

 

 

 

 

 

– قوائم المراجعة       +المكالمات التلفونية        – اختبار التعرف

– اختبار المحكمين    +طرق المسجل الأولى    – اختبار التذكر

– الطرق الآلية           +المذكرات              – اختبار الاتجاهات

– بحوث قياس الاتجاهات                        – اختبار الاستفسارات

– اختبار الخدمة (الخدمة – الفكرة)               – اختبار الخدمة

كذلك لابد من القيام بالاتي :

– تحديد حجم الجمهور المستهدف       – قياس فعالية الحملة الإعلامية

– مراجعة المحكمين لمحتوى الحملة   – قياس قدرة المستهدفين على التذكر

– الاختبار المعملي لقياس قدرة الحملة – معرفة اتجاهات الأفراد نحو الحملة

على جذب الانتباه وتحديد نوع الاستجابات – قياس اثر الحملة على تصرفات وسلوك المستهدفين

  • اختبار قبلي محدد لقياس نتائج ومعرفة درجة تعرف الجمهور على الحملة واتجاهاته نحو الرسالة المقدمة.

يرى الباحث أهمية أن يراعى عند تصميم رسائل التوعية بأهمية قيام المشاريع التنموية من خلال الحملات الإعلامية ، الارتباط بين (المعرفة – الاتصال – العوامل الاجتماعية والاقتصادية – السلوك) ومراعاة هذا الارتباط يهدف في نهاية الأمر إلى أحداث التغيير بشكل متوازن كما يرى أن الاهتمام مؤشر مهم للغاية للمتلقين ، حيث أن أثارة اهتمامهم بقضية ما يشكل الهم الدافع والحافز لاستيعاب المعلومات والتفكير فيها بالاستمرار ، بل وطلب الاستزادة في المعرفة من المختصين لإزالة التوتر وأحداث التوازن المعرفي .

عملية تخطيط الحملات الإعلامية يجب أن تتم على أساس تصور الاتصال كحوار بين مصادر الصفوة ومختلف فئات الجمهور وبالتالي بجدر إلا تبنى الحملات على أنها محاولة لإغراء الجمهور أن يفعل ما تريده الصفوة ولكن ليساعد الناس في مسئولية بناء حياتهم بما يعود عليهم بالفائدة . التفاعل المتبادل يعتبر أكثر فاعلية من هيمنة المصدر في عملية الاتصال وبالتالي تعمل المصادر على أن تعلم الجمهور أكثر بكل المواقف اليومية والقضايا الحيوية التي تواجهه فيتأثر تدريجيا ويتعلم ما يفيده في إعادة بناء حياته .

هذا بجانب تعلم المصادر احترام الجمهور ، وتبعا لذلك سيتجه الجمهور إلى تقدير ما تريده الصفوة منهم أن يقوموا به .

يتم ذلك بإزالة الحواجز والقيود التي تحول دون التفاعل المتبادل بين الصفوة ، والمتلقين ، وبصفة خاصة الطبقات الدنيا والأقليات ، وصعوبة ذلك تتأتى من نظم وسائل الإعلام نفسها التي لا تسمح بوجود رجع صدى سريع من المتلقين يفيد في تشكيل النظرة المتعلقة للمواقف الحياتية والحاجات الإعلامية لأفراد المتلقين وليس إعادة صياغة الرسالة فقط .

وربما يساعد التطور التكنولوجي في تخفيض نفقات تحقيق التفاعل بين المصادر والمتلقين كالاستفادة من الانترنت في تبادل المعلومات ، والى أن يعم هذا التطور التقني تتطلب الشرائح من الطبقات الدنيا والأقليات أن تصمم لها رسائل توعية خاصة بها وفق الإطار الدلالي لكل منها ، وكل شريحة لها دورها ولها مطلوباتها التي تخاطب وفقها ليشكل ذلك إدراكا وتيقظا للوعي كما قال بذلك (Shiller) ” أن الإدراك هو حالة تيقظ للوعي ، وهو حساسية للواقع تسبق الفعل وبالتالي فإذا ما تبلد الوعي وضعف الإدراك فان إحساس المرء بالخطر يتضاءل ، ويصبح مهددا في عيشه المستقر ، فالوعي اليقظ مصدر القوة الأساسي للوجود الإنساني ، وهو القوة الوحيدة التي يعول عليها والتي يمكن أن تؤدى إلى تغيير البيئة المادية المؤسساتية . فإذا ما تم إهدار قدرته ، فان المجتمع يعيش حالة من التردي “.

هدف هذه الدراسة هو إيقاف حالة التردي من خلال تقديم نموذج فعال لحملة إعلامية تزيد من درجة الوعي والإدراك لشرائح المجتمع كافة ، وتنجبها المخاطر وتفتح لها الأبواب التي تؤمن لها تبنى السلوك الايجابي الذي يؤمن الفرد والمجتمع من انعدام التنمية .

 

 

 

 

 

 

الاستجابة المعرفية وتشكيل الاتجاه

بدأت دراسات الإعلام في القرن الماضي تأخذ اتجاها معرفيا وازداد تركيز الدراسات الاقناعية ، وهنا في هذه الدراسة تأتى أهمية دور الحملات الإعلامية في تشكيل الاتجاهات على التفاعلات المعرفية والذاتية للأفراد تجاه الرسائل الاقناعية لأهمية مشروعات التنمية والعمل التنموي بصورة عامة .

جاء اتجاه الاستجابة المعرفية مكملا لنظرية تشكيل الاتجاهات حيث يستمد جذوره منها .

مفهوم الاستجابة المعرفية Cognitive Response :

“الاستجابة المعرفية هي رسالة داخلية صامته تصدر عن المتلقي وهى عبارة عن فكرة أو معلومة متعلقة بموضوع أو قضية معينة وتنتج عن عمليات معرفية معينة ناتجة لعمليات معالجة المعلومة وبنائها . وتتضمن مدركات وتداعيات للمعاني ومخرجات للأفكار

(وتتعدد المسيرات الاتصالية والاقناعية التي تصدر عنها العمليات والاستجابات المعرفية حيث تصدر بعضها من الاحتكاك المباشر بمسير بسيط وبعض الاستجابات تصدر نتيجة لاسترجاع خصائص مثير معين من الذاكرة أو استرجاع براهين خاصة برسالة اقناعية ما ، وبعض الاستجابات المعرفية تنتج عن أعمال العقل في مثير معين ، وتفنيد رسالة ما).

وهنا تأتى أهمية أن تتوسط الاستجابات المعرفية تأثير الرسائل المختلفة على أراء واتجاهات المتلقين ، أي أنها تقوم بدورها المتغير الوسيط .(هنالك بعض الباحثين يعتبرون الاستجابات المعرفية إنتاجا لبعض العوامل مثل الرسالة البيئة الاتصالية وخصائص المتلقين ، أي انه يعتبرونها متغيرا تابعا وليس وسيطا) .

الاتجاهات Attitudes :

هي استعداد مكتسب للاستجابة بشكل ثابت نسبيا بالسلب أو الإيجاب نحو شئ محدد . للفرد يكون اتجاهات نحو الأشياء والآخرين اللذين يتعامل معهم أو يشترك معهم في عملية الاتصال .

للاتجاهات أهمية بالغة في عملية ن ودراسة الاتصال . والباحثون يهتمون للكيفية التي يتم بها تكوين الاتجاه وطبيعته وتغييره أو تعديله أو استمراره ، وتعتبر دراسة الاتجاهات جزءا أساسيا في نظريات الإعلام .

للاتجاهات أهمية بالغة في دراسة الاتصال إذا أن :

  • لكل من المرسل والمستقبل اتجاه سلبي أو ايجابي نحو الأخر.
  • لكل من المرسل والمستقبل اتجاه سلبي أو ايجابي نحو الموضوع الذي يدور حوله الاتصال.
  • لكل من المرسل والمستقل اتجاهات سلبية أو ايجابية نحو الأشياء والأشخاص والمواقف الأخرى التي ترد في الرسالة .

من ما تقدم يتضح أن للاتجاه خصائص يندرج في العناصر التالية :

  • الاتجاه هو الاستعداد للسلوك (الاستجابة)
  • الاستجابة (أيا كانت)يمكن تصنيفها إلى ايجابية أو سلبية
  • الاستعداد للسلوك ايجابيا أو سلبيا نحو شئ محدد هو استعداد مكتسب (أي تم تعلمه).


الاتجاه كاستعداد للسلوك :

سلوك الكائن الحي (الاستجابة ، الحركة ، الحديث… الخ) يتم بعد تلقيه إشارات المخ “مركز للسيطرة” وحيث يتحكم في جميع أنواع السلوك (علاقة الاتجاهات بمركز السيطرة باعتبار أنها تعد المرحلة الأخيرة من سلسلة تتكون من ثلاثة مراحل هي الحوافز – الدوافع – الاتجاهات).

1/الحوافز Drives :

وهى حالات جسدية تتمثل في الشعور بعدم الراحة. وهى تعتبر بمثابة المادة الخام التي تتكون منها دوافع السلوك .وهناك حوافز إنسانية مثل الجوع والعطش والجنس والألم ، وتثور هذه الحوافز حينما يكون الجسم في حالة عدم الانسجام مع البيئة المحيطة ، كان يحرم من إشباع حاجات أساسية كالطعام والشراب .

حرمان الجسم من الطعام فانه يعانى من الجوع ويمر بحالة من عدم الراحة والقلق ويستمران حتى يتم إشباع الحاجة للطعام … وكذا الحاجات الأخرى .

إذن الحوافز هي أساس الجسم بحاجة معينة تتطلب قيام الفرد (بسلوك) معين لإشباعها .

2/الدوافع Motives :

وهى هدف أو حاجة من أهداف أو حاجات الكائن الحي وهى أحدى طرق إشباع الحوافز. يعد هذا الهدف أو الحاجة بمثابة منفذ يستطيع الكائن الحي من خلاله أن يتلخص من حالة القلق والتوتر ، فالطعام مثلا هو الدافع الذي يشبع حافز الجوع .معنى ذلك أن الدافع بقدم منفذا ممكنا للتنفيس عن حالة التوتر والإضراب المرتبط بالحافز .

هذه “المنافذ” يتعلمها الفرد من خلال التجربة ، وتوجد عدة منافذ لإشباع حافز معين “أي أن عددا من الدوافع قد يرتبط بحافز واحد” وفى جهة أخرى فان هناك بعض الدوافع قد ينبني على مجموعة من الدوافع بدلا من حافز واحد (1).

نستنتج من ذلك أن الدوافع تعطى الإنسان القدرة على توجيه سلوكه الذي يهدف من القلق أو التوتر أو عدم التكيف مع البيئة .

3/الاتجاهات Attitudes :

(يمكن اعتبار الاتجاهات على أنها “نظم إرشاد للدوافع فالفرد الذي يريد أن يلب حاجة فسيولوجية(طعام- شراب- جنس )، يستطيع تلبية الحاجة وفق ما هو متاح ، ولربما يفضل نوعا معينا من الطعام أو المشروبات ، أو يحب عدة أطعمة أو أشربة بدرجة واحدة ، بدرجات متفاوتة ، ويتوقع في مثل هذه الحالات أن يأكل الإنسان أو يشرب المفضل لديه .

يستنتج من ما تقدم هو إمكانية إشباع أي دوافع عن طريق عدد من الاستجابات المختلفة ، وتكمن الاتجاهات الإنسان من أن يفاضل بين الاستجابات المختلفة عند قيامه بالسلوك الذي يقوم به الفرد في النهاية .

تتضح هذه العلاقة بين الحوافز والاتجاهات والسلوك كما هو مبين أدناه :

الشكل(3)

العلاقة بين الحوافز والدوافع والاتجاهات والسلوك

 

 

 

 

 

 

 

 

تكوين الاتجاهات :

وفقا لمبادئ التعلم (الشرطة) فان (الاتجاهات عبارة عن استجابة عاطفية (وجدانية) شرطية ، تكونت من خلال التجربة السابقة والارتباط بين المنية والاستجابة).

ومن خلال العملية الشرطية ، يتكون الكثير من الاتجاهات وإذا أدى سلوك معين إلى نتائج مجزية لمرات عدة فان الفرد يتكون لديه ميل للاستجابة بشكل ايجابي نحو هذا الشئ في المستقبل ن وان كانت التجربة المكتسبة سلبية أو ايجابية عند ذلك نستطيع أن نتوقع ما إذا كان الفرد يتكون لديه ميل للاستجابة بشكل ايجابي نحو هذا الشئ في المستقبل وان كانت التجربة المكتسبة سلبية أو ايجابية عند ذلك نستطيع أن نتوقع ما إذا كان الفرد ستبعد عن الموقف أو يتفاعل معه .

(فالفرد عند الاستجابة فانه يسترجع محتوى معرفيا يتجاوز حدود الرسالة المقدمة ، ومن المفترض أن يقدم المحتوى المعرفة (الاستجابة المعرفية – التي تفاعل معها) لتفسير التأثيرات المستمرة بالرسالة . ولهذا تعد الاستجابة المعرفية أكثر أهمية في عملية تعديل الاتجاهات مقارنة بمحتوى الرسالة).

العلاقات بين الاتجاهات والمعتقدات :

تناولت كثير من الاتجاهات العلاقة بين التغيرات التي تحدث في الاتجاهات من ناحية ن والتغيرات من قيم ومعتقدات التي تبنى عليها هذه الاتجاهات . فمثلا في هذه الدراسة نجد تغير معتقدات المواطنين المتأثرين من قيام سد مروى من المناصير يتطلب مجهود متواصل من الحملات الإعلامية بهدف الإقناع وتغيير الاتجاهات . وهنا تلعب المعتقدات دورا في تمسك الإنسان وارتباطه بأرضه وموطنه الأصلي .

(وبما أن الرسائل الاقناعية التي تتضمن عادة البراهين والأمثلة والتوضيحات التي يتم تصميمها لتغيير ومعتقدات الفرد إذا موضع الاتجاه ، فان المنظورين في مجال الاتجاهات يفترضون أن تغير الاتجاه يرجع في الأساس إلى التغيرات التي تحدث في معتقدات الفرد تجاه موضوعات الاتجاه)

(أكد كل من (Fishbein – Ajzen ) مركزية المعتقدات ، حيث تتوسط تأثير العاطفة على الاتجاه . وذكر أن البناء المعرفي الذي يرتكز على المعتقدات البارزة لدى الفرد يجدد اتجاه الفرد ، ويتوسط تأثير العوامل الأخرى مثل العاطفة على الاتجاه).

وميز كل من (Trafimow – Sheer an)  بين المعتقدات ذات الأسس المعرفية والمعتقدات ذات الأسس الوجدانية . ووجدا أن هنالك علاقة بين كل من النوعين والاتجاهات

كما وجد كل من (Eagly, Mladininc – OHO)  في دراستهما (1994) (أننا يمكن أن نتنبأ من خلال كل من البناء المعرفي والعاطفة).

يقسم (Fish beam – Ajzen)  الاعتقادات حسب مصادر المعلومات ، وطرق تكوين هذه الاعتقادات ، إلى ثلاثة أنواع هي :

  • الاعتقادات الوصفية : وهى تتكون بناء على التجربة المباشرة للفرد وملاحظته لوجود علاقات بين الأشياء يقوم الفرد بإدراكها عن طريق الحواس .
  • الاعتقادات الاستنباطية : وهى التي تقوم على ربط الاعتقادات الوصفية بما لدى الفرد من خبرة وأفكار عن الشئ .
  • الاعتقادات الإعلامية : تتكون بشكل مختلف عن الاعتقادات الأخرى والاعتقادات الإعلامية تتكون بناء على الاشتراك في عملية الاتصال ، وذلك عند قبول معلومات عن شئ أو شخص أو موقف معين ، يكون مصدر هذه المعلومات احد وسائل الاتصال أو طرق الاتصال.

وظائف الاتجاهات :

تعرض (D.Katz) عند دراسته لـ(المدخل الوظيفي) لمحاولة فهم أو معرفة أسباب تمسك الناس باتجاهات معينة ، حيث أهمية البحث عند هذه الأسباب في الدوافع السيكولوجية وليس في الأحداث أو الظروف الخارجية . وبدون معرفة الحاجات النفسية التي ينم تحقيقيها عن طريق التمسك باتجاه معين ، فنحن لا نستطيع أن نتوقع توقيت وكيفية تغير الاتجاه ويرى (Katz) أن الاتجاهات تخدم أربعة أغراض هي :

  • وظيفة التكيف مع البيئة :

بمعنى أن الفرد يسعى إلى الحصول على أقصى قدر من الجزاء وتقليل العقاب المتوقع من البيئة الخارجية إلى أدنى الدرجات والاتجاهات هي في العادة الوسيلة التي عن طريقها يحاول المرء تحقيق أهدافه المطلوبة وتفادى النتائج السيئة .

  • وظيفة الدفاع عن النفس :

يسعى الفرد لحماية نفسه من غرائزه وشهواته ونزعاته غير المقبولة ، وتمكنه من التعرف على الظواهر الخارجية التي تهدد كيانه .

3-وظيفة التعبير عن القيم :

بعض الاتجاهات تقوم بوظيفة التمويه عن النفس وعلى الآخرين إخفاء حقيقة الفرد ، والبعض الأخر من الاتجاهات يخدم وظيفة مختلفة هي التعبير الفعلي عن القيم الأساسية للفرد ، وعندها يحس الفرد بالرضا عندا يعبر عن اتجاهات يعتقد أنها تعكس قيمة ومعتقداته .

4-وظيفة المعرفة :

ترتبط بحاجة الفرد إلى تنظيم إدراكه من حوله وتقصف بالبحث عن المعاني ومحاولة الفهم ، والنزعة نحو التنظيم الأفضل للمدركات والاعتقادات حتى تتسم أفكار الفرد بالوضوح والاتساع.

 

 

محددات محتوى الاستجابة المعرفية وفقا للنماذج المعرفية :

تعددت النظريات المعرفية التي يمكن تطبيقها في تحليل محددات مستوى الاستجابة المعرفة ومنها :

  • نظريات الاتساق المعرفي Balance Theory أو (التوازن المعرفي) تتنبأ هذه النظريات بمدى وجود اتساق بين الاستجابات المعرفية نحو رسالة ما ، والمخزون المعرفي لدى الفرد عن موضوع الاتجاه .
  • منظور الاستيعاب– التباينThe Assimilation- Contrast Approaer : يتنبأ بان الفرد تصدر عنه ردود أفعال ايجابية تجاه الرسائل التي تقع في مدى (مجال) القبول لديه ، وتصدر عنه ردود أفعال سلبية تجاه الرسائل التي تقع في مدى (مجال) الرفض لديه.
  • نظرية المفاعلة Reactance Theory : وتتوقع هذه النظرية أن تصدر ردود أفعال سلبية في المواقف الاتصالية ذات الطبيعة القصرية.
  • نظرية السلطة (الندرة) Commodity Theory : وتفترض هذه النظرية أن هنالك علاقة عكسية بين إدراك الملتقى لمدى وفرة المعلومات عن قضية ما ، وايجابية التفاعلات المعرفية تجاه الرسالة .
  • النظرية الوظيفية Functional Theory :تقدم هذه النظرية مجموعة من المبادئ الأكثر تعقيدا التي تساعد في التنبؤ بالتفاعلات المعرفي تجاه الرسائل المختلفة ، بشرط التعرف على الأسس والدوافع التي تقوم عليها اتجاهات الفرد.

حاولت هذه النظرية الربط بين المبادئ التي نادت بها واستخدام الجمهور لوسائل الإعلام والذي يتخذ قراره بناء على معطيات سابقة عن مفهوم الوسيلة والمصدر والمحتوى ودور المعرفة الإدراكية باعتبارها احد للقوة التي  تقوم بدور في العمليات الوسيطة التي غيرت من مفهوم التأثير والاتجاهات .

يحدد الفرد اتجاه نحو وسائل الإعلام من خلال الصورة الزاهية التي يرسمها الفرد في مخزونة المعرفي عن هذه الوسائل ، أو أحداها وفقا لخبرته المتراكمة ، وتعرضه لرسائل هذه الوسائل ، وعلاقته بالمدركات التي يختزنها الفرد في إطار خبرته . ويتحدد اتجاه الملتقى بالقائم بالاتصال من خلال تقييمه لخصائص القائم بالاتصال وعلاقته بالمفاهيم التي يقدمها في محتوى النزاع أو المنشور من خلال مدى الاختلاف أو الاتفاق بالمفاهيم التي يقدمها محتوى النزاع أو المنشور من خلال مدى الاختلاف أو الاتفاق مع البناء المعرفي للفرد عن المفاهيم أو المعاني المضمنة في المحتوى .

تتجمع هذه النظريات في رؤيتها ، أن الفرد يميل إلى تحقيق التوازن أو الاتساق ، بين الموضوعات ذات العلاقة ، وفى حالة عدم التوازن نتيجة تباين الاتجاهات بين هذه الموضوعات يشعر الفرد بالتوتر أو الضغط الذي يدفعه إلى محاولة تغيير اتجاهه في الجانب الذي يحقق له التوازن أو عدم الاتساق ويجنبه التوتر والقلق الناتج عن هذا التباين

فالحملات الإعلامية الاقناعية يجب أن تتناول العادات والمعتقدات وتدعم الايجابي منها حتى تصدر استجابات من قبل المتلقي لتقبل الرسالة الإعلامية والتفاعل معها .

(ويفترض Green wald) المؤسس الحقيقي من منظور الاستجابة المعرفية أن الأفراد عندما يتلقون رسالة ما ، فأنهم يحاولون ربطها بالمخزون المعرفي لديهم عن موضوع الرسالة . أما إذا كانت الرسالة تثبر استجابات معرفية معادلة ، أو استجابات تفند الموقف الذي تتبناه الرسالة أو تؤيده موقفا أخر ، فان المتلقي سيرفض الرسالة ، وقد تكون استجابات المتلقي المعرفية أكثر إقناعا من الحجج التي تقدمها الرسالة ، مما قد ينتج عنه رد فعل عكس تجاه الرسالة).

الخصائص المميزة لنظرية الاستجابة المعرفية :

هنالك أربع خصائص لنظرية الاستجابة المعرفية تميزها عن غيرها من نظريات تشكيل الاتجاهات وهى :

1/ اعتماد النظرية على ما يسمى بمهمات الإنتاج Tasks Production، وهى تشير إلى فكرة أن الأفراد الذين يتعرضون لرسالة ما تكون لديهم الفرصة للتعبير عن الأفكار التي تراودهم ، أي أنهم يقومون بهمة إنتاج الأفكار .

2/ تعدد الأبعاد Multi dimensionality تتناول النظرية الاتجاهات باعتبارها ذات أبعاد متعددة على عكس النظريات الأخرى التي تناولت اتجاهات الأفراد أي باعتبارها أحادية البعد .

3/ تعد نظرية الاستجابة المعرفية نظرية كيفية Qualitative Theory حيث أنها تتناول وتفسر الظروف الكيفية بين أفكار المبحوثين ومن ثم اتجاهاتهم .

4/تعد نظرية الاستجابة المعرفية على الذاكرة A memory based Throry فهي تخبرنا بالأفكار التي تنتجها الأفراد عند مواجهتهم لظروف غير متوقعة ، يطلب منهم فيها اتخاذ قرارات محددة تجاه موضوعات الاتجاهات المختلفة اعتمادا على الذاكرة.

دور حملات التسويق الاجتماعي الإعلامية في تغيير الاتجاهات :

تسعى حملات التسويق الاجتماعي إلى تغيير اتجاه وأراء الناس إزاء موضوع أو قضية ما لجعله اتجاها أكثر ايجابية وقربا لتنمية الفرد والمجتمع معا ، وغالبا في مثل هذه الحملات تسعى إلى مقاومة العادات والتقاليد والأفكار السلبية في المجتمع والعمل على إقناع الناس لتبنى سلوك يؤدى إلى القضاء على مثل هذه العادات والتقاليد . ومن النماذج المتفق عليها في تغيير اتجاهات الأفراد من خلال حملات التسويق عامة الاجتماعي نذكر ما يلي :

  • تصميم المنبه والاستجابة The Stimulus – Response design :

يفتكر هذا التصميم على نتائج البحوث التي أظهرت أن التعليم يحدث عن طريق الرفض والتكرار وهدفه الجمع بين منبه واستجابة .

وقد انعكست تطبيقات هذا التصميم في مجال الاتصال في تحديد معاني جديدة للكلمات ، سواء كانت هذه المعاني دلالية أو ضمنية تحمل أبعادا عاطفية . يكثر استخدام هذا التصميم في حملات التسويق الاجتماعي ذات الطابع الصحي من خلال تنبيه الأفراد إلى ظاهرة صحية ومحاولة خلق الاستجابة المطلوبة .

ومن أمثلة هذه الحملات هذه الدراسة التي تحاول الربط بين صحة الفرد والإصابة بالأمراض المعدية مثلا .

ويعتمد هذا المنبه غالبا على :

  • التكرار Repetition من خلال التكرار المستمر للحملة .
  • الجذب Captivity من خلال استخدام كافة عناصر الجذب والانتباه ، وخاصة تلك التي تركز على الجوانب الداخلية للفرد .
  • التماس Contiguity عن طريق الربط بين موضوع الحملة وعلاقتها بالإفراد أنفسهم .

ب- تصميم الدافعية Motivational Design  :

ظهر هذا التصميم نتيجة عدة دراسات بان الإنسان يسعى بشكل دائم نحو تحقيق أهداف تلبى احتياجاته المختلفة وهنا يبرز دور وسائل الإعلام في توعية المهجرين من قيام سد مروى مثلا بان الموقع الجديد به ميزات أفضل مما كانوا عليه ويعبر عن ذلك بنموذج (Maslow).

يعبر الشكل التالي عن الاحتياجات الإنسانية المختلفة ويعرف بهرم ماسلو للحاجات.

 

 

 

 

الشكل رقم (4)

هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية المختلفة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تستخدم حملات التسويق الاجتماعي هذا التصميم من خلال الرسائل إعلامية تعالج مثل هذه الحاجات وتبين مدى توافرها أو توافد أحداها بالنسبة للفرد وبالتالي فان إشباع هذه الحاجات سوف يؤدى إلى الاقتناع بموضوع الحملة والتأثير بها بدرجة اكبر ، مثل استخدام حملات إعلامية نوعية تشير إلى توسع في العمل الزراعي وترقية خدمات المواطنين الضرورية من اجل تحقيق الرخاء الاجتماعي والاقتصادي ، إلى جانب الإحساس بالطمأنينة كحاجات فسيولوجية ويمكن تقسيم دوافع الفرد للاستجابة للفكرة أو الخدمة كأساس للسلوك إلى.

دوافع عاطفية : بالاعتماد على المشاعر والرغبة في الاستجابة دون تقييم موضوعي للعملية ن أو لمجرد تقليد الآخرين . وغالبا ما يتأثر الفرد هنا بطابع الإثارة في تصميم الحملة .

دوافع عقلية : يقوم الفرد هنا بتحديد أولوياته واختياراته بعد تفكير موضعي يؤدى إلى إشباع حاجاته من خلال الخدمة أو الفكرة . وهو غالبا ما يركز على المضمون .

ج- التصميم المعرفي Cognitive design :

يعتمد منهج التصميم المعرفي على الحجج العقلانية Rational argument ويمكن تطبيقه في أسلوبين هما :

– محاولة الإقناع عن طريق الحقائق والمعلومات ، ضمن دائرة النقاش المنطقي .

– استخدام رغبة الآخرين في بناء حالة من التوافق مع أنفسهم ومحيطهم من خلال تغيير اتجاهاتهم عن طريق إثارة حالة عدم التوازن الذاتي ودفعهم إلى إتباع سلوك جماعي . ومثال هذا محاولة إقناع الأفراد بضرورة اتخاذ موقف واحد للتصدي لأي جهة تريد التدخل في الشئون الداخلية للمجموعة .

د- التصميم الاجتماعي Social design :

يقوم هذا التصميم على فكرة مفادها بناء الإنسان ما هو إلا عضو في المجتمع ، وهو كثير الاعتماد عليه ، وبالتالي فان التصميم الاجتماعي يعتمد على مبدأ الاتفاق الجامعي مما يسهم في تغيير الاتجاهات السائدة . ويستخدم بكثرة في حالة خلق رغبات وميول لدى جماعة ما إذا موقف معين مثل حالات الحروب  وهنا فقد يبرز دور الجماعات المرجعية بما لها من تأثير على معتقدات ومواقف وسلوك وقرارات أفراد آخرين.

يتمثل تأثير هذه الجماعات في حملات التسويق الاجتماعي من خلال تأثيرها الكبير على قرارات الاستفادة من الخدمة أو تبنى الأفكار مثل عمليات التضحية من اجل قضايا الوطن الجوهرية .

وهنا يمكن للقائمين على أمر الحملات الإعلامية الاستعانة والتنسيق مع قادة الرأي والجماعات المرجعية كالتالي.

– الجماعات الرسمية Formal Groups :وهى الجماعات ذات صفة التشكيل الرسمي (كالنقابات المهنية) حيث يتأثر أعضاء هذه الجماعات بآراء قادة الرأي فيها بما يمثلون من قيم وأنماط سلوكية .

الجماعات غير الرسمية Informal Groups : وهى جماعات غير منظمة ن وترتكز غالبا على العلاقات الاجتماعية غير الرسمية كالأصدقاء والجيران مثلا .

الجماعات التلقائية Automatic Groups : وهى تلك الجماعات التي يرتبط لها الأفراد  بصورة تلقائية وفقا لمعايير محددة مثل السن ، الجنس ، الحالة الاجتماعية وينبغي أهمية هذا النوع من الجماعات في تأثيرها الفعال على التوقيعات الاجتماعية  لأعضائها من خلال القدرة على تحديد نوع الخدمات المقدمة .

الجماعات التوقعية Anticipating Groups :كالجماعات التي يسعى الأفراد للانضمام إليها . ويؤثر هذا النوع على الأنماط السلوكية في اقتناء الخدمة وتبنى الفكرة . كالرغبة في الانضمام لذوى التأهيل الاجتماعي أو الجمعيات الاجتماعية .

الجماعات السلبية Negative groups : وهى من النوع الذي يسعى الأفراد للابتعاد عنها ، ما يترتب عنه اتخاذ مجموعة قرارات لا تتوافق مع هذه الجماعات .

الجماعات الأولية Primary groups : كالجماعات الأصلية في المنشاة ، ويكون بينهما وبين الأفراد اتصال مباشر ودائم وعادة ما يكون تأثير هذه المجموعات قويا ومباشراً.

هـ-تصميم الشخصية Personality:

وهو التصميم الذي يأخذ في اعتباره الحاجات الشخصية للأفراد المستهدفين أثناء القيام بمحاولة إقناعهم بخدمة أو فكرة ما . ويمكن تصنيف هذه الحاجات إلى فئتين اثنين هما :

حاجات التعبير عن القيم Value Expression : أن يفترض تصميم الشخصية هنا بان الآراء والمواقف والاتجاهات ما هي إلا تعبير عن عوامل شخصية تمكن الفرد من التفاعل مع المجتمع ، فالحملات الإعلامية عن مرض الايدز ربطت بين المرض والجوانب الأخلاقية لدى الشخص .

حاجات الدفاع عن الذات Ego-defense : وترتبط هذه الحاجات بمحاولات حماية الفرد لنفسه من صراع داخلي أو خارجي ، كالدفاع عن النفس إذا الإحساس بعقده الفشل.

وبالرغم من صعوبة تطبيق مثل هذا التصميم لحاجته إلى استخدام أسس نفسية بدرجة كبيرة ، إلا أن بعض الباحثين قدموا بعض الأساليب الإعلامية التي تكون ناجحة في تغيير الاتجاهات وفق هذا التصميم ومنها على سبيل المثال لا الحصر .

* الإقلال من استخدام عامل التهديد في مضمون الرسالة الإعلامية واللجوء إلى أسلوب التخويف في حدوده الدنيا .

* الإكثار من استخدام أسلوب الدعاية أو الفكاهة بهدف تخفيف حالة التوتر والقلق .

* محاولة تبصير الفرد بسلوكه الذاتي الدفاعي .

*تحويل تفكير الفرد من منطقة الدفاع عن الذات إلى منطقة التعبير عن القيم فبدلا من إقناع الأفراد لأهمية مشاريع التنمية ، فانه من الأفضل تقديم نماذج عملية لأثر مشاريع التنمية على المجتمعات المتطورة وتفاعل هذه المجتمعات المتطورة وتفاعل هذه المجتمعات مع قضايا التنمية .

نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي :

يسود الاعتقاد لدى البعض بان فشل الحملات المتكررة لمكافحة مرض الايدز مثلا بالإضافة إلى موسمية هذه الحملات يرجع لعناد الجمهور وسلبية اتجاهاته ، بل واستنكار البعض لوجود مرض الايدز في المجتمع المسلم ويرفض البعض مجرد تداول موضوع هذا المرض في وسائل الإعلام الجماهير.

 

عند التخطيط للحملات يجب مراعاة هذه العوامل :

– ضرورة معرفة عادات الاستماع والمشاهدة للجمهور المستهدف بالإضافة للعوامل الأخرى المؤثرة في عملية الاتصال بالجمهور مثل (المستويات اللغوية).

– توجيه الإعلام للجمهور المستهدف ن وليس لغيرهم .

– تبسيط الرسالة الإعلامية حتى يمكن لجميع فئات الجمهور استيعابها بنفس الدرجة ، مع الابتعاد عن استخدام المصطلحات الفنية والأجنبية أو الصور الرمزية التي تحد من القدرة على استيعاب الرسالة.

يجدر الذكر بالتأثير المعرفة بكل من الاتصال والعوامل الاجتماعية والاقتصادية ، وهنالك تأثير متبادل بين هذين العاملين . كما أن التفاعل والتأثير المتبادل بين المعرفة والاتصال والوضع الاجتماعي والاقتصادي مؤثر على المعرفة ويسبب فجوة فيها بين الفئات المختلفة .

لا يختصر تأثير العلاقات بين العوامل على أحداث فجوة المعرفة ، بل يتعدى ذلك إلى أحداث فجوة في السلوك . وسبب ذلك هو العلاقة الوثيقة بين المعرفة والسلوك ، كما أن العلاقة بين المعرفة والسلوك وتتأثر أحيانا بعوامل أخرى قد تكون للفرد المعرفة ولكنه لا يتصرف على أساسها . وتسمى هذه العوامل التي تؤثر على العلاقة بين المعرفة والسلوك بالعوامل الوسيطة وهمها :

  • العوامل الديمرغرافية (كالجنس والعمر والحالة الاجتماعية).
  • العوامل البديهية (مثل القدرة الاقتصادية ، إمكانية السلوك).
  • العوامل المرتبطة بالعرف الاجتماعي (مثل موافقة أو عدم موافقة الآخرين على السلوك).
  • الاتجاه نحو السلوك .

ويشار هنا إلى أن الأعلام يستطيع التأثير على عنصر المعرفة ، وعلى الاتجاه وعلى إدراك العرف الاجتماعي السائد ، ولكنه لا يستطيع التغلب على العقبات المرتبطة بالعوامل الديموغرافية أو العوامل البديهة .

نستطيع أن نستنتج أن فجوة المعرفة تنشا لان فئات معينة في مجتمع بعينة تكتسب المعرفة أسرع من غيرها من الفئات ، وقد يكون السبب في ذلك (العوامل الوسيطة ، أو الفروق الفردية)، وكلما زادت المعلومات في مجتمع ما كلما تعددت فجوات المعرفة في ذلك المجتمع . وهنا يجب على وسائل الأعلام تؤدى الدور الأساسي في خلق فجوات المعرفة وذلك عن طريق (تعويض) أشكال عديدة تؤثر في وسائل الإعلام عن طريقها في إيجاد هذه الفجوة والبقاء عليها ومنها شكل الرسالة الإعلامية ، ومستواها اللغوي ، وتوقيت نشرها ولا يقتصر تأثير فجوة المعرفة على أحداث فجوة مماثلة في السلوك بل يتعدى ذلك إلى وصول المعلومات بشكل سريع إلى فئة قليلة من المجتمع تستفيد منها في تدعيم قوتها ومعرفتها الصحيحة بالمسببات التي تعمل على عرقلة مشاريع التنمية المختلفة . ومن المهم عند تخطيط حملات الإعلام أو حملات التسويق الاجتماعي أن يتلافى المخططون أخطاء الحملات السابقة بعد تقييمها .

 

وهنالك عدد من الأخطاء التي تعوق نجاح الحملات الإعلامية منها:

  • اعتماد الحملات غالبا من الإذاعة والتلفزيون ، لان الإعلان في الصحف مثلا لا يغطى غالبية الجمهور المستهدف إضافة لمحدودة انتشار المطبوعات بالسودان .
  • اعتماد برامج الإذاعة والتلفزيون على اللغة الدارجة أو (لغة الإذاعة) الأقرب لفهم لغة العامة ، إذ أن اللغة الفصحى تصعب على غير المتعلمين كما أن اللغات واللهجات المحلية تصعب على غير الملمين بها في متابعة الرسائل .

 

 

 


فيما يلي نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي .

الشكل رقم (5)

نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحوظة :

أن تطبيق هذا النموذج يشمل كذلك التسويق الاجتماعي ويشكل النموذج خطوات التخطيط لحملة التسويق الاجتماعي والتي تتطلب وضع إستراتيجية إعلامية للحملة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل السابع

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

أولى أساتذة الاتصال أهمية قصوى للدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في المجتمع، فرأي بعضهم الاتصال نسيجا للمجتمع الإنساني برمته، وكلما تدفق الإعلام بين شرايين هذا النسيج كلما زادت فاعلية المجتمع وقدرته على التنمية، ورأي آخرون أن عملية الاتصال ترسخ شعور المواطن بالانتماء إلي وطنه وقوميته، وأن استغلال هذا الشعور في التنمية ضرورة من ضروريات نجاحها، بالإضافة إلي وسائل الاتصال تنقل التراث الاجتماعي من جيل لآخر، واهتم آخرون بالمعلومات والأفكار التي تحملها وسائل الاتصال والتي تعد العامل الأساسي في زيادة مجالات المعرفة لدى الجماهير وتوسيع آفاقهم ومداركهم ولزيادة قدرتهم على التقمص الوجداني وتقبلهم للتغير واشتراكهم في التنمية.

وفي معظم الدراسات الإعلامية حتى بداية الربع الأخير من القرن العشرين يحدد كثير من الباحثين وظائف وسائل الإعلام بأنها الإبلاغ أي نشر الأخبار ثم الشرح والتفسير أي تفسر الخبر والتعليق عليه وإبداء الرأي فيه وحوله، ثم التثقيف ثم التسلية والاقناع ثم الإعلان ويضيف بأنه في اتساع حقول الدراسات والبحوث الإعلامية فإن هذا التعميم لم يعد ملائما للعصر فالراديو غير التلفزيون والصحف غيرهما، والأفلام السينمائية تتنوع وتتعدد وتختلف، لذلك فإن الوظائف المعاصرة للإعلام يمكن النظر إليها نظرة جديدة تعتمد على التوسع الذي طرأ على وظائف وسائل الإعلام وعلى تطور الخدمة الإعلامية في المجتمعات المعاصرة.

أهم التصورات الغربية لوظائف وسائل الإعلام:

تصور هارولد لازويل:

يعد هارولد لازويل أول من لفت الاهتمام إلي الوظائف التي يؤديها الاتصال للمجتمع وقد حدد لازويل ثلاث وظائف لوسائل الإعلام تؤديها بصورة في أي مجتمع هي:

(1) مراقبــة البيئــة:

وتعني تجميع وتوزيع المعلومات المتعلقة بالبيئة سواء في خارج المجتمع أو داخله وهي ما تسمى بوظيفته الإخبار، أي أن تكون الأخبار في متناول الجميع. وهذه الوظيفة يمكن المجتمع من التكيف مع الظروف المتغير، تسهيل عملية اتخاذ القرارات فالمراسلون الخارجيون لوسائل الإعلام يعملون لمراقبة البيئة الخارجية بينما المندوبون لمراقبة البيئة الداخلية من خلال تقاريرهم المستمرة والتي تحيط المجتمع علما بكل أنشطة البيئة.

(2) الترابــط:

وتعني التفسير والتحليل والتعليق على الأحداث في البيئة وتوجيه السلوك كرد فعل لهذه الأحداث، وهو ما يعني إيجاد الرأي العام.. فالاتصال هو الذي يوجه الرأي العام .. وبدون الرأي العام لا تستطيع الحكومات أداء مهامها في المجتمعات الديمقراطية، ولذلك فمن الضروري وجود قدر من الإجماع أو الترابط في المجتمع تجاه القضايا السياسية. ولا يمكن لهذا الترابط أو الإجماع أن يتحقق بدون اختيار تقييم وتفسير الأنباء بواسطة وسائل الإعلام مع التركيز على ما هو أكثر أهمية في البيئة.

(3) نقل التراث الاجتماعي (الوظيفة الثقافية):

يعتمد التراث الثقافي أساس على توصل المعلومات والقيم والمعايير الاجتماعية من جيل إلي آخر ومن أعضاء جدد انضموا إليها، وهو ما يعرف بالنشاط التعليمي.

وهذا النشاط الآن في العصر الحديث أصبح ضمن مهام وسائل الإعلام، ويقوم هذا النشاط بتوجيه المجتمع عن طريق إعطائه قاعدة أوسع من القواعد الشائعة والقيم والخبرات الجماعية التي يتقاسمها أعضاء المجتمع، كما يساعد هذا النشاط على اشتراك الأعضاء الجدد في المجتمع وحثهم على أن يقوموا بدورهم وأن يلتزموا بالتقاليد والعادات.

وقد أضاف (شارلز رايت) مهمة رابعة إلي هذه المهام وهي: الترفية أما (دي فلير) فقد أضاف إلي هذه الوظائف وظيفة أخرى وهي وظيفة الرقابة الاجتماعية وتوزيع الأدوار وتنسيق الجهود.

وأضاف (بولدنج) وظيفة الإعلان.. في إطار الوظائف الاقتصادية لوسائل الإعلام إذ تقوم الوسائل عن طريق الإعلان بنشر قوائم الأسعار وتحليل الأعمال. ولضمان الترابط في السياسة الاقتصادية سواء عن طريق الفرد أو الهيئات أو المجتمع التحكم في إدارة السوق، وأيضا لتسيير تعليم المهارات وتطلعات السلوك الاقتصادي.

وظائف الاتصال عند برتون لازر سفيلد:

استكمالا لوظائف الاتصال عن د.(هارولد لازويل) قدم ميرتون ولازر سفيلد ثلاث وظائف أخرى يمكن أن يؤديها الاتصال من اجل خدمة المجتمع، وهي:

(1) التشــاور:

بمعنى تبادل الآراء حول الأفكار والناس والمنظمات والحركات في أي مجتمع حديث فإن وسائل الإعلام تؤدي هذه المهمة فتفلت النظر إلي القضايا والموضوعات الهامة وتعمل على إضفاء الألفة والشرعية على الأفكار والناس.

(2) فروض المعايير الاجتماعية:

إذ تعمل على الحفاظ على المعايير والقيم العامة والكشف عن الانحرافات التي تحدث عن هذه المعايير وذلك لحماية المجتمع من التقلبات والتوترات.

(3) تخفيف الإحساس بالاختلال الوظيفي:

وهذا الاختلال ينتج كما يقول (لازويل) من خلال إساءة وسائل الإعلام لأداء وظائفها .. فنتج إحساسا باللامبالاة لدي الجمهور.. ويعزو ميرتون ولازسفيلد هذه اللامبالاة إلي إغراق وسائل الإعلام جمهورها بالمعلومات بشكل يؤدي إلي عملية تخدير بدلا من عملية التنشيط ، فتقضي الجمهور وقته في تعلم القضايا من وسائل الإعلام ولايصبح لديه أصلا وقتا كافيا لعمل شيء تجاه هذه القضايا.

أوشيما والوظيفة التنموية لوسائل الإعلام:

فلوسائل الإعلام كما يقول أوشيما صفة المضاعف المؤدي إلي التنمية الإنتاجية وتتميز أكثر الدول بأنها مجتمعات في عجلة من أمرها… والقصد من ذلك أنها مجتمعات تبغي اللاف بالكرب بأسرع ما يمكن.. ولهذا فهي تحتاج إلي نظرية للتنمية الاقتصادية وإلى سياسة للاتصال تشرح كيفية اللحاق وما تريد اللحاق به.. ومن الواضح أن وسائل الإعلام هي المصدر الأول لتنمية المجتمعات التي هي في عجلة من أمرها إذ أنها تحمل وسائلها إلي الجماهير بأسرع وقت ممكن.

وظائف الإعلام عند شــرام:

بالنسبة للوظائف العامة للاتصال فيحددها (شرام) على أساس كل من الفرد والمجتمع فبالنسبة للفرد فإن هذه الوظائف تنحصر في:

الإعلام – التعليم – الترفيــه – الإقناع.

ومن وجهة نظر المجتمع فأهدافه من المشاركة في عملية الاتصال هي:

  • فهم ما تحيط به من ظواهر أحداث.
  • تعلم مهارات جديدة.
  • الاستمتاع والاسترخاء والهرب من مشاكل الحياة.
  • الحصول على معلومات جديدة تساعده على اتخاذ القرارات.

أما بالنسبة لدور وسائل الإعلام في خدمة التنمية فيحدد شرام ثلاث وظائف رئيسية هي:

(1) وظيــفة الإعــلام:

وذلك لاحاطة عامة الشعب علما بالتنمية القومية وأن يتم تركيز اهتمامهم على الحاجة إلي التغيير والفرص التي تدعو إليه ووسائله وطرقه، وفي إطار هذه الوظيفة يحدد ثلاث وظائف أخرى فرعية هي:

  • توسع الآفاق: عن طريق إعطاء الفرد ا لفرصة ليرى ويسمع عن أشياء لم يرها من قبل وأن يعرف إناسا لم يقابلهم قط.
  • تركيز الاهتمام: على الآراء يجعلها أكثر انتشارا، وعلى الأشخاص بإضفاء الأهمية عليهم من خلال هذا التركيز فيصبح لآرائهم أهمية أكثر.. وبذلك تركز وسائل الإعلام اهتمام الملايين من مختلف الأفراد على نفس الموضوع وفي نفس الوقت مما يساعد على خلق مناخ لتبادل الآراء بين السكان وبالتالي خلق المناخ الذي يؤدي منه وسائل الإعلام خدماتها العامة والضرورية نحو التنمية ككل.
  • رفع مستوى التطلعات: وذلك بدفع الناس نحو حياة أفضل ونحو التنمية وبدون ذلك يصبح حدوث التنمية أمرا صعاب بعيد المنال.

(2) وظيفة اتخاذ القرارات:

فمن خلال انسياب المعلومات من أسفل إلي أعلى ومن أعلى إلي أسفل، يتم الحوار بين المسئولين وعامة الناس، وتتاح الفرص للإسهام بذكاء في عملية اتخاذ القرارات ووسائل الإعلام هي وحدها القادرة على أن تساعد على أداء هذه الوظيفة، فمن خلال تغذية المناقشات بالمعلومات وإظهار رأي القادة وجعل الوسائل المطروحة واضحة كل الوضوح، وتوسيع الحوار تجاه سياسة ما، تستطيع وسائل الإعلام أن تفرض أساليب جديدة للحياة الاجتماعية وأن تسهم في تكوين الذوق العم وأن تغيير الاتجاهات وخاصة غير الراسخة أو عميقة الجذور، وذلك بمقارنة بأشكال الاتصال الشخصي المباشر.

(3) وظيــفة التعليم:

فتعليم المهارات المطلوبة وتعلم الكبار القراءة والكتابة وتعليم المزارعين وسائل الزراعة الحديثة، وتدريب المهندسين والأطباء وتزويد العمال بالمهارات الفنية لتلبية احتياجات المجتمع، وتزويد الناس بأساليب العناية بصحتهم وقوتهم، مع ملاحظة اختلاف القدرات في أداء هذه الوظائف بين كل من وسائل الاتصال الجماهيري وأشكال الاتصال الشخصي، فالإذاعة مثلا لا تستطيع أن تشرح أية خبرة او مهارة في الزراعة أكثر مما يستطيع عامل متمرس عليها عمليا. ولكن بمجرد أن يتم تعليم المهارة فإن الراديو يستطيع أن يقدم المعلومات وأن يجيب على الأسئلة وأن يقدم النتائج.

التصورات الخاصة بدور وسائل الاتصال في التنمية من خلال عملية نشر الأفكار المستحدثة:

تعد دراسة كيفية انتشار الأفكار المستحدثة هي دراسة في عملية الاتصال وكان الهدف الرئيسي للدراسات التي تناولت ذلك هو تحقيق التغيير في المجتمع المحلي أو القرية من خلال طرح الأفكار والأساليب والمنتجات والأساليب الجديدة ونشرها في القرية أو المنطقة. وركزت هذه الدراسات من وجهة نظر علماء الاجتماع على الإجابة على سؤال محدد هو كيف يمكن أن تتغير النظم الاجتماعية عن طريق نشر الأفكار المستحدثة، أما علماء الاتصال فركزوا على تساؤل محدد هو: كيف يمكن أن تستخدم الأنشطة الاتصالية لدعم ونشر الموافقة والقبول للمنتجات والأفكار الجديدة؟ ونال هذا التوجه اهتماما كبيرا من قبل العلماء في دول مختلفة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في هذا الشأن وتراكمت لديها خبرات عديدة أدت إلى بناء نظرية عامة للاتصال فيها دور مهم وكبير في مجال نشر الأفكار المستحدثة، ويرجع الفضل لـ (إفريت روجرز) في تحديد ملامح البناء النظري لنظرية (الاتصال والأفكار المستحدثة).

وقد لخص روجرز في كتابه (الأفكار المستحدثة وكيف تنتشر) والذي نشرته طبعته الأولى في عام 1962م، والثانية في عام 1971م، لخص الدراسات التطبيقية التي أجريت لسنوات عدة في الولايات المتحدة الأمريكية حول نشر الأفكار الجديدة وأشار إلى أن الاتصال ضرورية لعملية التغيير الاجتماعي التي تحدث عندما يحدث التغير في تركيب وطبيعة النظام الاجتماعي وأن عملية التغيير الاجتماعي هذه تتكون في ثلاثة خطوات متعاقبة هي:

  • الاخـتراع.
  • الانتشــار.
  • النتائــج.

والمقصود بالاختراع العملية يتم بواسطة خلق أو تطوير الأفكار الجديدة، أما الانتشار فيقصد به العملية التي تتم بواسطتها توصيل هذه الأفكار الجديدة إلي أعضاء النظام الاجتماعي، وأخيرا فالمقصود بالنتائج التغيرات التي تحدث داخل النظام الاجتماعي كنتيجة لتبنى أو رفض الابتكار أو الأفكار الجديدة.

وعملية اتخاذ القرارات في الفكرة المستحدثة تمثل بالمراحل التاليــة:

(1) مرحلة الوعي والمعرفة بوجود الفكرة الجديدة:

حيث يتعرف الفرد على الفكرة المستحدثة من وسائل الاتصال المختلفة وعلى بعض جوانبها.

(2) مرحلة الاهتمام بالفكرة الجديدة والبحث عن المعلومات عنها:

ونتيجة لذلك يتكون لديه اتجاه مؤيد أو معارض لها.

(3) مرحلة التعميم:

حيث يختار الفرد تنبي الفكرة المستحدثة أو رفضها.

 (4) مرحلة التجريب والمحاولة:

حيث يحاول الفرد تجربة الفكرة الجديدة على نطاق ضيق لتقرير مدى صلاحيتها ونتيجة لذلك يدعم القرار الذي اتخذه بالموافقة أو الرفض، وهنا أيضا يتأثر قراره بالمعلومات والخبرات الجديدة التي قد يتعرض لها.

(5) مرحلة التبــني:

حيث يستخدم الفرد الفكرة الجديدة بصفة مستمرة على نطاق واسع عندما يصل عدد المتبنين إلى نقطة معينة حوالي 80% من أفراد المجتمع وهذه الفئة الأخيرة قد تعمد إلي التبني في فترة لاحقــة.

ونتيجة لذلك تنقسم النظرية الجمهور وفقا لمعدل سرعة التبني لما يلي:

  1. المبتدعون الأوائل ونسبتهم 2.5%.
  2. الأوائل ونسبتهم 13.5%.
  3. الغالبية المتقدمة ونسبتهم 34%.
  4. الغالبية المتأخرة 34%,
  5. المتلكئون ونسبتهم 16%.

وتبين النظرية وجود فروق واضحة بين فئات المتبنين هذه، فالمتبنون الأوائل أصغر سنا وفي حالة اجتماعية أفضل ووضع مادي أكثر يسرا من الفئات الأخرى كما أنهم أكثر تعرضا لوسائل الاتصال الجماهيرية الأخرى ويرتبطون بموظفي الإرشاد الزراعي بعلاقات جيدة ولديهم تطلعات أعلى من الفئات الأخرى.

وبالنسبة للفكرة أو الأسلوب المتبنى نفسه فتحدد النظرية سمات لها كما يراها الأفراد في المجتمع وهي التي تحدد معدل تبنيها وهذه الصفات هي:

  • الميزة النسبية للفكرة الجديدة على الأفكار أو المنتجات السابقة.
  • التوافق والانسجام مع النظم والتقاليد القائمة في المجتمع.
  • التعقد أي درجة تعقد الفكرة المستحدثة وصعوبة فهمها أو استخدامها.
  • القابلية للتجريب على نطاق ضيق.
  • القابلية للملاحظة أي درجة رؤية نتائج الفكرة المستحدثة من قبل الآخرين.

وبالإضافة إلي ذلك توجد متغيرات أخرى تؤثر على معدل ودرجة التبني مثل:

  • نوع القرار المتخذ بشأن الأفكار المستحدثة.
  • طبيعة النظام الاجتماعي.
  • طبيعة قنوات الاتصال المستخدمة في ذيوع الأفكار في المراحل المختلفة لعملية اتخاذ القرار.

وبخصوص هذه القنوات فإن الفرد يجمع المعلومات من مختلف المصادر وذلك في كل مرحلة من المراحل المختلفة للتبنى إلا أن أهمية هذه المصادر تختلف تبعا للمرحلة التي يمر بها القرار فوسائل الاتصال أكثر تأثيرا في المرحلة الأولى مما هي عليه في المراحل التالية إذ تتسم بقدراتها على جعل الأشياء معروفة للجمهور. أما عندما يحدد الإنسان موقفه من الجديد فهو غالبا ما يلجأ إلي أشخاص آخرين أو إلى عالته أو اصدقائه أو جيرانه فهؤلاء يكونون قنوات الاتصال الشخصي التي تناقش في إطار الأفكار الجديدة وتوضح الدراسات أن قنوات الاتصال الجماهيرية أكثر أهمية من قنوات الاتصال الشخصية بالنسبة للمتبنين الأوائل وهؤلاء يبحثون عن الفرص الجديدة التي تؤدي إلي تحسين أوضاعهم، وبالتالي يحصلون عليه من وسائل الاتصال الجماهيرية أما الأشخاص الذين يتأخرون في التبني فيعتمدون أكثر على الاتصالات الشخصية.

قيادة الرأي والمراحل المتعددة لتدفق الأفكار المستحدثة:

تعني قيادة الرأي الدرجة التي يستطيع بها الفرد أن يؤثر بطريقة غير رسمية على اتجاهات الأفراد الآخرين وسلوكهم الظاهر للسير في طريق مرغوب لهذه القيادة وذلك بدرجة تكرارية مناسبة. وهؤلاء يعلبون دورا هاما في انتشار الأفكار الحديثة وذيوعها.

وتحدد مهمة قائد الرأي أو وكيل التغيير أو المرشد في المنطقة أو القرية في دعم التبني الواسع بالاعتماد بشكل رئيسي على وسائل الإعلام في الحصول على المعلومات، ومن أراد تحقيق نتائج إيجابية فعلية الدخول في حوار مع السكان والإصغاء لمشاكلهم وتوظيف كل جهوده لإعداد المواطنين لاستخدام الفكرة المستحدثة.

وقد استخدمت هذه التقنية الاتصالية في الستينات في الهند ونيجريا وغانا وملاوي وكوستريكا والبرازيل ودول أخرى، وهي تستفيد من مزايا الوسائل الجماهيرية في شكل ما يسمى بنوادي المناقشة الجماعية، وهذه تنظم وتتكون من جماعات صغيرة من الأفراد الذين يتلقون بصفة منتظمة لحضور برنامج اتصال جماهيري ومناقشة محتوياته، فتأثير قنوات الاتصال الجماهيري خصوصا بين الفلاحين في الدول الأقل نموا تزيد فاعليته عندما تتزاوج هذه القنوات مع قنوات الاتصال الشخصي، مما يؤكد أهمية كل منهما في عملية اتخاذ القرار الخاص بتبني الأفكار المستحدثة في كل من الدول النامية الأقل نموا.

النقد الموجه لنظرية نشر الأفكار المستحدثة:

ويمكن تحديد أهم أوجه هذه الانتقادات كما يلي:

  • إن الفلسفة التنموية التي يطرحها نموذج وسائل الاتصال والتنمية يعتمد على السير فعلى طريق التقليد للحياة الغربية، فما تحتاجه الدول النامية للخروج من حالة التخلف هي تقنيات جديدة ومنتجات جديدة وهياكل اجتماعية جديدة بمنى نقل هذه العناصر إلي الدول الأقل تقدما. وهذا التصور يعني الاعتماد على تأثير خارجي ويخلق علاقة ارتباطية مع الدول المتقدمة ويقلل من درجة سيطرته على مقدراته السياسية وزيادة السيطرة على مصائرهم، ويخالف المفهوم الحقيقي للتنمية والذي يعني العملية التي يسيطر المجتمع من خلالها على البيئة.
  • لم يفرق النموذج بين الأفكار الضارة وغير الضارة وكذلك مقدار التوافق مع القيم والقرارات الاجتماعية والبناء الاجتماعي.
  • تصور هذا النموذج الاتصال كعملية رأسيه تركز على المستقبل ودوافعه تجاه تبنى أو رفض الأفكار ونتيجة لذلك تجاهل الباحثون رجع الصدى. ولم يحاولوا معرفة ما إذا كان رفض الفكرة راجعا إلي عدم جدواها أو لقصور المعلومات المقدمة إلي الجماهير.

تصورات العلماء العرب لوظائف وسائل الإعلام:

وظائف الإعلام عند الدكتور محمد السيد:

ويحدد هذه الوظائف كما يلي:

  • الوظائف الاجتماعية.
  • وظيفة التنمية.
  • الوظيفة التربوية.
  • الوظيفة الديمقراطية.
  • الوظيفة الترفيهية.
  • وظيفة الخدمات العامة.

وظائف الإعلام عند الدكتور أحمد التكلاوي:

وتنحصر أبعاد هذا الدور الوظيفي في إطار المجتمع في العناصر الآتــية:

  • مقاومة الشائعات والقضاء عليها.
  • القضاء على الرواسب الثقافية التي يعتنق التقدم والنمو.
  • إبراز الشخصية القومية وإنمائها.
  • ضبط اتجاه الرأي العام.
  • تطوير القيم الاجتماعية وإدخال أخرى جديدة.

 وظائف الإعلام من وجهة نظر الدكتور عبد الغفار رشاد:

وهي ليست وظائف ثابتة ولكنها تختلف وفقا للهدف الذي تعمل من أجله أو بمعنى فقد تضطلع بها. وبالتطبيق على الصحافة بمسئولية مادية أمام أصحابها وهي حرة في اختيار الأساليب التي تراها ما دام الأمر في النهاية سيحقق مزيدا من التوزيع وبالتالي مزيدا من الربح لأصحاب هذه الصحف كما هو الحال فلي النظم الرأسمالية، وقد تكون مسئولية ثقافية أمام السلطة التي تريد من محكوميها اعتناق مذهب أيديولوجي معين، والإقناع بكافة السياسات والقرارات التي تصدر عن هذا المذهب أن أصحابه كما هو الحال في النظم الشمولية أو الاشتراكية، وقد تكون مسئوليتها دعائية أمام الدولة التي تعيش نزاعات أو صراعات حربية أو سياسية أو دبلوماسية، كما هو الحال في المعارك الحربية أو الحروب الباردة التي تستخدم فيها كافة أشكال الدعاية والحرب النفسية والشائعات، وقد تكون مسئوليتها تنموية كما هو الحال في الدول النامية.

وظائف وسائل الإعلام لدى الدكتور فاروق أبو زيد:

يستعرض الدكتور فاروق أبو زيد وظائف الإعلام بالتطبيق على الصحافة بناءا على متغيرات ثلاثة هي:

  • إن وظائف الصحافة تنمو وتزداد بتعدد المراحل التاريخية التي تمر بها المجتمع، إذ تضيف كل مرحلة تاريخية جديدة وظائف جديدة للصحافة لتلبي احتياجات التطور الذي يحققه المجتمع من خلال هذه المرحلة التاريخية.
  • إن وظائف الصحافة تختلف من مجتمع إلي آخر وذلك باختلاف النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الذي تصور فيه الصحيفة ، فوظائف الصحافة في مجتمعات ليبرالية تختلف عن وظائفها في المجتمعات الاشتراكية.
  • إن الصحافة تختلف من مجتمع إلي آخر وذلك باختلاف درجة التقدم الحضاري في المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة فوظائف الصحافة في المجتمعات النامية تختلف عن وظائفها في المجتمعات المتقدمة.

وهذا التصور يقوم على أساس أن الاختلاف في الوظائف يتم وفقا لثلاثة متغيرات هي: المتغير التاريخي والمتغير الحضاري والمتغير الموضوعي – النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

تصور الدكتورة جيهان رشتي لوظائف وسائل الإعلام في الدول النامية:

  • غرس الشعوب بالانتماء إلي أمة وطن.
  • تعليم الشعب لمهارات جديدة.
  • غرس الرغبة في التغير وزيادة آمال الجماهير بحيث ترغب في اقتصاد متطور ومجتمع متحضر.
  • تشجيع الناس على المساهمة ونقل صوتها إلي القيادة السياسية.


رؤية متوازنة وتصور مقترح:

يلاحظ بالنسبة للتصورات السابقة لتحديد دور الإعلام في تنمية المجتمعات فيما يلي:

  1. لم تفرق هذه التصورات بين وظائف وسائل الاتصال في المجتمعات النامية والمجتمعات المتقدمة، ولا بين طبيعة وسائل الاتصال في الدول النامية وبالقياس إلي الدول المتقدمة نجد أن الإقبال على هذه الوسائل في الدول النامية يكاد يكون مقصورا على المناطق الحضرية فضلا عن أن مضمون وسائل الاتصال في الدول النامية أقل جذبا وملاءمة لجمهور القرويين ويخضع في الوقت نفسه لسيطرة وضبط المسئولين كما أن الاختلاف بين درجة الإقبال على الوسائل ملحوظة بدرجة كبيرة فالإذاعة والتلفزيون أكثر جذبا لجمهور الدول النامية من وسائل الاتصال المطبوعة وذلك لارتفاع نسبة الأمية في هذه ، وذلك بالخلاف للدول المتقدمة.
  2. إن الوظائف التي تؤديها وسائل الاتصال في المجتمعات المختلفة ليس بدرجة واحدة بخلاف ما ذهبت إليه التصورات السابقة فوظائف الاتصال في مجتمع كالصين تختلف عنها في الهند تختلف عنها في دول النمور الآسيوية وعنها في الدول الأفريقية المختلف كغانا ومالي والكنغو ولهذا فإن تحديد الأولويات بين هذه الوظائف يختلف وفقا للاحتياجات المحلية ولدرجة التقدم المتحققة وهو ما لم تهتم به هذه التصورات.
  3. اختلاف الوظائف وفقا لوسائل الإعلام المستخدمة فالوظائف التي تحققها الصحافة عبر وظائف الإذاعة غيرها بالنسبة للتلفزيون التي تحققها هذه الوسائل تختلف عن وسائل الاتصال الإقليمية والمحلية وتختلف عن وظائف قنوات الاتصال الشخصي والجمعي، وهذه الاختلافات الجوهرية لابد وأن تؤخذ في الاعتبار لتوظيف الوسائل لخدمة التنمية.
  4. إن ممارسة هذه الوظائف في المجتمعات النامية تختلف عنها في المجتمعات المتقدمة فنحن لا نستطيع في المجتمع النامي أن نعلم فقط أو نوجه فقط أو نسلى فقط، فقد يتضمن الإعلام التوجيه والتعليم يحتوي على تسلية وكذلك التسلية قد تخير وتعلم ولذلك فالتفرقة غير واقعية عند الممارسة الفعلية لهذه الوظائف.
  5. تتضمن الوظائف التى حددها علماء الاتصال وظائف فرعية فوظيفة العالم تتضمن كما ذهب شرام وظائف فرعية مثل توسيع الآفاق ورفع مستوى التطلعات، وممارسة هذه الوظائف النوعية ليست بدرجة واحدة وإنما تختلف وفقا لمستوى التحضر مدينة أو قرية فتحقق هاتان الوظيفتان يختلف للمدينة عنه للقرية وكذلك يختلف بالنسبة للفئات النوعية للجمهور، فالأطفال غير الشباب غير الشيوخ. والرجال غير النساء والمزارعين غير العمال غير الطلاب غير المهنيين.
  6. لم يهتم التصورات السابقة بالاختلافات النوعية لتحديد وسائل الاتصال في تنمية المجتمعات فمجال التنمية السياسية غير التنمية الاقتصادية غير التنمية الاجتماعية. والتقسيمات الفرعية داخل كل قطاع يحتاج إلي وظائف غير الأخرى، فوظائف قطاع التنمية الصحية غيرها بالنسبة لتعليم الكبار أو محو الأمية.

وهذه الاختلافات الجوهرية عند تحديد الوظائف التنموية لوسائل الاتصال في المجتمعات النامية تجعلنا نبتعد عن التقسيمات الشاملة في التصور الذي يقترحه.ز وتجعلنا نميل إلي تحديد الوظائف التنموية الاتصالية وفقا لملابسات الظرف الاتصالي حتى يكون أقرب إلي الواقعية العملية وأكثر قدرة على تحقيق فعالية أو دور وسائل الاتصال في تنمية المجتمع. وفي الوقت نفسه تجعلنا نمزج بين الوسائل الجماهيرية الوطنية والمحلية والإلكترونية وقنوات الاتصال الشخصي، والقنوات العامة في إطار تبنى يتسم بالفهم العميق لطبيعة المجتمع وخصائصه وقدرات الوسائل المتاحة إلي النفاذ إليه بصفة عامة وتلبية الاحتياجات الفعلية لقطاعات جماهيرية النوعية بصفة عامة.

ولتلافي أوجه النقد السابقة وللاقتراب من ملابسات الظروف الاتصالي عند العرض لتحديد وظائف وسائل الاتصال في المجتمعات النامية تقدم التصور التالي لوظائف وسائل الاتصال:

 

تصور مقترح لوظائف الاتصال في المجتمع النامي:

الوظيفة الأساسية لوسائل الإعلام هي التنمية باعتبارها محور الارتكاز لمباشرة وسائل الاتصال في المجتمع النامي لكافة ممارستها ، وفي إطار تحقق هذه الوسائل وظائفها في خدمة المجتمع النامي، وهذه الوظائف هي:

(أ) وظائف عامة : هــي:

  • الإعــلام.
  • الإرشاد والتوجيه.
  • التفسير والتوضيح.
  • التثقيف والتنشئة الاجتماعية.
  • التســلية.

(ب) وظائف خاصـــة: وهي:

  • تهيئة المناخ الملائم للتنمية.
  • توفير منتدى للمناقشة ووضع القرار.
  • نشر التعليم والتدريب.
  • نشر الأفكار المستحدثة.
  • ويلاحظ التداخل بين كل من الوظائف العامة والخاصة في إطار الوظيفة التنموية فالإعلام عن بذور جديدة محسنة لزراعة القمح هو نشر للأفكار المستحدثة وتفسير وتوضيح للجوانب الخاصة بالبذور الجديدة ومزاياها وتوضيح وقت الزراعة وتوضيح كيفية الحصول عليها والنتائج المترتبة على استخدامها من حيث اختصار وقت الزراعة ومضاعفة الإنتاج، وهذا نفسه تهيئة للمناخ الملائم للتنمية وتوفير منتدى للمناقشة كما أن التوجيه لأسلوب زراعة هذه البذور ومن خلال معاونة المهندسين الزراعيين هو تدريب واكتساب لمهارة جديدة.

ثانيــا: المتغيرات:

وتتضمن المتغيرات التي تؤثر على ممارسة وسائل الاتصال في المجتمعات النامية ووظيفتها التنموية إطار الوظائف العامة والخاصة تتضمن أبعادا عددية هي:

(1) البعد البيئي:

ويشمل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالبيئة التي تمارس من خلالها وسائل الاتصال لوظائفها والتي وفقا لها تختلف هذه الوظائف من مجتمع لآخر، فوظائف وسائل الاتصال في السعودية من غيرها في مصر غيرها في الهند والصين أو حتى داخل البلد الواحد تختلف الوظائف من فترة زمنية إلي اخرى فوظائف الاتصال في المجتمع المصري في الخمسينات غيرها في الستينات غيرها في التسعينات ويتضمن البعد البيئي المتغيرات الدولية أو العالمية. فهي ذات أثر كبير وبخاصة في التسعينات في ممارسة هذه الوظائف، وكذلك أيضا تتضمن من مقومات السياسة الإعلامية والتنموية باعتبارها محددات لهذه الوظائف.

(2) البعد الحضــري:

وبمقتضاه تختلف الوظائف وفقا لمستوى تقدم البيئة الاتصالية فمجتمع الريف غير مجتمع البادية غير مجتمع المدينة وبالتالي تختلف وظائف الإعلام في الريف عنها في البادية عنها في المجتمعات الحضرية.

(3) البعد التنموي:

ويشتمل على الجوانب المختلف للتنمية والتي تحدد في مجموعها مكونات التنمية الشاملة وفي إطاره تختلف الوظائف العامة والخاصة لوسائل الإعلام في المجتمع النامي ووفقا لطبيعة هذا الجانب ومن أهم هذه الجوانب التنموية ما يلي:

  • التنمية الروحية.
  • التنمية الذاتية.
  • التنمية الاقتصادية.
  • التنمية الاجتماعية.
  • التنمية البيئية.
  • التنمية الثقافية.
  • التنمية التكنولوجية والعلمية.
  • التنمية السياسية.
  • التنمية الإدارية.
  • التنمية التشريعية.

(4) بعد الوسائل:

وفي إطار هذا البعد طبيعة الوظائف الإعلامية فوظائف وسائل الاتصال الجماهيري العامة غير وظائف وسائل الاتصال المحلية غير وظائف القنوات الاتصال، فإذا كان بصدد التخطيط لزيادة دور المادة في المجتمع، فأي هذه المجتمعات – ريفي أم بدوي أم حضر، وهل هدفنا هو المرأة المتعلمة أم الأمية؟ وأي مجلات التنمية ستكون أساس النشاط، وأي الأنشطة الفرعية داخل هذا الحال؟ وأي الوظائف ستمارس.. فهل نهدف إلي تعليم المرأة قيمة جديدة أم سلوكا جديدا.. هل سنكتفي بمجرد الإعلام بالمعلومات:أم سنتجه لزيادة الوعي أم لرفع التطلعات والطرح نحو حياة أفضل.

وهكذا بالنسبة لكل فئة من فئات الجمهور، فالوظيفة ليست لافتة عامة ترفع فوق الأنشطة المختلفة التي تمارس في كل المجتمعات وتحت كل الظروف. وإنما لابد من التحديد الدقيق للوظائف الاتصالية حتى يتسنى التخطيط الجيد لتحقيق الفعالية للاتصال وفقا للتطورات في مفاهيم التنمية ذاتها وتزايد النزعة الاستقلالية التي تتواكب وظروف المجتمع وقيمة وتراثه في الوقت نفسه ووفقا لقطاعات التنمية وللاتجاه الغالب للتنمية الشاملة المتواصلة السائدة الآن في كافة البلدان النامية على السوا الشخصي والجمعي، وداخل كل منها تختلف الوظائف وفقا لطبيعة الوسيلة المستخدمة فالصحافة غير الإذاعة غير التلفزيون..الخ.

(5) بعد الجمهور:

فوظائف وسائل الإعلام بالنسبة للشباب غيرها بالنسبة للأطفال غيرها بالنسبة للمرأة كما أن هذه الوظائف تختلف وفقا للجماهير النوعية المختلفة مثل:

  • العمال.
  • المزراعون.
  • المهنيون.
  • الحرفيون.
  • الموظفون.
  • المسئولون.

ويوضح الرسم التالي العلاقة بين الوظائف الإعلامية لوسائل الاتصال واستخدامها في إطار المتغيرات التنموية والفئات النوعية للجمهور والأبعاد الأخرى السابق ذكرها بما يساعد على الفهم المتعمق لحدود هذه الوظائف وتفاعلاتها.

ولهذا فإن دراسة دور وسائل الاتصال في تنمية هذه المجتمعات وتحديد الوظائف الاتصالية أمر في غاية الأهمية إذ يتوقف عليه درجة الفعالية للوسائل. وفي الوقت نفسه فإنه يلقي بعبء ثقيل على كاهل علماء الاتصال في البلدان النامية لإبراز خصوصيات التنمية وخصوصيات الاستخدام الفعال للوسائل الاتصالية الحديثة والتقليدية لتحقيق التنمية الفعلية لصالح المجتمع وليس للمحافظة على أوضاع راهنة داخلية أو الأوضاع مرتبطة بعلاقات دولية أو استغلالية قائمة.

فالتنمية عملية مشتركة على نطاق واسع في التغييرات الاجتماعية في المجتمع تستهدف تحقيق التقدم الاجتماعي والمادي بما في ذلك من المساواة والحرية من القيم التنموية لأغلبية الناس.

وعلى نماذج الاتصال أن تساعد الجماهير على الاحتكاك المباشر بواقعها وأن تزيد من وعي الجماهير بمشاكلها حتى تستطيع المشاركة في صياغة الأولويات والفعاليات التي يمكن عن طريقها تحقيق التنمية.

ويؤكد الباحث الأفغاني عناية الله على الحاجة  لمفاهيم تنموية بديلة تعكس أساليب حياة جديدة . ولا تتحدد أهدافها بمجرد اللحاق بحضارات تقيس مستوى الحياة بعدد محدد من المؤشرات.

ولهذا فإن البحث عن تصور واقع لوظائف الاتصال في المجتمعات النامية أمر أساسي . ويرتبط في الوقت نفسه بالحاجة إلي دراسات لتحديد الملامح الأساسية لنظرية محددة للإعلام والتنمية في المجتمعات النامية كافة والمجتمعات العربية والإسلامية خاصة نظرية لا تستند إلي فلسفة التنمية الرأسمالية الغربية أو الشرقية وإنما نظرية الاتصال التنموي تتحدد في إطارها الوظائف الاتصالية وتقوم على أساس نظرية عربية إسلامية خالصة للتنمية في مجمعاتنا العربية الإسلامية.

المراجـع العربيـة

  1. محمد الجوهري، عالم الاجتماع وقضايا التنمية في العالم الثالث (القاهرة: دار المعارف ، الطبعة الأولى 1978م).
  2. أسامه عبد الرحمن، البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية (الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1982).
  3. محمود الكردي، التخطيط للتنمية الاجتماعية، دراسة لتجربة التخطيط الإقليمي في أسوان(القاهرة: دار المعارف).
  4. حسن شحاته سعفان، اتجاهات التنمية في المجتمع العرب (الجزائر: مطبعة التقدم، 1972م).
  5. إبراهيم أحمد عمر، فلسفة رؤية إسلامية (الخرطوم، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بين المعرفة، الطبعة الأولى، 1989).
  6. كمال الدين التابعي ، الاتجاهات المعاصرة لدراسة القيم والتنمية (القاهرة: دار المعارف 1978).
  7. سليمان وقيع الله ، تنمية أفراد المجتمع في العالم العربي (سرس اللبان: مركز تنمية المجتمع 1962).
  8. أحمد الخشاب وآخرون ، الطريق الصعب طريق التنمية (القاهرة، مكتبة الوعي العربي 1968)م
  9. محمد عاطف غيث، التغيير الاجتماعي والتخطيط (القاهرة، دار المعارف، 1966م).
  10. ولبور شرام أجهزة الإعلام والتنمية الوطنية، ترجمة محمد فتحي (القاهرة، الهيئة العامة للتأليف والنشر 1970م).
  11. حامد عبد السلام الزهدان، علم النفس الاجتماعي (القاهرة، عالم الكتب 1977م).
  12. خليل النقيب وزملاؤه ، الإدارة التنمية للوطن العربي، (معهد الإنماء العربي، 1978م).
  13. عبد الباسط محمد حسن، التنمية الاجتماعية (القاهرة: المطبعة العالمية 1970)م.
  14. شاهيناز محمد طلعت، وسائل الإعلام والتنمية الاجتماعية (القاهرة: مكتبة الأنجلو، الطبعة الأولى، 1980م).
  15. محمد البدوي الصافي، دور برامج التنمية الأقتصادية في التغيير الاجتماعي – دراسة تطبيقية لمشروع الرهد الزراعي بالسودان (الاسكندرية: جامعة الاسكندرية، رسالة ماجستير غير منشور، 1983).
  16. شوقي أحمد دينا، لإسلام التنمية الاقتصادية – دراسة مقارنة (القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1976).
  17. جيهان أحمد رشتي، الإعلام في العصر الحديث (القاهرة: درا الفكر العربي، 1971) الفصل الأول من الباب الثاني.
  18. محي الدين صابر، التغيير الحضاري وتنمية المجتمع (بيروت، المكتبة المصرية الطبعة الثانية، 1987).

 

المراجع الأجنبية:

 

  1. Jackson E. F. Economic Development In Africa, Basil Balck. Well Oxford, First print, 1963, p. 61.
  2. Philips Davison, International Political Compunction (N. Y. Frederick A Prager, 1965) Chapter VII.
  3. Schramm. “Communication…” L. Pye (ed) Communication ..p. 48
  4. Rohan Riveit “QuadruplingCirculation in ten years” IPI Reort. March 1963; Developing Information Medina in Africa “Report and Papers on mass communication” No. 37 (Paris, nesson, 1962) p. 11: Esnakema Udo Oraon. The Press in Liberia A case Study Journalism Quarterly, spring. 1961.
  5. Edward Shils; Political Development in the New Station “Comparative Studies in Society and History. April 1960, p 292.
  6. Helen Kitehen (ed) The press in Africa , Washington D. C: Ruth Asspciates 1986, p. 56, Arnold G. Huth. Communication Media in Topical Africa (Report prepared for the International Cooperation Administration. Washington 1961, p 133.
  7. Milton Holistrain “The Press in Burma: hopyes and problems” Journalism Quarterly Summer 1961. p. 352. developing Mass Media in Asia (Report and papers on mass Communication, no. 35 Unesceo. 1960, p. 61.
  8. Nartin Alisky. Havana Havaco: Too Advertising Board works IP Report December 1962.
  9. Developing Information Media in Africa p. 25.
  10. Glenco Illinois. The Free Press, 1958, p. 235, Jmaes N. nosel Communication patterns socialization in Traditional Thailand “in Lucian W. Pye (ed) Communication pp. 196 – 197.
  11. Mass Media in the Developing Countries (Reports and Paper on Mass Communication No. 33) Paris Unesco 1961, p. 16.
  12. Jacques Champagne “South Vietnam, Laos, Cambodia, P, Report Nov. 1963.
  13. Kenneht E. Olson and Abdul G. Eirabie “Radio Pakistan; voice of a nation” Journalism Quarterly Winter 1954, Huth Communication media in Tropical Africa. P. 28 Ibrahim Abu Lughod. The Mass Media and Egyptian Village life, Social Force October 1963, p. 101.
  14. Paul F. Lazarsteld. “The Comparative Study of Communication Systems” Buresue of Applied Social Research Columbia university June. 1951.
  15. Richarld R. Fagen. Politics and Communication (N. Y. Random House, 1959) Pp. 47-78) Abu Lughold. “Mass Media And Egyptian Village Life” Pp. 100- 101.
  16. Charles Right, Mass Media Communication (N.Y. Random House 1959, Pp
  17. The Passing pp. 319-35 and 151-190.
  18. Communication in Africa , p. 289.
  19. Herber Hyman.”Mass Media and Political Socialization” In Pye (ed) Communication .. pp. 131-136.
  20. Doob Communication.. pp. 199- 200.
  21. Pye (ed) Communication … pp. 26-27.
  22. Developing Mass Media in Asia p. 37.
  23. Pye (ed) Communication …pp. 23-29.
  24. Edward Shils “Demagogues in Cares in the Political Development of the New State in Pye (ed) Communication pp. 69- 70.
  25. Albert G. Oickerell. The press n Thailand: Conditions and Trends” Journalism Quarterly” Winter 1960. pp. 96.
  26. Herbert Passin “Writer and Journalist in the Transitional Socity” in Pye (ed) Communication ..p 105.
  27. Pye(ed) Communication ..pp 78-80.
  28. Charles Hages “Press Report From Kenya” Ntemen Report April 1962. Tom Mboya. This in what the Press must do” IPI report , June 1962.
  29. R. Joliffe “Developing Journalism in an Emerging Nation Afghanistan Journalism Quarterly Summer 1862. pp. 357 –258. IPI Report. June 1963.
  30. Yay (ed) Communication .. p 229.
  31. The passing … pp. 331 – 332 Doob. Communication in Africa Ithied De Sola Pool, communication and Values in Relation to War and Peace (N. Y. Institute of International Order. 1961) p. 19.
  32. Scharmm “Communciation Devleopment” In Pye (ed) pp. 53- 54.

 

 

.

 

 

 

 

 

الإعلام التنموي

 

 

 

 

إعداد

بروفسور عبدالنبي عبدالله الطيب

أستاذ الاتصال الجماهيري

جامعة وادي النيل

جامعة شندي

جامعة جازان

 

 

 

الإعلام والتنمية :

تناول المؤلف في هذا الكتاب الذي يعالج موضوعا هاما من مواضيع الاتصال في هذا العصر وهو الإعلام والتنمية بطريقة تجعل القارئ له وخاصة من الطلاب يدرك أبعاد العلاقة الحميمة بين الإعلام والتنمية والدور الذي تقوم به وسائل الاتصال في هذا السياق

فهو يتناول ماضي هذه الوسائل وعلاقتها بالتنمية ويتعرض للتخطيط الإعلامي التنموي من جوانبه البشرية والتقنية والاقتصادية وبمراحله المختلفة وقدرة وسائل الاتصال علي التأثير علي المستفيد منها في المشاركة في برامج التنمية الاجتماعية والبشرية بالإضافة إلي قدرتها علي التعليم كعامل مهم في التنمية ………….

فهو كتاب في مجمله مفيد والمكتبة السودانية في حاجة إليه خاصة لدارسي برامج الإعلام التنموي

                                  بروفسور

                                  علي محمد شمو

                                   الخرطوم –المجلس القومي للصحافة

حول كتب الدكتور عبد النبي عبد الله الطيب :

1/ الإعلام والتنمية

2/فلسفة ونظريات الإعلام

3/الإخراج الصحفي

فهي مشروعات لكتب منهجية يحتاج إليها الباحثون وطلاب أقسام الإعلام بالجامعات وفي موضوعات مهمة لم يكتب فيها الاساتذه والباحثون في المدرسة السودانية وهي جهد علمي يحسب للدكتور عبد النبي الذي اتبع فيها منهجا علميا سهلا لشرح وتبسيط الكثير من النظريات والاصطلاحات لطلاب هذا المساق في الدراسات الجامعية

                                                 دكتور

                                    هاشم محمد محمد صالح الجاز

                                      الخرطوم-مجلس الصحافة

 

 

 

فهرست

الموضـوع                                   الصفحة

 

مقــدمة الكتاب ……………………………………….. 11

مدخل ………………………………………………. 13

الفصل الأول

مفهوم التنمية

ماهية التنمية ………………………………………… 19

أهداف التنمية ……………………………………….. 27

خصائص التنمية …………………………………….. 29

الفصل الثاني

مقاييس التخلف والتقدم

مقدمة  ……………………………………………… 37

التقدم والتخلف (الماهية ) ……………………………… 37

التقدم والتخلف ( السمات )……………………………… 40

الفصل الثالث

نظريات التنمية

نظريات التنمية  …………………………………….. 47

النظرية العامة للتنمية …………………………………. 48

تفسير ماركس لمراحل التاريخ…………………………… 57

مراحل النمو الاقتصادي عند روستو …………………….. 59

نظرية التخلف بسبب البيئة الجغرافية ……………………. 61

نظرية التخلف بسبب البيئة الاجتماعية ………………….. 63

نظرية التخلف بسبب الظروف الاستعمارية ………………. 68

نظرية الدفع القوية ……………………………………. 68

نظرية النمو المتوازن ………………………………….. 69

نظرية النمو غير المتوازن ……………………………… 70

نظرية قارب النجاة  …………………………………… 71

نظرية التحرر الانساني ………………………………… 73

 

الفصل الرابع

التخطيط الإعلامي كضرورة للإعلام والتنمية

التخطيط الإعلامي ومجالات الاعلام الخاصة ……………. 77

التخطيط الإعلامي ومجال الأهداف الاساسية …………….. 78

التخطيط الإعلامي وتنمية المجتمعات المحلية ……………. 79

القضايا الأساسية للتخطيط الإعلامي في مجال التنمية …….. 82

الجانب البشري في التخطيط الإعلامي ………………….. 83

سلبيات التخطيط الإعــلامي ……………………………. 85

علاقـة التخطيط الإعلامي نظير التنمية الشاملة ……….. … 87

أهميـــة التخطيط الإعلامي ……………………………… 88

مفهوم التخطيط الإعــلامي ……………………………… 92

 

الفصل الخامس

سياسات الاتصال في الدول النامية

سياسات الاتصال في الدول النامية………………………. 97

القائم بالإتصال في الوطن العربي ……………………… 104

تأهيل مهنيو الاتصال في الوطن العربي…………………. 109


الفصل السادس

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

الإعلام الانمائي  ……………………………………. 120

مفهوم الحملات الإعلامية …………………………….. 130

أنواع الحملات الاعلامية ……………………………… 132

تخطيط الحملات الاعلامية …………………………… 135

مقومات نجاح التخطيط للحملة ………………………… 146

الاستجابة المعرفية وتشكيل الاتجاه …………………….. 150

محددات محتوى الاستجابة المعرفية وفقا للنماذج المعرفية …. 158

الخصائص المميزة لنظرية الاستجابة المعرفية ……………. 160

نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي …………………….. 167

 

الفصل السابع

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

أهم التصورات الغربية لوظائف وسائل الإعلام …………… 175

التصورات الخاصة بدور وسائل الاتصال في التنمية من خلال عملية نشر الأفكار المستحدثة       …………………………………………………… 180

قيادة الرأي والمراحل المتعددة لتدفق الأفكار المستحدثة …….. 185

النقد الموجه لنظرية نشر الأفكار المستحدثة ……………… 186

تصورات العلماء العرب لوظائف وسائل الإعلام ………….. 187

تصور مقترح لوظائف الاتصال في المجتمع النامي ………. 193

المراجع  ………………………………………………… 199

المراجع العربية ………………………………………….. 201

المراجع الاجنبية …………………………………………. 203

 

 

مقدمــة:

بدأت علاقتي بمقرر الإعلام والتنمية منذ البدايات الأولى لقسم الدعوة والإعلام (دراسات الاتصال حاليا) بكلية العلوم الإسلامية والعربية. حيث أطلعت على ومنذ العام 1993م بمهام تدريس المقرر لطلاب السنة النهائية, ومنذ ذلك الحين بدأت بالبحث في المراجع والكتب عن مادة تصلح كمقرر يدرس للطلاب. وتبين لي بعد هذه المدة من الزمن أنه لا يوجد كتاب منهجي شامل يقدم معلومات مفيدة في موضوع الإعلام والتنمية على ما للمقرر من أهمية قصوى. فعملت ومنذ العام 1994م بإعداد مذكرة حول المادة ظلت محور هذا المقرر سوى قمت بتدريسه شخصيا للطلاب أو قام أحد زملائي الآخرين من الأساتذة بتدريسه وبموافقة كريمة من الأخ الأستاذ/ عبد الحميد السجاد الشيخ عميد كلية العلوم والتقانة قمت بتجميع المادة العلمية لهذا الكتاب.

وختاما أسال الله أن يكون الكتاب بداية جادة للأخوة الأساتذة لتأليف مراجع علمية تثري المكتبة وتفيد طلابنا.

 

المؤلف

مدخـل:

يوجد شبه اتفاق بين علماء الاجتماع على أن المفهوم العلمي لمصطلح التنمية والاهتمام العالمي بقضاياه ظهر في أعقاب الحرب العالمية الثانية وحصول معظم دول العالم على استقلالها السياسي. حيث استحوذت التنمية على اهتمام العلماء والمفكرين وأصبحت الخطط والبرامج التنموية هي القاسم المشترك في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للحياة بمختلف بلدان العالم. فوضعت الكثير من المبادئ والأسس والنظريات التي يمكن عن طريقها تطبيق تلك المخطط والبرامج على الواقع بغية الوصول على نتائج ملموسة تعكس آثارها على المجتمعات.

ومع ظهور المصطلح وضع العلماء والمختصون بعض المعايير والمقاييس التي صنف على أساساها العالم وقسم إلي دول متقدمة أو متطورة Developed وأخرى نامية Developing  وبرزت إلي الوجود عدد من نظريات التنمية Developed  أو في طريقها إلي الوجود عدد من نظريات التنمية التي منها ما هو لا كلاسيكي قديم يرجع إلي عهد أفلاطون، أرسطو، الفارابي، ابن سينا، ابن ماجة، عبد الرحمن بن خلدون ، الغزالي، سان سيمون، أوجست كونت وأميل دوركايم، وفيكو، وسبنسر… ومنها ما هو حديث معاصر كالاتجاه المادي الماركسي والاتجاه المثالي لماكس أو المؤشرات وهو أكثر الاتجاهات انتشارا وذويعا في دراسة التنمية والبلدان النامية ومن نظرياته نظرية سميلس. ثم ظهر في القرن التاسع عشر الاتجاه التطوري المحدث الذي تمثلت أهم نظرياته في أعمال والت وايتمان روستو، وفالكوت بارسونير.. وغيرها من النظريات والاتجاهات التي قامت بصياغة قضايا وابعاد ومفاهيم وقواعد عامة تحكم عملية التنمية ومؤشرات لقياسها.. فارتفاع مستوى الدخل القومي والفردي وتحسن الأوضاع الصحية وانخفاض نسبة الأمية.. على سبيل المثال.. اعتبرت مؤشرات للحم على الدول التي تحمل هذه المواصفات بأنها دول متقدمة ومتطورة وعلى العكس من ذلك فإن انخفاض الدخل القومي والفردي وانتشار الفقر والجوع والمرض وارتفاع نسبة الأمية تعتبر سمات للدول النامية أو تلك التي في طريقها إلي النمو مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العلماء يرون أن المؤشرات الكمية كمستوى الدخل القومي والفردي لا يمكن اعتبارها مؤشرات أو معايير للتنمية ويذكرون أن كثيرا من دول العالم الثالث تتميز بهذه الخصائص غير أنها وعلى الرغم من ذلك تعد في حساب الدول النامية ويتخذون من دول الخليج التغطية أمثلة لذلك ويرى العلماء أن معدلات النمو لابد أن تتمتع بصفة الاستمرارية وأن تكون مرتكزة على قدرة إنتاجية متوطنة ومتطورة.

إن العديد من الدراسات التي تناولت قضية التنمية مع ظهورها في القرن التاسع عشر اقتصرت على الجانب الاقتصادي حيث أخذ تلك النظريات ذات الاتجاه المادي بوحدانية المتغير Mononvariable وبهذا ظل مفهوم التنمية ضيق النطاق Microconcept الأمر الذي أدى إلي إفراز العديد من المشكلات وواجهت النظريات والدراسات التي تناولت هذا الجانب الكثير من الانتقادات ونتج عن ذلك ظهور المفهوم الشامل للتنمية Macroconcept  الذي يرى أن التنمية دراسة مستفيضة واسعة النطاق تتناول العديد من المجالات والمتغيرات وتداخل النظام وتكاملها الوظيفي الذي يؤدي في النهاية إلي إحداث التنمية.

وقد سعت الدول النامية وتسابقت لإحداث التنمية المطلوبة غير أنها كثيرا ما صدمت بالمعوقات وهذا يرجع إلي تبادلها لنماذج طبقت في بيئات غير بيئاتها ومجتمعات غير مجتمعها ومن هنا برزت الدعوة إلي أن تضع الدول النامية خططها وبرامجها التنموية من واقعها البيئي والمجتمعي وفق مقوماتها وإمكاناتها بهدف الوصول إلي التنمية المبتغاة.

أربعة عقود ونصف العقد قد مضت على ظهور مصطلح التنمية غير أن الهوة السحيقة بين الدول المتقدمة والنامية تزداد يوما بعد يوم وهذا يجعل من التنمية قضية عصرية ذات أهمية اجتماعية وهذا يجعل العالم الثالث خاصة ولها صراع الإنسان من أجل أن يكون باقيا على سطح البسيطة عزيزا مكرما قادرا على التمتع بنعمة العقل التي ميزه بها الله سبحانه وتعالى على ثائر مخلوقاته.

إن الأخذ بالنظرة التكاملية للتنمية والتي تأخذ بجميع أهدابها ورمة أسبابها وتحليل عللها ومعوقاتها هي المخرج لدول العالم الثالث من وهدة التخلف والفقر والجوع والمرض ومن هنا فإننا نسعى لتكامل المعرفة التنموية بالشكل العلمي المطلوب الذي يظل هاجسا يجعل من التنمية علما ذا فروع متخصصة في المجالات كافة.

في هذا المبحث نتناول التنمية ماهيتها وأهميتها إضافة إلي أهم المعوقات التي يجب أن يقوم عليها التخطيط التنموي.

 

الفصل الأول

مفهــوم التنمــية

ماهية التنمية :

يعد مفهوم التنمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين حيث أطلق على عملية تأسيس نظم اقتصادية وسياسية متماسكة فيما يسمى بـ”عملية التنمية” ويشير المفهوم لهذا التحول بعد الاستقلال في الستينات من هذا القرن في أسيا وأفريقيا بصورة جلية . وتبرز أهمية مفهوم التنمية في تعدد إبعاده ومستوياته وتشابكه مع العديد من المفاهيم الأخرى مثل التخطيط والإنتاج والتقدم .

وقد برز مفهوم التنمية (Development)  بصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية حيث لم يستعمل هذا المفهوم منذ ظهوره في عصر الاقتصادي البريطاني البارز “ادم سميث” في الربع الأخير من القرن الثامن عشر وحتى الحرب العالمية الثانية إلا على سبيل الاستثناء فالمصطلحان اللذان استخدما للدلالة على حدوث التطور المشار إليه في المجتمع كانا التقدم المادي – Material Progress – أو التقدم الاقتصادي – Progress Economic . وحتى عندما سارت مسالة تطور بعض اقتصاديات أوربا الشرقية في القرن عشر كانت الاصطلاحات المستخدمة هي التحديث (Modernization) – أو التصنيع  Industrialization .

هنالك اختلاف يتضح بين مفهوم التنمية في اللغة العربية عنه في اللغة الانجليزية ، حيث يشتق لفظ “التنمية” من (نمي) بمعنى الزيادة والانتشار . أما لفظ “النمو” من “نما” ينمو نماءفانه يعنى الزيادة ومنه ينمو نمواً ، أذا كان لفظ النمو اقرب إلى الاشتقاق العربي الصحيح فان إطلاق هذا اللفظ على المفهوم الاوربى يشوه اللفظ العربي .

فالنماء يعنى أن الشئ يزيد حالا بعد حال من نفسه ، لا بالإضافة إليه . وطبقا لهذه الدلالات لمفهوم التنمية فانه لا يعد مطابقا للمفهوم الانجليزي Development الذي يعنى التغيير الجزري للنظام القائم واستبداله بنظام أخر أكثر كفاءة وقدرة على تحقيق الأهداف وذلك وفق رؤية المخطط الاقتصادي (الخارجي غالباً) وليس وفق رؤية جماهير الشعب وثقافتها ومصالحها الوطنية بالضرورة ويلاحظ أن شبكة المفاهيم المحيطة بالمفهوم الانجليزي تختلف عن نظريتها بالمفهوم العربي .

فعلى سبيل المثال تعالج ظاهرة النمو (في المفهوم العربي الاسلامى) كظاهرة جزئية من عملية الاستخلاف التي تمثل إطار حركة المجتمع وتحدده . وكذلك نجد مفهوم ” الزكاة” الذي يعنى الزيادة والنماء الممزوجة بالبركة والطهارة .

سمى الإخراج من المال زكاة هو نقص منه ماديا بمعايير الاقتصاد ، في حين ينمو بالبركة أو بالأجر الذي يثاب به المذكي من الله تعالى . وهو ما يقارن بالعكس بالربا الذي جاء في قوله تعالى (يمحق الله الربا ويربى الصدقات) ويتضح من ذلك أن مفهوم النمو في الفكر الإسلامي يعبر عن الزيادة المرتبطة بالطهارة والبركة يركز مفهوم Development على البعد اليدوي من خلال قياس النمو في المجتمعات بمؤشرات اقتصادية مادية في مجملها .

والمفهوم المادي للتنمية يظهر جليا فيما ذهب “هو بوس” L. T. Hobhouse في كتابة Social Development إلى أن التنمية مفهوم شامل ومعقد حيث يشتمل على زيادة الإنتاج بحيث يؤدى ذلك إلى تلبية المتطلبات الجديدة والعدالة في التوزيع ووفرة الخدمات لكل مواطن كما تعنى أيضا دعم العلاقات الإنسانية باعتبار التنمية هي تنمية الناس في علاقاتهم المتبادلة بين الإفراد كما أنها حركة إرادية تعتمد على مزيد من الخبرة والتجربة والمعرفة والمهارة على أسس علمية ليعم الرخاء والرفاهية للشعوب.

وقد برز مفهوم التنمية Development بداية في علم الاقتصاد حيث استخدم للدلالة على عملية أحداث مجموعة من التغيرات الجذرية في المجتمع معين ، بهدف إكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل إفراده ، بمعنى زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الأساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه بالصورة التي تكفل زيادة درجات إشباع تلك الحاجات عن طريق الترشيد المستمر لاستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة . ثم انتقل مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ الستينات القرن العشرين ، حيث ظهر كحقل يهتم بتطوير البلدان غير الأوربية تجاه الديمقراطية .

التنمية السياسية تعرف بأنها عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب ، غايته الوصول إلى مستوى الدول الصناعية ويقصد بمستوى الدول الصناعية إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوربية تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية ، وترسيخ مفاهيم الوطنية والسيادة والولاء للدولة القومية .

لاحقا تطور مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية ، فأصبح هنالك التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وترقية الإنسان وكذلك التنمية الاجتماعية التي تهدف إلى تطوير التفاعلات المجتمعية بين إطراف المجتمع ، الفرد، الجماعة ، المؤسسات الاجتماعية ، المنظمات الأهلية ، بالإضافة لذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع .

وورد في تقرير الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في ريو دي جانيرو بان التنمية ” هي ضرورة انجاز الحق في التنمية ” بحيث تتحقق على نحو متساو ، الحاجات التنموية والبيئية لأجيال الحاضر والمستقبل  وأشار المبدأ الرابع الذي اقره المؤتمر إلى انه : (لكي تتحقق التنمية المستدامة ينبغي أن تمثل الحماية البيئية جزءاً لا يتجزأ من عملية التنمية ولا يمكن التفكير فيها بمنعزل عنها) ويلاحظ من ذلك ان مجموعة المفاهيم الفرعية المنبعثة عن مفهوم التنمية ترتكز على عدة مسلمات :

  • غلبة الطابع المادي على الحياة الإنسانية ، حيث تقاس مستويات التنمية المختلفة بالمؤشرات المادية البحتة .
  • نفى وجود مصدر للمعرفة مستقل عن المصدر البشرى المبنى على الواقع المشاهد والمحسوس ، اى بعبارة أخرى إسقاط فكرة الخلق عن دائرة الاعتبارات العلمية .

ج. أن تطور المجتمعات البشرية يسير في خط متصاعد يتكون من مراحل متتابعة كل مرحلة أعلى من السابقة ، وذلك انطلاقا من اعتبار المجتمع الاوربى نموذجا للمجتمعات الأخرى ويجب عليها محاولة اللحاق به .

الشكل رقم (1)

يوضح لك وتيرة النمو المتسارع لدي البلدان النامية

2000م

 

 

1990م

 

 

 

1980م

 

 

 

1970م

 

 

 

1960م

للحاق بركب التطور والتقدم.

 

 

 

   
     
2000م
 

 

     
 

 

     

الناظر في صيرورة حقل دراسات التنمية يجد أن هذا الحقل قد ولد ناقص النمو ، غير مكتمل المعنى أو واضح الحدود ، ولعل تحليل التطور الذي مر به المفهوم المحوري للحقل ذاته اى مفهوم التنمية وما لحق به من إضافات يؤكد هذه الفرضية ، ففي البداية كانت التنمية كلفظ ومفرده تعبر عن عملية اقتصادية مادية في أساسها تتم على مستوى البني الاقتصادية والتكنولوجية وتطوير الوسائل المعيشية وتوفير ما يسد حاجات الإنسان المادية الأساسية ، اى أن المفهوم – على الرغم من ادعائه الشمولية من خلال تعدد أشكال التنمية ومجالاتها السياسية والاقتصادية . الخ. قد تم مبكرا استلابه من جانب علم الاقتصاد على حساب المجالات الأخرى للعلوم الإنسانية والاجتماعية وأصبحت التنمية تطلق حاملة معاني الشمول لكل إبعاد المجتمع ، ولكن الدلالة الاقتصادية فحسب مؤشراتها معروفة هي القاسم المشترك . وهنا جاءت المرحلة الثانية من تطور هذا المفهوم وهى المرحلة التي أضيف فيها إلى مفهوم التنمية مفهوم الشمول ، فأصبح هنالك ما يعرف بالتنمية الشاملة . وكان معنى لفظة الشاملة تلك العملية التي تشمل جميع إبعاد حياة الإنسان والمجتمع وتغطى مختلف المجالات والتخصصات ، وتتقاطع مع مجمل العلوم الاجتماعية ، وعلى الرغم من ظهور مفهوم التنمية الشاملة فان الأولى لمفهوم التنمية بقيت أسيرة الإبعاد الاقتصادية والمادية لعملية تطوير المجتمعات وترقيتها ، فالتعليم يقاس بالبنية المادية وليس بالتنشئة الاجتماعية ومضمونها الثقافي والاخلاقى ، والاقتصاد يقاس بسوق العمل والتنافسية والاستثمار الأمثل لموارد المتاحة وليست بمعايير عدالة التوزيع وتطوير وزيادة القدرات والموارد في علاقة ندية مع السوق العالمي .

إذا كان مفهوم التنمية الشاملة قد استطاع تجاوز القصور الموضوعي لمفهوم التنمية في صياغته الأولى فانه لم يستطيع تجاوز القصور الجغرافي والاستراتيجي للمفهوم أذا ظل مفهوم التنمية يحمل دلالات تبعية نموذج التنمية في العالم الثالث للنموذج الحداثي الصناعي الغربي ، ويحمل أيضاً أحكاماً قيمة تقضى بدور وتواضع باقي الثقافات والحضارات أمام الحضارة المهيمنة في رؤاها للاقتصاد والإدارة . بل فوق ذلك ظل المفهوم يوظف أو يؤدى إلى توظيف طاقات وقدرات مجتمعات معينة لتقضى خطى مجتمعات أخرى ، حيث يتم استنزاف مواردها وعقولها لخدمة دول ومجتمعات مركزية في ظل علاقة تبعية لذا ظل مفهوم التنمية – حتى وان زاد عليه وصف الشاملة يتسم بالشمول ويرسخ تقسيم العالم إلى مركز وهامش ، إلى متقدم ومختلف إلى تابع ومتبوع ، إلى منتج للتكنولوجيا وأخر مستهلك لها . ولذلك برزت الحاجة إلى معالجة هذا القصور وإعادة الاعتبار إلى عملية التنمية كعملية شاملة وفى نفس الوقت تتحرك بصورة تتسق مع إطارها الجغرافي ، ومحيطها الاجتماعي والثقافي والحضاري وهادفة استراتيجيا إلى خدمة المجتمع والإنسان الذي يعمل لها ويسعى في تحقيقها ومدركه لمجمل أبعاد المعادلة الدولية القائمة .وهنا ظهر مفهوم التنمية “المستقبلية” ليحاول فك الارتباط مع الخارج ويدفع عملية التنمية للتركيز على الداخل بكل صورة وأبعاده ليعيد التذكير يتصادم المصالح أو تعارضها أو اختلافها بين المركز والهامش أو بين المتقدم والمتخلف ، ليؤكد على الأبعاد الذاتية للتنمية وليتجاوز إشكالية القصور الجغرافي لمفهوم التنمية السابقة سواء في صورته الأولى أو بعد أن أضيفت إليه الشاملة ، فيقيم التوازن بين شبكات متعارضة من المصالح يمكن محورتها حول “الذات” بكل أبعادها ودلالاتها ومعانيها”والأخر” بكل أشكاله وبكل ممثليه المندرجين في أطره المصلحية .

فتناول إشكالية التنمية المستقلة وتحليلها على خليفة موقعها في إطار مشروع حضاري نهضوي عربي يتطلب القيام بالتنمية من منظور كونها عملية مجتمعية شاملة متوازنة وفى نفس الوقت واعية بمنطلقاتها وأهدافها ووجهتها المستقبلية على خلفية واقعها الراهن وتاريخها الممتد(.

إن من يدرك حقيقة التنمية في لغتنا العربية سيجد من الصعب عليه تقبل وصف التنمية بالمستقبلية بل انه سيجد في ذلك خللا منطقيا وانعداما في المعنى والدلالة .فالتنمية في عقل اللغة العربية وثقافتها هي عملية توالد ذاتي وحركة داخلية تنبع من الذات ، وبصورة مستقلة دائما ولا تكون كذلك إذا كانت لا تتم بمؤثر خارجي فالنماء يعنى أن الشئ يزيد حالا بعد حال من نفسه لا بالإضافة شئ إليه . فالتنمية عملية ذاتية مستقلة في جوهر ماهيتها واصل وجودها ، وإذا لم تكن مستقلة لا يصلح أن نسميها تنمية .

إن جوهر الإشكالية يمكن في البنية المعرفية لمفهوم التنمية الذي يتم الحديث عنه ، أو ما يمكن أن نطلق عليه “ايستمولوجيا التنمية” وهو تلك المنظومة من المسلمات والمفاهيم والغايات والأهداف المؤاطرة برؤية معينة للإنسان والكون والحياة .

أهداف التنمية :

تهدف التنمية عامة إلى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي وحد المشكلات الناجمة عن التخلف ، وتهيئة فرص جديدة للعمل لأفراد المجتمع والانتفاع الكامل بكافة الإمكانيات والموارد وتهيئة طاقات الأفراد لاستغلال موارد بيئتهم ،كما تسعى لتحقيق تنمية طاقات الأفراد لكي يتحمل كل فرد مسؤوليته تجاه خطة التنمية خاصة ومجتمعة عامة.

من الملاحظ أن أهم أهداف التنمية يركز التقدم الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق اعلي مستويات للمعيشة وان الهدف الأساسي للتنمية هو اخراج المجتمعات المعزولة من عزلها وجمودها وإشراكها في عملية التنمية وإعطائها الفرصة لأخذ دورها في التنمية الشاملة للمجتمع القومي.

فالإنسان هو صانع التنمية وهو في الوقت نفسه هدف التنمية بمعنى أن الجهد البشرى هو العنصر الحاسم في عملية التنمية ، وان هدف خطط التنمية هو إسعاد الإنسان ، وتلبية حاجاته المتزايدة على الدوام . فان ما كان من الكماليات أمس أصبح اليوم من الضروريات ، ولا شك أن الكثير من الكماليات اليوم ستصبح غدا في قائمة الضروريات(.

وتكيف أحوال الإنسان بتطور الاختراعات وتقدم العلم بصورة مستمرة ، ويحدث الاختراع الجديد تأثيرا مباشر على حياة الإنسان باستعماله لأنه يحقق رغبته ، ويعتاد الإنسان على الاختراع الجديد ، ويكيف أحواله على أساسه ، ثم يصبح الإنسان عنصرا لتطوير الاختراع والبحث عن اختراع جديد يفوقه قدره وكفاءة .

تسعى التنمية إلى تحقيق التماسك الاجتماعي لتحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية بجانب زيادة الشعور بالانتماء للمجتمع القومي والولاء الشديد له ولان الأفراد في المجتمعات التقليدية لا يشعرون لا بالانتماء إلى مجتمعاتهم المحلية وجماعاتهم المرجعية وتسعى التنمية إلى تحقيق بعض الأهداف العامة والتي يمكن تلخيصها في الاتى :

  1. إشباع الحاجات الأساسية لغالبية أفراد المجتمع وتحقيق التجانس وتذويب الفوارق بين الطبقات في المجتمع .
  2. تحقيق التكامل بين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع بحيث يطغى جانب على الأخر أثناء تنفيذ مشروعات التنمية .
  3. تحسين الظروف المعيشية ومساعدة أفراد المجتمع على زيادة دخلهم.
  4. تهدف التنمية إلى تأكيد التعاون بين الحكومة والهيئات الأهلية بالمجتمع.

مما سبق فان الأهداف العامة للتنمية في كثير من البلدان والمجتمعات تتفق ولكنها تختلف بالنسبة للأهداف الخاصة كل مجتمع من المجتمعات ورغم هذه الاختلافات نلاحظ أنها متفقة على أهداف أساسية وتعتبر خطة التنمية الصورة الواقعة للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها المجتمع في مختلف المجالات خلال فترة زمنية معينة([1]) .

خصائص التنمية :

توجد صعوبة في الاتفاق على تعريف محدد للدولة النامية ، فقد تجد صعوبة في تحديد المقاييس والمعايير التي يمكن على أساسها وصف دولة ما بالتخلف أو التقدم لأننا لسنا بصدد دراسة ظاهرة استاتيكية بل نحن أمام ظاهرة ديناميكية متعددة . فالدولة النامية هي ثورة على القديم محاولة منها لتغييره وفى نفس الوقت هي في ثورة التوقعات المتزايدة لشعوبها محاولة منها لتحقيق آمالها العريضة وتحقيق حياة أفضل .

الدول النامية ويعانى أهلها من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية عامة وأنها تأخذ بوسائل الإنتاج البالية ، ونلاحظ أن العامل الاقتصادي يلعب دورا أساسيا في التعريف بالدول النامية وفى نفس الوقت يمكن استخدامه كمقياس للتفرقة بين الدول على أساس التقدم والتخلف ، كذلك جرت العادة على استخدام متوسط دخل الفرد كعامل أساسي لقياس تقدم أو تخلف الدول فعلى هذا الأساس فان الدولة المختلفة هي تلك الدولة التي يقل فيها متوسط الدخل الحقيقي للفرد على ربع نظيره في الولايات المتحدة .

وعليه فان هذا المقياس في رأى هو مقياس مادي بحت فلا ينصرف إلى ما وصل إليه المجتمع من تقدم ثقافي وأنماط ومستويات حضارية وانه مقياس لا يتصل ألبته بالقيم الروحية السائدة في المجتمع.

كذلك عرفت الدول النامية بأنها تلك الدول التي تكثر فيها معدلات النمو السكاني . فإذا كانت هنالك زيادة في الإنتاج كانت هذه الدولة متقدمة وإذا زاد السكان وقل الإنتاج كانت متخلفة .وعلى حسب ما رأى أن هذه المقاييس المختلفة لم تضع وصف محدد وثابت للدولة النامية والمتقدمة ، وان هذا الوصف للدول ما زال يخضع في كثير من جوانبه للحكم التقديري البحت والغرض الذي وضع المقاييس من اجله .

مازال حقل التنمية بعيدا عن الوصول لي مقياس متكامل متفق عليه ويمكن أن يعول عليه في هذا الصدد وعلى هذا الاتجاه الأخير يصف دكتور حسن عيد خصائص الدولة النامية كالأتي :

أولاً : خصائص اقتصادية عامة :

أولاً :تشتغل الغالبية العظمى من السكان بالزراعة حيث تصل نسبتهم إلى 90% من مجموع السكان وتتراوح هذه النسبة في بعض الدول بين 70% إلى 90% من عدد سكان الدولة .

ثانياً : انتشار ظاهرة التضخم السكاني المطلق في الزراعة بمعنى انه يمكن تخفيض عدد العاملين حاليا في الزراعة دون أن يترتب على ذلك اى مساس بحجم الإنتاج الكلى لقطاع الزراعة .

ثالثاً : انتشار ظاهرة البطالة المقنعة في الريف .

رابعاً : انخفاض متوسط الدخل والعيش على مستوى الكفاف

خامساً : قلة المدخرات وانعدامها للطبقات الشعبية

سادساً :قلة رأس المال وندرة بالنسبة لأغلبية الأفراد

سابعاً : الإنتاج الزراعي يتكون من الحبوب والمواد الخام .

ثانياً : خصائص ديموجرافية سكانية عامة(:

  • ارتفاع معدل المواليد
  • ارتفاع معدل الوفيات عامة ووفيات الأطفال بصفة خاصة
  • انتشار أمراض سوء التغذية
  • انخفاض المستوى في الخدمات الصحية
  • ازدحام البيئات الريفية بالسكان بشكل لا يتناسب ومواردها الاقتصادية .

ثالثا ً: خصائص ثقافية وسياسية عامة :

  • ارتفاع نسبة الأمية بين الناس والأخذ بالأساليب عتيقة في التعليم
  • انتشار ظاهرة عمالة الأطفال على نطاق واسع
  • ضعف الطبقة المتوسطة في المجتمع وعدم توفر عوامل نموها.

يرى دكتور محمد فايز أن الدول النامية يهيمن عليها اقتصاد زراعي متخلف لا يكاد يعدو في كثير منها أن يكون مجرد اقتصاد معيشة وهو يحمل في طياته سيطرة العلاقات العمودية – القبلية – الطائفية – الإقليمية ، وتعانى مجتمعات العالم الثالث من ضعف واضح في مجالات التربية والتعليم وتأخر التعليم وانحطاطه وهذا الأمر في رأى يمكن تفاديه لعدد من الخطوات :

  1. إحساس الأميين بخطورة مرض الأمية وضرورة تعاونهم مع المؤسسات التعليمية والإعلامية .
  2. تطوير الوسائل التربوية
  3. توفير الإمكانيات الاقتصادية اللازمة لتوفير إعداد كافية من المعلمين التربويين
  4. تعانى مجتمعات العالم الثالث من ظاهرة النمو السكاني المتسارع
  5. تتميز مجتمعات العالم الثالث بوجود البطالة .

هذه هي الصورة العامة للخصائص الاقتصادية والديموغرافية والأنماط الثقافية والسياسية التي تسود الدول النامية والتي تميزها عن بقية الدول التي سبقتها في مضمار التقدم والازدهار .

إن الهدف الحقيقي لبرامج التنمية الشاملة في المجتمعات النامية هو إحداث تغيير في اتجاهات الناس وفى البنية الطبيعية التكنولوجية الحديثة في الإنتاج وما يتبع ذلك من تغيرات لأساليب الإنتاج والمفاهيم الثروة والدخل والاستهلاك مما يترتب عليه تغيير في التركيب الاجتماعي والعلاقات ومجموع القيم الاجتماعية وإدخال مفاهيم علمية جديدة في السلوك والعادات والخبرات التقليدية في مجال العمل الاجتماعي والحياة السياسية والتعليم والإدارة والصحة وغيرها.

عملية التنمية عندما تتم لا تحدث دون مشاكل أو معوقات “قضية المناصير المتأثرون من قيام سد مروى ، مثلا – والمعوقات تتمثل في القيم والعادات السيئة المتوارثة وسيطرة العقلية التقليدية على تفكير اغلب أبناء هذه الشعوب . كما تعانى هذه الشعوب أيضا من مشكلات تتعلق بنظم التعليم فيها فالأمية سمه من السمات الرئيسية وهبوط المستوى التعليمي نتيجة كثرة الطلاب وقلة الخبرات العلمية والأجهزة وضيق القاعات مما أدى إلى تدنى المستوى التعليمة وانخفاض القدرة الإبداعية واستمرار الاعتماد على التكنولوجيا المستوردة ، هذا بالإضافة إلى المشكلات المرتبطة بوضع المرأة الاجتماعية وقلة إنتاجها والمشكلة السكانية والتي تتمثل ليس في مجرد ارتفاع عددية السكان وإنما في عدم استثمار الطاقات البشرية الاستثمار الأمثل .

تهدف الجهود التنموية إلى توفير حلول لهذه المشكلات عن طريق التخطيط لبرامج التنمية .والتي تتناول كافة زوايا وجوانب الحياة وهنا يأتي دور الإعلام والتوعية وهو مرتبطة مباشرة بالبشر ، لان العنصر الأساسي للتطور في اى مجتمع هو ضرورة تقويم الناس أنفسهم . ونجاح الإعلام في تهيئة هذا المناخ تتوقف على مدى قدرتنا على توفير متطلبات أخرى في البيئة المحيطة إضافة إلى السيطرة على كافة مكونات العملية الاتصالية وإدارتها بشكل أفضل مما يساعد على تحقيق الأهداف المنشودة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

مقاييس التخلف والقدم

(1) مقدمة:

إن صعوبة الوصول إلي اتفاق عام حول مفهوم تنمية التنمية ومبادئها إنما ينعكس بالطبيعة والضرورة على وصولنا إلي مؤشرات أو مقاييس لها. وفي الواقع فإن منشأة هذه الصعوبة قد أتى من اعتبارين، أولهما – كما وضح بالفقرة من هذا الفصل – هو عدم التمكن من الوصول إي تصور متفق عليه للتنمية، وثانيهما الخلاف الحاد عند تصور التقدم والتخلف. الأمر الذي نتج عنه تعدد المقاييس وتنوعها، على أية حال إن هذا الجزء من الفصل يؤكد بصفة أساسية على بيان ماهية التقدم والتخلف من ناحية ومؤشرات التنمية (أو مقاييس التقدم والتخلف) من ناحية أخرى.

(2) مفهوم التقدم والتخلف

إن النسبية Relatism تلعب دورا كبيرا مجال التقدم والتخلف، إن النظرة إليهما تختلف باختلاف الزمان وباختلاف المكان، فما كان يعتبر تقدما وقت ما يمكن النظر إليه على أنه تخلف في وقت لاحق. مما كان يعتبر تقدما في مجال أو وضع اجتماعي ما يمكن اعتباره تخلفا في وضع أو مجتمع آخر.. وهكذا ، خذ مثلا كشف التحرك بالبخار وكيف كان تقدما عظيما ورائعا في حينه. ثم كيف أصبح باكتشاف الكهرباء مجرد تاريخ ورمزا لوضع غير متقدم. ومن هذا المنطلق فإنه يمكن القول أن التقدم والتخلف لفظان أو مصطلحان نسبيان بتخلف مفهومها من زمان إلي زمان ومن مكان إلي آخر. كما يختلف مضمونهما من باحث إلي آخر طبقا لعوامل متعددة منها ما يتعلق بالأيدلوجية التي يعتنقها أو حتى يميل إليها – وساء اتجهت تلك الأيديولوجية نحو الشرق أو نحو الغرب أو حاولت البحث لها – وسط الضغوط الهائلة – من مسار محايد.

وعلى نفس المنوال فإن إطلاق لفظ مثل التقدم أو التخلف على دولة من الدول أو مجتمع من المجمعات ليس بالأمر الهين نظرا لعدم وجود فاصل دقيق وواضح بين ما يكن اعتباره تخلفا. وإلي جانب هذا فإن الدول نفسها متقدمة كانت أو متخلفة – تتفاوت فيما بينها في درجة التقدم أو التخلف. الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا و يجعل من الاتجاه إلي وضع فواصل دقيقة واضحة أمرا تتطلبه طبيعة البحث في هذا المجال.

على أية حال، وإذا ما نحينا الآن هذا الجدل النظري جانبا. فإنه يمكن القول أن الدول على اختلافها يكن تقسيمها إلي طائفتين اثنتين لا ثالث لهما: دول نامية بالفعل Developed أو حتى تعدت مرحلة النمو Overdeveloped، متقدمة غير نامية أو متخلفة Underdeveloped أو في مرحلة النمو Developing على الأكثر. زراعية وفقيرة ، مستعمرة أو كانت مستعمرة – ومستغلة، إلا أنه في داخل كل مجموعة (وكما هو الوضع في الطبقات الاجتماعية) يمكن تمييز ثلاثة مستويات: عليا – ووسطى – ودينا، فنهالك دول في قمة النمو والتقدم Post-Development (كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة وفرنسا مثلا) ودول في قاع النمو والتقدم (كاليونان وإيطاليا ويوغسلافيا مثلا) ثم دول في الوسط بين هذا وذاك – القمة والقاع (كألمانيا وكندا وهولندا والسويد والنرويج..) والشيء نسه بالنسبة للقطاع المتخلف، فهنالك دول تنمو أسرع من غيرها Developing countries بحيث ينتظر لها وصولا قريبا إلي مشارف مرحلة التقدم، ثم هنالك دول في قاع التخلف متأخرة Backward ولم تخط بعد خطوات لها وزنها في مجال التنمية Pre-Development Countries ، ثم دول تحتل موقعا لها ما بين القمة والقاع أيضا.

إنه بناء على هذه النظرة إلي الدول – التي نأمل أن تكون منطقية وأن تلقى قبولا من لدن المستغلين بمجالات التنمية، فإنه يمكن الآن التقدم لكي نضع أيدينا على مفهوم التقدم والتخلف حتى يكون اتجاهنا إلي قيامها أمرا قائما على أساس.

فالتقدم – كما سبق ايضاحه – هو تطور الحياة العقلية للإنسان، أنه تزايد قدرة الإنسان على التحكم والسلوك التي يتقبلها أنه هو تبني أنماط جديدة من الفطر والسلوك التي يتقبلها المجتمع وير فيها فرصة سانحة لتحقيق آماله في حياة أفضل وسواء كان هذا من ناحية الطبيعية المادية أو الناحية الاقتصادية من ناحية، وتوفير الرفاهية الاجتماعية من ناحية أخرى، ثم ضمان استمرار الرقي من ناحية ثالثة.

أما التخلف فهو الفشل – أو حتى القصور – في تبني مثل هذه الأنماط الحيدة من الفكر والسلوك (التي من المفترض أن تقود المجتمع إلي وضع أفضل) والجمود التالي عند النقاط بعينها من التصورات التي لا تفيد المجتمع بل وطبقا للتحركات والتغيرات الحادثة في مناطق أخرى من العالم – قد تضره، والتخلف كذلك قصور في الإمكانات المادية والمعنوية والسياسية (أو راس المال المادي والبشري) والذي يؤدي بدوره إلي عدم إمكان توفير الخير الاجتماعي للمواطنين. إنه افتقار إلي الوسائل الكفيلة بالقضاء على تخلفه. وهو بهذا المعنى يتضمن عدم القدرة على ملاحقة الركب (الحضاري) وسوءا كان هذا لعدم وجود القدرة على هذا أصلا، أو فقدان هذه القدرة بعد وجودها فعلا (كما هو الحال مع العالم العربي والإسلامي).

(3) التقــدم والتخلف: الســمات

وإذا كانت التعريفات – أو بالأحرى محاولات التعريفات – السابقة قد ركزت على تبنى أو عدم تبني أنماط معينة للتفكير والسلوك. فإنه يبقى الإشارة إلي هذه الأنماط التي يعتبر تبينها تقدما كما يعتبر عدم تبنيها تخلفا. على آية حال يمكن إجمال أنماط التقدم والتخلف وإبرازهم خصائصها – طبقا لما اتفق عليه معظم الكتابات التي تعاملت مع الموضوع – على الوجه الآتي:

 

 

سمات تقدم سمات تخلف
أولا: سمات ديموجرافيـــة
1.                انخفاض معدل المواليد.

2.                انخفاض معدلات الوفيات العامة.

3.                انخفاض معدلات وفيات الأطفال.

4.                ارتفاع المستوى الغذائي.

5.                ارتفاع المستوى الصحي.

1.                ارتفاع معدل المواليد.

2.                ارتفاع معدلات الوفيات العامة.

3.                ارتفاع معدلات وفيات الأطفال.

4.                انخفاض المستوى الغذائي.

5.                انخفاض المستوى الصحي.

ثانيا سمات اقتصادية
6.                كفاية الموارد الطبيعية استغلالها الاستغلال الأمثل.

7.                وفرة روس الأموال.

8.                الاندماج في نشاطات صناعية (ثقيلة ومتطورة).

9.                الأخذ بالأساليب الحديثة والمتطورة للإنتاج والتي تعتمد على القوى الآلية أساسا.

10.           الأخذ بأسلوب الاقتصاد المتوازن بين كل القطاعات والاتجاهات.

11.           انخفاض نسبة البطالة (الكلية الفعلية أو الجزئية المقنعة).

12.           ارتفاع الدخل القومي.

13.           عدالة توزيع الدخل القومي.

14.           ارتفاع مستوى الدخل الفردي – فوق 600 دولار أمريكي سنويا – ووفاء هذا الدخل بحاجات الفرد الكمالية فضلا عن الأساسية.

15.           وفرة المدخرات وتعاظم الاتجاه نحو الاستثمار.
16.           الاتجاه إلي أنماط الانفاق غير الاستهلاكية (السلع المعمرة).

17.           اتجاه الصادر نحو الموارد المصنعة (الصناعات الثقيلة بالذات) بالإضافة إلي تصدير التكنولوجيا الحديثة.

18.           اتساع الأسواق (داخلية وخارجية) والتصدير أكثر من الاستيراد، أو على الأقل التوازن بينهما (اعتدال الميزان التجاري).

19.           تقدم المؤسسات والنظم المصرفية وفاعليتها.

20.           الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على النفس (الاكتفاء الذاتي) بالإضافة إلي تقديم معونات خارجية

6.                عدم كفاية الموارد الاقتصادية وعدم استغلالها الاستغلال الأمثل.

7.                نقص رؤوس الأموال.

8.                الاندماج في نشاطا زراعية (وما يتعلق بها من نشاطات).

9.                الأخذ بالأساليب التقليدية والمتأخرة في الإنتاج، والتي تعتمد على القوى العضلية غالبا.

10.           عدم أو حتى قلة الأخذ بأسلوب الاقتصاد المتوازن بين القطاعات والاتجاهات.

11.           ارتفاع نسبة البطالة فعلية ومقنعة.

12.           انخفاض الدخل القومي.

13.           اللاعدالة في توزيع الدخل القومي.

14.           انخفاض مستوى الدخل الفردي – 600 دولار أمريكي سنويا – وعدم وفاء هذا الدخل باحتياجات الفرد الأساسية فضلا عن الكمالية.

15.           قلة المدخرات أو حتى انعدامها، وتضاؤل الاتجاه نحو الاستثمار.

16.           اتجاه أنماط الإنفاق نحو السلع الاستهلاكية (المأكل والمشرب والملبس).

17.           اتجاه الصادرات نحو المواد الأولية والخام بالإضافة إلي استيراد التكنولجيا الأحدث.

18.           ضيق الأسواق داخليا وخارجيا، والاستيراد أكثر من التصدير أو اللاتوازن (خلل الميزان التجاري).

19.           تأخر المؤسسات والنظم المصرفية وعدم كفايتها وكفاءتها.

20.           الاعتماد على الخارج (اقتصاديا) وطلب وقبول معونات خارجية.

 

 

ثالثا: سمات اجتماعية
21.             ارتفاع مستوى المعيشة.

22.             انخفاض نسبة الأمية وارتفاع نسبة التعليم والتدريب بإلإضافة إلي الأخذ بالأساليب الحديثة في التعليم والتدريب.

23.             اختفاء – أو حتى انعدام – ظاهرة تشغيل الأحداث

24.             سير الحراك الاجتماعي Social Mobility  السير الطبيعي أي انسيابه وعدم جموده.

25.             كبر حجم الطبقة المتوسطة وبالتالي صغر حجم كل من الطبقتين العليا والدنيا.

26.             توفر الرعاية الاجتماعية بكل أبعادها من تعليم وصحة وإسكان ووسائل اتصال وترويج وخلافه.

27.             تطبيق نتائج البحوث العلمية (والفنية) على نطاق أوسع.

28.             ارتفاع المركز الاجتماعي للمرأة.

29.             التحرر من تحكم العادات التقاليد الموروثة (وخاصة الضار منها) في السلوك.

30.             سيادة العلاقات الاجتماعية المعقدة وامتدادها عادة خارج النسق (الأسرة – العائلة – الشعيرة، القبيلة

21.             انخفاض مستوى المعيشة.

22.             ارتفاع نسبة الأمية وانخفاض نسبة التعليم والتدريب، بالإضافة إلي الأخذ بالأساليب العتيقة في التعليم والتدريب.

23.             انتشار ظاهرة تشغيل الأحداث.

24.             تعثر سير الحراك الاجتماعي وعدم انسيابه وجموده.

25.             صغر حجم الطبقة المتوسطة، وكبر حجم الطبقة الدنيا بالذات.

26.             عدم توفر الرعاية الاجتماعية – بكل أبعادها – كليا أو جزئيا.

27.             قلة – أو حتى عدم تطبيق نتائج البحوث العلمية الفنية.

 

28.             انخفاض المركز الاجتماعي للمرأة.

29.             تحكم العادات والتقاليد الموروثة في السلوك.

 

30.             سيادة العلاقات الاجتماعية الأولية البسيطة والمباشرة واقتصارها غالبا على داخل السنق.

31. القرة على الانفتاح العقلي على الأفكار الجديدة والعالم الخارجي وكذلك إمكان التعاطف مع الأدوار الاجتماعية الجديدة.

32. حراك الوحدات البنائية (عدم جمودها واندماجها في حياة المجتمع الكبير) كلها.

31. عدم القدرة على الانفتاح العقلي على الأفكار الجديدة والانغلاق على النفس والداخل وعدم إمكانية التعاطف مع الأدوار الاجتماعية الجديدة.

32. جمود الوحدات البنائية التي تسودها عادة الحياة القبلية (أو شبهها) وعدم تمكنها من الاندماج في حياة المجتمع الكبير

خامسا: سمات سياسية
33. إقامة إطار سياسي واجتماعي مناسب للتقدم.

34. إقامة مجتمع آمن ومطمئن يتمتع فيه المواطن بالأمن والطمأنينة.

35. إقامة مجتمع تسوده الحرية والديمقراطية ويبعد بالتالي عن القهر والتسلط.

36. إقامة مجتمع تتاح فيه الفرصة الحرة والكاملة للمواطنين للمشاركة. مع المشاركة الفعلية وبكفاءة وتفاعل.

37. سيادة المؤسسات واستناد القائمين على الحكم إليها.

33. عدم القدرة على إقامة إطار سياسي واجتماعي مناسب للتقدم.

34. عدم إمكان إقامة مجتمع آمن ومطمئن للفرد على يومه فضلا عن غده.

35. عدم التمكن من إقامة مجتمعة تسوده الحرية والديمقراطية، وقربه بالتالي من التسلطية القائمة على القهر.

36. عدم التمكن من إقامة المجتمع الذي يسمح بالمشاركة الشعبية مع إحجام ولا مبالاة الشعب.

37. ضعف سيطرة المؤسسات، وسيطرة الفرد (وعباته).

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث

نظريات التنمية

لم تفت فكرة التطور والتقدم والحضارة ورقي الدول وهبوطها فلاسفة ومفكري القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وما قبلها. لقد عالجها الاقتصاديون من أمثال (هربت سبنسر) الذي رأي أن المجتمع ينمو نموا عضويا، وإن هذا النمو العضوي يزيد التعقيد من جانب ويبرز ضرورة الاعتماد على المتزايد والمتبادل بين الأجزاء المختلفة من جانب آخر. كما عالجها علماء اجتماع من أمثال (أوجست كونت) الذي رأي أن على المجتمع أن يوجد الخصائص التي تحكم التطور والتقدم وكل هذه المعاني وما شابهها هي تعبير عن محاول النظر في التنمية وأن كانت الكلمة بعينها لم تكن مستخدمة في هذا الصدد.

ومن البديهي أن ندرك أن الفكر (الماركسي) هو نظرية في التنمية ، وأنه فكر أوربي ثار على الفكر السائد قبله ونقده من أساسه، ومن البديهي أيضا أن نربط بين نظرية العالم العربي ابن خلدون في رقي الدول وانحطاطها وبين التنمية تلك النظرية التي سبقت والتي تأثر بها الكثيرون في القرن العشرين، وكرروا ما سبق لابن خلدون ما قاله في القرن الرابع عشر.

لقد تحدث (ابن خلدون) في القرن الرابع عشر الميلادي عن واقعات العمران البشري وأحوال الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من التوحش والتآنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومعاشهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال.

وتعد نظرية (أرنولد توينبي) في تفسيره تطور المجتمعات الإنسانية، شاهدا في القرن العشرين على أن التنمية وإن لم تذكر بالاسم هي العنصر الأساسي في تفسير التطور الإنساني أو هي بمعناها الشامل جوهر التطور الاجتماعي الإنساني، وتسمى نظرية (توينبي) نظرية (التحدي والاستجابة) ومعناها أن تطور المجتمعات الإنسانية وانتقالها إلي أوضاع حضارية أكثر ارتقاء إنما تعتمد على القوة المحركة التي تخلفها الظروف الصعبة، وليست نظرية (توينبي) إلا تفسيرا فلسفيا لمؤرخ يفسر حقائق التاريخ، ويحللها. ولم يقصد بها أن تكون نظرية من نظريات التنمية ولكنها بشكل ما يؤكد أن مفهوم التنمية بمعناه الشامل لم يفت المفكرين من (ابن خلدون) في القرن الرابع عشر إلي (توينبي) في القرن العشرين.

نظريات التنمية أو فلسفات التنمية إذا ليست وليدة هذا القرن ولكنها برزت في هذا القرن كرد فعل للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العالم.

النظريـة العامـة للتنميـة:

يقع الخلط في زماننا للمفاهيم لعدم انطباق الألفاظ على المعاني ومرد ذلك إلي تفريعات العلوم، واستخدام كل علم لقاموسه ومفرداته. وفي الوقت نفسه للعلاقة المشتركة بين فروع العلوم المختلفة، وبخاصة العلوم الإنسانية، وتحظى كلمة (نظرية) بنصيب وافر من تعدد الفهم في كل سياق علمي حتى يختلط أمرها. فيه تتسع أحيانا لايدولوجية شاملة وتنحصر أحيانا في وجه نظر باحث. ونظريات التنمية تكاد توازي أساليب التنمية أو أنماط التنمية أو ملامح التنمية، وأعتقد أن إذا أمكن صياغة كل ذلك في نسق شامل ومركب وحي فإن تعبير نظرية للتنمية يكون صحيحا ومعبرا عن النظرية العامة للتنمية. والباحثون في العلوم الإنسانية يستخدمون مصطلح نظرية علم كذا بمعنى يقترب اقترابا شديدا من المصطلح الذي استخدمناه في حضارتنا العربية يهدف إلي تحديد هوية العلم وغايته أي تحديد موضوعه وأهدافه، وقياسا على هذا المفهوم العام أصبحنا نجد الباحثين الذين يتحدثون عن نظرية التنمية بمعنى النظرية العامة للتنمية.

وفي بساطة شديدة ووضوح أشد يقول (جون ميدلتون) أغلب العالم من الفقراء، وبعضه من الأغنياء ، وتلك المشكلة الأساسية التي تسعى نظرية التنمية إلي مواجهتها، كيف يمكن للشعوب الفقيرة أن تحقق حياة أفضل لمواطنيها؟

وربما كان هناك اتفاق على هذه الطريقة في عرض المشكلة منظري التنمية ذوي الآراء البالغة الاختلاف، ذلك الاختلاف الذي تعلق بأعراض التنمية وبطبيعتها وغير ذلك من التفاصيل. ويتعلق الاختلاف بين منظري التنمية بنبذ بعضهم للنماذج القديمة والبحث عن نماذج جديدة.

وقد ظهرت النماذج القديمة عقب الحرب العالمية الثانية، وعرفت التنمية بعبارات اقتصادية، واعتبرت الناتج القومي الإجمالي المؤشر الرئيسي، وعرفت الحياة الأفضل – بشكل أفضل – بأنه الحصول على دخل أكبر، فهذه هي الطريقة التي ينتقل بها الفرد من الفقر إلي الغنى، وتأتي زيادة الدخل بالدرجة الأولى من تصنيع المجتمعات النامية، ويتحقق ذلك بنقل رأس المال والتكنولوجيا من البلدان الغنية إلي البلدان الفقيرة، وكان أبرز مثال صيغ في شكل قضية شرطية متصلة بهذه النظرية هي (إذا اتبعت البلدان النامية طريق التنمية الذي اتبعته المجتمعات الغربية، قبلت نفس تعريف التنمية بأنها زيادة الدخل فإن نوعية الحياة ستتحسن) ونشأ من هذه النظرية أغلب العمل الذي استمت به استراتيجيات التنمية في العقد السادس من العشرين، واستورد رأس المال التكنولوجيا، وأقيمت المصانع ووسعت نظم التعليم لتفوير القوى العاملة اللازمة الاقتصاد صناعي، وبرز التخطيط المركيز باعتباره ضروريا لتوجيه هذه العملية المعقدة لتكوين رأس المال واستخدامه.

ويرى (ميدلتون) إن هذه النموذج حقق نجاحا معقولا في البرازيل وسنغافورة وكوريا ، لكنه لم يؤد إلي تقدم يذكر في أغلب بلدان العالم الثالث، وكان فشل هذه النظرية دافعا لنظريات عامة جديدة للتنمية، فقد برزت مؤشرات تؤكد ضرورة إشباع الحاجات البشرية الأساسية وتبرز توزيع الثروة توزيعا عادلا، والاستقلال الذاتي واشباع ومشاركة الجماهير في التنمية، كما ظهرت طبيعة المساعدة الدولية باعتبارها عائقا لتنمية إذ تؤدي بالبلدان النامية إلي التبعة المنتظمة للبلدان المتقدمة، ويراعي فيها صالح البلدان المتقدمة في المقام الأول، وبرزت صياغة نظريات عامة جديدة للتنمية تضع في الاعتبار الأول القطاع الزراعي الريفي، والاعتماد على النفس، وحظي النموذج الصيني للتنمية باهتمام واسع يمكن الاستفادة من بعض جوانبه، والأثر الأول للتخلي عن النظرية التقليدية هو زيادة البدائل التي يستطيع مخططوا التنمية استقصائها لتوجيه مسار بلادهم.

هذه النظرية العامة للتنمية تقودنا إلي ما اصطلح على تسميته بنظريات التنمية في علمي الاقتصاد والاجتماع وهي تكاد تعني استراتيجيات التنمية، هذه النظريات المتخصصة أو الفرعية أو المحددة إنما هي نظريات يمكن الأخذ بها في كافة النظريات العامة للتنمية.

ويظل السؤال المطروح هو:

ماذا نقصد بنظريات التنمية؟

إن ما نقصده بنظريات التنمية هي النظريات المحددة أو المخصصة التي تعالج التنمية في الدول المتخلف ولكن ذلك لا يكتمل بغير أن تندرك نظريات التخلف، وبغير أن نعرف النظريات التي تعالج التنمية في الدول المتقدمة والتي نميها نظريات النمو الاقتصادي تمييزا ولا بعدا بها عن قضايا التخلف، ولأنها تنتقل من نمو إلي نمو أكثر وأعظم، ونجد في نظريات التنمية هذه الأمور متشابكة بمعنى أن النظرية التي تفسر لنا أسباب التخلف تقدم لنا منطقيا طريق القضاء عليه بإزالة أسبابه، وبمعنى أن تنمية الدول المتقدمة ترتبط بظروف الدول المتخلفة ارتباطا وثيقا وسنجد في نظريات التنمية المثلث الذي حددنا في مفهوم التنمية الشاملة بأضلاعه الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ففي المجال الاجتماعي يقسم الدكتور سعد الدين إبراهيم النظريات الاجتماعية في التنمية إلي ثلاث مجموعات طبقا لنوع المتغيرات التي تستند إليها كل مجموعة طبقا لمصدر ومسار التغيير الاجتماعي المنشود في اتجاه التنمية وهي:

(1) اتجاه الأنماط المثالية للمؤشرات: Ideal type of Index Models

ويقوم هذا النوع من التنظيم على استخلاص علماء الاجتماع الغربيين السمات الأساسية لمجتمعاتهم المتقدمة ومقابلتها لنقيضها المتخلف، وتصبح أيدولوجية التنمية عندهم محكومة بتلك الخطط والجهود والمشاريع التي تنطوي تحت عملية تحويل مؤشرات أي مجتمع من نمط متخلف إلي نمط متقدم.

(2) اتجاه الانتشار الثقافي الحضاري:

The Acculturation -Diffusion Model

ويذهب هذا الاتجاه إلي أن التنمية باعتبارها شكلا من أشكال التغير الاجتماعي تتم بواسطة الانتشار الثقافي أو الحضارية، وبمرور الوقت واستمرار الانتشار تتحول المجتمعات المتخلفة إلي مجتمعات متقدمة بحلول القيم والعلاقات الحديثة محل القيم والعلاقات التقليدية.

(3) اتجاه تغيير الأفراد نفسيا:

Individual Psychological Change Model

ويركز هذا الاتجاه على أن عملية التنمية رهن بتغيير أفراد المجتمع قيما وحوافزا وسلوكا ، فالمجتمعات التي حققت تنمية الماضي أو التي تحققها في الحاضر، وفق أصحاب هذا الاتجاه، وجد بها عدد كبير من الأفراد الذين يصفون بالطموح والابتكار والرغبة العارمة في هذا الاتجاه والقدرة على التقمص الوجداني، وهؤلاء الأفراد هم الذين يحملون على أكتفاهم مهمة نقل مجتمعهم من إطاراته التقليدية المتخلفة المحدودة إلي إطارات حديثة متقدمة، فإذا كان المجتمع لا يضم هذا النوع من الأفراد بأعداد كفاية فعليه أن يزيد من أعدادهم بوسائل مختلفة.

ويرى الدكتور سعد الدين أن أهم أوجه القصور في هذه النظريات (أنها لا تفسر تخلف العالم الثالث كنتيجة حتمية للنظام الإمبريالي الحديث الذي ساد العالم وما زال بأشكال ودرجات مختلفة، وإن تقدم البعض وتخلف البعض الآخر أصبح منذ القرن الثامن عشر مسألة تفاضل وتكامل، أو بتعبير آخر أن التقدم والتخلف هما وجهان لنفس العملة.

ويعلل هذا القصور المنهجي في نظريات التنمية الغربية إلي التمركز الحضاري الغربي نحو الذات وإلي غياب النظرة التكاملية الشاملة وإلي تجاهل الأعمال الأصلية لمفكري العالم الثالث، وينتقد الفروض القاعدية بمجرد انهائها من إزاحة المعوقات الحضارية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية الموروثة من أبنية المجتمع التقليدي، والتي تزعم أنه بإزاحة المعوقات فإن التنمية تصبح مسألة أكيدة لا تحتاج إلي أكثر من تعبئة وتنسيق وهندسة الموارد المادية والبشرية في المجتمع.

إن النقد الأساسي لمثل هذه الفروض هو النظرة إلي الجزئية وعدم رؤية الجزء في إطار الكل، وبسبب الإسراف السطحي في التخصص بين ما يطلق عليه العلوم الاجتماعية أصبح عالم الاقتصاد يتحدث عن زاويته فقط وأصبح عالم الاجتماع يرى رؤيته وحسب، وكذلك عالم النفس وعالم السياسة ولم تعد بينهم لغة مشتركة تفسر ترابط الظواهر الاجتماعية، وتقدم لنا عملا متكاملا، ويزيد المشكلة حدة أن التخلف ظاهرة معقدة متعددة الجوانب ومتشابكة وقد صدق أحد أساتذة الاقتصاد الغربيين، حين وصف مشكلة المجتمعات النامية بقوله ليس في تلك المجتمعات مشكلات معقدة يحتوي كل منها على جوانب سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية، وما لم يفهم من يتصدى لهذه المشكلات كل هذه الجوانب فإن فهمه لها يظل ناقصا وبالتالي تأتي حلوله ناقصة ومبتورة.

وتنقد الدكتور عواطف عبد الرحمن مسمى الحديث الذي يطلقه الباحثون الغربيون ويريدون من الدول النامية أن تقتضي أثره عبرة عن تقديم المجتمعات الغربية الصناعية بشبكاتها المحلية ونشاطاتها الاقتصادية وأنماطها الاستهلاكية وبناءاتها التكنولوجية إلي الدول النامية كنموذج وحيد يمكن الاحتذاء به.

وفي المجال الاقتصادي يرى الدكتور عمر محي الدين إن مشكلة النمو الاقتصادي كانت محور الاهتمام فلي الاقتصاد (الكلاسيكي) ويتجلى هذا الاهتمام في عنوان كتاب (آدم سميث) بحث في طبيعة وأسباب ثورة الأمم سنة 1977م، وقد وجه الاقتصاديون الكلاسيكيون اهتمامهم إلي الكشف عن القوى التي لعبت دورا هاما في التقدم الاقتصادي، واهتم هؤلاء الاقتصاديون اهتماما خاصا بالبحث في إزالة كافة العوائق أما عملية التراكم الرأسمالي مثل قيود التارة ونظام الطوائف وغير ذلك. ومن ثم نجد أن دعوة الاقتصاديين الكلاسيكيين إلي الحرية الاقتصادية لم تكن مجرد دعوة لعدم تدخل الحكومة، وإنما كانت مطلبا للقضاء على ما كان يعتقد أن عراقيل معطلة لنمو المجتمع الرأسمالي الصناعي، ولكن النظام الرأسمالي الصناعي واجه العديد من العقبات كما أوضح تطبيقه كثيرا من أوجد الخلل والاضطراب، وكان على المدرسة الاشتراكية بزعامة (كارل ماركس) أن تقدم التفسير العلمي لما يعوق حركة هذا النظام ولأوجه الخلل التي تعترض طريقه، فالنظام الرأسمالي لا يكن فهمه إلا بوصفه مرحلة معنية من مراحل تطور قوى الإنتاج الاجتماعية، وإذا كان صحيحا ما يدعيه الاقتصاديون الكلاسيكيون من أن عملية التراكم هي العملية الفعال في النمو، فإن عملية التراكم التي تؤدي إلي تطور قوى الإنتاج لا تتم من فراغ، وإنما تتم في إطار وإنما تتم في إطار معين من علاقات الإنتاج وقد أثبت نمو المجتمع الرأسمالي أنه بعد مرحلة معينة تصبح علاقات الإنتاج عقبة أمام تطور قوى الإنتاج حيث تصبح السبيل الوحيد أمام النمو هو تغيير علاقات الإنتاج السائدة.

كذلك فإن التناقضات الكامنة في طبيعة هذا النظام سوف يؤدي به إلي مواجهة الأزمات الدورية التي تؤدي فلي النهاية إلي انهياره وإحلال  نظام جديد بديل عنه، فالزيادة المستمرة في عملية التراكم تؤدي دائما وأبدا إلي زيادة الطاقة الإنتاجية، غير أن هذه الزيادة المستمرة في الطاقة الإنتاجية لا يصاحبها زيادة مقابل في القوة الشرائية (نتيجة الفقر المزمن للقوى العاملة في ظل النظام) تسمح باستيعاب هذه الزيادة ومن ثم تحدث أزمات دورية متلاحقة تؤدي إلي انهيار النظام.

لقد اهتم ماركس بدراسة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في غرب أوربا، وفي مناطق أخرى من العالم، ثم قاد النموذج الذي رآه لتطور المجتمعات الإنسانية، وقد استطاع ماركس من خلال دراسته لفلسفة (هيجل) التسليم بالمنطق الجدلي (الديالكتيك) كحقائق في حالة حركة دائمة، فكل إثبات لحقيقة معينة يتضمن في الوقت نفسه نفيا لها ، وهذا النفي يتضمن بدوره إثباتا ومن تلاقي الإثبات والنفي ينشأ تركيب جديد يمثل تأليفا بين نقيضين، ومن ثم يصبح هذا التأليف بين النقيضين بمثابة خطوة تقربنا من الحقيقة، بيد أن التأليف بين النقيضين بدوره ليس ثابتا فهو يمثل فكرة او شيئا تحمل بدوره بذور نقيضها. ومن الفكرة (الشيء) الجديد ونقيضها يتكون اتحاد جديد بين النقيضين ، وهكذا يستمر التطور ويقترب تاريخ الإنسان من الكمال الذي ينشده، واستنادا إلي ذلك أقام ماركس فلسفته، ومن خلالها استطاع تفسير النظم السياسية، والاقتصادية والثقافية بإرجاعها إلي الظروف المادية للحياة. ويذهب ماركس إلي ان هناك ثلاثة قوانين تحكم حركة المادة والمجتمع والعالم أيضا – هو قانون الأضداد وصراعها، وقانون تحول التغيرات الكمية إلي تغيرات كيفية وقانون نفي النفي.

وعلى ضوء هذا البناء الفلسفي الماركسي فسر ماركس البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المجتمع أي مجتمع، ذلك التفسير الذي يرى أن الناس من خلال عملية الإنتاج تحكمهم علاقات مستقلة عن  جميع هذه العلاقات الإنتاجية يشكل البناء الاقتصادي في المجتمع، هذا البناء المصطلح عليه بالبناء التحتي للمجتمع، وهو قاعدة يقوم عليها البناء الفوقي للمجتمع الذي يتمثل في الأفكار والنظريات السائدة في المجتمع وترجمة هذه النظريات إلي قوانين ونظم ومذاهب ومعتقدات وغير ذلك أي الثقافة الشاملة للمجتمع.

       وعلى ضوء هذا التحليل الماركسي لعلاقات الإنتاج فسر ماركس مراحل التاريخ على النحو التالي:

(1) مرحلة الإنتاج البنائي:

وفيها ملكية الإنتاج جماعية حيث يعتمد الإنتاج على الصيد وجمع الثمار، وهو عمل مشترك يخلو من الطبقات.

(2) مرحلة الرق:

حيث بدأ الأغنياء يلزمون العبيد بزراعة الأرض.

(3) مرحلة الإقطاع:

حيث يمتلك الإقطاعي الأرض وسيلة الإنتاج ويدفع للأقنان جعلا.

(4) المرحلة الرأسمالية:

حيث حلت البرجوازية محل الاقطاع في امتلاك وسائل الإنتاج الأساسية في المجتمع.

(5) مرحلة الاشتراكية:

حيث تدهور النظام الرأسمالي بفعل فائض القيمة، وتراكم رأس المال، والافقار المطلق، ومن ثم يصبح المجتمع مالكا لوسائل الإنتاج، ويخلو من العقبات، وبذلك تنمو وسائل الإنتاج نمو حرا.

ولقد ميز ماركس بين مرحلتين أساسيتين يمر بهما المجتمع الشيوعي العالمي، ذلك المجتمع الذي سينشأ – في رأيه – بعد ثورة (البروليتاريا) المرحلة الأولى تختفي فيها الرأسمالية، المتمثلة في استغلال العامل المأجور، ويحل محلها نظام الإنتاج الذي يعمل من أجل إشباع الحاجات الاجتماعية، ونظرا للمشكلات الفنية التي تصاحب التحول الإشتراكي، ونظرا لوجود رواسب أو بقايا من العادات والاتجاهات التي تعبر عن النظام الرأسمالي، فإنه يصبح ضروريا حصر الناس طبقا لكمية العمل الذي تؤديه ، أما المرحلة العليا من الاشتراكية وهي المرحلة الثانية فإن قانون قوى الإنتاج تتكفل بإنتاج السلع الكافية، ويتم توزيعها طبقا للحاجات ومن ثم يصبح الأفراد الذين حققوا إنسانيتهم تحقيقا كاملا يسعون إلي أداء أشكال عددية من النشاط الإنتاجي غير خاضعين لضغط الضرورة، بل يؤدونها بوصفها وسيلة للتعبير الذاتي التلقائي.

ولقد تعرضت الماركسية لشيء من التقدير لا حد له كما تعرضت للشيء من الطعن لا حد له، وقد يكون أهم نقد وجه للماركسية أنها تصور واحدي الخط في كافة جوانبها.

وكان رد الفعل لهذا التحليل لحركة النظام الرأسمالي الذي قدمه كارل ماركس، هو ظهور محاولات متعددة للرد على انتقادات المدرسة الاشتراكية ولقد تبلورت هذه المحاولات في بناء فكري جديد هو المدرسة الماركسية الكلاسيكية الحديثة التي ولدت حوالي عام 1870م، ولقد سادت هذه المدرسة في الفكر الاقتصادي الغربي الحديث، بفضل البناء النظري لهذه المدرسة تحول مركز الاهتمام في الفكر الاقتصادي ومجال البحث في علم الاقتصاد إلي مجال يختلف تمام الاختلاف عن مجال بحث المدرسة الكلاسيكية أو المدرسة الاشتراكية، فالقضية الأساسية لعلم الاقتصاد في رأي هذه المدرسة، ليست هي البحث في قوانين حركة النظام الرأسمالي ولا في أسباب وعقبات نموه وتطوره، فالنظام الرأسمالي يحمل في طياته قوى كامنة تدفعه دائما إلي النمو والتطور المستمرين، وإنما القضية الأساسية للاقتصاديين هي البحث في محاولة الوصول إلي أعلى كفاءة ممكنة، اكتمل البناء ولم تعد مشكلة النمو أو التقدم هي المشكلة الأساسية بل البحث في إصلاح وتهذيب هذا البناء هو هدفهم وأصبحت القضية الأساسية – في رأيهم – التي تواجه الفكر الاقتصادي هي البحث عن أوجه الإصلاح اللازمة لرفع كفاءة هذا البناء.

ثم قدم Rostow  في كتابه مراحل النمو الاقتصادي بيانا غير شيوعي (1960)م تصوره في التنمية محاولا أن يرد على الفكر الماركسي وأن يشوهه ورأي روستو أن المجتمعات تمر بخمس مراحل أساسية لتعبر التخلف إلي التقدم هي:

(1) مرحلة المجتمع التقليدي:

وفيها يقوم الإنتاج على أساس العلوم والفنون التي كانت شائعة قبل عصر نيوتن، لأن نيوتن – في رأيه – فصل بين عالمين: أحدهما يقوم على المصادفات والآخر يقوم على الضبط والتحكم، ويمثل المجتمع التقليدي في رأي (روستو) العالم الذي سبق تلك المجتمعات ثم المجتمعات التي جاءت بعده، وظلت غير قادرة على السيطرة على البيئة.

 

(2) مرحلة التهيؤ للانطلاق:

حيث ينتشر التعليم ولو جزئيا ، وحيث يظهر أفراد يتصفون بروح الإقدام، وحيث تظهر البنوك ويزداد الاستثمار، ويرى أن هذه الظروف توفرت في أوربا الغربية في أواخر القرن الثامن عشر.

(3) مرحلة الانطلاق:

وهي الفترة التي يتم فيها القضاء على معوقات النمو المطرد، ويتحقق ذلك بثورة سياسية، تؤثر في البناء الاقتصادي والاجتماعي.

(4) مرحلة النضج:

وهي المرحلة التي يستطيع فيها المجتمع أن يؤكد قدرته على الحركة خارج نطاق الصناعات الأصلية التي دفعته إلي الانطلاق، بحيث يستطيع أن ينتج أي شيء مرغوب فيه، ويرى (روستو) أن المجتمع يصل عادة إلي هذه المرحلة بعد 60 عاما من المرحلة السابقة لها، وفي هذه المرحلة يتمكن المجتمع من تصدير فائض إنتاجه الصناعي.

(5) مرحلة الاستهلاك الوفير:

حيث يرتفع متوسط الدخل الفردي وتزيد نسبة السكان في المدن، ويزيد التوسع في الاستهلاك، ومن رأي (روستو) في تفسير التقدم من صور التفكير الغربي الرأسمالي المترف في مشاكل العالم. وهو أقرب ما يكون إلي القصة التاريخية المعروفة عن ماري انطوانيت عندما عرفت أن الثوار يطالبون بالخبز وهو غير موجود فقالت: (ولماذا لا يأكلون “جاتوه” إذا كان الخبز غير موجود…!

وفي المجال الثقافلي يلتقي الضلعان السابقان وهو الضلع الاقتصادي والضلع الاجتماعي، حيث يرى كثر من الباحثين أن المعرفة هي أهم العوامل الحاسمة في التحول من التخلف إلي التقدم، وإنه ينبغي أن ننظر إلي روح التوثب في المجتمع وإلي المستوى الثقافي العام في المجتمع يمكننا التنبؤ بنجاح التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

لا يمكننا إذن أن نفصل بين نظريات النمو ونظريات التخلف لأنهما وجهان لعملة واحدة ، وسنعرض لأهم هذه النظريات فيما يلي:

أولا: نظرية التخلف بسبب البيئة الجغرافية:

تقوم هذه النظرية على أساس تفسير التخلف بسبب البيئة الجغرافية والظروف الطبيعية السائدة والتي يصعب تغييرها، ويؤكد أنصار هذا النظرية تفسيرهم للتخلف بأن عددا كبيرا من الدول النامية يقع في المناطق المدارية والاستوائية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بينما تقع معظم الدول المتقدمة في المناطق المعتدلة.

وتتلخص ملامح البيئة الجغرافية في المناطق المدارية والاستوائية فيما يلي:

  1. ضعف الأراضي الإستوائية عند قطع الغابات وتحويلها للزراعة فتربتها الصالحة تتمثل في طبقة رقيقة تجرفها الأمطار الغزيرة فلا تبقى إلا تربة رملية منخفضة الخصوبة إلي حد كبير.
  2. مساعدة مناخ المناطق المدارية على انتشار الأوبئة الزراعية كما أن الحر والرطوبة لهما تأثير بارز في قلة نشاط السكان.
  3. تعوق الأمطار الغزيرة التي تسقط في مثل هذه المناطق الجغرافية المختلفة استخدام الأسمدة والمواد الكيميائية لأنها تنجرف قبل أن تستفيد بها التربة.
  4. ينبت الكثير من الحشائش الضارة وسط المحاصيل مما يقلل من الإنتاج ويستهلك جهدا كبيرا في مقاومتها ويقلل من فرص استخدام الميكنة الزراعية.

كما تبين الإحصائيات إن إنتاج المحاصيل الزراعية في أوربا وأمريكا الشمالية كبلدان متقدمة يفوق بكثير إنتاج أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا الواقعة في حزام التخلف، كما نجد تربية المواشي كالبقر والأغنام في المناطق المتخلفة نحيلة وهزيلة مما يؤدي إلي ضعف إنتاجها من الألبان واللحوم والصوف، وذلك على الرغم من توفر المراعي في معظم أنحاء المناطق المدارية، ويفسر البعض ذلك بسبب عدم ملائمة حرارة الجو لهذا النشاط  ولانخفاض القيمة الغذائية للمرعى.

كذلك فإن ضعف الموارد الطبيعية التي تمكن غالبية الدول النامية بالنسبة إلي تلك التي تملكها الدول المتقدمة يعد عاملا من عوامل التخلف، وتشمل الموارد الطبيعية إلي جانب الأرض ما في باطن الأرض من معادن وبترول والبحار والأنهار ومساقط المياه وغير ذلك.

ويرى الدكتور علي لطفي إن الظروف الطبيعية والعوامل الجغرافية لا يمكن أن تكون وحدها سبب التخلف الاقتصادي وذلك لأسباب يراها على النحو التالي:

  1. تقع بعض الدول النامية في المناطق المعتدلة ومن ثم فهي لا تعاني من الظروف الطبيعية والعوامل الجغرافية السابق الإشارة إليها، كما هو الحال مثلا بالنسبة للصين ودول حوض البحر الأبيض المتوسد وبعض دول أمريكا الجنوبية، فكيف يكون إذن تفسير التخلف الاقتصادي في هذه الدول؟
  2. إن معظم المشاكل الزراعية الناتجة عن الظروف الطبيعية والعوامل الجغرافية السابق الإشارة إليها يمكن التغلب عليها بالأساليب التكنولوجية الحديثة، كما إن العكس صحيح بمعنى أن عدم توافرها في دولة ما قد يعوق تنميتها، لكن لا يجب أن يفهم من ذلك أن عدم توافر الموارد الطبيعية بكثرة هو السبب الوحيد للتخلف الاقتصادي فمن المعروف أن كمية الموارد المتاحة لمجتمع لا تعتبر ثابتة بل قابلة للتغير تبعا للتقدم العلمي والفني والتكنولوجي الذي يحرزه المجتمع.

ثانيا: نظرية التخلف بسبب البيئة الاجتماعية:

وتقوم هذه النظرية على أساس أن النشاط الاقتصادي لا يدور في فراغ، وإنما يدور في مجال اجتماعي، وهو نتيجة لتفاعل عدة عوامل مثل عناصر الإنتاج والقدرات البشرية ومستوى التقدم العلمي وما شابه ذلك، كما أن هذا النشاط الاقتصادي ومثل السلوك وما إلي ذلك، ومن الأمثلة التي يسوقها أنصار هذه النظرية ما يلي:


  1. عوائق العادات والتقاليد في الادخار:

لقد ذكرنا بأن تمويل التنمية في البلدان الشبيهة بنا لابد أن تعتمد على تجميع المدخرات الوطنية في المقام الأول، ولكن ظاهرة اكتناز الذهب والإسراف في تقديم (الشبكة) عند الزواج ، أو شراء الحلي كما تتجمع لدى الأسرة فائض من المال ، تقف كلها عوائق في إثراء المدخرات الوطنية، كذلك فإن جانبا يتعلق بعادات الاستهلاك يحرم المدخرات الوطنية شريانا كان من الممكن أن يمدها بالدم والقوة ومثال ذلك الإسراف في شراء (أكفان الموتى) حبا في التظاهر برغم مخالفة ذلك لما فرض في الشرع في الدين الإسلامي، ولعل ما ينفق على حفلات الزواج والجنائز بدافع التظاهر والنفاق الاجتماعي يؤكد ذلك.

  1. عوائق العلاقات الأسرية المتزمتة:

لعل المثل الذي أورده (شرام) بأسرة (بوفاني) في علاقة الأبناء بوالدهم الذي يمثل شيخ القبيلة يؤكد لنا كيف تقف العلاقات الأسرية المتزمتة عائقا أمام التنمية وسدا أمام التقدم.

إن حياة الأفراد في كثير من الدول النامية، في نطاق الأسرة الضيقة ، يشبه العزلة عن المجتمع، ذلك النطاق الذي يحول بينهم وبين التطلع إلي آفاق بعيدة، وهكذا ينعدم لدى هؤلاء الأفراد الشعور بالروح الجماعية، وتتولد لديهم نظرة أسرية ضيقة مما يكون مبعثا للأنانية، ولا شك أن مثل هذه الاتجاهات تترك بصماتها على النشاط الاقتصادي، فعلى سبيل المثال قد يصل التكتل الأسري إلي درجة التعصب حيث يفضل أصحاب المشروع الذين ينتمون إلي أسرة واحدة عدم اشتراك أي شخص آخر في هذا المشروع بأي صورة كانت سواء ذلك في مجال المساهمة المالية والتوظيف طالما أنه لا ينتمي إلي نفس الأسرة.

كذلك فإن العادات والتقاليد السائدة في كثير من الدول النامية ما زالت حتى اليوم تحول دون اشتغال المرأة، فالمرأة في هذه الدول لا تزال عضوا عاطلا، وبعيدة عن النشاط العام فيتنفس المجتمع برئة واحدة ويعمل بيد واحدة فيتعطل الإنتاج وتقل الدخول الأسرية لأن الرجل وحده هو الذي يعمل، وعليه أن يقسم جهده مع من لا يعمل من الأسرة، حقا أن الخدمات المنزلية التي تؤديها المرأة ذات قيمة اقتصادية ، ولكنها قيمة الأثر.

  1. عوائق العلاقات الطبقية:

لعل أبسط مظاهر الصراع بين الطبقات في المجتمع يتمثل في الإضرابات وما تسببه من معوقات في الدول النامية التي تسير على الطريق الرأسمالي للتطور، ويلاحظ أن أسواق الدول النامية غالبا ما تفتقر إلي الاتساع والوحدة وتكون أقرب إلي التجزؤ والتفتت ويرجع ذلك إلي انقسام المجتمع إلي طبقات، وانفصال الصلة تماما بين كل طبقة وأخرى مما يؤدي إلي تباين العوامل الثقافية بمعنى انقسام الثقافات الوطنية والأجنبية، مما يؤدي إلي خلق أذواق استهلاكية متعارضة، والأمر الذي لا شك فيه أن ظاهرة تفتت السوق تضع قيدا على قيام المشروعات الكبيرة والإنتاج الضخم مما يؤدي إلي ارتفاع تكاليف الإنتاج.

 

  1. عوائق التعصب الأعمى:

القول العربي القديم بأن كل أمر يزيد عن حده ينقلب إلي ضده يصدق تماما على ظاهرة التعصب، فإن الاقتناع بأمر ما أو التحمس لقضية أو فكرة أو مبدأ ضرورة للنجاح ، ولكن التعصب سمة من سمات التخلف أو هو وسيلة للدمار في بعض الأحيان، ولعل الوطنية عندما تنقلب إلي عنصرية كما رأينا في النازية أشهر النماذج التي تصدق القول العربي القديم، وظاهرة التعصب لا ترتبط باختلاف الأديان كما يتبادر إلي الذهن لأول مرة عندما يذكر التعصب وإنما ترتبط بالتخلف والرجعية ارتباطا مباشرا.

.

  1. عوائق الشخصية القوميـة:

وعندما تعرض الدكتور ملاك جرجس لسيكولوجية الشخصية المصرية ومعوقات التنمية ألقى ضوءا باهرا للبلدان النامية بصفة عامة، فهو يطرح في الفصل الأول من كتابه سؤالا جوهريا هو: (ما المقصود بالشخصية القومية؟).

ويجيب بأنه القيم الاجتماعية والاتجاهات السلوكية والفكرية والثقافية والحضارية السائدة في المجتمع، وبطبيعة الحال من المستحيل أن يتفق أفراد المجتمع في قيمهم واتجاهاتهم، وبالتالي يتميز أي مجتمع عن مجتمع آخر بما فيه من أنماط سلوكية ولسنا بحاجة إلي التأكيد بأن هذه الأنماط ليست ثابتة فهي عرضة للتغيير في اتجاهات مختلفة، كذلك فإن المجتمع الواحد قد يتكون من بيئات حضارية مختلفة من حيث درجات التحضر فقد يجمع ما بين بيئة بدوية وبيئة صناعية.

وتتميز كل بيئة من البيئات المختلفة في المجتمع الواحد بقيم اجتماعية واتجاهات سلوكية وأنماط مختلفة ولكنها في نفس الوقت تتفق في بعض القيم والاتجاهات ، والسؤال هو هل غفلة من المؤلف؟ أو، أن هذا هو الوصف الذي يتمنى المؤلف أن يرسخه عن الإسلام؟ أو أنها مجرد صفحة من سفر الحرب النفسية ضد الإسلام ؟ ومحاولة تشويهه؟

إن كانت واحدة من ذلك أو كل فهي في كل الأحوال أكثر بلاهة، من أن يقول قائل أن التأميم في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من الاتحاد السوفيتي. أن يزعم مجنون أن القطب الشمالي أشد حرارة من خط الاستواء أو أن المسئول عن الأمن القومي في أكبر دول المعلومات لا يعلم؟

ولا شك في أن قولهم عن الإسلام قد كشف التعصب كله فالإسلام هو الدين الذي عالج قضايا الدنيا إلي جانب قضايا الآخرة.

رابعا: نظرية التخلف بسبب الظروف الاستعمارية:

سنتناول هذه النظرية بالتفصيل عندما نتحدث عن البعد التاريخي للتنمية وهي بلا شك أقوى النظريات التي تفسر سبب التخلف.

وما دامت عناصر الحياة مترابطة لابد إذن من أن ندرك أن الاستعمار قد عمد إلي خلق ظروف اجتماعية متخلفة في البلدان التي استعمرها، وأنه لم يطور البيئة الجغرافية في المستعمرات إلا بالقدر الذي يخدم مصالحه المباشرة فقط وأنه حاول أن يرسخ في الأذهان فكرة تفوقه كرجل أبيض.

إن النظريات التي تفسر التخلف ليست متعارضة ولا متنافرة، ونظرية الظروف الاستعمارية هي قطب الرحى، والمحور الذي تدور حوله هذه النظريات بنسبة متفاوتة.

خامسا: نظريـة الدفع القويـة:

يرى (بول روز نشتين رودان) صاحب هذه النظرية أن القضاء على التخلف لا يمكن تحقيقه إلا بدفعة قوية أو سلسلة من الدفعات القوية ويؤكد أن الدفعات الصغيرة حتى وإن كثرت وتتالت لا يمكنها أن تؤدي إلي نتيجة الدفعة القوية أو سلسلة الدفعات القوية، ويشبه أنصار هذه النظرية قيمة التنمية في الدول النامية بإقلاع الطائرات، فلكي تقلع الطائرة وتصبح محمولة على الهواء لابد أن تتجاوز حدا أدنى من السرعة الأرضية، ومن الواضح أن عوامل المقاومة التي تصل بظروف التخلف تشبه الجاذبية الأرضية فلابد من جهد مكثف في صورة دفعة قوية حتى يستطيع الاقتصاد المتخلف ويستطيع المجتمع النامي بصفة عامة أن ينطلق في طريق التنمية.

ويفسر صاحب هذه النظرية حتمية وضرورة الدفعة القوية بسببين رئيسيين: أولهما ، بالوفورات التي يدرها استثمار الدفعة القوية على الاقتصاد القومي في مجموعه وعدم قابلية ذلك للتجزئة، فإن مشروعات القوى المحركة والري والنقل لابد من إقامتها بدفعة قوية لأن إقامتها على قوى مساعدة يحول دون إمكان الاستفادة منها ويعد تبديدا لجهود الاستثمار، والسبب الثاني هو عدم قابلية الطلب للتجزئة ، فالظاهرة الجديرة بالاهتمام هي ضيق حجم السوق في البلدان النامية وبخاصة أن عقبات التصدير من البلدان النامية كثيرة ويحتاج تجاوزها إلي المزيد من الوقت والمجهود.

سادسا: نظرية النمو المتوازن:

يرى (واجنار نوركس) صاحب هذه النظرية أن التنمية يجب أن تهدف إلي تحقيق التوازن بين الزراعة والصناعة لأنه ما لم ينطلق القطاعان جنبا إلي جنب فإن تخلف أحدهما لابد وأن يعوق نمو الآخر.

ويضم الدكتور إسماعيل حسن نظرية النمو المتوازن إلي نظرية غير المتوازن في فقرة واحدة لأنها – في رأيه – يفسران بعضهما. ويؤكد ما ذهب إليه (هانس سنجر) من أن مفهوم التنمية المتوازن يشير إلي استخدامات ثلاثة هي:

  1. إن مفهوم النمو المتزن خال من المضمون الاجتماعي ولا يعني باستخدام تكنولوجي في الإنتاج.
  2. إن مفهوم النمو المتوازن يقصد به التوازن بين الطموح الإنساني والموارد المتاحة، أو بمعنى آخر التوازن بين الإدخار والاستثمار لكافة الموارد المتاحة، ثم بمعنى آخر أيضا التوازن بين ضغط الطلب وشدة الحاجة.
  3. إن مفهوم النمو المتوازن يقصد به ما تعارف عليه العرف الاقتصادي ثم أنه التوازن بين حجم الأسواق والموارد والطلب على رأس المال، أو التوازن بين تقسيم العمل وزيادة قدرة الإنتاج واتساع الأسواق، والتوازن بين الزراعة والصناعة.

ويرى بعض الاقتصاديين أن نظرية النمو المتوازن هي امتداد لنظرية الدفعة القوية ويذهب الدكتور علي لطفي إلي اعتبارهما نظرية واحدة، ويدعم نظرية النمو المتوازن بما قاله (روزنشتين) صاحب نظرية الدفعة القوية من عدم قابلية السوق للتجزئة، إذ يقول روزنشتين إننا عمدنا إلى إنشاء عدد كبير من المشروعات المتباينة في آن واحد ففي هذه الحالة سوف نجد أن كل مشروع سوف يخلق سوقا لتصريف منتجات المشروعات الأخرى، وبهذه الطريقة تساند المشروعات بعضها البعضن وتقلل ضيق حجم السوق ويزيد الحافز على الاستثمار.

سابعا: نظرية النمو غير المتوازن:

تذهب نظرية النمو غير المتوازن التي تعزي إلي (فرنسوبيرو) ثم طورها (البرت هيرشمان) إلي ضرورة أن تبدأ التنمية بالصناعات أو أقطاب النمو ثم تنتشر التنمية بعد ذلك تلقائيا إلي قطاعات أخرى وصناعات أخرى.

ووجهة نظر (هيرشمان) في النمو غير المتوازن أن الاقتصاد يحمل في طياته قدرة عدم التوازن من الأساس، وأن جزئيات الاقتصاد النامي لا يمكن أن تنمو بنفس الدرجة.

وتفسر هذه النظرية فكرة النمو غير المتوازن بأن النمو في بعض القطاعات يحرض ويستدرج النمو في قطاعات أخرى، وبذلك تصبح التنمية متمثلة في خطوات متتابعة بعيدا عن التوازن وأن كل خطوة إنما هي لاختلال سابق في التوازن، وتؤدي إلى اختلال جديد في التوازن وهذا بدوره يحض الاقتصاد القومي على خطوة أخرى تتلوها خطوة ثانية وثالثة ورابعة وهكذا. وخلاصة الفكرة أن حلقات هذه السلسلة من النمو غير المتوازن هي ذاتها جوهر عملية التنمية وحركتها نحو التقدم.

ثامنا: نظرية قارب النجاة:

وضع  أساس هذه النظرية الدكتور (جاريت هارون) أستاذ علم الأحياء بجامعة كاليفورنيا الأمريكية تحت عنوان شعار أخلاقيات قارب النجاة، وهو يذهب إلي القول في تفسير نظريته بأن بلاد العالم الغنية تعيش الآن داخل قارب نجاة مزدحم، أما بقية سكان الأرض فإنهم يغرقون في بحر من الجوع، ولو سمح اصحاب قارب النجاة للآخرين بالتشبث بالقارب والصعود إليه فإن مصير القارب هو الغرق بكل من فيه، والدكتور هارون مع عدد من أعضاء الكونجرس عن ولاية كاليفورنيا ينادون بضرورة قطع المعونة عن البلاد التي تتلكأ في تحديد النسل.

وتحظى هذه النظرة الجديدة بتأييد عدد متزايد من المتخصصين والسياسيين الأمريكيين ومنهم (ايرل باتز) وزير الزراعة الأمريكي الذي رفض أثناء المؤتمر العالمي للغذاء في روما (نوفمبر 1974) أن يلتزم كممثل لبلدان في المؤتمر بتخصيص احتياطيات غذائية للدول النامية، ويرى أصحاب هذه النظرية أو الواقعيون الجدد كما تسميهم بعض الصحف أن نصف سكان العالم يعانون من الجوع، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تأكل 35% من الغذاء المتاح في العالم، في حين يمثل سكانها 6% من سكان العالم. ويقولون أنه ما لم تقرر الولايات المتحدة اشتراط العمل على منح النمو السكاني للحصول على المعونة، فإن النتيجة هي أن الذين تنقد حياتهم الآن سوف يكون ثمنهم خسارة عدد أكبر من الأحياء في الأجيال التالية، ويضيف أنصار هذه النظرية حججا أخرى منها أن هذه النظرية يجب تطبيقها بمنطق الفرز والانتقاء والاستبعاد الذي يعمل به داخل المستشفيات العسكرية في زمن الحرب، فينبغي تصنيف الدول بنفس الطريقة التي يتم بها تصنيف الجرحى وتقسيمهم إلي ثلاث مجموعات: الجرحى الذين سوف يموتون بغض النظر عن أي علاج يقدم لهم، الجرحى الذين إذا عولجوا بطريقة مناسبة سوف يعيشون، الجرحى الذين يستطيعون العناية بأنفسهم.

بدأ عدد المقتنعين بالنظرية الجديدة يتزايدون، بعد أن أنضم إليهم الدكتور (بواهر بلخ) الأستاذ بجامعة ستنافورد ومؤلف كتاب (قنبلة السكان) والذي تطرق دعوته إلي درجة أن ينصح الجميع من الآن بتخزين الطعام والمياه والملابس لأن الجائعين في هذه الأيام يملكون أسلحة ذرية.

وأصحاب هذه النظرية الجديد ليسوا محصورين فقط داخل دائرة العلم والسياسة، فالواقع أنهم يستمدون سندهم الأخلاقي من الدكتور جوزيف فتلشير، عالم اللاهوت الذي عمل قسيسا في لندن والذي ألف فيه أن أي تصرف – مهما كان إجراميا – يمكن أن يكون صحيحا معتمد في ذلك على موقف قارب النجاة، وإذا كان هذا يعني أن مزيدا من الناس سوف يموتون في النهاية، فيجب عليك أن تتخذ قرارا لمصلحة أكثر عدد ممكن.

وليس كل الأمريكيين مؤمنين بطبيعة الحال بهذه النظرية، هناك مثلا السناتور (هيربرت همفري) الذي ينتقد التفكير الذي يقدم هذه النظرية من أساسه ويسميه تفكيرا (بذيئا) وهناك أيضا مستر (روبرت ماكنمارا) رئيس البنك الدولي الذي يقول: أن هذا التفكير خاطئ فنيا ، بمثل ما هو كريه ومنبوذ أخلاقيا.

تاسعا: نظرية التحرر الإنساني:

يضع الدكتور سعد الدين إبراهيم أمامنا نظرية للتنمية مركزا على الجانب الاجتماعي أو منطلقا من البعد الاجتماعي بصفة خاصة، وبرغم أنه اتخذ لبحثه عنوانا (نحو نظرية سوسيولوجية للتنمية في العالم الثالث) إلا أنني اطلقت عليها نظرية التحرر الإنساني تعبيرا عن مضمونها.

يبدأ الدكتور (سعد الدين إبراهيم) نظريته بتحديد مفهوم التنمية بأنها انبثاق ونمو كل الإمكانيات والطاقات الكامنة في كيان معين بشكل كامل وشامل ومتوازن – سواء كان هذا الكيان هو فرد أو جماعة أو مجتمع – ثم يضع بهذه النظرية ثلاثة عناصر أساسية، أولها أن التنمية عملية داخلية ذاتية بمعنى أن كل بذورها ومقوماتها الأصلية موجودة في داخل الكيان نفسه، وأن العوامل الخارجية مجرد عوامل مساعدة أو ثانوية، وثانيها أن التنمية عملية ديناميكية مستمرة، وثالثها أن التنمية ليست ذات طريق واحد أو اتجاه محدد مسبق، وإنما تتعدد طرقها واتجاهاتها باختلاف الكيانات وباختلاف وتنوع الإمكانيات الكامنة في كل كيان، ثم يضيف المؤلف شرطان لازمان لعملية التنمية، الشرط الأول، هو إزاحة كل المعوقات التي تحول دون انبثاق الإمكانيات الذاتية الكامنة في كيان معين، والشرط الثاني هو توفير الترتيبات التي تساعد على نمو هذه الإمكانيات إلي أقصى حدودها.

ويرى المؤلف أن الاستغلال بكل صوره ومستوياته هو المعوق الرئيسي لعملية التنمية، وأن المساواة من جانب وتوسع الفرص من جانب آخر ركيزتان أساسيتان للتنمية وأن هاتين الركيزتين المساواة، وتوسيع فرص الحياة، هما المضمون الإجرائي لمفهوم التنمية في نظر المؤلف، وأن هاتين الركيزتين هما ما ينطوي عليه مفهوم التحرر الإنساني، فالتنمية والتحرر– هما مصطلحان أو مفهومان لنفس المضمون فكلاهما يعني الآخر وكلامها يشترط وينطوي على إزاحة الاستغلال بكل صورة وكل مستوياته وكلاهما يشترط تفجر كل الإمكانيات  البشرية الكامنة للإنتاج  والخلق والإبداع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع

التخطيط الإعلامي كضرورة للتنمية

الأهداف التي تقع ضمن المسئوليات الأساسية للإعلام الجماهيري هي نفسها أهداف التنمية، وما لم يتضح المفهوم العام والخاص للتنمية فإن الجهود المبذولة تفقد معناها وجدواها وتتحول إلى مجرد شعارات، والمنطلق الأصلي للتخطيط الإعلامي هو إدراك الاتجاهات المتعارضة لدى أفراد المجتمع وجماعاته الصغيرة، وعندما ينجح الإعلام في توحيد الاتجاه بين الأفراد والجماعات فإن المحصلة ستكون توحيد أفراد وجماعات المجتمع نحو هدف واحد عام للمجتمع أو عدة أهداف جزئية، وعلى هذا فإن التخطيط الإعلامي يعني إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجماهير للتحرك بشكل موحد وتحديد اتجاهات هذا التحرك وأشكاله وقوته وتوقيته ، والمتفق عليه بين علماء التنمية وعلماء الاتصال الجماهيري أن أهداف التنمية تنقسم إلي نوعين عما الأهداف العامة المتصلة بالمجتمع ككل وتنسحب نتائجها على الأفراد بشكل غير مباشر والأهداف الخاصة بأفراد المجتمع – كأفراد – وهي أهداف جزئية تنسحب نتائجها على الأفراد بشكل مباشر.

التخطيط الإعلامي ومجالات الإعلام الخاصة:

وبالرغم من اتساع مجال الأهداف الخاصة، فإن المجال واضح وسهل التحديد، ويتصل بشكل مباشر – بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية لأفراد المجتمع، ويمكن تحديد هذه الأهداف في النقاط التالية:

  • تزويد أفراد المجتمع وتقديم المساعدات التي تمكنهم من زيادة دخولهم والارتفاع بمستوى هذه الدخول.
  • مساعدتهم لاكتشاف الفرص والمجالات وحفزهم لاستغلالها بما فيه صالح المجتمع والفرد معا.
  • تثقيفهم وتوعيتهم بما يدور حولهم من أحداث وظاهر وأفكار مستحدثة على الصعيد الدولي والمحلي.
  • تنمية الإمكانيات الاقتصادية وتوسيع مجال الترويج.
  • إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع لاكتشاف مواهبهم وتزويدهم بالمعارف التي تساعد على التعاون من أجل صالح المجتمع.
  • الاهتمام بتحسين الأحوال الصحية العامة ، وإتباع الطرق الصحيحة في التغذية والرعاية الصحية.

التخطيط الإعلامي ومجال الأهداف الأساسية:

وهذه الأهداف تنحصر في بيان الأهداف الشاملة لتنمية المجتمع وتطويره من أجل رفع المستوى العام للمجتمع وخلق المواطن الصالح السوي ودعم ديمقراطية المجتمع وزيادة الدخل العام وترسيخ المفاهيم العامة التي تتصل بحياة الأفراد وسعادتهم، ويتجلى ذلك بصفة عامة في اتساق التنمية مع الشرائع الدينية مع دساتير وقوانين الحكومات مع الأهداف التي تسعى إلي تحقيقها مواثيق الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية.

 

 

التخطيط الإعلامي وتنمية المجتمعات المحلية:

وهنالك العديد من برامج التنمية التي تشرف الوكالات الحكومية أو الجامعات، والمثال على هذا النوع برامج تنمية المجتمعات الريفية والمحلية في الهند وبعض الدول النامية الأخرى. وهي – في العادة – متعدد الأغراض، وتعتبر هذه السياسات التنموية الأساس الفلسفي الذي قامت عليها الوحدات المجمعة الريفية في الريف المصري، والتي كان القصد من إنشائها توحيد الخدمات المقدمة إلي سكان الريف سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو تعليمية أو زراعية فيعرفها الدكتور أحمد العادلي بأنها (العملية التي يمكن للأفراد الذين يعشون في مجتمع صغير أن يناقشوا عن طريقها حاجاتهم ويحددونها ثم يضعون الخطة لتنفيذها ويعملون معا لسد هذه الحاجات) وهناك تعريف آخر لـ Battern أن التنمية المحلية هي (الجهود المنظمة لتحسين ظروف الحياة في المجتمع وذلك بتشجيع المقيمين في هذا المجتمع على مساعدة أنفسهم وتعاونهم بعضهم مع بعض مع تقديم المعونة الفنية اللازمة عن طريق المنظمات الحكومية أو الأهلية.

وعلى وجه العموم فإن العلاقة بين التخطيط الإعلامي وبرامج وخطط تنمية المجتمعات المالية هي علاقة عضوية لأن أهم الأسس التي يتركز عليها منهج التنمية هي توجيه أفراده لمساعدة أنفسهم والمساهمة – بفاعلية – في الجهود التي تبذلها الحكومات المركزية أو المحلية لتحسين مستوى معيشتهم وتشجيعهم للقيام بدور فعال في تنمية مجتمعهم المحلي وتوعيتهم ليكنوا على إدراك ووعي بمشكلات بيئتهم وتدريبهم على الحكم الذاتي، وهذا كله لن يقدر له النجاح إذ لم يضع المخطط الإعلامي في اعتباره أن هناك عدة ظروف خاصة في المجتمع المحلي وهي أن يطلق عليه سمات أو مميزات المجتمع التي تبين الاختلافات بين كل مجتمع وآخر وهي المميزات الاقتصادية والاجتماعية الثقافية والتاريخية والحضارية وهذه تختلف من مجتمع إلي آخر من حيث وجودها أو عدم وجودها ومن حيث درجة وضوحها في أذهان أفراد المجتمع، ومن حيث قوة التأثير التراكمي الناتج عنها واتساع هذا التأثير، وأخيرا من حيث ضعف هذا التأثير في مناطق وانحساره في مناطق أخرى، وبصرف النظر عن نوعية التأثير الناتج عن السمات الخاصة بكل مجتمع فإن هذه السمات تجد طريقها بكل سهولة إلي احتلال جزء كبير من عقل وتفكير المخطط الإعلامي ، ومن ناحية  أخرى، فإن التخطيط الإعلامي لهذا الجانب من المنطلقات يعتبر تخطيطا لجزئيات من كل متكامل هو التخطيط للتنمية الشاملة والمحلية، وفي مقدمتها الدراسة التي أجراها ولبرشام، على مائة دولة من الدول النامية لإلقاء الضوء على العلاقة بين الاتصال الجماهيري وبين التنمية، وقد توصل شرام إلي أن معامل الارتباط بين العلاقة بين الاتصال بالجماهير وبين التنمية. وقد توصل شرام إلي أن معامل الارتباط بين النشاط التنفيذي الذي تجريه وسائل الاتصال بالجماهير ويبن نتائج تنفيذ الخطط العامة للتنمية (متضمنة برامج التنمية الخاصة) قد وصل إلي 72% وإذا قلنا أن النشاط التنفيذي لوسائل الاتصال بالجماهير، وهو تنفيذ لخطط وبرامج إعلامية وضعها المخطط الإعلامي سلفا وإذا قلنا – كذلك – إن عمليات التنمية هي النشاط التنفيذي لخطط وبرامج التنمية (شاملة محلية) والتي وضعها وحددها سلفا المخططون في مجالات التنمية كل في اختصاصه، فإن ذلك يعني أن معامل الارتباط بين التخطيط الإعلامي والتخطيط للتنمية لابد وأن يكون على مستوى من الارتباط أعلى من 72% لأن هناك مجموعة من العوامل السلبية التي تحول – عادة- دون تنفيذ الخطط في كل من النوعين (التخطيط الإعلامي والتخطيط للتنمية) بالدقة المطلوبة، وبالتالي فإن هذه العوامل السلبية قد أضعفت مستوى الارتباط وقللت درجته إلي الدرج التي حددها شرام.

والمشاهد الآن وجود تغييرات جذرية في اتجاهات الدول النامية نحو عمليات التنمية وفق إمكاناتها وديناميكيتها واحتياجاتها، وهذا يعني أن الدول النامية أصبحت تتخذ نفسها وبشكل مباشر القرارات الخاصة بالقضايا الرئيسية بما فيها قرارات التنمية في مجالاتها المختلفة، ومن الواضح أنها من خلال ذلك – قد أدركت ضرورة إعطاء أولوية للتنمية الزراعية وطرحت جانبا الأفكار القائلة بأن التصنيع وحده هو الذي يحل مشكلات التنمية، وأصبحت معاهد الكير من البلدان النامية تخرج دفعات من الفنيين المؤهلين تأهيلا عاليا والقادرين على إحداث التغيير والتطور.

والمشاهد الآن – أيضا – من خلال تطور التخطيط الإعلامي أن مجالات الأهداف الخاصة والأساسية وتلك المتعلقة بالمجتمعات المحلية في دول العالم الثالث لم تعد ترتكز على الاهتمام بإنتاج الخامات الزراعية كما كان الحال في الماضي القريب، بل أصبح التركيز الآن موجها إلي إنتاج الأغذية ومركزا على الخطط العامة لإنتاج الغذاء بشكل وفير ورخيص نظرا للارتفاع المستمر في تكاليف استيرادها من الدول الصناعية.

القضايا الأساسية للتخطيط الإعلامي في مجال التنمية:

مسئولية الإعلام تجاه تنمية المجتمع هي تزويده بأكبر قدر من الحقائق والمعلومات الدقيقة التي يمكن للمعنيين بالتنمية التحقق من صحتها والتأكد من دقتها والتثبت من مصدرها ، وبقدر ما في الأعلام من حقائق ومعلومات دقيقة، بقدر تحقيق أهداف التنمية، ويركز الكثير من العلماء المهتمين بدور الإعلام، والتنمية على ههذ النقطة ويسمون الدور الذي يضطلع به الإعلام في تطور المجتمعات باسم (الهندسة الاجتماعية للإعلام الجماهيري) خاصة وأن هذا الدور ينصب على كيفية توجيه الجمهور لخدمة الرخاء الإنساني.

وتتضح المعادلة التي دعت إلي تسمية دور الإعلام (بالهندسة الاجتماعية) إذا عرفنا أن الهدف الجوهري للتنمية الاجتماعية لا يستطاع بدون رفع المستوى الاقتصادي باستخدام برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتوفير الخدمات وإشاعة العدالة، تلك التي تثير في نفوس أفراد المجتمع مشاعر الولاء لمجتمعهم، والذي ترتبط به كل مصالحهم الحيوية ارتباطا قويا، وما دامت تنمية أفراد المجتمع وبيئتهم المادية من الأهداف الأساسية للتخطيط، فمن الضروري أن يتم إنجاز هذه المسئولية وفق خطة مدروسة قائمة على تخطيط شامل لكافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامي والبيئية.

 

 

الجانب البشري في التخطيط الإعلامي:

وتتضمن الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية – دائما – القدر الأكبر من الاهتمام بالقوى البشرية والسياسية التعليمية، ولا شك أن تحليل السياسات العامة للخطط المختلفة لتنمية الموارد البشرية أمر لا يمكن الاستغناء عنه عند وضع خطة جيدة للتنمية. وبدون ذلك لن يتسنى أي نجاح للتخطيط، صحيح أن التخطيط العام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يتضمن – دائما قدرا من الاعتبار للقوى البشرية المتوفرة والمطلوبة ولكن هذه الخطط التي تقصر على السياسات الاقتصادية فقط ينبغي أن تعالج الموارد البشرية على أنها عوامل رئيسية للإنتاج ، ولا خلاف في ان جميع المخططين في المجال الاقتصادي – مهما يبلغ إطار التحليل عندهم من الضيق – فهم يدركون أهمية توفر العنصر البشري، خصوصا ما يتعلق بالتعليم والتدريب بوجه عام.

ويقف التخطيط الإعلامي – هنا – ليعمل على تزويد المعنيين بالتنفيذ بأكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة الصحيحة والحقائق الواضحة، وللتخطيط الإعلامي أهدافه ومسئوليته المحددة الأبعاد، ولا يخرج التخطيط الإعلامي عن الدور الذي قصده ماكس مليكان Max Mullikan فهو يقرر تسمية الدور الذي يضطلع به الإعلام والاتصال الجماهيري في ميدان التنمية (بالهندسة الاجتماعية للاتصال الجماهيري) وكيفية توجيه الاتصال الجماهيري لخدمة الرخاء الإنساني في المجتمع التقليدي.

وانطلاقا من هذا المفهوم فإن القوى البشرية تمثل أهمية كبرى في التخطيط الإعلامي على اعتبار أن المتقلين من أفراد المجتمع (قراء – مشاهدين – مستمعين) هم هدف التخطيط الإعلامي، ومن أجل ربطهم بأهداف خطة التنمية بنوعيها الشامل والمحلي، ومن أجل ربطهم بأهداف خطة التنمية بنوعيها الشامل والمحلي ، وفي مجاليها الاقتصادي والاجتماعي، وسواء كان العنصر البشري وسيلة التنمية أو غايتها، والنقطة الرئيسية في كل من التخطيط الإعلامي والتخطيط للتنمية الشاملة ، هي أن هذين النوعين من التخطيط، يهدفان أساسا إلي تطوير الشخصية الإنسانية من الجمود إلي الحركة ومن التقليدية إلي التقدمية، بالمحور الرئيسي في التنمية هو الناس أنفسهم ، والتخطيط للتنمية هو ترتيب وتنظيم ذلك بوضوح. وإذا كان الإعلام هو محاولة لربط أفكار أفراد المجتمع وتصوراتهم وقيمهم واعتقاداتهم بالتخطيط للتنمية وبأسلوب التنفيذ، ووضع المستويات الاقتصادية والاجتماعية في الاعتبار، فإن التخطيط الإعلامي هو – أيضا – ترتيب وتنظيم ذلك بوضوح اعتمادا على الإطار الثقافي هو الذي يخلق فكر كافة أفراد المجتمع بما فيه من اهتمام بالماضي وتحليل الحاضر والواقعي ونزوع إلي العمل. ومن الطبيعي أن يكون ذلك من أخص مبادئ الاتصال الجماهيري، ومن الطبيعي  – أيضا – أن يكون ذلك من أكثر خصوصيات التخطيط الإعلامي، إذ الإنسان العصري في المجتمع الحديث يتميز بعقلية تخلف كلية عن الإنسان التقليدي.

 

 

 

سلبيات التخطيط الإعــلامي:

ومن المهم أن يتفادى التخطيط الإعلامي كما يقول الطيب الخضيري مجموعة من السلبيات التي تصاب بها عادة الخطة العامة للتنمية… ولكي تتفادي الخطط الإعلامي الوقوع في هذه السلبيات التقليدية، فإن المنهج السليم هو الاسترشاد بمجموعة من التساؤلات حول الهداف أو الغاية من استخدام القوى البشرية في التنمية وهي – أي هذه التساؤلات – تضع الحدود الفاصلة بين استخدام القوى البشرية كوسيلة للتنمية (وهنا يتضح دور العنصر البشري في التنمية الاقتصادية الصناعية الزراعية والزراعية الاستخراجية) وبين استخدام القوى البشرية كغاية التنمية (وهنا يكون العنصر البشري هو المقصود بالتطوير والتحسين والخدمة) وهذه التساؤلات هي:

  • كيف يمكن الحفاظ على القوى البشرية العاملة ضد الوهن والتسرب وتأمينها ضد المخاطر التي تواجهها؟
  • كيف يمكن اختيار الأفراد المناسبين وتوجيههم إلي مجالات التعليم والتدريب المناسبة لهم بما يخدم – أيضا عملية التنمية؟
  • كيف يمكن رفع مهارات ومستويات الأداء لدى أفراد القوى البشرية العاملة في مختلف القطاعات.

وعلى أي حال فإن الاسترشاد بهذه التساؤلات في وضع الخطة الإعلامية يعصم وسائل الاتصال الجماهيري – فيما بعد – ضد الوقوع فريسة لذات السلبيات التي تقع فيها – عادة – خطط التنمية.

على أن هناك عدم مفاهيم خاطئة موروثة في التخطيط للتطوير الاقتصادي تتعلق بالجزء الخاص بتنمية الموارد البشرية في المجتمع، ولعل أوضح نموذج على هذه السلبيات تلك التي واجهت ديوب S. C. Dube عند قيامه بالمشاركة في التخطيط الإعلامي المواكب لخطة التنمية في الهند، وتتلخص في أن المخططين الإعلاميين ورجال الإدارة – أيضا – ليسوا على المستوى المتخصص الذي يؤهلهم لترجمة الكثير من الأهداف إلي خطط إعلامية مؤثرة، أو إجراء الاتصالات الفعالة مع الجهات المعنية والمختصة، ولقد اضطرت لجنة التخطيط العليا للتنمية في الهند ومعها من الوزارات المعنية إلي إجراء الكثير من البحوث الخاصة إلي حول كيفية الاتصال المؤثر وتوسيع قنوات الاتصال سواء من أجل الوصول إلي تخطيط إعلامي جيد، أو ما يتعلق منها بتشكيل السياسات العامة والتخطيط لها ومن أجل التغلب على هذه السلبيات قام Dube بعدد من الإجراءات الضرورية للتقليل من آثارها غير المرغوبة، ومن هذه الإجراءات ما يلي:

  • حل مشكلة الاتصال بين المخططين وبين وكالات البحوث الفنية المختصة.
  • توسيع قنوات الاتصال بين المخططين وبين القائمين على تنفيذ الخطة.

على أن أكثر هذه السلبيات هي ما يتعلق بالمفاهيم الخاطئة التي انتشرت في أساط المشتغلين بالتخطيط، ويقتنع بها المخططون رغم أنها تؤدي إلي نتائج عكسية عند التنفيذ، فالخطط ، عند اعتمادها على الموارد البشرية، هو فقط – تقديم إعداد الأشخاص مصنفين حسب المهن والتخصصات التي يحتاج إليها البلاد لتنفيذ برامج الخطة دون مراعاة تحديد المشكلات المتعلقة بالقوى البشرية أو التعليمية أو الاجتماعية أو المادية أو النفسية وإلقاء الضوء عليها لدراستها ولتحديدها، ومن ثم علاجها أو تلافي تأثيرها، أما الجانب الثاني الذي يصر المخطط الإعلامي على التمسك به – بالرغم من خطئة الفاجح – فهو الحصول على معلوماته وإحصاءاته عن احتياجه من القوى البشرية من الخطط الاقتصادية دون غيرها من المصادر الأخرى. ومن ثم فهو يعالج المادة الإعلامية الموجهة إلي الجمهور متخذا نفس النهج الرقمي الذي يسير عليه الخطط الاقتصادية، ولكن الصحيح فإن جميع المجتمعات الحديثة تنمي ما لديها من الموارد البشرية لتحقيق غايات اجتماعية واقتصادية وسياسية معا، وإن تنمية الموارد البشرية – في حد ذاته – غاية من الغايات السامية.

 

علاقـة التخطيط الإعلامي بالتخطط التنمية الشاملة:

لتحديد علاقة التخطيط الإعلامي بالتخطيط للتنمية الشاملة ينبغي أن توقف قليلا أمام مجموعة من التساؤلات أوردها شرام لبيان العلاقة الارتباطية بين الاتصال الجماهيري والتنمية، ومن خلالها ألقى شرام الضوء على الدور الهام الذي يضطلع به الإعلام والاتصال في تطوير وتنمية المجتمعات، وهذه التساؤلات تركز في الوقت نفسه على توضيح مفهوم التخطيط الاتصال وعلاقته بالتنمية وهذه التساؤلات هي:

  • ما العلاقة بين الاتصال والتغير في المجتمع؟.
  • كيف ينمو الاتصال الحديث؟
  • ما العلاقة بين الاتصال الجماهيري والاتصال الشخصي في برامج التنمية؟
  • ما الدور الذي يقوم به الاتصال الجماهيري للمساعدة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟
  • هل تكون متطلبات الاتصال الجماهيري المؤثر هي الاختلاف بين الدول من حيث درجة التطور والتنمية؟ أو الاختلاف في مراحل التنمية نفسها.
  • ما أنواع الإستراتيجية الاتصالية التي يمكن اتباعها في تطوير المجتمعات في البلاد النامية؟

ويؤكد شرام في معرض تعليقه على هذه التساؤلات على جانب هام هو أن رجال الاتصال والإعلام الجماهيري – في جميع الأحوال – لا يكونوا أصحاب القرارات في عمليات التخطيط والتنفيذ ، وبهذا لذلك إلي أن يكون لهم القرار الأول في تحديد المهمة الاستراتيجي للإعلام الجماهيري في أية مرحلة من مراحل الخطة جمع المعلومات حتى نهاية مرحلة التنفيذ.

أهميـــة التخطيط الإعلامي:

يعتمد تخطيط أوجه النشاط الاتصالي كوسيلة للتأثير في عملية التغير في البلدان النامية على مفهوم هذه البلدان للتنمية وعلى ماهية الأهداف المطلوب تحقيقها بالجهود التنموية.

والتخطيط الإعلامي ليس سوى جزء من التخطيط القومي الشامل للتنمية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي إذا كان متواصلا بالتنمية الشاملة، ولا يتصل التخطيط الإعلامي – فقط – بالتغير المادي، ولكنه يتصل – أيضا – المتغيرات النفسية والاجتماعية والمعنوية والثقافية لدى أفراد المجتمع.

ويختلف التخطيط الإعلامي من مجتمع إلي آخر ومن دولة إلي أخرى ومن نظام إعلامي إلي نظام آخر وطبقا للمفاهيم والثقافة السائدة، بل تختلف في البلد الواحد من مرحلة إلي أخرى وفقا للإستراتيجية العامة للمجتمع والتي تتضمن الأهداف العليا التنموية للوطن وللإستراتيجية الإعلامية التي تستوعب هذه الأهدفا العليا للسياسة الإعلامية التي تترجم الإستراتيجية الإعلامية إلي مبادئ ثابتة وترتبط معها في إطار السياسات الأخرى السكانية والتعليمية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية وتعبر عنها في شكل خطط إعلامية تمثل الأهداف التي ينشد المجتمع تحقيقها خلال فترة زمنية طويلة،، وخطط تفصيلية تمثل الترجمة التفصيلية لأهداف الخطة في شكل مشروعات وأعمال محددة بتوقيتات زمنية محددة.

ويمثل التخطيط ضرورة مهمة لإنهاء حالة التخلف التي يعيش فيها البلدان النامية سواء بالنسبة للأنشطة التنموية أو الأنشطة الاتصالية… وترجع إلي أنه أصبح أحد السمات المميزة لعصرنا الحاضر.. فكل الدول على السواء أدركت أنه الضمان الوحيد لاستخدام جميع الموارد الوطنية المادية والطبيعية والبشرية بطريقة علمية وعملية وإنسانية لتحقيق الخير لجموع الشعب وتوفير الرفاهية لهم مع البعد عن العشوائية والتلقائية والارتجال ومن هنا يوصف العصر الحاضر في كثير من الكتب العلمية بأنه عصر العلم وعصر التخطيط.

ومن ناحية أخرى فإن إهمال التخطيط يعوق عملية التنمية ففي دراسة عن الإعلاميين وقضايا التنمية الشاملة لألفت آغا جاء في مقدمة الأسباب الاقتصادي التي أعاقت تنمية المجتمع المصري والتخطيط الاقتصادي ببساطة هو التعرف الكامل على الموارد المتاحة للمجتمع في سنة معينة (سنة الأساس) وأوجه استخدام تلك الموارد ثم رسم الصورة المثلى لوضع الموارد والاستخدام في نهاية الخطة وأخيرا اقتراح السياسات والإجراءات والمشروعات الكفيلة بنقل المجتمع من أوضاع سنة الأساس إلي الأوضاع المنشودة في نهاية مدة الخطة، والمتتبع لحركة الاقتصاد المصري خلال الفترة ما بعد عام 1962م وحتى الثمانينات يلاحظ أن هذا الأسلوب لم يتبع بالمعنى السابق إلا في الخطة الخمسية (60/61- 64/ 1965) أما دون ذلك فلا يعد من التخطيط في شيء ، وهنا يرى البعض 36.5% من العينة أن قصور العملية التخطيطية بمعنى عدم الأخذ بالعناصر الأساسية للعملية التخطيطية أثر على معدلات أداء الاقتصاد القومي وذلك نتيجة للنقص الشديد في الموارد وسوء توزع الثروة في المجتمع.

فقصور التخطيط ليس قاصرا على الجانب الاقتصادي وإنما شمل جوانب التنمية الأخرى الروحية والفكرية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية.

ومعظم خطط التنمية العربية كما أشرنا إلي ذلك تقرير اللجنة العربية لدراسة قضايا الإعلام والاتصال في الوطن العربي لا تنطلق من الواقع الموضوعي للبلاد، ولا تلتزم بسلم اولويات مدروس بشكل كاف وتعبر الخطة في أحيان كثير عن رغبات السلطة لا عن الحاجات الموضوعية للبلد المعني.. وتنصل باعتمادها على الخبرة الخارجية.

وفي مجال التخطيط الإعلامي فإنه غالبا كما يقول التقرير.. ما تكون الخريطة البرامجية التي يضعها المسئولون عن التنسيق شكلا أكثر منها مضمونا.. وأن ملء الفراغ هو السياسة السائدة غالبا ولا يبقى لدى المسئولين عن الاختيار إلا القبول بما هو موجود.

ونتيجة لهذا القصور في التخطيط الإعلامي فقد تدفقت الرسائل الاتصالية في اتجاه واحد في القمة إل القاعدة.. وتركز الاهتمام على الجماهيري العريقة في المدن دون القرى وحتى دون المناطق العشوائية بالمناطق الحضرية وعدم الاهتمام بالتالي بإشباع حاجاتهم. فضلا عن أن هذه الدول لم تشجع تمثيل الجمهور في الإدارة ووضع السياسات ولهذا أصبح الوضع الحالي من ناحية البناء الطبقي لتدفق المعلومات والمضمون في حاجة إلي مراجعة لتضييق الفجوة بين السياسات التنموية الإعلامية. ولن يتم تلافي هذه الفجوة إلا بالالتزام بالتخطيط.

فالتخطيط عامل أساسي لإحداث التنمية ولا يمكن للتنمية أن تسير في مسارها الصحيح بدون تخطيط.. وترجع أهميته لأسباب عديدة أهمها:

  1. لتحديد احتياجات المجتمع بطريقة علمية وترتيب أولوياتها.
  2. لوضع إستراتيجية العمل في المجتمع لمقابلة متطلباته واحتياجاته.
  3. لتحديد المشكلات التي تواجه المجتمع واختيار أنسب الطرق لمعالجتها.
  4. لتحقيق التوازن في التنمية بين القطاعات المختلفة.
  5. لتحديد مستويات الجهات المختلفة المسئولة عن التنفيذ.
  6. لربط مجهودات التنمية في مختلف أنحاء المجتمع ببعضها.

مفهوم التخطيط الإعــلامي:

يقصد بالتخطيط الإعلامي بصورة عامة ما يعرفه علي الحوت هو التدابير والإجراءات التي يتخذها فرد أو جماعة أو هيئة أو دولة من اجل تحقيق غايات وأهداف محدودة في مدى زمني قد يكون قصيرا أو بعيدا.

ويعرفه محمد شافعي بأنه (مجموعة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية معبرا عنها في صورة كمية ومهام محددة).

ويعرفه الدكتور سمير حسن بأنه اعتبار عن مجموعة من المراحل والخطوات التي تتخذ لمواجهة الظروف فترة زمنية مستقبلية، ويبدأ التخطيط كنظرة مستقبلية بالتفكير ومحاولة التنبؤ بما يمكن عليه الظروف المستقبلية مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات والظواهر التي يمكن أن تعلب دورا أساسيا في التحكم في الصورة المستقبلية ودراسة كل الإمكانات والموارد والجهود التي يمكن استخدامها وكيفية الاستخدام الأمثل لها ثم تأتي أخيرا مرحلة تحديد الأهداف ورسم السياسات التي يجب إتباعها خلال الفترة الزمنية القادمة التي يوضع لها التخطيط بغية تنفيذ هذه الأهداف واتخاذ القرارات على ضوء التصورات والتنبؤات والموارد المتاحة والممكنة – والتي يمكن بمقتضاها مواجهة ظروف المستقبل وتحقيق الأهداف المطلوبة التي أمكن تحديدها.

وهذا يعتبر التخطيط بهذا المفهوم البداية المنطقية السليمة لأي عمل مطلوب إنجازه بمستوى عال من الكفاءة والفعالية كما يدل على أن التخطيط عملية مستمرة ودائمة وليست نشاطا وقتيا وأنه يتضمن مجموعة من المراحل والخطوات المتعاقبة يتوق نجاح كل منها على نجاح الخطوة السابقة عليها.

فالتخطيط الإعلامي – إذن – عبارة عن مجموعة من الخطوات والمراحل المتزامنة التي تواكب نظريتها في مجال التخطيط للتنمية، وتعتبر هذه الخطوات جزئيات متكاملة لا تستطيع جزئية منفردة تحقيق الأهداف المنوطة بها في غيبة الجزئيات الأخرى، وهذه الخطوات أو المراحل كالآتي:

أولا: مرحلة التخطيط الإعلامي:

وتهدف إلي جمع البيانات عن مجموعة من المتغيرات وتحليلها وتشمل هذه البيانات ما يأتي:

  1. التعرف على الإستراتيجية التنموية للمجتمع وأهدافها.
  2. جمع معلومات عن الإستراتيجية الإعلامية عامة وإستراتيجية الاتصال التنموي.
  3. التعرف على الركائز الأساسية للسياسة الإعلامية المتبعة.
  4. تحديد أهداف الخطة الإعلامية بصورة عامة.
  5. تحديد أهداف الخطة الإعلامية بالنسبة للقضايا المتصلة بالتنمية كقضايا الزيادة السكانية – البطالة – الإرهاب – التلوث البيئي – الوعي الصحي.
  6. تحديد الأهداف بالنسبة للشرائح الاجتماعية المختلفة.
  7. تحديد الأهداف السابقة وفقا للوسائل الاتصالية المختلفة.
  8. تحديد المتطلبات العاجلة التي يقوم الإعلام بمعالجتها من أجل دفع عملية تنمية وتطوير المجتمع.
  9. تحديد كيفية وأسلوب التكامل بين الوسائل الاتصالية لتحديد الأهداف المتوقعة.
  10. تقسيم الأهداف وفقا للمراحل الزمنية المحددة للخطة.
  11. تحديد حجم وطبيعة مصادر الثروة الموجودة في المجتمع والممكن استخدامها في التنمية وفي مقابلة الاحتياجات العامة لهذه التنمية، وحتى يكون هناك حدودا للعمل الإعلامي لا يتعداها ويقصر عنها.
  12. توفير المعلومات والإحصاءات التفصيلية لدى المخططين على وجه العموم (الإعلاميين وغير الإعلاميين) على المناطق التي يتم التخطيط لتنميتها، الأمر الذي يؤدي المخطط الإعلامي إلي إعطاء كل من هذه المناطق القدر المناسب من الاهتمام والمعالجة الإعلامية خلال الخطة.
  13. تحديد أوجه الاختلاف بين المناطق المختلة، ذلك أن هذه الاختلافات تتعدد بتعدد المناطق التي تتكون منها الدولة فهنالك – على سبيل المثال – الاختلاف في العادات والتقاليد بين مجتمع محلي ومجتمع آخر محلي، مما يجعل طبيعتها مختلفة متنوعة، ومن الحتمي أن يتم التخطيط الإعلامي على أساس المناطق منفردة على أساس كل المناطق مجتمعة.
  14. تحديد الأساليب والاستراتيجيات لتوجيه النشاط الاتصالي.
  15. إعداد الخطة وتحديد التوقيتات للتنفيذ.
  16. إعداد الإجراءات للتنفيذ.
  17. مراجعة الخطة وتقويمها مبدئيا.

مقومات نجاح التخطيط:

  • الشمول: وهو شمول التخطيط الإعلامي لكافة المجالات التنموية ولكافة أنواع الجمهور وكذلك لكافة عناصر العملية الاتصالية المرسل والرسالة والجمهور والأثر… لأن كل عنصر يعتبر مؤثرا ويؤثر في العناصر الأخرى.
  • التكامل: ويعني التكامل مع الخطط والبرامج الإعلامية السابقة ومع الخطط والبرامج التنموية.
  • المرونــة: ويعني القدرة على التعديل الطارئ لمواجهة الظروف غير المتوقعة للقائم بالاتصال.
  • الاستمرارية: بمعنى أن نتصور أن كل مرحلة تتصل بما قبلها وتؤدي إلي ما بعدا.. فمرحلة الإعداد والتصميم لا تنفصل عن مرحلة التخطيط ولا عن مرحلة التخطيط ولا عن مرحلة التنفيذ.. وهذه الأخيرة لا تنفصل عن مرحلة التقويم، أي أن الخطة كلا متكاملا مرتبطة ببعضها بطريقة عضوية ضمانا لاستمرار العل ووفائه بالغابات المنشودة.
  • التكلفة: على أساس وحدة تكلفة لاستخدام وسائل الإعلام المختلفة.
  • يسر الأداء: أي تتوفر جمع وسائل أداء الخطة الإعلامية وتنفيذها.

أنواع التخطيط:

ويمكن التمييز بين عدة أنواع من التخطيط الاتصالي وذلك بناء على عدة أسس هي:

* وفقا للأساس الزمني:

وينقسم إلي:

  • تخطيط قصير المدى أو عدة شهور.
  • تخطيط متوسط المدى ويمتد لسنة أو أكثر وفي حدود ثلاث سنوات.
  • تخطيط بعيد المدى ويمتد لخمس سنوات أو أكثر.

* وفقا لنطاق الخطــة:

وينقســم إلي:

  • خطة رئيسية تشمل نشاط الاتصال التنموي ككل.
  • خطة فرعية تختص بوسيلة معينة أو منطقة معينة أو جهود معينة أو نشاط محدد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

الفصل الخامس

سياسات الإتصال في الدول النامية

تعرف سياسات الاتصال بأنها مجموعة المبادي والقواعد والتوجهات والممارسات الواعية والسلوكية الشائعة التي يقوم عليها النظام الاتصالي في زمن معين .

وتعرف ايضا بأنها الممارسات الواعية والمدروسة والسلوكيات الاتصالية في مجتمع ما والتي تهدف الي تلبية الاحتياجات الاتصالية الفعلية من خلال الاستخام الامثل للامكانيات المتاحة في المجتمع .

وهناك تعرفيات أخري كثيرة ولكنها تصب كلها في نص واحد .

لايعني ذلك أن السياسات تكون مكتوبة او معلقة .

تختلف البلاد العربية فيما بينها في اسلوب وضع السياسات ، ولكن الامر برمته متروك للتشريعات والقوانين التي تحكم العملية الاتصالية تبعا لنظام الحكم في كل قطر عربي.

سواء كانت هذه السياسات الاتصالية في الوطن العربي مكتوبة ومعلنة أم بعد عنها فقط في الممارسات الشائعة فإنها نجد في معظم الاحوال سندها التشريعي في الدستور والقانون الجنائي والمدني والاداري . ومع ذلك نجد أيضا قوانن المطبوعات ، ولكن في بعض الدول العربية لا توجد أي قوانين أو تشريعات إتصالية إنما الامر متروك للسلطة التقديرية للاجهزة الامنية وتوجهات النظام العامة .

في الاخر نجد أن تطبيق القوانين والتشريعات في الوطن العربي يخضع في التطبيق لاتجهات السلطة واحيانا لمزاجها واحيانا لاعتبارات شخصية . وفي الاخر ان العبرة ليست في التشريعت الاعلامية او في القانون سواء كانت هذه التشريعات والقوانين مكتوبة او معلقة لكن العبرة في التطبيق والممارسات التي تعكس روح التشريعات لصالح النظام الاتصالي .

فمثلا ما قيمة الحرية في ظل الاحكام العرقية .وما قيمة إقرار حرية الفرد مع حرمانه من حق اصدار الصحف . فالغرض دائما من التشريعات هو تنظيم العمل وحفظ الحقوق . لذا فان المجتمع يجب ان يحدد احتياجاته الاتصالية وان النظام الاتصالي يحدد الوظائف والقيم الاجتماعية التي تشبع تلك الاحتياجات ولكن يصح القول ايضا ان النظام الاتصالي هو الذي يقوم في بعض الحالات بتحديد الاحتياجات الاتصالية للمجتمع في ضوء تصوره لمصالحه ، هناك سمات عامة للسياسات القطرية في الوطن واوجه للتشابه . رغم اختلاف السياسات الاتصالية القطرية في الوطن العربي واختلاف ما تعكسه  من نظم سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية الا ان هناك تشابها في المشكلات الاتصالية وتشابها في الحلول المطروحة . وتمثل أوجه التشابه في الاتي :-

  • ان سياسات الاتصال والاعلام لم تدمج مع سياسات التنمية القطرية والدليل الاهمال الواضح في تنمية قطاعات الاعلام وعدم التنسيق في القطاعين الاتصالي والقيمي علي الرغم من اهمية دعم الاعلام التنموي لاهداف التنمية العامة .
  • عدم مقدرة معظم الدول العربة علي تحويل سياساتها الاتصالية الي خطط طموحة طويلة الامد .

يرجع بعض الباحثين العرب السبب في ذلك الي ان التخطيط الاعلامي نفسه حديثا مقارنة بالتخطيط في المجالات الاخري سواء اكانت اقتصادية او اجتماعية او غيرها .

  • ليس هناك اساس من المعلومات والوثائق تبني عليه الدول العربية سياساتها الاعلامية لذا نجد دائما هذه السياسات عشوائية و مبنية علي نهج خاطي وغير صحيح ، ويرجع السبب في ذلك الي قلة الكوادر البشرية وضعف وسائل التدريب و ضعف الشبكات الوطنية اضافة الي اعتبارات اخري سياسية واقتصادية ، بالرغم من وجود بعض المبادرات في هذا المجال قطرية وقومية .

اذا قامت بعض الاذاعات في الوطن العربي بانشاء مراكز لبحوث المستمعين والمشاهدين وعلي المستوي القومي نجد المركز العربي لبحوث المستمعين والمشاهدين في بغداد والذي تبع تحت ادارة جامعة الدول العربية والان حديثا في حديثا في قطر مركز الجزيرة للتدريب الاذاعي والتلفزيون .

  • تنمية السياسات الاتصالية في الدول العربية لدعم الانظمة القائمة وتوجهاتها في المجالات المختلفة ، وتعمل هذه السياسات لبقاء سلطة هذه الانظمة ، لذافهي بنت السلطة لما كانت السلطة مركزة في العواصم نجد وسائل لاتصال هذه الأخرى في العواصم ، لذا فان السياسات الاتصالية في الدول العربية كلها ذات توجه سياسي ، ترأس النظام الاتصالي بحكم سيطرته علي الوسائل الإعلامية هو صاحب الصوت الأعلى . لذا نجد أن الإعلام هابط من اعلي إلي أسفل
  • تتسم السياسات الاتصالية دائما بالانعزال عن السياسات التعليمية والسياسات الثقافة والرياضية والدينية والشبابية .
  • تسعي سياسات الاتصال في الوطن العربي علي المحافظة علي القيم الاجتماعية السائدة سواء كانت أصيلة أو مكتسبة من عهود الاستعمار ، هذا ما يدل علي عدم مقدرة الأعلام العربي في تغير أنماط السلوك الاجتماعي السائد مثال ذلك ترشيد الاستهلاك وتنظيم الأسرة وغيرها .
  • الاهتمام بالسياسات القطرية وليس السياسات القومية .
  • الصراع العربي الإسرائيلي ليس عنصراً أساسياً في سياسات الاتصال .
  • اتجاه السياسات الإعلامية للاستثمار في البنيات الإسلامية من أجهزة ومعات حديثة مع الإهمال الكامل للكوادر البشرية .

فمن وجهة نظري الخاصة أن هذا الذي يحصل لوطننا  العربي من تخلف وضياع تخبط في السياسات سواء ا كانت إعلامية أو تنمية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها سببه الأساسي غياب الديمقراطية وعدم مشاركة السواد الأعظم من هذه الشعوب المغلوبة علي أمرها والتي يراد لها أن تنام وتأكل و بس وتترك الأمور لهؤلاء القادة الذين يدعون المقدرة علي حل كل الأمور في أن يفكروا عنهم ويقرروا لهم ، هذه هي المصيبة الكبيرة التي يمر بها عالمنا العربي أزمة الديمقراطية كلمة واحدة وبعدها تحل كل المشاكل / بالديمقراطية نستطيع أن نضمن سياسات إعلامية واضحة تتيح مشاركة الجمهور في وضعها وإبداء رائهم فيها وتعديلها ويكون ذلك طبقا بمشاركة المختصين من الإعلاميين والخبراء ، والحمد لله وطننا العربي يزخر بالخبرات الإعلامية والتي يمكن أن تضع سياسات إعلامية  ذات قيمة فيما إذا أشركت في وضع هذه السياسات وتستطيع هذه النخب ان تجعل من السياسات الإعلامية خطط طموحة طويلة الأمد وليست خطط قصيرة هدفها خدمة هذه الأنظمة  .

فالديمقراطية لو تحققت في عالمنا العربي فسوف تقوم صحافة حرة هدفها يكون مراقبة هذه الأنظمة وكشف فسادها فلن تستطيع بعد ذلك وفي ظل الديمقراطية أن تملي شروطها وتوجهاتها ، وان يكون هدف هذه الوسائل هو الفرد والجماعة والمجتمع وليس النخب الحاكمة .  في ظل الديمقراطيات توضع السياسات الإعلامية التي يمكن ان تدعم التنمية وتهتم بالإطار القومي للوطن الكبير . وظل الديمقراطيات يمكن لسياسات الاتصال أن تكن فاعلة ومؤثرة علي ما في القطاعات الخدمية الأخرى من اجتماعية واقتصادية الا ألان أصبح دور الإعلام مؤثرا في كل مجالات الحياة في ظل الديمقراطية يتحرر الإعلام من التبعية للسلطة ويؤدي دورها كاملا كما ينبغي وان تصبح الصحافة هي السلطة الرابعة التي تراقب وتحاسب وتسقط الأنظمة .

 

 

القائم بالإتصال في الوطن العربي كمثال للقائم بالاتصال في الدول النامية

إن الإعلام مهنة ورسالة وصناعة وهو جزء أساسي من تركيبة المجتمع يتفاعل مع أحداثه وأفكاره ويساير تطوراته وتفاعلاته . وتتوقف فاعلية وسائل الاتصال المختلفة في التأثير في الأطراف المستقبلة لها علي عوامل عديدة تتعلق بمضمون العمل الإعلامي ومنهجه والآليات المستخدمة ، كما تتأثر بعوامل البيئة المحيطة مثل النمط الثقافي والاجتماعي في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة فقد احتلت وسائل الاتصال مكان الجهاز العصبي في جسم الإنسان  فهي المحرك والمعبر عن مقومات الحياة الإنسانية وهي الرفيق الملازم للفرد الذي يخرج به عن عزلته ويرتفع الي المطامح الحضارية وتشكيل أفكاره والثقة والموثقة للعلاقات مع الآخرين .

مما تقدم يتضح لنا أهمية القائم بالاتصال كأحد أركان العملية الاتصالية ، بل الركن المؤثر والفاعل الذي يثر ويتأثر ويتفاعل مع البيئة التي يعمل بها والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسائدة من حوله ، كما تؤثر السياسات الاتصالية في عمل القائم بالاتصال ، لان السياسات الاتصالية هي التي تحدد حقوق و واجبات القائمين بالاتصال وحركتها وكل ما يتعلق بتنظيم المهنة .

ففي الوطن العربي نجد أن الدول العربية لها سياسات تتعلق القائمين بالاتصال منصوص عليها في الدساتير والتشريعات ، ومع ذلك فان العبر دائما ليست بالنصوص المكتوبة ولكن العبرة في تنفيذ هذه النصوص وتفسيرها تفسيرا يحفظ للقائم بالاتصال حقه مع حرصه علي أداء واجباته .

فتحدد سياسة كل دولة حقوق وواجبات القائمين بالاتصال لديها ، ويمكن حصر هذه الحقوق في الأتي :-

  • حق الممارسة :

وهو حق ممارسة العمل الصحفي ، هنا مجموعة من الدول العربية تطلق هذا الحق والبعض الأخر يقعده بالحصول علي ترخيص مسبق من الدولة .

  • حدود الممارسة :

بعض ما هو محظور وما هو مسموح ، هناك من الدول ، ما يسمح بالنقد المباشر ولكن هذه الدول قليلة ، وليس معني النص علي النقد لرئيس الدولة هو مطبق فعلا وتمتد المحظورات في بعض الدولة العربية لتصل منع تجيه النقد الي الدول الصديقة وتطول قائمة المحظورات في دول اخري فتشمل الجيش والشرطة والاقتصاد بحجة أن ذلك يمكن ان يهدد الاستقرار و التنمية .


  • الجزاءات والصعوبات :

تختلف طبيعتها من دولة عربية إلي أخري وهي ثلاثة أنواع جزاءات وعقوبات قضائية وتمتد هذه الصعوبات لتشمل الصحفي و الصحيفة أو المؤسسة القائمة بالاتصال .

  • الحق في التنظيم المهني :

تعتبر التنظيمات المهنية في مجال الاتصال من التنظيمات المهمة والتي يجب ان تشارك في وضع السياسات الاتصالية في الوطن العربي ولكن هل هذا موجود بالفعل في الوطن العربي ليس كذلك ولا في أي قطر عربي واحد بل ان هذا الحق غير مسموح به في معظم الدول العربية وخاصة الدول الخليجية التي لا تسمح بقيام تنظيمات نقابية سواء كانت إعلامية في مهن أخري مما يترتب عليه ضياع حقوق العاملين في المؤسسات الاتصالية في هذه الدول.

من واجب هذه النقابات او التنظيمات توفير الضمانات الأزمة لممارسة المهنة سواء ا كانت اقتصادية مثل المسائل المالية من أجور ومكافأت ومعاشات أو ضمانات مهنية تضمن لهذه النقابات المشاركة في وضع السياسات الاتصالية والحق في الحصول علي الحقائق والحق في المحافظة علي سرية المصادر .

كما ان في واجب هذه النقابات الدفاع عن منتسيبها بما يصيبهم من ضرر سواء كان مادي او معنوي وعدم احنكارهم واعتقالهم . مما تقدم نرى اهمية هذا الحق في العمل الصحفي فهو لو تم بصورة منضبطة ستكون فائدته علي القائم بالاتصال وعلي الصحيفة والوسيط الاعلامية وعلي مضمون الرسالة .ولكن الخوف من التنظيمات في معظم الدول العربية يعيق عملها ويجعلها غير قادرة علي تقديم شئ يذكر وحتي الدول التي بها هذه التنظيمات فانها تدور في فلك النظام الحاكم ولا تعبر عن حقوق القائمين بالاتصال في هذه الدول العربية .

  • الاخلاقيات المهنية :

تعد مواثيق الشرف مكملة للحقوق والضمانات المكفولة للقائمين بالاتصال ، وهي قواعد اخبيارية تمثل التزاما راتبا لرجال الاعلام . فقد اهتم الاتحاد العام للصحفين العرب من نشاته عام 1964م علي المسئولية الصحفية تجاه الوطن الكبير ودعا الصحفين العرب الي توخي الامانة والصدق وتجنب كلها يمكن ان يؤسي الي علاقات الدول العربي وان يعمل الصحفين العرب علي الحث علي التضامن العربي والعمل علي نشر اللغة العربية وسلامتها ، ومكافحة الاستعمار بكل جوانبه وانواعه .

  • الممارسات :

هنا تكمن المشكلة بالنسبة للصحفين في الوطن العربي اذ يعاني الاعلامين في الوطن العربي من الممارسات الكريهة من فعل القائمين علي امر الاعلام بالرغم من الضمانات والدساتير المكتوبة . فمشكلة القائمين بالاتصال في الوطن اتكمن في شئ واحد  ومشترك وهو غياب الديمقراطية فان ابسط تصور لواقع الصحفي العربي انه فاقد حرية التعبير امام رئيس التحرير لانه اذا خالفه مهدد بالفصل والتشريد و فاقدا حريته امام القوانين والتشريعات والسلطات . كما انه فاقدا لمن يدافع عنه اذا تعرض لمشكلة ما ، وما اكثر المشاكل التي يتعرض لها الصحفين في الوطن العربي والتي تبتدي من الحبس والاعتقال وتنهي بالضرب والاهانة والسجن وقد تصل الي .النفي او الاعدام . وقد يتعدي هذا الواقع الصحفي ليشمل ايضا الصحيفة التي يمكن ان تغلق ويطال هذا الامر التنظيمات والنقابات التي يمكن حلها وابقافها عن العمل .

هذا واقع الحال للقائم بالاتصال في الوطن العربي ، فلا تجد حقا واحدا يمكن ان تقول انه يتمتع به بصورة ديمقراطية . كل حقوقه خاضغة الي امزجة حكامنا العرب .قد وصل الحال في احد الدول العربية وهي دولة الامارات العربية المتحدة في ابو ظبي بالتحديد ، ذهب العاملين الصباح عادي الي عملهم ليجدو الاذاعة مغلقة وامام الباب حارس منعهم من الدخول والسبب ان وزير الاعلام اصدر امرا بغلاق الاذاغة بدون سابق انذار . ماذا كان مصير العاملين في هذه الاذاعة المواطنون منهم تم استيعاب قليلا منهم في اذاعة القرآن الكريم اما الغالبية من المواطنين والاجانب فكان مصيرهم التشريد .ماذا نقول في مثل هذه السياسات الاعلامية التي لا تحافظ حتي علي الحق البسيط للقائم بالاتصال . يرجع السبب في ذلك اولا واخيرا الي غياب الديمقراطية في عاملنا .

تأهيل مهنيو الاتصال في الوطن العربي كمثال للتاهيل في الدول النامية

يتوقف اهمية الدور الذي تؤديه وسائل الاتصال في الوطن العربي علي طبيعة العلاقة بينها وبين النظامين السياسي والاجتماعي ، لان العملية الاتصالية هي نتائج بناء اقتصادي واجتماعي في مرحلة من مراحل التطور الانساني ، فلو ان عالم السياسة يقوم علي القوة او مستند الي الشرعية او مبني علي المشاركة فلا بد اذا من وجود وسائل الاتصال لنقل الرسالة الي الجمهور المستهدف . فمن يكمل وسائل الاتصال يؤثر علي السلطة ، والتكنولوجيا وفرة كم هائل وقدرات كبيرة لصناعة الفكر وتوجيه المعرفة ، هذه التكنولوجيا اذا تحتاج الي كوادر بشرية مدربة حتي تستطيع ان تستقبل هذه  القدرات  وهذه التكنولوجيا الاستقلال الامثل وتستطيع ان تقدم رسالتها  الاعلامية بصورة واضحة وفاعلة ، لذا كان الاهتمام بالتأهيل الاكاديمي والتدريب المهني للقائمين بالاتصال في الوطن العربي ، وتتوقف المعالجة هنا علي القائمين بامر الاتصال الجماهيري. يرجع تاريخ التاهيل الاكاديمي في مجال الاعلام في الوطن الوطن العربي الي نصف قرن مضي عندما افتحت الجامعة الامريكية فرعا لها في القاهرة يهتم بدراسة الاعلام او الصحافة تحديدا تلت هذه المحاولة انشاء معاهد ومراكز اخري في مصر ، بعد عمت التجربة دولا عربية كثيرة وانتشرت امام الاعلام وكلياته بطريقة غير مرتبطة بنظرية خاصة او متحدة من الدافع العربي وانما نظريات مستوردة من الغرب ومن تراثه ، كما ان الاعلام وموارده التي تدرس في هذه الكليات لا يعطي اهتمام بالتنمية كمكون اساسي للبناء الاجتماعي ، فكل الذي كان يدرس هو نسخ لنظريات غربية تهتم بالعلمي العربي والسبب في ذلك ان هذه الكليات قد انشئت ارتجاليا دون مراعاة الحاجة الفعلية لهذه الدول من الاعلامين كما ونوعا لذا نجد ان المشكلات في هذا الجانب تكاد تكون متشابهة وواحدة . لذا نجد ان معظم معاهد الاعلام في الوطن العربي تعاني من نقصا اما فنيا او ماديا ، لذا فاننا نجد ان هناك مشكلات عدة اعترضت ما زالت عملية تاهيل القائمين بالاتصال في الوطن العربي نوجزها في الاتي :-

  • افتقار الي التخطيط :

الارتجالية في انشاء المعاهد الاعلامية ادي الي مخرجات ضعيفة لا ذلك لم يسبقه دراسات وافية لتجويد احتياجات السوق الاعلامي وتوفير الامكانيات الفنية والكوادر البشرية اللازمة للتاهيل والتدريب . وفي كثير من الاحيان تم انشاء هذه  الاقسام فقط لتكملة الهياكل الاكاديمية . فكان نتاج ذلك خروج اعداد كبيرة من الطلاب وهم لا يحملون سواء المؤهل فقط أي شهادة لا تعبر عن محتوي او مضمون جيد كما ان هذا الواقع ابرز مشكلات كثيرة اذ ان الخريج من معاهد الاعلام يجد منافسة قوية في المؤسسات الاعلامية من خريجي الكليات الاخري مما جعل الطلاب منذ البداية يهربون من هذا التخصص ، كما ان بعضهم لا يريد التعامل مع السلطة .

  • نقص الكوادر العلمية :

تعاني غالبية المعاهد الاعلامية في الوطن العربي من نقص الكوادر العلمية المؤهلة مما دعا بعض الكليات في الوطن العربي الي الاستعانة باجانب للتدريب ، هذه التجربة لم تكون ناجحة لان الاجانب عادة ما ياتون لاجراء بعض التجارب علي بئياتنا المحلية او لاهداف سياسية اخري . كما ان خطورة هذا التخصص والاستعانة بخبرات اجنية يكمن في ان مجال الاعلام يهتم بتشكيل الاتجاهات والافكار والتطلعات .

  • نقص المراجع الاكاديمية :-

هناك نقص في الكتاب الاكاديمي في الوطن العربي ، ما عدا مصر ولكن في باقي الدول ان وجد فان سعره مرتفع لذا فان المراجع مشكلة في معظم البلاد العربية ، كما ان ازمة النشر في عالمنا العربي تزيد من المشكلة وتعقيداتها . كما ان التاهيل الاكاديمي ياخد بعدا اخر في دول المغرب العربي ، اذ يضاف الي مشكلة ندرة

 

المراجع مشكلة اللغة اذ ان الجامعات في المغرب العربي تدرس باللغة الفرنسية فهو ما يعتبره البعض عائقا ولا توجد معاهد تدرس باللغة العربية والذي يساعد في ذلك سوق العمل نفسه بفضل الخريج الذي اكمل دراسته باللغة الفرنسية كما ان الطلاب انفسهم يرغبون في الدراسة باللغة الفرنسية التي تساعدهم علي اكمال دراساتهم العليا في فرنسا مثلا ، حتي الاساتذة انفسهم يفضلون الحل الاسهل وهو التدريس باللغة الفرنسية . يذهب البعض ايضا الي القول ان اللغة العربية لا يمكن ان تكون لغة صالحة لتدريب مادة الاعلام وهذا طبعا كلام مردود اما من حيث التدريب فالحال ليس افضل من التاهيل الاكاديمي ، فالاصل في التدريب انه يجب ان يتم في المؤسسات التعليمة او في المؤسسات الاعلامية ولكن ونسبة لان الاساتذة في هذا المؤسسات التعليمة يغلب عليهم الجانب القطري  فانهم يفعلون التدريب العملي فاذا تم يعهدون بذلك للمؤسسات الاعلامية والتي لا تهتم كثيرا بالمتدريبين . كما اننا نجد ان المؤسسات التعليمة نفسها تنقصها المعدات والاجهزة التدريبية اللازمة التي يمكن ان يستخدمها الطلاب للتدريب فتتخلص مشكلات التدريب في الوطن العربي في الاتي :-

  • الافتقار الي سياسات تدريبة محددة
  • عدم تحديد الاحتياجات الفعلية التي تحتاجها المؤسسات الاعلامية.
  • نقص الاجهزة والمعدات الخاصة بالتدريب .
  • عدم وجود حوافز مادية تشجع علي التدريب .
  • نقص المدربين المؤهلين لهذا العمل .
  • الافتقار الي برامج تدريبية منظمة .
  • التدريب يميل عادة للتعميم وليس الي التخصص .

هذه هي مشاكل التاهيل والتدريب في الوطن العربي ، لمعالجة هذه الامور لا بد من وضع تصور يعالج هذه المشاكل من جذورها علي المستويين القطري والقومي ، علي المستوي القطري يجب ان تحدد كل دولة احتياجاتها الفعلية من  الكوادر الاعلامية التي تحتاجها وبناء علي ذلك يتم التوسع من عدمه في المؤسسات التعليمة وايضا لابد من شروط ضابطة لهذه المؤسسات ، لان المؤسسات الاعلامية لا تقل في اهميتها عن المؤسسات الاخري الصحية او الاجتماعية او غيرها في ايضا تحتاج الي مخرجات مؤهلة جيدة حتي تستطيع ان تقود العمل الاعلامي بكفاءة عالية . لذا يجب ان توفر لهذه المؤسسات التعليمة الامكانيات المادية والفنية وتوفير الكادر العلمي المؤهل ويجب ان يعتمد في ذلك علي الكادر المحلي او القومي وان يستبعد تماما الكادر الاجنبي الا اذا كان ذلك في شكل استيشاري . كما يجب ان تتوفر لهذه المؤسسات التعليمية المناهج والكتب والمراجع العربية والاجنبية والتي تتناول النظريات الحديثة للاعلام ، وتكون مواكبة لروح العصر والتغيرات التي حدثت والثورات الكبيرة في عالم المعلومات والاتصالات كما يجب أن يرافق التأهيل الأكاديمي في المؤسسات التعليمية التدريب المهني للطلاب في فنون الصحافة والإخراج والكتابة والتحرير والمونتاج والإضاءة  والصوت وغيرها من مخصصات العمل الإعلام وان تكون برامج التدريب واضحة ومفصلة ومصاحبة للمواد التي تدرس ولا يمكن أن يتم ذلك إلا إذا كانت هذه المؤسسات التعليمية مزودة لوسائل هذه التخصصات كالاستوديوهات الحديثة المزودة بكاميرات التصوير وأدوات الإضاءة وغيرها ، وان تكون هناك قاعات للتحرير مزودة أيضا بمصادر المعلومات . فلا فائدة من أي تأهيل أكاديمي لا يصاحبه تأهيل عملي ، وان يكون العاملين في هذه المؤسسات قادرين ومؤهلين هم أيضا ليقوموا بعملية التدريب .

كما انه يجب أن يكون هناك زيارة عملية إلي المؤسسات القائمة من إذاعة وتلفزيون لاطلاع الطلاب والدارسين علي مجريات العمل في هذه المؤسسات ومعرفتهم لإحداث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذه المجالات . أما من ناحية التدريب للعاملين أصلا في المؤسسات الإعلامية فيجب أن تكون هناك برامج تدريبية منظمة لرفع كفاءة هؤلاء العاملين حتى يكونا مواكبين لما يحدث حولهم في العالم . أما من الناحية القومية فيجب الاهتمام بالمعاهد والمؤسسات التدريبية القائمة حاليا والسعي لإقامة مؤسسات أخرى تحت إشراف الجامعة العربية تكون لها الإمكانيات المادية والفنية للتدريب والتأهيل ، لان المؤسسات القائمة حاليا تهتم فقط بالتأهيل النظري و تهمل الجانب الإعلامي .

كما انه يجب الاهتمام بالبحوث الإعلامية لأنها تعتبر مفتاح العملية والتي تقوم عليها باقي العمليات من تخطيط وتنظيم وبالتالي إدارة ناجحة . في هذا الخصوص يجب الإشارة هنا إلي المساهمة الفاعلة التي تقوم بها قناة الجزيرة في هذا الجانب والمتمثل في مركز الجزيرة للتدريب الإزاعي والتلفزيوني والذي أصبح يلعب دورا فاعلا في مجال التدريب والتأهيل في الوطن العربي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل السادس

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

الاعلام الانمائي من المفاهيم الحديثة نسبيا في الكتابات عن التنمية في الدول الاقل نموا. غير ان اهمية الاعلام الانمائي تزداد ، بمرور الوقت بادراك دوره كجهاز عصبي متكامل الاجهزة والنشاطات ، يقوم بربط افراد المجتمع ، ويوحد او يقرب بين مفاهيمهم ، وينسق بين اتجاهاتهم واهدافهم ، ويحرك قواهم وامكانياتهم النفسية والمادية من اجل تغيير المجتمع الي الافضل .

وتعطي هذه الدراسة اولا تعريفا لبعض مفاهيم وابعاد الاعلام ، والتنمية ، والاعلام الانمائي . ثم تسلط الدراسة الضوء علي البنية البشرية الاعلامية في دولة عربية واحدة توافر للباحثة بيانات عنها وهي دولة الكويت . وتتناول الدراسة في الجزء الثالث والاخير بعض جوانب من التخطيط لاعداد البنية البشرية العربية للاعلام الانمائي . وكيفية تطويرها من حيث الكم والكيف ، مع الاهتمام بالناحية الاخيرة بصفة خاصة ، وذلك توصلا لقيام اجهزة الاعلام العربية بدور اكثر فعالية في بلورة اهداف التنمية وتذليل طريقها في المنطقة العربية وتقويم مسارها عند الضرورة .


الجزء الاول

الاعلام الانمائي

الاعلام الانمائي تعبير مركب من مفهومين عريضين هما الاعلام والتنمية ومن المفيد انجاز بعض مفاهيم وابعاد  كل منهما علي حدة ثم الجمع بينهما في خطوة تالية.

بعض مفاهيم وابعاد الاعلام

الاعلام بمعناه العريض كتبادل للمعلومات يعتبر احد المقومات الاساسية في تنمية او تخلف كل المجتمعات . فعلي نمو المعلومات ونقلها يتوقف هيكل العلاقات الشخصية والاجتماعية ، وانتشار التعليم ، وتقسيم العمل ، والتبادل . وازدهار الثقافة والتقدم العلمي والتكنولوجي ، وتقدم الانسان في السيطرة علي بيئته.

ولقد تمكنت جميع المجتمعات منذ الازل من انتاج ونقل المعومات ، ولكن في الماضي البعيد كان تدفق المعلومات تدفقا محليا فقط وفي حدود جغرافية ضيقة ولم يكن هناك نقلا للمعلومات لمسافات بعيدة الا بسرعات بطيئة للغاية ، ولكن الثوارات الحديثة في تكنولوجيا الاتصال ونظم المعلومات غيرت جوهريا من تدفق المعلومات كما ونوعا وسرعة داخل المجتمع الواحد وعلي صعيد العالم باسره . وذلك بفضل انتشار التعليم والبعثات التعليمية والصحافة والاذاعة والتليفزيون والهاتف والتلكس وخدمات الكابل والكمبيوتر والميكروفيلم واشرطة التسجيل الصوتية والمرئية ورقائق السيليكون وبنوك المعلومات والاقمار الصناعية ، فضلا عن التطور الكبير في وسائل النقل والمواصلات .

ومن بعض نتائج هذا كله ان موجة التوقعات المتزايدة لرفع مستوي المعيشة قد غمرت  دول العالم الثالث وإحاطتها علما بطرق المعيشة في الدول  الأكثر نموا . وبفضل انتشار طرق الإعلام الحديثة أيضا يتم إستقطاب التجمعات والنظم السياسية في أحزاب ومعسكرات متزايدة الأحجام والقوى سواء داخل الدولة الواحدة أم علي صعيد المجتمع العالمي . وبالمثل فإن المنشآت الإقتصادية يتم اندماجها وتشعبها في أشكال وأحجام إقتصادية أكثر فعالية وإرتباطا داخل الدولة الواحدة وعلي إتساع العالم بأسره . وعلي نفس المنوال ، فإن الكثير من المؤسسات والمنظمات الإجتماعية والثقافية والصحية يزداد ترابطها سويا في شبكات متسعة من المراكز والفروع . ولم يعد هناك علي أي صعيد من يستطيع العزلة عن الآخرين أو يترك له حق الخيار  .

وبفضل ثورة الإعلام الحديثة قهر العالم الحديث المسافات و وصلت بعض الدول المتقدمة إلي غزو الفضاء ، وتمكنت من الإتصال برجال وسفن الفضاء ، وتحاول الإتصال بالكواكب الأخرى .

غير أن إنتاج ونقل المعلومات وإستخدام أجهزة الإعلام يظل بصفة عامة مقيدا ببعض القيود وخاضعا لإعتبارات القوة السياسية أو تحقيق الربح المالي . فالكثير من المعلومات تظل في تدفقها وإتجاهاتها وخاضعة للرقابة الظاهرة أو المستترة في صورة من صور الشرح أو التعليق وخادمة بالتالي لمصالح مراكز القوى السياسية . كما أن الكثير من تدفق المعلومات وأنشطة أجهزة الإعلام تظل معتمدة إعتمادا كبيرا في بعض الأحيان علي مدي نجاحها في تحقيق الربح والعائد المادي للقوى الإقتصادية .

بعض مفاهيم و أبعاد التنمية :

ليس هناك إتفاقا كاملا علي مفهوم دقيق للتنمية  بين المتحصصين في العلوم الإجتماعية والإنسانية . ولكن من المتفق عليه أن للتنمية  أبعادا متعددة  وأهدافا مختلفة بعض الشئ من دولة لأخرى ومن وقت لأخر .

حتي منتصف القرن الثامن عشر لم يكن سكان العالم يعرف أن من الممكن رفع مستوي المعيشة وتغيير حياة المواطن تغييرا جذريا في حياة جيل واحد . ولكن الثورة الصناعية في أوربا الغربية ما لبثت أن غيرت من أقدار المجتمعات الأوربية وسلالاتها في الخارج فإنتشرت أوربا جغرافيا وسياسيا وإقتصاديا وعسكريا في جميع أنحاء العالم ، وتمكنت أوربا بفضل إعادة تنظيم إرادتها علي مجتمعات تفوقها عددا وأعرق منها تاريخا . ولا زال رجع الصدى لهذه الحقبة من تاريخ البشرية يتردد في جوانب العالم للآن .

وتراوحت ردود الفعل في الدول الأقل نموا من المحاكاة أحيانا لمعالم الحياة الأوربية ، إلي الرفض أحيانا أخرى لهذه المعالم الأوربية والتمسك بمقومات الأصالة في حضارتها ، أو إنتهاج مزوج من هذين الإسلوبين . كما تفاتت ردود الفعل في المجتمعات والدول الأقل نموا من حيث التوقيت ، فكان بعضها أسرع من البعض الآخر في الإحساس بالصدمة وفي تكوين إرادة للتغيير وكسر قيود التحجر ومعرفة أسرار العلم الحديث والتكنولوجي .

ونظرا لغياب بديل أفضل لقياس شتى أبعاد التنمية والتخلف ، فقد ذاع المقياس الإقتصادي البحت القائم علي معيار متوسط الفرد من الناتج القومي . وهو مقياس له عيوبه الكثيرة . فمن المآخذ علي المعيار المذكور الإهتمام فقط بالجوانب المادية من المعيشة ، وإغفال التفاوت الكبير في توزيع الدخول والثروات بين الطبقات أو المناطق الجغرافية والتحيز للإنتاج التجاري الذي يتم للبيع في الأسواق فقط مع أغفال الإنتاج للإستهلاك الذاتي للقطاع العائلي ، والحياد بين شتى أنواع الإنتاج سواء كانت سلع إستهلاكية أم إنتاجية أم عسكرية ، والتجاوز عن الآثار الجانبية للإنتاج المسببة لتلوق البيئة ونضوب الموراد ، و وجود تفاوت كبير بين أن بعض الحرص مطلوب عند إستخدام هذا المقياس لعمل المقارنات سواء عبر الزمن بالنسبة للدولة الواحدة ، أو لعمل مقارنات بين عدة دول في نفس الوقت ، ذلك أن مستويات الأسعار دائمة التقلب ، ونوعيات السلع والخدمات دائمة التغيير .

وحصيلة بعض الإتجاهات الفكرية الحديثة هو إستخدام معدل التزايد في متوسط نصيب الفرد من الناتج القومى كمؤشر جزئي لإتجاهات التنمية . إذ يتم تكملة هذا المؤشر بمؤشرات أخري تبين مدي تحقيق أهداف قومية أخري هامة . ومن هذه الأهداف الإضافية أولا مدى تحقيق العدالة في توزيع الدخول والثروات للقضاء علي الفقر المطلق وتوفير الإحتياجات الأساسية (غذاء ومسكن وملبس وعلاج وتعليم ) للشرائح الإجتماعية المحدودة الدخل . وثانيا مدي تحقيق العدالة في الفقر النسبي أي مدى النجاح في تذويب الفوارق بين الدخول والثروات في المجتمع بين مختلف الشرائح أو المناطق الجغرافية . ثالثا من الممكن أيضا الإستعانة بمؤاشرات تكميلية أخري منها مدى توفير فرص العمالة ، أو مدى النجاح في تحقيق التنمية الريفية ، أو النجاح في إشراك المرأة في قطاع العمل الحديث ، أ إكتساب التكنولوجيا من الخارج أو النجاح في تطويعها ونشرها محليا ، أو مدى المشاركة الديمقراطية الشعبية في إتخاذ القرارات السياسية ، وما إلي ذلك من أغراض وأهداف تختلف أهميتها النسبية من مجتمع لآخر.

الإعلام الإنمائي  :

في ضوء العرض السابق عن مفاهيم وأبعاد كل من الإعلام والتنمية يتضح أن دور الإعلام في التنمية ، أي الإعلام الإنمائي ، دور جوهري ومتعدد الجوانب .

وبالتالي فإن أية محاولة لحصر محدد وشامل لمهام ومسئوليات الإعلام الأنمائي – بالمعني العريض للإعلام كنقل للمعلومات – ستكون محاولة ناقصة بالضرورة أذ يتعذر الإحاطة بجوانب الموضوع وإدخاله في أطار تحليلي محكم الجوانب بدون الأتفاق المسبث علي ثلاثة أمور

( أولا) هدف واضح أو عدة أهداف واضحة للتنمية والأوزان النسبية لكل منها .

( ثانيا) مجالات محددة للإعلام الإنمائي .

( ثالثا ) مؤسسات وأجهزة محددة للإنتاج ونقل المعلومات وكيفية أدائها لنشاطها .

أولا ، فيما يتعلق بأهداف الأعلام الإنمائي ، يلاحظ أن طريقة تحديد وتغيير أولويات وأهداف التنمية تختلف من دولة لأخري وفقا لظروف الزمان والمكان . وبالتالي يتفاوت دور أجهزة ورجال الإعلام من مجرد النقل أحيانا إلي المشاركة أحيانا أخرى في تحديد وتغيير الأهداف والأولويات السياسية الداخلية والخارجية للدولة .

ثانيا : فيما يتعلق بمجالات نشاط الإعلام الإنمائي ، يمكن للأعراض التحليلية الإشارة إلي ثلاثة محاور وتتفاوت أهميتها النسبية من دولة لأخرى .

1 ساحة تختص بتسليط الضوء عللي أسباب وديناميكية ومقومات النهضة في المجتمعات الأكثر تقدما وكيفية الإقتباس والإستفادة من خيراتها ودروس التنمية بها .

2 ساحة تختص بتشخيص أسباب وديناميكية التخلف وعقبات وعوائق التنمية الموجودة في الدول الأقل نموا .

3 ساحة تختص بديناميكية وأبعاد وطبيعة الإتصال بين العالم المتقدم أو العالم الأقل تقدما ، وفي أى الأبعاد وإلي أي حد كان – أو يكون – هذا الأتصال مفيدا للطرفين ، أ, مفيدا لطرف واحد فقط علي حساب الطرف الأخر ، أو  ربما ضارا لكلا الطرفين في بعض المواقف .

وتلزم الإشارة إلي أن هذه الساحات الثلاث يجب أن تفهم فهما عريضا بحيث يمكن في كل منها تناول كثير من المتغيرات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية . فمثلا ليس من مقتضيات الإعلام الإنمائي الإهتمام بالأمور الجادة فحسب وإغفال الجوانب الترفيهية حيث أن الترويح عن النفس من الإحتياجات المشروعة .

ثالثا : فيم يختص بمؤسسات وأجهزة الإعلام فمن الممكن أن يتم الإعتماد علي أجهزة الإعلام الجماهيرية الحديثة فحسب مثل الصاحة والإذاعة والتلفزيون ، أو أجهزة الإعلام بمعناها العريض لتشمل أيضا أجهزة الإعلام التقليدية مثل الإتصال الشخصي في ((الدوار)) والديوانة والمقاهي والموالد ، أو الفنون الشعبية ((كالأراجوز)) وخيال الظل والراوي وعازف الربابة وشعراء النبط والفرق المسرحية والإستعراضية ، وأجهزة ومنظمات المعلومات بصفة عامة كالمدارس والجامعات وأجهزة الإعلام والثقافة الجماهيرية كوحدات الإعلام المتنقلة الخ .

وثمة جانب هام من جوانب نشاط مؤسسات وأجهزة الإعلام الجماهيرية والتقليدية علي حد سواء يختص بكيفية رسم السياسات لهذه المؤسسات والإجهزة . فقد يتم الأخذ بالنموذج المركزي الذي تجري فيه عمليات الإتصال عموديا من القمة للقاعدة في إتجاه واحد من أعلي إلي أسفل مع قدر ضئيل نسبيا من رجع الصدى . أو قد يتم الأخذ بالنموذج اللامركزي الذي تجري فيه عمليات الحوار وتبادل وجهات النظر في شتى المستويات .

ومهما تنوعت أهداف التنمية من دولة لأخري ، أو إختلفت الدول فيما بينها من حيث الأهمية المعطاة لكل مجال من مجالات الإعلام الثلاث التي بيناها ، أ إختلفت من حيث تشكيلة وأسلوب عمل مؤسسات الإعلام بها ، فإن من المممكن التقدم بالتحديد التالي لبعض مقومات الإعلام الإنمائي .

1 العمل علي تطوير وبلورة الثقة بالنفس والأمل في المستقبل وتكوين إرادة التنمية علي المستوي القومى دون التضخيم الممقوت السقيم للإمكانيات الذاتية .

2 تشجيع الإقدام علي العلم الحديث والتكنولوجيا وتسهيل الإطلالة علي القرن العشرين وخاصة بالنسبة لبعض قطاعات المجتمع التي قد تجهل مقومات العلم الحديث وأسرار التقدم التكنولوجي ، أ, قد تخشي نتائجها وتجد فيها تهديد نفسي لمكانتها أ, طرائفها في التفكير والمعيشة أو إضرار بمصالحها المادية .

3 تأكيد العدالة في توزيع المعلومات والمكاسب الإقتصادية والإجتماعية . ويمكن إعتبار هذا الجانب من جوانب العدالة حجرا أساسيا في عمليات التنمية . فهو القادر عليإيجاد روح الفريق الواحد وتعئبة الموراد والإمكانيات المشتركة .

4 تشجيع المشاركة في تحديد وتنفيذ برامج التنمية بدلا من المركزية في كل القرارات الإنمائية . فالتنمية ليست مسئولية الدولة وحدها و إنما هي مسئولية الشعب والدولة سويا . ولذا يجب إشتراك الشعب في إختيار وتحديد وتنفيذ خطط التنمية لكي تأتي بالنتائج الكرجوة منها.

5 الدعوة إلي الإعتماد الجاد علي الذات وعلي الموراد المحلية في عملية التنمية ، ويتمثل ذلك أولا في التقليل من المعونات الأجنية بقدر الإمكان حيث أنها في أفضل الحالات ليست سوى عنصر مكمل للجهود الوطنية . كما يتمثل ذلك ثانيا في الإعتماد علي الموراد البشرية والطبيعية والمحلية والمحافظة عليها وتطويرها .

6 السعى إلي إدماج النظم التقليدية في المجتمع بالنظم الحديثة والأفكار والممارسات التقليدية السائدة بالأفكار والممارسات الحديثة وتقليل الفجوة الموجودة بينها إيجادا لقدرا أكبر من التجانس الفكري والنكاتف الإجتماعي . ولقد كان تفكير البعض في وقت ما أنه لا بد إستبدال المؤسسات الشعبية التقليدية السائدة بمؤسسات حديثة . أي كان التصور لديهم هو إلغاء الماضي والبدء من جديد بإعتبار أن المؤسسات التقليدية غير قادرة علي إدخال التغيير المطلوب ، ولقد دلت تجارب بعض المجتمعات كتركيا مثلا علي صعوبات ذلك . ومن ثم فإن علي الدول النامية أن تتجنب التقليد الأعمي لطرق وأساليب تنمية الدول الصناعية وعليها أن تختار لنفسها وتقوم بتطويع الأساليب والنماذج التي تتمشي وقيمها وتراثها الوطني .

7 تدعيم الإحساس بمعنويات الإنسان والإنسانية وإن كان وسيلة التنمية فو أيضا هدفها النهائي . وتعميق مفاهيم الإنسانية لا يأتي إلا بإداراك ومراعاة ظروف وآراء ومصالح ومشاعر الأطراف الأخري . ورغم العقبات والعصيبات والنكسات التي يواجهها الإنسان في سبيل تعميق إنسانيته وإتساع دائرتها لتشمل الإنسان من كل جنس ولون وعقيدة ، فلا مفر هناك في عالمنا المتضائل من إدراك المصير المشترك ومزايا التعاون عليأسس من العدالة .

8 وأخيرا وليس آخرا ، المساهمة في إيجاد وعي قومي عام عن أبعاد المسيرة الإنمائية ، ومتابعة خطاها في شتي النواحي والأبعاد ، والإشارة إلي أخطار المسيرة الإنمائية عند حدوث هذه الأخطاء ، ليس بقصد تصيد الأخطاء الصغيرة ، أو الإثارة والتشهير وإنما المساهمة أساسا في إكتشاف التصحيح اللازم للأخطاء وكيفية وتفادي حدوثها .


مفهوم الحملات الإعلامية

تعريف الحملات في اللغة Campaign

حمُل: حمل الشئ يحمله حملا وحملاناً فهو محمول ، وجميل وأحتمله .

حملة: عدة عمليات متصلة بعضها لتحقيق هدف مرغوب فيه وذلك بحث الرأي العام على تأييد هذا المصطلح.

حملة صحيفة أو إعلامية Press Campaing  سلسة من المواد الصحفية أو الإعلامية المتناسقة تستخدم موضوعا أو مسالة محددة وتخطط لانجاز هدف معين. والحملات الإعلامية هي شكل من أشكال الاتصال ولكنها تتميز ببعض الخصائص والملامح رغم أننا نجد أن مصطلح الحملات الإعلامية يستخدم في الأوساط العامة وحتى في والوسط الإعلامي استخداما دون الالتزام بالمدلول العلمي لهذا المصطلح ونجد استخدامه أكثر شيوعا في الدول النامية التي يعول قادتها كثير على الأعلم كمؤثر فاعل في البناء والتنمية وذلك باستخدام الحملات الإعلامية.

ويمكن أن ننظر إلى مفهوم الحملات الإعلامية وفق اتجاهين:

  • هدف الحملات الإعلامية Objective ويرتكز في التأثير على معتقدات وسلوك مجموعات أخرى باستخدام فاعلية الاتصال مثل حملات التوعية عن فيروس الايدز.
  • يأتي الاتجاه الأخر في إطار الطريق والمناهج Methods التي تتبعها الحملة مثل وسائل التعزيز (الترويج) عن طريق وسائل الإعلام وغالبا ما يطلق عليها تسمية الإعلان غير التجاري Non profit Announcement .

ويشير بايزلى Paisley إلى أن الحملات الإعلامية تقوم على أساسين هم..

  • الأساس الأول : السيطرة الاجتماعية Social Control ويرتكز على ثلاثة محاور رئيسية وهى :

أ/ التعليم Education : اى توفير المعلومات المتعلقة بموضوع الحملة بهدف تعريف الجمهور بهذه القضية أو تلك الظاهرة . ويمكن لوسائل الاتصال الجماهيري والاتصال الشخصي القيام بهذا الدور لما لهذه الوسائل من دور فعال في التأثير على كافة الجوانب المعرفية والسلوكية والتي تساعد الجمهور على اتخاذ القرار السليم.

ب/ التدبير Engineering: والمقصود به كافة الإجراءات الإرشادية والتوجيهية اللازم اتخاذهما من اجل معالجة المشكلة المطروحة في الحملة .

ج/التعزيز  Reinforcement: وهو اتخاذ كافة الإجراءات الداعمة والتأكيدية التي تدعو إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة مثل تعديل السلوك .

وعلى كل حال فان المحور الأول التعليم يبدو في الإستراتيجية الأكثر اعتمادا والأكثر تحقيقا لأهداف الحملة الإعلامية في كثير من الأحيان يليه التعزيز والتدبير .

  • الأساس الثاني : العملية Process ويقوم على أساس تحديد أولويات التخطيط للعملية الإعلامية من حيث الأساليب الإعلامية المناسبة في ضوء خصائص الجمهور المستهدف إلى جانب الخطط المتعلقة بالإدارة وخطوات التخطيط الأخرى كالجدولة وتقوم نتائج الحملة والبدائل المتاحة وحساب العائد والتكلفة .

أنواع الحملات الإعلامية :

قسمها الأستاذ (Kotler) إلى أربعة أنواع :

  1. الحملات التي تهدف إلى تغيير مفاهيم المواطنين تجاه موضوع يهم الرأي العام وعى أكثر الحملات نجاحا وتأثيرا .
  2. الحملات التي تهدف إلى تحقيق هدف محدد مثل حملة التطعيم ضد مرض معين .
  3. الحملات التي تهدف إلى تغيير التصرفات وهى في العادة صعبة ومعقدة لان التصرفات تكون نتيجة لعادات وتغييرها ويتطلب تغيير العادات أيضا .
  4. الحملات التي تهدف إلى تغيير القيم السائدة وهى أصعب أنواع الحملات باعتبارها تربط بالفكر الذي هو مكونا للقيم .

عليه فان تخطيط وتنفيذ الحملات الإعلامية لابد أن يتسم بالحذر والدقة لان الأدوات المتوفرة للتنفيذ يمكن استقلالها للتغيير إلى الأحسن أو إساءة استقلالها ويحدث العكس في تحقيق التغيير نحو السوء .

يعرف معهد الإعلام الدولي بألمانيا الاتحادية الحملات الإعلامية بأنها جهد متناسق ومخطط للوصول إلى قبول وتعاون مجموعة أو مجموعا مستهدفة من الجمهور حول خطط أو أسياسات أو منتجات وذلك لاستخدام ناجح لوسائل الاتصال المتاحة مع استخدام الخبرة والموارد “مجانية أو مدفوعة الأجر” اخذين في الاعتبار عامل الظروف والتكلفة والزمن .

  • وجاء في التقرير الختامي للندوة الدولية عن دور الحملات الإعلامية في الإنتاج والخدمات .

أن الحملات الإعلامية تقوم على أساس احترام حرية الفرد والجماعة بأسلوب ديمقراطي سليم وهى لذلك تعتم أساسا على الإقناع وتقديم المعلومات الواضحة وتكوين قناعة ذاتية تؤثر في السلوكيات مما يضمن مشاركته في الأهداف القومية.

من هذين التعريفين نستخلص بعض العناصر والمفاهيم التي تحكم الحملات الإعلامية وهى :

  1. التخطيط : لا تصمم الحملات الإعلامية إلا لهدف بعينة ولذا لابد أن يكون لأسس معلومة يعمل على تحقيق هذا الهدف أو تساعد فيه ولذا لابد أن يكون العمل وفقا لخطة تتبع مراحل التخطيط المعلومة كالإحاطة بالمشكلة موضوع الحملة ، وجمع البيانات والمعلومات الكافية وترتيب الأولويات ثم التنفيذ لتأتى المرحلة الأخيرة وهى مرحلة التقييم والمراجعة .
  2. التنسيق : ويعتبر من العناصر الهامة في الحملات الإعلامية وهى توفير عنصر الانسجام والتوافق بين أجزاء الحملة الواحدة ولا يتم ذلك إلا بالتنسيق المستمر والدائم مع فعاليات تنفيذ الحملة مؤسسات أم أفراد .
  3. الإقناع : ويتطلب هذا العنصر ضرورة دراسة الجمهور المستهدف وتحديد الفترة الزمنية والتمويل الجيد ويعتبر عنصر التويل من العناصر الأساسية في الحملة الإعلامية فلابد من القائم بالتخطيط للحملة الإعلامية من تحديد ميزانية شاملة لتكليف التخطيط والتنفيذ والتقويم والتحضير وإيجاد التمويل اللازم الذي يوفر في كل عناصر الميزانية .
  4. الوسائل المستخدمة : وهنا لابد من معرفة محاسن ومساوي كل وسيلة ومدى النجاح الذي يمكن أن تحققه .
  5. المصداقية : في ما تهدف له الحملات الإعلامية تجاه الجمهور المستهدف .

لقد عرف كل من روجر وستورى Rogers and storey الحملة الإعلامية بأنها : (نظام للأنشطة الاتصالية ، التي تعتزم أحداث تأثيرات محددة في عدد كبير نسبيا من الجمهور ، وذلك خلال فترة زمنية محددةوبالتالي فان اى حملة إعلامية كما يرى الباحثان تعتمد على ثلاث مقومات هي :

  • أنها تستهدف وتسعى إلى التأثير على الأفراد
  • أنها تستهدف قطاعا كبيراً من الجمهور
  • تنجز الحملة الإعلامية من خلال وقت محدد ” طويل أم قصير” إلى جانب أنها تسعى إلى جانب أنها تشتمل على نظام متكامل من الأنشطة الاتصالية .

فيما عرف هربرت سيمونز Herbert Simons الحملة الإعلامية بأنها ” محاولات منظمة للتأثير في الجماعات أو الجماهير العريضة من خلال سلسلة من الرسائل

تخطيط الحملات الإعلامية :

تعتبر حملات التوعية العامة التي تقوم بها وسائل الاتصال ضرورة ملحة في دول العالم النامية وذلك لأنها تهدف إلى رفع مستوى الوعي وتعمل على تعزيز مشاركة الجماهير في العملية التنموية والتطور الذي تقوم به المؤسسات الحكومية لتقوية الثقة بينها وبين الجمهور من اجل رفع المستوى الاجتماعي والثقافي والمساهمة في تطور المجتمع ، كذلك تعمل حملات التوعية على قبول الأفكار والأنماط السلوكية الحديثة من اجل تغيير النظم الاجتماعية عن طريق نشر الأفكار المستحدثة نحو الأفضل

لهذا فحملات التوعية الإعلامية وخاصة الإقناعيه تواجه صعوبات كثيرة في مقدمتها عدم اهتمام الجمهور برسائل تلك الحملات وتمسكه بالسلوك القديم وعدم الرغبة في التغيير بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى تقلل من فرص نجاح هذه الحملات . ولتجاوز هذه الإشكالات فلابد من تخطيط كمرحلة تالية لوضع السياسات التي تترجم إلى خطط تنفيذية

ترى B.Dervin أن يتم التخطيط للحملات الإعلامية على أساس تصور الاتصال كحوار يبادل بين مصادر الصفوة ن ومختلف فئات الجماهير ، بحيث لا يجب أن تبنى هذه الحملات على أساس أنها محاولة لإغراء الجمهور بفعل ما تريده الصفوة ليساعد في تحمل مسؤولية بناء حياته بما يعود بالنفع له وللمجتمع معا ، وهو ما يتطلب الاهتمام بعناصر العملية التبادلية عن طريق

(أ) حالة من التوافق والاتفاق بين الطرفين المتبادلين .

(ب) توفر ظروف مناسبة تساعد على اتخاذ الإجراء المناسب .

قد يكون من المفيد هنا بالنسبة للمسوق أتباع مدخل المبدأ المناسب Right principle وهو المدخل الذي يعتمد على التحكم الدقيق والمخطط في مجموعة القرارات التي تدور حولها العملية التبادلية ن واستخدامها في الوقت والمكان المناسب ، بهدف تحقيق الاستمالة الكافية والترغيب المناسب للمستهلك وإقناعه بالخدمة أو الفكرة محل التبادل ولكي تحقق الحملات الإعلامية أهدافها لابد من تخطيط سليم والتخطيط للحملة الإعلامية له عدة خطوات يجب عملها وهى :

(1) تحديد المشكلة Problem Definition :

تعني هذه الخطوة جمع المعلومات والإحصاءات عن المشكلة وموضوع البحث ومعرفة أبعادها الحقيقية وهذه الخطوة تفيد في دراسة الاتجاه نحو موضوع أو فكرة الحملة ومقارنتها بنتائج الحملات السابقة والتوقعات المستقبلية حول الخدمات والأفكار

وفي هذه الدراسة يريد الباحث معرفة عدم تجاوب المواطنين مع قيام مشاريع التنمية وما مدي تأثير حملات الإعلام في تغيير اتجاهات وسلوك الجمهور المستهدف وإعتاق هذا الجمهور من الموروثات والتقاليد السالبة والتي تعوق عملية التنمية .ولهذا يجب إجراء مقابلات شخصية ودراسات ميدانية ومعرفة أراء المواطنون الذين يكونون في الغالب لهم علاقة بقيام مشروع تنموي ما واستطلاع أرائهم حمل المشكلة من قيام مشاريع التنمية واقتراحاتهم لإيجاد الحلول المناسبة .

المواطنون موضوع الدراسة في هذا البحث يمثلون المناصير  المتأثرين من قيام سد مروي . أما المسئولين الذين تجري معهم المقابلات هم المسئولون بوحدة تنفيذ السدود.

(2) تحديد أهداف الحملة :

تعتبر أهم الخطوات في قيام الحملة لأنها تمثل الغابات التي من اجلها توضع الخطة وهي المحور الذي تدور حوله الخطة ، وتختلف أهداف حملات التوعية الإعلامية العامة ، إذ أن بعضها يهدف فقط إلي التوعية والإرشاد للجمهور المستهدف أو تهدف بذلك إلي تغيير السلوك أو تحقيق الاثنين معا .

تأتي هذه الخطوة بناءا علي المعلومات والنتائج التي تم جمعها في مرحلة تحليل الموقف أو طبقا للاتي :-

1/ نوع الموضوع أو القضية أو الجدول الزمني .

2/ نوع الجمهور المستهدف في ضوء الاتجاهات السائدة وما تعكسه من قيم

وعادات وتقاليد . ويحدد فرج الكامل مجموعة من التساؤلات تساعد في الحصول

على البيانات من اجل تحديد أهداف الحملة

  • ما هو التأثير المطلوب للحملة ؟ كيف يتم تحقيقه ؟ ما هي العقبات التي تواجهها ؟ ما هي الأهداف أو المخرجات التي يتعين على البرنامج تحقيقها ، مثل :

تعريض الجمهور للرسالة – جذب الانتباه – إثارة الاهتمام والإعجاب بالرسالة معرفة الموضوع الذي تتحدث عنه الرسالة – تعليم الجمهور مهارات متعلقة بحل المشكلة – فهم الجمهور للرسالة ولا سباب السلوك الذي تخص عليه – تغيير الاتجاهات والاعتقادات بما يتفق مع الرسالة – الاحتفاظ بالمعلومات وتذكرها – اتخاذ القرار بالاستجابة للرسالة – القيام بسلوك يتفق مع الرسالة .

(3) تحديد الجمهور المستهدف من الحملات الإعلامية :

لكي تحقق الحملات الإعلامية نجاحها المطلوب لابد من تحديد الجمهور بصورة واضحة وينقسم الجمهور إلى قسمين :

(أ) الجمهور الأولي :

هو الذي يرغب المخططون والمنفذون للحملة الإعلامية الوصول إليه ويتم تحديده تحديدا دقيقا ليست من الناحية الجغرافية فحسب بل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والعربية ويساعد هذا التحديد في لاختيار الرسالة والوسيلة الاتصالية المناسبة .

كذلك تحديد الجمهور يساعد علي :-

(1)  التركيز علي فئة معينة من الجمهور .

(2) دراسة سلوك الفئة المستهدفة لمعرفة أفضل إستراتيجيات التأثير للوصول إليه.

وحملات التوعية بأهمية العمل التنموي تتطلب معرفة الجمهور المستهدف من كافة النواحي .

(ب)  الجمهور الثانوي :

هو الجمهور الذي يمكن أن يساعد في نجاح الحملة بسبب اتصاله المباشر وغير المباشر بالجمهور وهذا القسم غالبا غير تقليدي ويمثلون قادة الرأي وزعماء المجتمع المحلي ، المعلمون ، المربون ، الشخصيات الرياضية ، أهل الفن ، رجال العمال وغيرهم . وقد تكون مساهماتهم مباشرة وغير مباشرة في المشاركة الفعالة لإنجاح الإستراتيجية علي سبيل قيامهم بإنشاء وحدات تدريبية للتوعية ملحقة بمؤسساتهم ومواقعهم وتحريك الشباب لإنجاح الحملات بحكم أنهم من أنصار التحديث .

عندما نعرف الجمهور المستهدف وما الذي يحفزه يصبح بإمكاننا التخطيط لكيفية إحداث التغيرات التي نريد تحقيقها ويجن أن نتذكر أنهم ينظرون إلي القضية بشكل مختلف عن نظرتنا ولذلك يجب أن نضع أنفسنا مكان الجمهور المستهدف وكذلك أن نتخيل الحجج والضغوط التي تدفعهم إلي إحداث التغيير .


(4) تحديد العوامل المؤثرة في إنجاح الحملة الإعلامية :

الحملة عبارة عن سلسة الخطوات لذلك ينبغي أن نفكر في الأنشطة التي ستتم لاحقا وبالغرض المتاح إشراكها في الحملة ولضمان نجاح الحملة في تحقيق ذلك فمن الضروري مراعاة الجوانب التالية :

(أ) أن تكون الحملات الإعلامية قادرة علي التأثير من خلال إبراز الجوانب الحقيقة للمعوقات التي تواجه قيام مشاريع التنمية وتقديمها بشكل جيد فالحملات التي تطرح أفكار جيدة ينبغي أن نفكر في البداية علي زيادة الجرعات المعرفية لدي الجمهور عن موضوع الحملة مثل إظهار الآثار السلبية المترتبة علي تعويق العمل التنموي وإبراز الآثار الإيجابية التي حققتها المشاريع التنموية في البلدان المتقدمة ، فان ذلك يحمل رسالة تحث الجمهور للتفاعل مع التنمية وتشجيعها وتفهم رسالتها

(ب) حساسية الموضوع وملائمتة للدين والعادات والتقاليد وهذا يتوقف علي تقبل الجمهور من ناحية ملائمتهم لعملية التغيير .

(5) تحديد الإستراتيجية العامة لتنفيذ برامج الحملة  Tactics   :

المقصود من وضع الإستراتيجيات العامة لتنفيذ الحملة هو وضع السياسات والطرق التي تنبني عليها الحملة بحيث يجب أن تكون هنالك طريقة واضحة لتنفيذ الحملة ونظرا لان حملة التوعية تهدف تغيير معرفية تم اتجاهية ثم سلوكية أي التوعية عن طريق التعليم والإعلام والتنسيق مع مؤسسات الدولة والمؤسسات التي تقدم الخبرات الفنية مثل مراكز البحوث فلابد من قيام المؤسسات الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة والإيصال بها لكي تعمل عكس النشاط التنموي بصورة تعريفية توضح للجمهور أهمية قيام مشاريع التنمية وما يترتب من أثار إيجابية مستقبلا .

(6) تحديد الموارد المتاحة  لتنفذ الحملة :

إن حملات التوعية الإعلامية التي تصاحب قيام المشاريع التنموية تحتاج إلي وضع ميزانية كبيرة تغطي جميع احتياجات هذه الحملات لأهمية وضرورة نجاحها وتحقيق أهدافها . وعلي ضوء الموارد المالية المتاحة للحملة الإعلامية تستطيع إدارة الحملة أن تحدد العناصر البشرية والإمكانيات الفنية اللازمة لتنفيذ أنشطتها كما تتمكن أيضا من تحقيق الوسائل الإعلامية المناسبة وتشمل النفقات في الحملات ما يلي :

(أ) الدراسات والاستشارات .

(ب) التكاليف الخاصة بي الأنشطة والفعاليات .

(ج) تصميم وإعداد الرسائل الإعلامية للوسائل المختلفة .

(د) نفقات القائمين علي أمر الحملات .

(7 )اختيار الوسائل والأنشطة الاتصالية :

من المهم معرفته كل خصائص وميزات كل وسائل الاتصال الجماهيري التي تستخدم في الحملات الإعلامية ومدي إقناعها وتأثيرها علي الجمهور ومعرفة الوسائل التي تتكامل معها  وتساند في قيام الحملة . ومن المهم طرح التساؤل الخاص بمدى إمكانية التعاون المشترك بين القائمين علي الوسائل الاتصالية مع القائمين علي أمر حملات التنمية الاجتماعية وهل استخدمت هذه الوسائل حملات سابقة .

ويشير كل من (باركر ، روجرز ، وسوبوري ) (Barker , Roger and Sopory 1992 ) (إلي أن كثير من النشاطات المرتبطة بالاتصال وخاصة المتعلقة بالخطة ، هي فاعلية تلك التي تتبني منهج الأنظمة (System Approach) الذي تتدخل فيه قنوات الاتصال الشخصي والمواد المطبوعة والمنظمات والشبكات الاجتماعية وقادة الرأي والقادة السياسيون ومقدمو الخدمات ونظم التعليم الرسمي ) .

لكل جمهور وسيلة اتصالية مناسبة حسب الوضع الثقافي والاقتصادي  والاجتماعي والسياسي ولهذا تتناول هذه الدراسة كيفية التوظيف الأمثل لوسائل الإعلام ومساهمتها في أحداث التنمية المستدامة وهنالك ثلاثة أنواع رئيسية من وسائل الاتصال :

(أ) وسائل اتصال جماهيري :

وتتميز هذه الوسائل بقدرتها علي توصيل الرسالة إلى جماهير كبيرة في اكبر حيز جغرافي وتشمل بصورة أساسية الراديو والتلفزيون والصحافة ونتيجة لتطوير تكنولوجيا الاتصال ظهرت وسائل جديدة كالانترنت والهاتف النقال والندوات والبرامج الإذاعية والمقالات المنتظمة في الصحافة والمجلات  وكذلك من خلال الإشكال الصحفية مثل التحقيق ، العمود الصحفي ، الكاريكاتير ، بجانب تصميم رسائل قصيرة غير مملة في شكل درامي .

(ب) وسائل الاتصال الجمعي :

وتتميز بمحدودية الجمهور التي يمكن أن تصل إلية مثل تنظيم الندوات التي يشارك فيها خبراء الاقتصاد والمجال التنموي .

(ج) وسائل الاتصال الشخصي :

وتتميز بمحدودية كبيرة  للجمهور والمكان الذي تغطية ، ولكنها تتفوق علي بقية الوسائل في زيادة نسبة التفاعل بين المصدر والمتلقي والعكس وتشمل هذه الدراسة الاتصال ألمواجهي .

(8) تحديد رسائل الحملة :

للرسائل دور كبير في نجاح الحملة أو فشلها وبعد أن تعرفنا علي جمهور هذه الحملات والمستهدفين منها “المواطنين بمواقع مشاريع التنمية ” فلابد من تقيم الرسالة الإعلامية وبثها بصورة تتناسب والصفات العمرية والتعليم والعادات والتقاليد وغيرها من المميزات .

كذلك لابد من إنتاج رسائل قصيرة إذاعية وتلفزيونية وصحفية بصورة غير تقليدية توضح أهمية التنمية من خلال تقديم نمازج لدول ناهضة تنمويا .

(9) وضع جدول زمني لتنفيذ الحملة الإعلامية :

الحملات الإعلامية تسير وفق خطة مرسومة لتحقيق هدف معين وتعتبر عملية الزمن احد أساسيات الحملات الإعلامية  ، والزمن يشمل مرحلة الإعداد والتحضير للحملة والفترة التي تستغرقها وتوقيت البث والنشر بالتنسيق مع مراحل تطوير العمل التنموي . وحملات التوعية العامة تعتمد في اغلب الأحيان علي النشر المجاني الذي تتبرع به وسائل الإعلام الوطنية ، كما يتبرع به بعض الأفراد المتبرعين للحملة وتوصيل رسالتها المطلوبة للجمهور المستهدف ، وبالطبع فالتطوير والتبرع في عملية بث الرسائل بدقة كافية خلال الفترة الزمنية المقررة للحملة ولكن في حالة إقناع الجهات الحكومية والخاصة بأهمية هذه الحملات وفي حالة توفر الرسائل المناسبة في أسلوبها وإعدادها فانه يمكن التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتحديد الوقت المناسب لبثها ولاعتبار حملات التوعية تناقش مشاكل وطنية ترتبط بصورة مباشرة بالمواطنين فانه يجب أن تحظي هذه الحملات بدعم حكومي كبير ومن أعلى المستويات في الدولة لكي تحقق لها النجاح مع ضرورة أن يكون بدء الحملات في احتفالية تتزامن مع بداية انطلاقة العمل مع أي مشروع تنموي .

(10)التنفيذ والمتابعة Implementation and Evaluation:

البدء الفعلي في تنفيذ الحملة يتم وفقا للجدول الزمني المقترح مع متابعة ما يستجد من أحداث قد تؤثر سلبا على سير الحملة الإعلامية مثل الانتقادات أثناء مرحلة التنفيذ أو تغيير المناخ السياسي للبلد كذلك التوقيت الزمني الغير مناسب لبث الرسائل الإعلامية وهو أيضا له تأثير كبير في إعاقة الحملات الإعلامية .

 (11) تقييم وتقويم الحملة :

يعتمد تقييم الحملة الإعلامية اعتمادا مباشر على الدراسات والبحوث التي يجب اتخاذهما قبل وأثناء وبعد الحملة لكي تستطيع من خلال هذه البحوث والدراسات التعرف على النتائج التي يتم التوصل إليها سابقا والأهداف التي يتم تحقيقها . كما يجب أن يكون هنالك دراسة للحملة خلال فترة تنفيذها للتعرف على المشاكل التي تعترض استمرار ونجاح الحملات الإعلامية ومحاولة القضاء على هذه المشاكل من خلال لإيجاد الحلول المناسبة لها ، وان أهمية التقويم المرحلي لا تقتصر على برنامج أو اعلان أو مقالة وإنما تمتد إلى الخطة بأكملها ومن ثم إجراء تقييم شامل للحملات الإعلامية بعد انتهائها وان يستند هذا التقييم على ما حققته الحملات من أهداف وليس على ما تحقق لها من مشاركة.

وهنالك إجراءات خاصة بتقويم الحملة

  1. إجراء اختبارات التعرف لمعرفة مدى إلمام الجمهور المستهدف ووعيه بقضية الحملة .
  2. إجراء اختبارات التذكر .. وتتم بعد بداية الحملة بفترة .
  3. الوعي بالخدمة .. إدراك الخدمات المقدمة والمعلن عنها في الحملة
  4. قياس الاتجاهات مثل النية لتبنى الرسالة أو رفضها والأسباب وراء ذلك .
  5. اختبارات التغيرات لقياس تغيير الاتجاهات والعوامل المساعدة في ذلك .

عملية المتابعة والتقويم تكون بصفة دورية لقياس تأثير رسائل الحملة الإعلامية على الجمهور المستهدف ، وقياس لاتجاهات التأثير سلبا أو إيجابا للمعالجة والتدخل لإجراء التعديلات المطلوبة إزالة المعوقات إن وجدت .

(12) المراجعة وإعادة التخطيط :

تشمل هذه المرحلة قياس التأثير إعادة التخطيط وفقا للنتائج المترتبة على الحملة . فالحملات هي عملية اتصالية المرسلة يهدف منها في توصيل رسالة عبر وسيط أو وسيلة إلى جمهور معين ولكن لا تتفق حدود الاتصال الناجح عند توصيل الرسالة وإنما تتعداها إلى محاولة معرفة التأثير الذي أحدثه ومعرفة رجع الصدى لدى الجمهور من خلال التعبير عن أرائه وأفكاره حول ما تدعو له الحملات الإعلامية حول العمل التنموي مثلا ويمكن قياس هذا التأثير أيضا من خلال تقصى رأى الجمهور بواسطة بحوث الرأي العام ،كما يمكن قياس تأثير أو نجاح بعض الحملات من خلال ملاحظة تغيير السلوك العام والتحول الايجابي والاستجابة لتفعيل ومساندة التطور التنموي .

مقومات نجاح التخطيط للحملة.

  • الشمول : ويعنى شمول التخطيط للحملة الإعلامية لكافة عناصر العملية الاتصالية المرسل والرسالة والجمهور والأثر لا كل عنصر يعتبر مؤشرا ويؤثر في العناصر الأخرى .
  • التكامل : ويعنى التكامل مع الخطط والبرامج الإعلامية السابقة ومع الخطط والبرامج التنموية .
  • المرونة : ويعنى القدرة على التعديل الطارئ لمواجهة الظروف غير المتوقعة للقائم بالاتصال .
  • الاستمرارية : بمعنى أن نتصور أن كل مرحلة من مراحل التخطيط والتنفيذ للحملة الإعلامية تتصل بما قبلها وتؤدى إلى ما بعدها . وذلك ضمانا لاستمرار العمل ووقائة بالغايات المنشودة .
  • التكلفة : يعنى توفر التمويل اللازم للحملة .
  • يسر الأداء : توفر جميع وسائل أداء الخطة الإعلامية وتنفيذها.


الشكل رقم (2)

طرق تقييم الحملة

 

 

 

 

 

 

– قوائم المراجعة       +المكالمات التلفونية        – اختبار التعرف

– اختبار المحكمين    +طرق المسجل الأولى    – اختبار التذكر

– الطرق الآلية           +المذكرات              – اختبار الاتجاهات

– بحوث قياس الاتجاهات                        – اختبار الاستفسارات

– اختبار الخدمة (الخدمة – الفكرة)               – اختبار الخدمة

كذلك لابد من القيام بالاتي :

– تحديد حجم الجمهور المستهدف       – قياس فعالية الحملة الإعلامية

– مراجعة المحكمين لمحتوى الحملة   – قياس قدرة المستهدفين على التذكر

– الاختبار المعملي لقياس قدرة الحملة – معرفة اتجاهات الأفراد نحو الحملة

على جذب الانتباه وتحديد نوع الاستجابات – قياس اثر الحملة على تصرفات وسلوك المستهدفين

  • اختبار قبلي محدد لقياس نتائج ومعرفة درجة تعرف الجمهور على الحملة واتجاهاته نحو الرسالة المقدمة.

يرى الباحث أهمية أن يراعى عند تصميم رسائل التوعية بأهمية قيام المشاريع التنموية من خلال الحملات الإعلامية ، الارتباط بين (المعرفة – الاتصال – العوامل الاجتماعية والاقتصادية – السلوك) ومراعاة هذا الارتباط يهدف في نهاية الأمر إلى أحداث التغيير بشكل متوازن كما يرى أن الاهتمام مؤشر مهم للغاية للمتلقين ، حيث أن أثارة اهتمامهم بقضية ما يشكل الهم الدافع والحافز لاستيعاب المعلومات والتفكير فيها بالاستمرار ، بل وطلب الاستزادة في المعرفة من المختصين لإزالة التوتر وأحداث التوازن المعرفي .

عملية تخطيط الحملات الإعلامية يجب أن تتم على أساس تصور الاتصال كحوار بين مصادر الصفوة ومختلف فئات الجمهور وبالتالي بجدر إلا تبنى الحملات على أنها محاولة لإغراء الجمهور أن يفعل ما تريده الصفوة ولكن ليساعد الناس في مسئولية بناء حياتهم بما يعود عليهم بالفائدة . التفاعل المتبادل يعتبر أكثر فاعلية من هيمنة المصدر في عملية الاتصال وبالتالي تعمل المصادر على أن تعلم الجمهور أكثر بكل المواقف اليومية والقضايا الحيوية التي تواجهه فيتأثر تدريجيا ويتعلم ما يفيده في إعادة بناء حياته .

هذا بجانب تعلم المصادر احترام الجمهور ، وتبعا لذلك سيتجه الجمهور إلى تقدير ما تريده الصفوة منهم أن يقوموا به .

يتم ذلك بإزالة الحواجز والقيود التي تحول دون التفاعل المتبادل بين الصفوة ، والمتلقين ، وبصفة خاصة الطبقات الدنيا والأقليات ، وصعوبة ذلك تتأتى من نظم وسائل الإعلام نفسها التي لا تسمح بوجود رجع صدى سريع من المتلقين يفيد في تشكيل النظرة المتعلقة للمواقف الحياتية والحاجات الإعلامية لأفراد المتلقين وليس إعادة صياغة الرسالة فقط .

وربما يساعد التطور التكنولوجي في تخفيض نفقات تحقيق التفاعل بين المصادر والمتلقين كالاستفادة من الانترنت في تبادل المعلومات ، والى أن يعم هذا التطور التقني تتطلب الشرائح من الطبقات الدنيا والأقليات أن تصمم لها رسائل توعية خاصة بها وفق الإطار الدلالي لكل منها ، وكل شريحة لها دورها ولها مطلوباتها التي تخاطب وفقها ليشكل ذلك إدراكا وتيقظا للوعي كما قال بذلك (Shiller) ” أن الإدراك هو حالة تيقظ للوعي ، وهو حساسية للواقع تسبق الفعل وبالتالي فإذا ما تبلد الوعي وضعف الإدراك فان إحساس المرء بالخطر يتضاءل ، ويصبح مهددا في عيشه المستقر ، فالوعي اليقظ مصدر القوة الأساسي للوجود الإنساني ، وهو القوة الوحيدة التي يعول عليها والتي يمكن أن تؤدى إلى تغيير البيئة المادية المؤسساتية . فإذا ما تم إهدار قدرته ، فان المجتمع يعيش حالة من التردي “.

هدف هذه الدراسة هو إيقاف حالة التردي من خلال تقديم نموذج فعال لحملة إعلامية تزيد من درجة الوعي والإدراك لشرائح المجتمع كافة ، وتنجبها المخاطر وتفتح لها الأبواب التي تؤمن لها تبنى السلوك الايجابي الذي يؤمن الفرد والمجتمع من انعدام التنمية .

 

 

 

 

 

 

الاستجابة المعرفية وتشكيل الاتجاه

بدأت دراسات الإعلام في القرن الماضي تأخذ اتجاها معرفيا وازداد تركيز الدراسات الاقناعية ، وهنا في هذه الدراسة تأتى أهمية دور الحملات الإعلامية في تشكيل الاتجاهات على التفاعلات المعرفية والذاتية للأفراد تجاه الرسائل الاقناعية لأهمية مشروعات التنمية والعمل التنموي بصورة عامة .

جاء اتجاه الاستجابة المعرفية مكملا لنظرية تشكيل الاتجاهات حيث يستمد جذوره منها .

مفهوم الاستجابة المعرفية Cognitive Response :

“الاستجابة المعرفية هي رسالة داخلية صامته تصدر عن المتلقي وهى عبارة عن فكرة أو معلومة متعلقة بموضوع أو قضية معينة وتنتج عن عمليات معرفية معينة ناتجة لعمليات معالجة المعلومة وبنائها . وتتضمن مدركات وتداعيات للمعاني ومخرجات للأفكار

(وتتعدد المسيرات الاتصالية والاقناعية التي تصدر عنها العمليات والاستجابات المعرفية حيث تصدر بعضها من الاحتكاك المباشر بمسير بسيط وبعض الاستجابات تصدر نتيجة لاسترجاع خصائص مثير معين من الذاكرة أو استرجاع براهين خاصة برسالة اقناعية ما ، وبعض الاستجابات المعرفية تنتج عن أعمال العقل في مثير معين ، وتفنيد رسالة ما).

وهنا تأتى أهمية أن تتوسط الاستجابات المعرفية تأثير الرسائل المختلفة على أراء واتجاهات المتلقين ، أي أنها تقوم بدورها المتغير الوسيط .(هنالك بعض الباحثين يعتبرون الاستجابات المعرفية إنتاجا لبعض العوامل مثل الرسالة البيئة الاتصالية وخصائص المتلقين ، أي انه يعتبرونها متغيرا تابعا وليس وسيطا) .

الاتجاهات Attitudes :

هي استعداد مكتسب للاستجابة بشكل ثابت نسبيا بالسلب أو الإيجاب نحو شئ محدد . للفرد يكون اتجاهات نحو الأشياء والآخرين اللذين يتعامل معهم أو يشترك معهم في عملية الاتصال .

للاتجاهات أهمية بالغة في عملية ن ودراسة الاتصال . والباحثون يهتمون للكيفية التي يتم بها تكوين الاتجاه وطبيعته وتغييره أو تعديله أو استمراره ، وتعتبر دراسة الاتجاهات جزءا أساسيا في نظريات الإعلام .

للاتجاهات أهمية بالغة في دراسة الاتصال إذا أن :

  • لكل من المرسل والمستقبل اتجاه سلبي أو ايجابي نحو الأخر.
  • لكل من المرسل والمستقبل اتجاه سلبي أو ايجابي نحو الموضوع الذي يدور حوله الاتصال.
  • لكل من المرسل والمستقل اتجاهات سلبية أو ايجابية نحو الأشياء والأشخاص والمواقف الأخرى التي ترد في الرسالة .

من ما تقدم يتضح أن للاتجاه خصائص يندرج في العناصر التالية :

  • الاتجاه هو الاستعداد للسلوك (الاستجابة)
  • الاستجابة (أيا كانت)يمكن تصنيفها إلى ايجابية أو سلبية
  • الاستعداد للسلوك ايجابيا أو سلبيا نحو شئ محدد هو استعداد مكتسب (أي تم تعلمه).


الاتجاه كاستعداد للسلوك :

سلوك الكائن الحي (الاستجابة ، الحركة ، الحديث… الخ) يتم بعد تلقيه إشارات المخ “مركز للسيطرة” وحيث يتحكم في جميع أنواع السلوك (علاقة الاتجاهات بمركز السيطرة باعتبار أنها تعد المرحلة الأخيرة من سلسلة تتكون من ثلاثة مراحل هي الحوافز – الدوافع – الاتجاهات).

1/الحوافز Drives :

وهى حالات جسدية تتمثل في الشعور بعدم الراحة. وهى تعتبر بمثابة المادة الخام التي تتكون منها دوافع السلوك .وهناك حوافز إنسانية مثل الجوع والعطش والجنس والألم ، وتثور هذه الحوافز حينما يكون الجسم في حالة عدم الانسجام مع البيئة المحيطة ، كان يحرم من إشباع حاجات أساسية كالطعام والشراب .

حرمان الجسم من الطعام فانه يعانى من الجوع ويمر بحالة من عدم الراحة والقلق ويستمران حتى يتم إشباع الحاجة للطعام … وكذا الحاجات الأخرى .

إذن الحوافز هي أساس الجسم بحاجة معينة تتطلب قيام الفرد (بسلوك) معين لإشباعها .

2/الدوافع Motives :

وهى هدف أو حاجة من أهداف أو حاجات الكائن الحي وهى أحدى طرق إشباع الحوافز. يعد هذا الهدف أو الحاجة بمثابة منفذ يستطيع الكائن الحي من خلاله أن يتلخص من حالة القلق والتوتر ، فالطعام مثلا هو الدافع الذي يشبع حافز الجوع .معنى ذلك أن الدافع بقدم منفذا ممكنا للتنفيس عن حالة التوتر والإضراب المرتبط بالحافز .

هذه “المنافذ” يتعلمها الفرد من خلال التجربة ، وتوجد عدة منافذ لإشباع حافز معين “أي أن عددا من الدوافع قد يرتبط بحافز واحد” وفى جهة أخرى فان هناك بعض الدوافع قد ينبني على مجموعة من الدوافع بدلا من حافز واحد (1).

نستنتج من ذلك أن الدوافع تعطى الإنسان القدرة على توجيه سلوكه الذي يهدف من القلق أو التوتر أو عدم التكيف مع البيئة .

3/الاتجاهات Attitudes :

(يمكن اعتبار الاتجاهات على أنها “نظم إرشاد للدوافع فالفرد الذي يريد أن يلب حاجة فسيولوجية(طعام- شراب- جنس )، يستطيع تلبية الحاجة وفق ما هو متاح ، ولربما يفضل نوعا معينا من الطعام أو المشروبات ، أو يحب عدة أطعمة أو أشربة بدرجة واحدة ، بدرجات متفاوتة ، ويتوقع في مثل هذه الحالات أن يأكل الإنسان أو يشرب المفضل لديه .

يستنتج من ما تقدم هو إمكانية إشباع أي دوافع عن طريق عدد من الاستجابات المختلفة ، وتكمن الاتجاهات الإنسان من أن يفاضل بين الاستجابات المختلفة عند قيامه بالسلوك الذي يقوم به الفرد في النهاية .

تتضح هذه العلاقة بين الحوافز والاتجاهات والسلوك كما هو مبين أدناه :

الشكل(3)

العلاقة بين الحوافز والدوافع والاتجاهات والسلوك

 

 

 

 

 

 

 

 

تكوين الاتجاهات :

وفقا لمبادئ التعلم (الشرطة) فان (الاتجاهات عبارة عن استجابة عاطفية (وجدانية) شرطية ، تكونت من خلال التجربة السابقة والارتباط بين المنية والاستجابة).

ومن خلال العملية الشرطية ، يتكون الكثير من الاتجاهات وإذا أدى سلوك معين إلى نتائج مجزية لمرات عدة فان الفرد يتكون لديه ميل للاستجابة بشكل ايجابي نحو هذا الشئ في المستقبل ن وان كانت التجربة المكتسبة سلبية أو ايجابية عند ذلك نستطيع أن نتوقع ما إذا كان الفرد يتكون لديه ميل للاستجابة بشكل ايجابي نحو هذا الشئ في المستقبل وان كانت التجربة المكتسبة سلبية أو ايجابية عند ذلك نستطيع أن نتوقع ما إذا كان الفرد ستبعد عن الموقف أو يتفاعل معه .

(فالفرد عند الاستجابة فانه يسترجع محتوى معرفيا يتجاوز حدود الرسالة المقدمة ، ومن المفترض أن يقدم المحتوى المعرفة (الاستجابة المعرفية – التي تفاعل معها) لتفسير التأثيرات المستمرة بالرسالة . ولهذا تعد الاستجابة المعرفية أكثر أهمية في عملية تعديل الاتجاهات مقارنة بمحتوى الرسالة).

العلاقات بين الاتجاهات والمعتقدات :

تناولت كثير من الاتجاهات العلاقة بين التغيرات التي تحدث في الاتجاهات من ناحية ن والتغيرات من قيم ومعتقدات التي تبنى عليها هذه الاتجاهات . فمثلا في هذه الدراسة نجد تغير معتقدات المواطنين المتأثرين من قيام سد مروى من المناصير يتطلب مجهود متواصل من الحملات الإعلامية بهدف الإقناع وتغيير الاتجاهات . وهنا تلعب المعتقدات دورا في تمسك الإنسان وارتباطه بأرضه وموطنه الأصلي .

(وبما أن الرسائل الاقناعية التي تتضمن عادة البراهين والأمثلة والتوضيحات التي يتم تصميمها لتغيير ومعتقدات الفرد إذا موضع الاتجاه ، فان المنظورين في مجال الاتجاهات يفترضون أن تغير الاتجاه يرجع في الأساس إلى التغيرات التي تحدث في معتقدات الفرد تجاه موضوعات الاتجاه)

(أكد كل من (Fishbein – Ajzen ) مركزية المعتقدات ، حيث تتوسط تأثير العاطفة على الاتجاه . وذكر أن البناء المعرفي الذي يرتكز على المعتقدات البارزة لدى الفرد يجدد اتجاه الفرد ، ويتوسط تأثير العوامل الأخرى مثل العاطفة على الاتجاه).

وميز كل من (Trafimow – Sheer an)  بين المعتقدات ذات الأسس المعرفية والمعتقدات ذات الأسس الوجدانية . ووجدا أن هنالك علاقة بين كل من النوعين والاتجاهات

كما وجد كل من (Eagly, Mladininc – OHO)  في دراستهما (1994) (أننا يمكن أن نتنبأ من خلال كل من البناء المعرفي والعاطفة).

يقسم (Fish beam – Ajzen)  الاعتقادات حسب مصادر المعلومات ، وطرق تكوين هذه الاعتقادات ، إلى ثلاثة أنواع هي :

  • الاعتقادات الوصفية : وهى تتكون بناء على التجربة المباشرة للفرد وملاحظته لوجود علاقات بين الأشياء يقوم الفرد بإدراكها عن طريق الحواس .
  • الاعتقادات الاستنباطية : وهى التي تقوم على ربط الاعتقادات الوصفية بما لدى الفرد من خبرة وأفكار عن الشئ .
  • الاعتقادات الإعلامية : تتكون بشكل مختلف عن الاعتقادات الأخرى والاعتقادات الإعلامية تتكون بناء على الاشتراك في عملية الاتصال ، وذلك عند قبول معلومات عن شئ أو شخص أو موقف معين ، يكون مصدر هذه المعلومات احد وسائل الاتصال أو طرق الاتصال.

وظائف الاتجاهات :

تعرض (D.Katz) عند دراسته لـ(المدخل الوظيفي) لمحاولة فهم أو معرفة أسباب تمسك الناس باتجاهات معينة ، حيث أهمية البحث عند هذه الأسباب في الدوافع السيكولوجية وليس في الأحداث أو الظروف الخارجية . وبدون معرفة الحاجات النفسية التي ينم تحقيقيها عن طريق التمسك باتجاه معين ، فنحن لا نستطيع أن نتوقع توقيت وكيفية تغير الاتجاه ويرى (Katz) أن الاتجاهات تخدم أربعة أغراض هي :

  • وظيفة التكيف مع البيئة :

بمعنى أن الفرد يسعى إلى الحصول على أقصى قدر من الجزاء وتقليل العقاب المتوقع من البيئة الخارجية إلى أدنى الدرجات والاتجاهات هي في العادة الوسيلة التي عن طريقها يحاول المرء تحقيق أهدافه المطلوبة وتفادى النتائج السيئة .

  • وظيفة الدفاع عن النفس :

يسعى الفرد لحماية نفسه من غرائزه وشهواته ونزعاته غير المقبولة ، وتمكنه من التعرف على الظواهر الخارجية التي تهدد كيانه .

3-وظيفة التعبير عن القيم :

بعض الاتجاهات تقوم بوظيفة التمويه عن النفس وعلى الآخرين إخفاء حقيقة الفرد ، والبعض الأخر من الاتجاهات يخدم وظيفة مختلفة هي التعبير الفعلي عن القيم الأساسية للفرد ، وعندها يحس الفرد بالرضا عندا يعبر عن اتجاهات يعتقد أنها تعكس قيمة ومعتقداته .

4-وظيفة المعرفة :

ترتبط بحاجة الفرد إلى تنظيم إدراكه من حوله وتقصف بالبحث عن المعاني ومحاولة الفهم ، والنزعة نحو التنظيم الأفضل للمدركات والاعتقادات حتى تتسم أفكار الفرد بالوضوح والاتساع.

 

 

محددات محتوى الاستجابة المعرفية وفقا للنماذج المعرفية :

تعددت النظريات المعرفية التي يمكن تطبيقها في تحليل محددات مستوى الاستجابة المعرفة ومنها :

  • نظريات الاتساق المعرفي Balance Theory أو (التوازن المعرفي) تتنبأ هذه النظريات بمدى وجود اتساق بين الاستجابات المعرفية نحو رسالة ما ، والمخزون المعرفي لدى الفرد عن موضوع الاتجاه .
  • منظور الاستيعاب– التباينThe Assimilation- Contrast Approaer : يتنبأ بان الفرد تصدر عنه ردود أفعال ايجابية تجاه الرسائل التي تقع في مدى (مجال) القبول لديه ، وتصدر عنه ردود أفعال سلبية تجاه الرسائل التي تقع في مدى (مجال) الرفض لديه.
  • نظرية المفاعلة Reactance Theory : وتتوقع هذه النظرية أن تصدر ردود أفعال سلبية في المواقف الاتصالية ذات الطبيعة القصرية.
  • نظرية السلطة (الندرة) Commodity Theory : وتفترض هذه النظرية أن هنالك علاقة عكسية بين إدراك الملتقى لمدى وفرة المعلومات عن قضية ما ، وايجابية التفاعلات المعرفية تجاه الرسالة .
  • النظرية الوظيفية Functional Theory :تقدم هذه النظرية مجموعة من المبادئ الأكثر تعقيدا التي تساعد في التنبؤ بالتفاعلات المعرفي تجاه الرسائل المختلفة ، بشرط التعرف على الأسس والدوافع التي تقوم عليها اتجاهات الفرد.

حاولت هذه النظرية الربط بين المبادئ التي نادت بها واستخدام الجمهور لوسائل الإعلام والذي يتخذ قراره بناء على معطيات سابقة عن مفهوم الوسيلة والمصدر والمحتوى ودور المعرفة الإدراكية باعتبارها احد للقوة التي  تقوم بدور في العمليات الوسيطة التي غيرت من مفهوم التأثير والاتجاهات .

يحدد الفرد اتجاه نحو وسائل الإعلام من خلال الصورة الزاهية التي يرسمها الفرد في مخزونة المعرفي عن هذه الوسائل ، أو أحداها وفقا لخبرته المتراكمة ، وتعرضه لرسائل هذه الوسائل ، وعلاقته بالمدركات التي يختزنها الفرد في إطار خبرته . ويتحدد اتجاه الملتقى بالقائم بالاتصال من خلال تقييمه لخصائص القائم بالاتصال وعلاقته بالمفاهيم التي يقدمها في محتوى النزاع أو المنشور من خلال مدى الاختلاف أو الاتفاق بالمفاهيم التي يقدمها محتوى النزاع أو المنشور من خلال مدى الاختلاف أو الاتفاق مع البناء المعرفي للفرد عن المفاهيم أو المعاني المضمنة في المحتوى .

تتجمع هذه النظريات في رؤيتها ، أن الفرد يميل إلى تحقيق التوازن أو الاتساق ، بين الموضوعات ذات العلاقة ، وفى حالة عدم التوازن نتيجة تباين الاتجاهات بين هذه الموضوعات يشعر الفرد بالتوتر أو الضغط الذي يدفعه إلى محاولة تغيير اتجاهه في الجانب الذي يحقق له التوازن أو عدم الاتساق ويجنبه التوتر والقلق الناتج عن هذا التباين

فالحملات الإعلامية الاقناعية يجب أن تتناول العادات والمعتقدات وتدعم الايجابي منها حتى تصدر استجابات من قبل المتلقي لتقبل الرسالة الإعلامية والتفاعل معها .

(ويفترض Green wald) المؤسس الحقيقي من منظور الاستجابة المعرفية أن الأفراد عندما يتلقون رسالة ما ، فأنهم يحاولون ربطها بالمخزون المعرفي لديهم عن موضوع الرسالة . أما إذا كانت الرسالة تثبر استجابات معرفية معادلة ، أو استجابات تفند الموقف الذي تتبناه الرسالة أو تؤيده موقفا أخر ، فان المتلقي سيرفض الرسالة ، وقد تكون استجابات المتلقي المعرفية أكثر إقناعا من الحجج التي تقدمها الرسالة ، مما قد ينتج عنه رد فعل عكس تجاه الرسالة).

الخصائص المميزة لنظرية الاستجابة المعرفية :

هنالك أربع خصائص لنظرية الاستجابة المعرفية تميزها عن غيرها من نظريات تشكيل الاتجاهات وهى :

1/ اعتماد النظرية على ما يسمى بمهمات الإنتاج Tasks Production، وهى تشير إلى فكرة أن الأفراد الذين يتعرضون لرسالة ما تكون لديهم الفرصة للتعبير عن الأفكار التي تراودهم ، أي أنهم يقومون بهمة إنتاج الأفكار .

2/ تعدد الأبعاد Multi dimensionality تتناول النظرية الاتجاهات باعتبارها ذات أبعاد متعددة على عكس النظريات الأخرى التي تناولت اتجاهات الأفراد أي باعتبارها أحادية البعد .

3/ تعد نظرية الاستجابة المعرفية نظرية كيفية Qualitative Theory حيث أنها تتناول وتفسر الظروف الكيفية بين أفكار المبحوثين ومن ثم اتجاهاتهم .

4/تعد نظرية الاستجابة المعرفية على الذاكرة A memory based Throry فهي تخبرنا بالأفكار التي تنتجها الأفراد عند مواجهتهم لظروف غير متوقعة ، يطلب منهم فيها اتخاذ قرارات محددة تجاه موضوعات الاتجاهات المختلفة اعتمادا على الذاكرة.

دور حملات التسويق الاجتماعي الإعلامية في تغيير الاتجاهات :

تسعى حملات التسويق الاجتماعي إلى تغيير اتجاه وأراء الناس إزاء موضوع أو قضية ما لجعله اتجاها أكثر ايجابية وقربا لتنمية الفرد والمجتمع معا ، وغالبا في مثل هذه الحملات تسعى إلى مقاومة العادات والتقاليد والأفكار السلبية في المجتمع والعمل على إقناع الناس لتبنى سلوك يؤدى إلى القضاء على مثل هذه العادات والتقاليد . ومن النماذج المتفق عليها في تغيير اتجاهات الأفراد من خلال حملات التسويق عامة الاجتماعي نذكر ما يلي :

  • تصميم المنبه والاستجابة The Stimulus – Response design :

يفتكر هذا التصميم على نتائج البحوث التي أظهرت أن التعليم يحدث عن طريق الرفض والتكرار وهدفه الجمع بين منبه واستجابة .

وقد انعكست تطبيقات هذا التصميم في مجال الاتصال في تحديد معاني جديدة للكلمات ، سواء كانت هذه المعاني دلالية أو ضمنية تحمل أبعادا عاطفية . يكثر استخدام هذا التصميم في حملات التسويق الاجتماعي ذات الطابع الصحي من خلال تنبيه الأفراد إلى ظاهرة صحية ومحاولة خلق الاستجابة المطلوبة .

ومن أمثلة هذه الحملات هذه الدراسة التي تحاول الربط بين صحة الفرد والإصابة بالأمراض المعدية مثلا .

ويعتمد هذا المنبه غالبا على :

  • التكرار Repetition من خلال التكرار المستمر للحملة .
  • الجذب Captivity من خلال استخدام كافة عناصر الجذب والانتباه ، وخاصة تلك التي تركز على الجوانب الداخلية للفرد .
  • التماس Contiguity عن طريق الربط بين موضوع الحملة وعلاقتها بالإفراد أنفسهم .

ب- تصميم الدافعية Motivational Design  :

ظهر هذا التصميم نتيجة عدة دراسات بان الإنسان يسعى بشكل دائم نحو تحقيق أهداف تلبى احتياجاته المختلفة وهنا يبرز دور وسائل الإعلام في توعية المهجرين من قيام سد مروى مثلا بان الموقع الجديد به ميزات أفضل مما كانوا عليه ويعبر عن ذلك بنموذج (Maslow).

يعبر الشكل التالي عن الاحتياجات الإنسانية المختلفة ويعرف بهرم ماسلو للحاجات.

 

 

 

 

الشكل رقم (4)

هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية المختلفة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تستخدم حملات التسويق الاجتماعي هذا التصميم من خلال الرسائل إعلامية تعالج مثل هذه الحاجات وتبين مدى توافرها أو توافد أحداها بالنسبة للفرد وبالتالي فان إشباع هذه الحاجات سوف يؤدى إلى الاقتناع بموضوع الحملة والتأثير بها بدرجة اكبر ، مثل استخدام حملات إعلامية نوعية تشير إلى توسع في العمل الزراعي وترقية خدمات المواطنين الضرورية من اجل تحقيق الرخاء الاجتماعي والاقتصادي ، إلى جانب الإحساس بالطمأنينة كحاجات فسيولوجية ويمكن تقسيم دوافع الفرد للاستجابة للفكرة أو الخدمة كأساس للسلوك إلى.

دوافع عاطفية : بالاعتماد على المشاعر والرغبة في الاستجابة دون تقييم موضوعي للعملية ن أو لمجرد تقليد الآخرين . وغالبا ما يتأثر الفرد هنا بطابع الإثارة في تصميم الحملة .

دوافع عقلية : يقوم الفرد هنا بتحديد أولوياته واختياراته بعد تفكير موضعي يؤدى إلى إشباع حاجاته من خلال الخدمة أو الفكرة . وهو غالبا ما يركز على المضمون .

ج- التصميم المعرفي Cognitive design :

يعتمد منهج التصميم المعرفي على الحجج العقلانية Rational argument ويمكن تطبيقه في أسلوبين هما :

– محاولة الإقناع عن طريق الحقائق والمعلومات ، ضمن دائرة النقاش المنطقي .

– استخدام رغبة الآخرين في بناء حالة من التوافق مع أنفسهم ومحيطهم من خلال تغيير اتجاهاتهم عن طريق إثارة حالة عدم التوازن الذاتي ودفعهم إلى إتباع سلوك جماعي . ومثال هذا محاولة إقناع الأفراد بضرورة اتخاذ موقف واحد للتصدي لأي جهة تريد التدخل في الشئون الداخلية للمجموعة .

د- التصميم الاجتماعي Social design :

يقوم هذا التصميم على فكرة مفادها بناء الإنسان ما هو إلا عضو في المجتمع ، وهو كثير الاعتماد عليه ، وبالتالي فان التصميم الاجتماعي يعتمد على مبدأ الاتفاق الجامعي مما يسهم في تغيير الاتجاهات السائدة . ويستخدم بكثرة في حالة خلق رغبات وميول لدى جماعة ما إذا موقف معين مثل حالات الحروب  وهنا فقد يبرز دور الجماعات المرجعية بما لها من تأثير على معتقدات ومواقف وسلوك وقرارات أفراد آخرين.

يتمثل تأثير هذه الجماعات في حملات التسويق الاجتماعي من خلال تأثيرها الكبير على قرارات الاستفادة من الخدمة أو تبنى الأفكار مثل عمليات التضحية من اجل قضايا الوطن الجوهرية .

وهنا يمكن للقائمين على أمر الحملات الإعلامية الاستعانة والتنسيق مع قادة الرأي والجماعات المرجعية كالتالي.

– الجماعات الرسمية Formal Groups :وهى الجماعات ذات صفة التشكيل الرسمي (كالنقابات المهنية) حيث يتأثر أعضاء هذه الجماعات بآراء قادة الرأي فيها بما يمثلون من قيم وأنماط سلوكية .

الجماعات غير الرسمية Informal Groups : وهى جماعات غير منظمة ن وترتكز غالبا على العلاقات الاجتماعية غير الرسمية كالأصدقاء والجيران مثلا .

الجماعات التلقائية Automatic Groups : وهى تلك الجماعات التي يرتبط لها الأفراد  بصورة تلقائية وفقا لمعايير محددة مثل السن ، الجنس ، الحالة الاجتماعية وينبغي أهمية هذا النوع من الجماعات في تأثيرها الفعال على التوقيعات الاجتماعية  لأعضائها من خلال القدرة على تحديد نوع الخدمات المقدمة .

الجماعات التوقعية Anticipating Groups :كالجماعات التي يسعى الأفراد للانضمام إليها . ويؤثر هذا النوع على الأنماط السلوكية في اقتناء الخدمة وتبنى الفكرة . كالرغبة في الانضمام لذوى التأهيل الاجتماعي أو الجمعيات الاجتماعية .

الجماعات السلبية Negative groups : وهى من النوع الذي يسعى الأفراد للابتعاد عنها ، ما يترتب عنه اتخاذ مجموعة قرارات لا تتوافق مع هذه الجماعات .

الجماعات الأولية Primary groups : كالجماعات الأصلية في المنشاة ، ويكون بينهما وبين الأفراد اتصال مباشر ودائم وعادة ما يكون تأثير هذه المجموعات قويا ومباشراً.

هـ-تصميم الشخصية Personality:

وهو التصميم الذي يأخذ في اعتباره الحاجات الشخصية للأفراد المستهدفين أثناء القيام بمحاولة إقناعهم بخدمة أو فكرة ما . ويمكن تصنيف هذه الحاجات إلى فئتين اثنين هما :

حاجات التعبير عن القيم Value Expression : أن يفترض تصميم الشخصية هنا بان الآراء والمواقف والاتجاهات ما هي إلا تعبير عن عوامل شخصية تمكن الفرد من التفاعل مع المجتمع ، فالحملات الإعلامية عن مرض الايدز ربطت بين المرض والجوانب الأخلاقية لدى الشخص .

حاجات الدفاع عن الذات Ego-defense : وترتبط هذه الحاجات بمحاولات حماية الفرد لنفسه من صراع داخلي أو خارجي ، كالدفاع عن النفس إذا الإحساس بعقده الفشل.

وبالرغم من صعوبة تطبيق مثل هذا التصميم لحاجته إلى استخدام أسس نفسية بدرجة كبيرة ، إلا أن بعض الباحثين قدموا بعض الأساليب الإعلامية التي تكون ناجحة في تغيير الاتجاهات وفق هذا التصميم ومنها على سبيل المثال لا الحصر .

* الإقلال من استخدام عامل التهديد في مضمون الرسالة الإعلامية واللجوء إلى أسلوب التخويف في حدوده الدنيا .

* الإكثار من استخدام أسلوب الدعاية أو الفكاهة بهدف تخفيف حالة التوتر والقلق .

* محاولة تبصير الفرد بسلوكه الذاتي الدفاعي .

*تحويل تفكير الفرد من منطقة الدفاع عن الذات إلى منطقة التعبير عن القيم فبدلا من إقناع الأفراد لأهمية مشاريع التنمية ، فانه من الأفضل تقديم نماذج عملية لأثر مشاريع التنمية على المجتمعات المتطورة وتفاعل هذه المجتمعات المتطورة وتفاعل هذه المجتمعات مع قضايا التنمية .

نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي :

يسود الاعتقاد لدى البعض بان فشل الحملات المتكررة لمكافحة مرض الايدز مثلا بالإضافة إلى موسمية هذه الحملات يرجع لعناد الجمهور وسلبية اتجاهاته ، بل واستنكار البعض لوجود مرض الايدز في المجتمع المسلم ويرفض البعض مجرد تداول موضوع هذا المرض في وسائل الإعلام الجماهير.

 

عند التخطيط للحملات يجب مراعاة هذه العوامل :

– ضرورة معرفة عادات الاستماع والمشاهدة للجمهور المستهدف بالإضافة للعوامل الأخرى المؤثرة في عملية الاتصال بالجمهور مثل (المستويات اللغوية).

– توجيه الإعلام للجمهور المستهدف ن وليس لغيرهم .

– تبسيط الرسالة الإعلامية حتى يمكن لجميع فئات الجمهور استيعابها بنفس الدرجة ، مع الابتعاد عن استخدام المصطلحات الفنية والأجنبية أو الصور الرمزية التي تحد من القدرة على استيعاب الرسالة.

يجدر الذكر بالتأثير المعرفة بكل من الاتصال والعوامل الاجتماعية والاقتصادية ، وهنالك تأثير متبادل بين هذين العاملين . كما أن التفاعل والتأثير المتبادل بين المعرفة والاتصال والوضع الاجتماعي والاقتصادي مؤثر على المعرفة ويسبب فجوة فيها بين الفئات المختلفة .

لا يختصر تأثير العلاقات بين العوامل على أحداث فجوة المعرفة ، بل يتعدى ذلك إلى أحداث فجوة في السلوك . وسبب ذلك هو العلاقة الوثيقة بين المعرفة والسلوك ، كما أن العلاقة بين المعرفة والسلوك وتتأثر أحيانا بعوامل أخرى قد تكون للفرد المعرفة ولكنه لا يتصرف على أساسها . وتسمى هذه العوامل التي تؤثر على العلاقة بين المعرفة والسلوك بالعوامل الوسيطة وهمها :

  • العوامل الديمرغرافية (كالجنس والعمر والحالة الاجتماعية).
  • العوامل البديهية (مثل القدرة الاقتصادية ، إمكانية السلوك).
  • العوامل المرتبطة بالعرف الاجتماعي (مثل موافقة أو عدم موافقة الآخرين على السلوك).
  • الاتجاه نحو السلوك .

ويشار هنا إلى أن الأعلام يستطيع التأثير على عنصر المعرفة ، وعلى الاتجاه وعلى إدراك العرف الاجتماعي السائد ، ولكنه لا يستطيع التغلب على العقبات المرتبطة بالعوامل الديموغرافية أو العوامل البديهة .

نستطيع أن نستنتج أن فجوة المعرفة تنشا لان فئات معينة في مجتمع بعينة تكتسب المعرفة أسرع من غيرها من الفئات ، وقد يكون السبب في ذلك (العوامل الوسيطة ، أو الفروق الفردية)، وكلما زادت المعلومات في مجتمع ما كلما تعددت فجوات المعرفة في ذلك المجتمع . وهنا يجب على وسائل الأعلام تؤدى الدور الأساسي في خلق فجوات المعرفة وذلك عن طريق (تعويض) أشكال عديدة تؤثر في وسائل الإعلام عن طريقها في إيجاد هذه الفجوة والبقاء عليها ومنها شكل الرسالة الإعلامية ، ومستواها اللغوي ، وتوقيت نشرها ولا يقتصر تأثير فجوة المعرفة على أحداث فجوة مماثلة في السلوك بل يتعدى ذلك إلى وصول المعلومات بشكل سريع إلى فئة قليلة من المجتمع تستفيد منها في تدعيم قوتها ومعرفتها الصحيحة بالمسببات التي تعمل على عرقلة مشاريع التنمية المختلفة . ومن المهم عند تخطيط حملات الإعلام أو حملات التسويق الاجتماعي أن يتلافى المخططون أخطاء الحملات السابقة بعد تقييمها .

 

وهنالك عدد من الأخطاء التي تعوق نجاح الحملات الإعلامية منها:

  • اعتماد الحملات غالبا من الإذاعة والتلفزيون ، لان الإعلان في الصحف مثلا لا يغطى غالبية الجمهور المستهدف إضافة لمحدودة انتشار المطبوعات بالسودان .
  • اعتماد برامج الإذاعة والتلفزيون على اللغة الدارجة أو (لغة الإذاعة) الأقرب لفهم لغة العامة ، إذ أن اللغة الفصحى تصعب على غير المتعلمين كما أن اللغات واللهجات المحلية تصعب على غير الملمين بها في متابعة الرسائل .

 

 

 


فيما يلي نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي .

الشكل رقم (5)

نموذج المعرفة والتغيير الاجتماعي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحوظة :

أن تطبيق هذا النموذج يشمل كذلك التسويق الاجتماعي ويشكل النموذج خطوات التخطيط لحملة التسويق الاجتماعي والتي تتطلب وضع إستراتيجية إعلامية للحملة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل السابع

دور وسائل الإعلام في إحداث التنمية

أولى أساتذة الاتصال أهمية قصوى للدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في المجتمع، فرأي بعضهم الاتصال نسيجا للمجتمع الإنساني برمته، وكلما تدفق الإعلام بين شرايين هذا النسيج كلما زادت فاعلية المجتمع وقدرته على التنمية، ورأي آخرون أن عملية الاتصال ترسخ شعور المواطن بالانتماء إلي وطنه وقوميته، وأن استغلال هذا الشعور في التنمية ضرورة من ضروريات نجاحها، بالإضافة إلي وسائل الاتصال تنقل التراث الاجتماعي من جيل لآخر، واهتم آخرون بالمعلومات والأفكار التي تحملها وسائل الاتصال والتي تعد العامل الأساسي في زيادة مجالات المعرفة لدى الجماهير وتوسيع آفاقهم ومداركهم ولزيادة قدرتهم على التقمص الوجداني وتقبلهم للتغير واشتراكهم في التنمية.

وفي معظم الدراسات الإعلامية حتى بداية الربع الأخير من القرن العشرين يحدد كثير من الباحثين وظائف وسائل الإعلام بأنها الإبلاغ أي نشر الأخبار ثم الشرح والتفسير أي تفسر الخبر والتعليق عليه وإبداء الرأي فيه وحوله، ثم التثقيف ثم التسلية والاقناع ثم الإعلان ويضيف بأنه في اتساع حقول الدراسات والبحوث الإعلامية فإن هذا التعميم لم يعد ملائما للعصر فالراديو غير التلفزيون والصحف غيرهما، والأفلام السينمائية تتنوع وتتعدد وتختلف، لذلك فإن الوظائف المعاصرة للإعلام يمكن النظر إليها نظرة جديدة تعتمد على التوسع الذي طرأ على وظائف وسائل الإعلام وعلى تطور الخدمة الإعلامية في المجتمعات المعاصرة.

أهم التصورات الغربية لوظائف وسائل الإعلام:

تصور هارولد لازويل:

يعد هارولد لازويل أول من لفت الاهتمام إلي الوظائف التي يؤديها الاتصال للمجتمع وقد حدد لازويل ثلاث وظائف لوسائل الإعلام تؤديها بصورة في أي مجتمع هي:

(1) مراقبــة البيئــة:

وتعني تجميع وتوزيع المعلومات المتعلقة بالبيئة سواء في خارج المجتمع أو داخله وهي ما تسمى بوظيفته الإخبار، أي أن تكون الأخبار في متناول الجميع. وهذه الوظيفة يمكن المجتمع من التكيف مع الظروف المتغير، تسهيل عملية اتخاذ القرارات فالمراسلون الخارجيون لوسائل الإعلام يعملون لمراقبة البيئة الخارجية بينما المندوبون لمراقبة البيئة الداخلية من خلال تقاريرهم المستمرة والتي تحيط المجتمع علما بكل أنشطة البيئة.

(2) الترابــط:

وتعني التفسير والتحليل والتعليق على الأحداث في البيئة وتوجيه السلوك كرد فعل لهذه الأحداث، وهو ما يعني إيجاد الرأي العام.. فالاتصال هو الذي يوجه الرأي العام .. وبدون الرأي العام لا تستطيع الحكومات أداء مهامها في المجتمعات الديمقراطية، ولذلك فمن الضروري وجود قدر من الإجماع أو الترابط في المجتمع تجاه القضايا السياسية. ولا يمكن لهذا الترابط أو الإجماع أن يتحقق بدون اختيار تقييم وتفسير الأنباء بواسطة وسائل الإعلام مع التركيز على ما هو أكثر أهمية في البيئة.

(3) نقل التراث الاجتماعي (الوظيفة الثقافية):

يعتمد التراث الثقافي أساس على توصل المعلومات والقيم والمعايير الاجتماعية من جيل إلي آخر ومن أعضاء جدد انضموا إليها، وهو ما يعرف بالنشاط التعليمي.

وهذا النشاط الآن في العصر الحديث أصبح ضمن مهام وسائل الإعلام، ويقوم هذا النشاط بتوجيه المجتمع عن طريق إعطائه قاعدة أوسع من القواعد الشائعة والقيم والخبرات الجماعية التي يتقاسمها أعضاء المجتمع، كما يساعد هذا النشاط على اشتراك الأعضاء الجدد في المجتمع وحثهم على أن يقوموا بدورهم وأن يلتزموا بالتقاليد والعادات.

وقد أضاف (شارلز رايت) مهمة رابعة إلي هذه المهام وهي: الترفية أما (دي فلير) فقد أضاف إلي هذه الوظائف وظيفة أخرى وهي وظيفة الرقابة الاجتماعية وتوزيع الأدوار وتنسيق الجهود.

وأضاف (بولدنج) وظيفة الإعلان.. في إطار الوظائف الاقتصادية لوسائل الإعلام إذ تقوم الوسائل عن طريق الإعلان بنشر قوائم الأسعار وتحليل الأعمال. ولضمان الترابط في السياسة الاقتصادية سواء عن طريق الفرد أو الهيئات أو المجتمع التحكم في إدارة السوق، وأيضا لتسيير تعليم المهارات وتطلعات السلوك الاقتصادي.

وظائف الاتصال عند برتون لازر سفيلد:

استكمالا لوظائف الاتصال عن د.(هارولد لازويل) قدم ميرتون ولازر سفيلد ثلاث وظائف أخرى يمكن أن يؤديها الاتصال من اجل خدمة المجتمع، وهي:

(1) التشــاور:

بمعنى تبادل الآراء حول الأفكار والناس والمنظمات والحركات في أي مجتمع حديث فإن وسائل الإعلام تؤدي هذه المهمة فتفلت النظر إلي القضايا والموضوعات الهامة وتعمل على إضفاء الألفة والشرعية على الأفكار والناس.

(2) فروض المعايير الاجتماعية:

إذ تعمل على الحفاظ على المعايير والقيم العامة والكشف عن الانحرافات التي تحدث عن هذه المعايير وذلك لحماية المجتمع من التقلبات والتوترات.

(3) تخفيف الإحساس بالاختلال الوظيفي:

وهذا الاختلال ينتج كما يقول (لازويل) من خلال إساءة وسائل الإعلام لأداء وظائفها .. فنتج إحساسا باللامبالاة لدي الجمهور.. ويعزو ميرتون ولازسفيلد هذه اللامبالاة إلي إغراق وسائل الإعلام جمهورها بالمعلومات بشكل يؤدي إلي عملية تخدير بدلا من عملية التنشيط ، فتقضي الجمهور وقته في تعلم القضايا من وسائل الإعلام ولايصبح لديه أصلا وقتا كافيا لعمل شيء تجاه هذه القضايا.

أوشيما والوظيفة التنموية لوسائل الإعلام:

فلوسائل الإعلام كما يقول أوشيما صفة المضاعف المؤدي إلي التنمية الإنتاجية وتتميز أكثر الدول بأنها مجتمعات في عجلة من أمرها… والقصد من ذلك أنها مجتمعات تبغي اللاف بالكرب بأسرع ما يمكن.. ولهذا فهي تحتاج إلي نظرية للتنمية الاقتصادية وإلى سياسة للاتصال تشرح كيفية اللحاق وما تريد اللحاق به.. ومن الواضح أن وسائل الإعلام هي المصدر الأول لتنمية المجتمعات التي هي في عجلة من أمرها إذ أنها تحمل وسائلها إلي الجماهير بأسرع وقت ممكن.

وظائف الإعلام عند شــرام:

بالنسبة للوظائف العامة للاتصال فيحددها (شرام) على أساس كل من الفرد والمجتمع فبالنسبة للفرد فإن هذه الوظائف تنحصر في:

الإعلام – التعليم – الترفيــه – الإقناع.

ومن وجهة نظر المجتمع فأهدافه من المشاركة في عملية الاتصال هي:

  • فهم ما تحيط به من ظواهر أحداث.
  • تعلم مهارات جديدة.
  • الاستمتاع والاسترخاء والهرب من مشاكل الحياة.
  • الحصول على معلومات جديدة تساعده على اتخاذ القرارات.

أما بالنسبة لدور وسائل الإعلام في خدمة التنمية فيحدد شرام ثلاث وظائف رئيسية هي:

(1) وظيــفة الإعــلام:

وذلك لاحاطة عامة الشعب علما بالتنمية القومية وأن يتم تركيز اهتمامهم على الحاجة إلي التغيير والفرص التي تدعو إليه ووسائله وطرقه، وفي إطار هذه الوظيفة يحدد ثلاث وظائف أخرى فرعية هي:

  • توسع الآفاق: عن طريق إعطاء الفرد ا لفرصة ليرى ويسمع عن أشياء لم يرها من قبل وأن يعرف إناسا لم يقابلهم قط.
  • تركيز الاهتمام: على الآراء يجعلها أكثر انتشارا، وعلى الأشخاص بإضفاء الأهمية عليهم من خلال هذا التركيز فيصبح لآرائهم أهمية أكثر.. وبذلك تركز وسائل الإعلام اهتمام الملايين من مختلف الأفراد على نفس الموضوع وفي نفس الوقت مما يساعد على خلق مناخ لتبادل الآراء بين السكان وبالتالي خلق المناخ الذي يؤدي منه وسائل الإعلام خدماتها العامة والضرورية نحو التنمية ككل.
  • رفع مستوى التطلعات: وذلك بدفع الناس نحو حياة أفضل ونحو التنمية وبدون ذلك يصبح حدوث التنمية أمرا صعاب بعيد المنال.

(2) وظيفة اتخاذ القرارات:

فمن خلال انسياب المعلومات من أسفل إلي أعلى ومن أعلى إلي أسفل، يتم الحوار بين المسئولين وعامة الناس، وتتاح الفرص للإسهام بذكاء في عملية اتخاذ القرارات ووسائل الإعلام هي وحدها القادرة على أن تساعد على أداء هذه الوظيفة، فمن خلال تغذية المناقشات بالمعلومات وإظهار رأي القادة وجعل الوسائل المطروحة واضحة كل الوضوح، وتوسيع الحوار تجاه سياسة ما، تستطيع وسائل الإعلام أن تفرض أساليب جديدة للحياة الاجتماعية وأن تسهم في تكوين الذوق العم وأن تغيير الاتجاهات وخاصة غير الراسخة أو عميقة الجذور، وذلك بمقارنة بأشكال الاتصال الشخصي المباشر.

(3) وظيــفة التعليم:

فتعليم المهارات المطلوبة وتعلم الكبار القراءة والكتابة وتعليم المزارعين وسائل الزراعة الحديثة، وتدريب المهندسين والأطباء وتزويد العمال بالمهارات الفنية لتلبية احتياجات المجتمع، وتزويد الناس بأساليب العناية بصحتهم وقوتهم، مع ملاحظة اختلاف القدرات في أداء هذه الوظائف بين كل من وسائل الاتصال الجماهيري وأشكال الاتصال الشخصي، فالإذاعة مثلا لا تستطيع أن تشرح أية خبرة او مهارة في الزراعة أكثر مما يستطيع عامل متمرس عليها عمليا. ولكن بمجرد أن يتم تعليم المهارة فإن الراديو يستطيع أن يقدم المعلومات وأن يجيب على الأسئلة وأن يقدم النتائج.

التصورات الخاصة بدور وسائل الاتصال في التنمية من خلال عملية نشر الأفكار المستحدثة:

تعد دراسة كيفية انتشار الأفكار المستحدثة هي دراسة في عملية الاتصال وكان الهدف الرئيسي للدراسات التي تناولت ذلك هو تحقيق التغيير في المجتمع المحلي أو القرية من خلال طرح الأفكار والأساليب والمنتجات والأساليب الجديدة ونشرها في القرية أو المنطقة. وركزت هذه الدراسات من وجهة نظر علماء الاجتماع على الإجابة على سؤال محدد هو كيف يمكن أن تتغير النظم الاجتماعية عن طريق نشر الأفكار المستحدثة، أما علماء الاتصال فركزوا على تساؤل محدد هو: كيف يمكن أن تستخدم الأنشطة الاتصالية لدعم ونشر الموافقة والقبول للمنتجات والأفكار الجديدة؟ ونال هذا التوجه اهتماما كبيرا من قبل العلماء في دول مختلفة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في هذا الشأن وتراكمت لديها خبرات عديدة أدت إلى بناء نظرية عامة للاتصال فيها دور مهم وكبير في مجال نشر الأفكار المستحدثة، ويرجع الفضل لـ (إفريت روجرز) في تحديد ملامح البناء النظري لنظرية (الاتصال والأفكار المستحدثة).

وقد لخص روجرز في كتابه (الأفكار المستحدثة وكيف تنتشر) والذي نشرته طبعته الأولى في عام 1962م، والثانية في عام 1971م، لخص الدراسات التطبيقية التي أجريت لسنوات عدة في الولايات المتحدة الأمريكية حول نشر الأفكار الجديدة وأشار إلى أن الاتصال ضرورية لعملية التغيير الاجتماعي التي تحدث عندما يحدث التغير في تركيب وطبيعة النظام الاجتماعي وأن عملية التغيير الاجتماعي هذه تتكون في ثلاثة خطوات متعاقبة هي:

  • الاخـتراع.
  • الانتشــار.
  • النتائــج.

والمقصود بالاختراع العملية يتم بواسطة خلق أو تطوير الأفكار الجديدة، أما الانتشار فيقصد به العملية التي تتم بواسطتها توصيل هذه الأفكار الجديدة إلي أعضاء النظام الاجتماعي، وأخيرا فالمقصود بالنتائج التغيرات التي تحدث داخل النظام الاجتماعي كنتيجة لتبنى أو رفض الابتكار أو الأفكار الجديدة.

وعملية اتخاذ القرارات في الفكرة المستحدثة تمثل بالمراحل التاليــة:

(1) مرحلة الوعي والمعرفة بوجود الفكرة الجديدة:

حيث يتعرف الفرد على الفكرة المستحدثة من وسائل الاتصال المختلفة وعلى بعض جوانبها.

(2) مرحلة الاهتمام بالفكرة الجديدة والبحث عن المعلومات عنها:

ونتيجة لذلك يتكون لديه اتجاه مؤيد أو معارض لها.

(3) مرحلة التعميم:

حيث يختار الفرد تنبي الفكرة المستحدثة أو رفضها.

 (4) مرحلة التجريب والمحاولة:

حيث يحاول الفرد تجربة الفكرة الجديدة على نطاق ضيق لتقرير مدى صلاحيتها ونتيجة لذلك يدعم القرار الذي اتخذه بالموافقة أو الرفض، وهنا أيضا يتأثر قراره بالمعلومات والخبرات الجديدة التي قد يتعرض لها.

(5) مرحلة التبــني:

حيث يستخدم الفرد الفكرة الجديدة بصفة مستمرة على نطاق واسع عندما يصل عدد المتبنين إلى نقطة معينة حوالي 80% من أفراد المجتمع وهذه الفئة الأخيرة قد تعمد إلي التبني في فترة لاحقــة.

ونتيجة لذلك تنقسم النظرية الجمهور وفقا لمعدل سرعة التبني لما يلي:

  1. المبتدعون الأوائل ونسبتهم 2.5%.
  2. الأوائل ونسبتهم 13.5%.
  3. الغالبية المتقدمة ونسبتهم 34%.
  4. الغالبية المتأخرة 34%,
  5. المتلكئون ونسبتهم 16%.

وتبين النظرية وجود فروق واضحة بين فئات المتبنين هذه، فالمتبنون الأوائل أصغر سنا وفي حالة اجتماعية أفضل ووضع مادي أكثر يسرا من الفئات الأخرى كما أنهم أكثر تعرضا لوسائل الاتصال الجماهيرية الأخرى ويرتبطون بموظفي الإرشاد الزراعي بعلاقات جيدة ولديهم تطلعات أعلى من الفئات الأخرى.

وبالنسبة للفكرة أو الأسلوب المتبنى نفسه فتحدد النظرية سمات لها كما يراها الأفراد في المجتمع وهي التي تحدد معدل تبنيها وهذه الصفات هي:

  • الميزة النسبية للفكرة الجديدة على الأفكار أو المنتجات السابقة.
  • التوافق والانسجام مع النظم والتقاليد القائمة في المجتمع.
  • التعقد أي درجة تعقد الفكرة المستحدثة وصعوبة فهمها أو استخدامها.
  • القابلية للتجريب على نطاق ضيق.
  • القابلية للملاحظة أي درجة رؤية نتائج الفكرة المستحدثة من قبل الآخرين.

وبالإضافة إلي ذلك توجد متغيرات أخرى تؤثر على معدل ودرجة التبني مثل:

  • نوع القرار المتخذ بشأن الأفكار المستحدثة.
  • طبيعة النظام الاجتماعي.
  • طبيعة قنوات الاتصال المستخدمة في ذيوع الأفكار في المراحل المختلفة لعملية اتخاذ القرار.

وبخصوص هذه القنوات فإن الفرد يجمع المعلومات من مختلف المصادر وذلك في كل مرحلة من المراحل المختلفة للتبنى إلا أن أهمية هذه المصادر تختلف تبعا للمرحلة التي يمر بها القرار فوسائل الاتصال أكثر تأثيرا في المرحلة الأولى مما هي عليه في المراحل التالية إذ تتسم بقدراتها على جعل الأشياء معروفة للجمهور. أما عندما يحدد الإنسان موقفه من الجديد فهو غالبا ما يلجأ إلي أشخاص آخرين أو إلى عالته أو اصدقائه أو جيرانه فهؤلاء يكونون قنوات الاتصال الشخصي التي تناقش في إطار الأفكار الجديدة وتوضح الدراسات أن قنوات الاتصال الجماهيرية أكثر أهمية من قنوات الاتصال الشخصية بالنسبة للمتبنين الأوائل وهؤلاء يبحثون عن الفرص الجديدة التي تؤدي إلي تحسين أوضاعهم، وبالتالي يحصلون عليه من وسائل الاتصال الجماهيرية أما الأشخاص الذين يتأخرون في التبني فيعتمدون أكثر على الاتصالات الشخصية.

قيادة الرأي والمراحل المتعددة لتدفق الأفكار المستحدثة:

تعني قيادة الرأي الدرجة التي يستطيع بها الفرد أن يؤثر بطريقة غير رسمية على اتجاهات الأفراد الآخرين وسلوكهم الظاهر للسير في طريق مرغوب لهذه القيادة وذلك بدرجة تكرارية مناسبة. وهؤلاء يعلبون دورا هاما في انتشار الأفكار الحديثة وذيوعها.

وتحدد مهمة قائد الرأي أو وكيل التغيير أو المرشد في المنطقة أو القرية في دعم التبني الواسع بالاعتماد بشكل رئيسي على وسائل الإعلام في الحصول على المعلومات، ومن أراد تحقيق نتائج إيجابية فعلية الدخول في حوار مع السكان والإصغاء لمشاكلهم وتوظيف كل جهوده لإعداد المواطنين لاستخدام الفكرة المستحدثة.

وقد استخدمت هذه التقنية الاتصالية في الستينات في الهند ونيجريا وغانا وملاوي وكوستريكا والبرازيل ودول أخرى، وهي تستفيد من مزايا الوسائل الجماهيرية في شكل ما يسمى بنوادي المناقشة الجماعية، وهذه تنظم وتتكون من جماعات صغيرة من الأفراد الذين يتلقون بصفة منتظمة لحضور برنامج اتصال جماهيري ومناقشة محتوياته، فتأثير قنوات الاتصال الجماهيري خصوصا بين الفلاحين في الدول الأقل نموا تزيد فاعليته عندما تتزاوج هذه القنوات مع قنوات الاتصال الشخصي، مما يؤكد أهمية كل منهما في عملية اتخاذ القرار الخاص بتبني الأفكار المستحدثة في كل من الدول النامية الأقل نموا.

النقد الموجه لنظرية نشر الأفكار المستحدثة:

ويمكن تحديد أهم أوجه هذه الانتقادات كما يلي:

  • إن الفلسفة التنموية التي يطرحها نموذج وسائل الاتصال والتنمية يعتمد على السير فعلى طريق التقليد للحياة الغربية، فما تحتاجه الدول النامية للخروج من حالة التخلف هي تقنيات جديدة ومنتجات جديدة وهياكل اجتماعية جديدة بمنى نقل هذه العناصر إلي الدول الأقل تقدما. وهذا التصور يعني الاعتماد على تأثير خارجي ويخلق علاقة ارتباطية مع الدول المتقدمة ويقلل من درجة سيطرته على مقدراته السياسية وزيادة السيطرة على مصائرهم، ويخالف المفهوم الحقيقي للتنمية والذي يعني العملية التي يسيطر المجتمع من خلالها على البيئة.
  • لم يفرق النموذج بين الأفكار الضارة وغير الضارة وكذلك مقدار التوافق مع القيم والقرارات الاجتماعية والبناء الاجتماعي.
  • تصور هذا النموذج الاتصال كعملية رأسيه تركز على المستقبل ودوافعه تجاه تبنى أو رفض الأفكار ونتيجة لذلك تجاهل الباحثون رجع الصدى. ولم يحاولوا معرفة ما إذا كان رفض الفكرة راجعا إلي عدم جدواها أو لقصور المعلومات المقدمة إلي الجماهير.

تصورات العلماء العرب لوظائف وسائل الإعلام:

وظائف الإعلام عند الدكتور محمد السيد:

ويحدد هذه الوظائف كما يلي:

  • الوظائف الاجتماعية.
  • وظيفة التنمية.
  • الوظيفة التربوية.
  • الوظيفة الديمقراطية.
  • الوظيفة الترفيهية.
  • وظيفة الخدمات العامة.

وظائف الإعلام عند الدكتور أحمد التكلاوي:

وتنحصر أبعاد هذا الدور الوظيفي في إطار المجتمع في العناصر الآتــية:

  • مقاومة الشائعات والقضاء عليها.
  • القضاء على الرواسب الثقافية التي يعتنق التقدم والنمو.
  • إبراز الشخصية القومية وإنمائها.
  • ضبط اتجاه الرأي العام.
  • تطوير القيم الاجتماعية وإدخال أخرى جديدة.

 وظائف الإعلام من وجهة نظر الدكتور عبد الغفار رشاد:

وهي ليست وظائف ثابتة ولكنها تختلف وفقا للهدف الذي تعمل من أجله أو بمعنى فقد تضطلع بها. وبالتطبيق على الصحافة بمسئولية مادية أمام أصحابها وهي حرة في اختيار الأساليب التي تراها ما دام الأمر في النهاية سيحقق مزيدا من التوزيع وبالتالي مزيدا من الربح لأصحاب هذه الصحف كما هو الحال فلي النظم الرأسمالية، وقد تكون مسئولية ثقافية أمام السلطة التي تريد من محكوميها اعتناق مذهب أيديولوجي معين، والإقناع بكافة السياسات والقرارات التي تصدر عن هذا المذهب أن أصحابه كما هو الحال في النظم الشمولية أو الاشتراكية، وقد تكون مسئوليتها دعائية أمام الدولة التي تعيش نزاعات أو صراعات حربية أو سياسية أو دبلوماسية، كما هو الحال في المعارك الحربية أو الحروب الباردة التي تستخدم فيها كافة أشكال الدعاية والحرب النفسية والشائعات، وقد تكون مسئوليتها تنموية كما هو الحال في الدول النامية.

وظائف وسائل الإعلام لدى الدكتور فاروق أبو زيد:

يستعرض الدكتور فاروق أبو زيد وظائف الإعلام بالتطبيق على الصحافة بناءا على متغيرات ثلاثة هي:

  • إن وظائف الصحافة تنمو وتزداد بتعدد المراحل التاريخية التي تمر بها المجتمع، إذ تضيف كل مرحلة تاريخية جديدة وظائف جديدة للصحافة لتلبي احتياجات التطور الذي يحققه المجتمع من خلال هذه المرحلة التاريخية.
  • إن وظائف الصحافة تختلف من مجتمع إلي آخر وذلك باختلاف النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الذي تصور فيه الصحيفة ، فوظائف الصحافة في مجتمعات ليبرالية تختلف عن وظائفها في المجتمعات الاشتراكية.
  • إن الصحافة تختلف من مجتمع إلي آخر وذلك باختلاف درجة التقدم الحضاري في المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة فوظائف الصحافة في المجتمعات النامية تختلف عن وظائفها في المجتمعات المتقدمة.

وهذا التصور يقوم على أساس أن الاختلاف في الوظائف يتم وفقا لثلاثة متغيرات هي: المتغير التاريخي والمتغير الحضاري والمتغير الموضوعي – النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

تصور الدكتورة جيهان رشتي لوظائف وسائل الإعلام في الدول النامية:

  • غرس الشعوب بالانتماء إلي أمة وطن.
  • تعليم الشعب لمهارات جديدة.
  • غرس الرغبة في التغير وزيادة آمال الجماهير بحيث ترغب في اقتصاد متطور ومجتمع متحضر.
  • تشجيع الناس على المساهمة ونقل صوتها إلي القيادة السياسية.


رؤية متوازنة وتصور مقترح:

يلاحظ بالنسبة للتصورات السابقة لتحديد دور الإعلام في تنمية المجتمعات فيما يلي:

  1. لم تفرق هذه التصورات بين وظائف وسائل الاتصال في المجتمعات النامية والمجتمعات المتقدمة، ولا بين طبيعة وسائل الاتصال في الدول النامية وبالقياس إلي الدول المتقدمة نجد أن الإقبال على هذه الوسائل في الدول النامية يكاد يكون مقصورا على المناطق الحضرية فضلا عن أن مضمون وسائل الاتصال في الدول النامية أقل جذبا وملاءمة لجمهور القرويين ويخضع في الوقت نفسه لسيطرة وضبط المسئولين كما أن الاختلاف بين درجة الإقبال على الوسائل ملحوظة بدرجة كبيرة فالإذاعة والتلفزيون أكثر جذبا لجمهور الدول النامية من وسائل الاتصال المطبوعة وذلك لارتفاع نسبة الأمية في هذه ، وذلك بالخلاف للدول المتقدمة.
  2. إن الوظائف التي تؤديها وسائل الاتصال في المجتمعات المختلفة ليس بدرجة واحدة بخلاف ما ذهبت إليه التصورات السابقة فوظائف الاتصال في مجتمع كالصين تختلف عنها في الهند تختلف عنها في دول النمور الآسيوية وعنها في الدول الأفريقية المختلف كغانا ومالي والكنغو ولهذا فإن تحديد الأولويات بين هذه الوظائف يختلف وفقا للاحتياجات المحلية ولدرجة التقدم المتحققة وهو ما لم تهتم به هذه التصورات.
  3. اختلاف الوظائف وفقا لوسائل الإعلام المستخدمة فالوظائف التي تحققها الصحافة عبر وظائف الإذاعة غيرها بالنسبة للتلفزيون التي تحققها هذه الوسائل تختلف عن وسائل الاتصال الإقليمية والمحلية وتختلف عن وظائف قنوات الاتصال الشخصي والجمعي، وهذه الاختلافات الجوهرية لابد وأن تؤخذ في الاعتبار لتوظيف الوسائل لخدمة التنمية.
  4. إن ممارسة هذه الوظائف في المجتمعات النامية تختلف عنها في المجتمعات المتقدمة فنحن لا نستطيع في المجتمع النامي أن نعلم فقط أو نوجه فقط أو نسلى فقط، فقد يتضمن الإعلام التوجيه والتعليم يحتوي على تسلية وكذلك التسلية قد تخير وتعلم ولذلك فالتفرقة غير واقعية عند الممارسة الفعلية لهذه الوظائف.
  5. تتضمن الوظائف التى حددها علماء الاتصال وظائف فرعية فوظيفة العالم تتضمن كما ذهب شرام وظائف فرعية مثل توسيع الآفاق ورفع مستوى التطلعات، وممارسة هذه الوظائف النوعية ليست بدرجة واحدة وإنما تختلف وفقا لمستوى التحضر مدينة أو قرية فتحقق هاتان الوظيفتان يختلف للمدينة عنه للقرية وكذلك يختلف بالنسبة للفئات النوعية للجمهور، فالأطفال غير الشباب غير الشيوخ. والرجال غير النساء والمزارعين غير العمال غير الطلاب غير المهنيين.
  6. لم يهتم التصورات السابقة بالاختلافات النوعية لتحديد وسائل الاتصال في تنمية المجتمعات فمجال التنمية السياسية غير التنمية الاقتصادية غير التنمية الاجتماعية. والتقسيمات الفرعية داخل كل قطاع يحتاج إلي وظائف غير الأخرى، فوظائف قطاع التنمية الصحية غيرها بالنسبة لتعليم الكبار أو محو الأمية.

وهذه الاختلافات الجوهرية عند تحديد الوظائف التنموية لوسائل الاتصال في المجتمعات النامية تجعلنا نبتعد عن التقسيمات الشاملة في التصور الذي يقترحه.ز وتجعلنا نميل إلي تحديد الوظائف التنموية الاتصالية وفقا لملابسات الظرف الاتصالي حتى يكون أقرب إلي الواقعية العملية وأكثر قدرة على تحقيق فعالية أو دور وسائل الاتصال في تنمية المجتمع. وفي الوقت نفسه تجعلنا نمزج بين الوسائل الجماهيرية الوطنية والمحلية والإلكترونية وقنوات الاتصال الشخصي، والقنوات العامة في إطار تبنى يتسم بالفهم العميق لطبيعة المجتمع وخصائصه وقدرات الوسائل المتاحة إلي النفاذ إليه بصفة عامة وتلبية الاحتياجات الفعلية لقطاعات جماهيرية النوعية بصفة عامة.

ولتلافي أوجه النقد السابقة وللاقتراب من ملابسات الظروف الاتصالي عند العرض لتحديد وظائف وسائل الاتصال في المجتمعات النامية تقدم التصور التالي لوظائف وسائل الاتصال:

 

تصور مقترح لوظائف الاتصال في المجتمع النامي:

الوظيفة الأساسية لوسائل الإعلام هي التنمية باعتبارها محور الارتكاز لمباشرة وسائل الاتصال في المجتمع النامي لكافة ممارستها ، وفي إطار تحقق هذه الوسائل وظائفها في خدمة المجتمع النامي، وهذه الوظائف هي:

(أ) وظائف عامة : هــي:

  • الإعــلام.
  • الإرشاد والتوجيه.
  • التفسير والتوضيح.
  • التثقيف والتنشئة الاجتماعية.
  • التســلية.

(ب) وظائف خاصـــة: وهي:

  • تهيئة المناخ الملائم للتنمية.
  • توفير منتدى للمناقشة ووضع القرار.
  • نشر التعليم والتدريب.
  • نشر الأفكار المستحدثة.
  • ويلاحظ التداخل بين كل من الوظائف العامة والخاصة في إطار الوظيفة التنموية فالإعلام عن بذور جديدة محسنة لزراعة القمح هو نشر للأفكار المستحدثة وتفسير وتوضيح للجوانب الخاصة بالبذور الجديدة ومزاياها وتوضيح وقت الزراعة وتوضيح كيفية الحصول عليها والنتائج المترتبة على استخدامها من حيث اختصار وقت الزراعة ومضاعفة الإنتاج، وهذا نفسه تهيئة للمناخ الملائم للتنمية وتوفير منتدى للمناقشة كما أن التوجيه لأسلوب زراعة هذه البذور ومن خلال معاونة المهندسين الزراعيين هو تدريب واكتساب لمهارة جديدة.

ثانيــا: المتغيرات:

وتتضمن المتغيرات التي تؤثر على ممارسة وسائل الاتصال في المجتمعات النامية ووظيفتها التنموية إطار الوظائف العامة والخاصة تتضمن أبعادا عددية هي:

(1) البعد البيئي:

ويشمل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالبيئة التي تمارس من خلالها وسائل الاتصال لوظائفها والتي وفقا لها تختلف هذه الوظائف من مجتمع لآخر، فوظائف وسائل الاتصال في السعودية من غيرها في مصر غيرها في الهند والصين أو حتى داخل البلد الواحد تختلف الوظائف من فترة زمنية إلي اخرى فوظائف الاتصال في المجتمع المصري في الخمسينات غيرها في الستينات غيرها في التسعينات ويتضمن البعد البيئي المتغيرات الدولية أو العالمية. فهي ذات أثر كبير وبخاصة في التسعينات في ممارسة هذه الوظائف، وكذلك أيضا تتضمن من مقومات السياسة الإعلامية والتنموية باعتبارها محددات لهذه الوظائف.

(2) البعد الحضــري:

وبمقتضاه تختلف الوظائف وفقا لمستوى تقدم البيئة الاتصالية فمجتمع الريف غير مجتمع البادية غير مجتمع المدينة وبالتالي تختلف وظائف الإعلام في الريف عنها في البادية عنها في المجتمعات الحضرية.

(3) البعد التنموي:

ويشتمل على الجوانب المختلف للتنمية والتي تحدد في مجموعها مكونات التنمية الشاملة وفي إطاره تختلف الوظائف العامة والخاصة لوسائل الإعلام في المجتمع النامي ووفقا لطبيعة هذا الجانب ومن أهم هذه الجوانب التنموية ما يلي:

  • التنمية الروحية.
  • التنمية الذاتية.
  • التنمية الاقتصادية.
  • التنمية الاجتماعية.
  • التنمية البيئية.
  • التنمية الثقافية.
  • التنمية التكنولوجية والعلمية.
  • التنمية السياسية.
  • التنمية الإدارية.
  • التنمية التشريعية.

(4) بعد الوسائل:

وفي إطار هذا البعد طبيعة الوظائف الإعلامية فوظائف وسائل الاتصال الجماهيري العامة غير وظائف وسائل الاتصال المحلية غير وظائف القنوات الاتصال، فإذا كان بصدد التخطيط لزيادة دور المادة في المجتمع، فأي هذه المجتمعات – ريفي أم بدوي أم حضر، وهل هدفنا هو المرأة المتعلمة أم الأمية؟ وأي مجلات التنمية ستكون أساس النشاط، وأي الأنشطة الفرعية داخل هذا الحال؟ وأي الوظائف ستمارس.. فهل نهدف إلي تعليم المرأة قيمة جديدة أم سلوكا جديدا.. هل سنكتفي بمجرد الإعلام بالمعلومات:أم سنتجه لزيادة الوعي أم لرفع التطلعات والطرح نحو حياة أفضل.

وهكذا بالنسبة لكل فئة من فئات الجمهور، فالوظيفة ليست لافتة عامة ترفع فوق الأنشطة المختلفة التي تمارس في كل المجتمعات وتحت كل الظروف. وإنما لابد من التحديد الدقيق للوظائف الاتصالية حتى يتسنى التخطيط الجيد لتحقيق الفعالية للاتصال وفقا للتطورات في مفاهيم التنمية ذاتها وتزايد النزعة الاستقلالية التي تتواكب وظروف المجتمع وقيمة وتراثه في الوقت نفسه ووفقا لقطاعات التنمية وللاتجاه الغالب للتنمية الشاملة المتواصلة السائدة الآن في كافة البلدان النامية على السوا الشخصي والجمعي، وداخل كل منها تختلف الوظائف وفقا لطبيعة الوسيلة المستخدمة فالصحافة غير الإذاعة غير التلفزيون..الخ.

(5) بعد الجمهور:

فوظائف وسائل الإعلام بالنسبة للشباب غيرها بالنسبة للأطفال غيرها بالنسبة للمرأة كما أن هذه الوظائف تختلف وفقا للجماهير النوعية المختلفة مثل:

  • العمال.
  • المزراعون.
  • المهنيون.
  • الحرفيون.
  • الموظفون.
  • المسئولون.

ويوضح الرسم التالي العلاقة بين الوظائف الإعلامية لوسائل الاتصال واستخدامها في إطار المتغيرات التنموية والفئات النوعية للجمهور والأبعاد الأخرى السابق ذكرها بما يساعد على الفهم المتعمق لحدود هذه الوظائف وتفاعلاتها.

ولهذا فإن دراسة دور وسائل الاتصال في تنمية هذه المجتمعات وتحديد الوظائف الاتصالية أمر في غاية الأهمية إذ يتوقف عليه درجة الفعالية للوسائل. وفي الوقت نفسه فإنه يلقي بعبء ثقيل على كاهل علماء الاتصال في البلدان النامية لإبراز خصوصيات التنمية وخصوصيات الاستخدام الفعال للوسائل الاتصالية الحديثة والتقليدية لتحقيق التنمية الفعلية لصالح المجتمع وليس للمحافظة على أوضاع راهنة داخلية أو الأوضاع مرتبطة بعلاقات دولية أو استغلالية قائمة.

فالتنمية عملية مشتركة على نطاق واسع في التغييرات الاجتماعية في المجتمع تستهدف تحقيق التقدم الاجتماعي والمادي بما في ذلك من المساواة والحرية من القيم التنموية لأغلبية الناس.

وعلى نماذج الاتصال أن تساعد الجماهير على الاحتكاك المباشر بواقعها وأن تزيد من وعي الجماهير بمشاكلها حتى تستطيع المشاركة في صياغة الأولويات والفعاليات التي يمكن عن طريقها تحقيق التنمية.

ويؤكد الباحث الأفغاني عناية الله على الحاجة  لمفاهيم تنموية بديلة تعكس أساليب حياة جديدة . ولا تتحدد أهدافها بمجرد اللحاق بحضارات تقيس مستوى الحياة بعدد محدد من المؤشرات.

ولهذا فإن البحث عن تصور واقع لوظائف الاتصال في المجتمعات النامية أمر أساسي . ويرتبط في الوقت نفسه بالحاجة إلي دراسات لتحديد الملامح الأساسية لنظرية محددة للإعلام والتنمية في المجتمعات النامية كافة والمجتمعات العربية والإسلامية خاصة نظرية لا تستند إلي فلسفة التنمية الرأسمالية الغربية أو الشرقية وإنما نظرية الاتصال التنموي تتحدد في إطارها الوظائف الاتصالية وتقوم على أساس نظرية عربية إسلامية خالصة للتنمية في مجمعاتنا العربية الإسلامية.

المراجـع العربيـة

  1. محمد الجوهري، عالم الاجتماع وقضايا التنمية في العالم الثالث (القاهرة: دار المعارف ، الطبعة الأولى 1978م).
  2. أسامه عبد الرحمن، البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية (الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1982).
  3. محمود الكردي، التخطيط للتنمية الاجتماعية، دراسة لتجربة التخطيط الإقليمي في أسوان(القاهرة: دار المعارف).
  4. حسن شحاته سعفان، اتجاهات التنمية في المجتمع العرب (الجزائر: مطبعة التقدم، 1972م).
  5. إبراهيم أحمد عمر، فلسفة رؤية إسلامية (الخرطوم، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بين المعرفة، الطبعة الأولى، 1989).
  6. كمال الدين التابعي ، الاتجاهات المعاصرة لدراسة القيم والتنمية (القاهرة: دار المعارف 1978).
  7. سليمان وقيع الله ، تنمية أفراد المجتمع في العالم العربي (سرس اللبان: مركز تنمية المجتمع 1962).
  8. أحمد الخشاب وآخرون ، الطريق الصعب طريق التنمية (القاهرة، مكتبة الوعي العربي 1968)م
  9. محمد عاطف غيث، التغيير الاجتماعي والتخطيط (القاهرة، دار المعارف، 1966م).
  10. ولبور شرام أجهزة الإعلام والتنمية الوطنية، ترجمة محمد فتحي (القاهرة، الهيئة العامة للتأليف والنشر 1970م).
  11. حامد عبد السلام الزهدان، علم النفس الاجتماعي (القاهرة، عالم الكتب 1977م).
  12. خليل النقيب وزملاؤه ، الإدارة التنمية للوطن العربي، (معهد الإنماء العربي، 1978م).
  13. عبد الباسط محمد حسن، التنمية الاجتماعية (القاهرة: المطبعة العالمية 1970)م.
  14. شاهيناز محمد طلعت، وسائل الإعلام والتنمية الاجتماعية (القاهرة: مكتبة الأنجلو، الطبعة الأولى، 1980م).
  15. محمد البدوي الصافي، دور برامج التنمية الأقتصادية في التغيير الاجتماعي – دراسة تطبيقية لمشروع الرهد الزراعي بالسودان (الاسكندرية: جامعة الاسكندرية، رسالة ماجستير غير منشور، 1983).
  16. شوقي أحمد دينا، لإسلام التنمية الاقتصادية – دراسة مقارنة (القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1976).
  17. جيهان أحمد رشتي، الإعلام في العصر الحديث (القاهرة: درا الفكر العربي، 1971) الفصل الأول من الباب الثاني.
  18. محي الدين صابر، التغيير الحضاري وتنمية المجتمع (بيروت، المكتبة المصرية الطبعة الثانية، 1987).

 

المراجع الأجنبية:

 

  1. Jackson E. F. Economic Development In Africa, Basil Balck. Well Oxford, First print, 1963, p. 61.
  2. Philips Davison, International Political Compunction (N. Y. Frederick A Prager, 1965) Chapter VII.
  3. Schramm. “Communication…” L. Pye (ed) Communication ..p. 48
  4. Rohan Riveit “QuadruplingCirculation in ten years” IPI Reort. March 1963; Developing Information Medina in Africa “Report and Papers on mass communication” No. 37 (Paris, nesson, 1962) p. 11: Esnakema Udo Oraon. The Press in Liberia A case Study Journalism Quarterly, spring. 1961.
  5. Edward Shils; Political Development in the New Station “Comparative Studies in Society and History. April 1960, p 292.
  6. Helen Kitehen (ed) The press in Africa , Washington D. C: Ruth Asspciates 1986, p. 56, Arnold G. Huth. Communication Media in Topical Africa (Report prepared for the International Cooperation Administration. Washington 1961, p 133.
  7. Milton Holistrain “The Press in Burma: hopyes and problems” Journalism Quarterly Summer 1961. p. 352. developing Mass Media in Asia (Report and papers on mass Communication, no. 35 Unesceo. 1960, p. 61.
  8. Nartin Alisky. Havana Havaco: Too Advertising Board works IP Report December 1962.
  9. Developing Information Media in Africa p. 25.
  10. Glenco Illinois. The Free Press, 1958, p. 235, Jmaes N. nosel Communication patterns socialization in Traditional Thailand “in Lucian W. Pye (ed) Communication pp. 196 – 197.
  11. Mass Media in the Developing Countries (Reports and Paper on Mass Communication No. 33) Paris Unesco 1961, p. 16.
  12. Jacques Champagne “South Vietnam, Laos, Cambodia, P, Report Nov. 1963.
  13. Kenneht E. Olson and Abdul G. Eirabie “Radio Pakistan; voice of a nation” Journalism Quarterly Winter 1954, Huth Communication media in Tropical Africa. P. 28 Ibrahim Abu Lughod. The Mass Media and Egyptian Village life, Social Force October 1963, p. 101.
  14. Paul F. Lazarsteld. “The Comparative Study of Communication Systems” Buresue of Applied Social Research Columbia university June. 1951.
  15. Richarld R. Fagen. Politics and Communication (N. Y. Random House, 1959) Pp. 47-78) Abu Lughold. “Mass Media And Egyptian Village Life” Pp. 100- 101.
  16. Charles Right, Mass Media Communication (N.Y. Random House 1959, Pp
  17. The Passing pp. 319-35 and 151-190.
  18. Communication in Africa , p. 289.
  19. Herber Hyman.”Mass Media and Political Socialization” In Pye (ed) Communication .. pp. 131-136.
  20. Doob Communication.. pp. 199- 200.
  21. Pye (ed) Communication … pp. 26-27.
  22. Developing Mass Media in Asia p. 37.
  23. Pye (ed) Communication …pp. 23-29.
  24. Edward Shils “Demagogues in Cares in the Political Development of the New State in Pye (ed) Communication pp. 69- 70.
  25. Albert G. Oickerell. The press n Thailand: Conditions and Trends” Journalism Quarterly” Winter 1960. pp. 96.
  26. Herbert Passin “Writer and Journalist in the Transitional Socity” in Pye (ed) Communication ..p 105.
  27. Pye(ed) Communication ..pp 78-80.
  28. Charles Hages “Press Report From Kenya” Ntemen Report April 1962. Tom Mboya. This in what the Press must do” IPI report , June 1962.
  29. R. Joliffe “Developing Journalism in an Emerging Nation Afghanistan Journalism Quarterly Summer 1862. pp. 357 –258. IPI Report. June 1963.
  30. Yay (ed) Communication .. p 229.
  31. The passing … pp. 331 – 332 Doob. Communication in Africa Ithied De Sola Pool, communication and Values in Relation to War and Peace (N. Y. Institute of International Order. 1961) p. 19.
  32. Scharmm “Communciation Devleopment” In Pye (ed) pp. 53- 54.

 

 

.

تاهيل القائم بالاتصال في الوطن العربي-السودان نموذجا

 

 

 

 

 

 

 

تأهيل القائم بالاتصال في الوطن العربي

السودان نموذجا .

 

إعداد

أ . د . عبدالنبي عبدالله الطيب

جامعة جازان

كلية الآداب والعلوم الإنسانية

قسم الصحافة والإعلام

 

 

 

 

 

 

مستخلص الدراسة

تعتبر هذه الدراسة محاولة للوقوف علي واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية ، باعتبارها الجهة المختصة بإعداد القائم بالاتصال، لذا تهدف الدراسة الي الوقوف علي الامكانات المتاحة بمؤسسات التأهيل الإعلامي بالجامعات السودانية، وتأثيرها علي عملية التدريس الإعلامي ، وقد اهتمت الدراسة بدراسة العناصر الأساسية في عملية التعليم الإعلامي ، مثل أعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام الإعلام من حيث تأهيلهم وإعدادهم والعوامل التي تؤثر علي أدائهم، كذلك اهتمت الدراسة بالمناهج الدراسية التي تؤدي إلي عملية التعليم بكليات وأقسام الإعلام من حيث درجة كفاءتها لتأهيل المنتسب إليها، والسلبيات التي تكتنفها، كما استعرضت الدراسة مشكلة عدم توفر المراجع والكتب الدراسية بكليات وأقسام الإعلام وانعكاس ذلك علي عملية التحصيل العلمي لطالب الإعلام، كذلك اهتمت الدراسة بمشكلة التدريب الإعلامي في السودان بصفة عامة، وداخل كليات وأقسام الإعلام بصفة خاصة، حيث تناولت الدراسة مفهوم التدريب وأهميته وأهدافه ومعوقاته داخل وخارج كليات وأقسام الإعلام في السودان. واعتمدت الدراسة علي منهج المسح لتنظيم البيانات والمعلومات إلي جانب المنهج التاريخي لإعطاء خلفية عن بداية العمل الإعلامي ووسائل الاعلام في السودان لارتباطه بدراسة المشكلة، ثم المنهج الإحصائي لتحليل أرقام الدراسة الميدانية واستخلاص دلالاتها .

 

 

 

 

مقدمة :-

علي الرغم من أن العملية الاتصالية تتكون في أبسط صورها من عناصر أساسية هي المرسل والرسالة والوسيلة والملتقي وأن نجاح أي عملية إعلامية يتطلب العناية بكل عنصر من هذه العناصر لأن عناصر العملية الإعلامية مكملة لبعضها البعض حيث أن كل عنصر يتأثر بالعنصر الآخر ويؤثر فيه، إلا أن العنصر البشري في هذه العملية يعتبر محور الارتكاز الذي يتوقف عليه نجاح العملية الإعلامية، لأن الرسالة دون وجود مرسل متخصص ومؤهل وعارف بكل فنون العمل الإعلامي لا تكون ذات جدوى، والوسيلة عبارة عن آلة صماء تتوقف كفاءتها علي العنصر القادر علي التعامل معها والعارف بخصائصها وإمكاناتها وحدودها، وكذلك القادر علي معرفة النواحي النفسية والاجتماعية لجمهوره المستهدف خاصة أن جمهور وسائل الإعلام لم يعد ذلك الجمهور السلبي الذي يتأثر بكل ما يتعرض له ويتفاعل معه وإنما أصبح جمهوراَ واعياً بعد أن زادت درجة التعلم وأصبح ينتقد ويحلل كل ما يتعرض له.

ونظراً لأهمية الإعلام في الحياة البشرية وخاصة بعد التطور الهائل الذي شهدته وسائل الإعلام وخاصة في عصر السماوات المفتوحة حيث تخطت الرسالة الإعلامية مرحلة المحلية إلي مرحلة العالمية، كان لابد من تزايد الاهتمام بدراسة الإعلام مرحلة المحلية الي مرحلة العالمية، كان لأبد من تزايد الاهتمام بدراسة الإعلام من كل جوانبه وتفريعاته وتخصصاته لتأهيل العناصر البشرية لمواكبة هذه التطورات السريعة، فلذلك أولت الدول الكبرى اتماماً بالغاً بدراسة الإعلام فأنشأت الكليات والمعاهد المتخصصة لتأهيل العنصر البشري المتخصص في مجال الإعلام مثله مثل العناصر الأخرى وغيرها من ألوان المعار ف، باعتبار أن الإعلام أصبح جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للأفراد والجماعات نتيجة للتغيرات التي حدثت في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

بعد منتصف القرن العشرين بدأت دول العالم النامي تولى اهتماها بدراسة الإعلام طبقا لما أوصى به النظام الإعلامي الجديد، الذى يرى ضرورة إيجاد مرافق للتعليم والتدريب واعتماد هذه الدول على نفسها لتأهيل مؤسساتها الاعلامية”1″.

والسودان شأنه شأن دول العالم النامي بدأ الاهتمام بدراسة الإعلام لتأهيل القوي البشرية المحلية لتتولى قيادة العمل الإعلامي بالسودان، وبدأت هذه الدراسة على مستوى الجامعات في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما أسست كلية الآداب بجامعة أم درمان الإسلامية أول قسم متخصص لدراسة الإعلام عام 1966م وهو قسم الصحافة والإعلام، وفي عام 1991م تم تحويله إلى كلية الدعوة والإعلام، وفي عام 1995م تم الفصل بين الدعوة والإعلام ليصبح اسم الكلية، كلية الإعلام، وذهبت شعبة الدعوة إلى كلية اصول الدين.

شهد مطلع التسعينات من القرن الماضي ومع بداية ثورة التعليم العالي التي انتظمت البلاد، إنشاء العديد من الجامعات بمختلف ولايات السودان حيث قامت بعضها بإنشاء كليات لدراسة الإعلام تحت مسميات مختلفة والبعض الآخر قام بتأسيس أقسام للإعلام تكون تابعة لإحدى كلياتها.

لقد أصبحت هذه الكليات والأقسام المتخصصة في دراسة الإعلام تخرج آلاف الخريجين المتخصصين في دراسة الإعلام سنوياً، حتى اصبح عدد الخريجين يفوق حاجة سوق العمل في المؤسسات الإعلامية السودانية.

يرى الدكتور صلاح محمد إبراهيم أن العديد من هذه الكليات والأقسام المتخصصة في دراسة الإعلام تم تأسيسها دون دراسة وتخطيط ودون توفير الظروف والبيئة الصالحة لدراسة الإعلام من إعداد للقوى البشرية المؤهلة من الأساتذة المتخصصين في دراسة الإعلام ومن ذوي الخبرة أو توفير المعينات اللازمة للتدريب كما أن معظم المناهج التي تدرس في هذه الكليات والأقسام هي في الأصل مأخوذة من تراجم أجنبية أو مؤلفات عربية بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للسودان”2″، كما أن سياسات القبول المتبعة للدخول للجامعات السودانية لم تراع رغبة الطالب في دراسة الإعلام مما جعل كثيراً من الطلاب المقبولين في دراسة الإعلام يلتحقون بهذه الكليات والأقسام بهدف الحصول على الشهادة الجامعية فقط دون أن تكون لهم الرغبة والموهبة التي تجعلهم يبدعون في مجال الإعلام.

وعلي ضوء ذلك قام الباحث بإجراء هذه الدراسة علي واقع كليات الإعلام وأقسامها بالجامعات السودانية لتناول الظروف والملابسات التي أدت الي نشأة هذه الكليات وأقسامها ونوع المناهج الدراسية والبرامج التدريبية التي يتلقاها الطالب ومدى إمكانيتها في تأهيل طالب الإعلام وملاءمتها للواقع السوداني ( السياسي ، والاجتماعي ، والثقافي والاقتصادي ).

أولاً : أهداف الدراسة :

تهدف هذه الدراسة إلي الوقوف علي الظروف والكيفية التي أنشئ علي أساسها هذا العدد من كليات الإعلام والأقسام المتخصصة، وكذلك الوقوف علي واقع هذه الكليات والأقسام المتخصصة، وكذلك الوقوف علي واقع هذه الكليات والأقسام والوصول إلي هذه الأهداف يتم عبر :-

1-  معرفة الإمكانات المادية والتجهيزات الفنية لهذه الكليات والأقسام المتخصصة في دراسة الإعلام .

2- معرفة نوع المناهج الدراسية ومواكبتها لمتطلبات العصر .

ج- الوقوف علي اعداد وتأهيل أعضاء هيئة التدريس بكليات وأقسام الإعلام.

د- معرفة طرق واساليب التدريس المتبعة والوسائل التعليمية المستخدمة داخل الكليات والأقسام .

ثانياً: أهمية الدراسة :

تتبع أهمية هذه الدراسة باعتبارها من الدراسات التي تناولت واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية لتقف علي مقوماتها الأساسية التي تتمثل في إمكاناتها المادية والفنية وقدرتها علي تأهيل طالب الإعلام . خاصة بعد أن تطورت أساليب ونظريات الإعلام وتطورت تقنياته وتعاظم الدور الذي أصبح يلعبه في تحريك الشعوب حسب توجهاته.

ثالثاً : مشكلة الدراسة :

تحديد المشكلة من أهم خطوات البحث العلمي لتأثيرها المباشر على كل خطوات البحث العلمي اللاحقة، ويمكن تناول مشكلة الدراسة من خلال الآتي :

أ/ الإحساس بالمشكلة : بحكم عمل الباحث في المجال الأكاديمي في إحدى الجامعات السودانية شعر بأن كثير من المناهج التي تدرس بكليات وأقسام الإعلام غير مواكبة لظروف العصر والتطورات التي حدثت في مجال الإعلام، حيث لا تتضمن هذه المقررات أي من المواد المتعلقة بالصحافة الإلكترونية والانترنت والاخراج عبر الكمبيوتر وغيرها من الوسائل الحديثة. كما لاحظ الباحث أنه لا توجد معامل أو أي معينات للتدريب في كثير من كليات وأقسام الاعلام وأن كثيرا من الطلاب ليس لديهم الرغبة أساساً في بدراسة الاعلام وانما أتت بهم سياسات القبول.

ب/ تحديد المشكلة : تعمل كليات الاعلام والاقسام بالجامعات السودانية على تدريس مواد الاعلام اعتمادا على المراجع الاجنبية وبعض المؤلفات العربية وهي لا تتفق مع واقع السودان الاجتماعي والثقافي والسياسي وواقع المؤسسات الاعلامية بالسودان، مما يؤدي إلى إحداث فجوة بن الدراسة النظرية والممارسة العملية.

رابعاً : تساؤلات الدراسة :

  • في أي الظروف نشأ التأهيل والتدريب الإعلامي السوداني ؟
  • ما هي الأهداف التي قامت على أساسها كليات وأقسام الاعلام بالجامعات السودانية؟
  • ما هو تأثير سياسات القبول العالي للجامعات السودانية على تأهيل طالب الاعلام؟
  • ما هو نوع المناهج التي تدرس بكليات وأقسام الاعلام، وما هي طرق التدريس المتبعة؟
  • ما مدى ملاءمة مناهج الاعلام في الجامعات السودانية لمتطلبات الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي بالسودان؟

سادساً : منهج الدراسة :

استخدم الباحث المنهج المسحي وهو من المناهج التي تعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الوقاع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ويعبر عنها تعبيرا ًكيفياً أو كمياً”3″، والباحث هنا يهدف إلى وصف واقع الممارسة الأكاديمية فقط بكليات وأقسام الاعلام.

كما يستخدم الباحث المنهج التاريخي وهو أسلوب يستخدم في دراسة الظواهر والأحداث والمواقف التي مضى عليها زمناً قصيراً أو طويلاً، كما يرتبط بدراسة ظواهر حاضرة من خلال الرجوع إلى نشأة هذه الظواهر والتطورات التي مرت عليها والعوامل التي أدت إلى تكوينها بشكلها الحالي”4″، والباحث هنا يهدف للوقوف على نشأة كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية برؤية نقدية للخروج باستنتاجات عن الظروف والملابسات التي أدت إلى إنشاء هذا العدد الهائل من كليات وأقسام الاعلام بالجامعات السودانية.

ثامناً : الدراسات السابقة :

الدراسات على المستوى العالمي :

وجد الباحث أن معظم الدراسات الاجنبية اهتمت بطريقة عمل القائم بالاتصال والمؤثرات التي تؤثر عليه في أداء مهامه والقليل منها اهتمت بعملية التدريس الاعلامي في الجامعات، ومن هذه الدراسات :

أولاً دراسة ليورستن التي ظهرت في الولايات المتحدة تحت عنوان ( مراسلواواشنطون ) سنة 1937م حيث اهتمت هذه الدراسة بدراسة المراسلين من الناحية النفسية والاجتماعية والتأهيلية”5″.

ثانياً : دراسة عالم النفس الامريكي كرت لوين وهو ما يعرف بنظرية حارس البوابة، وهي دراسة تجريبية لسلوك الأفراد الذين يسيطرون في نقاط مختلفة على مصير القصص الاخبارية.”6″

ثالثاً : المؤلف الذي قدمه كل من Phillip H. Ault K Edwin Emery ، Wren .K.Agee بعنوان –Introduction To Mass Communications 1969 New York 2nd Edition الذي تناولا فيه ضرورة التعليم الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية والطرق والخطوات التي يتبعها من يرغب  في دراسة الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى الكليات أو المعاهد المتخصصة في دراسة الإعلام، والبرامج الدراسية التي تدرس والتي أكسبت خريجي كليات ومعاهد الإعلام احترام مديري المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة، كذلك تطرق المؤلف إلى الوكالات الإعلامية المتخصصة في تقديم برامج تعليمية وتدريبية والدور الذي تقوم به لتطوير التعليم الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تطرقوا إلى تدريس الإعلام على مستوى المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية وفرص العمل التي يوفرها لخريجي كليات ومعاهد الإعلام للعمل كمدرسين بالمدارس الثانوية لتدريس المواد الإعلامية  والإشراف على الصحافة المدرسية.

وتعتبر هذه الدراسة وثيقة الصلة بالدراسة التي أعدها الباحث التي تناولت واقع كليات وأقسام الاعلام بالجامعات السودانية، ودورها في تأهيل طالب الاعلام.

 

 

 

الدراسات على المستوى الاقليمي :

أولاً : المؤلف الذي قدمه الدكتور صالح خليل أبو أصبع “7”بعنوان : ( تحديات الاعلام العربي ) الذي قدم المؤلف من خلاله دراسة حول العلاقة بين مؤسسات التكوين الاعلامي والمؤسسات الاعلامية في العالم العربي التي تهدف إلى التعرف على الآتي :

1/ التعرف على الصلة بين المؤسسات الاعلامية ومؤسسات التكوين الاعلامي في سياقها المجتمعي.

2/ التعرف على مشكلات التكوين الاعلامي في الكليات والمعاهد الاعلامية العربية ذات الصلة بالتشغيل في المجال الاعلامي.

3/ التعرف على ظروف مؤسسات التشغيل الاعلامية التي تؤثر في طبيعة العلاقة بينها وبين مؤسسات التكوين الاعلامي.

من خلال استعراض المؤلف لهذه العلاقة بين مؤسسات التكوين الإعلامي والتشغيل الإعلامي توصل إلى أنها علاقة متأزمة ويرى ضرورة توثيق الصلة بين المؤسسات الإعلامية ومؤسسات التكوين الإعلامي لتطوير العمل الإعلامي، ولتوثيق هذه العلاقة يرى المؤلف أنه لا بد من الآتي :

1/ عقد ندوات علمية مشتركة مما يتيح لأفراد هذه المؤسسات معرفة بعضهم البعض الآخر علاوة على الاستفادة من الجانب العلمي لهذه الندوات.

2/ أن تستعين المؤسسات الإعلامية بالإمكانيات البحثية لكليات وأقسام ومعاهد الإعلام مما يسهم في تطوير إمكاناتها والتعرف على مشكلاتها ووضع خطط طويلة الأمد لها.

3/ أن تقوم المؤسسات الإعلامية بتطوير خدماتها بشكل أكثر تخصصا بما يستدعى تخصصاً في المجالات كافة مثل  التخصص في الإعلام الزراعي والإعلام العلمي والإعلام الصحي والتربوي، وهذا عملياً سوف يفسح المجال أمام فرص لتخريج إعلاميين متخصصين يجدون أبواب عمل مفتوحة أمامهم.

ثانياً : المؤلف الذي قدمه الدكتور محمد علي العويني (8)بعنوان ( دراسات في الإعلام الحديث ) قدم من خلاله دراسة مقارنة للمدارس العربية في علوم الإعلام، تناول فيها المدارس الأجنبية في علوم الاتصال والبرامج التي تقوم بتدريسها وكذلك المدارس العربية في علوم الاتصال وبرامجها التدريسية.

وتوصلت الدراسة إلى أن المدارس العربية في علوم الاتصال تتسم التنوع حيث يرتبط بعضها بالثقافة الغربية والآخر يرتبط بالثقافة الإسلامية إضافة إلى الثقافة العربية الأمر الذي قد ينطوي على صراعات بين خريجي هذه المدارس وأساتذتها، ويرى الدكتور محمد علي العويني أن من الأهمية التأكيد على خصوصية الدراسات الإعلامية في العالم العربي حتى لا تكون هذه الدراسات مجرد نقل أو ترديد، بل من الأهمية إعطائها لمسة محلية مع التوصل للنظريات الإعلامية من واقع المنطقة العربية لأن النظريات الإعلامية الغربية لا تتلاءم مع واقع المنطقة لأنها مستمدة من واقع غربي في المقام الأول.

ثالثاً : التقرير الذي أعده الدكتور أحمد حسين الصاوي  (9)بعنوان ( التدريس الإعلامي في الدول العربية ) حول ندوة الدراسات الإعلامية في العالم العربي التي نظمتها جامعة الرياض في عام 1978م تناولت مشكلة التدريس الإعلامي في الوطن العربي بناء على دراسة ميدانية مسحية شملت كافة أقسام وكليات ومعاهد الإعلام في العالم العربي والتي خلصت إلى مجموعة مؤشرات أهمها :

1/ النقص الواضح في أعضاء هيئة التدريس.

2/ المناهج الدراسية واختلاف أنماطها واتجاهاتها وإيجابياتها وسلبياتها.

3/ تدريس اللغات الأجنبية وظاهرة ضعف الطلاب فيها.

4/ الكتب الدراسية المؤلفة والمترجمة.

5/ التدريب الإعلامي لا ينال اهتمام معظم الدول العربية مثل ما يناله التدريب في المجالات الأخرى كالصناعة والزراعة.

6/ النقص الملحوظ في بعض الدول العربية من معينات التدريب ومعداته وإمكانياته.

وترتبط هذه الدراسة مع دراسة الباحث من حيث أنها تناولت واقع التدريس الإعلامي في كليات وأقسام الإعلام في الدول العربية للوقوف على مشكلاتها، كذلك اهتمت دراسة الباحث بالوقوف على واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية والوقوف على المشكلات التي تواجهها.

رابعاً : المؤلف الذي قدمه الدكتور أحمد عاشور في عام : 1969م بعنوان ( نحو إعداد جيل إعلامي ) الذي أشرفت عليه وزارة الإعلام في لبنان وهو يتناول التفصيل أسس التأهيل للقائم بالاتصال اتساقاً مع الحالة الاجتماعية والسياسية والدينية في الوطن العربي.

الدراسات على المستوى السوداني :

وقف الباحث على العديد من الدراسات الإعلامية في السودان ووجد أن الدراسات التي تناولت مشكلة التأهيل الإعلامي بالسودان قليلة ومن أهم هذه الدراسات :

أولاً :  دراسة الباحث هاشم محمد محمد صالح (10)بعنوان : نظم وسياسات الاتصال في السودان ، في الفترة من : 1903 – 1996م وهي رسالة دكتوراه تقدم بها إلى جامعة أم درمان الإسلامية في العام 1999م.

واستخدم الباحث هاشم محمد محمد صالح في هذه الدراسة بصفة أساسية المنهج الوصفي كما استخدم منهج دراسة الحالة عند التطبيق على واقع السودان.

وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد العوامل التي تؤثر في بناء السياسة الإعلامية وتحديد عناصر القوة والثبات للسياسات الاتصالية في السودان وتنمية الأعراف والتقاليد.

وخلصت هذه الدراسة إلى تأكيد أهمية تأهيل القائم بالاتصال وقدم الباحث هاشم محمد محمد صالح بعض التوصيات المهمة حيث حدد ملامح التدريب الإعلامي في ثلاثة ابعاد :

1/ التدريب اثناء الوظيفة : إلزام لمؤسسات الإعلامية بتدريب الصحفيين والإعلاميين أثناء أداء مهامهم الوظيفية وفقاً لبرامج مستمرة.

2/ التدريب والتأهيل الداخلي : أن تعمل الدولة على دعم المؤسسات التعليمية والمراكز التدريبية بالأطر المؤهلة، والمكتبات الحديثة ومراكز المعلومات والبحث العلمي والمعامل والمختبرات حتى تتمكن من تنفيذ سياسات الحكومة في التركيز على التدريب الداخلي.

3/ التدريب الخارجي : بما أن الإعلام مهنة وعلم وتقنية متطورة بصفة دائمة وثورية تنتظم العالم فلابد أن تواكب الكوادر الإعلامية السودانية هذه التطورات ولن يتأتى ذلك إلا بالتدريب الخارجي.

ثانياً : دراسة الباحث هشام محمد عباس (11)بعنوان : واقع الممارسة الإعلامية للقائم بالاتصال في الإعلام السوداني.

وهي دراسة تطبيقية على عينة من القيادات الإعلامية في الفترة من 1990م – 2002م وهي رسالة دكتوراه غير منشورة تقدم بها الباحث لجامعة وادي النيل عام 2003م

واستخدم الباحث هشام محمد عباس المنهج الوصفي إضافة إلى المنهج الاستكشافي ومنهج المسح الميداني.

وتهدف الدراسة لإيجاد ربط علمي في واقع الإعلام السوداني بين النظريات الأكاديمية لممارسة القائم بالاتصال في وسائل الاتصال الجماهيري السودانية، والعوامل التي تؤثر في انسياب المضامين الإعلامية المنتجة، حيث قام الباحث بتحديد هذه العوامل وتحليلها وبيان أثرها على أداء القائم بالاتصال في السودان.

وركز على الدور الذي يقوم به التأهيل والتدريب والبناء العلمي للمضامين الاتصالية التي يقوم بصنعها القائمون بالاتصال في السودان.

وخلصت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج منها :

1/ ساهمت كليات وأقسام الإعلام والاتصال في الجامعات السودانية في التأهيل والتدريب الإعلامي رغم وجود بعض مظاهر القصور التي تتمثل في اعتماد هذه الأقسام والكليات على المنهج النظري. كما أن معظم المنتسبين من الطلاب بهذه الكليات والأقسام لا تتوفر عندهم الموهبة الإعلامية بالإضافة إلى ضعف بنيات التأسيس في هذه الأقسام والكليات.

2/ بروز اتجاه إيجابي نحو التدريب للقائمين بالاتصال.

3/ ضعف التدريب للقائمين بالاتصال أثناء الخدمة.

4/ إن المجالات التدريبية التي يتطلبها القائمون بالاتصال تتمثل في مجال الحاسوب، والإنترنت، ومجال اللغات والترجمة، ومجال الصياغة والحوار، والمجال الفني والتقني في العملية الاتصالية.

ويشير الباحث هنا إلى أن الدراسة الأولى تناولت سياسات الاتصال في السودان ، والعوامل التي تؤثر فيها واهتمت الدراسة الثانية بممارسة القائم بالاتصال في السودان، والعوامل التي تؤثر في اداء عمله ، بينما يهدف الباحث هنا إلى الوقوف على واقع الكليات وأقسام الإعلام ودورها في تأهيل القائم بالاتصال.

ثالثاً : ندوة واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية”12″:

تعتبر هذه الندوة التي شارك فيها عدد من خبراء وأساتذة الإعلام في السودان أهم مرجعية للباحث حيث تناولت ثلاثة محاور هي :

المحور الأول : واقع كليات وأقسام الإعلام في السودان.

المحور الثاني : الإعلام – فلسفته ، أهدافه ، مصادره.

المحور الثالث : وسائل الإعلام في السودان.

وأهم ما خلصت إليه هذه الندوة يتمثل في الآتي :

1/ معظم كليات وأقسام الإعلام في الجامعات السودانية أسست دون أن يسبق ذلك تخطيط ودراسة متأنية ودون توفير الظروف والبيئة الصالحة لدراسة الإعلام.

2/ تفتقر معظم كليات وأقاسم الإعلام في السودان إلى العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس ( خاصة حملة الدكتوراه ).

3/ ضعف المناهج وتقليديتها وعدم مواكبتها للتطورات الإعلامية المتلاحقة.

4/ عدم توفر معينات التدريب الداخلي من صالات تحرير واستوديوهات إذاعية وتلفزيونية وغيرها.

5/ تقليدية وجمود طرق التدريس المتبعة والوسائل التعليمية المستخدمة.

6/ عدم توفر الكتب والمراجع الدراسية.

7/ كثرة أعداد طلاب الإعلام مما يحول دون إتاحة الفرصة لهم للأنشطة العملية والتدريب في المؤسسات الإعلامية.

8/ معظم طلاب الإعلام تأتي بهم الصدفة لدراسة الإعلام من مكتب القبول وليس لديهم الرغبة في دراسة الإعلام.

9/ اتساع الفجوة بين الأكاديميين والمهنيين على مستوى الممارسة ومستوى الإنتاج.

كما قدمت الندوة عدداً من التوصيات من أهمها ما يلي :

1/ ضرورة مراجعة المقررات التي تدرس في جميع كليات وأقسام الإعلام مع الأخذ في الاعتبار التطورات الإعلامية الحديثة.

2/ توفير الأجهزة والمعدات التدريبية المتطورة وإعداد المدربين وتنمية قدراتهم لمواكبة كل ما هو جديد.

3/ ربط مناهج كليات وأقسام الإعلام باحتياجات المجتمع ومتطلباته واستيعاب القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية والقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع.

4/ توفير الوسائل التعليمية الحديثة في كل كليات وأقسام الإعلام وتدريب الأساتذة على استخدامها.

5/ ضرورة تبني سياسة جديدة من قبل وزارة التعليم العالي لقبول الطلاب بهذه الكليات والأقسام.

6/ ضرورة خلق روابط قوية بين كليات وأقسام الإعلام وبين مؤسسات التدريب الإعلامي والمؤسسات الإعلامية.

7/ تبادل الخبرات بين الجامعات في شكل ندوات وسمنارات ومناقشات مختلفة.

8/ تبادل الاحتراف بين الأكاديميين والمهنيين وتبادل الخبرات وإشراك كل طرف في عمل الآخر.

9/ تشكيل المجالس الاستشارية لوسائل الإعلام بمشاركة أكاديمية ومطالبتهم بخطط أكثر طموحاً.

البدايات الأولي لتدريس الإعلام في السودان

تعود بداية الاهتمام بعلوم الاتصال في السودان إلى عام 1956م ، بعد الاستقلال حيث ورث السودان من الناحية العملية كل موروثات مكتب الاصال العام التابع للحاكم العام البريطاني الذي كان يشرف على إدارة الوحدات الإعلامية في السودان كالإذاعة والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي والسينما المتجولة إلى جانب تنفيذ قانون الصحافة والمطبوعات على الصحف الأهلية، غير المملوكة للدولة، وهذا المكتب هو النواة الأولى لوزارة الإعلام في السودان، وطليعة الإعلاميين الذين تلقوا دراسات تدريبية في هذه المجال هم الذين ابتعثوا قبيل الاستقلال في فترة الحكم الذاتي إلى هيئة الإذاعة البريطانية، ثم تبعتهم مجموعات أخرى عقب الاستقلال إلى دول أوربية مختلفة حيث تلقت تأهيلاً إعلامياً في الإذاعة والتلفزيون والصحف حيث تركز معظم الدارسين للاتصال بالتلفزيون على ما قدمته ألمانيا من منح دراسية بحكم نشأة التلفزيون السوداني، وتركز دارسو الاتصال بالراديو على الدراسة في ألمانيا وبريطانيا وهولندا والولايات لمتحدة الأمريكية، وكان معظمهم من الفنيين المساعدين والمشغلين والبرامجيين، وتركزت دراسات العاملين بالصحف على بريطانيا ثم فرنسا أوائل الستينات بينما توجه معظم العاملين برئاسة الوزارة للدراسة بمصر، إلى جانب بعض العاملين بالإذاعة والتلفزيون وضباط الإعلام(13).

وكانت جامعة أم درمان الإسلامية هي السباقة في مجال اعماد دراسة الصحافة والإعلام عندما أسست أول قسم لدراسة الصحافة والإعلام يتبع لكلية الآداب عام 1966م، وقد استعانت في تنفيذ برامجها الدراسية بالأساتذة المصريين من جامعة القاهرة وجامعة الأزهر وبعض الأساتذة العراقيين إلى جانب الدراسين الذين تلقوا دراسات إعلامية في المؤسسات الإعلامية ووزارة الإعلام الذين ساهموا بجهد مقدر في تطوير علوم الاتصال والاعتراف بها في الدراسة الجامعية، وأعقبت جامعة أم درمان الإسلامية جامعة الخرطوم عندما أنشأت عام1994 قسما للإعلام ضمن أقسام كلية الآداب.

 

الدراسات على مستوى البكالوريوس :

1/ جامعة أمدرمان الإسلامية – 1965م أقدم الأقسام وهو القسم الثالث على مستوى الوطن العربي.

2/ جامعة القرآن الكريم 1992م.

3/ جامعة الجزيرة 1994م.

4/ جامعة الخرطوم 1994م.

5/ جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا 1996م.

6/ جامعة وادي النيل 1991م.

7/ جامعة جوبا 1997م.

8/ جامعة أفريقيا العالمية – بدأ القسم تحت مظلة كلية الشريعة ثم تطور لكلية الإعلام 1998م.

9/ جامعة سنار 2004م.

10/ جامعة غرب كردفان 1996م.

11/ جامعة أمدرمان الأهلية 2002م.

12/ كلية السودان الجامعية للبنات 1993م.

ملاحظات على هذه التجربة :

1/ معظم الكليات أو الأقسام نشأت تحت ظل كليات أخرى.

2/ بدأت دراسة الإعلام بأساتذة أجانب من مصر والعراق وأستمر هذا الوضع حتى عام 1996م.

3/ الكليات منتشرة على نطاق السودان مما يوفر فرص للدراسة لكل الراغبين.

4/ بعض الكليات تفتقد للبنية الأساسية في مجال التطبيق العملي وتستعيض عن ذلك بالتدريب العملي في المؤسسات الإعلامية وهي في معظمها حكومية وتقدم التدريب مجاناً.

 

التأهيل على مستوى الدبلوم:

نظام الدبلوم بتفاوت الدراسة فيه بين سنتين إلى ثلاث سنوات والدراسة فيه مسائية ويدرس فيه في الحقائب ممارسون يحتاجون للشهادات لتحسين وضعهم الوظيفي:

ويقدم الدبلوم في جامعات:

  1. الخرطوم.
  2. جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
  3. جامعة وادي النيل.
  4. جامعة جوبا.
  5. جامعة الإمام المهدي.
  6. جامعة الدلنج.
  7. جامعة القرآن الكريم.
  8. كلية الخرطوم التطبيقية.
  9. جامعة شرق النيل.
  10. جامعة أم درمان الإسلامية.

ويلاحظ على برنامج الدبلوم التالي:-

1.معظم الطلاب من ذوي الأعمار الكبيرة ((25_35 سنة)).

  1. يدفع الطلاب مصاريف وتكلفة الدراسة وهي متفاوتة من جامعة الي آخري .
  2. يقوم بالتدريس نفس أساتذة البكالوريوس أو أساتذة متعاونين ، لذلك فليس هناك فرق في طريقة التدريس بين النظامين .
  3. كل البرامج نظرية ولا يوجد تدريب.
  4. بعض الجامعات لديها أكثر من مركز لتقديم برامج البكالوريوس.

مناهج كليات واقسام الإعلام بالجامعات السودانية:

نظراً لارتباط المناهج بتحقيق الاهداف التعليمية فإن مناهج كليات واقسام الاعلام تهدف الى تخريج كوادر متنوعة تحتاج إليها وسائل الإعلام ومؤسساتها والهيئات الأخرى المهتمة بالشأن الإعلامي مثل (14)

  1. الصحافيين بأنواعهم.
  2. البرامجيين بأنواعهم.
  3. ضباط الاعلام ووظائفهم المختلفة.
  4. العلاقات العامة ومناديب الإعلام والترويج.
  5. اخصائي الدعوة والاتصال المباشر.
  6. البحاثة في حقول الدراسات الاعلامية ومختصي اقسام المعلومات والتوثيق والاحصاء.
  7. خبراء الاتصال التعليمي والارشاد والثقافة الجماهيرية.

لذا تلتقي كليات الاعلام واقسامه في الاطار الام للمناهج, فالمواد التي يتم تدريسها تنقسم إلى عدة مجموعات(15):

  • مواد مساعدة تهدف إلى التكوين الثقافي العام من لغة , علوم سياسية , اقتصاد , تاريخ , علوم إسلامية.
  • مواد نظرية في مجال الاتصال مثل, نظريات الاعلام , والرأي العام , والدعاية , والاعلام والتنمية , تاريخ الصحافة , التشريعات الاعلامية.

ج. مواد تخصصية في مجال الصحافة والنشر , الاذاعة والتلفزيون , العلاقات العامة و الاعلان,

د. مواد تطبيقية مثل المواد المرتبطة بالتحرير الصحفي أو الكتابة للراديو والتلفزيون , أو مناهج البحث العلمي.

ه. مواد عملية مثل الاخراج الصحفي أو الاخراج الإذاعي والتلفزيوني فن الالقاء والتدريب العملي , والتصوير الصحفي أو التصوير التلفزيوني.

إن تقييم مناهج كليات واقسام الاعلام يتطلب تحليل الاسس التي بنيت عليها, وكذلك تحليل عناصرها لمعرفة نواحي القصور وجوانب القوة حتى يتم التطوير اللازم للمنهج.

تبنى المناهج على ضوء فلسفة المجتمع ونظمه واحتياجاته, ومناهج الاعلام في السودان لم تبن على أسس واضحة وانما اعتمدت على مصادر غربية وعربية , تحكي عن واقع يختلف عن واقع المجتمع السوداني وظروفه, مما يحتم التفكير في وضع فلسفة منهجية واضحة تقوم عليها مناهج كليات واقسام الاعلام, وتتفق مع واقع المجتمع السوداني وظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقيمه ومبادئه(16).

كذلك يجب تحليل عناصر المنهج المتمثلة في ( الأهداف التعليمية, المحتوى التعليمي , استراتيجية التعليم والتقويم).

1/ الاهداف التعليمية:

ترتبط الاهداف التعليمية لأهداف المجتمع واحتياجاته , وقد اضفت التغيرات الاجتماعية والتطورات التقنية , الحاجة إلى مستويات مهنية متطورة وكوادر متخصصة سواء في مجال الاتصال أو غيره لذا لابد أن تصبح مناهج الاعلام متطورة ومواكبة لتحقيق هذه الغاية , واذا نظرنا الى مناهج الاعلام نجد أنها لم يصاحبها التخطيط لاستيعاب هذه المتغيرات الاجتماعية والتطورات التقنية المتلاحقة , ومعظم مناهج الاعلام تقليدية وذات طابع نظري(17).

2/ محتويات المنهج:

وهي الموضوعات التي يتضمنها المنهج, وتشتمل على خبرات تعليمية معينة والتي يجب أن تكون منظمة تنظيماً دقيقاً ومترابطة وملبية لحاجة المتعلم من حيث كم وكيف المعرفة التي تساعده على تجويد أدائه وتحقيق أهدافه من العملية الاتصالية.

ويلاحظ أن موضوعات مناهج الاعلام رغم التشابه في الاطار العام للمناهج , تختلف في موضوعاتها من حيث كم وكيف المعرفة المتضمنة ومن حيث تقليديتها أو مواكبتها, التي تتم من خلال اضافة بعض الموضوعات المرتبطة بالتطورات الحديثة, يرى الدكتور معتصم عبد الله عثمان: أن التطور في مناهج الاعلام لابد ن يكون أسرع مما يعقد له اللجان, فالمادة واحدة ولكن مفرداتها يجب أن يصاحبها التجديد حسب المستجدات الجديدة (16).

3/ استراتيجية التدريس:

يقصد بها طرق واساليب التدريس المتبعة والوسائل التعليمية المستخدمة  ويرى الدكتور صلاح احمد ابراهيم أن طرق التدريس التي يجب إتباعها هي(17).

1/ المحاضرة.

2/ طريقة المناقشة.

3/ طريقة حل المشكلات .

4/ طريقة الوحدات.

5/ حلقات النقاش.

كما يرى الدكتور صلاح احمد ابراهيم ان كليات واقسام الاعلام تعاني من جمود وسائل واساليب التدريس, والاساليب المتبعة لا تساعد على انجاح العملية التعليمية, وهناك العديد من الاساليب التي تحث الطلاب على زيادة ابداعهم وتنمية قدراتهم واكتسابهم المعرفة.(18).

ومن الاساليب الحديثة أسلوب مجموعات العمل, وهذا الاسلوب يشجع الطلاب على تبادل الآراء والافكار واتخاذ القرارات ويرفع المستوى التحصيلي ويساعد على اكتساب المهارات وكشف ميول الطلاب.

وهناك اسلوب الانشطة والفعاليات خارج الصف الدراسي , وهو نشاط تلقائي ولكن تحت إشراف عضو هيئة التدريس الذي يقوم بتحديد تكليفات محددة للطلاب ويشمل هذا النشاط(19)

  1. المناظرات العلمية.
  2. الزيارات العليمة.
  3. المطالعات الخارجية.
  4. البحوث.
  5. عمل النشرات والصحف الجامعية وانتاج الاذاعية.

أما الوسوائل التعليمية فهي الاداة التي يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم وتوضيح مدلولات ألفاظه وشرح افكاره وتدريب المتعلمين على مهارة ما أو تعويدهم عادة ما او تنمية اتجاه دون أن يعتمد المعلم فقط على الالفاظ والرموز والارقام.

وتشمل الحاسب الآلي والتلفاز والسينما وجهاز الاسقاط الضوئي وجهاز الشرائح الشفافة والصور والرسوم والخرائط والمجسمات والنماذج الحية وغير الحية.

وللوسائل التعليمية دور في تحسين أداء المعلم في إدارة الموقف التعليمي, وتغيير دوره من ناقل للمعرفة إلى مخطط ومنفذ للعملية كما أنها توفر الوقت والجهد المبذولين في شرح المادة الدراسية , وتوضح للطلاب الحقائق العلمية بتنويع الخبرات انطلاقاً من المبدأ القائل إن التعليم يبدأ من المحسوس إلى المجرد”(20)

ويرى الدكتور بدر الدين أحمد ابراهيم أن معظم كليات واقسام الاعلام بالجامعات السودانية تفتقر إلى الوسائل التعليمية خاصة الوسائل الحديثة, مما يفقد المنهج أهم عنصر من عناصره(21).

4/ تقويم المنهج :

والتقويم هو الوسيلة التي يمكن من خلالها التعرف على مدى النجاح في تحقيق الاهداف التعليمية, ويساعد ايضاً على الكشف عن مواطن الضعف والقوة في العملية التعليمية بقصد تحسينها وتطويرها(22).

ويلاحظ أن مناهج كليات واقسام الاعلام بالسودان لم تخضع الى عملية تقييم بصورة مستمرة سواء كان من خلال مراجعة المناهج بصفة دورية لمعرفة مدى مواكبتها للتطورات المتلاحقة, أو متابعة الخريجين في مواقع العمل لمعرفة مدى صلاحية المناهج في تأهيل طالب العمل وقدرته على ممارسة الادوات التي اجادها اثناء الدراسة.

ثالثاً : الكتب والمراجع الدراسية:

من المشكلات الرئيسة التي تواجه استاذ الاعلام وطالب الاعلام في السودان عدم توفر الكتاب الاعلامي المناسب في مختلف التخصصات. وخلال الزيارات التي قام بها الباحث لعدد من مكتبات كليات الاعلام واقسامه بالجامعات السودانية اتضح الاتي:

  1. شح وقلة المراجع في كثير من المكتبات.
  2. افتقار المكتبات الي المراجع الحديثة في مجال الاعلام , فمعظم المراجع الموجودة قديمة وبالية.
  3. المراجع التي تتناول تكنولوجيا الاعلام ان وجدت فهي قليلة.
  4. قلة المؤلفات الاجنبية, وقدمها , وفي بعض المكتبات تكاد لا توجد أي مراجع اجنبية.
  5. عدم وجود الدوريات والمجلات العلمية المتخصصة في مجال الاعلام.
  6. قلة مساهمة اساتذة الاعلام بالجامعات السودانية.
  7. قلة المؤلفات التي تتناول الاعلام السوداني بكل جوانبه ً نشأته ــ فلسفته ــ تطوره ــ أهدافه ــ تحدياته ومستقبله.
  8. معظم مكتبات الاعلام تتبع للمكتبة العامة بالجامعة.

إن قلة المؤلفات في مجال الاعلام تقف حائلاً اما الطالب في تحصيله الدراسي مما يجعل اساتذة الاعلام يلجؤون لتغطية العجز بأعداد المذكرات او الإملاء على الطلاب وكلا الاسلوبين لا يحققان الهدف التعليمي والتربوي المطلوب ولا يوفر للطالب مجالا رحباً من المعرفة.

كما أن مساهمة اساتذة الاعلام السودانيين في إثراء المكتبة الاعلامية في الجامعات لا زالت محدودة ومتواضعة لأسباب تعود إلى مشاكل تتعلق بالطباعة والنشر , ومشكلات سببها قلة الوقت المتاح للأساتذة للانشغال بالبحث العلمي, وكذلك تعاني المكتبات في الجامعة السودانية وكليات الاعلام على وجه الخصوص من قلة الاعتمادات المالية المخصصة لشراء الكتب الاكاديمية والاشتراك في الدوريات العلمية.

رابعاً : التدريب:

يرى الدكتور فتح الرحمن محجوب أن الاعلام منذ ظهوره في بداية القرن العشرين ارتبط في ممارسته وتعلمه بجوانب تطبيقه, وفي التطورات التكنولوجية الحديثة, لا بد أن تصاحب الدراسة النظرية دراسة تطبيقية لمعرفة الجوانب الفنية للأدوات الاتصالية باعتبارها تؤثر على المحتوى الاتصالي.

ورغم أهمية التدريب الاعلامي أثناء الدراسة إلا أن كليات الاعلام واقسامه بالجامعات السودانية تفتقر إلى معينات التدريب اللازمة مثل صالات التحرير المجهزة بأجهزة الحاسوب , واستوديو هات اذاعية وتلفزيونية ومعامل تصوير. وصحف خاصة , ويستثنى من ذلك بعض الاقسام والكليات مثل كلية الخرطوم التطبيقية وجامعة ام درمان الاهلية , كلية علوم الاتصال جامعة الجزيرة.

وهناك بعض الكليات والاقسام تحاول ان تستكمل اجهزتها التدريبية, مثل جامعة ام درمان الاسلامية التي تمتلك استديو اذاعي تحت الانشاء وتسعى الآن لتجهيز صالة تحرير صحفي الكترونية لتدريب الطلاب على الاخراج الصحفي عبر الكمبيوتر.

كذلك كلية السودان الجامعية للبنات, تمتلك صالة تحرير صحفي مجهزة بأحدث التقنيات وتسعى لتجهيز استديو اذاعي وتلفزيوني.

أما بقية كليات واقسام الاعلام فما زالت تعتمد فقط على تدريب طلابها بالمؤسسات الاعلامية المختلفة.

أساليب التدريب الاعلامي من خارج الجامعات:

وهو نمط من التأهيل يعتمد على مفهوم التدريب أثناء الخدمة وهو يعتمد على تطوير مهارات وقدرات وتعميق مفاهيم العمل الاعلامي لدى الممارسين.

وتقدمه في السودان المؤسسات التالية:

  1. معهد التدريب الاعلامي ــ 1976م وقد أنشأ في البداية لتدريب مجموعة من الخريجين غير المتخصصين ممن التحقوا بالعمل الاعلامي بالمؤسسات الاعلامية المختلفة.
  2. مركز الوحدة للإعلام والتدريب 1983م انشأ باتفاقية بين وزارة الثقافة والإعلام ومؤسسة هانزايدل الألمانية , تحول الآن لأكاديمية السودان لعلوم الاتصال ومازال يتبع لوزارة الثقافة والاعلام.
  3. مركز الخرطوم للتدريب التلفزيوني 2001م كنشاط يتبع للقطاع الخاص.
  4. مركز التدريب الإذاعي , ينبع للإذاعة القومية وانشأ في العام1976م.

 

 

الجزء الثاني : التوصيات :

يعد هذا الاستعراض ملخص للتصورات التالية كتوصيات:

أولاً : توصيات تتعلق بالتخصص الاعلامي في الجامعات السودانية:

  1. العمل على إضفاء اهمية للتخصص الاعلامي, وذلك من خلال توطيد العلاقة بين مؤسسات التأهيل الاعلامي والمؤسسات الاعلامية عن طريق تبادل الزيارات وتبادل الافكار والآراء التي تساهم في تطوير التأهيل والعمل الاعلامي.
  2. إعطاء الاولوية لخريجي الاعلام للعمل في المؤسسات الاعلامية حتى يحافظ الاعلام على خصوصيته وعدم الحط من اهميته بين العلوم الاخرى.
  3. رعاية الطلاب الموهوبين من قبل المؤسسات الاعلامية والتمييز بينهم وبين حملة التخصصات الاخرى في العمل وفي امتحانات الدخول لممارسة العمل الصحفي.
  4. الاستفادة من التجربة الامريكية باعتماد بعض المقررات الاعلامية الاختيارية في المرحلة الثانوية على أن يكون النجاح فيها شرطاً أساسياً لقبول الطالب بالجامعة لدراسة الاعلام.
  5. تقليص الاعداد الهائلة من الطلاب الذين يقبلون كل عام لدراسة الاعلام بالجامعات السودانية حتى تتوافق اعداد الطلاب مع الامكانات التأهيلية لكليات واقسام الاعلام والقدرات التدريبية والتشغيلية للمؤسسات الاعلامية.
  6. إنشاء هيئة اعلامية لوضع اسس ومعايير لاعتماد المؤسسات الاعلامية المتخصصة في مجال الدراسات الاعلامية بالجامعات السودانية.
  7. إنشاء شبكة للتعاون الاكاديمي بين الجامعات وتوفير قاعدة بيانات الكترونية مشتركة عن علوم الاتصال بين الجامعات عبر الحاسوب وتعزيز التعاون بين الجامعات.

ثانياً : توصيات تتعلق بالمناهج الدراسية في الجامعات السودانية:

  1. إضفاء لمسة محلية عن مناهج الاعلام في السودان حتى تتفق مع واقعه السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
  2. الاهتمام بالجانب التطبيقي في دراسة مناهج الاعلام حتى تكون الدراسة التطبيقية متوازية مع الدراسة النظرية.
  • تطوير مناهج الاعلام الالية حتى تكون مواكبة للتطورات الاعلامية المتلاحقة , وذلك من خلال ادخال التطورات الحديثة خاصة التي تتعلق بالتقنيات الاتصالية والصحافة العلمية واساليب التحرير العلمي وكيفية التخطيط لإصدار مجلة علمية متخصصة.
  • استخدام طرق واساليب التدريس الحديثة في العملية التعليمية, مثل طريقة المناقشة وطريقة حل المشكلات, طريقة الوحدات, طريقة حلقات النقاش, والاساليب مثل اسلوب المناظرة العلمية, اسلوب المطالعة الخارجية واسلوب الزيارات العلمية والبحوث وعمل النشرات والصحف الجامعية وانتاج البرامج الاذاعية.
  • استخدام الوسائل التعليمية التي تعتبر احد الاركان الرئيسة لنجاح العملية التعليمية سواء أن كانت وسائل بصرية أم وسائل سمعية ام سمعية بصرية ام وسائل ملموسة لما لها من أهمية في زيادة استيعاب المادة الدراسية.
  • ضرورة توفير المراجع الدراسية الحديثة العربية والاجنبية والدوريات والمجلات العلمية وكذلك مصادر تقنيات المعرفة الحديثة مثل الانترنت لطلاب واساتذة الاعلام.
  • إنشاء مجالس أو مؤسسات لمراجعة وتقييم مناهج ومقررات الاعلام بالجامعات , وكذلك اعتماد الشهادة الجامعية لا عطاء هذه الشهادة هيبتها وكذلك التنسيق مع المؤسسات الاعلامية لتشغيل خريجي الاعلام.

 

 

ثالثاً : توصيات تتعلق بالتدريب الاعلامي في الجامعات السودانية:

15/ الاهتمام بالتدريب الاعلامي الداخلي اثناء الدراسة لطلاب الاعلام, وتوفير المعينات التدريبية اللازمة من صالات تحرير صحفي , واستوديو هات اذاعية وتلفزيونية , ومعامل تصوير فوتوغرافي , ومعامل أجهزة حواسيب.

16/ وجود المدربين الاكفاء بكليات واقسام الاعلام القادرين على تشغيل اجهزة التدريب بكفاءة ومواكبة كل ما هو جديد في مجال تكنو لوجيا الاعلام وتفريغهم تفريغا تاما للقيام بأعمال التدريب والاشراف على المتدربين.

17/ تفعيل دور التدريب الخارجي بالمؤسسات الاعلامية الذي يساعد الطلاب على معايشة الواقع العملي واكتساب خبرات عملية, وذلك من خلال حث المؤسسات الاعلامية لتولي اهتماماً زائداً بتدريب الطلاب بمؤسساتها وتوفير الرعاية والمتابعة الدقيقة لهم, وإبداء التعاون مع كليات واقسام الاعلام بالجامعات في مجال تدريب الطلاب.

18/ الاستفادة من خبرات المختصين والمهنيين وعكس خبراتهم وتجاربهم العملية من خلال توفير فرص لقاءات بينهم وبين طلاب الاعلام.

19/ توفير برنامج يسمح لطلاب الاعلام بالسفر خارج السودان للوقوف على تجارب وخبرات الدول الاكثر تقدماً.

20/ الاستفادة من المحطات الاذاعية والتلفزيونية الولائية لإنتاج برامج يشارك في إنتاجها واخراجها طلاب الاعلام تحت رعاية واشراف اساتذة الاعلام من ذوي الخبرة في مجال العمل الاعلامي الاذاعي, وعلى أن يكون النجاح في مجال الاذاعة والتلفزيون.

21/ إصدار صحف جامعية يشارك في جمع معلوماتها وتحريرها واخراجها طلاب الاعلام الراغبين في العمل في مجال الصحافة تحت إشراف اساتذة الاعلام المختصين في مجال العمل الصحفي على أن يكون النجاح في مشاركة الطلاب في هذه الصحف شرطاً أساسياً لتخريج طالب الاعلام.

22/ الاستفادة من ادارات العلاقات العامة بالجامعات التي تحوي كليات واقسام لدراسة الاعلام , وذلك لتدريب الطلاب والمشاركة في تخطيط برامجها تحت اشراف اساتذة الاعلام المختصين في مجال العلاقات العامة على أن يعتبر النجاح في هذه المشاركة شرطاً أساسياً لتخريج الطلاب الذين يرغبون في العمل في مجال العلاقات العامة.

رابعاً : توصيات تتعلق بأعضاء هيئات التدريس بكليات وأقسام الاعلام في الجامعات السودانية:

23/ وضع أسس ومعايير صحيحة لاختيار اعضاء هيئة التدريس للعمل بكليات واقسام الاعلام , تعتمد على مبدأ الكفاءة العملية والخبرة العلمية, وتنـأى عن مبدأ الوساطة والعلاقات الاجتماعية في اختيار اعضاء هيئة التدريس.

24/ سد النقص الحاد في اعضاء هيئة التدريس بكليات واقسام الاعلام خاصة من حملة الدكتوراه, حتى يتوافق عدد اساتذة الاعلام مع الاعداد الهائلة من الطلاب الذين تستوعبهم كليات واقسام الاعلام.

25/ العمل على تدريب اساتذة الاعلام على طرق واساليب  التدريس واستخدام الوسائل التعليمية الحديثة, وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام حيث أن معظمهم كانت دراستهم دراسة نظرية.

26/ تحسين الاوضاع المعيشية لأعضاء هيئة التدريس واقسام الاعلام حتى يتفرغوا لعملية التدريس بدلاً من السعي وتشتيت مجهوداتهم في العمل في مواقع اخرى لتحسين اوضاعهم المعيشية, مما ينعكس سلباً على أدائهم الاكاديمي.

27/مساعدة أعضاء هيئة التدريس للمساهمة في عملية التأليف والنشر في مجال الدراسات الاعلامية, وذلك من خلال توفير المعينات اللازمة والمساعدة في عملية الطباعة والنشر, وتحفيزهم على ذلك.

28/ ربط الترقي لأعضاء هيئة التدريس بمشاركاتهم العلمية والاكاديمية في مجال البحوث العلمية ومساهمتهم في عملية التأليف والنشر.

29/ ضرورة توفير المعينات الاساسية المساعدة في عملية التحصيل العلمي من خلال توفير المراجع والكتب والدوريات والمجلات العلمية , وتمليكهم أجهزة حواسيب وتدريبهم على كيفية استخدامها.

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:-

1-مصطفي المصمودي- النظام الإعلامي الجديد—الكويت-عالم المعرفة-1985م-ص54

2-صلاح محمد إبراهيم- المناهج الدراسية لكليات وأقسام الإعلام في السودان-ورقة عمل- مقدمة لندوة واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية-الخرطم2003 ص 6

3ذوقان عبيدات وآخرون-البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه-دار مجدلاوي للنشر والتوزيع-عمان بدون تاريخ نشر ص 183

4 جيهان احمد رشتي-الأسس العلمية لنظريات الإعلام –القاهرة –دار الكر العربي-ص249

5 صالح خليل أبو أصبع-تحديات الإعلام العربي-دار الشروق عمان –الأردن -1999ص367

6محمد علي العويني-دراسات في الإعلام الحديث-مكتبة الانجلو المصرية –القاهرة 1986 ص113

7- احمد حسين الصاوي-التدريس الإعلامي في الدول العربية- بدون دار نشر-الرياض 1978 ص 123

9-هاشم محمد صالح الجاز-نظم وسياسات الاتصال في السودان-رسالة دكتوراه غير منشورة-جامعة ام درمان الاسلامية1999

10 هشام محمد عباس-واقع الممارسة الإعلامية للائم بالاتصال في الإعلام السوداني-رسالة دكتوراه غير منشورة –جامعة وادي النيل 2003

11-ندوة واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية-لجنة الدراسات الإنسانية- المجلس القومي للتعليم العالي –الخرطوم 2003

12- سر الختم عثمان-تدريس الإعلام في السودان رؤية تحليلية-ورشة تقويم دراسة الإعلام- جامعة القران الكريم 2005 ص12

13- محمد اشرف المكاوي- أساسيات المناهج دار مجدلاوي عمان 2000 ص166

14- جمال عبدالعزير الشرهان-الوسائل التعليمية ومستحدثات تكنولوجيا التعليم –بدون دار نشر-الرياض-2000ص52

15-بدر الدين احمد إبراهيم-الوسائل التعليمية في تدريس الإعلام-الخرطوم-2003 ص6

16-صلاح محمد إبراهيم مرجع سابق-ص8

17-بدر الدين احمد إبراهيم-مرجع سابق ص6

18-المرجع نفسه ص7

19-سر الختم عثمان-مرجع سابق ص12

20- المرجع نفسه ص12

21-المر جع نفسه ص13

22-صلاح محمد إبراهيم –مرجع سابق ص8

23-المرجع نفسه ص9

اتجاهات الشباب السوداني نحو انتهاك الخصوصية علي مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

 

 

 

 

اتجاهات الشباب السوداني

نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصية الأفراد

(دراسة تطبيقية على مجموعة من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي)

بحث مقدم لمؤتمر الحتمية القيمية

أعداد بروفسور عبدالنبي عبدالله الطيب

أستاذ الصحافة بجامعة جازان

بالاشتراك مع الاستاذة فاطمة الزهراء قيطة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمه

أضحت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، بأنواعها المتعددة والمختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر، اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ)والتي تعـرف بـالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار، وقد كان في بداياته مجتمعـا افتراضيا على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية تؤثر في قرارات المتأثرين واستجاباتهم ، بضغوط مـن القوة المؤثرة التي تستخدم في تأثيرها الأنماط الشخصية للفرد (السمعي، والبصري، والحـسي)، باعتبار أن المتأثر وأنماطه محور مهم في عملية التأثير، مستغلة (أي القوة المؤثرة) بأن الـسمعي: سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو يسمعه، والبصري: حذر في قراراتـه لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع، والحسي: يبني قراراتـه علـى مـشاعره وعواطفـه المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المـؤثرين لتغييـر الآراء والمفـاهيم والأفكار، والمشاعر، والمواقف، والسلوك. وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، فإن لها أيـضا دوراً في التشبيك والمناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غيـر منظمـة، وفـي تحقيـق المسؤولية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيد، فقد اسـتطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيـذ، لـذا لا يمكـن أن نعـدّ التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغير مع مرور الزمن.[i]

وتعد وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت”، من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات وأكثرها شعبية، ورغم أن هذه المواقع أنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، فـإن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث الـسياسية، وكذلك الدعوة إلى حضور الندوات أو التظاهر. وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشئ وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي وقـد اهتمت المؤسسات الاجتماعية والتربوية بوضع البرامج والأنشطة للطلاب، وذلك بقصد الاسـتفادة من إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، وكذلك بقصد زرع جوانب وأمور مهمة وتنميتها في شخـصية الطالب ، فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين للدارس فقط وإنما هي عملية مفيدة لبنـاء شخـصية الطالب من جميع النواحي، وبث روح المسؤولية الاجتماعية والاعتداد بالذات، وتحمل المسؤوليات في الحياة ، ومحاولة إيجاد التوازن المتكامل في جميع جوانب الشخصية.

مشكلة البحث :

تعدّ المسؤولية الاجتماعية من القضايا المهمة جدًا لأنها ترتبط بالكائن الإنساني دون غيره من المخلوقات ، وتحمل أمانة المسؤولية يترتب عليه أفعال وممارسات إيجابية أو سـلبية داخـل المجتمع من أجل ذلك يمكن أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهما في تنمية المـسؤولية الاجتماعية، لدى الشباب السعودي وذلك من خلال قيام المجموعات الشبابية بإنشاء صفحات خاصة بهم على هذه المواقع وتطبيقاتها لإغراض شخصية من صور و مقاطع فيديو وحتى بعض العبارات و الكلام المؤثر ومنهم من يتبنون بها قضية اجتماعية تقع في صلب اهتماماتهم فيعملوا على نشرها والدفاع عنها باستخدام مهارات التواصل ومع هذا فانه يوجد من يحاول انتهاك هذه الخصوصية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصيات الأفراد و الاطلاع عليها بدون وجه حق ،ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:-

(ما اتجاه الشباب السوداني نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد؟). 

أهداف البحث:

  1. تحديد نوع وسائل التواصل الاجتماعي التي يستغلها الشباب السوداني للحصول على معلومات الأفراد وانتهاكها.
  2. الكشف عن دوافع من يحاول استغلال هذه المواقع للحصول لكشف خصوصية الغير.
  3. معرفة الطرق التي تساعد الشباب في الحصول على معلومات حساب الفرد المراد استغلا حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  4. الوصول للمعوقات التي تعيق المستغلين لوسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد.
  5. معرفة المقترحات لمواجهة الآثار السلبية ونصح مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من انتهاك خصوصية الأفراد.

 

تساؤلات البحث :

  • ما حجم الساعات التي يقضيها الشباب السوداني في التعرض وسائل التواصل الاجتماعي ؟
  • ما الدوافع وراء استخدام الشباب السوداني لوسائل التواصل الاجتماعي انتهاكاً لخصوصية الفرد ؟
  • ما الطرق التي تساعد الشباب السوداني في جمع المعلومات الكافية للحصول على حسابات الأفراد؟
  • ما العوامل والدوافع التي تدفع الشباب لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد ؟
  • ما أشكال الخصوصية المنتهكة؟
  • من هم أكثر الفئات انتهاكا لخصوصيتهم وما اثر انتهاك الخصوصية على سلامة المجتمع من وجهة نظر عينة البحث ؟

أهمية هذه الدراسة:

هذه الدراسة معالجة لوضع مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب السوداني في انتهاك خصوصية الأفراد. وهي دراسة جديدة في هذا المجال.

وتزداد أهمية هذه الدراسة من حساسية الموضوع الذي تعالجه ، وازدياد ظاهرة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في انتهاك الخصوصية للدرجة التي أصبحت فيها الظاهرة تشكل خطرا إجراميا مهددا للسلامة المجتمعية.

 

نوع الدراسة:

تنتمي هذه الدراسة إلي مصفوفة الدراسات الوصفية وتعرف بأنها” هي البحوث التي تعرض خصائص ظاهرة ما كميا أو كيفيا بناء على فروض مبدئية سابقة للدراسة أو بدونها بطريقة [1]أكثر دقة[ii]1

منهج الدراسة:

استخدم الباحث[2] المنهج المسحي ويعرف “بأنه المنهج الذي يستهدف وصف سمات أو آراء أو اتجاهات أو سلوكيات لعينات من الأفراد ممثلة لمجتمع ما ، بما يسمح بتعميم نتيجة المسح على المجتمع الذي سحبت منه العينة[iii].

مجتمع الدراسة:

مجموعة من الشباب السوداني مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ) لغرض  تحديد اتجاهاتهم  نحوانتهاك خصوصية الأفراد.

عينة الدراسة:

العينة العشوائيةا البسيطة” وسميت بذلك لكونها أسهل أنواع العينات اختياراً حيث أن خطوات تقرير الفقرة التي تكون ضمن إطار العينة العشوائية البسيطة أقل في غيرها من أنواع العينات العشوائية الأخرى” وقد اعتمد الباحثون على عينة الشباب السوداني مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر  استبيان إلكتروني ويبلغ عددهم (150) .

– مجتمع الدراسة :

يعرف مجتمع الدراسة بأنه المجتمع الأكبر أو مجموع المفردات التي يستهدف الباحث دراستها لتحقيق نتائج الدراسة  ؛ وبالتالي فإن مجتمع الدراسة يمثل دائماً شريحة كبيرة تخضع للدراسة ، ثم يتم تعميم نتائج الدراسة على كل مجتمع شبيه . وبالتالي فان مجتمع هذه الدراسة هم الشباب السوداني بولاية الخرطوم.

 

6- عينة الدراسة :

العينة عبارة عن عدد محدود من المفردات التي سوف يتم تعامل الباحث معها منهجياً ؛ ويشترط في هذا العدد أن يكون ممثلاً لمجتمع البحث في الخصائص والسمات التي يوصف من خلالها هذا المجتمع (3) . وقد بلغ حجم العينة 150 شابا تم الوصول اليهم عن طريق المجموعات علي قوقل درايف

7- نوع الدراسة :

تقع هذه الدراسة في إطار الدراسات الوصفية ( وهي الدراسات التي تهتم بدراسة الحقائق المتصلة بالظواهر والأحداث أو الأوضاع القائمة عن طريق جمع معلومات وبيانات عنها وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها وإصدار تعميمات بشأنها (4) .

8-أدوات جمع البيانات :

اعتمد هذا البحث في جمع بياناته على استمارة استبيان كأسلوب لجمع البيانات يتفق وأهداف الدراسة وطبيعة الجمهور المبحوث ؛ وقد مر تصميم الاستمارة بالخطوات التالية :

  • الخطوة الأولى : وفيها تم تحديد أهداف الدراسة وتساؤلها الرئيس ؛ ثم التساؤلات الفرعية المنبثقة عنه ، كما تم تحديد مجتمع الدراسة ونوعية المعلومات المطلوبة المتسقة مع تساؤلات الدراسة وأهدافها ؛ وذلك حتى يتم تصميم استمارة تلبي فعلاً مطلوبات البحث .
  • الخطوة الثانية : تم في هذه المرحلة إعداد تصميم مبدئي للاستمارة مراعياً العوامل التي تم تحديدها في الخطوة الأولى ؛ حيث تم تقسيم الاستمارة إلي محاور حتى تسهل على المبحوث فهم المطلوب والانتقال في محور لآخر بسلاسة ؛ ثم مراجعة الأسئلة حتى يتم التأكد من وضوحها وشمولها تفادياً لأي أخطاء تنتج من سوء فهم السؤال ؛ وأخيراً إحكام الصياغة النهائية للاستمارة بعد التشاور بين الباحثين .

9-قياس الصدق :

تهتم البحوث الوصفية المسحية بمسالة الصدق ؛ وذلك لأن صدق الاستمارة ( يؤدي للوصول إلي البناء العاملي للسلوك أو الأداء على فقرات الاختبار أو المقياس المستخدم  ؛ وللتأكد من أن الاستمارة تقيس فعلاً المعلومات المطلوبة ؛ فقد تم عرض الاستمارة على أثنين من الأساتذة المختصين في مجال الإحصاء ومناهج البحث ؛ وقاما بمراجعتها وإبداء بعض الملاحظات حولها ، ومن ثم قام الباحثان بصياغة الاستمارة وبشكلها نهائي وفقاً لهذه الملاحظات .

10- قياس الثبات :

يشير الثبات إلي درجة الاستقرار أو الاتساق في الدرجات المتحققة على أداة القياس مع الزمن .

وفي حالة هذا البحث فقد تم عرض البحث على مجموعة من مجتمع البحث الذين تم اختيارهم كعينة ، ثم طرحت نفس الاستمارة على المجموعة مرة أخرى ؛ وذلك للتأكد من اتساق الإجابات ، وقد حققت الاستمارة نسبة ثبات عالية بلغت 94.0% ؛ على ضوء مقياس ألفا.

 

 

.

مصطلحات البحث :

وسائل التواصل الاجتماعي

منظومة من الشبكات الإلكترونيّة التي تسمح للمشترك فيها بإنـشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعـضاء آخـرين لـديهم الاهتمامات والهوايات نفسها أو جمعه مع أصدقاء الجامعة أو الثانوية.

الخصوصية

تعرفها الويكي بيديا بالرغبة الشخصية بالنسبة للفرد والسلطة بالمحافظة علي المعلومات الخاصة والقدرة علي التحكم بها والتحكم بمن يمكنه الوصول اليها.”5″

الدراسات السابقة:

الدراسة الأولي:-دراسة عزة مصطفي الكحكي”6″ :- وجاءت تحت عنون”اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية للأسرة المصرية والقطرية”

هدفت الدراسة الي تحديد اثر تلك الرسائل علي العلاقات الاجتماعية وحجمها والتفاعلات الاجتماعية.بلغ حجم العينة”600″ مفردة عن طريق العينة العشوائية المتعددة المراحل.وقد توصلت الدراسة الي ان هناك ارتباط سلبي بين معدل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومستوي التفاعل الاجتماعي بين الأفراد. كما كشفت الدراسة الي انه كلما شعر الأفراد بالخصوصية باستخدام جهاز الكومبيوتر زاد انعزالهم عن الواقع وانخفض مستوي تفاعلهم الاجتماعي.

الدراسة الثانية:-دراسة عزة هشام البرجي –اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية”7″

هدفت الدراسة الي التعرف علي دوافع استخدام الشباب المصري لموقع الفيس بوك والكشف عن طبيعة العلاقات الاجتماعية والصداقات التي تتكون نتيجة لهذا التعرض.كما هدفت الدراسة الي رصد وتحليل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية والايجابية المترتبة علي هذا التعامل.بلغ حجم العينة”136″ عن طريق العينة العشوائية البسيطة. وقد توصلت الدراسة الي أن دافع التسلية والترفيه يأتي علي رأس دوافع استخدام الطلاب للموقع.وكشفت الدراسة علي أن أفراد العينة قد قاموا بتطوير علاقاتهم الاجتماعية عبر استخدام الموقع.

الدراسة الثالثة :-دراسةBabajide Ostauy”8″ وجاءت الدراسة بعنوان”قياس دور وسائل التواصل الجتماعي في الترفيه علي ضوء خصوصية المعلومات”

هدفت الدراسة لتحديد مفهومك الخصوصية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تهدف لتحديد مفهوم الخصوصية في الاتصال علي ضوء نظرية إدارة الخصوصية.

تمثلت أداة جمع البيانات في استبيان الكتروني علي مجموعة من الطلاب في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ حجم العينة 310 مفردة.

وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها:علي الشركات وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي المحافظة علي البيانات التي يحصلون عليها من المشتركين.

الدراسة الرابعة دراسة”9″     Md Imural جاءت الدراسة تحت عنوان”استغلال الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي”

هدفت الدراسة لتوضيح كيفية استغلال الخصوصية علي مواقع التواصل الاجتماعي والمضار التي تنتج من هذا الاستغلال.كما توضح الدراسة المخاطر التي يواجهها المستخدمون من استغلال بياناتهم الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي.

اعتمدت الدراسة علي استبيان الكتروني علي مجموعة من المدونين.

وقد توصلت الدراسة الي أهمية المحافظة علي خصوصية الأفراد علي مواقع التواصل الاجتماعي.

الدراسة الخامسة:-دراسة مريم ناريمان نومار”10″ بعنوان”استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مسنخدمي الفيس بوك في الجزائر”

هدفت الدراسة الي الكشف عن اثر استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية من خلال دراسة عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر.

اعتمدت الدراسة علي الاستبيان باستمارة مقسمة علي ثلاث محاور، وبلغ حجم العينة 280 مفردة تم اختيارهم عن طريق الاقتراع المباشر.

بينت الدراسة ان النسبة الأكبر من المبحوثين تقضي أكثر من ثلاث ساعات في استخدام الفيس بوك، ويفضل اغلب افراد العينة موقع الفيس بوك بدافع التواصل مع الاهل والاصدقاء، ايضا كشفت الدراسة ان متغير النوع يؤثر في استخدام افراد العينة للفيس بوك، وان افراد العينة الاكبر سنا يتعاملون بوعي عند استخدامهم لموقع الفيس بوك.

التعليق علي الدراسات السابقة

تناولت كل الدراسات الي تم اسنعراضها العلاقة بين الاستخدام والاشباعات وكذلك تناولت الدراسات موضوع الخصوصية وعلاقته باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

استفاد الباحث مما تم استعراضه من دراسات في تحديد ابعاد مشكلة الدراسة وادوات جمع البيانات.

ويلاحظ قلة الدراسات التي تتناول موضوع الخصوصية في الدراسات العر بية مما يجعل هذه الدراسة اضافة لهذا المجال لدراسات الاعلام الجديد.

 

النظريات المفسرة للدراسة

اعتمدت هذه الدراسة في تفسير متغيراتها علي النظريات التالية:-

-النظريات التي تفسر علاقة الطلاب بوسائل الإعلام : ترتبط هذه الدراسة في تفسير الظاهرة ( العلاقة بين وسائل الإعلام والطلاب ) على نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام ، ونظرية الاستخدامات والاشباعات .

  • نظرية لاعتماد على وسائل الإعلام Dependency Theory

ينبني الإطار الفكري لهذه النظرية على سعيها لتفسير لماذا يكون لوسائل الإتصال أحياناً تأثيرات مباشرة ،وأحياناً أخرى تكون تأثيراتها ضعيفة وغير مباشرة(12).وبهذا فإنه يمكننا أن نصف نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام ؛بأنها نظرية تهتم بدراسة بيئة وسائل الإعلام ، وتنظر للمجتمع باعتباره تركيباً عضوياً ، وهي تبحث عن كيفية ارتباط الجمهور بالوسائل ، ومحاولة تفسير السلوك الناتج من هذا الارتباط .

ويعزي عمادالدين مكاوي علاقة الاعتماد على وسائل الإعلام على ركيزيتينأساستين هما(13):

أ-1- الأهداف : لكي يحقق الأفراد والجماعات أهدافهم الشخصية والاجتماعية ؛ فإن عليهم أن يعتمدوا على موارد يسيطر عليها أشخاص أو جماعات (وسائل الإعلام) والعكس الصحيح.

أ-2-المصادر:يسعى الأفراد والمنظمات إلي المصادر المختلفة التي تحقق أهدافهم ، وتعد وسائل الاتصال نظام معلومات يسعى إليه الأفراد والمنظمات من أجل بلوغ أهدافهم .

ويصف عماد مكاوي الجهد الذي تقوم به وسائل الإعلام ويجعلها مصدر ثقة واعتماد بالتالي (14)

أ-2-1- أنها تقوم بجمع المعلومات التي تشعر بأن المجتمع يحتاج لمعرفتها .

أ-2-2-تنسيق المعلومات : حيث تقوم وسائل الإعلام بعملية تنقيح وصياغة وتحرير للمعلومات وتقديمها في قالب جذاب .

أ-2-3-نشر المعلومات : وذلك بأن وسائل الإعلام توظف إمكاناتها التقنية للوصول لأكبر عدد من الجمهور مما يحقق لها نوع من الهيمنة .

وتحدد نظرية الاعتماد طبيعة العلاقة بين الفرد وسائل الاتصال ، فكلما اعتمد الفرد على هذه الوسائل لإشباع حاجاته المعرفية ، قامت الوسائل بدور مؤثر في حياة الفرد النفسية والاجتماعية .

ويحصر ملفندوفلير العوامل التي تؤثر في عملية الاعتماد على وسائل الإعلام في التالي (15):

أ-طبيعة الجمهور المستهدف وأهدافه من الاعتماد.

ب-طبيعة المجتمع ومدى توافر مصادر المعلومات فيه .

ج-طبيعة تنوع وسائل الإعلام.

د-طبيعة الوقت أو الظروف الذي يمر به الفرد والمجتمع.

هـ-طبيعة المعلومات التي تقدمها وسائل الاتصال.

ويؤدي الاعتماد على وسائل الإعلام إلي حصول الفرد على المعلومات التي تفسر الوقائع من حوله ؛ وتساعده على تفهم الأزمات والتفاعل معها وأساليب مواجهتها ، كما يتمكن من اكتساب القيم والمعايير القائمة في المجتمع وتغيير أو تعديل أو اكتساب آراء واتجاهات خاصة بالمواقف المحيطة بالفرد.

  • نظرية الاستخدامات والاشباعاتUses and Gratification Theory

قبل أن يضع إلياهوكاتز(عالم اتصال أمريكي ) لبنات نظريته المسماة بمدخل الاستخدامات والاشباعات ، سادت في العالم مفاهيم نظريات الانسياب المباشر لوسائل الإعلام ( نظرية الحقنة المخدرة والطلقة السحرية ) ،والتي صورت جمهور وسائل الإعلام كمتلقي سلبي ؛ لا يبدي مقاومة لما تبثه وسائل الإعلام ، أو مفاهيم انسياب الإعلام على مرحلتين ، والتي قسمت الجمهور لطبقتين ؛ طبقة فاعلة تسمى قادة الرأي ؛ وطبقة تابعة توصف بأنها متلقي للإعلام بطريق غير مباشر .

وقد أدى وضع إلياهوكاتز لنظريته تلك في العام 1959م لتحول الانتباه من الرسالة إلي الجمهور الذي يستقبل هذه الرسائل .

وتعد عملية استخدام الجمهور لوسائل الاتصال عملية معقدة ، وترجع لعدة عوامل منها ؛ خلفيات أفراد الجمهور الثقافية ، سياسات الوسيلة وتوجهاتها ، العوامل الشخصية (أسلوب الحياة ، السن ، الدخل ، مستوى التعليم ، النوع) ، ونوع الإشباع الذي يريد الشخص الحصول عليه من التعرض للوسيلة الاتصالية (16).

ويحسب لنظرية الاستخدامات والاشباعات ؛ أنها أدت لما يعرف الآن في مجال

نظريات الإعلام بمفهوم الجمهور النشط ؛ الذي حول دراسة علاقة الجمهور بالوسائل من الإجابة على السؤال ( ماذا ) إلي الإجابة على السؤال (لماذا ) وذلك للتعرف على أسباب تعرض الجمهور لوسائل الاتصال ، وهو ما يعرف بدوافع التعرض (مشاهدة –استماع –اطلاع) ، كما أنها تحاول التعرف على الاشباعات التي يحققها التعرض لوسائل الاتصال بالنسبة للجمهور (17).

 

ويقسم كامل فرج الحاجات والدوافع التي تؤدي بالجمهور لاستخدام وسائل الإعلام ؛ وبالتالي تحقيق الإشباعات كالتالي :

1-احتياجات معرفية : وتتمثل في الحصول على المعلومات عن طريق الموضوعات المختلفة للتعرف على البيئة المحيطة.

2-احتياجات عاطفية : وتتمثل في تحقيق المتعة ؛ واشباع الحاجات الجمالية والعاطفية.

3-تحقيق الاندماج الذاتي : وتتمثل في رغبة الفرد في تحقيق تطلعاته الشخصية.

4-الحاجة إلي التفاعل الاجتماعي : وتتمثل في تحسين علاقات الفرد مع أسرته وأصدقائه.

5-إزالة التوتر:وتتمثل في الهروب من المشاكل الشخصية والرغبة في اللهو والإمتاع.

ووفقاً لنظرية الاستخدامات والاشباعات فإن هذه الحاجات تنشأ نتيجة لما يعرف بالدوافعMotive ، والدوافع نوعان (18):

أ-دوافع منفعية :وتهدف للتعارف على الذات واكتساب المعرفة والمعلومات والخبرات ومراقبة البيئة ، وترتبط الدوافع المنفعية بالتعرض لنشرات الأخبار وبرامج المعلومات.

ب-دوافع طقوسية:وتهدف إلي إشباع رغبات الفرد في تمضية الوقت والاسترخاء والصداقة والهروب من المشاكل ،وترتبط الدوافع الطقوسية بالتعرض للمسلسلات الأفلام والبرامج الترفيهية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحليل وتفسير البيانات والنتائج والتوصيات والخاتمة

جدول رقم ( 1 ) يوضح متغير الجنس في البيئة :

المفردة التكرار النسبة
ذكر 81 45 %
أنثى 69 46 %
المجموع 150 100

 

جدول رقم : ( 2 ) يوضح المستوى التعليمي :

المفردة التكرار النسبة
ثانوي فما دون 36 24 %
جامعي 63 44 %
فوق الجامعي 48 32 %
المجموع 150 400 %

 

يلاحظ من الجدول الثاني ارتفاع نسبة الشباب الجامعي بين أفراد العينة ( 44 %  جامعي – 32% فوق الجامعي ) مما يؤثر إلى الثقة في إجاباتهم وذلك لارتفاع مستوى الوعي بين المجموعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم ( 3 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي. حين تم سؤالهم عن إمتلاك حساب أو مشاركة في قروب :

المفردة التكرار النسبة
نعم 134 89,3 %
لا 16 10,7 %

 

يكشف الجدول الثالث أن معظم أفراد العينة من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة : 89,3 % مما يعني أن أراءهم في باقي أسئلة الاستبيان ذات أهمية.

 

جدول رقم : ( 4 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي .

المفردة التكرار النسبة
بانتظام 86 57,3%
أحياناً 28 20,9%
نادراً 20 13,3%
المجموع 134 100%

 

يظهر من الجدول أن غالبية أفراد العينة وبنسبة : 57,3% منتظمون في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي.

 

باستعراض الجدول ( 5 ) نجد أن الفيس بوك والواتس أب جاءت في الصدارة من بين مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بين أفراد العينة ، وبنسبة متساوة 250 % لكل موقع .

 

 

 

 

جدول رقم ( 6 ) يوضح توزيع العينة حسب طبيعة تصفح المواقع ترك لأفراد العينة حرية اختيار أكثر من سبب .

المفردة التكرار النسبة
أكتفى بالتصفح 50 13 %
اشارك بالتعليق 120 30 %
أشارك بنشر موضوعات خاصة 130 33 %
أقوم بإعادة ما وصلت عبر مواقع أخرى 90 24 %
المجموع 390 100

 

يوضح الجدول رقم ( 7 ) درجة تفاعل أفراد العينة مع المواقع حيث يقوم  33 % من أفراد العينة بنشر موضوعات خاصة أو جاء في المرتبة الثانية المشاركة بالتعليق بنسبة 30%.

 

جدول رقم : ( 8 ) يوضح عدد الساعات التي يقضيها أفراد العينة في تصفح المواقع :

المفردة التكرار النسبة
ساعة واحدة في اليوم 15 11 %
ساعتين 15 11 %
ثلاث ساعات 30 22 %
أربع ساعات 30 22 %
خمس ساعات 40 24 %
اكثر من خمس ساعات 4 10 %
المجموع 132 100%

 

 

 

 

 

جدول رقم : (9 ) يوضح أسباب متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي :

المفردة التكرار النسبة
تمشياً مع المجتمع 71 47,3%
متابعة الأخبار 5 3,3%
متابعة الإعلانات 20 13,3%
التسلية وملء الفراغ 38 25,3%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن نسبة كبيرة من أفراد العينة : 47,3% يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي من باب التقليد للجماعات التي ينتمون إليها ، وهذا يكشف تأثير الجماعات المرجعية في انتشاراستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الجدول رقم : ( 10 ) يوضح أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما بين أفراد العينة . ( يمكن اختيار أكثر من بديل ) :

المفردة التكرار النسبة
فيسبوك 130 25 %
الواتس أب 130 25 %
تويتر 90 14 %
اليوتيوب 70 13 %
الانستقرام 60 12 %
المجموع 480 100%

 

من خلال الجدول ( 8 ) يتضح أن معظم أفراد العينة يقضون فترة تتراوح بين ( 3 ) ساعات إلى ( 5 ) ساعات وذلك بنسبة : 22 % و 24 % وهي فترة مناسبة للمتابعة.

 

 

جدول رقم ( 11 ) يوضح ما إذا كان أفراد العينة قد مارسوا إنتهاكا لخصوصية الآخرين :

المفردة التكرار النسبة
نعم 20 12 %
لا 124 88 %
المجموع 134 100%

يوضح الجدول أعلاه أن أغلب أفراد العينة لم يمارسوا انتهاك الخصوصية .

 

جدول رقم : ( 12 ) يوضح دوافع أفراد العينة في عدم ممارسة انتهاك الخصوصية.

المفردة التكرار النسبة
دوافع دينية وأخلاقية 80 65 %
عدم معرفة أساليب الانتهاك 10 8 %
خوفا من العقاب القانوني 34 27 %
الجملة 124 100 %

 

يوضح الجدول أن الدوافع الدينية والأخلاقية كانت العاصم لأفراد العينة من ممارسة انتهاك خصوصية الأفراد.

جدول رقم ( 12 ) يوضح تعرض اقرار العينة لانتهاك خصوصية

المفردة التكرار النسبة
نعم 95 70.6 %
لا 39 29.2%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن ممارسة انتهاك الخصوصية سلوك موجود بين الشباب بدليل تعرض 70.6% لعملية انتهاك الخصوصية.

جدول رقم ( 12 ) يوضح دوافع انتهاك الخصوصية حسب وجهة نظر المبعوثين:

المفردة التكرار النسبة
بسبب الفضول 40 25,7%
التشهير وتشوية السمعة 60 44%
بث الافكار الهدامة 10 13,3%
عرض المواد الاباحية 24 17%
المجموع 134 100%

من الجدول اعلاه يتضح ان التشهير وتشويه السمعة هو اقوي الاسباب لانتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 13 ) يوضح الطرق المستخدمة في جمع المعلومات المساعدة في انتهاك الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
استخدام البريد الالكتروني في مخاطبة مجهولين 20 12,5%
إضافة اصدقاء غير معروفين 20 12,5%
التسوق الالكتروني في المواقع غير المؤمنة 20 12,5%
الدخول للمواقع المشبوهة 74 62,5%
المجموع 134 100%

من الجدول يتضح ان الدخول للمواقع المشبوهة هو اقصر الطرق التي توؤدي للدخول في متاهة انتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 14 ) يوضح أشكال انتهاك الخصوصية التي تعرض لها افراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
نشر صور فاضحة 10 06%
سحب صور وبيانات شخصية 10 06%
استخدام ارقام الهواتف 10 06%
إرسال رسائل مزعجة 20 12%
مخاطبة  اصدقاء بإسمي 15 10%
التهديد باستخدام المعلومات ضدي 69 60%
المجموع   100%

من خلال الجدول يتضح ان اغلب افراد العينة الذين تعرضوا لانتهاك الخصوصية قد استخدمت المعلومات في تهديدهم وابتزازهم

جدول رقم ( 14 ) يوضح أكثر الفئات انتهاكاً للخصوصية حسب وجهة نظر أفراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
الأطفال 10 08%
المراهقون 60 44%
الشباب 60 44%
كبار السن 4 06%
المجموع 134  

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان من يمارسون انتهاك الخصوصية هم المراهقون والشباب وذلك بنسبة 44%

جدول رقم ( 15 ) يوضح كيفية حماية الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين 60 44%
التأكد من عقود استخدام المواقع 30 22%
عدم الانضمام للمواقع المجهولة 30 22%
الحذر عند استخدام برمجيات جديدة 14 07%
تعلم التقنيات الحديثة 10 05%
المجموع 134 100%

 

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين كرادع ضد انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة44% ثم جاء التاكد من عقود استخدام المواقع ومدي التزامها بحماية الخصوصية ثم عدم الانضمام للمواقع المجهولة وذلك بننسبة 22%

النتائج

1-كشفت الدراسة ارتفاع نسبة الجامعيين وفوق الجامعيين من المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعيبنسبة”44$و32%” علي التوالي

2-اوضحت الدراسة ارتفاع درجة المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي وشكلوا اغلبية افراد العينة بنسبة بلغت 89,3%

3-بينت الدراسة انتظام اغلب افراد العينة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وبنسبة بلغت 57,%

4-جاء الوات ساب والفيس بوك في طليعة مواقع التواصل التي يتابعها افراد العينة وبنسبة بلغت 25% لكل موقع وهذا يتناسب مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

5-توصلت الدراسة الي ان33%من افراد العينة تقوم بنشر موضوعات خاصة بهم وان 30%تشارك بالنقاش للموضوعات المنشورة من اخرين وهذا يعني تفاعل افراد العينة علي مواقع التواصل الاجتماعي

6كشفت الدراسة ان اغلب افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي بين 3-5 ساعات يوميا وهذا يتفق مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

7-بينت الدراسة ان 47,3% من افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي تمشيا  وتقليدا لغيرهم من افراد المجتمع

8- اوضحت الدراسة ان اغلب افراد العينة لم يمارسوا عملية انتهاك خصوصية الاخرين بنسبة بلغت 88%

9-وحول الاسباب التي منعتهم من عدم انتهاك خصوصية الاخرين جاءت الاسباب الدينية والاخلاقية في المقدمة وبنسبة بلغت65% ثم جاء الخوف من العقاب في المرتبة الثانية بنسبة 27%

10-كشفت الدراسة ان نسبة كبيرة من افراد العينة قد تعرضت لشكل من اشكال انتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 70,6%

11-وحول اسباب انتهاك الخصوصية كشف افراد العينة ان التشهير واشانة السمعة ياتي في صدارة الاسباب التي تؤدي لانتهاك الخصوصية بنسبة44% يليه الفضول بنسبة25,7%

12-بينت الدراسة ان الدخول للمواقع المشبوهة هو الذي يؤدي في الغالب لانتهاك الخصوصية وبلغت نسبة 62,5%

13-ابرزت الدراسة ان اخطر اثار انتهاك الخصوصية هو التهديد والابتزاز باستخدام المعلومات التي تم استخلاصها من انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة60%

14-كشفت الدراسة ان الشباب والمراهقين هم اكثر الفئات ممارسة لانتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 44%

15-ابانت الدراسة ان نسبة 44% من افراد العينة يرون ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين هي الحل الناجع ضد عمليات انتهاك الخصوصية

التوصيات

بعد استعراض نتائج الدراسة توصي الدراسة بالتالي:-

1-اخضاع موضوع انتهاك الخصوصية لمزيد من الدراسات

2-تعلية قيم الدين والالتزام الاخلاقي بين الشباب حتي تكون عاصما لهم من انتهاك خصوصية الاخرين

3-عدم الدخول للمواقع المشبوهة

4 – اتخاذ تدابير متشددة عند فتح حسابات واستخدام كلمات مرور معقدة وتغييرها من حين لاخر

5- عدم قبول طلبات الصداقة من مجهولين وعدم الرد علي اتصالاتهم

المراجع:-

 

-راسم محمد الجمال-مناهج البحث في الدراسات الاعلامية-القاهرة-اصدارات كلية الاعلام-جامعة القاهرة-1999 ص2

2-محمد عبد الحميد-البحث العلمي في الدراسات الاعلامية-القاهرة-عالم الكتب-ص10

3محمد وليد البطش وفريد كامل ابوزينة-مناهج البحث العلمي-تصميم البحث الاحصائي-عمان-دار  المسيرة للنشر والتوزيع-دار المريخ-2006 ص389

4-سليم خالد-ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي والمتمعات المحلية-دار المتنبيللنشر-الاردن-ص13

5-الويكي بيديا

6-عزة مصطفي الكحكي-اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ور سائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية-دراسة ميدانية علي طلبة جامعة الشارقة 2009

7-هشام البرجي-تأثير شبكات التواصل الاجتماعي علي العلاقات الاجتماعية للأسرة المصرية-المركز العربي للبحوث والدارسات-2016

7-

8-

9-مريم ناريمان نورمان-استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر-بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في الاعلام والاتصال –جامعة الحاج الخضر –باتنة 2012

10محمد الحديدي-نظريات الاعلام واتجاهات حديثة في دراسة جمهور الراي العام-دمياط-مكتبة نانسي دمياط-2006 ص17

11عمادالدين مكاوي السيد- الاتصال ونظرياته المعاصرة –القاهرة-الدار المصرية اللبنانية 1998ص75

12-نهي العبد-اطفالنا والقنوات الفضائية-القاهرة-دار الفكر العربي-2005ص17

13-فرج كامل-بحوث الاعلام والراي العام-القاهرة –دار النشرللجامعات-2005-ص88

14-عماد مكاوي واخرون- نظريات الاعلام-القاهرة-مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح- 2000 ص 248

 

 

 

 

 

 

اتجاهات الشباب السوداني

نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصية الأفراد

(دراسة تطبيقية على مجموعة من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي)

بحث مقدم لمؤتمر الحتمية القيمية

أعداد بروفسور عبدالنبي عبدالله الطيب

أستاذ الصحافة بجامعة جازان

بالاشتراك مع الاستاذة فاطمة الزهراء قيطة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمه

أضحت وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، بأنواعها المتعددة والمختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر، اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ)والتي تعـرف بـالإعلام الاجتماعي الجديد، الذي يشهد حركة ديناميكية من التطور والانتشار، وقد كان في بداياته مجتمعـا افتراضيا على نطاق ضيق ومحدود، ثم ما لبث أن ازداد مع الوقت ليتحول من أداة إعلامية نصية مكتوبة إلى أداة إعلامية سمعية وبصرية تؤثر في قرارات المتأثرين واستجاباتهم ، بضغوط مـن القوة المؤثرة التي تستخدم في تأثيرها الأنماط الشخصية للفرد (السمعي، والبصري، والحـسي)، باعتبار أن المتأثر وأنماطه محور مهم في عملية التأثير، مستغلة (أي القوة المؤثرة) بأن الـسمعي: سريع في قراراته لأن طاقته عالية ويتخيل ما يتحدث به أو يسمعه، والبصري: حذر في قراراتـه لأنها مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع، والحسي: يبني قراراتـه علـى مـشاعره وعواطفـه المستنبطة من التجارب التي مر بها، في محاولة من أولئك المـؤثرين لتغييـر الآراء والمفـاهيم والأفكار، والمشاعر، والمواقف، والسلوك. وبما أن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في تفعيل المشاركة لتحقق رغبة كل فئة مشتركة في الاهتمامات والأنشطة نفسها، فإن لها أيـضا دوراً في التشبيك والمناصرة والضغط والتفاعل والتأثير بقيادات غيـر منظمـة، وفـي تحقيـق المسؤولية المجتمعية إذا ما أحسن استثمارها واستغلالها وتوجيهها بشكل جيد، فقد اسـتطاعت أن تحول الأقوال والأفكار والتوجهات إلى مشروعات عمل جاهزة للتنفيـذ، لـذا لا يمكـن أن نعـدّ التواصل عبر الشبكات الاجتماعية موضة شبابية تتغير مع مرور الزمن.[i]

وتعد وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت”، من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات وأكثرها شعبية، ورغم أن هذه المواقع أنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، فـإن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث الـسياسية، وكذلك الدعوة إلى حضور الندوات أو التظاهر. وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشئ وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي وقـد اهتمت المؤسسات الاجتماعية والتربوية بوضع البرامج والأنشطة للطلاب، وذلك بقصد الاسـتفادة من إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، وكذلك بقصد زرع جوانب وأمور مهمة وتنميتها في شخـصية الطالب ، فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين للدارس فقط وإنما هي عملية مفيدة لبنـاء شخـصية الطالب من جميع النواحي، وبث روح المسؤولية الاجتماعية والاعتداد بالذات، وتحمل المسؤوليات في الحياة ، ومحاولة إيجاد التوازن المتكامل في جميع جوانب الشخصية.

مشكلة البحث :

تعدّ المسؤولية الاجتماعية من القضايا المهمة جدًا لأنها ترتبط بالكائن الإنساني دون غيره من المخلوقات ، وتحمل أمانة المسؤولية يترتب عليه أفعال وممارسات إيجابية أو سـلبية داخـل المجتمع من أجل ذلك يمكن أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهما في تنمية المـسؤولية الاجتماعية، لدى الشباب السعودي وذلك من خلال قيام المجموعات الشبابية بإنشاء صفحات خاصة بهم على هذه المواقع وتطبيقاتها لإغراض شخصية من صور و مقاطع فيديو وحتى بعض العبارات و الكلام المؤثر ومنهم من يتبنون بها قضية اجتماعية تقع في صلب اهتماماتهم فيعملوا على نشرها والدفاع عنها باستخدام مهارات التواصل ومع هذا فانه يوجد من يحاول انتهاك هذه الخصوصية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك خصوصيات الأفراد و الاطلاع عليها بدون وجه حق ،ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:-

(ما اتجاه الشباب السوداني نحو استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد؟). 

أهداف البحث:

  1. تحديد نوع وسائل التواصل الاجتماعي التي يستغلها الشباب السوداني للحصول على معلومات الأفراد وانتهاكها.
  2. الكشف عن دوافع من يحاول استغلال هذه المواقع للحصول لكشف خصوصية الغير.
  3. معرفة الطرق التي تساعد الشباب في الحصول على معلومات حساب الفرد المراد استغلا حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  4. الوصول للمعوقات التي تعيق المستغلين لوسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد.
  5. معرفة المقترحات لمواجهة الآثار السلبية ونصح مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من انتهاك خصوصية الأفراد.

 

تساؤلات البحث :

  • ما حجم الساعات التي يقضيها الشباب السوداني في التعرض وسائل التواصل الاجتماعي ؟
  • ما الدوافع وراء استخدام الشباب السوداني لوسائل التواصل الاجتماعي انتهاكاً لخصوصية الفرد ؟
  • ما الطرق التي تساعد الشباب السوداني في جمع المعلومات الكافية للحصول على حسابات الأفراد؟
  • ما العوامل والدوافع التي تدفع الشباب لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لانتهاك خصوصية الأفراد ؟
  • ما أشكال الخصوصية المنتهكة؟
  • من هم أكثر الفئات انتهاكا لخصوصيتهم وما اثر انتهاك الخصوصية على سلامة المجتمع من وجهة نظر عينة البحث ؟

أهمية هذه الدراسة:

هذه الدراسة معالجة لوضع مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب السوداني في انتهاك خصوصية الأفراد. وهي دراسة جديدة في هذا المجال.

وتزداد أهمية هذه الدراسة من حساسية الموضوع الذي تعالجه ، وازدياد ظاهرة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في انتهاك الخصوصية للدرجة التي أصبحت فيها الظاهرة تشكل خطرا إجراميا مهددا للسلامة المجتمعية.

 

نوع الدراسة:

تنتمي هذه الدراسة إلي مصفوفة الدراسات الوصفية وتعرف بأنها” هي البحوث التي تعرض خصائص ظاهرة ما كميا أو كيفيا بناء على فروض مبدئية سابقة للدراسة أو بدونها بطريقة [1]أكثر دقة[ii]1

منهج الدراسة:

استخدم الباحث[2] المنهج المسحي ويعرف “بأنه المنهج الذي يستهدف وصف سمات أو آراء أو اتجاهات أو سلوكيات لعينات من الأفراد ممثلة لمجتمع ما ، بما يسمح بتعميم نتيجة المسح على المجتمع الذي سحبت منه العينة[iii].

مجتمع الدراسة:

مجموعة من الشباب السوداني مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة مثل( الفيس بوك ، تويتر اليوتيوب، المدونات ، المواقع الالكترونية، …الخ) لغرض  تحديد اتجاهاتهم  نحوانتهاك خصوصية الأفراد.

عينة الدراسة:

العينة العشوائيةا البسيطة” وسميت بذلك لكونها أسهل أنواع العينات اختياراً حيث أن خطوات تقرير الفقرة التي تكون ضمن إطار العينة العشوائية البسيطة أقل في غيرها من أنواع العينات العشوائية الأخرى” وقد اعتمد الباحثون على عينة الشباب السوداني مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر  استبيان إلكتروني ويبلغ عددهم (150) .

– مجتمع الدراسة :

يعرف مجتمع الدراسة بأنه المجتمع الأكبر أو مجموع المفردات التي يستهدف الباحث دراستها لتحقيق نتائج الدراسة  ؛ وبالتالي فإن مجتمع الدراسة يمثل دائماً شريحة كبيرة تخضع للدراسة ، ثم يتم تعميم نتائج الدراسة على كل مجتمع شبيه . وبالتالي فان مجتمع هذه الدراسة هم الشباب السوداني بولاية الخرطوم.

 

6- عينة الدراسة :

العينة عبارة عن عدد محدود من المفردات التي سوف يتم تعامل الباحث معها منهجياً ؛ ويشترط في هذا العدد أن يكون ممثلاً لمجتمع البحث في الخصائص والسمات التي يوصف من خلالها هذا المجتمع (3) . وقد بلغ حجم العينة 150 شابا تم الوصول اليهم عن طريق المجموعات علي قوقل درايف

7- نوع الدراسة :

تقع هذه الدراسة في إطار الدراسات الوصفية ( وهي الدراسات التي تهتم بدراسة الحقائق المتصلة بالظواهر والأحداث أو الأوضاع القائمة عن طريق جمع معلومات وبيانات عنها وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها وإصدار تعميمات بشأنها (4) .

8-أدوات جمع البيانات :

اعتمد هذا البحث في جمع بياناته على استمارة استبيان كأسلوب لجمع البيانات يتفق وأهداف الدراسة وطبيعة الجمهور المبحوث ؛ وقد مر تصميم الاستمارة بالخطوات التالية :

  • الخطوة الأولى : وفيها تم تحديد أهداف الدراسة وتساؤلها الرئيس ؛ ثم التساؤلات الفرعية المنبثقة عنه ، كما تم تحديد مجتمع الدراسة ونوعية المعلومات المطلوبة المتسقة مع تساؤلات الدراسة وأهدافها ؛ وذلك حتى يتم تصميم استمارة تلبي فعلاً مطلوبات البحث .
  • الخطوة الثانية : تم في هذه المرحلة إعداد تصميم مبدئي للاستمارة مراعياً العوامل التي تم تحديدها في الخطوة الأولى ؛ حيث تم تقسيم الاستمارة إلي محاور حتى تسهل على المبحوث فهم المطلوب والانتقال في محور لآخر بسلاسة ؛ ثم مراجعة الأسئلة حتى يتم التأكد من وضوحها وشمولها تفادياً لأي أخطاء تنتج من سوء فهم السؤال ؛ وأخيراً إحكام الصياغة النهائية للاستمارة بعد التشاور بين الباحثين .

9-قياس الصدق :

تهتم البحوث الوصفية المسحية بمسالة الصدق ؛ وذلك لأن صدق الاستمارة ( يؤدي للوصول إلي البناء العاملي للسلوك أو الأداء على فقرات الاختبار أو المقياس المستخدم  ؛ وللتأكد من أن الاستمارة تقيس فعلاً المعلومات المطلوبة ؛ فقد تم عرض الاستمارة على أثنين من الأساتذة المختصين في مجال الإحصاء ومناهج البحث ؛ وقاما بمراجعتها وإبداء بعض الملاحظات حولها ، ومن ثم قام الباحثان بصياغة الاستمارة وبشكلها نهائي وفقاً لهذه الملاحظات .

10- قياس الثبات :

يشير الثبات إلي درجة الاستقرار أو الاتساق في الدرجات المتحققة على أداة القياس مع الزمن .

وفي حالة هذا البحث فقد تم عرض البحث على مجموعة من مجتمع البحث الذين تم اختيارهم كعينة ، ثم طرحت نفس الاستمارة على المجموعة مرة أخرى ؛ وذلك للتأكد من اتساق الإجابات ، وقد حققت الاستمارة نسبة ثبات عالية بلغت 94.0% ؛ على ضوء مقياس ألفا.

 

 

.

مصطلحات البحث :

وسائل التواصل الاجتماعي

منظومة من الشبكات الإلكترونيّة التي تسمح للمشترك فيها بإنـشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعـضاء آخـرين لـديهم الاهتمامات والهوايات نفسها أو جمعه مع أصدقاء الجامعة أو الثانوية.

الخصوصية

تعرفها الويكي بيديا بالرغبة الشخصية بالنسبة للفرد والسلطة بالمحافظة علي المعلومات الخاصة والقدرة علي التحكم بها والتحكم بمن يمكنه الوصول اليها.”5″

الدراسات السابقة:

الدراسة الأولي:-دراسة عزة مصطفي الكحكي”6″ :- وجاءت تحت عنون”اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية للأسرة المصرية والقطرية”

هدفت الدراسة الي تحديد اثر تلك الرسائل علي العلاقات الاجتماعية وحجمها والتفاعلات الاجتماعية.بلغ حجم العينة”600″ مفردة عن طريق العينة العشوائية المتعددة المراحل.وقد توصلت الدراسة الي ان هناك ارتباط سلبي بين معدل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومستوي التفاعل الاجتماعي بين الأفراد. كما كشفت الدراسة الي انه كلما شعر الأفراد بالخصوصية باستخدام جهاز الكومبيوتر زاد انعزالهم عن الواقع وانخفض مستوي تفاعلهم الاجتماعي.

الدراسة الثانية:-دراسة عزة هشام البرجي –اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ورسائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية”7″

هدفت الدراسة الي التعرف علي دوافع استخدام الشباب المصري لموقع الفيس بوك والكشف عن طبيعة العلاقات الاجتماعية والصداقات التي تتكون نتيجة لهذا التعرض.كما هدفت الدراسة الي رصد وتحليل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية والايجابية المترتبة علي هذا التعامل.بلغ حجم العينة”136″ عن طريق العينة العشوائية البسيطة. وقد توصلت الدراسة الي أن دافع التسلية والترفيه يأتي علي رأس دوافع استخدام الطلاب للموقع.وكشفت الدراسة علي أن أفراد العينة قد قاموا بتطوير علاقاتهم الاجتماعية عبر استخدام الموقع.

الدراسة الثالثة :-دراسةBabajide Ostauy”8″ وجاءت الدراسة بعنوان”قياس دور وسائل التواصل الجتماعي في الترفيه علي ضوء خصوصية المعلومات”

هدفت الدراسة لتحديد مفهومك الخصوصية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، كما تهدف لتحديد مفهوم الخصوصية في الاتصال علي ضوء نظرية إدارة الخصوصية.

تمثلت أداة جمع البيانات في استبيان الكتروني علي مجموعة من الطلاب في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ حجم العينة 310 مفردة.

وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها:علي الشركات وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي المحافظة علي البيانات التي يحصلون عليها من المشتركين.

الدراسة الرابعة دراسة”9″     Md Imural جاءت الدراسة تحت عنوان”استغلال الخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي”

هدفت الدراسة لتوضيح كيفية استغلال الخصوصية علي مواقع التواصل الاجتماعي والمضار التي تنتج من هذا الاستغلال.كما توضح الدراسة المخاطر التي يواجهها المستخدمون من استغلال بياناتهم الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي.

اعتمدت الدراسة علي استبيان الكتروني علي مجموعة من المدونين.

وقد توصلت الدراسة الي أهمية المحافظة علي خصوصية الأفراد علي مواقع التواصل الاجتماعي.

الدراسة الخامسة:-دراسة مريم ناريمان نومار”10″ بعنوان”استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مسنخدمي الفيس بوك في الجزائر”

هدفت الدراسة الي الكشف عن اثر استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية من خلال دراسة عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر.

اعتمدت الدراسة علي الاستبيان باستمارة مقسمة علي ثلاث محاور، وبلغ حجم العينة 280 مفردة تم اختيارهم عن طريق الاقتراع المباشر.

بينت الدراسة ان النسبة الأكبر من المبحوثين تقضي أكثر من ثلاث ساعات في استخدام الفيس بوك، ويفضل اغلب افراد العينة موقع الفيس بوك بدافع التواصل مع الاهل والاصدقاء، ايضا كشفت الدراسة ان متغير النوع يؤثر في استخدام افراد العينة للفيس بوك، وان افراد العينة الاكبر سنا يتعاملون بوعي عند استخدامهم لموقع الفيس بوك.

التعليق علي الدراسات السابقة

تناولت كل الدراسات الي تم اسنعراضها العلاقة بين الاستخدام والاشباعات وكذلك تناولت الدراسات موضوع الخصوصية وعلاقته باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

استفاد الباحث مما تم استعراضه من دراسات في تحديد ابعاد مشكلة الدراسة وادوات جمع البيانات.

ويلاحظ قلة الدراسات التي تتناول موضوع الخصوصية في الدراسات العر بية مما يجعل هذه الدراسة اضافة لهذا المجال لدراسات الاعلام الجديد.

 

النظريات المفسرة للدراسة

اعتمدت هذه الدراسة في تفسير متغيراتها علي النظريات التالية:-

-النظريات التي تفسر علاقة الطلاب بوسائل الإعلام : ترتبط هذه الدراسة في تفسير الظاهرة ( العلاقة بين وسائل الإعلام والطلاب ) على نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام ، ونظرية الاستخدامات والاشباعات .

  • نظرية لاعتماد على وسائل الإعلام Dependency Theory

ينبني الإطار الفكري لهذه النظرية على سعيها لتفسير لماذا يكون لوسائل الإتصال أحياناً تأثيرات مباشرة ،وأحياناً أخرى تكون تأثيراتها ضعيفة وغير مباشرة(12).وبهذا فإنه يمكننا أن نصف نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام ؛بأنها نظرية تهتم بدراسة بيئة وسائل الإعلام ، وتنظر للمجتمع باعتباره تركيباً عضوياً ، وهي تبحث عن كيفية ارتباط الجمهور بالوسائل ، ومحاولة تفسير السلوك الناتج من هذا الارتباط .

ويعزي عمادالدين مكاوي علاقة الاعتماد على وسائل الإعلام على ركيزيتينأساستين هما(13):

أ-1- الأهداف : لكي يحقق الأفراد والجماعات أهدافهم الشخصية والاجتماعية ؛ فإن عليهم أن يعتمدوا على موارد يسيطر عليها أشخاص أو جماعات (وسائل الإعلام) والعكس الصحيح.

أ-2-المصادر:يسعى الأفراد والمنظمات إلي المصادر المختلفة التي تحقق أهدافهم ، وتعد وسائل الاتصال نظام معلومات يسعى إليه الأفراد والمنظمات من أجل بلوغ أهدافهم .

ويصف عماد مكاوي الجهد الذي تقوم به وسائل الإعلام ويجعلها مصدر ثقة واعتماد بالتالي (14)

أ-2-1- أنها تقوم بجمع المعلومات التي تشعر بأن المجتمع يحتاج لمعرفتها .

أ-2-2-تنسيق المعلومات : حيث تقوم وسائل الإعلام بعملية تنقيح وصياغة وتحرير للمعلومات وتقديمها في قالب جذاب .

أ-2-3-نشر المعلومات : وذلك بأن وسائل الإعلام توظف إمكاناتها التقنية للوصول لأكبر عدد من الجمهور مما يحقق لها نوع من الهيمنة .

وتحدد نظرية الاعتماد طبيعة العلاقة بين الفرد وسائل الاتصال ، فكلما اعتمد الفرد على هذه الوسائل لإشباع حاجاته المعرفية ، قامت الوسائل بدور مؤثر في حياة الفرد النفسية والاجتماعية .

ويحصر ملفندوفلير العوامل التي تؤثر في عملية الاعتماد على وسائل الإعلام في التالي (15):

أ-طبيعة الجمهور المستهدف وأهدافه من الاعتماد.

ب-طبيعة المجتمع ومدى توافر مصادر المعلومات فيه .

ج-طبيعة تنوع وسائل الإعلام.

د-طبيعة الوقت أو الظروف الذي يمر به الفرد والمجتمع.

هـ-طبيعة المعلومات التي تقدمها وسائل الاتصال.

ويؤدي الاعتماد على وسائل الإعلام إلي حصول الفرد على المعلومات التي تفسر الوقائع من حوله ؛ وتساعده على تفهم الأزمات والتفاعل معها وأساليب مواجهتها ، كما يتمكن من اكتساب القيم والمعايير القائمة في المجتمع وتغيير أو تعديل أو اكتساب آراء واتجاهات خاصة بالمواقف المحيطة بالفرد.

  • نظرية الاستخدامات والاشباعاتUses and Gratification Theory

قبل أن يضع إلياهوكاتز(عالم اتصال أمريكي ) لبنات نظريته المسماة بمدخل الاستخدامات والاشباعات ، سادت في العالم مفاهيم نظريات الانسياب المباشر لوسائل الإعلام ( نظرية الحقنة المخدرة والطلقة السحرية ) ،والتي صورت جمهور وسائل الإعلام كمتلقي سلبي ؛ لا يبدي مقاومة لما تبثه وسائل الإعلام ، أو مفاهيم انسياب الإعلام على مرحلتين ، والتي قسمت الجمهور لطبقتين ؛ طبقة فاعلة تسمى قادة الرأي ؛ وطبقة تابعة توصف بأنها متلقي للإعلام بطريق غير مباشر .

وقد أدى وضع إلياهوكاتز لنظريته تلك في العام 1959م لتحول الانتباه من الرسالة إلي الجمهور الذي يستقبل هذه الرسائل .

وتعد عملية استخدام الجمهور لوسائل الاتصال عملية معقدة ، وترجع لعدة عوامل منها ؛ خلفيات أفراد الجمهور الثقافية ، سياسات الوسيلة وتوجهاتها ، العوامل الشخصية (أسلوب الحياة ، السن ، الدخل ، مستوى التعليم ، النوع) ، ونوع الإشباع الذي يريد الشخص الحصول عليه من التعرض للوسيلة الاتصالية (16).

ويحسب لنظرية الاستخدامات والاشباعات ؛ أنها أدت لما يعرف الآن في مجال

نظريات الإعلام بمفهوم الجمهور النشط ؛ الذي حول دراسة علاقة الجمهور بالوسائل من الإجابة على السؤال ( ماذا ) إلي الإجابة على السؤال (لماذا ) وذلك للتعرف على أسباب تعرض الجمهور لوسائل الاتصال ، وهو ما يعرف بدوافع التعرض (مشاهدة –استماع –اطلاع) ، كما أنها تحاول التعرف على الاشباعات التي يحققها التعرض لوسائل الاتصال بالنسبة للجمهور (17).

 

ويقسم كامل فرج الحاجات والدوافع التي تؤدي بالجمهور لاستخدام وسائل الإعلام ؛ وبالتالي تحقيق الإشباعات كالتالي :

1-احتياجات معرفية : وتتمثل في الحصول على المعلومات عن طريق الموضوعات المختلفة للتعرف على البيئة المحيطة.

2-احتياجات عاطفية : وتتمثل في تحقيق المتعة ؛ واشباع الحاجات الجمالية والعاطفية.

3-تحقيق الاندماج الذاتي : وتتمثل في رغبة الفرد في تحقيق تطلعاته الشخصية.

4-الحاجة إلي التفاعل الاجتماعي : وتتمثل في تحسين علاقات الفرد مع أسرته وأصدقائه.

5-إزالة التوتر:وتتمثل في الهروب من المشاكل الشخصية والرغبة في اللهو والإمتاع.

ووفقاً لنظرية الاستخدامات والاشباعات فإن هذه الحاجات تنشأ نتيجة لما يعرف بالدوافعMotive ، والدوافع نوعان (18):

أ-دوافع منفعية :وتهدف للتعارف على الذات واكتساب المعرفة والمعلومات والخبرات ومراقبة البيئة ، وترتبط الدوافع المنفعية بالتعرض لنشرات الأخبار وبرامج المعلومات.

ب-دوافع طقوسية:وتهدف إلي إشباع رغبات الفرد في تمضية الوقت والاسترخاء والصداقة والهروب من المشاكل ،وترتبط الدوافع الطقوسية بالتعرض للمسلسلات الأفلام والبرامج الترفيهية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحليل وتفسير البيانات والنتائج والتوصيات والخاتمة

جدول رقم ( 1 ) يوضح متغير الجنس في البيئة :

المفردة التكرار النسبة
ذكر 81 45 %
أنثى 69 46 %
المجموع 150 100

 

جدول رقم : ( 2 ) يوضح المستوى التعليمي :

المفردة التكرار النسبة
ثانوي فما دون 36 24 %
جامعي 63 44 %
فوق الجامعي 48 32 %
المجموع 150 400 %

 

يلاحظ من الجدول الثاني ارتفاع نسبة الشباب الجامعي بين أفراد العينة ( 44 %  جامعي – 32% فوق الجامعي ) مما يؤثر إلى الثقة في إجاباتهم وذلك لارتفاع مستوى الوعي بين المجموعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جدول رقم ( 3 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي. حين تم سؤالهم عن إمتلاك حساب أو مشاركة في قروب :

المفردة التكرار النسبة
نعم 134 89,3 %
لا 16 10,7 %

 

يكشف الجدول الثالث أن معظم أفراد العينة من متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة : 89,3 % مما يعني أن أراءهم في باقي أسئلة الاستبيان ذات أهمية.

 

جدول رقم : ( 4 ) يوضح درجة متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي .

المفردة التكرار النسبة
بانتظام 86 57,3%
أحياناً 28 20,9%
نادراً 20 13,3%
المجموع 134 100%

 

يظهر من الجدول أن غالبية أفراد العينة وبنسبة : 57,3% منتظمون في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي.

 

باستعراض الجدول ( 5 ) نجد أن الفيس بوك والواتس أب جاءت في الصدارة من بين مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بين أفراد العينة ، وبنسبة متساوة 250 % لكل موقع .

 

 

 

 

جدول رقم ( 6 ) يوضح توزيع العينة حسب طبيعة تصفح المواقع ترك لأفراد العينة حرية اختيار أكثر من سبب .

المفردة التكرار النسبة
أكتفى بالتصفح 50 13 %
اشارك بالتعليق 120 30 %
أشارك بنشر موضوعات خاصة 130 33 %
أقوم بإعادة ما وصلت عبر مواقع أخرى 90 24 %
المجموع 390 100

 

يوضح الجدول رقم ( 7 ) درجة تفاعل أفراد العينة مع المواقع حيث يقوم  33 % من أفراد العينة بنشر موضوعات خاصة أو جاء في المرتبة الثانية المشاركة بالتعليق بنسبة 30%.

 

جدول رقم : ( 8 ) يوضح عدد الساعات التي يقضيها أفراد العينة في تصفح المواقع :

المفردة التكرار النسبة
ساعة واحدة في اليوم 15 11 %
ساعتين 15 11 %
ثلاث ساعات 30 22 %
أربع ساعات 30 22 %
خمس ساعات 40 24 %
اكثر من خمس ساعات 4 10 %
المجموع 132 100%

 

 

 

 

 

جدول رقم : (9 ) يوضح أسباب متابعة أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي :

المفردة التكرار النسبة
تمشياً مع المجتمع 71 47,3%
متابعة الأخبار 5 3,3%
متابعة الإعلانات 20 13,3%
التسلية وملء الفراغ 38 25,3%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن نسبة كبيرة من أفراد العينة : 47,3% يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي من باب التقليد للجماعات التي ينتمون إليها ، وهذا يكشف تأثير الجماعات المرجعية في انتشاراستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الجدول رقم : ( 10 ) يوضح أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما بين أفراد العينة . ( يمكن اختيار أكثر من بديل ) :

المفردة التكرار النسبة
فيسبوك 130 25 %
الواتس أب 130 25 %
تويتر 90 14 %
اليوتيوب 70 13 %
الانستقرام 60 12 %
المجموع 480 100%

 

من خلال الجدول ( 8 ) يتضح أن معظم أفراد العينة يقضون فترة تتراوح بين ( 3 ) ساعات إلى ( 5 ) ساعات وذلك بنسبة : 22 % و 24 % وهي فترة مناسبة للمتابعة.

 

 

جدول رقم ( 11 ) يوضح ما إذا كان أفراد العينة قد مارسوا إنتهاكا لخصوصية الآخرين :

المفردة التكرار النسبة
نعم 20 12 %
لا 124 88 %
المجموع 134 100%

يوضح الجدول أعلاه أن أغلب أفراد العينة لم يمارسوا انتهاك الخصوصية .

 

جدول رقم : ( 12 ) يوضح دوافع أفراد العينة في عدم ممارسة انتهاك الخصوصية.

المفردة التكرار النسبة
دوافع دينية وأخلاقية 80 65 %
عدم معرفة أساليب الانتهاك 10 8 %
خوفا من العقاب القانوني 34 27 %
الجملة 124 100 %

 

يوضح الجدول أن الدوافع الدينية والأخلاقية كانت العاصم لأفراد العينة من ممارسة انتهاك خصوصية الأفراد.

جدول رقم ( 12 ) يوضح تعرض اقرار العينة لانتهاك خصوصية

المفردة التكرار النسبة
نعم 95 70.6 %
لا 39 29.2%
المجموع 134 100%

 

من خلال الجدول يتضح أن ممارسة انتهاك الخصوصية سلوك موجود بين الشباب بدليل تعرض 70.6% لعملية انتهاك الخصوصية.

جدول رقم ( 12 ) يوضح دوافع انتهاك الخصوصية حسب وجهة نظر المبعوثين:

المفردة التكرار النسبة
بسبب الفضول 40 25,7%
التشهير وتشوية السمعة 60 44%
بث الافكار الهدامة 10 13,3%
عرض المواد الاباحية 24 17%
المجموع 134 100%

من الجدول اعلاه يتضح ان التشهير وتشويه السمعة هو اقوي الاسباب لانتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 13 ) يوضح الطرق المستخدمة في جمع المعلومات المساعدة في انتهاك الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
استخدام البريد الالكتروني في مخاطبة مجهولين 20 12,5%
إضافة اصدقاء غير معروفين 20 12,5%
التسوق الالكتروني في المواقع غير المؤمنة 20 12,5%
الدخول للمواقع المشبوهة 74 62,5%
المجموع 134 100%

من الجدول يتضح ان الدخول للمواقع المشبوهة هو اقصر الطرق التي توؤدي للدخول في متاهة انتهاك الخصوصية

جدول رقم ( 14 ) يوضح أشكال انتهاك الخصوصية التي تعرض لها افراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
نشر صور فاضحة 10 06%
سحب صور وبيانات شخصية 10 06%
استخدام ارقام الهواتف 10 06%
إرسال رسائل مزعجة 20 12%
مخاطبة  اصدقاء بإسمي 15 10%
التهديد باستخدام المعلومات ضدي 69 60%
المجموع   100%

من خلال الجدول يتضح ان اغلب افراد العينة الذين تعرضوا لانتهاك الخصوصية قد استخدمت المعلومات في تهديدهم وابتزازهم

جدول رقم ( 14 ) يوضح أكثر الفئات انتهاكاً للخصوصية حسب وجهة نظر أفراد العينة:

المفردة التكرار النسبة
الأطفال 10 08%
المراهقون 60 44%
الشباب 60 44%
كبار السن 4 06%
المجموع 134  

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان من يمارسون انتهاك الخصوصية هم المراهقون والشباب وذلك بنسبة 44%

جدول رقم ( 15 ) يوضح كيفية حماية الخصوصية:

المفردة التكرار النسبة
سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين 60 44%
التأكد من عقود استخدام المواقع 30 22%
عدم الانضمام للمواقع المجهولة 30 22%
الحذر عند استخدام برمجيات جديدة 14 07%
تعلم التقنيات الحديثة 10 05%
المجموع 134 100%

 

من الجدول اعلاه يري افراد العينة ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين كرادع ضد انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة44% ثم جاء التاكد من عقود استخدام المواقع ومدي التزامها بحماية الخصوصية ثم عدم الانضمام للمواقع المجهولة وذلك بننسبة 22%

النتائج

1-كشفت الدراسة ارتفاع نسبة الجامعيين وفوق الجامعيين من المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعيبنسبة”44$و32%” علي التوالي

2-اوضحت الدراسة ارتفاع درجة المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي وشكلوا اغلبية افراد العينة بنسبة بلغت 89,3%

3-بينت الدراسة انتظام اغلب افراد العينة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي وبنسبة بلغت 57,%

4-جاء الوات ساب والفيس بوك في طليعة مواقع التواصل التي يتابعها افراد العينة وبنسبة بلغت 25% لكل موقع وهذا يتناسب مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

5-توصلت الدراسة الي ان33%من افراد العينة تقوم بنشر موضوعات خاصة بهم وان 30%تشارك بالنقاش للموضوعات المنشورة من اخرين وهذا يعني تفاعل افراد العينة علي مواقع التواصل الاجتماعي

6كشفت الدراسة ان اغلب افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي بين 3-5 ساعات يوميا وهذا يتفق مع اغلب الدراسات التي اجريت في هذا المجال

7-بينت الدراسة ان 47,3% من افراد العينة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي تمشيا  وتقليدا لغيرهم من افراد المجتمع

8- اوضحت الدراسة ان اغلب افراد العينة لم يمارسوا عملية انتهاك خصوصية الاخرين بنسبة بلغت 88%

9-وحول الاسباب التي منعتهم من عدم انتهاك خصوصية الاخرين جاءت الاسباب الدينية والاخلاقية في المقدمة وبنسبة بلغت65% ثم جاء الخوف من العقاب في المرتبة الثانية بنسبة 27%

10-كشفت الدراسة ان نسبة كبيرة من افراد العينة قد تعرضت لشكل من اشكال انتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 70,6%

11-وحول اسباب انتهاك الخصوصية كشف افراد العينة ان التشهير واشانة السمعة ياتي في صدارة الاسباب التي تؤدي لانتهاك الخصوصية بنسبة44% يليه الفضول بنسبة25,7%

12-بينت الدراسة ان الدخول للمواقع المشبوهة هو الذي يؤدي في الغالب لانتهاك الخصوصية وبلغت نسبة 62,5%

13-ابرزت الدراسة ان اخطر اثار انتهاك الخصوصية هو التهديد والابتزاز باستخدام المعلومات التي تم استخلاصها من انتهاك الخصوصية وذلك بنسبة60%

14-كشفت الدراسة ان الشباب والمراهقين هم اكثر الفئات ممارسة لانتهاك الخصوصية وبنسبة بلغت 44%

15-ابانت الدراسة ان نسبة 44% من افراد العينة يرون ان سن قوانين صارمة تعاقب المنتهكين هي الحل الناجع ضد عمليات انتهاك الخصوصية

التوصيات

بعد استعراض نتائج الدراسة توصي الدراسة بالتالي:-

1-اخضاع موضوع انتهاك الخصوصية لمزيد من الدراسات

2-تعلية قيم الدين والالتزام الاخلاقي بين الشباب حتي تكون عاصما لهم من انتهاك خصوصية الاخرين

3-عدم الدخول للمواقع المشبوهة

4 – اتخاذ تدابير متشددة عند فتح حسابات واستخدام كلمات مرور معقدة وتغييرها من حين لاخر

5- عدم قبول طلبات الصداقة من مجهولين وعدم الرد علي اتصالاتهم

المراجع:-

 

-راسم محمد الجمال-مناهج البحث في الدراسات الاعلامية-القاهرة-اصدارات كلية الاعلام-جامعة القاهرة-1999 ص2

2-محمد عبد الحميد-البحث العلمي في الدراسات الاعلامية-القاهرة-عالم الكتب-ص10

3محمد وليد البطش وفريد كامل ابوزينة-مناهج البحث العلمي-تصميم البحث الاحصائي-عمان-دار  المسيرة للنشر والتوزيع-دار المريخ-2006 ص389

4-سليم خالد-ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي والمتمعات المحلية-دار المتنبيللنشر-الاردن-ص13

5-الويكي بيديا

6-عزة مصطفي الكحكي-اثر شبكات العلاقات الاجتماعية التفاعلية بالانترنت ور سائل الفضائيات علي العلاقات الاجتماعية والاتصالية-دراسة ميدانية علي طلبة جامعة الشارقة 2009

7-هشام البرجي-تأثير شبكات التواصل الاجتماعي علي العلاقات الاجتماعية للأسرة المصرية-المركز العربي للبحوث والدارسات-2016

7-

8-

9-مريم ناريمان نورمان-استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية-دراسة علي عينة من مستخدمي الفيس بوك في الجزائر-بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في الاعلام والاتصال –جامعة الحاج الخضر –باتنة 2012

10محمد الحديدي-نظريات الاعلام واتجاهات حديثة في دراسة جمهور الراي العام-دمياط-مكتبة نانسي دمياط-2006 ص17

11عمادالدين مكاوي السيد- الاتصال ونظرياته المعاصرة –القاهرة-الدار المصرية اللبنانية 1998ص75

12-نهي العبد-اطفالنا والقنوات الفضائية-القاهرة-دار الفكر العربي-2005ص17

13-فرج كامل-بحوث الاعلام والراي العام-القاهرة –دار النشرللجامعات-2005-ص88

14-عماد مكاوي واخرون- نظريات الاعلام-القاهرة-مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح- 2000 ص 248

 

الضغوط المهنية في العمل الصحفي في السودان

ورقة عن

الضغوط المهنية في العمل الصحفي بالسودان

اعداد

 

إعداد الدكتور /مكي محمد مكي عبدالرحمن

جامعة وادي النيل

مقدمة

إن التحولات  المعلوماتية والاتصالية العالمية  وما صاحبها من تغيرات  سياسية واقتصادية  لها تأثير  كبير في  حرية الممارسة الصحفية  داخل كل الأقطار  . و لا شك أن هذه التحولات التقنية والسياسية والاقتصادية  العالمية  هبت رياحها  على الممارسات الصحفية في العالم العربي  , فبعض النظم العربية اضطرت  إلى توسيع هامش الحرية أمام وسائلها الإعلامية ,  وقللت  من قبضتها السلطوية المتحكمة في صناعة المعرفة , فظهر مع ازدياد عدد الفضائيات العربية , نوع من أنواع الديمقراطية على الشاشات العربية , تمثل في وجود أكثر من رأي في الموضوع الواحد.  والسودان من هذه الدول العربية الذي  شهدت تحولاً كبيراً   في الجانب الاقتصادي بعد تدفق النفط فيه , والدخول الشركات العالمية متنافسة عليه , إضافة على التطور  في جانب تكنولوجيا الاتصال , حيث حصل تطور إيجابي إلى حد ما  في قانون تنظيم الاتصالات لعام 2001م,  فنصت المادة 23 الفقرة 2 على السماح بالترخيص لمحطات البث الإذاعي والتلفزيوني العامة والخاصة , ويلاحظ أيضاً التطور الإيجابي في قانون هيئة الإذاعة والتلفزيون لعام 2001 م , الذي أعطي الهيئة استقلالية مالية وحدد لها كيفية الحصول على مواردها المالية في المادة 23, الفقرتين1و2 والمادتين 24 و25, ثم كانت الخطوة الكبرى بتوقيع اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية  في يناير 2005م التي أقرت التحول الديمقراطي المستجيب للتطورات السياسية والاقتصادية العالمية , فكان  من ثمارها إقرار الدستور الانتقالي في سبتمبر عام2005م كترجمة عملية لما نصت عليه الاتفاقية بشأن توسيع الحريات , . حيث نصت المادة 39  البند (1) على الآتي (  لكل مواطن حق لا يُقيد في حرية التعبير وتلقي ونشر المعلومات والمطبوعات والوصول إلي الصحافة دون مساس بالنظام والسلامة والأخلاق العامة ؛ وذلك وفقاً  لما يحدده القانون) .وجاء في البند (2) من نفس المادة ( تكفل الدولة حرية الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى وفقاً لما ينظمه القانون في مجتمع ديمقراطي ) . ونص البند(3) من ذات المادة ( تلتزم كافة وسائل الإعلام بأخلاق المهنة وبعدم إثارة الكراهية الدينية أو العرقية أو العنصرية أو الثقافية أو الدعوة للعنف أو الحرب).ولكن عندما يأتي التطبيق للنصوص الدستورية تظهر المفارقة بين النظري والتطبيقي .

فكانت هذه الدراسة لكشف الضغوط التي يعاني منها الصحافيون سواء أكانت متعلقة بالبيئة الصحفية أم بالبيئة السياسية والاجتماعية , وتأثيرها على حق الجمهور في المعرفة وعلى صورة الصحافي لدي الجمهور وصناعة الاتصال في السودان .

أ-منهجية الدراسةMethodology

أولاً: مشكلة  الدراسة

تتمثل مشكلة الدراسة في كشف الضغوط المهنية في العمل الصحفي بالسودان  ومدى تأثيرها على  حق الجمهور في المعرفة , وعلى صورة الصحافي لدي الجمهور , وصناعة الاتصال بالسودان ,   سواء أكانت تلك الضغوط متعلقة بالبيئة الصحفية من حيث تحقيق الاستقرار والأمن الوظيفي  والمشاركة بفاعلية في السياسيات التحريرية وتطوير صناعة الاتصال في السودان , أم متعلقة بتأثير عدم مواكبة الصحافي للتقنية الحديثة  في تغطية الأحداث , أم متعلقة  بالنظام السياسي والاجتماعي و احترامه لحقوق الصحافيين في الحصول على المعلومات وتغطية الأحداث والمحاكمات العادلة في قضايا النشر .

ثانيا ً : – تساؤلا ت الدراسةQuestions   

تحاول هذه الدراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية :-

1-ما هي أشكال الضغوط التي يعاني منها الصحافيون داخل البيئة الصحفية ؟

2-  ما مدي مساهمة  اتحاد الصحافيين في ترقية المهنة وحماية الصحافيين من الضغوط المهنية؟

3- ما مدي تأثير ضغط  عدم معرفة التقنية الحديثة على حرية الممارسة الصحفية   ؟

4-ما هي أشكال الضغوط التي يفرضها النظام السياسي والاجتماعي على الصحافيين والصحافة ؟ وما هو الهدف الأساسي من هذه الضغوط ؟

5- ما هو تأثير الضغوط الصحفية في تشويه صورة الصحافي وصناعة الاتصال بالسودان وإيفاء الجمهور حقه في المعرفة ؟

ثالثاً: فروض الدراسة

تسعى الدراسة لتحقيق فرض رئيس متمثل في : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المتغيرات المستقلة (النوع , العمر , المؤهل , التخصص , المهنة , الخبرة , مدة الخدمة في المؤسسة الصحفية , والدرجة الوظيفة )وبين المتغيرات التابعة التالية :-

{تحقيق المؤسسات الصحفية للأمن والاستقرار الوظيفي , تقديم أجور مجزية , الاهتمام بتدريب والتأهيل الحجر على التعبير والكتابة , و سعى اتحاد الصحافيين لتطوير أخلاقيات المهنة , تطوير صناعة الاتصال في السودان , الاهتمام بتدريب وتأهيل الصحافيين , توفير الظروف المناسبة للعمل , يسعى إلى توفير الظروف المناسبة للعمل مع أصحاب المؤسسات الصحفية  , حماية الصحافيين من الضغوط, وأن الأسباب الحقيقية للقيود على تغطية الأحداث تتمثل في المحافظة على الأمن القومي , والمحافظة على النسيج الاجتماعي , وحماية المصالح العليا للبلاد , وحماية السلطة التنفيذية لنفسها , ثم  أن مردود الضغوط المهنية  يتمثل في تشويه صورة الصحافي , وهدم إيفاء الجمهور حقه في المعرفة , وتخلف  صناعة الاتصال في السودان } .

رابعاً:- أهمية الدراسة

  • يشهد العالم اليوم تطورات وتحولات تكنولوجية واقتصادية وسياسية لها تأثيرها الكبير على حرية الممارسة الصحفية في العالم العربي .
  • شهد السودان في الأعوام الأخيرة تطورات تشريعية وتقنية وسياسية واقتصادية , ولكن ظلت هذه التشريعات رهناً للتطورات على الميدان , فعادت السلطة السياسية في شهر أغسطس الماضي ممارسة دورها في الرقابة القبلية على الصحف التي كانت أوقفتها قبل ذلك.
  • يعاني الصحافيون السودانيون من ضغوط مهنية متعلقة بالبيئة الصحفية , من حيث الاستقرار الوظيفي, وتقديم الأجر المجزئ , وتوفير التدريب والتأهيل المناسب.
  • يتهم الصحافيون السودانيون اتحادهم بعدم السعي إلى ترقية المهنة والدفاع عن الصحافيين إزاء الضغوط المهنية التي يتعرضون لها .
  • يشكو الصحافيون من الضغوط المفروضة عليهم من قبل النظام السياسي والاجتماعي في التغطية الأحداث والحصول على المعلومات, والضغط عن كشف مصادر المعلومات.
  • وتتركز أهمية الدراسة في كشف عن تأثير هذه الضغوط المهنية على صورة الصحافي لدي الجمهور وعلى حق الجمهور في المعرفة وعلى صناعة الاتصال في السودان .

 خامساً : أهداف الدارسة

وتهدف الدراسة إلي الآتي :-

  • تحديد أشكال الضغوط المهنية التي يعاني منها الصحفي داخل بيئة عمله .
  • التعرف على دور اتحاد الصحفيين في ترقية المهنة وتأهيل الكوادر الصحفية وحمايتها وتهيئة البيئة المناسبة لها للعمل .
  • توضيح الأثر النفسي الذي يتركه عدم الإلمام بالمعرفة التقنية على الصحفي.
  • كشف نوع وهدف الضغوط السياسية والاجتماعية التي يتعرض لها الصحفي من قبل النظام السياسي والاجتماعي.
  • تحديد المردود الذي تحدثه الضغوط على أداء الصحفي وصورته في المجتمع وكذلك أثرها على الرسالة الاتصالية في المجتمع السوداني .

سادساً: منهج الدراسة Methods

تنتمي هذه الدراسة إلى مصفوفة الدراسات الوصفية التحليلية , وتعتمد  على منهج المسح , كمنهج علمي منتظم, يساعد على تنظيم المعلومات والبيانات المتعلقة برؤية  الصحافيين بشأن الضغوط المهنية في العمل الصحفي  , كما تستعين الدراسة بالمنهج الإحصائي لتحليل أرقام الدراسة الميدانية واستخلاص دلالات وأبعاد الضغوط المهنية على الصحافة والصحافيين .

سابعاَ : مجتمع الدراسة Population

يتشكل مجتمع الدراسة  من  الصحافيين  والقيادات الصحافية السودانية –  مدير عام , مدير إدارة , رئيس تحرير , مدير تحرير , سكرتير تحرير , رئيس قسم , محرر , مستشار تحرير , وذلك للعلاقة الوثيقة للصحافيين والقيادات الصحفية بظاهرة الضغوط المهنية في العمل الصحفي .

ثامناً: عينة الدراسةSample  

من أهم الأسئلة التي تواجه الدراسات المعتمدة على نظام العينات هو ما هو الحجم الأمثل لحجم العينة الذي يضمن تمثيلها لمجتمع الدراسة والوصول بالنتائج إلى أعلى درجة من الدقة ؟

وفي الحقيقة , ليس هناك إجابة محددة عن هذا السؤال سوى أن الحجم يتوقف على عوامل معينة( No answer to this question except it all depends) وقد تكون عينة صغيرة أكثر تمثيلاً من عينة كبيرة , فزيادة حجم العينة وحده لا يقلل من حجم التحيز.

وبما أن هناك قدراً كبيراً من التجانس بين الصحافيين والقيادات الصحفية لأنها  تعمل تحت كنف بيئة  صحفية  متشابه و بيئة اجتماعية سياسية واقتصادية واحدة  , بلغ حجم العينة  (50) شخصاً , تم توزيع صحيفة  الاستقصاء عليهم   , فكانت الحصيلة  (1) رئيس تحرير, (4) مدير تحرير , (2) سكرتير تحرير , (14) رئيس قسم , (27) محرر , و(2) مستشار تحرير   .

بخصوص مجتمع البحث تمثله  المؤسسات الصحفية  المركزية(الصادرة بالخرطوم) بالسودان الناطقة باللغة العربية  , والبالغ تعدادها (15) مؤسسة وهي{ الرأي العام , أخبار اليوم , الوفاق , الصحافة  , الخرطوم , الأيام , القرار  , الجريدة , اليوم التالي, السوداني , الوطن , آخر لحظة , المجهر السياسي , المشهد }, وذلك على ضوء البيانات المتاحة من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات  , وعن طريق العينة العشوائية , اختار الباحث 30% من هذه المؤسسات الصحفية  , وهي (  صحيفة السوداني , الخرطوم , الصحافة ,  , آخر لحظة  , الوطن ) , و اختار الباحث عينة تمثل 30% من مجتمع الدراسة , وتم توزيع الاستمارات عن طريق العينة العشوائية على الصحافيين والقيادات الصحفية , كما هو موضح أدناهـ:-

المؤسسة

عدد الصحافيين والقيادات الصحفية نسبة الدراسة عينة الدراسة
1- صحيفة السوداني 45 30% 15
2- صحيفة الصحافة 30 30% 10
3- صحيفة الخرطوم 30 30% 10
4- صحيفة الوطن 24 30% 8
5- صحيفة آخر لحظة 21 30% 7
المجموع الكلي 150 30% 50

 

تاسعاً : أسلوب جمع البيانات :-Data collection

استخدم الباحث  الاستقصاء كأسلوب لجمع البيانات , لتحقق أهداف الدراسة في معرفة (الضغوط المهنية في العمل الصحفي بالسودان) باستكشاف أهدافها وأبعادها ودلالاتها .

وقد تم تحديد البيانات المطلوبة على النحو التالي :-

*معرفة مدي اعتماد المؤسسات على المتدربين والمتعاونين والطلاب .

* معرفة رضا الصحافيين عن بيئة العمل داخل المؤسسات التي يعملون فيها, من حيث استقرار العمل الوظيفي وتوفير الأجور المجزية , والتدريب والتأهيل .

* معرفة كيفية الانضمام للاتحاد الصحافيين .

*معرفة رضا الصحافيين عن اتحادهم ودوره في ترقية المهنة وحماية الصحافيين من الضغوط.

*معرفة تأثير معرفة التقنية التكنولوجية في حرية ممارسة العمل الصحفي .

*معرفة نوع القيود التي يفرضها السياسي الاجتماعي على تغطية الأحداث , سواء أكانت قانونية أو سلطوية أو اجتماعية .

* معرفة الأسباب الحقيقية وراء القيود التي تفرضها السلطات السياسية على تغطية الأحداث, سواء كانت لحماية الأمن القومي أو المصالح العليا للبلاد أو لحماية السلطة التنفيذية لنفسها.

*مدي تأثير الضغوط على صورة الصحفي .

* معرفة تأثير الضغوط على صناعة الإعلام في السودان وإشباع حاجة الجمهور للمعرفة .

* معرفة وجود محاكمة عادلة في قضايا النشر وحبس الصحافي .

* معرفة مدى إجبار السلطات السياسية الصحافي برؤيتها في تناول الأحداث والمعلومات  .

تم صياغة تلك البيانات , بعد تحديد المعلومات المطلوبة ,  على هيئة  أسئلة  في صحيفة الاستقصاء  , بغية الإجابة عن تساؤلات الدراسة  , لتكون الصحيفة على شكل   أسئلة مغلقة فقط , تسهيلاً لمهمة المبحوثين .

 عاشراً : قياس الصدق والثباتand Reliability Validity .

ثبات أداة الدراسة: قام الباحث بقياس ثبات الأداة وذلك باستخدام مقياس الاتساق الداخلي كرونباخ الفا Alpha Cronbach) ) لإجابات عينة الدراسة التي تم الحصول عليها وتعد القيمة المقبولة إحصائيا لهذا المقياس 60% فاكثر وبتحليل البيانات تبين ان نتيجة ثبات الفقرات عالية حيث بلغ معامل الفا لكل فقرات الاستبانة 0.73 وهو معدل جيد جدا ويعني توفر مصداقية في إجابات فقرات الاستبانة .

صدق الأداة : تم حساب الصدق الظاهري للأداة حيث تم تحكيمها من قبل عدد من الأساتذة في بجامعة وادي النيل (د.عبدالنبي عبدالله الطيب ود.مبارك يوسف محمد خير)  وقد تم تعديل الاستبانة وفقا لملاحظاتهم واقتراحاتهم ومن ثم حساب صدق المضمون او صدق المحتوى وفقا لمصفوفة الارتباط والاتساق الداخلي للفقرات وقد بينت مصفوفة الارتباط الخاصة بالأداة ان الارتباط بين مختلف العبارات دال بصورة كاملة واتضح أن الارتباط قد تحقق في مستوى 0.01 بصورة كلية في مستوى المقياس.

الحادي عشر : أدوات التحليل Tools Analysis

اعتمد الباحث في تحليل البيانات على استخدام البرامج الإحصائية المناسبة , وبالتحديد برنامج SPSSباعتباره  أفضل البرامج التي تستخدم في تحليل بيانات الأبحاث العلمية وأشهرها , والأحرف اختصار للعبارة Statistical Package for Social Science ( الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية ) .

اختار الباحث البرنامج المذكور في إصداره الحادي عشر SPSS11 , وتمت الاستعانة بالأساليب الإحصائية التالية ( التوزيع التكراري  , تحليل التباين في اتجاه واحد (Analysis of Variance (ANOVA) .

الثاني عشر: عبارات إحصائية Statistical Expressions 

1-يكون الفرق دال إحصائياً , إذا كان مستوى الدلالة لديه أقل من المعنوية 0,05. أي تم رفض الفرض الصفري, ويكون الفرق غير دال إحصائياً , إذا كان مستوى الدلالة لديه أكبر من المعنوية 0,05

الثالث عشر: حدود الدراسة :-

إن معرفة حدود الدراسة يفيد في تصميم النتائج وفتح المجال للدراسات المستقبلية , فكان الآتي :-

1- الحدود المكانية :  تمثلت في الصحافيين والقيادات الصحافية بالسودان .

2- الحدود الزمانية : يوليو 2013-  سبتمبر2013م .

الرابع عشر: الدراسات  السابقة

أولاً: دراسات تناولت القائم بالاتصال بشكل عام:

  • دراسة علي بن شويل القرني بعنوان: الإعلام والاحتراق النفسي (2003)([1]):

وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على حجم الضوابط المهنية ودرجة الاحتراق النفسي الذي يعاني منه العاملون في المؤسسات الإعلامية السعودية وقد طبقت الدراسة على عينة عشوائية بلغت 134 مبحوث.وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :-

  • وجود درجات متوسطة من الاحتراق النفسي لدى مجمل أفراد العينة نتيجة الضغوط المهنية التي يشعر بها منسوبي المؤسسات الإعلامية من ضمنها الضغوط الناتجة عن المنافسة الشديدة مع الوسائل الإعلامية الأخرى وكذلك الضغوط المؤسسية والمجتمعية.
  • دراسة محمد سعد احمد إبراهيم بعنوان: الاتجاهات الحديثة في دراسات القائم بالاتصال(2000م)([2]):

اهتمت الدراسة برصد وتحليل الاتجاهات الحديثة في بحوث القائم بالاتصال سواء من حيث الإشكاليات البحثية أو المداخل النظرية والمنهجية والأساليب والأدوات البحثية من خلال مسح للدراسات السابقة وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:

  • ان نسبة بحوث القائم بالاتصال في مجال الصحافة بلغت 25% بينما بلغت النسبة في الصحافة الالكترونية 21.3% ثم القائم بالاتصال في الصحافة التقليدية 15% أما في التلفزيون فكانت النسبة 3.7% وأخيراً في الراديو2.5%.
  • استخدمت اغلب الدراسات منهج المسح وبعضها استخدم الباحثون فيها أكثر منهج كما أوضحت نتائج الدراسة أن نسبة 73.7% في دراسات اعتمدت على التساؤلات فيما اعتمد 22.5% من الدراسات على الفروض ونسبة 3.8% جمعت بين الفروض والتساؤلات .
  • أكدت الدراسة أن الاهتمام ببحوث القائم بالاتصال في وسائل الإعلام الجديدة جاء متأخراً مقارنة ببحوث استخدامات الجمهور لوسائل الاتصال الجديدة وهو ما يعكس منطق التسويق الاقتصادي والسياسي في الدراسات العربية.

4- دراسة منى مجدي فرج بعنوان: المعايير الرقابية للفيلم السينمائي الروائي المصري في السينما والتلفزيون (2001م) ([3]) .

وقد انطلقت الباحثة من مبدأ إن الرقيب السينمائي والتلفزيوني يمثل حارس بوابة وأن الفيلم العربي يقطع رحلة طويلة منذ مولده كفكره على الورقة وحتى يصل للجمهور وخلال رحلته تلك يمر بعدد من المحطات والبوابات الهامة التي قد تغير هيئته الأساسية إلى أن يصل بشكل معين للمشاهد وقد استعرضت الباحثة العديد من الدراسات والنماذج الخاصة بحراسة البوابة التي توضح مراحل وأشكال حراسة البوابة وقد أجريت الدراسة على القائمين بالاتصال من الرقباء على الفيلم السينمائي والروائي بكل من السينما والتلفزيون المصري بأسلوب الحصر الشامل نظراً لصغر العينة لجميع العاملين في إدارة الأفلام بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية والإدارة المركزية برقابة التلفزيون بالإضافة إلى الرقباء العاملين بقطاع الفضائيات وقطاع قنوات النيل المتخصصة .

5- كمال بديع الحاج بعنوان : تأثير المواد التلفزيونية الأجنبية على إنتاج المواد الثقافية في التلفزيون المصري والسوري (2002م) ([4]) :

وقد اعتمد الباحث في تحليل ومعالجة نتائج دراسته على نظرية البوابة الإعلامية وعلى نموذجي التبعية الثقافية والتعددية الثقافية والمدخل الاجتماعي للإعلام وتنطلق أهمية هذه الدراسة من بروز مظاهر التبعية الإعلامية في التدفق الإعلامي من المراكز الرأسمالية إلى مجتمعات العالم الثالث وسيطرة هذه المراكز على بنى الإعلام بهذه المجتمعات على المستوى المادي والفني ، وتفاقم مشكلة امتداد الاختراق الثقافية بمحاكاة الإنتاج المحلي لنمط الإنتاج الأجنبي التجاري وذلك من خلال عدة مظاهر فيما يخص الإنتاج التلفزيوني ومن أخطر هذه الاختراقات انزلاق كتاب ومخرجي الدراما وراء التركيز على موضوعات الإثارة والعنف التي لا تعكس واقع المجتمع  .

6- دراسة رغده محمد عيسى بعنوان : العوامل المؤثرة على القيادات الإعلامية النسائية بإتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري وانعكاسها على التخطيط الإعلامي(2005م) ([5]).

قد تركز موضوع الدراسة على القائمين بالاتصال أو المسئولين عن توجيه الرسالة الإعلامية  ( القيادات الإعلامية النسائية ) واللاتي ينتمين إلى مؤسسات اتصالية (اتحاد الإذاعة والتلفزيون ) وقد انطلقت الباحثة في دراستها من الأهمية الكبيرة لدور القائم بالاتصال والتي تجعل من الضروري التفهم العميق للعوامل المؤثرة على هذه القيادات باعتبارهن ينتمين إلى مجتمع معين لهن خلفياتهن الأسرية ولهن طبيعتهن في التنشئة الاجتماعية ومستوياتهن الاقتصادية والاجتماعية وانتماءاتهن الطبقية والتزاماتهن الأيدلوجية وتوجهاتهن المهينة بالإضافة إلى المستوى التعليمية والمرتبة الوظيفية وقد استخدمت الباحثة نظرية حارسة البوابة ومدخل القائم بالاتصال كإطار نظري للدراسة.

تركزت الدراسة على عدة محاور من أهمها فهم القائم بالاتصال لحرية الصحافة ومدى إدراكه لدوره كذلك الوقوف على ما يواجهه من ضغوطات ومعوقات كما هدفت الدارسة إلى التعرف على مدى معرفة القائم بالاتصال بحقوقه وماله من ضمانات وما عليه من واجبات وكذلك التعرف على مستوى تأهيله وتدريبه وكذلك تأثير القوانين على عمل القائمين بالاتصال.

ثانياً: دراسات تناولت العوامل المؤثرة على القائم بالاتصال:

1- دراسة نهلة عساف عيسى بعنوان:اثر استخدام تكنولوجيا التعبير المرئي على محتوى الصورة التلفزيونية(2006م)([6]):

هدفت الدراسة إلى معرفة العوامل التي تؤثر على القائم بالاتصال في مجال الإعلانات التلفزيونية والمنوعات ومدى تأثير تكنولوجيا التعبير المرئي الحديثة على أدائهم المهني ورضاهم الوظيفي وطبقت هذه الدراسة على عينة من القائمين بالاتصال في عدة قنوات تلفزيونية عربية واعتمدت الباحثة في تطبيق دراستها الميدانية على إحدى أنواع العينات الاحتمالية وهي العينة المتاحة التي تسمح بتحديد حجم العينة حسب القدرة على الوصول إلى القائمين بالاتصال في أماكن عملهم أو تواجدهم وقد بلغ حجم العينة التي أجريت عليها الدراسة من القائمين بالاتصال (100) مبحوث موزعة على أكثر من (15) قناة وشركة إنتاج عاملة في مجال إنتاج الإعلانات وبرامج المنوعات كما أجرت الباحثة دراسة مسحية على عينة من الجمهور بلغت (400) مفردة.

وبالإضافة إلى استخدام الباحثة استمارة الاستبيان لجمع المعلومات من القائمين بالاتصال ( عينة الدراسة ) قامت بإجراء المقابلات المعمقة مع (22) مبحوثاً من الكتاب والمخرجين والمصورين وغيرهم من أفراد العينة بين بغرض إثراء الدراسة بمعلومات لا يمكن كشفها عن طريق صحيفة الاستقصاء كما اعتمدت الباحثة على أسلوب الملاحظة بالمشاركة من خلال حضورها لإنتاج مجموعة من الأعمال لمراقبة الظروف التي يعيشها القائمون بالاتصال ومدى توفر الإمكانات المادية والعينة اللازمة وكذلك لتقليل من خطورة الحصول على إجابات متحيزة من المبحوثين.

وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :

  • أن نسبة 96% منهم حاصلين على مؤهلات أكاديمية جامعية وان 79% من العينة قد حصلوا على عدة دورات تدريبية وان 78.3% منهم كانت مدة دوراتهم التدريبية ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر .
  • بينت الدراسة درجة الاعتماد الكبير لأفراد العينة على التكنولوجيا المتطورة وان 92% منهم يثقون ثقة عالية تقدره التكنولوجيا الحديثة لوسائل التعبير المرئي على تقديم صورة تلفزيونية أكثر جودة
  • أشارت نتائج الدراسة أن 97% من العينة يرون ان العامل الأكثر تأثير على أدائهم لعملهم هو عدم توافر الإمكانيات المادية والفنية
  • أكدت إجابات المبحوثين على التأثير الشديد للقيود التنظيمية وكذلك ضيق مساحة الحرية المتاحة لهم وذلك بنسبة 83%.

2- دراسة احمد مطهر عقبات بعنوان :التدريب البرامجي للتلفزيون اليمني النفقات والجدوى (1997م) ([7]):

هدفت الدراسة إلى معرفة الجهود المبذولة في سبيل تدريب وتأهيل القائم بالاتصال في التلفزيون اليمني بغرض تطوير مهاراته لمسايرة التطور التكنولوجي في مختلف المجالات واستخلاص الجدوى العملية من التدريب والتأهيل في ظل الأوضاع القائمة في وسيلة الإعلام المرئية وقد استخدم الباحث اللقاءات المعمقة مع المبحوثين كذلك استخدم استمارة الاستقصاء لجمع البيانات اللازمة.

وقد كشفت نتائج الدراسة من خلال متابعة الباحث وتحليله لإعداد وإخراج البرامج في التلفزيون اليمني إلى الآتي :

  • كشفت الدراسة أن معظم العاملين في مجال التصوير والمونتاج وإخراج البرامج اكتسبوا معارفهم عن طريق الخبرة والممارسة فقط أو الدراسة السطحية لأوليات العمل الفني والبرامجي التلفزيوني.
  • أوضحت نتائج الدراسة ان 95% من العينة أفادوا أن الدورات التدريبية تتراوح ما بين ممتاز وجيد غير أن 86.7% من أفراد العينة قد أفادوا بعدم تمكنهم من تطبيق ما درسوه في الدورات التدريبية حيث ان المسئولين لم يتجاوبوا معهم في طلبهم تطبيق ما درسوه.
  • كشفت الدراسة أن من عوائق التدريب والتأهيل للكادر ان معظم المسئولين في وسيلة الإعلام المرئية غير مؤهلين تأهيلا علمياً متخصصاً وانه لا يوجد اهتمام من قبل المسئولين بالكوادر المؤهلة.
  • طغيان العلاقات الشخصية على العملية بين المسئولين والكوادر العاملة في البرامج مما يؤدي إلى خيبة أمل الكوادر الجيدة المتمكنة.
  • غياب آلية دقيقة ومنصفة لتقييم البرامج الأمر الذي يؤدي إلى تكرار الأخطاء وضعف الأداء وقد أوصت الدراسة بالآتي :-
  • ضرورة حضور القادة الإداريين وغيرهم في التلفزيون دورات تدريبية في مجال إنتاج البرامج التلفزيونية برامجية وكذالكفي مجال صناعة الخبر وذلك للإلمام بطبيعة العمل وإمكانية المتابعة للبرامج وتقييمها بدقة.
  • أوصت الدراسة بضرورة الحد من الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى عرقلة وتأخير الإنتاج.
  • تشجيع الكوادر المؤهلة وتهيئة المناخ المناسب.
  • أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالبحوث والدراسات العلمية التي تتناول أسس وأساليب العمل التلفزيوني وسبل تطويرها.

3- دراسة بركات عبدالعزيز محمد بعنوان:تفسير اطر التحول الاستراتيجي في التلفزيون الحكومي(2000م)([8]):

وقد انطلق العد الباحث في دراسته تفسير هذا التحول في كل ما يخص الواقع التنظيمي والممارسة والأداء في التلفزيون وأياً كان المجال سواء من حيث اختيار الأفكار والإعداد والإخراج وكذلك اختيار القائمين بالاتصال وتدريبهم وكذا تخطيط البرامج وتنفيذها ومن خلال الفجوة التي أحس بها الباحث في العمل داخل التلفزيون الحكومي بين ما هو كائن وما يجب أن يكون وضرورة البحث في العوامل المسببة لهذه الفجوة ومعالجتها خاصة في ظل تزايد المنافسة للقنوات الحكومية ليس فقط من قبل القنوات  الخاصة العربية الأجنبية وإنما أيضا من التقنيات الحديثة التي إتاحتها نظم المعلومات المتطورة وقد اعتمد الباحث في دراسته على المنهج التفسيري والتقارير السردية في دراسته وقد وجد الباحث أطر متعددة لتفسير هذا التحول منها القوى البشرية والإدارة والتمويل والتكنولوجيا الحديثة وأداء المنظمة وسياسة المؤسسة والقوانين واللوائح وقد أكدت الدراسة ضرورة الاعتماد على القوى البشرية المؤهلة والمدربة ذات الكفاءة والمهارات العالية لتطويع واستخدام مختلف المقومات في تحقيق الأهداف المختلفة وضرورة أن يحظ القائمون بالاتصال بالاهتمام من قبل واضعي الخطط في مجال التلفزيون نظراً للنقص الحاد في القائمين بالاتصال المدربين على استخدام التكنولوجيا الحديثة ويجب أن تمتلك الإدارة التلفزيونية التفكير ألابتكاري والإبداعي لتجويد الأداء باستمرار وتمتلك القدرة على إدارة الموارد (البشرية- الأموال – التكنولوجيا المتطورة) ومواجهة المشكلات البيئية والتنظيمية والقدرة على الاتصال والتفاوض وأكدت الدراسة على ضرورة توفير المال الكافي للقنوات التلفزيونية الحكومية سواءً لاقتناء التكنولوجيا الحديثة أو صيانتها أو إنتاج مختلف أنواع البرامج وكذلك لتوظيف القائمين بالاتصال ذوي المهارة والخبرة العالية وتجهيزهم وأكدت الدراسة أن الإنتاج التلفزيوني لمادةٍ ما ينطوي على مهام تقتضي التكامل بين عدة إدارات أو مجموعة من الأشخاص أو فرق عمل وما لم تكن القيادات الإدارية تمتلك المهارات والقدرات لتحقيق التعاون والعمل بروح الفريق الواحد فإن المنتج التلفزيوني لن يكون بالمستوى المطلوب.

4- دراسة نوال عبدالعزيز الصفتي بعنوان:إعداد القائم بالاتصال في الصحف المصرية في ظل تكنولوجيا الاتصال الحديثة(2001م)([9]):

هدفت الدراسة إلى رصد واقع العمل داخل الصحف المصرية لدى القائم بالاتصال والمعايير التي تحكم عمله في ظل الاتجاهات الصحفية والتكنولوجية الحديثة وقد طبقت الدراسة على عينة تعمل في أقسام الأخبار والتحقيقات بالصحف المصرية وذلك باعتبار هذه الأقسام أكثر ارتباط من غيرها بدرجة أو بأخرى بمجريات الحياة اليومية وقد قامت الباحثة بمعالجة موضوع البحث من خلال دراسة عدة محاور هي حرية الصحافة وتصورات المستقبل، توظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة، الصعوبات التي تواجه استخدام التكنولوجيا الحديثة في الصحف المصرية، محددات التناول الصحفي في الصحف المصرية وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :-

  • يتم توظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة في الصحف المصرية توظيف استهلاكي وترفيهي.
  • أن الصحافة المصرية لم تستفيد من تكنولوجيا الاتصال الاستفادة المثلى لتطوير أدائها المهني
  • أظهرت نتائج الدراسة أن القائمين بالاتصال ليس لديهم تصورات محددة عن الجمهور بالرغم أن العملية الصحفية برمتها تستهدف الجمهور.

5- دراسة محمد عبد البديع السيد بعنوان: الانترنت وانعكاساتها على الهوية العربية للقائم بالاتصال في الراديو والتلفزيون(2005م)([10])

هدفت الدراسة إلى معرفة مدى اعتماد القائم بالاتصال على الانترنت وتأثيره على الهوية العربية للقائم بالاتصال، وما هي العوامل التي تدفع القائم بالاتصال إلى الاعتماد على شبكة الانترنت، طبقت هذه الدراسة على عينة عمدية بلغت 139 مفردة، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :-

  • عدم تأثر عامل الانتماء القومي العربي بما تقدمه شبكة الانترنت.
  • تأثير الهوية والانتماء القومي لدى القائم بالاتصال على اختيار المواد من الانترنت.
  • كما كشفت نتائج الدراسة اختيار الدول التي يرغب أن القائم بالاتصال (عينة الدراسة) يفضلون العمل أو الدراسة او التدريب في الدول العربية بشكل أكبر.

خامس عشر: دراسات تناولت محددات الرضا الوظيفي لدى القائم بالاتصال:

1- دراسة عادل فهمي البيومي بعنوان: محددات الرضا الوظيفي لدى العاملين في القنوات الفضائية المصرية(2002م)([11]):

هدفت الدراسة إلى معرفة العوامل التي تساهم في تحسين مستوى الرضا الوظيفي لدى العاملين في القنوات الفضائية المصرية وقد انطلق الباحث في دراسته من ضرورة الاهتمام بالقدرات البشرية باعتبارها مقوم مهم جداً لاستثمار البنية التي تم انجازها في مدن الإنتاج الإعلامي وكذلك التقنية المتطورة وتقديم مستوى من الأداء الإعلامي قادر على منافسة الفضائيات الأخرى وقد لاحظ خبراء الاتصال الدولي ضرورة التأهيل والتدريب الإعلامي ونزاهة المعايير المهنية لتوفير قدرات وطنية وتلافي الاعتماد على المصادر الخارجية وقد طبقت الدراسة على عينة قوامها 136 مفرده من القائمين بالاتصال في القنوات الفضائية المصرية وقد اعتمد الباحث على استمارة الاستبيان لجمع البيانات.

وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :-

  • بينت نتائج الدراسة انه لا توجد علاقة بين مستوى الرضا الوظيفي والمؤهل.
  • أما المتغير الذي تبين ان له علاقة دالة إحصائيا فهو متغير الإدارة التي يتبع لها الموظف لأنه يتعلق بما تتيحهالوظيفة من فرص للإبداع والتنوع والتجديد وتعلم أشياء جديدة ومدى توافر الإمكانيات اللازمة للعمل والوقت المطلوب للانجاز.
  • اثبت تحليل بيانات الدراسة أن الموظفين الذين التحقوا بالعمل عن طريق العلاقات الشخصية اقل رضا مما التحقوا بالعمل بطرق شرعية
  • أظهرت نتائج الدراسة أن الرضا الاجتماعي عن الوظيفة هو أعلى مستويات الرضا لدى المبحوثين يليه الرضا الذاتي ثم الرضا الإداري ويعود ذلك لشهره ومكانه الوظيفة الإعلامية خاصة في الفضائيات.

وقد أوصت الدراسة بإعادة النظر في عملية التوظيف والتدريب بشكل عام وضرورة البحث في طبيعة الممارسة الإعلامية ومدى مطابقتها للمعايير المهنية في مجال الفضائيات في ظل انخفاض مستويات الرضا الوظيفي الذي تبين ان له علاقة بنقص التدريب لدى العاملين في القنوات الفضائية.

2- دراسة أماني فهمي  بعنوان: العوامل المؤثرة في الرضا الوظيفي للقائمين بالاتصال في السينما المصرية خلال التسعينيات(1998م)([12]):

هدفت الدراسة إلى معرفة مستوى الرضا الوظيفي لدى القائمين بالاتصال في السينما وهم المخرجون وكتاب سيناريو سواء في السينما التسجيلية أو الروائية وكذلك معرفه الخصائص الديموجرافيه للقائمين بالاتصال والتي تؤثر على عملهم،

وكذلك التعرف على رؤية القائم بالاتصال تجاه أدائه وجمهور النقاد والبيئة التي يعمل بها وقد تم إجراء الدراسة على عينة بلغت (122) مبحوث من إجمالي المجتمع الكلي البالغ (223) هم إجمال كتاب ومخرجي الأفلام السينمائية.

وقد استخدمت الباحثة استمارة الاستقصاء لجمع البيانات الخاصة بالدراسة وخلصت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في مستوى الرضا الوظيفي للقائمين بالاتصال وان كانت بطريقة غير مباشرة وقد سعت الباحثة إلى معرفة هذه العوامل من خلال عاملي الدوافع الذاتية والعوامل الخاصة.

وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها :-

  • أن التعليم المتخصص يزيد من شعور القائم بالاتصال بالأمن الوظيفي.
  • أن القائمين بالاتصال في السينما الروائية أكثر رضا من العاملين في السينما التسجيلية وذلك لأن التسجيلية تتبع الإنتاج الحكومي بينما الروائية يحكمها أكثر الإنتاج الخاص.
  • أن العاملين في الأفلام التسجيلية أكثر حرصاً على معرفة أراء الجمهور حول أعمالهم من العاملين في الأعمال الروائية وذلك لان الأعمال التسجيلية مستمدة بأشخاصها من الواقع
  • كشفت نتائج الدراسة ان الانجاز في العمل والتقدير على النجاح من أهم العوامل المؤثرة على الرضا الوظيفي وقد أوصت الدراسة بضرورة دعم وتمويل صناعة السينما وتخفيض رسوم الضرائب والدعاية على الأعمال السينمائية.

أوجه التشابه  بين هذه الدراسة والدراسات السابقة

  • تشابهت الدراسة مع الدراسات السابقة في الجمهور الذي خضع للدراسة ، كما أن الدراسات السابقة تتشابه مع هذه الدراسة في المنهج وأداة جمع البيانات ( الاستبيان) وتتشابه مع بعض الدراسات السابقة في طريقة اختيار عينة البحث .
الخامس عشر :نتائج الدراسة

 

1-أبانت الدراسة الوجود الضئيل للمرأة في الحقل الصحفي حيث بلغت نسبتها في عينة الدراسة 24% , وبلغت نسبة الذكور 76%, كما لم تتسنم المرأة المراكز القيادية في المؤسسات الصحفية .

2-كشفت الدراسة عن الوجود الكبير لعنصر الشباب في الحقل الصحفي , حيث شكلت الأعمار من (31- 40) نسبة 50% , ودعمت ذلك الخبرة القليلة حيث نالت فئة ( من 5-10 سنوات ) نسبة 56% .

3-أثبتت الدراسة اضمحلال المراكز الصحفية للهواة من غير أصحاب المؤهلات العلمية والتخصص في مجال والإعلام , فبلغت نسبة الجامعيين في العينة 80% , ونسبة المتخصصين في الإعلام 64%.

4-أظهرت الدراسة عن عدم الاستقرار الوظيفي داخل المؤسسات الصحفية وكثرة تنقل الصحافيين بحثاً عن الوضع الأفضل , حيث احتلت فئة (أقل من 5 سنوات ) للبقاء داخل المؤسسة الصحفية أعلى نسبة بلغت 76% , كما أن لهذه النسبة دلالاتها في حداثة المؤسسات الصحفية , وعدم وجود مؤسسات عريقة كأخبار اليوم المصرية والأهرام .

5-أثبتت الدراسة عن عدم وجود هيكل وظيفي للصحافيين داخل هذه المؤسسات الصحفية بنسبة بلغت 84% , مما يشكل ضغوطاً إدارية تؤثر  بصورة سلبية على أداء الصحافي وعلى بيئة العمل .

6-أبانت الدراسة أن المؤسسات الصحفية تستعين بنسبة 52% من المتدربين والمتعاونين والطلاب , مما يشكل ضغوطاً مهنية على الصحافيين .

7-كشفت الدراسة عدم رضا الصحافيين عن مؤسساتهم في كونها لا تهتم بتأهيلهم وتدريبهم  بنسبة 58% ولا تقدم  أجور ورواتب مجزية بنسبة بلغت 60% .

8- أبانت الدراسة أن نسبة 72% من أفراد  العينة قالوا إن اتحاد الصحافيين لا يسعى إلى ترقية وتطوير أخلاقيات العمل الصحفي , وأن نسبة 74%  قالوا إن لا يهتم بتدريب وتأهيل الصحافيين , ونسبة 70% قالوا لا يسعى إلى تطوير صناعة الاتصال بالسودان .

9- أبانت الدراسة أن نسبة 84% من أفراد العينة قالوا إن الاتحاد لا يحمي الصحافيين من الضغوط المهنية داخل المؤسسات الصحفية وخارجها , وقالت نسبة 68% أن الاتحاد لا يسعى إلى توفير الحياة الكريمة للصحافيين .

10-كشفت الدراسة أن نسبة 72% من أفراد العينة يجيدون استخدام الحاسب الآلي , وأن 40% مما لا يجيدون استخدام الحاسب الآلي قالوا إن عدم المعرفة يقيّد حركتهم في تغطية الأحداث الصحفية.

11- أثبتت الدراسة أن 84% من أفراد العينة قالوا توجد قيود على الصحافي في تغطية الأحداث , وقال 54% أن هذه القيود السلطوية , و32% قالوا سلطوية وقانونية واجتماعية .

12- وأجاب  86% من أفراد العينة  ب( موافق جداً)  أن السبب الحقيقي من هذه القيود ( حماية السلطة التنفيذية لنفسها ) , و50% أجاب ب( موافق جداً) بأن هدفها( المحافظة على الأمن القومي ) , و44% أجاب ب ( موافق جداً) بأنها تسعى إلى( المحافظة على المصالح العليا للبلاد ) , و54% أجاب ب( موافق جداً) بأنها تهدف إلى ( المحافظة على النسيج الاجتماعي ) .

13- أجاب 84% من أفراد العينة ب( موافق جداً) بأن الضغوط الصحفية تشوه صورة الصحافي لدي الجمهور , و98% من أفراد العينة أجاب ب ( موافق جداً ) أن الضغوط تمنع الجمهور من حقه في المعرفة , و96% من أفراد العينة أجاب ب ( موافق جداً ) أن الضغوط تؤدي إلى تخلف صناعة الاتصال في السودان .

14- أجاب 72%  من أفراد العينة ب( نعم )  أن الصحافي يسمح له تغطية المجالس النيابية , وأجاب 54% من أفراد العينة ب( نعم ) أن الصحافي يسمح له بتغطية المحاكم .

15- أبان 66% من أفراد العينة أن أجهزة العلاقات العامة تقيد حق الصحافة في الحصول على المعلومات .

16-كشفت الدراسة بأن نسبة 56% من أفراد العينة قالوا ( لا توجد موازنة بين حق الجمهور المعرفة وحق السلطات في فرض السرية ) .

17-أثبتت الدراسة أن 74% من أفراد العينة قالوا (إن الصحافي يمنع من نشر بعض المعلومات التي يحصل عليها ).

18-أبانت نسبة 66% من عينة الدراسة أن الصحافي يطالب  من قبل السلطة بكشف مصادر معلوماته.

19- أثبتت الدراسة أن نسبة 72% من أفراد العينة قالوا ( إن السلطات تحاول إجبار الصحافي على تبني رؤيتها في معالجة القضايا الوطنية ) .

20- أجاب 52% من أفراد العينة  ب ( إلى حد ما ) بأن السلطات تهدد الصحافي الغير الملتزم برؤيتها , بينما أجاب 30% ب( نعم ) و18% ب (لا) .

21-أجاب 40 من أفراد عينة الدراسة ب( إلى حد ما ) توجد محاكمة عادلة في قضايا النشر , بينما أجاب 34% لا توجد , و26% توجد .

22-أوضحت النتائج تأثير متغير النوع  عند الصحافيين والقيادات الصحفية على نسبة الشعور بالأمن والاستقرار الوظيفي في العمل , ونسبة تقديم المؤسسة لأجور ورواتب مجزية , ونسبة التأهيل والتدريب , ونسبة الحجر على التعبير والكتابة في أي موضوع , حيث تبين وجود فروق معنوية داله إحصائياً لصالح الصحافيين والقيادات الصحفية الذكور , أي أن الصحافيين والقيادات الصحفية يؤكدون أن المؤسسات الصحفية لا تحقق الأمن والاستقرار الوظيفي وتقديم أجور ورواتب مجزية   , ولا تهتم بتدريب وتأهيل الصحافيين , وتحجر عليهم في التعبير والكتابة في بعض الموضوعات .

23-أوضحت النتائج عدم تأثير متغير العمر والمؤهل والتخصص في نسبة الشعور بالأمن والاستقرار الوظيفي في العمل ,  ونسبة تقديم المؤسسة لأجور ورواتب مجزية , ونسبة التأهيل والتدريب  , حيث لا توجد فروق معنوية دالة إحصائياً .

24-أشارت النتائج إلى وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير المهنة في نسبة حجر المؤسسة على الصحافي التعبير والكتابة في أي موضوع .

25-أظهرت الدراسة وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير درجة الوظيفية , عند نسبة الأمن والاستقرار الوظيفي , وتقديم أجور ورواتب مجزية , وتأهيل وتدريب الصحافيين.

26-أبانت الدراسة وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير المهنة والخبرة والدرجة الوظيفية عند نسبة أن الاتحاد لا يسعى إلى تطوير أخلاقيات العمل الصحفي , ونسبة لا يسعى إلى تطوير صناعة الاتصال في السودان , ونسبة لا يحمي الصحافيين من الضغوط الداخلية والخارجية .

27–أوضحت النتائج وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير الدرجة الوظيفية  عند نسبة أن الاتحاد لا يسعى في توفير الظروف المناسبة للعمل مع أصحاب المؤسسات الصحفية   , ونسبة لا يحمي الصحافيين من الضغوط الداخلية والخارجية.

28- وأظهرت النتائج عدم وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغيرات النوع والعمر والمؤهل والتخصص  ومدة الخدمة عند نسبة أن الاتحاد لا يسعى إلى تطوير أخلاقيات العمل الصحفي , ونسبة لا يسعى إلى تطوير صناعة الاتصال في السودان , ونسبة لا يحمي الصحافيين من الضغوط الداخلية والخارجية , ونسبة لا يسعى في توفير الظروف المناسبة للعمل مع أصحاب المؤسسات الصحفية   .

29- أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير  والمهنة والخبرة ومدة الخدمة عند نسبة أن الأسباب  الحقيقية للقيود على تغطية الأحداث حماية السلطة التنفيذية لنفسها .

30- أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير النوع والعمر والمؤهل والتخصص والدرجة الوظيفية  عند نسبة أن الأسباب  الحقيقية للقيود على تغطية الأحداث حماية السلطة التنفيذية لنفسها , والمحافظة على الأمن القومي , والمحافظة على النسيج الاجتماعي , وحماية المصالح العليا للبلاد.

31-أوضحت النتائج وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير المهنة و الخبرة والدرجة الوظيفية  عند نسبة أن الضغوط المهنية تشوه صورة الصحافي لدي الجمهور , ولا تفي بحق الجمهور في المعرفة , وتؤدي إلى تخلف صناعة الاتصال في السودان .

32–أوضحت النتائج عدم وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية في متغير النوع و العمر  والمؤهل والتخصص ومدة الخدمة ,  عند نسبة أن الضغوط المهنية تشوه صورة الصحافي لدي الجمهور , ولا تفي بحق الجمهور في المعرفة , وتؤدي إلى تخلف صناعة الاتصال في السودان.

مصادر ومراجع الدراسة

([1]) أماني فهمي: “العوامل المؤثرة في الرضا الوظيفي للقائمين بالاتصال في السينما المصرية خلال التسعينيات”المجلة المصرية لبحوث الإعلام، (جامعة القاهرة:1998م).

(2) منى مجدي فرج: “المعايير الرقابية للفيلم السينمائي والروائي المصري في السينما والتلفزيون ” ، رسالة ماجستير ، غير منشورة (جامعة القاهرة : كلية الإعلام ، 2001م )

(3)رغده محمد عيسى : ” العوامل المؤثرة على القيادات الإعلامية النائية بإتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري وانعكاسها على التخطيط الإعلامي ” رسالة ماجستير ، غير منشوره ( جامعة القاهرة : كلية الإعلام 2005م) .

(4) أحمد مطهر عقبات: ” التدريب البرامجي للتلفزيون اليمني النفقات والجدوى” ،مجلة كلية الآداب (جامعة صنعاء:كلية الآداب، العدد (20)1997م)

(5) بركات عبدالعزيز محمد: “تفسر اطر التحول الاستراتيجي في التلفزيون الحكومي”، مجلة البحوث الإعلامية،(جامعة القاهرة: كلية الإعلام، العدد (12) ، 2000م).

(6) نوال عبدالعزيز الصفتي: “إعداد القائم بالاتصال في الصحف المصرية في ظل تكنولوجيا الاتصال الحديثة”، المجلة المصرية لبحوث الإعلام (جامعة القاهرة:كلية الإعلام العدد (12) 2001م)

(7) محمد عبد البديع السيد: “الانترنت وانعكاساتها على الهوية العربية للقائم بالاتصال في الراديو والتلفزيون”،المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، ( جامعة القاهرة : كلية الإعلام 2005م).

(8) عادل فهمي البيومي: “محددات الرضا الوظيفي لدى العاملين في القنوات الفضائية المصرية”،المجلة المصرية لبحوث الإعلام( جامعة القاهرة :كلية الإعلام، العدد (15)، 2002م)

(9) محمد سعد أحمد إبراهيم:”الاتجاهات الحديثة في دراسات القائم بالاتصال”المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، (جامعة القاهرة، كلية الإعلام، 2000م)

(10) علي بن شويل القرني:”الإعلام والاحتراق النفسي”مجلة جامعة الملك سعود  (جامعة الملك سعود: كلية الآداب، العدد 16، 2003)

(11)   كمال بديع الحاج : “تأثير المواد التلفزيونية الأجنبية على إنتاج المواد الثقافية في التلفزيون المصري والسوري ” رسالة دكتوراه ، غير منشورة ( جامعة القاهرة : كلية الإعلام ، 2002م ) .

([1]) علي بن شويل القرني:”الإعلام والاحتراق النفسي”مجلة جامعة الملك سعود  (جامعة الملك سعود: كلية الآداب، العدد 16، 2003) ص 153

([2]) محمد سعد أحمد إبراهيم:”الاتجاهات الحديثة في دراسات القائم بالاتصال”المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، (جامعة القاهرة، كلية الإعلام، 2000م) ص179.

([3]) منى مجدي فرج: “المعايير الرقابية للفيلم السينمائي والروائي المصري في السينما والتلفزيون ” ، رسالة ماجستير ، غير منشورة (جامعة القاهرة : كلية الإعلام ، 2001م )

([4])   كمال بديع الحاج : “تأثير المواد التلفزيونية الأجنبية على إنتاج المواد الثقافية في التلفزيون المصري والسوري ” رسالة دكتوراه ، غير منشورة ( جامعة القاهرة : كلية الإعلام ، 2002م ) .

([5])رغده محمد عيسى : ” العوامل المؤثرة على القيادات الإعلامية النائية بإتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري وانعكاسها على التخطيط الإعلامي ” رسالة ماجستير ، غير منشوره ( جامعة القاهرة : كلية الإعلام 2005م) .

 (6 )نهلة عساف عيسى: “أثر استخدام تكنولوجيا التعبير المرئي على محتوى الصورة التلفزيونية”، رسالة دكتوراه، غير منشورة (جامعة القاهرة: كلية الإعلام ، 2006م).

([7]) أحمد مطهر عقبات: ” التدريب البرامجي للتلفزيون اليمني النفقات والجدوى” ،مجلة كلية الآداب (جامعة صنعاء:كلية الآداب، العدد (20)1997م)ص ص 130-148

([8]) بركات عبدالعزيز محمد: “تفسر اطر التحول الاستراتيجي في التلفزيون الحكومي”، مجلة البحوث الإعلامية،(جامعة القاهرة: كلية الإعلام، العدد (12) ، 2000م)  ص 85-.

([9]) نوال عبدالعزيز الصفتي: “إعداد القائم بالاتصال في الصحف المصرية في ظل تكنولوجيا الاتصال الحديثة”، المجلة المصرية لبحوث الإعلام (جامعة القاهرة:كلية الإعلام العدد (12) 2001م)ص77.

([10]) محمد عبد البديع السيد: “الانترنت وانعكاساتها على الهوية العربية للقائم بالاتصال في الراديو والتلفزيون”،المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، ( جامعة القاهرة : كلية الإعلام 2005م) ص 101.

([11]) عادل فهمي البيومي: “محددات الرضا الوظيفي لدى العاملين في القنوات الفضائية المصرية”،المجلة المصرية لبحوث الإعلام( جامعة القاهرة :كلية الإعلام، العدد (15)، 2002م) ص 241.

([12]) أماني فهمي: “العوامل المؤثرة في الرضا الوظيفي للقائمين بالاتصال في السينما المصرية خلال التسعينيات”المجلة المصرية لبحوث الإعلام، (جامعة القاهرة:1998م)ص ص 82-143.

اثر وسائل التواصل الاجتماعي في القيم السلوكية لدي الشباب السعودي

أثر وسائل التواصل الاجتماعي في القيم السلوكية لدى الشباب السعودي

دراسة علي عينة من شباب منطقة جازان

مستخلص الدراسة :

تناقش الدراسة أثر وسائل التواصل الاجتماعي في القيم السلوكية للشباب السعودي وقدرتها على احداث الاثر في السلوك وتمثل الهدف الرئيسي للدراسة حول التعرف على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على القيم السلوكية للشباب وتفرعت عدة أهداف منها رصد أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخداما، ومعرفة الأسباب والدوافع التي تدفع الشباب إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .

وتعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية التي من أهم أوصافها وصف الظواهر والتعرف على عناصرها ومكوناتها عن طريق جمع المعلومات والبيانات وتحليلها وتفسيرها .

وتبرز أهمية الدراسة في كونها تناقش موضوعاً حيوياً انعكست آثاره في الوقت الراهن على العديد من المجتمعات الإقليمية وعلى الأنظمة السياسية في هذه المجتمعات

وكذلك مناقشتها لوسائل التواصل الاجتماعي والتي زاد استخدامها من قِبل الشباب السعودي والتي يمكن استغلالها بشكل جيد في تنمية القيم السلوكية لديهم .

وتستمد الدراسة الحالية أهميتها من القيم السلوكية لدى الشباب السعودي، ودورها في بناء شخصيتهم.

واستخدم الباحث منهج المسح في هذه الدراسة الذي يعتبر جهداً علمياً منظماً للحصول على بيانات ومعلومات وأوصاف عن الظاهرة موضوع الدراسة .

وفي إطار هذا المنهج استخدم الباحث الاستبانة أداة لجمع المعلومات وهي أداة البحث التي تجمع الباحثين بالعينة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من فئة الشباب بمنطقة جازان لاستخلاص النتائج ووضع التوصيات اللازمة للبحث.

ويمكن تلخيص مشكلة الدراسة الحالية في السؤال الرئيسي التالي :ما أثر وسائل التواصل الاجتماعي على القيم السلوكية لدى الشباب السعودي ؟

 

 

مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في رسم الصورة الذهنية للمنظمات الارهابية

مجامعة الزرقاء

مؤتمر دور الشريعة والقانون والإعلام في مكافحة الإرهاب

 

مواقع التواصل الاجتماعي  ودورهافي رسم الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية لدى الطلاب السعوديين دراسة تطبيقية على عينة من طلاب جامعة جازان

 

 

 

 

 

 

 

 

إعداد

 

بروفيسور عبد النبي عبد الله الطيب النوبي

أستاذ الصحافة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية

بجامعة جازان قسم الصحافة والإعلام

 

 

 

 

 

 

 

abstract

The problem of the study is ” The Role of Social Communication Sites in drawing the image

of Terrorism Organizations to Saudi Students “. It is applied study for which the data is obtained from a group of students in Jazan University . The study questions are :

1)To what extent do Saudi Students depend on the means of social communication to reach information ?

2) What are the most sources on which they depend to reach information about terrorism organizations?

3)What image do they have about terrorism organizations which use social communication sites for proboganda ?

4) What kind of image about terrorism organizations shaped to Saudi students as a result of using social communication sites ?

The study objectives are :                                                                        1-To reveal the type of image  about terrorism organizations in Saudi students minds .

2-To know the relation between the use of social communication sites and the group’s image about terrorism organizations .

3-To know the students’ reactions towards the information about terrorism organizations from un known sources .

The study is a descriptive study aiming at reporting the characteristics of the relation of terrorism organizations and Saudi students . The study adopts the survey method . The questionnaire is used as a means of data collection , thirteen (13)questions are stated divided into four (4)parts .Ninety-one students (91) are chosen randomly to participate in this study .

The study most important results are :

1)The majority of Saudi students are using the social communication sites .

2)The majority of them depend on social communication sites in reaching the information .

3)The whatsApp comes in the front of the sites which the students use for knowing about terrorism organizations .

The study recommends :                                                                     

1)Designing social communication sites that support the moderate intellect.

2) Utilizing the facilities of the other mass media to raise the students awareness of the danger of using sites that are used by terrorism organizations .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مستخلص الدراسة

تمثلت مشكلة الدراسه في : دور مواقع التواصل الاجتماعى في رسم الصوره الذهنيه للمنظمات الارهابيه لدى الطلاب السعوديين . دراسه تطبيقيه على عينه من طلاب جامعة جازان . سعت الدراسة  للاجابة  على عدد من الاسئله :

  • ما درجة اعتماد الطلاب السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات ؟
  • ما اكثر المصادر التى يعتمد عليها الطلاب للحصول على المعلومات عن المنظمات الارهابيه؟
  • ما رؤية افراد العينة عن المنظمات الارهابيه التى تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى للدعايه ؟
  • ما نوع الصورة الذهنيه للمنظمات الارهابيه لدى الطلاب السعوديين والتى تكونت نتيجه لاستخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي ؟

اهداف الدراسه :

  • الكشف عن الصورة الذهنيه للمنظمات الارهابيه عند الطلاب السعوديين .
  • معرفة العلاقه بين استخدام مجتمع الدراسه لمواقع التواصل الاجتماعى والصوره الذهنيه للمنظمات الارهابيه لدى الطلاب .
  • الوصول الى تصرفات الطلاب الطلاب تجاه مايصلهم من معلومات من مجهولين عن المنظمات الارهابيه .

نوع الدراسة ومنهجها

تقع الدراسة ضمن الدراسات الوصفية التى تستهدف تقرير خصائص العلاقه بين الصورة الذهنيه للمنظمات الارهابيه والطلاب السعوديين . اتبعت الدراسة  المنهج المسحى واستخدم الاستبيان كاداه لجمع البيانات وتكونت الاستمارة من 13سؤالا قسمت لأربعه محاور . بلغ حجم العينه 91طالب.توصلت الدراسة الى عدة نتائج من أكثرها أهمية :

1)ارتفاع نسبة متابعي مواقع التواصل الاجتماعي بين الطلاب السعوديين

2) ان أغلبية أفراد العينة يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات.

3)اتى موقع الواتساب في طليعة المواقع التى يعتمد علبها الطلاب في الحصول على معلومات عن المنظمات الارهابيه .

اهم التوصيات :

  • إنشاء مواقع للتواصل الاجتماعي تدعم الفكر الوسطى.
  • الاستفادة من إمكانيات وسائل الإعلام الأخرى لتبصير الطلاب بخطورة استغلال المنظمات الارهابيه لمواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمـــــــة:

يلعب  الاتصال عموماً وبكل أشكاله وأساليبه، دوراً مهماً في إدراك وتعليم أفراد المجتمع بما يدور من أحداث في محيطه الداخلي والخارجي، وبفضل التطور الكبير في تقنيات الاتصال فإنّ الأفراد لم يعودوا مجرد متلقين سلبيين لما تبثه وسائل الإعلام، وإنما أصبحوا مشاركين بفاعلية في العملية الاتصالية.

وتؤكد كثير من الدراسات أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديث أصبحت تلعب دورا مهماً في بناء الصور والمعاني لدى الأفراد، وأصبحت كذلك المصدر المعلوماتي الأول لكثير من الناس. وذلك بسبب قوة إمكاناتها وطاقاتها، وإتاحتها لكثير من صور التفاعل المباشر السريع مع الأحداث.

وتشير التقارير إلى للاستخدام المتزايد للمنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر قدر من الجمهور, وذلك لما تتميز به هذه المواقع من بعد عن أشكال الرقابة التقليدية، وكذلك قدرة هذه المنظمات على إنشاء حسابات جديدة وبأسماء جديدة كلما قامت الدول بإغلاق الحسابات المعروفة.

أن هذا الاستخدام المفرط من قبل المنظمات الإرهابية لموقع التواصل الاجتماعي يحتم على الباحثين ضرورة الوقوف على الدور الذي تطلع به هذه المواقع في رسم الصورة الذهنية لتلك المنظمات

وتكاد الدراسات أن تتفق على أن المعلومات المتدفقة عبر وسائل الإعلام الجماهيري عموما تؤدي دوراً كبيراً في تكوين الصورة الذهنية وبناء المعاني.

وتؤكد نظرية ترتيب الأولويات، بعدما يزيد عن 500 دراسة أجريت خلال ما يزيد على الثلاثين عاماَ أن من أولويات الإعلام رسم الصورة الذهنية وتأطير وجهات نظر الناس(1).

إن المتابع لما تبثه وسائل الإعلام بشكلها التقليدي أو الحديث المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي، يصل – وفقاً لما ذكرنا – أن الطلاب في الجامعات وباعتبارهم من أكثر فئات المجتمع تفاعلاً مع وسائل التواصل الاجتماعي يصل لقناعة أن هذه الشريحة تملك من المعلومات قدراً كافيا يساهم بشكل فعال في تكوين صورة ذهنية للمنظمات الإرهابية في عقولهم. وبالتالي يكونوا بالفعل قد امتلكوا معلومات وأفكار وانطباعات  عن الجماعات الإرهابية تكون لديهم الجانب المعرفي عن المنظمات  الإرهابية، كما أنهم وعبر ما يصلهم من معلومات  يكون قد تكون لديهم الجانب الوجداني والسلوكي والإجرائي، وهذا  هوالجانب  الأخطر في تقديري في عملية تكوين الصورة الذهنية.

لقي مفهوم الصورة الذهنية انتشاراً واسعاً  في الفترة الأخيرة رغم قدم المصطلح نفسه، وذلك للدور الكبير الذي تؤديه  الصورة الذهنية في صياغة وتشكيل العلاقات بين البشر، سواء كانوا  أمماً وشعوباً  أو إفراداً وجماعات صغيرة.

والصورة الذهنية كما يعرفها الدكتور علي عجوة تعني : استحضار العقل أو التوليد العقلي لما سبق إدراكه بالحواس، وليس بالضرورة أن يكون المدرك مرئياً، وإنما يكون مسموعاً أو ملموساً(2).

وهذا الاستحضار أو التوليد للمدركات الحسية يبقى مجال اختلاف بين البشر، وذلك تبعاً لاختلاف تجاربهم الحياتية، ومداركهم العلمية، وسنوات عمرهم وخبرتهم.

ومن هنا جاءت مشكلة هذه الدراسة بتقصي عوامل تكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية لدى الطلاب السعوديين، وموقف الطلاب من المنظمات الإرهابية.

الإحسـاس بالمشــكلة البحثــية:

يقول مجموعة من الخبراء أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش استطاعت أن تطور إستراتيجية إعلامية، معتمدة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وان تلك التنظيمات لم تترك كبيرة ولا صغيرة في عالم التقنية إلا وطرقتها، وذلك لبث فيديوهات وأفلام دعائية تصور بتقنيات وجودة عالية تضاهي إنتاج كبرى شركات الإنتاج(1) وذلك كمحاولة لجذب اكبر قدر من الجمهور.

وما لفت نظر الباحث هو نقل القنوات الفضائية لتلك الصور، بقصد تبيان مدى الوحشية التي تمارس تلك المنظمات الإرهابية في مناطق سيطرتها، ولكن الخطورة هنا إنها تقدم خدمة مجانية لتلك المنظمات الإرهابية بان تجعل ما تشمله تلك الفيديوهات محل نقاشهم وحديثهم مما يساهم في خلق صورة ذهنية قابلة لطرفي المعادلة صورة سلبية لتلك المنظمات أو العكس تماماً

مشـــــكلة البحث:

مفهوم مشكلة البحث بصفة عامة هو سؤال له إجابات ( بدائل) متعددة، ونحن نقف في حيرة من عدم مقدرتنا على اختيار الإجابة الأفضل(2)

ومن هذا المفهوم ومع الاستخدام المكثف للمنظمات الإرهابية لوسائل التواصل الاجتماعي، تشعب الاحتمالات حول نتائج هذا الاستخدام.

فلو نظرنا إلى التقارير الي ما اعلنته الفيس بوك عن وجود 83 مليون حساب مزيف ضمن قاعدة حساباتها، وما أعلنته تويتر عن وجود 20 مليون حساب مزيف أيضا، يأتي الاحتمال من أن معظم هذه الحسابات بين يدي منظمات إرهابية احتمالا وادا بشكل كبير، وذلك للحيل الكبيرة  والكثيرة التي تستخدمها المنظمات الإرهابية للتخفي والبعد عن عيون الرقابة.

فتنظيم القاعدة مثلاً بعد أن علم أن اليويتيوب قامت بحظر أفلامه التي يبثها، أصبح يبث هذه الفيديوهات عشرات المرات وبمسميات مختلفة  ومن حسابات مختلفة.

وقد لجأت منظمات مثل داعش للاعتماد على تويتر كمنصة لعمله الإعلامي، وذلك لكون الموقع يتسم بالعمومية وإمكانية التدوين المباشر، وبث هذه التغريدات للوصول للأكبر عدد من المتلقين.

وبناء على ما سبق يمكن صياغة مشكلة في التساؤل الرئيس التالي:

ما الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب السعوديين ؟وما دور مواقع التواصل الاجتماعي في رسم تلك الصورة.؟

أهداف  الدراســـة

تتمثل أهداف الدراسة في مجموعة نقاط نبلورها في  فيما يلي

  1. التعرف على الخصائص الديومقرافية لمجتمع البحث.
  2. تحديد حجم و نوع تعرض أفراد العينة لمواقع التواصل الاجتماعي.
  3. رصد ابرز المواقع التي يتلقى منها أفراد العينة معلوماتهم عن المنظمات الإرهابية.
  4. الكشف عن نوع الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب السعوديين.
  5. معرفة العلاقة بين تعرض مجتمع البحث لمواقع التواصل الاجتماعي ، والصورة الذهنية لتك المواقع في أذهان العينة
  6. الوصول إلى تصرفات الطلاب تجاه ما يصلهم من معلومات من مجهولين عن المنظمات الإرهابية.

تساؤلات الدراسة

  1. ما درجة اعتماد الطلاب السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي عن الحصول على المعلومات ؟
  2. هل يمتلك الطلاب السعوديين معلومات كافية  عن المنظمات الإرهابية العاملة في المنطقة
  3. ما أكثر المصادر التي يعتمد عليها إفراد العينة للحصول على معلومات عن المنظمات الإرهابية ؟
  4. ما أكثر الأوقات التي يستخدم فيها أفراد العينة مواقع التواصل الاجتماعي.
  5. ما رؤية إفراد العينة عن المنظمات الإرهابية التي  تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لبث معلومات عن نفسها ؟
  6. ما نوع الصورة الذهنية عن المنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب السعوديين والتي تكونت نتيجة لتعرضهم لمواقع التواصل الاجتماعي؟

أهمية الدراســـــة:

تتبلور أهمية الدراسة في الآتي:

  1. ندرة الدراسات الإعلامية التي تناولت العلاقة بين تعرض الطلاب لمواقع التواصل الاجتماعي وتكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية.
  2. حاجة المكتبة الإعلامية العربية لدراسات ترصد العلاقة بين الإرهاب ومنظماته ومواقع التواصل الاجتماعي .
  3. أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وازدياد تعرض الطلاب لها، وبالتالي رصد آثارها والايجابية والسلبية علي الطلاب.

نوع الدراســة:

تنتمي هذه الدراسة إلى مصفوفة الدراسات الوصفية، والتي تستهدف تقرير خصائص ظاهرة معينة، أو موقف تغلب عليه صفة التحديد، وتعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالاتها، وتصل عن طريق ذلك لإصدار تعميمات بشان الموقف(1) حيث تستهدف هذه الدراسة رصد ظاهرة استخدام المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، والأثر الناتج عن هذا الاستخدام في تكوين صورة ذهنية في عقول الطلاب السعوديين.

منهج الدراســة:

منهج الدراســة

 

 

أداة جمع البيانات

اعتمد الدراسة على صحيفة استبيان مكونة من 13 سؤالا قسمت على 4 محاور، المحور الأول البيانات الديموقرافية، محور الاستخدامات، محور والاشباعات، ومحور لتقييم الأثر، وقد تم تحكيم الإستبانة من قبل ثلاثة محكمين*

و تم اختبار ثبات الإستبانة عن طريق طرحها على عينة صغيرة من مجتمع الدراسة ثم أعادت طرحها عليهم مرة أخرى بعد أسبوع،  وكانت نسبة الثبات 96.5%، وهي نسبة مطمئنة لنتائج الدراســــة.

مجتمع الدراســة:

يقصد بمجتمع الدراسة جميع أفراد أو جزئيات الظاهرة المقصود دراستها(1)،وبهذا فانّ مجتمع هذه الدراسة هم طلاب جامعة جازان في مرحلة البكالوريوس، في كل كليات الجامعة النظرية والتطبيقية.

عينة الدراســة:

تم اختيار عينة عشوائية بسيطة بلغ عدد أفرادها 191 فرداً.

وصف العينة من حيث نوع الكليات

جدول رقم (1)

نوع الكلية التكرار النسبة المئوية
نظرية 164 85.9%
تطبيقية 027 14.1%
المجموع 191 100%

يعود ارتفاع عدد طلاب الكليات النظرية لارتفاع  عددها بين كليات الجامعة، إذ تمثل تقريباً 57% من كليات الجامعة.

جدول رقم (2) يوضح عدد الطلاب من حيث المستوى (( الفصل الدراسي))

المستوى التكرار النسبة المئوية
الثالث 10 5.2%
الرابع 60 3.1%
الخامس 18 9.4%
السادس 28 14.7%
السابغ 34 17.8%
الثامن 95 49.7%
المجــــــــــــــــموع 191 100%

لم تتضمن العينة أي من طلاب المستويين الأول والثاني وذلك لان دراستهم تكون مفصولة فيما يسمي بالسنة الإعدادية، ويلاحظ ارتفاع النسبة بين طلاب المستوى الثامن وهو المستوى النهائي في معظم الكليات، وارتفاع نسبتهم يعطي مؤشر جيد لتفهمهم لطبيعة الاستبيان، وبالتالي صدقية الإجابات.

الدراسات السابقة:

انقسمت الدراسات السابقة  التي تم استعراضها لثلاثة أنواع، دراسات عالجت موضوع الإرهاب، وأخرى عالجت الصورة الذهنية وعوامل تكوينها، أما النوع الثالث من الدراسات فعالج قضية الإعلام الالكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بمد الطلاب بالمعلومات .

الدراسة الأولى: دراسة  قينات عبد الله الغامدي(1)

عالجت الدراسة المسببات التي تجعل الجمهور يتجه إلى  الإعلام الالكتروني، أكثر من اتجاهه للإعلام التقليدي، والنتائج التي تحدث نتيجة لذلك، كما عالجت قضية غياب الرقابة على الإعلام الالكتروني، وتعدد مصادر المعلومات مما يزيد من صعوبة التحكم في نوع الأثر المطلوب.

انقسمت االدراسة إلى قسمين القسم الأول اهتم بتحديد المفاهيم الأساسية ،وتثبيت الفوارق بين الإعلام التقليدي والإعلام الالكتروني، وأشكال وقوالب الإعلام الالكتروني، أما القسم الثاني من فاهتم بحصر الآثار المترتبة على الإعلام الالكتروني والاعتماد عليه.

وتوصلت الدراسة إلى انه يجب التفريق بين الإعلام الالكتروني وفنونه الخاصة وقنوات التواصل الاجتماعي، وهي قنوات حسب وصف الباحث لا تخضع لأي ضابط أو تنظيم ، مما تجعلها تحدث تأثيرات سالبة غالباً.

الدراسة الثانية : دراسة محمد الراجحي(1)

عالجت الدراسة مشكلة توظيف الصحافة الالكترونية في الصراع، والاستقطاب السياسي، و توظيفها في تشكيل صورة ذهنية ملونة لجماعة الأخوان المسلمين في مصر.

وقد سعت الدراسة لإظهار الأبعاد المعرفية والوجدانية والسلوكية للصورة الذهنية لجماعة الاخوان المسلمين في مصر.

تمثل مجتمع الدراسة في تحليل محتوى المواقع الالكترونية لثلاث صحف هي:الأهرام،المصري اليومي، الأهالي.

وقد اعتمدت الدراسة على العينة العشوائية المنتظمة عن طريق الأسبوع الصناعي، وبلغ حجم العينة 360 عدداً.

وقعت الدراسة في إطار الدراسات الوصفية، واتبعت منهج المسح التحليلي كأسلوب لوصف وتفسير الظاهرة.

توصلت الدراسة لنتائج أهما ، كثافة الرموز السلبية المستخدمة في الصحافة عينة البحث مما أدى لخلق صورة ذهنية سالبة عن الجماعة .

كما توصلت الدراسة إلى أن الأخبار التي كانت تبثها تلك الصحف الالكترونية معظمها أخبار مؤدلجة.

الورقــــة الثالثة: ورقــة علي بن شويل القرني(2)

جاءت الدراسة تحت عنوان العلاقة بين الإعلام والإرهاب، بعد أحداث 11 سبتمبر.

وقدمت االدراسة حقائق عن الإعلام العربي، وبينت أن الإعلام العربي ليس بيئة واحدة وإنما شتات وفقاً للبيئات العربية المختلفة .

وان هنالك اختلافا في الالتزام بالقيم المهنية، وكذلك التباين في تعامل وسائل الإعلام مع القضايا الدولية.

ثم حاول الباحث الإجابة عن السؤال الرئيس لبحث عن لماذا يعتمد الإرهاب على الإعلام؟ كذلك التمييز في استخدام المصطلحات بين لغة المؤسسات الرسمية ولغة المنظمات الإرهابية، وقدم نموذجاً لذلك الاختلاف.

ثم قدم تصورا للعلاقة الثلاثية بين الإعلام والإرهاب والحكومات.

وماذا يريد الإعلام في تغطيته للإرهاب؟ وقدم الباحث خلال ورقته حصراً لأنواع المنظمات الإرهابية وقسمها لمنظمات وطنية، متدينة، وإرهاب الدولة، والمنظمات اليسارية، المنظمات اليمينية، المنظمات الفوضوية.

وقدم بعد ذلك حصراً للعمليات الأكثر دموية في العالم،

الدراسة الرابعة: ورقة إيمان عبد الرحيم الشرقاوي(1):

تمثلت مشكلة الدراسة في الوقوف على طبيعة العلاقة الجدلية بين شبكات التواصل الاجتماعي كأحد أهم أشكال الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية التي تتم عبر تلك الشبكات من جهة وقيام المؤسسات الأمنية الحكومية بغرض الرقابة على هذه المواقع لتعقب أنشطة الجماعات الإرهابية من جهة أخرى.

وهدفت الدراسة إلى معرفة العلاقة الجدلية بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية.

انتمت الدراسة إلى نوعية الدراسات الاستكشافية الوصفية.

واعتمدت على صحيفة استبيان احتوت على 18 سؤال مقسمة ثلاث محاور، المحور الأول يتعلق باستخدام الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي – المحور الثاني تتناول الرقابة الأمنية على مواقع التواصل الاجتماعي – المحور الثالث تتناول سبل مكافحة الممارسات الإرهابية  باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

بلغ حجم العينة 119 مفردة.

وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها إجماع أفراد العينة بعدم تأثرهم بمقاطع الفيديو التي تحمل مقاطع إرهابية، اجمع أفراد العينة على ازدياد استخدام  المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، اجمع أفراد العينة على أن الفيس بوك أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما بين المنظمات الإرهابية – أجمعت الدراسة على أن الشباب  هم أكثر الفئات استخداماً في المنظمات الإرهابية.

الدراسة الخامسة: دراسة عادل ضيف الله(1)

تتعلق الدراسة بمعرفة الصورة الذهنية ودورها في تعزيز السلام الاجتماعي كمفهوم إنساني يستدعي آليات المجتمع في تكاملها جميعا لإيجاد طرائق تستخدم وسائل إنتاج هذه الصورة في اتجاهات السلام وبناء مفاصله.

وانطلقت الدراسة من الفرضية التالية : يفترض الباحث ان بناء الصورة الذهنية الصحيحة تخلق التوازن المطلوب وتساعد على تحقيق السلام الاجتماعي وبناء مفاصله، وتعمل الصورة السالبة على ربط أسباب الصراع، والصور الذهنية لمتعددة في ابسط أشكلها للاستعلاء الحضاري، وفي ذروتها الحرب والمواجهة.

وغطت الدراسة تحديد مفاهيم الصورة لذهنية، والسلام الاجتماعي، والتمثيل الثقافي، والاستعلاء الحضاري، ثقافة السلام.

وتوصلت الدراسة للنتائج التالية:

إنّ بناء الصورة الذهنية السالبة يحدد السلام العالمي والسلم الاجتماعي مما يستوجب النظر بعين الاعتبار لهذا الأمر.

أن الشعوب في تعاطيها مع بعضها البعض تحتاج إلى فرص متكافئة في تعزيز فرص التلاقي الثقافي.

تلعب وسائل الإعلام الجماهيري دورا كبيرا في إنتاج الصورة الذهنية السلبية منها والايجابية مما يؤكد ضرورة مراعاة دورها وتحليها بالمسؤولية.

وان رسم صورة ذهنية ايجابية يتطلب المصداقية وان ممارسة التزييف يلحق الضرر الكبير بالحقائق  ويضيع وقتاً كبيرا في إثبات الحقيقة.

الدراسة السادسة: دراسة عبد العزيز تركستاني(2).

قدمت الدراسة مدخلاً جديدا للتعامل مع الصورة الذهنية للمملكة تقوم على استثمار الفرص المتاحة مع زوار المملكة على مدار العام من خلال بلورة خطة عملية ميدانية لتفعيل أجهزة العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية والأهلية لتقوم بادوار محددة لبناء وتكوين الصورة الذهنية المرغوبة عن المملكة لدى الآخرين.

وقسم الباحث الورقة إلى قسمين:

  • مدخل نظري يدور حول العلاقة بين الصورة الذهنية والاتصال والثقافة، وذلك بتحديد العلاقة بين هذه المتغيرات باعتبار ان الصورة الذهنية هي مكون ثقافي,
  • مقترحات عملية حيث قام الباحث بتحليل مضمون البرامج الاتصالية لأجهزة العلاقات العامة بالمملكة لتأكيد ما اذا كانت تسهم فعلا في تكوين صورة ذهنية جيدة عن المملكة، وكيف يمكن استثمار الاتصال المباشر ووسائل الإعلام في تكوين الصورة الذهنية، كما قدم الباحث بعض التطبيقات العملية والبرامج الميدانية من أنشطة العلاقات العامة لبناء هذه الصورة الذهنية.

ودعت الورقة لتطوير التعاون بين الجامعات ومراكز البحوث  في مجال البحوث والدراسات العلمية لتحسين صورة المملكة .

إجراء بحوث تقويمية لصورة المملكة العربية السعودية لدى ضيوفها، وتحديد مدى الرضي عن أداء المملكة في مختلف قطاعاتها

إجراء بحوث تقويمية منتظمة لمعرفة مدى تأثير الأنشطة الإعلامية في تكوين الصورة الذهنية.

الدراسة السابعة: دراسة حسن علوان(1):

يركز البحث على موضوع الإرهاب في الفضائيات العربية، تناول الدراسة الشكل والمضمون للأفلام المثيرة التي تعرضها هذه الفضائيات للأفراد والجماعات المروجة للإرهاب، حيث أن عدد من الفضائيات توقع المشاهد في شرك نفسي وعقلي لا يقدر معه الإنسان على الفصل والتمييز بين الواقع والوهم أو بين الحقيقة والخيال.

وتمثلت مشكلة الدراسة في السؤال هل الصورة الذهنية للتنظيمات المسلحة روجت من خلال  ما عرضته من أفلام للقائمين بالإرهاب ؟

عينة الدراسة: تمثلت عينة الدراسة في اختيار مائة وخمسين فلماً وبرنامجاً تم جمعها بصورة عمديه.

واتبع الباحث أسلوب تحليل المضمون بشقيها الكمي والكيفي لتحليل الأفلام عينة البحث.

وتوصلت الراسبة لعدد من النتائج أهمها:

إن 93.3% من الأفلام عينة الدراسة قد أنتجتها المنظمات الإرهابية بنفسها مما يعكس اهتمام تلك المنظمات بالرسائل الموجهة للمتلقي.

إن المنظمات الإرهابية توفر إمكانات كبيرة لإنتاج الأفلام المبثوثة عبر القنوات، وان تلك القنوات تختار أوقاتاً مهمة لبث  تلك الأفلام، والترويج للأوقات البث مما يخلق نوعا من التشويق.

امتازت الأفلام بالبناء الفيلمي الفنية من حيث توفير بداية ووسط ونهاية وموسيقى تصويرية  مما وفر لها تأثير على المتلقي.

التعقيب على الدراسات السابقة

بعد استعرض الدراسات السابقة نلاحظ أن معظم الدراسات تركز على الإرهاب هو خروج عن المفهوم القيمي للمجتمع، وان المنظمات الإرهابية أو القنوات الفضائية او المواقع الكترونية كل يقدم معلومات تساهم في التعريف بالإرهاب وبالتالي التحكم في الصورة الذهنية، وان المنظمات الارهابية استغلت المواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي للوصول للأكبر قدر من الجمهور المستهدف.

وقد تشابهت الدراسة التي أقدمها مع معظم الدراسات السابقة في الهدف، وأداة جمع البيانات وطريقة اختيار العينة .

وتميزت عنها في الجمهور موضع الدراسة وشمول استمارة الاستبيان لمحاور لم تشملها استمارات الاستبيان في الدراسات السابقة.

كما ن الدراسة ركزت بشكل أساسي على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها الأكثر استخداما بين الشباب والطلاب.

النظريات المفسرة للدراسة

اعتمدت هذه الدراسة في التاطير النظري لها على النظريات التالية:

  • نظرية الاستخدامات والاشباعات

اهتمت نظرية الاستخدامات والاشباعات بدراسة الاتصال الجماهيري دراسة وظيفية منظمة وذلك لتأكيد أن الجماهير تمتلك تجاه ما تبثه وسائل الإعلام، وهذا على عكس ما كان سائدا في نظريات الإعلام في أربعينات القرن الماضي والتي تنظر للجمهور كعنصر سلبي، يصدق كل ما تبثه سائل الإعلام(1).

وتعتمد نظرية الاستخدامات والاشباعات على مفاهيم علم النفس وعلم النفس الاجتماعي، وتتجه إلى استعمال الناس لأجهزة الإعلام من منظور الفوائد التي يجنيها الأفراد من استعمال تلك الأجهزة(1) .

وحسب الياهو كاتز وهر برت بلومر وقوير فتش فان منظور الاستخدامات والتشبع ينبني على ما يلي:

  1. وجود أسباب نفسية واجتماعية تؤدي لتولد حاجات Needs عن أفراد المجتمع.
  2. تعود أفراد المجتمع على احتواء قنوات الاتصال الجماهيري على مواضيع مساعدة على إشباع تلك الحاجات ذات البعد النفسي والاجتماعي.
  3. تؤدي تلك الحاجات وذلك التعود على التوقع Expectation كما عند الأفراد ولوجود موارد ومواضيع في تلك الأجهزة الاتصالية تمكن من إشباع تلك الحاجات.
  4. تعرض الأفراد لقنوات الاتصال أساس فرادى ورغبة لإشباع تلك الحاجات.
  5. حدوث إشباع للتوقعات والحاجات من خلال ذلك التعرض

وبناء على ما تقدم فان الباعث الأساس للتعرض لوسائل الإعلام هو ما يسميه (( روبن)) بالدوافع(2) والذي قسمها لقسمين:

  • الدوافع المنعية وتعني الحاجة لاختبار وسيلة اتصالية معينة، ولرسالة إعلامية معينة لإشباع حاجات المعرفة، التعلم، فهم الواقع، التعامل مع المشكلات.
  • الدوافع الطقوسية: وهي دوافع يعتاد عليها الأفراد بدون تخطيط سابق غالباً، مثل الحاجة إلى التسلية والمتعة والهروب من الروتين والاسترخاء والصداقة.

واستفاد الباحث من مسلمات هذه النظرية في معرفة الدوافع التي تجعل عينة البحث تتجه لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومعرفة والاشباعات التي تحققت لهم من هذا التعرض، وما إذا كان لتلك والاشباعات علاقة بتكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية في أذهان الطلاب عينة الدراسة. وذلك عن طريق المعلومات التي يتلقونها من مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعودهم على استخدامها.

  • نظرية التــسويق الاجتماعــــــــي والسياســـــي (( الإقنــــاع))

تعتبر نظرية التسويق السياسي والاجتماعي من النظريات الحديثة والتي لاقت قبولا كبيرا بين الباحثين في مجال الإعلام.

وتقوم النظرية بتوظيف نتائج بحوث الإقناع وانتشار المعلومات في إطار حركة النظم الاجتماعية، والاتجاهات النفسية بما يسمح بانسياب المعلومات وتأثيرها من خلال وسائل الإعلام.

وضع الأساس لهذه النظرية الباحثان بارني ودافيس، وقد اهتم الباحثان بتحديد المداخل والأساليب التي يستخدمها القائم بالاتصال لتحقيق أهدافه.

وهذه المداخل هي(1):

  1. طرق أو وسائل لإغراء المتلقين لأدراك موضوعات الحملة أو شخصياتها.
  2. طرق تصويب المرسل أو استهداف الرسائل لفئة معينة.
  3. طرق أو وسائل لتدعيم الرسائل الموجهة للجمهور المستهدف.
  4. طرق غرس الصورة الذهنية والانطباع عن الناس موضع الحملة.
  5. طرق إثارة اهتمام المتلقين أو إغراءهم بالحث عن المعلومات.
  6. طرق إثارة الرغبة في اتخاذ القرار بعد الإقناع .

وتقول النظرية انه يمكن تحقيق الأهداف عن طريق استخدام الاستمالات العاطفية: استخدام الرموز، الاستشهاد بالآيات والأحاديث، وغير ذلك مما يثير العواطف، و الاستمالات العقلانية وتقوم على تفنيد الحجج والاستشهاد بالأرقام، و استمالات التخويف والتي تقوم على إثارة مخاوف المتلقي(2) .

والواقع أن التنظيمات الإرهابية قد استفادت كثيرا من تطبيقات هذه النظرية في رسم صورتها الذهنية والوصول لعقول الجمهور المستهدف.

التحديد الإجرائي لمفاهيم البحث

وعليه وبناءا علي ما تم استعراضه من دراسات سابقة ونظريات مفسرة فان الباحث ينحاز للتعريفات الإجرائية التالية:-

  1. المنظمات الإرهابية يعني بها الباحث الجماعات المنظمة تحت اسم محدد وتمارس نشاطا فكريا أو سياسيا وتسعي لفرض هذ الفكر باستخدام عمدي منظم لأدوات ووسائل لتصنع الخطر والرعب الذي يهدد سلامة الدول ويعرض حياة الأفراد والجماعات والممتلكات الخاصة والعامة للخطر.
  2. الصورة الذهنية
  3. يقصد الباحث بالصورة الذهنية بانها مفهوم عقلي يشيع بين الافراد والجماعات في مجتمع معين لتشير لموقف هولاء الافراد وتلك الجماعة من شخص او نظام او طبقة او فكرة .

 

 

 

.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحليل وتفسير البيانات

جدول رقم (3) يوضح درجة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار والمعلومات

هل تتابع وسائل التواصل الاجتماعي ؟

الفئة التكرار النسبة المئوية
نعم 186 97%
لا 5 3%
المجمـــــــــــــــــوع 191 100%

ومن خلال الجدول يتضح لنا ارتفاع نسبة الطلاب الذين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار بشكل كبير وبذا نستنتج إنها مصدر اساسي من مصادر تكوين الصورة الذهنية لديهم.

جدول رقم (4) يوضح معلومات الطلاب عن المنظمات الإرهابية

هل لديك معلومات كافية عن المنظمات الإرهابية

الفئة التكرار النسبة المئوية
نعم 120 64%
لا 71 36%
المجمــــــــــــــــــــــــوع 191 100%

ومن خلال هذا الجدول يتضح لنا أن غالبية أفراد العينة يمتلكون معلومات كافية عن المنظمات الإرهابية، ولما كانت مواقع التواصل الاجتماعي مصدر مهم من مصادر الأخبار لديهم حسبما يوضح الجدول رقم (3) فإننا تستنتج أن وسائل التواصل الاجتماعي مصدر رئيسي من مصادر معلومات الطلاب عن المنظمات الإرهابية.

جدول رقم (5) يوضح أسباب عدم اهتمام جزء من أفراد العينة بأخبار المنظمات الإرهابية

الفئة التكرار النسبة المئوية
عدم اهتمامي بالموضوعات السياسية 34  46 %
مثل هذه الموضوعات لا تهمتي كثيراً 16 23 %
لم تتأثر المنطقة التي اسكنها بأي أحداث إرهابية 10 11 %
انشغالي بموضوعات أخرى 11 16 %
المجمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع 17 100%

جاء  عدم الاهتمام بالسياسة كأهم متغير بجعل شريحة أفراد العينة التي لا تمتلك معلومات عن المنظمات الإرهابية في المقدمة وبنسبة عالية بلغت (46% )) بينما تقاربت النسبة بين المتغيرات الأخرى المانعة من الاهتمام ومعرفة المنظمات الإرهابية

جدول رقم (6- أ ) متابعي الفيس بوك

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 50  46.1 %
أحياناً 37   33 %
أبداً 33 20.9 %
المجمـــــــــــــــــوع 110 100%

ارتفعت نسبة الذين يعتمدون على الفيس بوك كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية  بنسبة46%وهذا يتفق مع ارتفاع نسبة متابعي الفيس بوك في الدراسات السابقة التي استعرضناها، بينما تقاربت نسبة الذين يتابعون الفيس بوك أحيانا و أبداً

 

جدول رقم (6 – ب) متابعي تويتر

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 43 33 %
أحياناً 36  52.9 %
أبداً 14 14.1 %
المجموع 120 100 %

نلاحظ أن أغلبية أفراد العينة يعتمدون أحيانا على تويتر كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية  بنسبة بلغت 52,9%عكس الحال في الفيس بوك.

جدول رقم (6- ج ) متابعي الواتس آب

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 97 77%
أحياناً 09 9.9 %
أبداً 14 13.1 %
المجموع 120 100 %

ارتفعت بشكل ملحوظ نسبة من يعتمدون على الواتساب كمصدر لمعلوماتهم عن المنظمات الإرهابية وشكلوا الغالبية العظمى من العينة بنسبة77%، ولعل هذا يعود إلى سهولة استخدام الوات ساب وسهولة تحميل الفيديو عليه، والمعروف أن المنظمات الإرهابية تعتمد بشكل كبير على الفيديو في توصيل المعلومات عنها.

جدول رقم (6 – د ) متابعي  الانستقرام

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 24 21.5 %
أحياناً 39 30.9 %
أبداً 57 47.6 %
المجموع 120  100 %

من الجدول أعلاه يتضح أن الانستقرام ليس الوسيلة المفضلة لدى أفراد العينة التي يعتمدون عليها في الحصول على المعلومات عن المنظمات الإرهابية .

جدول رقم (6 – هـ) متابعي الاسناب شات

الفئة التكرار النسبة المئوية
دوماً 15 7.9 %
أحياناً 19 9.9 %
أبداً 96 82.2 %
المجموع 120 100 %

أيضاً لم يكن الاسناب شات مصدرا أساسيا للمعلومات فعدد من لا يتابعون الاسناب شات ا بدا يمثلون 82.2 % من أفراد العينة .

وعليه وبناء علي الجداول(6-ا-ب-ج-د-ه-و)ياتي الوات ساب في المرتبة الاولي من بين وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها الطلاب في الحصول علي المعلومات عن المنظمات الإرهابية وذلك بنسبة 77% ثم يليه في الترتيب الفيس بوك بنسبة 46,1% ثم تويتر بنسبة 33% وذلك للاعتماد الدائم.

أما من حيث الاعتماد أحيانا فيأتي تويتر في المرتبة الأولي بنسبة بلغت 52,9%، ثم الفيس بوك بنسبة بلغت 33%.

 

 

جدول رقم (7) يوضح أوقات متابعة مواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
الصباح 2  1 %
منتصف النهار 34  23 %
المساء 84  47.6 %
طوال النهار 46 28.3 %
المجموع 186 100 %

حازت متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بالمساء على النسبة الأعلى وذلك بنسبة 47.9 % وهذا يتطابق مع كل الدراسات التي تناولت متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، كما يتناسب مع ظروف العينة وهم من الطلاب لذلك نلاحظ قلة متابعتهم لمواقع التواصل الاجتماعي صباحاً أو في منتصف النهار.

جدول رقم (8) يوضح موقف أفراد العينة من استغلال المنظمات الإرهابية  لمواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 68 35.6 %
أوافق إلى حد ما 67 35.1 %
لا أوافق 56 29.3 %
المجموع 191 100 %

وافقت لحد ما عينة  البحث على أن مواقع التواصل الاجتماعي مصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية وذلك بنسب متقاربة (( 35.6 %  –  35.1 % )) أي أن غالبية أفراد العينة يحصلون على أخبار المنظمات الإرهابية من مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني مساهمة هذه الأخبار  في تكوين الصورة الذهنية للمنظمات الإرهابية.

جدول رقم (9) يوضح نوع المعلومات عن  المنظمات الإرهابية  التي يكون مصدرها  لمواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
مؤيد لتلك المنظمات وداعمة لها 14 7.3 %
معارضة لتك المنظمات وداعية لحربها 120 71.2 %
محايدة ولا تتضمن أي توجيه 57 22.5 %
المجموع 191  100 %

من خلال الجدول ارتفعت نسبة الأخبار المعارضة للمنظمات الإرهابية وبنسبة كبيرة جدا بلغت ا71.2 % من أفراد العينة مما ساهم في احتمال تكوين صورة سالبة عن المنظمات في أذهان الطلاب السعوديين.

جدول رقم (10) يوضح اثر المعلومات التي يتلقاها الطلاب عن لمواقع التواصل الاجتماعي على صورتها الذهنية

الفئة التكرار النسبة المئوية
تصبح محل اهتمام الطلاب 12 16.8 %
محل نبذ ورفض 113 63.35 %
يجعل الطلاب يتعاطفون اكثر 66 23.5 %
المجمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع 191 100 %

من الجدول يتضح أن ما يتلقاه الطلاب من معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجعل المنظمات محل رفض ونبذ، وهذا يعني ان الصورة الذهنية للمنظمات الارهابية سلبية لدي الطلاب

جدول رقم (11) يوضح أكثر  لمواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم معلومات عن المنظمات الإرهابية.

الفئة التكرار النسبة المئوية
الفيس بوك 47 24.6  %
الواتس اب 75 39.3  %
تويتر 65 37  %
الانستقرام 2 1.0 %
الاسناب شات 0 0.0 %
البلاك بيري ماسنجر 0 0.0 %
المجموع 191 100 %

نلاحظ تطابق النسبة هنا مع نسبة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي التي اوضخهها الجدول رقم 6 (1 – ه )  وبهذا فان الوات ساب هو المصدر الأساسي للمعلومات عن المنظمات الإرهابية.

 

 

 

 

جدول رقم (12) يوضح معايير المعلومات التي يتلقاها أفراد العينة عن المنظمات الإرهابية.

الفئة التكرار النسبة المئوية
تتجاهلها 107 56 %
ترد عليها 21 11  %
تحولها للاصطفاء 10 5.2  %
تمسحها نهائياً 53 27.7 %
المجمـــــــــــــــوع 191 100 %

يتضح من الجدول أعلاه أن رسائل المنظمات الإرهابية التي تصل إلى الطلاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجد الرفض، إذ 56 % من إفراد العينة تتجاهلها، بينما 27.5 % من أفراد العينة تمسحها نهائياً مما يعني أن صورة المنظمات الإرهابية مرفوضة لدى الطلاب السعوديين. وهذا ايضا يؤكد الصورة السالبة للمنظمات الإرهابية

جدول رقم (13 – أ ) يوضح رؤية الطلاب في كيفية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي  لمحاربة الإرهاب. (بردك علي كل المعلومات المؤيدة للمنظمات الإرهابية)

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 49 25.7 %
أوافق إلى حد ما 27 14.6 %
لا أوافق 115 60.2  %
المجموع 191  100 %

تواجه الدعوات التي تصل للطلاب بالانضمام إلى المنظمات الإرهابية او تأييدها بالفرض، حيث يرى 60.2 % لا يوافقون على ذلك.

جدول رقم (13 – ب ) إنشاء مجموعات (( قروبات)) مفتوحة لنشر الفكر الوسطي المعتدل

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 101 52.9  %
أوافق إلى حد ما 11 16.2 %
لا أوافق 59 30.9 %
المجموع 191 100%

ترى العينة ان أسلوب إنشاء قروبات (( مجموعات))  تدعو للفكر الوسطي المعتدل هو الأسلوب الأمثل، حيث بلغت نسبة من وافقوا 52.9 % والذين ابدوا موافقة اقل 16.2 % مما يعني أن أفراد العينة يوافقون على هذا المقترح.

جدول رقم (13 – ج ) مراقبة وإغلاق  المواقع الداعمة للمنظمات الارهابية.

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق 168 88 %
أوافق إلى حد ما 5 2.6  %
لا أوافق 18 9.4  %
المجموع 191 100%

وعليه وبناء على الجداول: أ ،ب، ج ،د، ه، و، يأتي  الواتس اب الوسيلة الأولى التي يعتد عليها أفراد العينة في الحصول على المعلومات بنسبة بلغت 77 % يليه في الترتيب الفيس بوك بنسبة 46.1 % ثم تويتر بنسبة 33% وذلك للاعتماد  الدائم

أما من حيث الاعتماد احياناً فيأتي تويتر في المرتبة الأولى بنسبة بلغت 52.9 % ثم الفيس بوك بنسبة بلغت 33 %.

 

جدول رقم (13 – ه ) استغلال وسائل الإعلام الأخرى للتبصير بخطورة استغلال المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق. 125 56.4 %
أوافق إلى حد ما. 44 23  %
لا أوافق. 32 11.6 %
المجمـــــــــــــــوع 191 100%

رأى أفراد العينة انه يمكن استغلال وسائل الإعلام الأخرى لتبصير المجتمع  الطلاب بخطورة ما يصلهم من معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن المنظمات الإرهابية والدعوة لتأييدها أو الانضمام إليها، حيث وافق 56.4 % من أفراد العينة على هذا الإجراء، ووافق لحد ما 23 % مما يعكس التأييد الكبير الذي تجده هذه الخطوة.

جدول رقم (13 – و ) عدم الموافقة على طلبات الصداقة من الأشخاص المجهولين غير المعروفين لديك

الفئة التكرار النسبة المئوية
أوافق. 159 83.2  %
أوافق إلى حد ما. 19 9.9   %
لا أوافق. 13 6.9   %
المجمــــوع 191 100%

يوافق وبشكل حاسم أفراد العينة على ان خطوة عدم الموافقة على انضمام الأشخاص المجهولين تمثل تحجيما لتمدد المنظمات الإرهابية وكبح جماحها، فقد وافق منهى هذا الإجراء 83.2 % من أفراد العينة، بينما وافق عليه لحد ما 9.9 %

النتائج:

  1. كشفت الدراسة ارتفاع نسبة الطلاب الذين يعتمدون بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وبلغت النسبة 97 % من أفراد العينة.
  2. أكدت الدراسة أن غالبية أفراد العينة تمتلك معلومات عن المنظمات الإرهابية بنسبة 64 % من أفراد العينة، ولما كان معظم أفراد الدراسة يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار، فان هذا يؤكد أن نسبة 64 % من أفراد العينة قد جمعوا معلوماتهم عن المنظمات الإرهابية من مواقع التواصل الاجتماعي.
  3. بينت الدراسة أن السبب الأساسي لعدم معرفة الطلاب السعوديين الذين لا يمتلكون المعلومات المنظمات الإرهابية يعود إلى أن أفراد العينة ليس لديهم اهتمام بالموضوعات السياسية وبلغت نسبة هؤلاء 46 %، تلاهم الذين لا يولون مقل هذه الموضوعات اهتماماً في المرتبة الثانية بنسبة بلغت 23 % من أفراد العينة.
  4. توصلت الدراسة إلى أن الواتس اب ياتي في المرتبة الأولى بين مواقع التواصل الاجتماعي يتابعها الطلاب بنسبة 77 %، يليه في الترتيب الفيس بوك 46 % ثم تويتر في المرتبة الثالثة، وذلك من حيث الاعتماد الدائم للحصول على المعلومات عن المنظمات الإرهابية، أما من حيث الاعتماد أحياناً فيأتي تويتر في المرتبة الأولى بنسبة 52.9 % ثم الفيس بوك بنسبة 33 %
  5. كشفت الدراسة أن الوقت المفضل للطلاب لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي هو أن المساء هو الوقت المفضل   وذلك بنسبة 46.6 % وهو وقت يتناسب مع ظروف الطلاب الدراسية.
  6. بينت الدراسة أن أفراد العينة يوافقون بنسبة 35.6 % ويوافقون لحد ما بنسبة 35.1 % وبذا يكون اغلب الطلاب مقتنعون أن المنظمات الإرهابية تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لتوصيل معلومات عن نشاطها.
  7. أكدت الدراسة السعوديين يعارضون بشكل حاسم المنظمات الإرهابية مما يعني أنهم يمتلكون صورة سالبة عن المنظمات الإرهابية، ولعل ذلك يعود إلى لكثافة الحملة التي تشنها المملكة السعودية للمنظمات الإرهابية، وبذا يتماشى موقف الطلاب مع موقف بلادهم.
  8. كما أكدت الدراسة أيضاً أن المنظمات الإرهابية ونتيجة للصورة الذهنية السالبة فان المنظمات محل نبذ ورفض من الطلاب وبنسبة بلغت 63.4 % من أفراد العينة.
  9. كشفت الدراسة أن ترتيب مواقع التواصل الاجتماعي في مجال نقلها الأخبار تأتي كالتالي:

المرتبة الأولى: الوات ساب بنسبة 39.3 %

المرتبة الثانية  تويتر بنسبة   34 %

المرتبة الثالثة: الفيس بوك بنسبة 24.6 %

أما باقي مواقع التواصل الاجتماعي فقد تذيلت القائمة وبنسبة  صفر في نقل أخبار المنظمات الإرهابية وذلك حسب الجدول ((11))

  1. وحول ردة فعل الطلاب تجاه الأخبار التي تصلهم عن المنظمات الإرهابية فقد بينت 56% من أفراد العينة تجاهلها، بينما بينت 27.7 % إنهم يمسحونها تماماً وهذا تأكيد على سلبية الصورة الذهنية للمنظفات الإرهابية .
  2. وحول رؤية الطلاب لأفضل الأساليب لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة المنظمات الإرهابية.
  • رأى 60.2 % تجاهل المعلومات التي تأتيهم من المنظمات الإرهابية وعدم الرد على رسائلهم.
  • موافقة أفراد العينة وبنسبة بلغت 52.9 % من أفراد العينة على إنشاء قروبات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكر الوسطي.
  • دعا أفراد العينة وبأغلبية ساحقة بلغت 88 % إلى مراقبة وإغلاق المواقع الداعمة للمنظمات الإرهابية، وذا يتماشى مع سياسة الدولة التي تدعو لمحاربة الفكر المنحرف.
  • وافق معظم أفراد العينة وبنسبة بلغت 8.38 % على خطر الأشخاص الذين يرسلون رسائل داعمة للإرهاب.
  • يرى 56.4 % انه يمكن استغلال وسائل الإعلام الأخرى للتبصير بخطورة استغلال المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تأتي غير مباشرة
  • أكد 83.2 % من أفراد العينة أن عدم الموافقة على طلبات الصداقة من الأشخاص المجهولين والقروبات المجهولة أسلوب مناسب لمحاربة المنظمات الإرهابية.

وبصورة عامة يمكن أن نقول أن الصورة الذهنية سلبية في أذهان الطلاب السعوديين، رغم تأكيد الدراسة اعتماد الطلاب بشكل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية

التــوصيــــات:

  • رأى 60.2 % تجاهل المعلومات التي تأتيهم من المنظمات الإرهابية وعدم الرد على رسائلهم.
  • موافقة أفراد العينة وبنسبة بلغت 52.9 % من أفراد العينة على إنشاء قروبات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكر الوسطي.
  • دعا أفراد العينة وبأغلبية ساحقة بلغت 88 % إلى مراقبة وإغلاق المواقع الداعمة للمنظمات الإرهابية، وذا يتماشى مع سياسة الدولة التي تدعو لمحاربة الفكر المنحرف.
  • وافق معظم أفراد العينة وبنسبة بلغت 8.38 % على خطر الأشخاص الذين يرسلون رسائل داعمة للإرهاب.
  • يرى 56.4 % انه يمكن استغلال وسائل الإعلام الأخرى للتبصير بخطورة استغلال المنظمات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تأتي غير مباشرة
  • أكد 83.2 % من أفراد العينة أن عدم الموافقة على طلبات الصداقة من الأشخاص المجهولين والقروبات المجهولة أسلوب مناسب لمحاربة المنظمات الإرهابية.

وبصورة عامة يمكن أن نقول أن الصورة الذهنية سلبية في أذهان الطلاب السعوديين، رغم تأكيد الدراسة اعتماد الطلاب بشكل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات عن المنظمات الإرهابية

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

  1. –ابراهيم الميفيني: شبكات التواصل الاجتماعي منصة داعش الافتراضية ومغناطيس الشباب-مقال-صحيفة الغد-عمان الاردن 11 شباط 2016
  2. ايمان عبدالرحيم السيد الشرقاوي: جدلية العلاقة بين الاعلام الجديد والممارسات الارهابية-دراسة تطبيقية علي شبكات التواصل الاجتماعي-ورقة مقدمة لندوة دور الاعلام العربي في التصدي لظاهرة الارهاب-جامعة نايف الامنية- الرياض 2014
  3. حسن علوان-موضوع الارهاب في الفضائيات العربية-اطروحة دكتوراة –غير منشورة-الاكاديمية العربية-الدنمارك-2008
  4. حسن عماد مكاوي-ليلي حسين-الاتصال ونظرياته المعاصرة-الدار المصرية اللبنانية-القاهرة -1998
  5. سمير محمد حسين-بحوث الاعلام الاسس والمبادئ –القاهرة- -عالم الكتب-1976
  6. مصطفي النمر- غادة البطريق-المدخل الي الاتصال بين الاعلام التقليدي والاعلام الجديد-مكتبة المتنبي –الرياض-2016
  7. محمود قلندر-مقدمة في الاتصال الجماهيري-دار عزة للنشر والتوزيع –الخرطوم 2003
  8. محمد الراجحي-الصورة الذهنية لجماعة الاخوان المسلمين في الصحافة الالكترونية المصرية-ورقة مقدمة لمركز الجزيرة للدراسات –الدوحة –يونيو 2014
  9. محمد بن عبدالعزيز الحيزان-البحوث الاعلامية-اسسها –اساليبها –مجالاتها-مطبعة –سفير- الرياض-2010
  10. محمود عبدالفتاح حافظ الصيرفي-البحث العلمي-الدليل التطبيقي للباحثين- دار وائل-عمان-2001
  11. عاطف عدلي العبد- الاعلام وثقافة الطفل-دار المعارف-القاهرة-1995
  12. علي عجوة-العلاقات العامة بين النظرية والتطبيق-عالم الكتب – القاهرة-2001
  13. عبد الباسط محمد حسين- اصول البحث الاجتماعي-مكتبة مدبولي-القاهرة 1991
  14. علي بن شويل القرني-العلاقة بين الاعلام والارهاب-ورقة مقدمة للدورة التدريبية عن الاعلام ودوره في التصدي للارهاب—جامعة نايف للعلوم الامنية-2005
  15. عادل ضيف الله-دور الصورة الذهنية في تعزيز السلام الاجتماعي-ورقة علمية غير منشورة-كلية الموسيقي والدراما-جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا –الخرطوم –بدون تاريخ
  16. عبدالعزيز تركستاني-دور اجهزة العلاقات العامة في رسم الصورة الذهنية للمملكة العر بية السعودية-دراسة مقدمة للمنتدي الثاني للجمعية السعودية للاعلام والاتصال-اكتوبر 2004
  17. فلاح عامر الدهمشي-الاتصال –اسسه ووسائله ونظرياته-مكتبة المتنبي-الرياض- 1435
  18. قينان عبدالله الغامدي-التوافق والتنافر بين الاعلام التقليدي والاعلام الالكتروني- ورقة بحثية مقدمة الي ندوة الاعلام والامن الالكتروني-جامعة نايف للعلوم الامنية –الرياض-مايو 2012

 

 

 

(1)  عاطف عدلي العبد : الإعلام وثقافة الطفل، القاهرة، دار المعارف 1995م ص63

1) علي عجوة: العلاقات العامة بين النظرية والتطبيق – علم  الكتب – القاهرة 2001م ص 88

(1)  إبراهيم  الميفيني : شبكات  التواصل الاجتماعي منضدة داعش الافتراضية  ومغناطيس الشباب – مقال- صحيفة الغد – عمان الأردن – 11 شباط 2016م

(2)  محمود عبد الفتاح حافظ الصيرفي- البحث العلمي – الدليل التطبيقي للباحثين –  دار وائل – عمان – 2001م ص 28

(1)  عبد الباسط محمد حسني – أصول البحث الاجتماعي – القاهرة- مكتبة مدبولي 1991م ط11 ص 249

* البروفيسور مبارك يوسف محمد خير- أستاذ الإعلام بجامعة جازان و الدكتور مكي محمد مكي – أستاذ مشارك بجامعة وادي النيل- الدكتور ابن عوف حسن أستاذ مساعد في الإعلام بجامعة جازان

(1) محمد بن عبد العزيز الخيرات- البحوث الإعلامية – أسسها- أساليبها – مجالاتها – مطبعة سفير – الرياض – 2010م ص71

(1)  قينان عبد الله الغامدي- التوافق والتنافر بين الإعلام التقليدي والأعلام الالكتروني- ورقة بحثية مقدمة إلى ندوة الإعلام والأمن الالكتروني – مايو 2012م جامعة نايف للعلوم الأمنية

(1)  محمد الراجحي – الصورة الذهنية لجماعة الأخوان المسلمين في الصحافة الالكترونية المصرية. مقدمة لمركز الجزيرة للدراسات – الدوحة – يونيو 2014م

(2)  علي بن شويل القرني – العلاقة بين الإعلام والإرهاب – ورقة مقدمة للدورة التدريبية عن الإعلام ودوره في التصدي للإرهاب والذي نظمته جامعة نايف للعلوم الأمنية – قطر يوليو2005م

(1)  إيمان عبد الرحيم السيد الشرقاوي – جدلية العلاقة بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية – دراسة تطبيقية على شبكات التواصل الاجتماعي – ورقة مقدمة  لندوة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب – جامعة نايف الأمنية – الرياض 2014م

(1)  عادل ضيف الله- دور الصورة الذهنية في تعزيز السلام الاجتماعي 0 ورقة غير منشورة – كلية الموسيقى والدراما  جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا- بدون تاريخ

(2) عبد العزيز تركستني – دور أجهزة العلاقات العامة في تكوين الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية – دراسة مقدمة للمنتدى الثاني للجمعية السعودية للإعلام والاتصال – عن صورة المملكة العربية السعودية في العالم – اكتوبر 2004م

(1)  حسن علوان – موضوعة الإرهاب في الفضائيات العربية – أطروحة دكتوراه ،غير منشورة،  الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك 2008م

(1) عبد النبي عبد الطيب – فلسفة ونظريات الاعلام- دار العالمية – القاهرة – 2013م ص130

(1)  محمود فلندر – مقدمة في الاتصال الجماهيري – دار عزة للنشر والتوزيع – الخرطوم 2003م ص204

(2)  حسن عماد  مكاوي – ليلي حسين السيد – الاتصال ونظرياته المعاصرة- الدار المصرية اللبنانية – القاهرة 1998م ص244

(1)  مصطفى النمر – غادة البطريق – المدخل إلى الاتصال بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد – مكتبة المتنبي – الرياض- 2006م ص164

(2)  فلاح عامر الدهمش – الاتصال – أسسه ووسائله ونظرياته – مكتبة المتنبي – الرياض – 1435هـ  ص179